غير من نفسك وكن قريباً من ربك للشيخ أحمد محمد أبو اسلام
خطبة بعنوان [غير من نفسك وكن قريباً من ربك ]
عناصر الخطبة
1)غير من نفسك تكن مؤثراً
2)الأمر بالمعروف يكون بالرفق واللين
3)التغيير يكون من خلال الأزهر الشريف
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل
الضالون، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه
وعلى آل وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما
بعد -
غير من نفسك
أحبتي في الله
يقول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: 11]
وقال الله عز وجل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا
نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ
اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) } [الأنفال: 53، 54]
معنى التغيير :التغيير نحو الأحسن لا يكون إلا بتغيير ما
في النفس بالطاعة لله ورسوله والتغيير نحو الأسوأ لا يكون إلا باقتراف المعاصي
والآثام , فكلامنا اليوم عن التغيير ,ولكن التغيير من أين يبدأ التغيير ؟ التغيير يبدأ من
إقناع النفس بالتغيير ,
فلنبدأ من الآن قبل فوات الأوان، ولنشمر عن سواعدنا لإصلاح أنفسنا، ولنفتش عن
عيوبها من كبر وغرور وحسد ورياء وعجب وركون إلى الدنيا وحب للشهرة، والشح والحرص
وحب المال و ...
ولنشتغل
بإزالة هذه العيوب والتخلص منها في ضوء الكتاب والسنة وتجارب المربين وتوجيهاتهم., فلا شك أنك إذا أقنعت نفسك بالتغيير وتغيرت
بالفعل
فلا شك أنك ستغير من حولك وتكون مؤثراً في
أهلك ومجتمعك وتصير بذالك صالحاً مصلحاً
نماذج من المغيرين
سيدنا الحسن البصري
انظر إلى سيدنا الحسن البصري وقد جاءه الرقيق
يوماً ما وطلبوا منه أن يكلم الناس في خطبة الجمعة عن فضل عتق الرقاب إذ كان الناس
يومئذ يقبلون منه مالايقبلون من غيره من
العلماء فقام في الجمعة ولم يتكلم في هذا في وفي الثانية لم يتكلم أيضاً,وفي
الجمعة الثالثة تكلم وأحسن في الكلام عن عتق الرقاب , وما كان من الناس إلا أنهم لما
خرجوا من المسجد أعتقوا رقاب العبيد وحينها جاء الرقيق المحررون لوجه الله تعالى
يشكرون سيدنا الحسن البصري ويقولون أبطأت علينا ثلاث جمع فقال لقد انتظرت حتى رزقني الله مالاً فاشتريت وأعتقته لوجه
الله عز وجل حتى لاآمر الناس بمالا أفعل ,,,
الإمام أحمد بن حنبل
وهاهو الإمام أحمد بن حنبل كان يقول ما كتبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً إلا وعملت به [في مسند الإمام
أحمد حوالي 40.000 حديث]حتى مر بي في الحديث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام ديناراً فأعطيت الحجام
ديناراً , كان حين احتجمت ,وهاهو سفيان الثوري كان يقول ما بلغني عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم حديث قط إلا وعملت
به
قصة تائب
وتغيير النفس يكون بالتوبة وإصلاح النفس من
الداخل ويكون ذالك بالتعرف على التائيبن العائدين إلى الله عز وجل , وهاهو
رجل عمره ما بين الثلاثين والأربعين، شاب في مقتبل شبابه، لا يرتاح ليلة من
الليالي إلا على كأس خمر يشربها، أو امرأة يزني بها، حياته مظلمة، عربدة وفساد
وعناد وبُعد عن الله الواحد الدَّيان، تمر به الأيام والليالي، ويشاء الله أن
يتزوج بزوجة، وبعد زواجه يزداد طغيانه، ويزداد عصيانه، ويرزقه الله عز وجل بابنة
من زوجته لتترعرع وتبلغ الخامسة من عمرها، ترعرعت وبلغت الخامسة من عمرها وهي لا
ترى أباها إلا قليلاً، يسهر ليله على معصية الله، ثم يأتي مُنهكاً لينام، ونادراً
ما تراه ابنته، في الليل نائمة وهو سهران على المعاصي، وفي النهار في عمله وهي في
البيت.
تمر الأيام وتمر الليالي فلا يزداد إلا سوءاً، وفي ليلة
يتفق مع بعض قرناء السوء ليجتمعوا على شرب الخمور، ويقدِّر الرحمن أن يتأخر عن
هؤلاء الرفقة السيئين، ثم يقول هو عن نفسه: ذهبت وفتشت عنهم يمنة ويسرة، نظرت
إليهم هنا وهناك -يبحث عنهم- فلم أجدهم.
قال: فما كان مني إلا أن ذهبت إلى صديق سوء آخر، وأخذت
منه فيلماً ماجناً خليعاً جنسياً يستحي إبليس أن ينظر إليه، فكيف بالبشر؟! قال: ثم
أخذته وعدت به في الساعة الثانية ليلاً.
ولا إله إلا الله! ثلث الليل الآخر يتنزل الرب، هل من
داعٍ فأستجيب له؟ ومنا من تهراق دموعه على خدِّه من خشية الله، فذلك هو الفائز،
ومِنَّا من يرضع المعاصي في تلك الساعة وخاصة هذه الأيام مع قدوم البث المباشر، في
الساعة الثانية ليلاً الله يقول: {هل من داعٍ فأستجيب له؟} والناس ينظرون إلى ما
يغضب الله جل وعلا.
قال: فدخلت إلى بيتي ونظرت إلى زوجتي وابنتي فوجدتهما
نائمتين، قال: ودخلت إلى غرفة ذلك الجهاز -يقصد الفيديو- الذي خرب بيوت كثير من
المسلمين، وأضاع شباب المسلمين، قال: فدخلت ووضعت الشريط في ذلك الجهاز، ثم جلست،
وبينما أنا جالس وإذ بالباب يفتح، وإذا بها ابنتي -عمرها خمس سنوات- وإذا بها تدخل
وتنظر إليّ بنظرات حادة قوية وتقول: عيب عليك يا والدي! اتقِ الله! عيب عليك يا
والدي! اتقِ الله! قال: ذهلت ودهشت، وقلت: من علَّمها؟ من أنطقها؟ إنه رب الأرباب
سبحانه وبحمده.
قال: وأغلقت الجهاز، وخرجت ونظرت إليها، فإذا هي نائمة،
قال: فخرجت وأنا أتذكر قولتها: عيب عليك يا والدي! اتق الله! بقيت في الشارع أمشي
وآتي، وإذا بمنادٍ ينادي: (الله أكبر، الله أكبر).
نداء صلاة الفجر الذي حُرِمَه كثير من المسلمين، والذي
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: أن من عِظَم الأجر فيه لو لم يكن من الإنسان إلا أن
يأتي حبواً لتلك الصلاة لجاء حبواً، قال: فذهبت وتوضأت ودخلت في المسجد، وما كنت
أصلي أبداً، قال: وكبرت مع الإمام، ويوم سجدت انفجرت من البكاء، وعندما انتهى
الإمام من صلاته، قال الرجل الذي بجانبه: ما بك يا أخي؟ قال: قلت له: سبع سنوات ما
سجدت فيها لله سجدة، بأي وجه ألاقي ربي؟
سبع سنوات ما ركع فيها لله ركعة، بأي وجه يلاقي الله جل
وعلا.
قال: ثم ذهب الناس، وبقيت أتذكر جرائمي وفضائحي، وذنوبي
التي عظُمت وعظمت وعظمت، قال: ونظرت في الساعة، فإذا وقت الدوام يحين، قال:
فانطلقت إلى عملي، وكان لي زميل لطالما ذكرني بالله جل وعلا ولكنني لم أتذكر، قال:
دخلت عليه ونظر إلي وقال: والله إني لأرى بوجهك اليوم شيئاً غير الذي أراه منك كل
يوم، قال: لقد كان من أمري البارحة كذا وكذا وكذا وقص عليه قصته، فقال: احمد الله
الذي أرسل إليك ابنتك لتوقظك وما أرسل إليك ملك الموت ليقبض روحك.
ثم قال: إني لم أنَمْ البارحة، وأريد أن تأذن لي لأذهب
لأنام، فأذن له فخرج من عنده، وذهب ودخل في مصلى الدائرة التي يعمل فيها، ثم قام
يصلي من الساعة العاشرة إلى صلاة الظهر، قال: وجئته وظننت أنه ذهب إلى البيت، قال:
فتقدمت إليه، ولما رآني انفجر بالبكاء، فقلت له: لِمَ لَمْ تذهب وتسترح؟ قال: يا
أخي! سبع سنوات ما ركعت فيها لله ركعة، بأي وجه ألاقي ربي؟ والله إن بي شوقاً
عظيماً إلى الصلاة -والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {وجعلت قرة عيني في الصلاة} -
وتواعد هو وإياه على ليلة جديدة وعلى عُمْر جديد؛ ليكون عمره تلك الليلة، وليكون
عمره بدايته في ذلك اليوم، وما مضى فعُمْر لا يتشرف به.
وذهب إلى بيته يريد أن يرى ابنته التي لم يرَها منذ أن
قالت له كلمتها، ويدخل البيت، وإذا بزوجته تصرخ في وجهه وتقول له: أين أنت؟ نتصل
عليك فلم نجدك، لقد ماتت ابنتك منذ ساعات، فما كان منه إلا أن انهار، لم يتمالك
نفسه إلا وهو يردد كلماتها: عيب عليك يا والدي! اتق الله! عيب عليك يا والدي! اتق
الله!
ثم ماذا كان؟ كان منه أن اتصل بزميل الصلاح وأخبره، فجاء
وكفَّنوها وصلوا عليها في صلاة العصر، وذهبوا بها إلى المقبرة، ويوم وصل إلى
المقبرة قال: خذ ابنتك -يقول زميله- وضَعْها في لحدها، فأخذها ودموعه تقطر على
كفنها.
وليس الذي يجرى من العين ماؤها ولكنها روح تسيل وتقطر
ما كان منه إلا أن وضعها في القبر، ويوم وضعها في القبر
قال كلاماً أبكى جميع من حضر الدفن، قال: يا أيها الناس! أنا لا أدفن ابنتي، ولكني
أدفن النور الذي أراني النور، هذه البنت أخرجتني من الظلمات إلى النور بإذن الله
-سبحانه وبحمده- فأسأل الله أن يجمعني وإياها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك
مقتدر.
أرأيتم أيها الأحبة يوم يعود العبد إلى الله فيجد الله سبحانه
وتعالى توَّاباً رحيماً.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل
الضالون، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه
وعلى آل وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد -
نعم غير من نفسك تغير من حولك ولا يكون ذالك إلا بالرفق واللين ويكون تحت راية المؤسسات الدينيه التابعة
للدوله مثل الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء ولا يفتح المجال للمتشددين غير المعتدلين
لأنهم يأخذون من الدين ما يؤيد آرائهم وأفكارهم الهدامة
لذالك لابد من وأن يكون من يحمل راية التغيير هي المؤسسات الدينيه الرسمية المصرية
لتغير في الناس ما أفسده هذه الجماعات المتطرفة بالتعاون وذالك بالتعاون جميع
مؤسسات الدوله مع جميع أفراد الشعب خلف رئيسها الذي يسعى فعلاً لمصالح هذا الشعب
ليكون التغييير شاملاً في جميع مناحي الحياة
الأمر بالمعروف فريضة ويكون بالرفق واللين
ولا بد وأن نبدأ بالدعوة إلى الله لأنه كلما
ازدادت القلوب بالإيمان بالطاعة إلى الله عز وجل لكان الفرد صالحاً مصلحاً ولابد
وأن لا نغض الطرف عن الفاسدين المفسدين في الأرض فقد ورد في معجم ابن الأعرابي عن عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنِ اقْلِبْ مَدِينَةَ كَذَا وَكَذَا
عَلَى أَهْلِهَا قَالَ: فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ فِيهَا عَبْدَكَ لَمْ يَعْصِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ،
فَقَالَ: اقْلِبْهَا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، فَإِنَّ وَجْهَهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ
فِيَّ سَاعَةً قَطُّ
فلا بد وأن تحمل هم التغيير في مجتمعك وتتصدى لكل من يحاول تخريب المجتمع
وهدمه وترويع الآمنين حتى ولو كان ذالك بقلبك ,فقد ورد في صحيح البخاري عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ
اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ»
وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي
تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ
وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا
كَثُرَ الخَبَثُ»نعم نهلك إذا كثر الخبث
إذا كثر المخربون المفسدون في الأرض الذين يحاولون قتل الساجدين الراكعين الصالحين
في مسجد الروضة وغيره ولابد وأن نهلك طالما اننا لم ننكر ذالك ولو بقلوبنا , فقد
سئل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل له : أتوشك القرى أن
تخرب وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجارها على أبرارها.
لا بد وأن ننكر المنكر فهذا سبب
خيرية هذه الأمة , فقد قال الله عز وجل {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ
الْفَاسِقُونَ (110)} [آل عمران: 110يُقَالُ: مَعْنَاهُ
كُنْتُمْ مَكْتُوبِينَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ، يَعْنِي أَخْرَجَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَجْلِ النَّاسِ، تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ، يَعْنِي لِكَيْ تَأْمُرُوا بِالطَّاعَةِ، وَتَنْهَوْا عَنِ
الْمُنْكَرِ، يَعْنِي تَمْنَعُونَ أَهْلَ الْمَعَاصِي مِنَ الْمَعْصِيَةِ،
فَالْمَعْرُوفُ مَا كَانَ مُوَافِقًا لِلْكِتَابِ وَالْعَقْلِ، وَالْمُنْكَرُ مَا
كَانَ مُخَالِفًا لِلْكِتَابِ وَالْعَقْلِ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى:
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[آل عمران: 104] وَهَذِهِ اللَّامُ لَامُ الْأَمْرِ، يَعْنِي لِتَكُنْ مِنْكُمْ
جَمَاعَةٌ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَقَدْ ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى أَقْوَامًا بِتَرْكِ
الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَقَالَ: {كَانُوا لا
يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79] يَعْنِي لَا يَنْهَى
بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ.
{لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 79]
وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ}
[المائدة: 63] يَعْنِي هَلَّا يَنْهَاهُمُ عُلَمَاؤُهُمْ وَفُقَهَاؤُهُمْ
وَقُرَّاؤُهُمْ عَنْ قَوْلِهِمْ أَنَّ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ، يَعْنِي
قَوْلَ الْفُحْشِ وَأَكْلَ الْحَرَامِ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ.
وَيَنْبَغِي لِلْآمِرِ بِالْمَعْرُوفِ أَنْ يَأْمُرَ فِي
السِّرِّ إِنِ اسْتَطَاعَ ذَلِكَ لِيَكُونَ أَبْلَغَ مِنْهُ فِي الْمَوْعِظَةِ
وَالنَّصِيحَةِ.
فرغم وجود من يعوق هذا التغيير من المفسدين والجماعات الإرهابية المتطرفة
لكننا أمرنا بأن نصبر ونظل على طريق الإصلاح والتغيير فهذا هوالنبي صلى الله عليه
وسلم كان يريد الإصلاح ويريد التغيير لكنه أوذي وعودي وقوتل وحورب ,ورغم ذالك أصر
على التغيير والإصلاح فقد توجه إلى ربه بالدعاء بعد إيذاء قومه له "اللَّهُمَّ إلَيْكَ
أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي،
وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ
الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إلَى مَنْ تَكِلُني؟ إلَى بَعِيدٍ
يتجَهَّمني؟ أَمْ إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عليَّ
غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ
وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظلماتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أمرُ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنزل بِي غَضَبَكَ، أَوْ يَحِلَّ عليَّ سُخْطُك، لَكَ
العُتْبَى حَتَّى ترضَى، وَلَا حولَ وَلَا قوةَ إلَّا بك".[سيرة ابن هشام
ت طه عبد الرؤوف سعد (2 / 48):]فقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم صابراً محتسباً
على طريق الدعوة والتغيير
نعم لا بد من التغيير بنشر السماحة والوسطية والإعتدال ولا يكون هذا إلا من
خلال جهود المؤسسات الدينية الرسميه المنوط بهم نشر الفكر الصحيح المعتدل ولا يفسح
المجال للمفسدين المخربين الضالين أعداء
الوطن والدين من الإرهابيين
اللهم غير مصر إلى أحسن حال واحفظ مصر وأهلها وجيشها ورئيسها يارب العالمين
الدعاء
أقم الصلاة
كتبه /أحمد محمد أحمد أبو إسلام