حرمة المساجد وتعظيم شأنها في الإسلام للشيخ احمد محمد أبو اسلام



عناصر الخطبة
1) مفهوم المساجد
2) فضل المساجد وعمارتها
3) الصالحون وعمارة المساجد
4) شهداء مسجد الروضة وشهداء الوطن في قلوبنا
الخطبة الاولى
=======
الحمد لله الخبير فلا تخفى عليه خافية يعلم ما توسوس به نفس المرء وما ينطق به سراً أو علانية. أحمده سبحانه أمرنا بحفظ ألسنتنا عن قول الزور والفحشاء وأسأله التوفيق لقول الحق في السراء والضراء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا مُحمداً عبده ورسوله بشر الصادقين بجناتٍ تجري من تحتها الأنهار. وآذن الكاذبين بسوء العاقبة والنار والدمار. صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل الصدق في الأقوال والأفعال والبُعد عن الزيغ والضلال وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
مفهوم المساجد
=========
مفهوم المساجد: جمع مَسجِد، إن أُريد به المكان المخصوص المُعَدّ للصلوات الخمس،
فالمسجد لغة: الموضع الذي يسجد فيه، ثم اتّسع المعنى إلى البيت المُتّخذ لاجتماع المسلمين لأداء الصلاة فيه، قال الزركشي رحمه الله: ((ولَمّا كان السجود أشرف أفعال الصلاة، لقرب العبد من ربه، اشتق اسم المكان منه فقيل: مسجد، ولم يقولوا: مركع، ثم إن العُرف خصص المسجد بالمكان المهيّأ للصلوات الخمس، حتى يخرج المُصلّى المجتمع فيه للأعياد ونحوها، فلا يُعطى حكمه))
والمسجد في الاصطلاح الشرعي: المكان الذي أُعِدّ للصلاة فيه على الدّوام ، وأصل المسجد شرعاً: كل موضع من الأرض يُسجد لله فيه ؛لحديث جابر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... وجُعِلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيُّما رجل من أمّتي أدركته الصلاة، فليصلِّ)) ، وهذا من خصائص نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - وأمّته، وكانت الأنبياء قبله إنما أُبيحت لهم الصلاة في مواضع مخصصة: كالبِيَع والكنائس.
وقد ثبت في حديث أبي ذرّ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( ... وأينما أدركتك الصلاة فصلِّ، فهو مسجد))
المساجد أفضل الأماكن وأحبها إلى الله تعالى؛ لأنها محل العبادة والذكر، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور:36] .
وأفضلها المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم بيت المقدس فقد ورد في [أخبار مكة للفاكهي ] عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِائَةُ أَلْفٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفٌ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةٍ "
فضل المساجد وعمارتها
المساجد هي النور الذي يضىء للناس طريقهم وهو المدرسة التي يتعلم منها المسلمون أمور دينهم لذالك أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم بعمارة المساجد وتنظيفها وتطييبها وإعدادها للذكر والصلاة وعبادة الله عزوجل فيها فقد ورد في سنن الترمذي في الحديث الصحيح عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ المَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَنْ تُنَظَّفَ، وَتُطَيَّبَ» وأعد الله أجراً عظيماً لمن يبني لله مسجداً ,فقد ورد في سنن بن ماجة في الحديث الصحيح عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللَّهُ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» بل إن من بنى لله مسجداً بقدر ما يضع الرجل جبهته على الأرض في السجود كان له الأجر الجزيل من رب العالمين , فقد ورد في سنن بن ماجة في الحديث الصحيح عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» [ومعني (كمفحص قطاة) هو موضعها الذي تجثم فيه وتبيض. لأنها تفحص عنه التراب. وهذا مذكور لإفادة المبالغة. وإلا فأقل المسجد أن يكون موضعا لصلاة واحد ] .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يساهم في بناء مسجده بنفسه فكان قدوة في ذالك وفي جميع أموره صلى الله عليه وسلم ,فقد ورد في سنن ابن ماجة فى الحديث الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ثَامِنُونِي بِهِ» قَالُوا: لَا نَأْخُذُ لَهُ ثَمَنًا أَبَدًا، قَالَ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِيهِ وَهُمْ يُنَاوِلُونَهُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَالْمُهَاجِرَهْ» قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ», ومن تعلق قلبه بالمساجد كان في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ,فقد ورد في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
فالمساجد تشع نور الهداية وتنشر رحمة الإسلام وتبين سنة خير الأنام فهي تخرج عباداً زهاداً أتقياء ورعين قال الله عز وجل : اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)} [النور: 37، 38]
فإنه لما لَمَّا ضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى مَثَلَ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، بِالْمِصْبَاحِ فِي الزُّجَاجَةِ الصَّافِيَةِ المتوقد من زيت طيب وذلك كالقنديل مثلاً، ذَكَرَ مَحِلَّهَا وَهِيَ الْمَسَاجِدُ الَّتِي هِيَ أَحَبُّ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْأَرْضِ، وَهِيَ بيوته التي يعبد فيها ويوحد، فقال تَعَالَى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ} أي أمر الله تعالى بتعاهدها وتطهيرها من الدنس واللغو، والأقوال والأفعال التي لا تليق فيها، كما قال ابن عباس: نهى الله سبحانه عن اللغو فيها، وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ أَمَرَ اللَّهُ سبحانه وتعالى ببنائها وعمارتها ورفعها وَتَطْهِيرِهَا، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ كَعْبًا كَانَ يقول: مكتوب في التوراة إِنَّ بُيُوتِي فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ، وَإِنَّهُ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وَضَوْءَهُ، ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي أكرمته، وحقٌ على المزور كرامة الزائر (أخرجه ابن أبي حاتم) وقد بشر الله الذاكرين العابدين بالبشرى العظيمة وهو أن الله يذكرهم فيمن عنده فقد ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» بل إن المكث في المسجد له أجرٌ عظيم من رب العالمين ,وكثرة الخطا إلى المساجد يمحو الله بهما الخطايا والذنوب فقد ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ»
بل إن عمار المساجد هم جيران الله عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ " اللَّهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ جِيرَانِي؟ أَيْنَ جِيرَانِي؟ قَالَ: فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ رَبَّنَا وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ فَيَقُولُ أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ " [مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (1 / 251):]ياله من فضل عظيم أن تكون بجوار الرب الكريم بل إن من وضع سراجاً أو من أضاء المسجد كان له الأجر الوفير ,فكما ورد في مسند الحارث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَسْرَجَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ سِرَاجًا لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ ضَوْءٌ مِنْ ذَلِكَ السِّرَاجِ»
(الخطبة الثانية)
الحمد لله العزيز الغفار؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد البررة الأخيار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
االصالحون وعمارة المساجد
================
سيدنا أبو بكر
==========
كان الصحابة يعرفون للمسجد قدره فإذا دخلو المسجد زهدوا الدنيا وما فيها وهذا لإلتزامهم بالأداب التي علمها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا هو سيدنا أبوبكر كان دائم الذكر والعبادة في المسجد فقد ورد في صحيح البخاري ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَرَفَيِ النَّهَارِ: بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَقِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لاَ يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ "
عطاء بن أبي رباح
========
وعن أبن جريج كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة وكان من أحسن الناس صلاة
المرأة العجوز وعمار المسجد
=================
ويحكى أن ملكاً من الملوك أراد أن يبنى مسجداً في مدينته وأمر ان لا يشارك أحدٌ في بناء المسجد لا بالمال ولا بغيره حيث يريد أن يكون هذا المسجد من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من أن يساعد أحدٌ في ذالك , وفعلاً تم البدء في البناء ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الملك في منامه وكأن ملكاً نزل من السماء فمسح اسمه من على المسجد ووضع اسم امرأة بدلاً من اسمه فاستيقظ الملك مفزوعاً وأرسل جنوده ينظرون هل اسمه موجوداً أم لا فوجدوا اسمه كما هو فقالوا له هذه أضغاث أحلام وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا واستيقظ مفزوعاً فأرسل الملك جنوده ليتأكدوا من أن أسمه موجوداً فوجدوا اسمه موجوداً كما هو فتعجب الملك وغضب وتكررت الرؤيا للمرة الثالثة فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ اسم المرأة فأمر جنوده بالبحث عن هذه المرأة فجاءوا بالمرأة فإذا هي امرأة عجوزٌ فقيرة ترتعش من خوفها من الملك فسألها الملك هل ساعدتى في بناء المسجد الذي يبنى قالت :ياأيها الملك أنا امرأةٌ عجوزٌ فقيرة ,وقد سمعتك وأنت تنهى عن أن يساعد أحد في بناء المسجد فلا يمكنني أن أعصيك فقال لها أسألك بالله ماذا صنعتي في بناء المسجد فقالت والله ما عملت شيئاً قط في بناء المسجد إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد , فإذا أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض وبالقرب منه دلو فيه ماء وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع والعطش قد بلغ من مبلغاً شديداً فقربت إليه الماء فقال الملك عملتى هذا لوجه الله عز وجل وأنا قد عملت ليقال مسجد الملك فأمر الملك أن يكتب اسم هذه المرأة العجوز على هذالمسجد
