الاتحاد سبيل العزة والكرامة وحماية المقدسات للشيخ/ السيد مراد سلامة







 الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل المؤمنين إخوة في الدين والإيمان، وشبههم في تعاونهم وتضامنهم وتناصرهم بالجسد الواحد والبنيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وأصلي وأسلم على إمام الأمة نبي الرحمة عبد الله ورسوله، وأمينه على وحيه، الذي غرس بيديه الكريمتين غريسة الوحدة في نفوس المؤمنين، فنمت وتغلغلت، وامتدت جذورها وبسقت أغصانها، وينعت ثمارها، فجعل منهم قوة بعد أن كانت قلوبهم شتى، وعداواتهم جاهرة، وبأسهم بينهم شديدًا، فجزاه الله عنا من إمام أفضل الجزاء، وأعطاه الله الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة من الجنة.
أما بعد: أمة الحبيب الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم – في ظل التحديات الدولية وفي ظل تلك التصريحات الهوجاء الرعناء بأن القدس عاصمة إسرائيل وفي ظل السكوت والانتهاك الدولي وجب على الأمة أن تصحو من غفلتها وأن تقوم من كبوتها وأن تعمل على لم الشمل العربي والإسلامي لتكون الأمة جسدا واحدا أمام أطماع المجرمين ونهم العابثين
والأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة على ظهر الأرض التي تمتلك جميع مقومات الوحدة والاتحاد وعلى الرغم من ذلك فهي الأمة الوحيدة على ظهر الأرض الأن أشد تمزقا واختلافا وتناحرا
أولا: مفهوم وحدة الأمة الإسلامية
=================
وحدة الأمة الإسلامية هي: اجتماع المنتسبين إلى الإسلام على أصول الدين وقواعده الكلية، وعملهم معا لإعلاء كلمة الله ونشر دينه، وبذلك يحققون معنى الأمة كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة آل عمران: 110]،
ثانيا: جوب الوحدة و الاعتصام :ا
=======================
علم علمني الله تعالى و إياك : أن الله تعالى أوجب علينا الوحدة و الاتحاد و جعل ذلك رمزا للإيمان و الانقياد له- سبحانه و تعال-ى فقال -جل ذكره- أمرا مذكرا بفضله علينا {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [آل عمران: 103]
قال القرطبي رحمه الله: "فإن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة، فإن الفرقة هلكة، والجماعة نجاة"، ورحم الله ابن المبارك حيث قال:
إن الجماعة حبـل الله فاعتصموا *** منه بعروته الوثقى لمن دانا
وأخرج الطبري عن عبد الله بن مسعود قال: (حبل الله الجماعة)
في صحيح مسلم ٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ)).
يقول عدي بن زيد العبادي:
وفي كثرة الأيدي عن الظلم زاجر *** إذا حضرت أيدي الرجال بمشهد
ومن لم يكن ذا ناصر عند حقه *** يغلب عليه ذو النصير ويضهد
وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ((لا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)) رواه الإمام أحمد، وأصله في صحيح مسلم عن أبي هريرة.
ولقد أمركم الله تعالى بنبذ الخلاف والخصام والعمل على احتواء الخلافات مذكرا لنا بالإخوة الإيمانية: قال الله عز وجل {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]
وقال جل وعلا: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]
فهذه الأدلة تأمر المسلمين بالأخذ بكل ما يزيد المحبة بينهم، والنهي عن كل ما يولد البغضاء في صفوفهم، وتأمرهم صراحة بأن يكونوا إخوة، ولا يمكن للمسلمين أن يكونوا إخوة إلا إذا كانوا متحدين، فإن الأخوة ضد الفرقة والاختلاف
ثانيا التحذير من الفرقة والاختلاف:
=======================
إخوة الإسلام إننا الأن في مفترق الطرق فإما أن نجتمع و نتحد ،و إما أن نفترق و نختلف في الأولى السعادة و الهناء و في الثانية الخيبة و الخسران و الدما فالفرقة سبيل من سلكه هلك و من اختاره فقد اختار طريق الذل والهوان وصدق الله عز وجل إذ يقول {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:45، 46).
حرموا هداية دينهم وعقولهم *** هذا وربك غاية الخســران
تركوا هداية ربهم، فإذا بهم *** غرقى من الآراء في طوفان
وتفرقوا شــيعاً بها نهجهم *** من أجلها صاروا إلى شنآن
وعلموا عباد الله أن من اجل وأهداف الرسالة المحمدية الاتحاد و نبذ الفرقة فقال سبحانه- {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ } [البقرة: 213]
يقول معن بن زائدة:
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى *** خطب ولا تتفرقوا أجنادا
تأبى القداح إذا جمعن تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت أفرادا
وها هي ويلات الفرقة والاختلاف: لقد ذاقت الأمة في الفترة الأخيرة ويلات وثمرات الفرقة والاختلاف فقد بذرت الفرقة فينا بذور الحنظل لتجني الأمة بعد ذلك ثمار العلقم وهاك بيانها:
- ويلات الفرقة والاختلاف:
===============
أخي المسلم: إن الأمة الإسلامية لم تجن من الفرقة إلا الضعف والهوان وتسلط الأعداء وتربص اليهود والنصارى بهم الدوائر
أولاً: التشبه بالكافرين من أبناء الأمم الماضية: كما قال سبحانه: {{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة آل عمران : الآية 105 .
" ينهى الله تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضين في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم "
ويقول الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: قوله: { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا } معطوف على قوله { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر}
ثانياً: الفشل وذهاب القوة: فالأمة الإسلامية أكثر من مليار ونصف وعلى الرغم من ذلك حالهم كما قال الشاعر
ملياركم لا خير فيه ** كأنما كتبت وراء الواحد الأصفار
كما بين الله سبحانه وتعالى وهو ينهي عن الفرقة والتنازع والاختلاف أن مآل ذلك كله هو فشل الأمة وضعفها وهوانها على أعدائها وذلك في قوله: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} سورة الأنفال: الآية 46.
"المعنى ولا تختلفوا فإن التنازع والاختلاف يوجب الفشل والضعف والجبن، وقوله تعالى: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } يعني قوتكم" .
وهذا الفشل والضعف أدى إلى تفكك الأمة الإسلامية وضعفها وهوانها على أعدائها، فاستبيحت الديار، وانتهكت الأعراض، وخدشت الكرامة، ودنست المقدسات، وعزت النخوة، وقلَّ النصير ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتأمل كيف ضاعت الأندلس وكيف اندثرت حضارة الإسلام والمسلمين من تلك الديار وأصبحت مساجدهم كنائس وخمارات
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من !*** ;أسفٍ كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية **** قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ***ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ ***حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها*** وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ *** وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ *** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ *** أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ***واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ ***عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ *** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما *** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
ثالثاً: الدخول في دائرة الشرك: حيث يبين الله سبحانه أن الفرقة والاختلاف هي صفة من صفات المشركين وينهى ويحذر أبناء الأمة من مغبة الوقوع في ذلك فيقول: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} سورة الروم: الآية 31-32
فالله عز وجل هو الذي يصف المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، فالشرك ألوان وأنماط كثيرة، منهم من يشركون الجن، ومنهم من يشركون الملائكة، ومنهم من يشركون الملوك والسلاطين، ومنهم من يشركون الكهان والأحبار، ومنهم من يشركون الأشجار والأحبار، ولا تنتهي أنماط الشرك وأشكاله، وكل حزب منهم بما لديهم فرحون، بينما الدين القيم واحد لا يتبدل ولا يتفرق، ولا يقود أهله إلا إلى الله الواحد
رابعاً: تبرؤ رسول الله -صلى الله عليه وسلم -منهم:
فقد برأ الله سبحانه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -من أصحاب البدع الذين تفرقوا في دينهم واختلفوا فيما بينهم فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}
فمعنى شيعاً: فرقاً وأحزاباً حيث أوجب الله براءة رسوله -صلى الله عليه وسلم -منهم، أي هؤلاء الذين تفرقوا واختلفوا لست منهم يا محمد وهم ليسوا منك
ويقول الإمام الحافظ ابن كثير {الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً} هم أصحاب البدع والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفاً له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه وكانوا شيعاً، أي فرقاً كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات فإن الله تعالى قد برأ رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما هم فيه
ورغم هذه التحذيرات الإلهية كلها نجد أمة الإسلام قد اختلفت وتنازعت فضعفت وفشلت وها هي الأمم تتكالب عليها من كل حدب وصوب حتى أصبحت هذه الأمة التي وصفها الله من فوق سبع سموات بأنها خير أمة أخرجت للناس كمّاً مهملاً بين الأمم والشعوب.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
أما بعد:
رابعا: مقومات الوحدة في الإسلام:
==================
إخوة الإسلام كما قلت لكم سابقا إن الأمة الإسلامية تمتلك جميع مقومات الوحدة و إليكم في لمحات بسيطة تلك المقومات
المقوم الأول وحدة المعبود والقائد
فالله سبحانه هو الواحد الأحد الذي ندين له تعالى بالعبودية و الخضوع و الامتثال { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 52]
وحد القائد و المرشد و هو محمد صلى الله عليه و سلم – الذي دعنا إلى الألفة و الوحدة و الاعتصام عن أبي نجيح العرباض بن سارية - رضي الله عنه - ، قال : وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا :يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال : (( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي ، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل بدعة ضلالة )) رواه أبو داود والترمذي
المقوم الثاني وحدة الدستور والمنهج: فدستورنا ومنهجنا يتصف بالربانية الشمولية انه القران الكريم الذي دعنا في غير ما أية منه إلى التمسك والاعتصام ونبذ الفرقة والاختلاف
قال الشاعر:
ويجمعنا إذا اختلفت بلاد *** بيانٌ غير مختلف ونطق
المقوم الثالث: وحدة الشعائر والشرائع
فجميع ما يطبقه المسلمون في عباداتهم من شعائر جملة واحدة لا تختلف، وكذلك ما يحتكمون إليه من الشرائع في شتى جوانب الحياة. وكذلك إذا تأملنا في مقاصد تلك الشرائع نجد جملة منها لتحقيق مصلحة الأمة الإسلامية، من حيث قوتها وتماسكها وتعاون أفرادها.
اللغة: يقول طارق أحمد عمرو: اللغة العربية هي عنوان اجتماع على الإسلام ثقافة وحضارة، وهي قاسم مشترك بين عناصر الأمة شعوبا وقبائل ؛ ولذا فالأمل معقود على ضرورة الاهتمام بالعربية، تدريسا، وتخاطبا، وكتابة، وتأليفا، في المدرسة والجامعة والعمل ووسائل الإعلام وصولا إلى ميثاق شرف مشترك تتعاهد فيه الشعوب قبل الأنظمة على استخدام لسانها العربي الفصيح بديلا عن لهجاتها المحلية.
نعم، تتوفر الأمة العربية الإسلامية على عامل توحيد لغوي لا يوجد عند أمم توحدت رغم اختلاف لسانها بين لغات متعددة ولهجات محلية كثيرة (أوروبا، الكومنولث، أمريكا اللاتينية)، اختلفت في اللغات لكن توحدت على السياسات، لذا حري بأبناء الأمة التنبه لعامل اللغة الموحد – بكسر الحاء وتشديدها – للأمة فهو عنصر قوة يضاف إلى العناصر الأخرى والتي نتناولها

الدعاء.....................................................................
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات