نبذ الإسلام للعنف والعنصرية والكراهية فى ضوء الســـــــيرة النبوية للشيخ أحمد رضوان وزيرى





الحمد لله رب العالمين، يسمع دعاء الخلائق ويجيب...
يؤنس الوحيد، ويَهدي الشريد، ويُذهب الوحشة عن الغريب...
يغفر لمن استغفره، ويرحَم مَن استرحمه
واشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له
واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله
وبعــــــــــــــــــــد
كيف نتغلب على العنف ونحقــق الســــــــــلام ؟؟؟؟؟
أولا // مراتب السلام
ثــانيا //نبذ العنــف وتحـــقيق الســــلام فى ضوء الســــيرة النبـــــــوية
ثالثــا// اســم الله السلام وآثـــــاره فى الكون
******************************************
فى البدايــــة تجـدر لإشارة إلى أن العنف صــــورة من صـــــور الظلـــــم التى يرفضها الاســــلام
فـــلا يقبل أن يمــارس عليه العنــــف من عـــدوه
كما انـــه يمـنع أتباعـه من العــــنف ضــد الآخرين
فقد روى البخـــــارى عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (انصر أخاك ظالما ، أو مظلوما )
فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال
(تحجزه ، أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره)
// مراتب السلام :
1ـ السلام مع الله
2ـ السلام مع النفس
3ـ السلام مع النــاس
كيف يتحــقق السلام مع النــاس دون تحقيقه مع الله وبالتالى مع النفس !!!!
إذا السلام الحقيقى يبدأ من سلام القلب

// نبذ العنــف وتحـــقيق الســــلام فى ضوء الســــيرة النبـــــــوية :
لا شـك أن الأنبياء أوفر الناس حظـا من الســلام بمراتبه الثلاث
فهاهو أبو الانبياء إبراهـــيم يقابل عنف أبيه وتهـديداته له بالرحمة (سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا)
نلاحظ ... أنه لا  وجه للمقـــــارنة بين الرد  الإبراهيمى الذى يفيض رحمة وسلاما ...
وبين عنف أبيه (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا)
** ورحمة إبراهـــيم نتيجة حتمية للســلام النفــسى الـذى أثمره الســـــــــلام الإلهى **
وإذا كــان هذا هَدْىُ الأنبياء فى الرد على المنكرين
فالأولىَ بهدا الســــــــــلام أولئك المسالمون قال تعالى (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَـــتَبَـيَّنُـواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّــــــــلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)
وكل من آمن بملة إبراهيم فواجب عليه أن يقتدى به (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
--------------------------
** ومن يطالع سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم يظهر له بجلاء كيف حقق النبى  صلى الله عليه وسلم الســــــــــلام فى كل زمــــان ومكــــــــان
//  وكيف استطاع التغـلب على عنـف
(الأوس والخـــزرج بالمدينة ) من خـــلال عــدة أســـاليب :  
منها تنمية الخــــــــير  الفطـــــرى والعـــــمل على تفعيله فى الواقـــــع
وبيان ذلك ::
أن العرب قبل الإسلام كــانوا يعيشون في ظُلمةِ حالكة من العبودية لغير الله والتناحر على الأمور الدنيوية وملذاتها، حيث كانوا يقتتلون على الشاة والبعير، ويقتتلون إذا سبقت فرس أحدهم الآخر، وتمتدّ الحروب ويهلك فيها الحرث والنسل بدعوى جاهليّة وحميّة زائلة وافتخارٍ بأنساب وقبائل، فما زالَ هذا حالُهُم حتّى جاءهُم الإسلام مهذّباً ومُربيّاً واستخرج من العرب مكنونَ الحقّ لديهم والذي غيبتهُ سنون الجهل والتردّي في ظلمات الشرك والضلال، فكانَ العزّ بالاسلام للعرب شعاراً وبه انقلبت أحوالهم لأنّهم قبل الإسلام كانت لهُم عقول ولكن بلا هداية.
كــــــيف استطاع النبى أن يحول خوفهم أمــنا وحروبهم سلاما ؟؟
لقد وضــع النبى يده على الخـير المكنون فى قلوبهم
**1**فقد تميزت الأنصار برقة قلوبهم؛
يقول العرباض بن سارية: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون"، وفي غزوة حنين وقع في قلوبهم شيء؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أعطى غيرهم ولم يعطِهم، وهنا جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا معشر الأنصار؛ مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها عليَّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالًا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله، وأعداءً فألف الله بين قلوبكم؟» قالوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل. ثم قال: «ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل. قال: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم ولصدقتم: آتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولًا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلًا فآسيناك»، «أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة مِن الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ مِن الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا، وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار»، فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسمًا وحظًّا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرقوا. (رواه البخارى).

**2**ومِن صفات الأنصار الســخـاء،
وقد أثنى الله عليهم بهذه الصفة بنص كتابه قال الله جلَّ وعلا بعد أن ذكر الفقراء المهاجرين قال: ﴿والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ﴾؛ أي: مِن قبل المهاجرين ﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: 9) هؤلاء الأخيار هاجر إليهم المهاجرون وقدموا إليهم في مدينتهم فاقتسموا المدينة والطعام والشراب والزرع والثمار معهم رضي الله عنهم.

**3** ومِن صفاتهم الشـــجــاعة؛
فالأنصار هم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وأخذ النبي عليه الصلاة والسلام يستثير الهمم ويستشير الناس ويجيبه أبو بكر ثم عمر وهو عليه الصلاة والسلام يكرر خطابه الأول «أشيروا عليَّ أيها الناس» ففقه
الأنصار أنه يعنيهم، وفطن إلى ذلك قائد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ، فقال: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل. قال: فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت؛ فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، ولعل الله يريك مِنَّا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله.

فانظروا كيف كان الأوس والخـــزرج في الجاهلية ثم كيف كانوا في الإسلام فصــاروا للدين أنصــــــارا؟
نقول: سبحان الله .. بعد حروب طاحنة بينهم استمرت 150 ســنة
يغير الله أحوالهم وينصر بهم دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم .. اللهم استعملنا ولا تستبدلنا .. اللهم آمين،
------------------
------------------
كيف تغلب النبى على عنـف المشركين بمكة واضطهادهم للمسلمين ؟؟!!!!!
الفـــترة ما بين الهجرة والفتـــــح استطاع النبى صلى الله عليه وسلم التعامل مع عنــف المشركــين بالحـــكمة والســــــلام
وذلــك باعتــزالهم  تــارة ،،
وتــأديبهم تــارة ،،
والعــــفو عنهم تارة ،،
** كــــان الاعتزال أول الأمـــــــــر بالهجرة الى المدينة
** ومن خـــلال الغزوات يعلمنا النبى أن القـوة ركـــــن من أركــــــان الســـــــلام ونبذ العنـــــف
** ثــم جـــآء فتــح مكــة ودخـــل الناس فى دين الســـــــــــلام أفواجا

كانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة ،
فلما رأى أبا سفيان قال له: "اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة, اليوم أذل الله قريشًا"، فاشتكى أبو سفيان للنبي ما قال سعد, فنزع الرسول اللواء من سعد وأعطاه لولده قيس.
وقال " اليــــوم يوم المرحمة "

دخول مكة:
دخل أبو سفيان مكة مسرعًا وصرخ بأعلى صوته: "يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن", فهرعوا مسرعين لبيوتهم والمسجد الحرام.

رفض بعض المتهورين من شباب قريش وسفهائها إلقاء السلاح وأصروا على مقاومة الجيش المسلم واجتمعوا عند منطقة الخندمة لقتال المسلمين وجعلوا عليهم عكرمة بن أبي جهل.

وزع الرسول جيشه على قسمين ::
الميمنة وفيها قبائل أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وغيرهم، وجعل عليهم خالد بن الوليد، وأمرهم أن يدخلوا مكة من أسفلها على أن يتولوا القضاء على أي جيب من جيوب المقاومة،
والميسرة وعليها الزبير بن العوام ومعه راية الرسول ويدخل مكة من أعلاها، والمشاة وعليهم أبو عبيدة بن الجراح.

دخل الرسول مكة على راحلته وهو يضع رأسه تواضعًا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح حتى إن شعر لحيته ليكاد يمس واسطة الرحل، ودخل المسجد الحرام، ومن حوله المهاجرون والأنصار فاستقبل الحجر الأسود، وطاف بالبيت وهو يقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا"، ودخل الكعبة وطهرها مما كان بها من الصور ثم صلى فيها ركعتين.

العفو النبوي :::
بعد أن صلى الرسول داخل الكعبة فتح بابها ثم أخذ بعضادتي الباب وخطب فيهم ثم قال: "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا: "خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم"، قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم, اذهبوا فأنتم الطلقاء".
-----------------            ----------------------
// اسم "السلام" وآثــــاره فى نبذ العـنف
هذا الاسم العظيم له تطبيقات، فمن تطبيقات اسم "السلام" قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(( المسلمُ من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده ))
[ أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر]
يعني قبل أن تتكلم، قبل أن تكتب تصريحاً، قبل أن تتصرف، مع غير المسلمين انتبه إلى أنك سفير المسلمين، والسفير يجب أن يظهر بأعلى مستوى، احمل هم المسلمين ليكن في نفسك غيرة عليهم، لا تسبب لهم سمعة سيئة، أما أن لا تؤذي المسلم معنى بديهي أما المعنى الأعمق المسلم من سلم المسلمون، أي سلمت سمعة المسلمين من لسانه ويده.
(( واللهِ لا يُؤْمِن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمَن جارُه بَوائِقَهُ ))
[ أخرجه البخاري عن أبي هريرة]
 أي شروره، وغوائله، أنت آمنت باسم "السلام" يجب أن تكون أنت مصدر سلام لمن حولك.
إذا وصل الإنسان إلى إيذاء من حوله، ومن حوله خافوه لا تحفل بهذه المكانة هذه مكانة إبليسية، شر الناس من اتقاه الناس مخافة شره، يجب أن تبث فيمن حولك الطمأنينة
أوضح الأمثال:
شاب تزوج، لا يحلو له المزاح مع زوجته إلا بموضوع الطلاق، هو يمزح معها، لكنه بهذا يهــزُّ  أركانها، خطــــأ
بــل يجب أن تطمئنها.
 السيدة عائشة حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل كان زوجاً مثالياً ثم تأسفت في نهاية الكلام بأنه طلقها، هذا الرجل اسمه أبو زرع، بعد أن انتهت من قصتها قال: أنا لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك.
 طمئِن، ليكن من حولك مطمئناً لك، إذا آمنت باسم "السلام" تخلق بهذا السلام بث الطمأنينة فيمن حولك، لا تكن مقلقاً لهم، لا تكن مصدر رعب لهم، لا تبث الرعب في قلوبهم، طبق اسم "السلام" فيمن حولك.
على كل إنسان أن يسلك في حياته اليومية سبل السلام
من طبق منهج الله عز وجل عاش في سلام مع نفسه و مع الله و مع من حوله
*** اسم "السلام" من أدق الأسماء، ومن أقربها إلى المؤمن، لا يوجد إنسان إلا ويبحث عن "السلام"
هل تصدقون أن سورة الفتح نزلت عقب صلح الحديبية  : ::
﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ﴾
( سورة الفتح )
"" لا لأنك حاربت،  ولكن لأنك وقعت اتفاقية سلام مع كفار قريش، الناس يحبون "السلام"، والله عز وجل هو "السلام"""". د // النابلسى
---------- -----    ------------           
لا شيء يعلو على مرتبة العلم:
 لكن الملخص أيها الأخوة، أنه ما من مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب خروج عن منهج الله، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل، والجهل أعدى أعداء الإنسان، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به.
اللهم جعل مصر أمنا أمانا سخاء رخآء وسائر بلاد المسلمين
واهدنا برحمتك سُبل الســــــــــــــلام
وجنّب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطـن
-------------------------
أحمد رضوان وزيرى
إمام وخطيب بالأوقاف






التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات