إلى عرفات الله للشيخ احمد أبو اسلام
1)) مشاهد الحج تأخذ بمجامع القلوب
2)) أبشر يامن منعك العذر عن الذهاب إلى
الحج
3)) كان الصالحون
دائما يتمنون خدمة الحجاج
4)) القلوب تهوى الحج رغما عنها
الحمد لله الذي هيَّأ لأصحاب السعادة أسباب التوفيق ، ويسَّر لمن شاء من
عباده حج بيته العتيق ، وجعل أفئدةً من الناس تهوي إليه ،
فيأتونه {رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} ،
وجعل بيته مثابةً للناس وأمناً لهم من عذاب الحريق ، وقرن وجوب حجِّه باستطاعة
السبيل وأمن الطريق . فسبحان من جعل حج بيته بين العبد والنار حجاباً وجُنَّة ،
ولم يجعل للحج المبرور جزاءً إلا الجنة .
أشهد ألا إله إلا هو ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد :
أحبتي في الله إن
شعيرة الحج من الشعائر التي لها مكانتها في الإسلام فهو ركن من أركان الدين
,وعندما تهل علينا أشهر الحج المباركة ونتذكر قول الله عز وجل {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ
وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ (197)} [البقرة: 197] وتهفوا
القلوب وتشتاق الأرواح إلى تلك البقعة الطاهرةالطيبة ,حينها تنهمر الدموع وتسكب
العبرات , وتتقطع النفوس شوقا إلى مغفرة رب البريات .
قال أحمد شوقي :
الى عرفات الله ياخير زائر ****** عليك
سلام الله في عرفات
ويوم تولي وجهة البيت ناضرا **** وسيم مجال البشر والقسمات
على كل أفق في الحجاز ملائك **** تزف تحايا اللــــه والبــركات
لدى الباب جبريل الأمين براحل **** رسائل رحمانيـــــــــة النفحات
وفي الكعبة الغراء ركن مرحب *** بكعبة قصــــاد وركن عفــــات
وزمزم تجري بين عينيك أعينا ***** من الكوثر المعسول منفجرات
لك الدين يارب الحنيف جمعتهم **** لبيت طهور الساح والشرفات
أرى الناس أفواجا ومن كل بقعة ** اليك انتهوا من غربة وشتات
تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت *** لديك ولا الأقدار مختـــــلفات
ويارب هل تغني عن العبد حجة *** وفي العمر مافيه من الهفوات
وتشهد ما آذيت نفسا ولم أضر **** ولم أبغ في جهلي وفي خطواتي
وأنت ولي العفو فامحو بناصع **** من الصفح ما سوءت من صفحات
ويوم تولي وجهة البيت ناضرا **** وسيم مجال البشر والقسمات
على كل أفق في الحجاز ملائك **** تزف تحايا اللــــه والبــركات
لدى الباب جبريل الأمين براحل **** رسائل رحمانيـــــــــة النفحات
وفي الكعبة الغراء ركن مرحب *** بكعبة قصــــاد وركن عفــــات
وزمزم تجري بين عينيك أعينا ***** من الكوثر المعسول منفجرات
لك الدين يارب الحنيف جمعتهم **** لبيت طهور الساح والشرفات
أرى الناس أفواجا ومن كل بقعة ** اليك انتهوا من غربة وشتات
تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت *** لديك ولا الأقدار مختـــــلفات
ويارب هل تغني عن العبد حجة *** وفي العمر مافيه من الهفوات
وتشهد ما آذيت نفسا ولم أضر **** ولم أبغ في جهلي وفي خطواتي
وأنت ولي العفو فامحو بناصع **** من الصفح ما سوءت من صفحات
مشاهد الحج تأخذ بمجامع القلوب
==================
إنها المشاهد التي تأخذ بمجامع القلوب
والعقول فما أعظمها وأروعها وأبهاها وأهناها وأسماها وأجملها وأحلاها رأى بعض الصالحين
الحجاج في وقت خروجهم فوقف يبكي ويقول: واضعفاه وينشد على أثر ذلك:
فقلت دعوني واتباعي ركابكم ... أكن طوع أيديكم
كما يفعل العبد
ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول
إلى البيت فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت يحق لمن رأى الواصلين وهو
منقطع أن يقلق ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن"..(( لطائف المعارف لابن رجب (1 /
237):
وهاهوالسلطان
أبو الفتح ملكشاه ابن السلطان ألب أرسلان كان يشيع مرَّة ركبَ العِرَاق إِلَى العُذَيْب
((هو ماء بين القادسية والمغيثة، بينه وبين
القادسية أربعة أميال))، فَصَادَ شَيْئاً كَثِيْراً، فَبنَى هُنَاكَ مَنَارَةَ القرُوْنَ مِنْ حَوَافر الْوَحْش وَقرونهَا، وَوَقَفَ يَتَأَمَّل
الحُجَّاج، فَرقَّ وَنَزَلَ وَسجد، وَعفَّر وَجْهَهُ وَبَكَى، وَقَالَ بِالعجمِيَة:
بلِّغُوا سَلاَمِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُولُوا:
العَبْدُ العَاصي الْآبِق أَبُو الفَتْحِ يَخدم وَيَقُوْلُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْ
كُنْتُ مِمَّنْ يَصلُح لِتلك الحضرَة المُقَدَّسَة، كُنْتُ فِي الصُّحْبَة، فَضجَّ
النَّاسُ وَبكُوْا، وَدَعَوا لَهُ.
((سير أعلام النبلاء
فهل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين؟.
هل رأيت لباساً قط أجْملُ وأجَلُّ من لباس الحُجَاجِ والمعتمرين؟.هل رأيت رؤوساً
أعزُّ وأكرمُ من رؤوس المحلقين والمقصرين؟.هل مرّ بك رَكْبٌ أشرف من رَكْبِ
الطائفين؟.هل هزَّك نَغَمٌ أروع من تلبية الملبين وأنين التائبين , وتأوه الخاشعين
ومناجاة المنكسرين؟.
جموع ملبية وأعين باكية وعبرات
ساكبة وألسنة ذاكرة وقلوب خاشعة ونفوس خاضعة وأيد داعية وجباه ساجدة .. تفرح كل مؤمن
وتغيظ كل عدو وكافر.. بتلك النفوس المؤمنة .. الــزمان يزدهـــر والأيــام تحتفــل
والأرض في طرب والأرجاء تتقد وموحدون يتمنون أن يكتب لهم حسن الخاتمة هناك .
فقد ورد عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: دخل
قوم حجاج ومعهم امرأة تقول: أين بيت ربي؟ فيقولون: الساعة ترينه. فلما رأوه قالوا:
هذا بيت ربك أما ترينه؟ فخرجت تشتد وتقول: بيت ربي بيت ربي حتى وضعت جبهتها على البيت.
فوالله ما رفعت إلا ميتة.
((صفة
الصفوة (2 / 516):
أبشر يامن منعك العذر عن الذهاب إلى الحج
=========================
يامن حبسك العذر بسبب
عدم استطاعة لمرض أو غيره فينبغي لك يامن أنت من المنقطعين
طلب الدعاء من الواصلين لتحصل المشاركة كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لعمر لما أراد العمرة: "يا أخي أشركنا في دعائك" وفي مسند البزار عن أبي
هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج"
وفي الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا
يقول في الطواف: "اللهم اغفر لفلان بن فلان فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " من هذا؟ " قال: رجل حملني أن أدعو له بين الركن والمقام فقال:
"قد غفر لصاحبك".
ألا قل لزوار دار الحبيب ...
هنيئا لكم في الجنان الخلود
أفيضوا علينا من الماء فيضا ... فنحن
عطاش وأنتم ورود
لئن سار القوم وقعدنا وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون
ممن كره الله أتباعهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين.
لله در ركائب سارت بهم ... تطوي
القفار الشاسعات على الدجا
رحلوا إلى البيت الحرام وقد شجا ... قلب
المتيم منهمو ما قد شجا
نزلوا بباب لا يخيب نزيله ...
وقلوبهم بين المخافة والرجا
على أن المتخلف لعذر شريك للسائر كما قال النبي صلى الله
عليه وسلم لما رجع من غزوة تبوك: "إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا
قطعتم واديا إلا كانوا معكم خلفهم العذر".
يا سائرين إلى البيت العتيق لقد ... سرتم
جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا ... ومن
أقام على عذر كمن راحا
وربما سبق بعض من سار بقلبه وهمته وعزمه بعض السائرين
ببدنه رأى بعض الصالحين في منامه عشية عرفة بعرفة قائلا يقول له: ترى هذا الزحام
بالموقف قال: نعم قال: ما حج منهم إلا رجل واحد تخلف عن الموقف فحج بهمته فوهب
الله له أهل الموقف ما الشأن فيمن سار ببدنه إنما الشأن فيمن قعد بدنه وسار بقلبه
حتى سبق الركب.
من لي بمثل سيرك المذلل ... تمشي
رويدا وتجي في الأول
يا سائرين إلى دار الأحباب قفوا للمنقطعين تحملوا معكم
رسائل المحصرين. خذوا نظرة مني فلاقوا بها الحمى".
يا سائرين إلى الحبيب ترفقوا ...
فالقلب بين رحالكم خلفته
مالي سوى قلبي وفيك أذبته ... مالي
سوى دمعي وفيك سكبته
كان عمر بن عبد العزيز إذا رأى من يسافر إلى المدينة النبوية يقول له: أقرىء
رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام ((لطائف المعارف لابن رجب (1 / 239):
الخطبة الثانية
الحمد لله الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده
شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي ليس دونه شيء، أحمده سبحانه خلق الموت
والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه
وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
كان الصالحون دائما يتمنون خدمة الحجاج
======================
فها هو عَلِيُّ بْنُ الْمُوَفَّقِ
كان يقول : " حَجَجْتُ نَيِّفًا وَخَمْسِينَ حَجَّةً فَجَعَلْتُ ثَوَابَهَا لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ
وَلِأَبَوَيَّ، وَبَقِيَتْ حَجَّةً فَنَظَرْتُ إِلَى أَهْلِ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَاتٍ
وَضَجِيجِ أَصْوَاتِهِمْ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي هَؤُلَاءِ أَحَدٌ لَمْ
تَقْبَلْ مِنْهُ حَجَّتَهُ فَقَدْ وَهَبْتُ لَهُ هَذِهِ الْحَجَّةَ لِيَكُونَ ثَوَابُهَا
لَهُ، قَالَ: فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَرَأَيْتُ رَبِّيَ عَزَّ
وَجَلَّ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ بْنَ الْمُوَفَّقِ عَلَيَّ تَتَسَخَّى؟
قَدْ غَفَرْتُ لِأَهْلِ الْمَوْقِفِ وَمَثَلِهِمْ وَأَضْعَافِ ذَلِكَ وَشَفَّعْتُ كُلَّ
رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي أَهْلُ بَيْتِهِ وَخَاصَّتِهِ وَجِيرَانِهِ وَأَنَا أَهْلُ التَّقْوَى
وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ"
((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
(10 / 312):
وكان أيضا عَلِيَّ بْنَ الْمُوَفَّقِ، يَقُولُ: " حَجَجْتُ سَنَةً مِنَ
السِّنِينَ فِي مَحْمَلٍ فَرَأَيْتُ رَجَّالَةً فَأَحْبَبْتُ الْمَشْيَ مَعَهُمْ فَنَزَلْتُ
وَأَقْعَدْتُ وَاحِدًا فِي مَحْمَلِي وَمَشَيْتُ مَعَهُمْ فَتَقَدَّمْنَا إِلَى الْبَرِيدِ
وَعَدَلْنَا عَنِ الطَّرِيقِ فَنِمْنَا فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي جَوَارِيَ مَعَهُنَّ
طُسُوتُ ذَهَبَ وَأَبَارِيقُ فِضَّةٍ يَغْسِلْنَ أَرْجُلَ الْمُشَاةِ فَبَقِيتُ أَنَا
فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ لِصَاحِبَتِهَا: لَيْسَ هَذَا مِنْهُمْ هَذَا لَهُ مَحْمَلٌ،
فَقَالَتْ: بَلْ هُوَ مِنْهُمْ؛ لِأَنَّهُ أَحَبَّ الْمَشْيَ مَعَهُمْ، فَغَسَلْنَ
رِجْلَيَّ فَذَهَبَ عَنِّي كُلُّ تَعَبٍ كُنْتُ أَجِدُهُ "
((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
(10 / 312):
وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب
الطعام وهو صائم وكان إذا أراد الحج من بلده مر على جمع من أصحابه وقال: من يريد منكم
الحج فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها عنده في صندوق ويقفل عليه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع
النفقة ويطعمهم أطيب الطعام ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من الهدايا والتحف ثم يرجع
بهم إلى بلده فإذا وصلوا صنع لهم طعاما ثم جمعهم عليه ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم
فرد إلى كل واحد نفقته.
((لطائف
المعارف لابن رجب (1 / 233):
القلوب تهوى الحج رغما عنها
وحينما تكون عند البيت الحرام عن هذه الأماكن الطاهرة
تتذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما كان يؤذن في الناس بالحج .
يقول الله عز وجل "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ
بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ
عَمِيقٍ (27) ((سورة الحج ))
أمر الله نبيه إبراهيم بعد أنْ رفع القواعد من البيت أنْ
يُؤذِّن في الناس بالحج، لماذا؟ لأن البيت بيت الله، والخَلْق جميعاً خَلْق الله،
فلماذا تقتصر رؤية البيت على مَنْ قُدِّر له أنْ يمرّ به، أو يعيش إلى جواره؟
فأراد الحق - سبحانه وتعالى - أنْ يُشيع هذه الميْزة بين
خَلْقه جميعاً، فيذْهبوا لرؤية بيت ربهم، وإنْ كانت المساجد كلها بيوت الله، إلا أن هذا البيت بالذات هو بيت الله باختيار الله؛
لذلك جعله قبْلة لبيوته التي اختارها الخَلْق , وحينما أمر الله إبراهيم بالأذان
لم يكُن حول البيت غير إبراهيم وولده وزوجته، فلمَنْ يُؤذِّن؟ ومَنْ سيستمع في
صحراء واسعة شاسعة وواد غير مسكون؟ فناداه ربه: «يا إبراهيم عليك الأذان وعلينا
البلاغ» ,فأذَّنَ إبراهيم في الناس بالحج، ووصل النداء إلى البشر جميعاً، وإلى أن تقوم
الساعة، فَمنْ أجاب ولَبَّى: لبيك اللهم لبيك كُتِبَتْ له حجة، ومَنْ لبَّى مرتين كتِبت
له حجَّتيْن وهكذا، لأن معنى لبيك: إجابةً لك بعد إجابة.(( تفسير الشعراوي (16 / 9781):
لذالك كان سيدنا ابن عباس رضي الله عنه كان يحج ماشيا
فقد رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى
عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ بَعْدَمَا كُفَّ بَصَرُهُ: مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مِثْلَ
مَا نَدِمْتُ عَلَى أَنْ لَا أَكُونَ حَجَجْتُ مَاشِيًا، لِأَنِّي سَمِعْتُ أَنَّ اللَّهَ
تَعَالَى يَقُولُ: {يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [الحج: 27] .
قَالَ الْفَقِيهُ السمرقندي رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
وَأَرْضَاهُ: إِذَا كَانَ الطَّرِيقُ قَرِيبًا فَلَا بَأْسَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا،
وَهُوَ أَفْضَلُ.
((تنبيه الغافلين
بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (1 / 491):
سبحان الله! إذا دخلت في حجك أو في عمرتك فرأيت الألوف
وهي تطوف ببيت الله جل جلاله فاذكر دعوة الخليل عليه الصلاة والسلام، استجاب الله
دعوته فحنت القلوب إلى بيت الله الحرام، وأصبح الرجل تراه قد شاب شعر رأسه ولحيته
يتمنى من الله سبحانه أن يبلغه البيت العتيق، كل ذلك استجابة من الله لدعاء
الخليل.
قال العلماء: استجاب لأمر الله وأقام أمر الله عز وجل
بإحضار أهله وذويه، ثم دعا فاستجاب الله دعوته.
وحينما تقبل الحجر الأسود تتذكر سيدنا عمر بن الخطاب رضي
الله عنه ,فعَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ:رَأَيْتُ عُمَرَ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ،
وَيَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ
أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَ حَفِيًّا"
((مسند أحمد ط الرسالة
(1 / 377):
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام
الدعاء
أقم الصلاة