كنز الأخلاق الشهامة وإغاثة الملهوف د عادل عبدالله هندي
لقد جاءت الرسالة الخاتمة
على يد رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلّم-
لتكتمل منظومة الأخلاق والقِيَم في حياة البشرية؛ وقد ورد في الحديث قول النبيّ u: (إنّما بُعثت لأُتَمِّم صالحَ الأخلاق)،
ولكمة أُتّمِّم تُدَلِّل على أن رسالة الإسلام رسالة أخلاقية، متمّمة لما كان عليه
الأنبياء وأممهم والسابقون من أخلاق وقيم فاضلة يرضاها الله تعالى لعبادِه.
ومن كنوز الأخلاق
وروائعها: الشهامة ونجدة الملهوف وإغاثته.. وهي صفات لا يتعلّمها المسلم في مدرسة
أو جامعة؛ بل هي تراكمات إنسانية ناتجة عن الفطرة النقية السوية..
مفهوم الشهامة وإغاثة الملهوف:
لغة: الشَّهم معناه في كلام
العرب: الحَمول، الجيِّد القيام بما يحمل، الذي لا تلقاه إلَّا حَمولًا، طيِّب
النفس بما حمل..
اصطلاحًا: هي الحِرص على الأمور
العظام؛ توقعًا للذِّكر الجميل عند الحقِّ والخلق. وقيل هي: عزَّة النَّفس وحرصها على مباشرة أمور عظيمة، تَستتبع الذِّكر
الجميل..
إغاثة الملهوف:
فالإغاثة
من الغوث وهي النجدة والعون؛ فأحياناً ترى إنساناً كان غنيّاً عنده من المال
الكثير و إذا به تحل به مصيبة فتفقره فيتبارى أهل الخير ويتنافسون على عونه وسد حاجته،
وترى آخر قد أصابته الأوجاع والأسقام فأصبح عاجزاً لا يستطيع أن يأتي بقوت يومه
فيأتيه أهل الخير ويدفعون له الصدقات وزكاة أموالهم؛ ليسدوا رمقه وحاجته..
الشهامة في تاريخ العرب
والمسلمين:
إنه
رغم المرحلة التاريخية الصعبة التي عاشها العرب في فتراتهم السابقة للإسلام، ورغم
قسوة الجاهلية التي عاشوها وعاينوها إلا أنهم لم تخلو من حياتهم بعض القيم والسمات
التي تميّزوا بها، بل وتفاخر بها شعراؤهم يومًا من الأيام، وكما يقول الأستاذ شوقي
ضيف –في تاريخ الأدب العربي-: (كان العرب يتمدَّحُون بإغاثة الملهوف،
وحماية الضعيف)..
ومن
أهم هذه الأخلاقيات الراقية (الشهامة والنجدة والعمل على إغاثة الملهوف والمظلوم) حتى كانوا يخافون من
التعيير بضد هذه السمات الرائعة.. ومن بين الأمثلة التي أخصها بالذِّكر
لحضَرَاتِكُم، ما يأتي:
1.
حِلْف الفضول ونصرة المظلوم الذي اغتُصِب منه ماله –على يد العاص بن وائل-؛ حيث اجتمع كبار المشركين في دار عبدالله بن جُدعان،
وتعاهدوا وتعاقدوا على نُصْرة المظلوم، وقد حضر النبي –صلى الله عليه وسلّم- معهم هذا الحِلْف، وامتدحه بعد الإسلام، وقال عنه:
(لو دُعِيِتُ إلى مثله في الإسلام لَأَجَبْت).
2.
شهامة رجال من مكة زمن حصار شِعْب أبي طالِب على رأسهم: هشام بن عمرو،
وزهير بن أمية، والمطعم بن عدي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسو؛ حيث قاموا
بعيب قومهم وقت الحصار الظالم في شعب أبي طالب، وتوجهوا لنقض الصحيفة، وكانت
شهامتهم وإغاثتهم للمستضعفين –رغم الخلاف- دليل نجدة
وشهامة فريدة، ضد طغيان الثّلَة الباغية الظالمة، مع شدتها وقوّتها.
3.
شهامة عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، يوم عاد الرسول من
الطائف ورأيا ما أصابه من القوم في الطائف، وأرسلوا إليه عداسًا بطعام؛ لعله يجد
في ذلك بُرْءًا وعافية..
4.
شهامة المطعم بن عديّ حين أجار النبي يوم
عودته من الطائف، وكان قد خشي على نفسه أن تعيّره قريش، ولم ينس له النبي شهامته
ونجدته إياه؛ حيث حاول ردّ الجميل له يوم بدر –رغم وفاته-، وهو يقول: (لو كان المطعم بن عديّ حيًّا ثم استنقذ مني هؤلاء
الأسرى لأطلقتهم له).
5.
شهامة عثمان بن أبي طلحة، حين ساعد السيدة أم
سلمة يوم أن أرادت الهجرة إلى زوجها أبي سلمة في بني عوف بقباء، وهو عثمان بن أبي
طلحة المشرك، الذي أخذته النخوة والمروءة والشهامة يوم أن وجد أم سلمة –رضي الله عنها- وقد فُرِّق بينها وبين زوجها وولدها سلمةَ، فلما رآها بعد
عام من هجرة زوجها أبي سلمة t إلى المدينة فأخذها وحملها على دابتها وسار
بها أكثر من 450 كم2 من مكة إلى بني عوف بقباء في المدينة، حتى قالت في شهادتها
عنه: ما رأيت في بيوت العرب أكرم من عثمان بن أبي طلحة.. حرّكته إنسانيّته لنجدة
امرأة ملهوفة تريد زوجها وبيتها المفقود.
ومن بين أمثلة أهل
الإسلام والصلاح، ما يأتي:
1.
شهامة وإغاثة سيدنا موسى –عليه السلام- ونجدته لابنتي الرجل الوَقُور من أهل مدين، إنّه نبي الله موسى
–عليه السلام- حين وفد إلى مدين -وهو المُطَارَد المُهَجَّر من مصر خوفًا وفرقًا من بطش الملأ فيها- فسقى
لفتاتين وجدهما يذودان عن المرعى والشرب، وتولّى إلى الظلّ، لا ينتظر منهما ثوابًا
ولا جزاءً ولا شُكورًا، حتى عوّضه ربُّه بسكن وعمل وزوجة وتيسير أمر وصار كليمًا
للرحمن I..
2.
وحدِّث عن شهامة النبي ونجدته لغيره قبل الإسلام
وبعده؛
فهو الذي امتدحته زوجه خديجة يوم نزول الوحي عليه بقولها: (لا يخزيك الله أبدًا؛
إنك لتصل الرحم، وتُكسب المعدوم، وتُعطي السائل، وتمنح المحروم، وتعين على نوائب
الدَّهْر)، وهو هو الذي وقف مع المظلوم يوم حلف الفضول، وهو هو الذي أزال الخوف عن
أصحابه يوم سمعوا وجبةً –صوتًا عاليًا مرتفعًا على
أطراف المدينة- خرج يتعقّب الصوت سريعًا وجاء ليطمئنهم، بقول: (لن تراعوا لن
تراعوا)..
3.
شهامة الصبيان (معاذ ومعوذ ابني عفراء يوم بدر).
4.
نجدة المسلم الشهم صاحب المروءة يوم أن غضب
للمسلمة التي حاول اليهود خلع حجابها، فقام إلى اليهودي الذي فعل بها ذلك في سوق
قينقاع فقتله؛ فقاموا إليه فقتلوه..
6.
شهامة النساء (رفيدة الأسلمية يوم الأحزاب وتطبيب الجرحى).
(نسيبة بنت كعب يوم بيعة العقبة الثانية، وفي غزوة أُحُد سنة 3 هــ). وغير ذلك
كثير من أمثلة الشهامة وإغاثة الملهُوف..
فوائــــد الشهامــــة:
2.
الشهامة ونخوة المرء مع أخيه الإنسان والمسلم
دين وعبادة لله تعالى. وتلك أبسط حقوق الإنسان على أخيه الإنسان، وهي سبيل مودة
المسلم مع أخيه المسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله،.....).
3.
سبيلٌ لنيْل معية الله تعالى وتيسيره الأمور لك،
وقضائه الحوائج عنك، بل ويكون في حاجتك إذا ضاقت بك الأمور، وطلبت النصرة والنجدة
والإغاثة؛ ففي الحديث: (من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته).
4.
ظِلّ عرش الرحمن يوم القيامة؛ ففي الحديث: (من
سرَّه أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ فلييسر على معسر، أو ليضع عنه).
5.
تشيع المحبَّة من خلالها في النُّفوس، وتزيل
العداوةَ بين الناس.
6.
فيها حِفظ الأعراض، ونَشْر الأمْن في المجتمع،
كما أنّها علامة فارقة على علوّ الهمّة، وشرَفِ النّفس..
7.
ضمان الأجر؛ فللعبد أجر الشهامة وإغاثة الملهوف؛
فعلى كل مسلم صدقة. ففي الحديث: ((قالوا: يا نبي
الله! فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة
الملهوف)).. وهي دليل على شكر نعمة الله عليك.
لماذا غابت الشهامة عن مجتمعاتنا:
وبعْد أن اطلعنا على خبر
العرب وأهل الشرك مع الشهامة، ثم نظرنا في تاريخ الإسلام والمسلمين الأول، فدعوني
أخبركم عن اليوم وعن زماننا:
?
هل تذكرون وقت أن كان يقف الشاب الصغير وهو في
أتوبيس لرجل كبير أو امرأة عجوز فيُجلسها مكانه؟
?
أم هل تذكرون يوم أن كان الجار يخاف على مشاعر
جاره في الحُزن فيغطي التليفزيون ولا يفتحه إكرامًا لجاره ومشاركة له في حزنه؟
?
أم هل تذكرون وقت أن كان الأخ يواسي أخاه في
مآسيه ويقف معه مفرِّجًا عنه، مُؤَازِرًا له في شدائده؟؟
?
لعلّكم تذكرون نُدرة التحرش والمعاكسات للبنات
في الشوارع والطرقات قديمًا؛ من باب الشهامة والمروءة، أو من باب الحرج من أعين
الناس؟!!
أين ذهبت هذه الصور
الطيبة عن زماننا؟ لماذا كادت أن تموت؟ وأضحت في مرحلة الاحتضار؟!!
أمّا اليـوم:
فلقد تحوّلت حياة الكثير
من الناس إلى جسد بلا روح؛ حيث ترى الواحد من المهمومين أو المكروبين أو أصحاب
الحاجات يستنجد بغيره؛ ينصره، أو يقف معه، أو يخفِّف عنه ألمَه، فيندر أن يجدَ
أحدًا يقف معه يسانده ويؤازره، وكأني بالشاعر يردد قوله:
مررتُ على الشهامةِ
و هي تبـكي **** فقلتُ: عَلامَ تنتـحبُ الفتاةُ؟
فقالت: كيف لا أبـكي و
أهلي **** جمـيعاً دون خَـلق الله مـاتوا
ويمكن اختصار أسباب غياب الشهامة عن المجتمع في الأسباب التالية:
1.
قسوة القلب والأنانية المفرطة وحب الذات.
2.
الأنا مالية (وأنا مالي) شعار سلبي دمّر
أخلاقياتنا، بل ربما دمّر عقيدتنا.
3.
الذلّ والهوان والرّضا بالدونية، فالراضي بالدون
دنيء، فكيف يكون شهمًا؟!!
4.
الحسد والحقد والبغضاء تمنع الشهامة والمروءة
ونجْدة الملهوف.
5.
تخويف النّاس من إظهار النجدة للضعفاء، والترهيب
لهم من عقوبات متوقّعة..
صور الشهامة والمروءة التي ينشدها الإسلام
تتنوّع صور الشهامة
ونماذجها في واقع حياتنا اليوم، فمنها ما هو بالمال، بالدعاء، بالنّصرة، بالتأييد،
بالإعانة في الشدائد، الخ، ومن بين الصور التفصيلية ما يأتي:
1.
الشّهامة مع الدين والإسلام: فهذا أوّل ما ينبغي على المسلم أن تتميز فيه شهامته؛ وذلك بنشره والدعوة
إلى مبادئه وتشريعاته وآدابه وأخلاقه، وكذا بنصره ورفع رايته، والرّضا به حكمًا
ومنهاجا للحياة؛ حيث يقول تعالى –عن الإسلام وصلاحيته
للتطبيق-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:
208].
2.
الشَّهَامة مع الأبوين: فليس بعد تربية وصبر على حُسْن تنشئتك تكون النتيجة الإهمال والغدر
والجفاء والتباعد والتخاصم والتدابر؛ فإن لم يكن البرّ عبودية وفريضة شرعية، فمن
باب الشهامة وردّ الجميل لمن أحسن وبذل وأعطى يجب أن يكون البر بالأبوين، قال
تعالى: (وصاحبهما في الدنيا معروفًا).. وتذكّر قول المصطفى الحبيب: (من
لم يشكر الناس لا يشكر الله).
ولرُبَّما
تنجيك هذه الشهامة من المخاطِر؛ ففي قصة الثلاثة الذين آووا إلى غار في يوم شديد
المطر، وانحدرت عليهم صخرة، كان من بين ما نجّاهم الله به الشهامة والنّخوة، ففي
قصة الأول (البار بأبويه) شهامته بأبويه ووقفه على رأسهما لِيَشربَا غبوقهما،
والثاني (في عفته عن ابنة عمه) وتركه لها شهامة وخوفًا من الله، والثالث (الذي ردّ
الأجر للأجير بعد أن استثمره له) كلها درجات في الشهامة أنجت هؤلاء من المخاطِر..
3.
الشهامة مع الزوج/ الزوجة: فنصفك الثاني هو روحك وسكنك الذي اصطفاه الله لك (لتسكنوا إليها) (وجعل
بينكم مودة ورحمة) فليس مع أوّل نشوة مالية أو وظيفية يمر بها أحدهما يبيع الطرف
الآخر أو يغدر به.. وقد قال المصطفى -صلى
الله عليه وسلّم-: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)..
4.
المواساة للآخرين والشعور بآلامهم والسؤال عنهم في أحوال الشدة التي يمرّون
بها، مهما كان
اختلافك الفكري معهم؛ فإن المواساة شعور إنساني لا دين له، غير أن المسلم أوْلَى
به من غيره، ولننظر إلى ما قاله الرسول يوم وفاة جعفر بن أبي طالب (اصنعوا لآل
جعفر طعامًا فإنهم قد شُغِلُوا بميتهم) فيا لرحمة الإسلام وشفقته على المحرومين من
أحبابهم، وفاقدي الأقارب!! ومنها الشَّهامة مع المظلوم: حين تنصر مظلومًا في
موقف يحب فيه النصرة، ويريد فيه أن يقف أحدٌ بجواره، فلا تخذله، يقول النبي –صلى الله عليه وسلّم-: (لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا -وهو أن
يزيد في السلعة، وهو لا يريد شراءها، بل ليوقع غيره فيها- وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا
تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ
إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ
التَّقْوَى هَهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ
الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ
دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ).. وفي الحديث: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا
أَوْ مَظْلُومًا». ومنها: الشهامة مع
المسلمين في بلدانهم:
والعمل على إغاثة المظلومين من عباد الله، بالدعاء، بالمساعدة المعنوية، بكلمة
طيبة تنصر بها مظلومًا، أو دعوة في جوف الليل لعلّها تخفّف همّهم، وتغيظ عدوّهم،
وتُذْهب شوكة الظالمين عليهم، .... وقد رُوِيَ (مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ
فَلَيْسَ مِنْهُمْ)..
5.
الشّهامة مع الأرامل
والأيتام: بالسعي في حوائجهم،
والعمل على كفالَتِهم، ففي الحديث: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ،
كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ
النَّهَارَ» [صحيح البخاري (7/ 62)].
6.
الشَّهامة مع الحيوان: حتى الحيوان له حقه في الإسلام، وواجب على المسلم أن يكون شهمًا مع أي
حيوان يريد مساعدته؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَلَنَا أَجْرٌ فِي الْبَهَائِمُ؟ قَالَ: «نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ
رَطْبٍ أَجْرٌ».. وقد أبلغتنا كُتُب السنّة عن الرجل البغي الذي سقى كلبًا
وشكرَ الله له؛ فغفر له.. فإذا كان الإحساس بهمّ الحيوان والشعور بحاله يُدْخِل
الجنّة، فكيف بِسُقْيَا إنسان، والإحساس بهموم بشر كرّمه المولى سبحانه وتعالى..