أداب للمسجد علمها لنا رسول الله
==================
وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا قَالَ: خِصَالٌ لَا تَنْبَغِي فِي الْمَسْجِدِ: لَا يُتَّخَذُ طَرِيقًا، وَلَا يُشْهَرُ فِيهِ سِلَاحٌ، وَلَا يُنْبَضُ فِيهِ بِقَوْسٍ، وَلَا يُنْثَرُ فِيهِ نَبْلٌ، وَلَا يُمَرُّ فِيهِ بِلَحْمٍ نِيءٍ، وَلَا يُضْرَبُ فِيهِ حَدٌّ، وَلَا يُقْتَصُّ فيه أَحَدٍ، وَلَا يُتَّخَذُ سُوقًا. وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَنِّبُوا الْمَسَاجِدَ صِبْيَانَكُمْ وَمَجَانِينَكُمْ وَشِرَاءَكُمْ وَبَيْعَكُمْ وَخُصُومَاتِكُمْ، وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ، وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَاتَّخِذُوا على أبوابها المطاهر، وجمروها في الجمع» (أخرجه ابن ماجه وفي إسناده ضَعُفٌ)ولكن هناك أحاديث تعضده . أَمَّا أَنَّهُ لَا يُتَّخَذُ طَرِيقًا فَقَدْ كره بعض العلماء فِيهِ إِلَّا لِحَاجَةٍ ؛ وَفِي الْأَثَرِ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَتَعَجَّبُ مِنَ الرَّجُلِ يَمُرُّ بِالْمَسْجِدِ لَا يُصَلِّي فِيهِ؛ وَأَمَّا أَنَّهُ لا يشهر فيه السلاح وَلَا يُنْبَضُ فِيهِ بِقَوْسٍ وَلَا يُنْثَرُ فِيهِ نَبْلٌ، فَلِمَا يُخْشَى مِنْ إِصَابَةِ بَعْضِ النَّاسِ به، وَأَمَا النَّهْيُ عَنِ الْمُرُورِ بِاللَّحْمِ النَّيِّءِ فِيهِ فلما يخشى من تقاطر الدم منه، وَأَمَّا أَنَّهُ لَا يُضْرَبُ فِيهِ حَدٌّ وَلَا يقتص منه فلما يخشى من إيجاد النجاسة فِيهِ مِنَ الْمَضْرُوبِ أَوِ الْمَقْطُوعِ؛ وَأَمَّا أَنَّهُ لَا يُتَّخَذُ سُوقًا فَلِمَا تَقَدَّمَ مِنَ النَّهْيِ عَنِ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ فِيهِ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا بُنِيَ لذكر الله والصلاة فيه، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي بَالَ فِي طَائِفَةِ الْمَسْجِدِ: «إِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا إِنَّمَا بُنِيَتْ لذكر الله والصلاة فيها»[مختصر تفسير ابن كثير (2 / 608):]
المساجد معالم الإسلام تعتبر المساجد من أبرز معالم الإسلام ومكونات المجتمع الإسلامي، ومن أبرز المؤسسات التي تحفظ للأمة الإسلامية تاريخها الماضي وتربطه بواقعها الحاضر.
وفي هذا المعنى يرشد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى وجوب الإمساك عن القتال إذا رأوا مسجدا أو سمعوا مؤذنا، كما أخرج أبو عيسى الترمذي وأبو داود رحمهما الله من حديث ابن عصام المزني عن أبيه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا أو سرية يقول لهم: «إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا» وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب .[ عمارة المساجد المعنوية وفضلها (1 / 6):]
شهداء مسجد الروضة وجميع شهدائنا في قلوبنا
=========================
هذ هو منهج النبي صلى الله في تعامله مع المساجد وبيوت الله عز وجل فكان يعظم أمر المسجد فهي بيوت الله عز وجل في الأرض وبالأمس القريب سمعنا عن حدث تألمت له قلوبنا حدث ارتكبه مجموعة من الإرهابيين المجرمين أعداء الدين وأعداء الإنسانية وأعداء الوطن قامو بقتل مئات المصلين في مسجد الروضة بالعريش بقتل الركع والسجود بيوت الله التي بها يحتمي الناس هؤلاء المجرمون خوفوا وروعوا فيها وروعوا الآمنين بل وقتلوا المئات وأصابوا العشرات بأي دين يدينون بأي منهج يتمسكون يقتلوا الأبرياء العزل من المصلين الساجدين الراكعين ويفعلون كل هذا باسم الدين يريدون أن يدمروا مصر وشعبها وجيشها وشرطتها تبا لهم فإن مصر محفوظة بحفظ الله لها وجنودها هم خير جنود الله واستعير كلمة للشيخ الشعراوي عن مصر
إنها مصر لذى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهلها فى رباط إلى يوم القيامة، من يقول عن مصر إنها امه كافرة؟ اذن فمن المسلمون فمن المؤمنون؟ مصر التى صدرت علم الاسلام الى الدنيا كلها صدرته حتى الى البلد الذى نزل فيه الاسلام، هى التى صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الاسلام من يقول عنها ذلك ؟ ذلك هو تحقيق العلم فى ازهرها الشريف، وأما دفاعا عن الإسلام فانظروا الى التاريخ من الذى رد همجيه التتار ؟ إنها مصر، من الذى رد ظلم الصليبين عن الاسلام والمسلمين؟ إنها مصر، وستظل مصر دائما رغم انف كل حاقد او حاسد او مستغل او مدفوع من خصوم الاسلام ، انها مصر و ستظل دائمة".
وفى النهاية أعزي باسمى واسم أئمة وزارة الأوقاف واسم المصريين جميعاًأهالى الضحايا وأهمس في أذنهم إن أولادكم ماتوا وهم في بيت من بيوت الله يؤدون الصلاة لله رب العالمين وقد أحسن الله خاتمتهم وهم شهداء بإذن الله عز وجل
اللهم احفظ مصر وجيشها وشرطتها ورئيسها واجعلهم في أمانك وضمانك يارب العالمين
الدعاء
أقم الصلاة 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات