حرمة المســــــــــاجد للشيخ أحــمد رضوان محمد وزيرى



هــــل المقــــــــتول ظــلما شـــــــهيد ؟؟
مبشرات ل شهداء " مسجد الروضة " بالعــريش / مصر
أول هذه البشريات ::
ــ نسأل الله أن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وذلك تفاؤلاً باسم المسجد " الروضـــة " ، وهذا من هديِ النبى ﷺ حيث كان يعجبه الفأل الحسن
ففى مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : كان النبي ﷺ. يعجبه الفأل الحسن ، ويكره الطيرة.)
قال ابن الأثير: "التفاؤل مثل أن يكون رجل مريض فيتفاءل بما يسمع من كلام فيسمع آخر يقول: يا سالم، أو يكون طلب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد، فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته"
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "يُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ"
وفي صلح الحديبية عندما جاء سهيل بن عمرو لمفاوضة المسلمين، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَصحَابِهِ: "سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ" ..صحيح البخارى
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا القَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ ) .
وقال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ "
لكن معناه صحيح
فنسأل الله أن يجعل قبورنا وقبور شهداء المسجد روضة من رياض الجنة
/هـــذا ظننا باللـــــــه الكـريم الودود الحيي الستير الطيب سبحانه وتعالى/
قال الحافظ ابن حجر : ...وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال.
ومن الفأل الحسن ما كان ﷺ يفعله في حياته كلها، فكان صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الحسنة، ويعجبه التيمن في شأنه كله؛ لأن أصحاب اليمين أهل الجنة.
وهذا من باب حسن الظن بالله تعالى المأمور به شرعاً، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ:
يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي. وفي رواية: فليظن بي ما شاء.
/ هـــــــــذا ... وشأن القـــــبور عظيم ..
والنجـــــاة من خطره فـــوز كبير /
" كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ) قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) .
صححه الحاكم
***
** ولعـــل هذا التفاؤل ان يخفف شيئاً من الحــزن الذى أصابنا بمصاب شهداء مسجد الروضة
فمن فوائد الفأل وحسن الظن بالله:
أولًا: يجلب السعادة والسرور إلى القلب، ويذهب عنه الهم والحزن، وهذا مطلوب شرعًا، ففي صحيح البخاري مِن حَدِيثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ"
والمراد بالتفاؤل انشراح قلب المؤمن، وإحسانه الظن، وتوقع الخير"
***
ثانيًا: فيه تقوية للعزائم، ومعونة على الظفر، وباعث على الجد والعمل، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ )[التوبة: 105].
وفي صحيح مسلم مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ"
ثالثًا: فيه اقتداء بالسنة النبوية، فقد حثَّ النبي ﷺ على ذلك.
***
ثانى هذه البشريات ::
أين قُتـــل هؤلاء الأبرياء ؟؟!!
فــى بيت من بيوت الله
فهــؤلاء الأبرياء قُتلوا فى مصـــدر النــــــور " المساجد"
((نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ))
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بفضل عمــارة المســـاجد, فقال من حديث سلمان:
((ما من مسلم توضأ, فأحسن الوضوء, ثم أتى مسجداً من مساجد الله, إلا كان زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر))
[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن سلمان]
/ومن مظــــاهر هذا الإكــرام أنــه فى ضمان اللـــه حتى يدخله الجــنة/
((ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ، رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ .))صححه الحاكم والذهبى
وقال عليه الصلاة والسلام:
((من غدا إلى المسجد أو راح, أعدّ الله له في الجنة نزلاً, كلما غدا أو راح))
[أخرجه البخاري وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة]
وكان بعض الصالحين إذا راح بعد صلاة العشاء إلى منزله, كثيراً ما يقول:
نروح ونغدو كل يوم وليلة وعمّا قليل لا نروح ولا نغدو
***
وقد قال الله تعالى ليلة المعراج للنبي -عليه الصلاة والسلام-:
((هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: لا, قال: في الكفارات والدرجات, قيل: فما هي؟ قال: أما الكفارات فإسباغ الوضوء بالماء البارد, ونقل الأقدام إلى المساجد للجماعات, وانتظار الصلاة بعد الصلاة))
[أخرجه الترمذي عن ابن عباس]
ومن علامة الإيمان أن تعمر مساجد الله﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ﴾
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
((يقول الله: وعزتي وجلالي، إني لأهم بأهل الأرض عذابا، فإذا نظرت إلى عمار بيوتي، وإلى المتحابين في، وإلى المستغفرين بالأسحار، صرفت ذلك عنهم))
[شعب الإيمان عن أنس]
ويـــــــؤيد هذا أن الســـــــــاعة لا تقــــــــوم إلا على شــــــرار الخلق
روى مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ : اللَّهُ اللَّهُ ).
ثـــالث هذه البشريات ::
مـــــتى قتل هؤلاء الأبرياء ؟؟!!
يــوم الجمعــة
نســـــــأ ل الله الوقـــاية من فتنة القـــبر
فالـــموت يــوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة
روى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر » . وصفه الترمذي بكونه غريبا ومنقطع الإسناد، ووصفه الحافظ ابن حجر بأنه ضعيف الإسناد، لكن قال الشيخ الألباني إنه بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن أو الصحة
قال المباركفوري في شرح الترمذي عند شرحه للحديث: أي حفظه الله من فتنة القبر أي عذابه وسؤاله
وهذا محض فضل الله وتوفيقه لحسن الخاتمة.
ومـــن فضــائل يوم الجمعة
** روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الصَّلاةُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ )
وعن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ). رواه مسلم
** التبكير إليها فيه أجر عظيم .
روى البخاري (841) ومسلم (850) عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ) .
رابــــــع هذه البشريات ::
من علامات حب الله لعـــــــبده أن يقبضــه على عمل صالح ؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله" قالوا: كيف يستعمله؟ قال: "وفقه لعمل صالح قبل موته"؛ رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه.
فـــــــــ يا فوز من عسّله الله
قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللَّهُ عز وجل لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» (مسند الإمام أحمد، حديث رقم: 17438، وصححه الألباني في صحيح الجامع).
قصة من أسلم ثم مات :
شاب أمريكي أتى إلى المركز الإسلامي بمدينة نيويورك في فجر أحد الأيام ، وقال للإخوة في المسجد : أريد أن أكون محمدياً ، أريد أن أسلم ولا تسألوني عن السبب ، فنطق بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمداً رسول الله ،
وعلّموه الوضوء والصلاة وقال لهم : أريد أن أبقى معكم عدة أيام في المركز ، فرحبُّوا به ، ومن اليوم الأول لفت أنظار الجميع في المركز بكثرة صلاته ودعائه وبكائه ، وفي اليوم الرابع أتى إلى أحد الإخوان في المسجد وقال له : أريد أن أسمع القرآن ، اقرأ علّي القرآن ، فقال له : يا أخي والله إني مسلم من عشرات السنين ، ولكني احتقرت نفسي وعبادتي بجانب عبادتك ، فأسألك بالله ما هي قصتك ؟ فقال له : أنا منذ أربع سنوات ما أنام إلا باكياً داعياً الله أن يهديني إلى الدين الحق ، وفي الليلة التي سبقت مجيئي إليكم رأيت عيسى عليه الصلاة والسلام في المنام وقال لي : كن محمدياً ، كن محمدياً ، فأنا ومحمد أخوان ، ومحمد صلى الله عليه وسلم أُرسِل للعالمين كافة نذيراً وبشيراً ، وسأنزل آخر الزمان وأحكم بشريعته ، و بعد دخولي في الإسلام ، ولمَّا بدأت أصلي وجدت راحة وسعادة ولذة عجيبة ، لم أذقها طوال حياتي ، وهذا سبب كثرة صلاتي ودعائي .
يقول الراوي : وفي ذلك اليوم في صلاة العشاء قام ذلك الشاب للصلاة وفي الركعة الأولى سجد ولم يرفع من سجوده ، وبعد انتهاء الصلاة ، نادى الإمام عليه ليقوم فلم يقم ، فقاموا ليحركوه فإذا به قد فارق الحياة .
وهذه خاتمة الصدق مع الله عز وجل
خـــامس هذه البشريات ::
المقــتول ظلما شهيد
نحــسبهم شهــداء عند اللـــــــــــه تعالى وذلك لأسباب شرعية كثيرة منها
/// كل مسلم يقتل ظلماً فله أجر الشهيد في الآخرة ، وأما في الدنيا : فإنه يغسَّل ، ويصلَّى عليه ، ولا يُعامل معاملة قتيل المعركة .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المقتول ظلما تكفر عنه ذنوبه بالقتل، كما ورد في الخبر الذي صححه ابن حبان وغيره: إن السيف محاء للخطايا ـ وعن ابن مسعود قال: إذا جاء القتل محا كل شيء ـ رواه الطبراني، وله عن الحسن بن علي نحوه، وللبزار عن عائشة مرفوعا: لا يمر القتل بذنب إلا محاه.
أما عن الحكم بالشهادة: فالوارد أن المقتول من المسلمين ظلما شهيد، قال أبو عمر بن عبد البر في شرحه، لقول عمر بن الخطاب: اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك، ووفاة ببلد رسولك ـ وهذا الحديث يدل على أن المقتول ظلما شهيد في غزاة، أو في غير غزاة، في بلاد الحرب وغيرها.
وجاء في " الموسوعة الفقهية " ( 29 / 174 ) :
"ذهب الفقهاء إلى أن للظلم أثراً في الحكم على المقتول بأنه شهيد ، ويُقصد به غير شهيد المعركة مع الكفار ، ومِن صوَر القتل ظلماً : قتيل اللصوص ، والبغاة ، وقطَّاع الطرق ، أو مَن قُتل مدافعاً عن نفسه ، أو ماله ، أو دمه ، أو دِينه ، أو أهله ، أو المسلمين ، أو أهل الذمة ، أو مَن قتل دون مظلمة ، أو مات في السجن وقد حبس ظلماً .
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن مَن قُتل ظلماً : يُعتبر شهيد الآخرة فقط ، له حكم شهيد المعركة مع الكفار في الآخرة من الثواب ، وليس له حكمه في الدنيا ، فيُغسَّل ، ويصلَّى عليه" انتهى .
ولا يشترط لتحصيل ثواب الشهداء أن يواجه المظلوم أولئك المعتدين ، فإن قتلوه على حين غِـــــرَّة : كان مستحقّاً لثواب الشهداء إن شاء الله .
ومما يدل على ذلك : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهي يصلي الفجر بالمسلمين ، وعثمان بن عفان رضي الله عنه ، قتله الخارجون عليه ظلماً ، وقد وصفهما النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما شهداء .
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى " أُحُدٍ " وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ ، قَالَ : (اثْبُتْ أُحُدُ ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، أَوْ شَهِيدَانِ) رواه البخاري
" (فالنبي) هو عليه الصلاة والسلام ، و(الصدِّيق) : أبو بكر، و(الشهيدان) : عمر ، وعثمان ، وكلاهما رضي الله عنهما قُتل شهيداً ، أما عمر : فقُتل وهو متقدم لصلاة الفجر بالمسلمين ، قُتل في المحراب ، وأما عثمان : فقُتل في بيته ، فرضي الله عنهما ، وألحقنا وصالح المسلمين بهما في دار النعيم المقيم"
وكتابة أجر الشهادة لمن يُقتل ظلماً لا تعني تطبيق أحكام الشهادة الدنيوية من حرمة الغسل والصلاة عليه، وإنما هي ثواب من الله تعالى في الآخرة، يقول الإمام النووي رحمه الله: "واعلم أن الشهيد ثلاثة أقسام: أحدها: المقتول في حرب بسبب من أسباب القتال؛ فهذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة وفي أحكام الدنيا، وهو أنه لا يُغسَّل ولا يُصلَّى عليه، والثاني: شهيد في الثواب دون أحكام الدنيا، وهو المبطون, والمطعون, وصاحب الهدم, ومن قتل دون ماله, وغيرهم ممن جاءت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيداً؛ فهذا يُغسَّل ويُصلَّى عليه وله في الآخرة ثواب الشهداء, ولا يلزم أن يكون مثل ثواب الأول" انتهى "شرح مسلم" (2/ 164
/// الموت بسبب الهدم والغرق شهادة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغَرِق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله"؛ متفق عليه.
/// الموت بالحرق، وذات الجنب، والسل شهادة ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "القتل في سبيل الله شهادة " ثم قال: "والحرق والسل" حديث صحيح
وعَنْ جَابْرِ بْنِ عَتِيكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " . . . الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ الْهَدَمِ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ الْحَرَقِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ " [ رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
/// الموت دفاعاً عن الدين أو المال أو النفس شهادة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قُتِل دون ما له فهو شهيد، ومن قُتِل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"؛ رواه الترمذي.
اللهم اغفر وارحم واعف وتكرّم إنك أنت الأعز الأكرم
-----------------
أحــمد رضوان محمد وزيرى

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات