أفضل المعروف إغاثة الملهوف للشيخ أبو سيف الأزهري






الحمد لله رب العالمين
الحمدلله تعالى ذو الجلال والإكرام.. مانح المواهب العظام..
والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام..
وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام..
وبعــــد...
يقول الله تعالى : ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ 
#عبادالله:
اتدرون ما هو الشىء الذى يموت ولا ينشر له نعى فى الجورنال او تشيع له جنازة.؟
انه الاحساس بالآخرين
اعلموا جيدا ان تقديم العون والنصرة لمن يحتاج إليها سلوك إسلامي أصيل، 
وخلق رفيع تقتضيه الأخوة الصادقة، 
وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق.
#نقول_ذلك
لانه للأسف الشديد أصبحت معاناة الناس تزداد وظروفهم تشتد تعسراً وأكثر ما يؤرق كثيراً من الأسر اليوم هو الوضع الاقتصادي المتردي.
فالبطالة بلغت مستويات عالية 
والأزمات المعيشية وصلت إلى درجات غير مسبوقة 
والأعمال والأشغال تتآكل وتتقلص شيئاً فشيئاً مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية أصلاً.
والمعلوم لدى الكثير أن ملايين الأفراد يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية 
وأن أكثر من ثلث الشعب يعيشون تحت خط الفقر 
فكيف إذا اجتمع الفقر مع المرض 
وكيف إذا كان المرض مزمناً ويحتاج إلى علاج في الخارج 
فأين هى الصورة الإنسانية للمجتمع ؟
أين تدعيم التكامل بين الناس ؟
أين تأكيد اللمسة الحانية المجردة من الصراع والمنافسة ؟
كل هذا يا عباد الله 
لا علاج له إلا بالتكاتف والتعاون والتآزر والتناصر والإحساس بالمسئولية الأخوية واستشعار الأخوة الدينية وحمل هموم الآخرين ودعم المؤسسات الصحية والجمعيات الطبية المتخصصة في دعم المرضى وعلاجهم.
يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"
السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ" رواه مسلم.
وقد كانت حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال يحتذى في كل شيء، 
ولا سيما إغاثة الملهوف، 
وتقديم العون لكل من يحتاج إليه، 
حتى لقد عرف بذلك قبل بعثته صلى الله عليه وسلم،
فقدعلمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن إغاثة الملهوف من الواجبات التي تقع على عاتق المسلم حتى ولو كان الملهوف أو المظلوم غير مسلم أو قد يكون من غير البشر أصلا،
إن المسلمين مدعوون لإغاثة الملهوفين، وإنقاذ المستضعفين في الأرض من خلق الله، وإن لم يكونوا مسلمين؛ لأن رفع الظلم والأذى عن جميع الناس مطلوب من المسلم إذا كان قادرا عليه، ما لم يكونوا محاربين للمسلمين.
بل المسلم مطلوب منه أن يرفع الأذى عن الحيوان الأعجم إذا قدر عليه، سواء كان هذا الأذى ناشئا عن ظلم إنسان له، أو أسباب طبيعية أخرى، كأن يصيبه العطش أو غيره من ألوان الأذى.
فما بالك والأذى واقع على المسلمين لاحق بهم ؟
فهذا من أوجب الواجبات على المسلم
وفي الإسلام رأينا كيف أن الإغاثة أصبحت واجبًا ينهض به القادرون، 
وعملاً من أعمال الخير يتنافس فيه المتنافسون، 
وأصبح من الحقائق المسلمة عند المسلمين أن: "من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته"، كما أخبرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم.
═◄
وإغاثة الملهوف صدقة من العبد له أجرها وبرها..
فعند البخارى عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"
على كل مسلم صدقة.
قالوا: يا نبي الله!
فمن لم يجد؟ 
قال: يعمل بيده ويتصدق.
قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف..."الحديث.
فليس من الضروري أن تأخذ كل ما تحتاج إليه 
وإنما الأفضل والضروري أن تساعد الآخرين فى أن يأخذوا كل ما يحتاجون إليه
#ايهاالاخوة:
إن الذي يطلب العون قد يكون مظلومًا أو عاجزًا أو مكروبًا، 
وفي كل الأحوال فإن إعانته وقضاء حاجته فيها تفريج لكربته،
وفي مقابل ذلك تكفل الله لمن فرج كربة الملهوف أن يفرج عنه كربة من كربات يوم القيامة 
وما من مجتمع إلا وفيه المحتاج والمريض والمعوق وغير المتعلم، ومن يحتاج الى مساعدة أو من يحتاج إلى المال أو المسكن أو الملبس أو الزواج أو غيرها من أعمال البر.
🔴═◄أخي المسلم:
تصور نفسك محتاجاً.. ضعيفاً.. مهموماً..
فأتاك من سد حاجاتك، 
وأذهب ضعفك، 
وأدخل السرور في قلبك، 
فقل لي: كيف ستكون منزلته عندك؟!
جواب يعرفه كل عاقل!
وما أروع الحسن البصري رحمه الله يوم أن قال:
"
لأن أقضي حاجة لأخي أحب إليَّ من عبادة سنة!"
🔴═◄أخي المسلم:
لقد كان الصالحون من هذه الأمة، إذا وجدوا فرصة لنفع الخلق، وإغاثة ملهوفهم، فرحوا بذلك فرحاً شديداً.. وعدُّوا ذلك من أفضل أيامهم!
فله درهم! كم شيدوا من مكارم.. وكم بذلوا من معروف..
كان سفيان الثوري رحمه الله:
ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه! ويقول: "مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبي!"
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله يقول:
"
نعم السائلون يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرة! حتى يضعوها في الميزان"
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جَرِير قال :
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ع فِي صَدْرِ النَّهَارِ, قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ -أَوْ الْعَبَاءِ- مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ, عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ, فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ, فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ع لِمَا رَأَى بِهِمْ مِن الْفَاقَةِ, فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ, فَأَمَرَ بِلَالًا, فَأَذَّنَ وَأَقَامَ, فَصَلَّى الظُّهْرَ, ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا, فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ, مِنْ دِرْهَمِهِ, مِنْ ثَوْبِهِ, مِنْ صَاعِ بُرِّهِ, مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ), حَتَّى قَالَ: (وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ), قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجِزَتْ, قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ, حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعَامٍ وَثِيَابٍ, حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ ع يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ع: (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً, فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ, مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ, وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً, كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ, مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ).
🔴═◄أخي المسلم:
كيف تجد قلبك إذا سألك سائل.. أو قرع بابك ملهوف؟!
ثم أخي هل فكرت يوماً وأنت تتناول غداءك..
أو تشرب ماءً بارداً..
أو تتقلب في وثير فراشك..
هل فكرت في جوعى لا يجدون غداء مثل غدائك؟
أو ظمآى لا يجدون ماءً بارداً مثل مائك؟
أو مشردين لا يجدون فراشاً وثيراً مثل فراشك؟!
فكم من عبد بسط الله له في رزقه..
ولكن المسكين نسى جوع الجائعين..
وآلام المشردين..
وجزع الثكالى المحرومين..
وأنين الضعفاء المضرورين.. وبكاء اليتامى الخائفين..
اقضِ الحوائج ما استطعت *** وكُن لهمِّ أخيك فارج
فلخير أيام الفتــــى يــــومٌ *** قضى فيـه الحوائج
🔴═◄أخي المسلم :
فلتعلم أن أرفع الناس درجة في إغاثة المحتاجين، هو :
من تفقد أخاه المحتاج قبل أن يأتيه فيسأله؛ فعلى المسلم أن يتفقد حال إخوانه وجيرانه؛ 
ولا يكون مثل ذلك الغافل؛ الذي بات شبعان وجاره جائع !
بل إن المسلم الصادق يتفقد حال إخوانه المسلمين أينما كانوا؛ فيتألم لألمهم.. ويحزن لحزنهم.. فتجده مسارعًا إلى إعانتهم.. وتفريج كرباتهم..وتأمل في هذه القصة؛ والتي تخبرك عن همة الصادقين في إغاثة الملهوفين..
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، قالوا : فما المسكين يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن الناس له فيتصدق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس .
فأين أنت أخي من هذه الأخلاق السامية ؟!
فكم في مجتمعنا من أولئك المحتاجين الذين لا يسألون الناس، ولا يمدون أيديهم؛ عفة..وحياءً..فحري بأمثال هؤلاء أن يتفقدهم الناس.. ويكفونهم ذل السؤال..
وما أحسن ما قاله معمر رحمه الله :
(
من أقبح المعروف أن تحوج السائل إلى أن يسأل وهو خجل منك، فلا يجئ معروفك قدر ما قاسى من الحياء وكان الأولى أن تتفقد حال أخيك وترسل إليه ما يحتاج ولا تحوجه إلى السؤال) .
🔴═◄أخي المسلم :
هل تدري منزلة أولئك الذين يعينون الضعفاء غداً ؟!
هل تدري ما وعدهم الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؟!
فلتستمع إلى هذه البشارة 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.."
[
رواه مسلم].
أرأيت تلك البشارات المتتالية؟!
فما أحوجك غداً إلى تفريج الكربات!
وما أحوجك غداً إلى الأمن من الفزع الأكبر!
يومٌ لا ظل فيه إلا ما قدمته في دنياك من صالح الأعمال!
يومٌ لا أمن فيه، إلا لمن أمنَّه الله تعالى!
يومٌ يفر المرء فيه من أهله وعشيرته!
يومٌ لا ينفع فيه مال ولا جاه!
في ذلك اليوم ترى أهل البر والإحسان، في ظل ظليل.. وأمن.. وحبور..
فما أسعدهم من بين أهل الموقف.. ما أريح سعيهم في ذلك اليوم!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبرانى وصححه الالبانى:
«
من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فلييسر على مُعسر أو ليضع عنه»
فأين أنت أخي المسلم غداً من ذلك الثواب العظيم؟!
فهل يعجزك يا طالب الحسنات، أن تعين محتاجاً.. أو تغيث ملهوفاً؟!
هل يعجزك أن تمسح دمعة محزون بلقمة أو ثوب تقدمها له؟!
🔴═◄أخي المسلم:
فليكن عونك للمحتاجين، 
غايتك منه: طلب ثواب الله تعالى..
والإحسان إلى أخيك المسلم.. وتفرج كربته..
ولا تجعل همك: حب الشهرة.. أو طلب الشكر، وذكر الناس..
وإذا أقدمت على فعل المعروف بهذه النية، رأيت الثمرات الطيبة لإحسانك في الدنيا قبل الآخرة..
وإذا كان يوم القيامة، فما أعده الله تعالى من الثواب لأهل الإحسان أعظم..
#
عبادالله:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ 
ويقول صلى الله عليه وسلم فى الصحيحين عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى 
إن هذه الآية الكريمة وذالكم الحديث العظيم يأمروننا 
بالتعاون 
والتناصر 
والتكاتف 
والتآزر 
وأن يكون مجتمعنا الإسلامي مجتمعاً متوحداً متعاوناً يعين بعضهم بعضاً وينصر أحدهم الآخر ويقف كل واحد منهم مع أخيه المسلم خاصة في وقت الملمات وعد حلول الشدائد والنكبات وفي وقت الملمات والأزمات.
لقد حذرنا الله تبارك وتعالى من التقاعس عن النصرة ونهانا عن المواقف السلبية مع الآخرين وقت الحاجة فقال سبحانه وتعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ 
والماعون هو أن يمنع المسلم عن أخيه المسلم الأشياء التي يحتاجها منه أو يطلبها من عنده وقت حاجته إليها.
إن من الأخطاء الجسيمة التي ابتلينا بها ونقع كثيراً فيها أن يتعرض أحد من إخواننا الذين نعرف حاجتهم وفقرهم 
لآفة 
أو عاهة 
أو مرض يصيبه 
أو نازلة تحل به 
أو مصيبة جسيمة تقع عليه فنبقى نتفرج عليه ولا يجد من إخوانه غير الكلام عن مصيبته وتداول الأخبار عن مرضه وحاجته ولا يرى منهم من يسانده ويقف إلى جانبه ويلمس منه الموقف الإيجابي المشرف ولو لم يقدم له شيئاً سوى السعي له والاهتمام به والوقوف بالأفعال لا بالأقوال معه.
ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ 
فأين إخوة الإيمان ؟
حينما نرى أخانا المؤمن تعصف به العواصف وتنزل به النوازل ونحن ننظر له ونتفرج عليه ولا نسانده ولا نقف معه في مصيبته ومحنته ونبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول كما فى صحيح مسلم: "وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ"
إننا نأسف كثيراً حين نرى في واقعنا بعض المظاهر السيئة التي تدل على ضعف التعاون وقلة التكاتف وغياب الاستشعار بالآخرين وتجاهل مصائبهم وما وقع عليهم من البلايا والمصائب.
فهذا مريض يئن ويعرف الناس أنه مريض ويسمع الكل عنه أنه قد حلّ به المرض الفلاني وأنه في حاجة إلى الإعانة للعلاج ونبقى كلنا إلا من رحم الله 
نطالع أخباره ونسمع عن مصيبته دون أن نفكر في ماذا نقدم له؟ 
وهل بإمكاننا خدمته أو السعي له أو التحرك لأجله أو المساهمة في تخفيف معاناته.؟
كم نسمع من شخص فقير وهناك من أهله وأقربائه وأصدقائه ممن هو ميسور الحال وعنده ما يغنيه ومع ذلك يقف مع أخيه أو صاحبه موقفاً سلبياً ولا يقدم له شيئاً يذكر وإن قدّم له شيئاً قدم له كما يقدم له الأباعد والغرباء؟
كم من مهموم لا يجد ثمن جهاز ابنته او ابنه فى صورة ام يعصر قلبها الالم واب فتك الحزن بقلبه ؟
كم وكم في البلاد من جمعيات ومؤسسات ورجال المال والأعمال ومع ذلك كله ربما يبقى المهموم أشهراً يجمع المال قرشا قرشا ليأتى الغلاء ليأكل كل ما جمع دون ان يقضى جزءا من مصالحه وحاجاته ؟
#
ايهاالاخوة:
كلنا يستطيع الحديث عن مكارم الأخلاق، 
وعن فضل إغاثة الملهوف والإعانة على نوائب الحق، وغيرها؛ 
وكلنا يستطيع إلقاء اللوم على غيره من حكام وعلماء ومنظمات ودول، ويسلط أنظاره على تقصير غيره في إغاثة إخوانهم في شتى أصقاع الأرض؛ 
#لكن
القلة القليلة هم الذين ينظرون إلى أنفسهم، وإلى الذي قدموه لإخوانهم.
إذا اجتمع الخلق يوم القيامة بين يدي الله فثق تمامًا أن الله -تعالى- لن يسألك عن أعمال غيرك، لكنه سيسألك عن عملك أنت، أنت وحدك، وستقف بين يدي ربك لتحاسب عن عملك وحدك.
إنها صحيفة عملك؛ فاملأها بما شئت.
(
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)
عن ابن عمروهو فى ‌‌صحيح الجامع :
"
أحب الناس إلى الله أنفعهم، 
وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، 
أو تكشف عنه كربة، 
أو تقضي عنه ديناً، 
أو تطرد عنه جوعاً، 
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له؛ أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، 
#وأخيرا
رسالتى الى قصير اليد
لانه قد يظن البعض ان الإغاثة هى الدعم المادي فقط 
وإن كان هذا مطلوب جدا لكن لاننسى ..
الإغاثة المعنوية والشعور بما يعانيه إخواننا، أظن أنهم يحتاجون بجوار دعمنا لهم في الدعاء والمال دعما في الشعور بآلامهم ومعاناتهم، فالإنسان ترتفع معنوياته عندما يشعر أن هناك شخصا يشاركه الآلام التي يعشيها، بل قد يكون ذلك دافعا قويا للتغلب على آلامه والتخلص منها.
يا من لا تملك ان تغيث الملهوف انت تملك السلاح القوى
كان احد السلف يقول:
كنا اذا استصعبت حاجاتنا واردنا ان يستجيب الله لنا دعائنا - دعونا لاخواننا بظهر الغيب
فلا تبخل على نفسك بفتح هذا الباب من الخير عليك وعلى اخوانك
وجزاك الله خيراً فأنت تجسد معنى الإنسانية ولا تنتظر شكراً ولا أجراً من أحد سوى الله 
ورسالتى اليك ايها الملهوف - ايها المهموم - ايها المحتاج - ايها المضطر 
لا نريد ان نقول لك استحمل همك وغمك وفقرك وحاجتك كما يطلبون منك
ثق تماما انك مهما طرقت ابواب البشر فلن تقضى حاجتك
فقط اطرق باب ربك
عليك بسهام الاسحار
فالكريم يتودد اليك فى ثلث الليل الاخير 
سبحانه
يقابل السؤال والدعاء بالقبول والعطاء، 
يجيب المضطر إذا دعاه 
ويغيث الملهوف إذا ناداه، 
ويكشف السوء عن عباده ويرفع البلاء عنهم، 
وكل الخلائق مفتقرة إليه، ولا قوام لحياتها إلا به، 
لا ملجأ لها منه إلا إليه يقابل مسألة السائلين بالإجابة، 
ودعاء الداعين بالاستجابة، 
وضرورة المضطرين بالكفاية.
وكن على ثقة بان مع العسر يسرا
ولا تحزن لما اصابك
واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، 
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.........!
======================
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄
ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ما رواه الامام احمد في مسنده وصححه ابو نعيم الاصبهاني الحافظ ، والامام السيوطي ، و حسّنه الهيثمي ، والشيخ عبد القادر الارناءوط عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة الأنصاري مرفوعاً:
"
ما من مسلمٍ يخذُلُ امرأً مسلمًا في موضعٍ تُنتهكُ فيه حُرمتُه، ويُنتَقصُ فيه من عِرضِه، إلَّا خذله اللهُ في موطنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَه؛ وما من امرئٍ ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه، إلَّا نصره اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه".
فيا اخى:
لقد رأينا ورأيتم كثيرًا من الناس يَشْكون الحاجة والفقر، 
مَدِينٌ لا ينام الليل، 
فقير لا يجد قوت يومه،
مريض لا يملك ثمن الدواء، 
هرِمٌ ليس له إلا الله تعالى، 
فمن لهؤلاء 
إن أغلقتم أبوابكم دونهم ؟
فماذا قدمنا لأنفسنا ؟ 
وماذا قدمنا لديننا ؟
وماذا قدمنا لاخواننا ؟
مَن قدّم خيرًا فإنما يُقدّم لنفسه: (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ) .
إذا دخلت قبرك فلن يتبعك الا صالح عملك، 
فهل يسرك أن تأتي ربك تعالى خالي اليدين، وكان بإمكانك أن تقدم صالحاً؟!
إغاثة الملهوفين وظيفة كل مسلم، 
يبذل فيها ما يستطيع وليس ذلك خاصاً بالأغنياء وحدهم، 
فالمسلم يحسن إلى أخيه بما يستطيعه، 
ولو بالكلمة الطيبة أو الدعاء بظهر الغيب.
 اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات