النظافة من الإيمان للشيخ احمد ابو اسلام
عناصر الخطبة :
1)النظافة من وسائل الوقاية
2) شرع
الله نظافة البدن بالوضوء
3) اهتم
الإسلام بنظافة الملبس وحسن المنظر
4) نظافة المساكن والبيوت والطرقات من وسائل
الوقاية
النظافة من وسائل الوقاية
_______________
من عوامل الوقاية: النظافة؛ فإن النظافة
من أهم العوامل الصحية التي تحول بين الإنسان وبين الوقوع في الأمراض، ولقد عني الإسلام
بأمر النظافة عناية فائقة، ووجه الأنظار إليها، واعتبرها من صميم رسالة الإسلام، فأوجب
نظافة البدن والثياب والأمكنة والطرق والبيوت، ونظافة كل شيء، حتى جعل النظافة جزءاً
من الإيمان.
شرع الله نظافة البدن
____________
ففي نظافة البدن شرع الإسلام الوضوء للصلوات
الخمس في اليوم والليلة خمس مرات، وليس من الطهارة، بل من الوضاءة، أي: الحسن والجمال،
ولذا ترى الذي يتوضأ دائماً عليه إشراقة ونورفالوضوء الذي تمارسه كعبادة يختلف عن النظافة
التي تمارسها كعادة، وهذا أمر فوق النظافة، وفيه يتم غسل الأعضاء الخارجية التي غالباً
ما تكون عرضة للتلوث وحمل الجراثيم والإفرازات التي لا تنقطع، فقد أخرج البخاري ومسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ).
والوضوء طهارة مادية للأعضاء، وطهارة معنوية
للقلب بتكفير الذنوب والخطايا ومحو السيئات، روى الإمام مسلم عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قلنا: بلى
يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة
بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط).
وفوائد الوضوء الصحية كثيرة منها: الحيلولة
دون إصابة الجلد بالالتهابات وسرطان الجلد، وقد أجريت دراسات وبحوث بين مجموعة من المسلمين
الذي يتوضئون في اليوم خمس مرات، وبين مجموعة من غير المسلمين الذين لا يتوضئون، ووجد
أن نسبة إصابة المسلمين بسرطان الجلد والالتهابات اليدوية الجلدية نادرة بل ومعدومة،
، فهذا من إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً يحول دون إصابة أصابع القدمين بالفطريات،
وغسل الوجه يمنع حب الشباب وخشونة البشرة،
السواك من وسائل النظافة
_______________
وقد اهتم الإسلام أيضاً ضمن الوضوء بنظافة
الفم وتطهيره، وتجلية الأسنان وتنقيتها عن طريق المضمضة واستعمال السواك عند الوضوء
والصلاة وقراءة القرآن، وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم ضرورة استعماله لما له من الفوائد
المادية والمعنوية، يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد في المسند: (السواك
مطهرة للفم مرضاة للرب) وفي الصحيحين يقول عليه الصلاة والسلام: (لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) وفي رواية: (عند كل وضوء).
والسواك أفضل من غيره من وسائل التطهير،
فوسائل التطهير الأخرى -وهي الفرشاة والمعجون- طيبة ولكن السواك أفضل منها؛ لأنه يشد
اللثة ويقويها، وفيه مادة حارقة تذيب العوالق التي تترسب على الأسنان، وإذا جمعت بين
السواك والفرشاه كان حسناً.
وشرع الإسلام للمسلم غسل البدن كله ونظافته
عند الدواعي التي تفرض ذلك، وجعل الغسل أساساً لا بد منه لممارسة العبادات، ولم يدع
الغسل خاضعاً لظروف الإنسان، فقد يتكاسل الإنسان عن الاغتسال ما دامت دواعيه لم تقم،
لذلك وقَّت للغسل أوقاتاً، فجعل في كل أسبوع يوماً واحداً وهو غسل الجمعة، والحديث
في الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) والعلماء
يختلفون في كلمة واجب هنا، هل هو الوجوب الفرضي الذي يلزم بتركه الإثم؟ أم أنه وجوب
على درجة الاستحباب لأحاديث أخرى؟ والصحيح من أقوال أهل العلم أنه ليس بواجب حتمي ولكنه
سنة مؤكدة ومرغب فيه، والدليل ما روى البخاري بعد هذا الحديث؛ أن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه كان يخطب فدخل عثمان بن عفان، فلما دخل قطع عمر الخطبة وقال: [أفي هذه الساعة
يا عثمان! -تتأخر إلى أن يقوم الخطيب وتأتي- قال: ما هو إلا أن توضأت وجئت -يعني ما
اغتسلت- فسكت عمر وسكت الصحابة] قال العلماء: إن عمر لم يأمره بالذهاب ليغتسل، فدل
عدم أمره بالاغتسال على أن الأمر ليس للوجوب وإنما للاستحباب فهو مستحب.
أيضاً سن الإسلام الغسل لمن أراد الإحرام،
وعند دخول مكة، وعند الوقوف بـ عرفة، وسنه لمن غسل ميتاً، كما فرضه فرضاً عند حدوث
الجنابة بالجماع أو بالاحتلام، كما فرضه للتطهر من الحيض أو النفاس، ومما يؤكد حرص
الإسلام على النظافة أنه ألزم المسلم بإعادة التطهر بعد الحدث حتى ولو كان الإنسان
لا يزال نظيفاً، فمن توضأ ثم انتقض وضوءه بأي ناقضٍ لزمه الوضوء مرة ثانية ولو بعد
لحظات، ومن اغتسل ثم وقع منه ما يوجب الغسل، فعليه الغسل مرةً ثانية ولو بعد لحظات،
لماذا؟ من اهتمام الإسلام بالنظافة.
اهتم الإسلام بنظافة الملبس وحسن المنظر
_________________________
أيضاً اهتم الإسلام بنظافة الملبس وحسن
المنظر، وكريم الهيئة، وجمال السمت والزي وهو شيء ملاحظ، فقد ألحق الإسلام ذلك بآداب
الصلاة فقال عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}
[الأعراف:31]، ولفظ المسجد يدل على أن الزينة عبادة يقصد بها رضوان الله إذ ينبغي لك إذا أردت أن تقف بين يدي الله أن تأخذ
زينتك وثيابك الجميلة ذات الرائحة الطيبة، ثم تأتي لتقف بين يدي الله وأنت جميل الشكل
طيب الريح حتى لا تؤذي المسلمين، ولا تؤذي الملائكة، اجعل لصلاتك ثياباً طاهرةً نظيفة
تصلي فيها حتى تقف وكأنك الشامة البيضاء.
أيضاً: كان صلى الله عليه وسلم يلبس أحسن
الثياب وأجملها وأنظفها، وكانت له حلة جديدة يتجمل بها ويلبسها في الجمع والأعياد،
وعند مقابلة الوفود التي كانت تفد إلى المدينة، وقد شوهد مرة وهو ينظر صلوات الله وسلامه
عليه إلى ركوة ماء يسوي ثيابه وشعر لحيته، وقد اتخذ من صفحة الماء مرآة فقيل له: وأنت
تفعل هذا يا رسول الله؟ يعني: تنظر في المرآة فترى فيها نفسك، فقال: (إن الله يحب من
عبده إذا خرج للقاء إخوانه أن يكون حسن الهيئة حسن المنظر) ثم قال: (إن الله جميل يحب
الجمال) رواه الإمام مسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب الطيب ويقول:
(حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة) وكان يكثر من استعماله
صلوات الله وسلامه عليه، وكان إذا مشى انبعثت رائحته الزكية لتعطر الأجواء، يقول جابر
رضي الله عنه: [لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه
سلك من هذا الطريق] يعرفون أنه مشى من أثر رائحته، إذا جاءوا بعده قالوا: مر الرسول
صلى الله عليه وسلم من هنا، وكان الصحابة يعرفون قدومه صلوات الله وسلامه عليه بشم
رائحة عطره الذي يسبقه من مسافة بعيدة.
ولقد اجتمع فيه صلوات الله وسلامه عليه
الرائحة المادية والمعنوية، أما المادية فحبه للعطر، وأما المعنوية فإنه أكرم مخلوق
خلقه الله على وجه الأرض، وكان إذا صافح أحداً بيده ظل طوال يومه يجد رائحة الطيب من
مصافحة النبي صلى الله عليه وسلم.
نظافة
الشعر والثياب من وسائل الوقاية
_______________________
كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بتنظيف
شعره وتعهده وترجيله، يقول عليه الصلاة والسلام: (من كان له شعر فليكرمه) أي: شعر الرأس،
رواه أبو داود، قال أبو قتادة: (يا رسول الله! إن لي جمة أفأرجلها؟ قال: نعم وأكرمها)
فكان أبو قتادة ربما يرجل ويدهن جمته في اليوم مرة أو مرتين من أجل قول النبي صلى الله
عليه وسلم.
(ورأى رجلاً ثائر الرأس فأشار إليه الرسول
إشارة فهم منها أنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل الرجل، ثم عاد وهو حسن الهيئة وقد رجَّل
شعره، فقال صلى الله عليه وسلم: أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان)
رواه الإمام مالك.
معنى الحديث:جاء رجل ثائر الرأس، يعني:
شعره منفوش، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: رجّل رأسك -وذلك لما نظر إليه كأنه أنكر
عليه- فذهب الرجل ومشط رأسه ودهنه ورجَّله وجمعه، فلما جاء وإذا به جميل فقال: (أليس
هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان).
وكان يكره صلوات الله وسلامه عليه أن تقع
عينه على رجل رث الهيئة وسخ الثياب وفي إمكانه أن يظهر في زي أفضل وفي صورة مقبولة،
روى جابر بن عبد الله قال: (نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى راعٍ لنا يرعى إبلنا)
-وتعرفون أن الراعي لا وقت لديه ليغتسل ولا ليغير ثيابه، فهو طوال يومه يطارد الإبل
والغنم (وعليه بردان قد بليا وفنيا، فقال: أما له غير هذين؟ قيل: بلى يا رسول الله!
له بردان جديدان في عيبة عندنا، قال: ادعه يا جابر! فليلبسهما، فلما ولى الرجل فلبسهما،
فقال عليه الصلاة والسلام: ماله ضرب الله عنقه، أليس هذا خيراً من أن يبقى في ثيابه
البالية، فسمعه الرجل وهو هناك، قال: يا رسول الله! في سبيل الله -يعني: ضرب الله عنقي
في سبيله- قال: في سبيل الله، فاستجاب الله دعوة الرسول وقتل هذا الرجل في سبيل الله
شهيداً) اللهم صلِّ وسلم على رسول الله.
ولكن الاهتمام بالنظافة يجب أن يكون باعتدال،
فإن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، يدعو إلى النظافة، وإلى المنظر الجميل والأناقة،
ولكن في غير ما سرف ولا مبالغة وتصنع وتزويق وتلميع.
كما يدعو إلى الاهتمام بالشكل ولكن بعد
الاهتمام الأكبر بالمضمون، إذ ليس من الإسلام ما نلاحظه اليوم على بعض الشباب من المبالغة
في الملابس، والعناية بالمظاهر والأحذية الفاخرة الغالية، وبالتغييرات المتعددة، والاهتمام
بالشكل؛ في حين أهملوا قلوبهم ولم ينظفوها من أدران الشهوات والشبهات والانحراف والضلالات
والمعاصي والسيئات.
كما أنه ليس من الإسلام في شيء من يظن أن
اتساخ الثياب والملابس ضرب من الزهد والعبادة، وأن الثياب الجميلة والنظيفة تدل على
الكبرياء والغطرسة، فهذا ظن خاطئ، فقد روى الإمام مسلم قوله عليه الصلاة والسلام:
(لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ، فقال رجل: يا رسول الله! إن الرجل يحب
أن يكون ثوبه نظيفاً ونعله حسناً، فقال عليه الصلاة والسلام: ليس هذا من الكبر، إن
الله جميلٌ يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس) هذا هو الكبر، وبطر الحق رفضه،
كأن جاءك الحق ورفضته فأنت متكبر، والذي يتكبر ويرفض الحق لا يهديه الله، يقول الله
عز وجل: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ} [الأعراف:146] ويقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا
عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف:40].
إذا علمت أن غض البصر أمر من أوامر الله،
وأن إطلاقه إلى النساء حرام ثم رفضت فقد تكبرت على الله ورددت الحق، فهذا بطر الحق،
أما غمط الناس، أي: احتقارهم وازدراؤهم وظلمهم فهذا هو الكبر، أما أن يكون ثوبك جميلاً،
ونعلك حسناً، وسمتك جميلاً فليس هذا من الكبر في شيء.
نظافة المساكن والبيوت والطرقات من وسائل
الوقاية
_______________________________
أما نظافة المساكن والبيوت فقد حث الإسلام
على الاهتمام بها والعناية بشأنها، يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد:
(أصلحوا رحالكم -أي: مساكنكم- ولباسكم حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة).
ومن ضمن وسائل الاهتمام بالمساكن إصلاحها
وتفقدها، وحسن تصميمها وتهويتها وإضاءتها وتعريضها للشمس، وكنسها وتطهيرها من الحشرات
المؤذية، وتخليتها من الفضلات والقمامات، ولقد حذر عليه الصلاة والسلام من كل ذلك كما
هو شأن اليهود، يروي البزار في مسنده حديثاً يقول فيه عليه الصلاة والسلام: (إن الله
طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفناءكم
وساحاتكم ولا تشبهوا باليهود يجمعون الأكب في دورهم) والأكب: هي الفضلات والكناس والقمامة
التي تتجمع في البيت، فبعض الناس عنده زبالة في بيته مجتمعة منذ أسبوع، خاصةً إذا كان
(عزوبياً) فيتولد عن هذه التجميعات ميكروبات وفضلات، فالمفروض أن تغيرها مرة في اليوم،
أو مرتين في الصباح والمساء؛ لأنه يأتي عليها الذباب والبعوض والحشرات والصراصير، ويترتب
على هذا فساد صحتك وتعريضك للمرض.
كما أوجب الإسلام على المسلم المساهمة في
نظافة الطريق وعدم إلقاء الفضلات فيها، فليس من الإسلام وأنت ماشٍ أن ترمي المنديل
في الشارع، فمن يأتي ويأخذه؟ تقول: البلدية، وأنت ما هو دورك؟ دورك أن تحمي الشارع
من هذه الفضلة، فلا ترمِ المنديل، ولا تبصق، وإذا بصقت في منديل فاجعله في جيبك إلى
أن تصل إلى القمامة وتضعه فيها، ولا ترمِ علبة (البيبسي) والماء، أو قشور البرتقال
أو الموز أو التفاح، لا ترمِ أي شيء من الفضلات في الشارع، لماذا؟ لأن إماطة الأذى
عن الشارع والطريق صدقة، ومفهوم الحديث: أن وضع الأذى في الطريق معصية، فأنت تعصي الله
بهذا الأمر، ولو أن الناس كلهم فعلوا هذا ما كنا نحتاج إلى البلدية، لكن الله المستعان،
شخص يبني وآخر يهدم، والذي يبني يتعب أما الذي يهدم، فإنه يرمي ولا يهمه، ولا يعلم
أن النظافة من الإيمان، يقول عليه الصلاة والسلام:
(الإيمان بضع وسبعون شعبة أدناها إماطة
الأذى عن الطريق ، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،
والحياء شعبة من الإيمان) وكان بعض السلف يخرج إلى الأسواق ليس له عمل إلا أن يميط
الأذى عن الطريق، فيلتقط المسامير والزجاجات والحجارة والأخشاب، وإذا أخذه قال: لا
إله إلا الله، قالوا: مالك؟ قال: أريد أن أجمع بين أعلى درجات الإيمان وشعبه وبين أدناها،
يأخذ فيقول: لا إله إلا الله، فيأتي بأعلى شعب الإيمان وهي لا إله إلا الله، وأدنى
شعب الإيمان وهي إزالة الأذى عن الطريق.
كما حرم الإسلام البصاق في المسجد والسوق
والأماكن العامة ووسائل المواصلات، وفي الطرق التي يغشاها الناس، ففي صحيح البخاري
ومسلم يقول عليه الصلاة والسلام: (البصاق في المسجد خطيئة -يعني: معصية- وكفارتها دفنها)
والدفن كان كفارة يوم أن كانت المساجد من التراب والرمل، فما هناك وسيلة إلا أن تدفنها، لكن الآن إذا
بصق الإنسان على الفراش لا يوجد دفن لها؛ لأن الدفن يؤدي إلى التلويث، ولا بد من إزالتها
وغسل الموضع الذي وقعت فيه؛ لأنه سيأتي من يضع رأسه يصلي، وقد يشم بأنفه موقع بصاقك،
ويكون في بصاقك ميكروب أو مرض فينتقل إليه وهو لا يدري، فأنت الذي غششته وخدعته؛ لأنه
جاء ليؤدي عبادة وأنت أعطيته هذا المرض وهذا الوباء -والعياذ بالله- فلا يجوز للمسلم
أن يبصق في المسجد.
كما حرم الإسلام التبول والتبرز في المياه
والظل والأماكن التي يجلس فيها الناس ويرتادونها مثل أماكن النزهة، فإذا خرجت إلى مكانٍ
فينبغي عليك أن تحرص على أن تترك الموقع مثل ما جئت إليه ، يقول عليه الصلاة والسلام:
(اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في المورد، وقارعة الطريق، وفي الظل) وسميت ملاعن لأنها
تسبب لصاحبها اللعنة، إذا جاء واحد وأراد أن يجلس تحت شجرة فتلفت وإذا تحتها نجاسة
فماذا يقول؟ يقول: لعن الله من وضعها، هكذا تستحق: (اتقوا الملاعن)، إنه يريد أن يجلس،
وإذا بالأذى بجانبه فتسببت في طرده من هذا الموقع، لأنه لا يقدر على الجلوس والأذى
بجانبه، الظل ليس لك لوحدك يا أخي! بل هو حق لكل مسلم يستظل فيه، والطريق إذا مشى فيها
ماشٍ وهو آمن وإذا برجله تقع في النجاسة، فمن حين يقع فيها وهو يلعن، يقول: لعن الله
من وضع هذه، فهذا يستحق: (اتقوا الملاعن الثلاثة) لماذا؟ لأنها تسبب لصاحبها اللعن،
كما أن الشخص الذي يتخلى في الطريق العامة والظل يعتبر ساقط المروءة، يؤذي المسلمين،
ويستوجب سخطهم، وتتوجه إليه لعائنهم، فقد روى البيهقي في السنن يقول: (من آذى المسلمين
في طرقهم وجبت عليه لعنتهم)، والعياذ بالله!
نظافة بيوت العبادة والوسائل التي تؤدى
بها
_________________________
ويأمر الإسلام المسلم بأن يتنزه من البول
حتى تكون ثيابه طاهرة، ورائحته جميلة؛ لأن عامة عذاب القبر من البول، فإذا جئت تتوضأ
فينبغي لك أن تتأكد من انقطاع البول وخُلوِّه وانتهائه، أما أن تسرع ويستمر البول في
النزول ويتلوث ثوبك وتسوء رائحتك، وتفسد صلاتك، ويبطل وضوءك، فهذا تعذب به في القبر
كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال في الرجلين اللذين يعذبان في القبر:
(إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير: أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر
فكان يمشي بالنميمة بين الناس).
وقد بال أعرابي في المسجد، وكان له كل المبررات
في أن يفعل ذلك؛ لأن المساجد جديدة في حياة المسلمين، فقبل الإسلام ما كان هناك مساجد،
أما الآن فالحمد لله المساجد نعيشها ونعيش حبها وعظمتها وكرمها في قلوبنا من الصغر؛
لأننا معها من يوم خلقنا، لكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بني المسجد فجاء الأعرابي
من الصحراء لا يدري ما هذا المكان، ولا يعرف ما هذا الموقع، فجلس في طرفه وبال كأنه
في طرف بيته، فغضب الصحابة غضباً شديداً،وقاموا ليضربوه ولكن النبي صلوات الله وسلامه
عليه قال: دعوه لا تزرموه، لماذا؟ قالوا: الحكمة تستدعي أن يكمل؛ لأنه لو قام وهو يبول،
فسيرش به المسجد كله، وبدل ما كان البول في جزء سيكون في جميع المسجد، أليس من الحكمة
أن يكمل في مكانه؟ اللهم صلِّ وسلم على رسول الله.
ثانياً: سيؤدي احتباسه بالبول إلى أن يمرض،
فإن الإنسان إذا أخرج البول ثم أمر بقبضه أصبح عنده التهابات، إذ أن هذا الماء المستعد
للخروج يتلوث ثم تقبضه فيرجع إلى المثانة ويعمل إجراءات صعبة في المثانة فيحدث بذلك
مرض للإنسان.
ثالثاً: يؤدي إلى أنه يكره الإسلام، فيمكن
أنه جاء لكي يسلم، لكن من أجل هذا البول يخرج، فلا يرجع أبداً فيدخل النار، فالرسول
صلى الله عليه وسلم قال: دعوه، فلما أكمل دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال للصحابة:
(صبوا على بول الأعرابي ذنوباً من ماء) لأن الأرض كانت ترابية، والماء يصب على ظهرها
فيمتص النجاسة وتذهب النجاسة إلى باطن الأرض، ليس هناك وسيلة أعظم من هذه الوسيلة،
ثم دعاه وقال: (إن المساجد لا ينبغي أن تكون لشيءٍ من هذا، فقال الرجل بعد أن رأى كرم
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لي ولمحمدٍ ولا تغفر لأحد معنا) يقول:
هؤلاء الذين كانوا يريدون أن يضربوني لا تغفر لأحد منهم فقال عليه الصلاة والسلام وقد
تبسم: (لقد حجرت واسعاً) أي: ضيقت واسعا، فمغفرة الله واسعة ورحمته عظيمة.
فهذا من اهتمام الإسلام بالنظافة.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق
الدعاء
أـقم الصلاة
شركة تنظيف بالبخار بمكة
ردحذفاذا كنت تريد ان تقوم بالتعامل مع شركة تنظيف كنب بمكة عليك الاتصال على ارقامنا يتوافر لدينا افضل العمال المدربين على تقديم غسيل كنب بمكة كما اننا شركة تنظيف بالبخار بمكة معها تحصل على جميع ما تحتاج من خدمات التنظيف بأفضل صورة ممكنة لهذه الخدمات
شركة تنظيف كنب بمكة
https://elbshayr.com/7/Cleaning-furniture