حقوق المسنين والكبار في الإسلام للشيخ ماهر السيد خضير
بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أما بعد
عناصر الخطبة
العنصر الأول / توقير الكبير وفضله في الإسلام
العنصر الثاني / من صور توقير الكبير وإكرامه
العنصر الثالث / ثمرة توقير واحترام
الكبير
عباد الله لقد من الله
علينا بنعمة عظيمة جليلة ألا وهى نعمة الإسلام الذي جاء بالكثير من الأخلاقيات
الفاضلة ومن بينها التسامح و الرحمة ،و احترام الكبير و العطف على الصغير ، فها
نحن نرى الإسلام وقد وضع لنا الآداب و المبادئ والأخلاقيات الفاضلة التي تسهم في
توطيد العلاقات الطيبة بين المسلمين ،و من أبرز ذلك تمسك و التزام الصغير بأحترام
الكبير ،و عدم الإعتداء عليهم سواء بالقول أو الفعل و تقدير مكانته و كبر سنه ، وقد
أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم بأحترام الكبير وتوقيره فيا تُرى ماذا يُقصد
بتوقير الكبير ؟
أيها المسلمون / جملة ((توقير الكبير)) يتكون هذا اللفظ من كلمتين (توقير ـ الكبير)
التوقير :- من وقر ومنه تَوْقِيرُ الرَّجُلِ أى تَعْظِيمُهُ ، تَبْجِيلُهُ ، اِحْتِرَامُهُ .
الكبير :- جمع ، كبار كبراء : وهو من
به كبر في السن
التوقير: في الإسلام هو الإجلال والاحترام لمن هو أكبر في السن.
يحدوه في ذلك قول الرسول
، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله
عنهم قال: "ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا" رواه أبو داود والترمذي
وأيضا مما يدل على أهمية توقير
واحترام المسنين وكبار السن بل ويشدد ويتوعد لم يهضم حقهم ما ورد عن عبادة بن
الصامت أن رسول الله
قال: "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا
ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه". رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن
وروى الترمذي عن أنسٍ رضي
الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: (( ما أكرم شابٌ شيخاً لسنّه إلا قيّض
الله له من يكرمه عند سنّه ))
و أورد الهيثمي عن معاذ
بن جبل: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه))
عباد الله / إن مِن حقوق المسنين والكبير في الإسلام أن يُحسَن
معاملاته، بحسن الكلام وطيبه، وجميل الإكرام، وسديد المقال، والتودد إليه برفق
ولين ؛ فإن إكرامهم وإحسان خطابهم هو في الأصل إجلال لله عز وجل؛ فقد جاء في حديث
النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم))
سنن ابن ماجة
و من الضروري والواجب
المحتم أن يعلم ويدرك كل واحد منا أنه ذات يوم سوف يتقدم في العمر ،و يحتاج إلى من
يقدره ،و يحترمه ،و يعامله معاملة طيبة ،ويتذكر ان الصحة الى زوال وان الشباب
والقوة الى زوال وان الفتوة الى زوال وان و هنا نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه
العزيز ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ
بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ صدق الله العظيم ..
ورحم الله من قال / ألم
تَرَ أنَّ الدَّهرَ يومٌ وليلةٌ ... يَحُولانِ من سبْتٍ عليك إلى سَبْتِ
فقُلْ لجديدِ العُمْرِ لا بدَّ من بِلًى ... وقلْ لاجتماعِ الشَّملِ لا بدَّ من شَتِّ
فقُلْ لجديدِ العُمْرِ لا بدَّ من بِلًى ... وقلْ لاجتماعِ الشَّملِ لا بدَّ من شَتِّ
عبدالله اعلم جيداً أنك كما تَدين تُدان: فإذا
احترمنا الكبار والمسنين ، ورعينا حقوقهم ، يسر الله تعالى لنا في كِبَرنا مَن
يرعى حقوقنا ، والجزاء من جنس العمل ، وسيأتي علينا يوم نكون فيه مُسنِّين، ضعيفي
البدن والحواس، في احتياج إلى من حولنا؛ أن يرعوا حقنا، فإن كنا مضيعين لحقوقهم في
شبابنا، فسيضيع الشباب حقوقنا في كبرنا.
لأن الله عز وجل يقول: ﴿ هَلْ
جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ الرحمن: 60 وفي مقابل ذلك: ﴿
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى ﴾ الروم: 10 فإن جزاء الإحسان
الإحسان، والإساءة جزاؤها الإساءة؛ ولذا جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم -
وفي سنده كلام - أنه قال: ((مَن أهان ذا شيبة لم يمُتْ حتى يبعث الله عليه مَن يهين
شيبه إذا شاب))
ومن عظمة الإسلام انه راعى كبار السن في أحكامه وأوامره فالأحكام
الشرعية في الإسلام دائمًا تأخذ في الاعتبار مبدأ التخفيف عن صاحب الحرج، كالمسن..
نرى ذلك بوضوح في جل التشريعات الإسلامية.. فقد خفف الشرع عن المسن في الكفارات
والفرائض والواجبات..
أما التخفيف عن المسن في الكفارات، فقصة المجادلة (خولة بنت ثعلبة) -في القرآن- خير دليل، عندما وقع زوجها (أوس بن الصامت) -وهو الشيخ المسن- في جريمة الظهار، ونزل الحكم الشرعي العام: "وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)" المجادلة: 3، 4
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخولة بنت ثعلبة المجادلة: "مُريه فليعتق رقبة"، فسألت التخفيف عن زوجها. فقال: "فليصم شهرين متتابعين". فقالت: والله إنه شيخ كبير، ما به من صيام. قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تَمر". فقلت: يا رسول الله، ما ذاك عنده! فقال نبي الرحمة: "فإنا سنعينه بعَرَقٍ من تمر"! ولم ينس الرسول الجليل والأب الرحيم أن يوصي المرأة الشابة بزوجها الشيخ فقال: "استوصي بابن عمك خيرًا"
وفي الفرائض: أجاز للمسن أن يفطر في نهار رمضان -ويطعم- إذا شق عليه الصيام، وأن يصلي جالسًا إذا شق عليه القيام، وأن يصلي راقدًا إذا شق عليه الجلوس.. وهكذا...
ولقد عنّف الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل، ذات يوم، لما صلّى إمامًا فأطال فشق على المأموم، قائلاً:
"يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ! [ ثَلَاثَ مِرَارٍ]! فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ!"
ورخص للمسن أن يرسل من يحج عنه إن لم يستطع أن يمتطى وسيلة النقل. فعَنْ الْفَضْلِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلَيْهِ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَقَالَ لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَحُجِّي عَنْهُ"
أما التخفيف عن المسن في الكفارات، فقصة المجادلة (خولة بنت ثعلبة) -في القرآن- خير دليل، عندما وقع زوجها (أوس بن الصامت) -وهو الشيخ المسن- في جريمة الظهار، ونزل الحكم الشرعي العام: "وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)" المجادلة: 3، 4
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخولة بنت ثعلبة المجادلة: "مُريه فليعتق رقبة"، فسألت التخفيف عن زوجها. فقال: "فليصم شهرين متتابعين". فقالت: والله إنه شيخ كبير، ما به من صيام. قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تَمر". فقلت: يا رسول الله، ما ذاك عنده! فقال نبي الرحمة: "فإنا سنعينه بعَرَقٍ من تمر"! ولم ينس الرسول الجليل والأب الرحيم أن يوصي المرأة الشابة بزوجها الشيخ فقال: "استوصي بابن عمك خيرًا"
وفي الفرائض: أجاز للمسن أن يفطر في نهار رمضان -ويطعم- إذا شق عليه الصيام، وأن يصلي جالسًا إذا شق عليه القيام، وأن يصلي راقدًا إذا شق عليه الجلوس.. وهكذا...
ولقد عنّف الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل، ذات يوم، لما صلّى إمامًا فأطال فشق على المأموم، قائلاً:
"يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ! [ ثَلَاثَ مِرَارٍ]! فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ!"
ورخص للمسن أن يرسل من يحج عنه إن لم يستطع أن يمتطى وسيلة النقل. فعَنْ الْفَضْلِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلَيْهِ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَقَالَ لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَحُجِّي عَنْهُ"
عباد الله
لقد علمنا الرسول الكريم
دروساً حية وعملية فى توقير الكبير حتى مع غير اتباعه فانظر اليه وموقفه ورفقه
بأبي قحافة وتوقيره له:
لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا (في رمضان 8هـ/ يناير 630م)، ودخل المسجد الحرام، أتى أبو بكر بأبيه يقوده إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ليبايع ويسلم. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صاحب الخلق العظيم: "هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟!"
قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى أنت إليه!!
فأجلسه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بين يديه، وأكرمه، ثم مسح على صدره، ثم قال: "أسلم" فأسلم.
1 ـ البدء بالكبير بالأمور كلها: كأن يتقدم الكبير على الصغير في صلاة الجماعة، وفي التحدث إلى الناس، وفي الأخذ والعطاء عند التعامل. لما روي مسلم عن أبي مسعود قال: كان رسول الله
يمسح
مناكبنا في الصلاة ويقول: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم
أولو الأحلام والنهي (هم الرجال البالغون) ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وإياكم
وهيشات الأسواق " أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللفظ
والفتن فيها.
لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا (في رمضان 8هـ/ يناير 630م)، ودخل المسجد الحرام، أتى أبو بكر بأبيه يقوده إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ليبايع ويسلم. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صاحب الخلق العظيم: "هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟!"
قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى أنت إليه!!
فأجلسه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بين يديه، وأكرمه، ثم مسح على صدره، ثم قال: "أسلم" فأسلم.
1 ـ البدء بالكبير بالأمور كلها: كأن يتقدم الكبير على الصغير في صلاة الجماعة، وفي التحدث إلى الناس، وفي الأخذ والعطاء عند التعامل. لما روي مسلم عن أبي مسعود قال: كان رسول الله
2ـ الترهيب من استخفاف
الصغير بالكبير: روى الطبراني في الكبير عن أبي أمامة عن رسول الله
أنه قال:
"ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم وإمام مقسط."
والاستخفاف كأن يهزأ به ويسخر منه
ويوجه كلاماً سيئاً إليه، ويسيء الأدب في حضرته، وينهر ه في وجهه وكم من مناظر
يندي لها الجبين نشاهدها في الطرق ووسائل السفر المختلفة
ونجبر على سماعها من داخل البيوت على ما يقال فيها تدمي لها القلوب.
3 ـ الحياء من الكبير: لأن الحياء خلق يبحث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق الكبير
ويدفع إلى إعطاء ذي الحق حقه. روى ابن ماجة والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله
"ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه" وروى الشيخان عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال "لقد كنت على عهد رسول الله
غلاماً فكنت
أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني".
ومن النماذج والأمثلة على ذلك: ما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا لأصحابه: ((إن مِن الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل
المسلم، فحدثوني ما هي؟))، فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله: ووقع في نفسي
أنها النخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: ((هي النخلة))
4 ـ القيام
للقادم: روى البخاري و أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قال: "ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله
ـ في
قيامها وقعودها ـ من فاطمة بنت رسول الله
، قال: وكانت إذا دخلت
على النبي
إليها
فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي
إذا دخل
عليها قامت من مجلسها وقبلته وأجلسته في مجلسها".
5 ـ تقبيل يد الكبير: أخرج أحمد والبخاري وأبو داود و ابن الإعرابي عن زارع وكان في وفد "عبد القيس قال: لما قدمنا
المدينة جعلنا نتبادر من رواحلنا، فنقبل يد النبي ص {ورجله. وروى البخاري عن الوازع بن عامر قال: قدمنا فقيل ذلك رسول الله
فأخذنا
بيده ورجليه} نقبلها.
6ـ إنزال الكبير منزلته
اللائقة به: روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن «شهاب بن
عباد» أنه سمع بعض وفد عبدالقيس وهم
يقولون: قدمنا على رسول الله
، فاشتد فرحهم، فلما
انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا، فرحب بنا النبي
ودعانا،
ثم نظر إلينا، فقال: من سيدكم وزعيمكم؟ فأشرنا جميعاً إلى المنذر بن عائذ . فلما دنا منه المنذر أوسع القوم له حتى انتهى إلى النبي
. فقعد عن يمين رسول الله
، فرحب به وألطفه وسأله
عن بلاده
رزقنا الله وإياكم الإيمان الصادق
والعمل الصالح وأقول قولي هذا واستغفر الله لى ولكم فاستغفروه انه غفور رحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين وبعد
ان توقير واحترام الكبير له ثمراته فى
الدنيا والاخرة ومن ذلك
البركة والخير والنصر بتوقيرهم فإن البر والإحسان إلى
الضعفاء، ورعاية حقوقهم، والقيام بواجباتهم، وتعاهد مشكلاتهم، والسعي في إزالة
المكدرات والهموم والأحزان عن حياتهم، هو من أعظم أسباب التيسير والبركة، وانصراف
الفتن والمحن والبلايا والرزايا عن العبد، وسبب للخيرات والبركات المتتاليات عليه
في دنياه وعقباه فلقد جاء في حديث النبي
صلى الله عليه وسلم: ((إنما تُنصَرون بضعفائكم))
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((الخير مع أكابرِكم))، وفي رواية: ((البركة مع أكابركم))
ü
الفوز بثواب عظيم ،و ذلك لأن التمسك بأحترام كبار السن و تقديرهم من
أهم الأخلاقيات ،و الآداب الفاضلة التي حثنا الإسلام على التمسك بها .
ü
شعور الفرد الذي يحرص على احترام الكبار ،و تقديرهم بالراحة ،و
الإطمئنان ،و ذلك لأنه حينما يكبر سيجد من يحترمه ،و يقدم له المساعدة .
ü
توطيد العلاقات الطيبة بين أبناء المجتمع الواحد مما يزيد وحدتهم ،و
يسهم في رفعة المجتمع ،و تقدمة و الحد من انتشار الخلافات و المشكلات .
وختاماً عباد الله علي كل واحد منا
ان يعلم أولاده وتلاميذه ويغرس فيهم احترام وتوقير الكبير والمسن ويجب أن يحرص كل من الأم والأب على غرس
هذه القيمة في سلوكيات الأطفال من مهدهم حتى تنشأ معهم فـــ
·
يجب أن نعلمه أن يخفض صوته عند التحدث إلى من هو أكبر منه سناً.
·
ويقف إحتراماً له إذا دخل عليه وأن يبادر هو دائماً بمد يده مصافحاً.
·
وألا يضع رجليه فوق بعضهما أمامه أو يمدهما.
·
كما يجب أن يعلمه أن يُقبل أيادى أمه وأباه وجده وجدته.
·
وأن يرى منا عملياً تأكيدا على هذه الأفعال التى نعلمه إياها والتى
تغرس في نفسه التواضع والاحترام.
اللهم اجعل خير أعمالنا
خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا يا رب العالمين.
الدعاء
......................... وأقم الصلاة
أعدها الفقير إلى عفو ربه
ماهر السيد خضير