الحب والأخوة في الله سر القضاء على أمراض المجتمع لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد





الحمد لله رب العالمين نظر الينا نظرة عطف وحنان وشفقة وامتنان فجعلنا من عباده المسلمين وملاء جوانح قلوبنا بالنور والهدى واليقين وجعلنا كما نص في قرأنه خير امة اخرجت للناس اجمعين

واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له خص هذه الأمة المرحومة بخلال جعلهم بها ينشرون شرع الله وينشرون ضياء حبيب الله ومصطفاه بما تجملوا به من اخلاق قرآنيه وادأب إلاهية وأوصاف ربانيه فكانوا هداة مهدين غير ضالين ولا مضلين نورا وهدا للخلق اجمعين
واشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله جعله الله عز وجل مهبط للرحمات ومثال للأخلاق الكريمة لجميع الخلق في كل الآنات وجعله في الدنيا للمؤمنين إمام وفي الآخرة شفيعا لجميع الانام

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي الّفت به بين القلوب المتنافرة وجبرت به القلوب الكسيرة وجعلته مغناطيس للقلوب يجمعها ويشدها لحضرة علام الغيوب
صلى الله عليه وآله وصحبه وكل من اهتدى بهديه وصار على ضربه إلى يوم الدين وعلينا معهم اجمعين امين آمين يارب العالمين

اخواني جمعة المؤمنين :
نظرة بسيطة في مجتمع المؤمنين في ايامنا هذه ونظرة اخرى إلى مجتمع المؤمنين الذي كونه الحبيب نجد فارقا كبيراً بين المجتمعين
لماذا ذلك ؟
وكيف نقضى على ما نحن فيه من فرقة واختلاف ونرجع إلى ما كان عليه مجتمع المدينة من اجتماع وأتلاف بالرجوع إلى هدى الله وإلى ما كان عليه حبيب الله ومصطفاه ؟
بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في وسط الجزيرة العربية ولم يكن هناك قوم أشد خلافا من هؤلاء الجفاة جفاة في الطبع غلاظ في المعاملات قساة على من يأمرهم الله برحمتهم كانوا كما قيل في شأنهم كالوحوش الكاسرة يعتدي القوي على الضعيف ويحيف الغني على الفقير ويهضمه حقه ويظلمه،
المباهاة بالأحساب والأنساب والقوة هي المسيطرة وهي الغالبة في كل مجتمعاتهم وبيئاتهم ،
ما أول تكليف كلف الله به حبيبه ومصطفاة لهؤلاء القوم ؟
ذكرنا الله بذلك وأمرنا دائما أن نتذكر ذلك، حتى لا تعاودنا أمراض الجاهلية ولا نرجع إلى الأوصاف التي رفضها رب البرية من الشقاق والفرقة والخلاف والأثرة والأنانية والشح وحب بالذات والسب والشتم والغلظة في القول والعمل

كل هذه الأوصاف نهانا عنها الله جل في علاه "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " (159 آل عمران)
أمر حبيبه صلى الله عليه وسلم بالشفقة والرحمة والحنان والمودة والألفة والحب واللين لجميع خلق الله أجمعين وأمره أن يسلح أهل ملّته وأنصار شريعته بهذه الأخلاق الإلهية التي خلّق الله بها خير البرية صلى الله عليه وسلم، وأمرنا أن نتذكر ذلك دائما كلما حدث بيننا فتنة من الفتن التي نراها كلما رأينا دعوة إلى الشقاق والخلاف كلما رأينا دعوة إلى الفرقة وعدم الألفة كلما رأينا راية لنشر البغضاء والحقد والحسد بين المؤمنين نتذكر قول رب العالمين عز وجل وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
( أي نعمة هنا يا رب )
إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا "(103 آل عمران)

لغي الله عز وجل كل مسببات الفتنة وكل مثيرات الفتنة وجعل المؤمنين أجمعين إخوانا أخوة فوق أخوة الحسب والنسب لأن أخوة الإيمان أعلى من أخوة الحسب والنسب

كان مصعب بن عمير رضى الله عنه في غزوة بدر وبعد انتهاء الغزوة كان يتفقد الأسرى فوجد أخاه لأمه وأبيه أسيرا مع رجل من المسلمين فقال لأخيه المسلم أشدد يديك جيدا بهذا الأسير فإن أمه غنية وستفديه بمال كثير وأمه هي أمه فالتفت إليه أخوه من أمه وأبيه وقال أهذه وصايتك بأخيك قال لست أخي وإنما هذا أخي والإسلام فرق بيننا

الأخوة هي التي قال فيها الله
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " (10 الحجرات)
كل المؤمنين لا فرق بين أسود وأبيض ولا أحمر ولا أصفر ولا قرشي ولا غيره ولا من عائلة كذا ولا من نسب كذا ولا وظيفته كذا ولا أملاكه كذا فإن الجميع يجلس في بيت الله سواسية ويتراصون في صفوف واحدة لم يجعل الله صفا للأغنياء وصفا للفقراء ولم يجعل الله عز وجل مكانا لذوي الأحساب ومكانا للعامة ولو كانوا من أولي الألباب وإنما الجميع سواسية كأسنان المشط
لأن أخوة الإيمان أنهت كل شيء يفتخر به الإنسان غير الإيمان بالله وإسلام الوجه له عز وجل وأخوة الإيمان لا فارق بين أهلها إلا بما قال الله
" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " 13 الحجرات) التكريم بالتقوى والحبيب أشار إلى قلبه وقال صلى الله عليه وسلم:
" التقوى هاهنا التقوى هاهنا التقوى هاهنا "
( رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)
أي أن التقوى لا يطلع عليها إلا مالك القلوب وعلام الغيوب فلا ينبغي لعبد مهما كانت طاعاته ومهما كانت نوافله وقرباته أن يظن يوما أنه أحسن من أقل رجل من المسلمين اسمع إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يقول للصديق
" لا تحقرن أحدًا من المسلمين فإن صغير المسلمين عند اللّه كبير" (الديلمي).
ويدخل أبو بكر ذات مرة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفر من أهل الصفة من فقراء المسلمين جالس في المسجد يتحدثون وأهل الصفة هم الذين دخلوا في الإسلام وليس لهم مال ولا بيوت فكانوا يأوون إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقلبوا بالكلية على حفظ كتاب الله وتعلم العلم من حبيب الله ومصطفاه وبينما هم يتحادثون إذا بأبي سفيان يدخل المسجد فقال بعضهم لم تأخذ سيوف الله من عدو الله مأخذها فغضب أبو بكر وقال لهم أتقولون ذلك لشيخ قريش ثم ذهب يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمع إلى رد الطبيب الذي علمه السميع القريب عز وجل قال يا أبابكر إياك أن تكون قد أغضبتهم فإن الله عز وجل يغضب لغضبهم .
هؤلاء القوم هم الذين قال الله للحبيب الأعظم في شأنهم
" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" (28 الكهف)
فذهب إليهم أبو بكر مسرعا واعتذر لهم وقال لهم يا إخوتي أ أغضبتكم قالوا لا وغفر الله لك يا أبا بكر

انظر إلى هذا المجتمع الذي نحن في أمس الحاجة الآن إلى الرجوع إلى أخلاق أهله وأحوالهم مع بعضهم وتعاملاتهم فيما بينهم وأن نقضي على كل ما أثار الفتن فيما بيننا وننشر المحبة في قلوبنا لإخواننا المسلمين أجمعين

مهما امتلأ قلبك بالمحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فإن النبي جعل لك علامة تدل على صدق هذه المحبة وهي مع الأحبة تظهر في قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ، (رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه)

نحتاج إلى هذا الترمومتر الآن نزن أعمالنا وأحوالنا مع إخواننا المسلمين أجمعين أقارب وأباعد في بلدنا وفي كل بلدان المسلمين
يقول صلى الله عليه وسلم:
" يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنْ ثَلاثٍ: دِرْهَمٌ حَلالٌ، أَوْ أَخٌ يُسْتَأْنَسُ بِهِ، أَوْ سَنَةٌ يُعْمَلُ بِهَا" (سنن الطبراني عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه)
درهم حلال، أو أخٌ صالحٌ يخاللني لله، ويُصادقني لله، لا لحاجة ولا لمنفعة ولا لدنيا زائلة ولا لرغبة فانية، وإنما كما قال الله في كتاب الله: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ( الزخرف 67)

من هو الأخ الذي أمرني الدين والشرع أن أأنس إليه؟ قال فيه مولانا في كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119التوبة).
لا تصاحب الكذاب أبداً فقد قيل:
(إن الكذاب كالسراب) أي كالسراب الذي يظهر في ضوء الشمس وتراه ماءاً فإذا ذهبت إليه لم تجد فيه شيئاً، ولا عنده، شيئاً، وقد قال الإمام عليٌ لبنيه:
(يا بنى لا تصاحب الكذاب فإنه كالسراب وإنه يُقرّب إليك البعيد ويُبعد عنك القريب)
وقال الإمام عمر رضي الله عنه وأرضاه: (لا تصاحب إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله عز وجل) لأن الذي يخشى الله عز وجل لن يغشك في أمر، أو يخونك في قضية، أو يستغلك لأمور دنيوية، أو يجعلك وسيلة للحصول على الدنيا الدنية، وإنما يكون لك أخاً في الدنيا، ويكون لك صديقاً وفياً في الدار الآخرة، يأخذ بيدك وتأخذ بيده وتدخلا معاً جنة الله عز وجل.

إن هذه الأُخوة التي كان عليها الأولون من سلفنا الصالح من الأنصار والمهاجرين، وهي التي يقول فيها نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ، وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:
"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " (سنن ابوداود والبيهقي عن عمر رضي الله عنه)
يخبرنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أعلى الناس منزلة عند الله سبحانه وتعالى الذين هم على منابر من نور قدام عرش الرحمن ، بم وصلوا لهذه المنزلة لا بقيام الليل ولا بصيام النهار ولا بالإكثار من تلاوة القرآن ولا حتى بالمداومة على ذكر الله مع عظيم هذه النوافل في القرب من الله

ما النافلة التي أوصلتهم إلى هذه المنزلة ؟
المودة مع المؤمنين والتواصل مع المسلمين محاولة التعايش دائما أبدا مع إخوانهم المؤمنين يعيش معهم ، يتواصل معهم ، يستمع إلى همومهم ويسأل الله عز وجل في رفعها
يستمع الى اوجاعهم ويسعى جاهدا لحلها
يكلمهم ببشاشة يبتسم لهم ويطيب لهم الكلام ويحيهم دائما بالسلام ويكون دائما معهم في كل امر في شدة او رخاء يشاركهم في السراء والضراء يتحمل معهم العزاء ويحمل معهم في الافراح والسراء ولذا قال صلى الله عليه وسلم في العبادة التي لا تكلفنا شيئا
(تبسمك في وجه اخيك صدقة " ( الترمذي وابن حبان عن ابي ذر رضي الله عنه)
"الكلمة الطيبة صدقة"(متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه)

من نظر الى اخيه الذي جاء من سفر بعيد نظرة بشوق وحنان يقول له النبي صلى الله عليه وسلم :
"نظر الرجل إلى أخيه على شوق خير من اعتكاف سنة في مسجدي هذ " (رواه الترمذي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده)

اذا دخل للصلح بين اثنين كان إمام العبّاد في زمانه لا يسامته في العبادة احد ولو كان قائم الليل صائم النهار الى الابد ولذا يقول صلى الله عليه وسلم :
"ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من الصَّلاة والصِّيام والصَّدَقة ؟ قُلنا: بَلَى يا رسول الله، قال إِصلاحُ ذاتِ البَيْن (العَداوةِ والبَغضاءِ)، وإفسادُ ذات البَيْن هي الحَالقةُ"( رواه أبو داود، والتِّرمذيُّ عن أمِّ الدَّرداء عن أبي الدَّرداء رضي الله عنهما)

الاخوة الإيمانية بحقوقها وواجباتها هي التي وحدها تحل كل مشاكلنا وتجعل الله عز وجل ينظر الينا نظر عطف وحنان ويبدل حالنا الى خير حال واذا نظر الينا فوجدنا متآلفين
اذا اطلع في قلوبنا فوجدنا متحابين
اذا نظر الى ايدينا فوجدنا متكاتفين
اذا نظر الى احوانا مع بعضنا وجدنا دائما ابدا متآزرين ومتناصرين
كانا الله عز وجل اجود لنا بالخير من الريح المرسلة واقرب الينا من كل شيء لنا أو حولنا لان الله عز وجل وعد بذلك عباده المؤمنين وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا"(55 النور)
قال صلى الله عليه وسلم : "التائب من الذنب كم لا ذنب له"
ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين
واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله يسوق الخير الى عباده المؤمنين وينزل البر في قلوب عباده الموقنين
واشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله الذي رحم الله عز وجدل به الأمة كلها في الدنيا وشفّعه فيها يوم الدين

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد في الأولين وصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد في الآخرين وصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد في الملاء الأعلى إلى يوم الدين

إخواني واحبابي جماعة المؤمنين
ما احوجنا جميعا ونحن نعلم علم اليقين أننا إلى الله مسافرون ومن الدنيا قريبا عاجلا أو آجلا راحلون ما احوجنا أن نرجع إلى احوال نبينا واصحاب نبينا نجدد الحال الذي كانوا عليه فيما بينه وبين بعضهم

انت يا اخي اذا كنت عابدا لله حريصا على قيام الليل وصيام النهار وتلاوة القرآن فهذا شأنك مع ربك والله عز وجل يقول فيمن يفعل ذلك " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" ( الجاثية 15)
لكننا نسينا جميعا في زحمة الحياة وغمرة مشاكلها حقوق اخواننا المؤمنين كل مؤمن له حق في رقبتك كبير والذي سيسأل عن هذا الحق هو العلي الكبير الذي اليه المرجع والمصير وأول حق لك ولأخيك أن يكون بيننا جماعة المؤمنين دائما المودة والمحبة والعطف والشفقة والحنان والرحمة لأننا أحبة
نحب إخواننا ويحب بعضنا بعض وأول أمر نسأل ونعاتب عليه اذا وجد في تصرفاتنا غلظة وخشونة في التعامل مع إخواننا

إن كان ذلك بالقول أو كان ذلك بالفعل
انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم وحضرة الصلاة في مسجده فصلى بالمسلمين إماما وكان رجل نائم في مسجده وبجوار رأسه نعله فجاء رجل مؤمن صديق له واخذ نعله فقام الرجل من النوم فلم يجد نعله فأخذ يبحث عنه ويعجب ويتحير كيف حدث ذلك في مسجد رسول الله صلى الله عيه وسلم
فقال صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر
" لا يحل لمسلم أو مؤمن أن يروع مسلماً‏"‏‏.‏ (رواه أبو الشيخ عن ابو هريرة وذكره المنذري في باب الترهيب عن ترويع المسلم‏)

كأنه عندما اخذ حذاءه على سبيل المداعبة روعه فما بالكم بمن يرفع سلاح في وجه مسلم ومن يتطاول بالسباب لمسلم ومن يصدر احكاما باللعن على مسلم واحكام اللعن موجودة في كتاب الله "لعنت الله على الكافرين .. الظالمين على الكاذبين
لكن لا يجوز ان يصدر لعن لمسلم من المسلمين حتى ولو كان عاصيا فأمره مفوض الى رب العالمين

اذا كان المؤمن سيحاسب عند الله لو بات شبعان وجاره جائع ولم يشعر به فكيف حالنا قال صلى الله عليه وسلم
"ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به". (رواه الطبراني والبزار عن أنس رضي الله عنه)
اين نحن من ذلك يا جماعة المؤمنين اريد أن تنتشر الألفة والمودة والمحبة بيننا اجمعين كما رأيناها في أباءنا واجدادنا وجداتنا الذين رأيناهم بأعيننا في هذه الأحوال ،

لا نحتاج الى المال بقدر ما نحتاج الى هذه القيم الكريمة والأخلاق العظيمة فهي التي تحل المعضلات وهي التي تنهي المشكلات وهي التي تسبب الإجابة من خالق الارض والسماوات وتجعل الأرض تعطي ثمارها والسماء تنزل مائها والخيرات يدوم مكثها في هذه البلاد وتكون مباركة بأمر رب العباد عز وجل .... ثم الدعاء

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات