عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ للشيخ أبو سيف الأزهري




الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي يجعل بعد الشدة فرجاً،
وبعد الضر والضيق سعة ومخرجاً،
ولم يخل محنة من منحة،
ولا نقمة من نعمة،
ولا نكبة ورزية من موهبة وعطية..
خلق فقدَّر
ودبّر فيسر،
فكل عبد إلى ما قَدَّره عليه وقضاه صائر..
أحمده وأستعينه وأتوكَّل عليه، وأسأله التوفيق لعمل يقرِّب إليه،
وأشهد بوحدانيته عن أدلةٍ صحاح
لا إله إلا الله وحده لا شريك فالق الإصباح،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والبرهان،
اللهم صلّ على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
أمَّا بَعْد......:
يقول الله تعالى : (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ )
#عبادالله:
اعلموا جيدا ان الله جل جلاله قد جبل هذه الدنيا على كدر،
فكم من مصائبَ وابتلاءاتٍ وفتنٍ يلاقيها المسلم في حياته،
يعيش معها عند إقبالها وإدبارها، ويبحث عن أفضل الوسائل والطرق ليخرج منها ويتجاوزها وقد سلم منها دينه وعقيدته ودمه وماله وأهله.
فالله تَعَالَى يبتلي عباده بالمصائب في أنفسهم وأهليهم وأموالهم، لا لِيُهْلِكَهُم بها؛ وإنما لِيَمْتَحِنَ صبرَهم وعبوديَّتَهُم؛ فإنَّ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلاَ على عباده عُبُودِيَّةً في الضَّرَّاء، كما أن له عليهم عبودية في السَّرَّاء، وله عليهم تَعَالَى عبودية فيما يكرهون، كما له جَلَّ وَعَلاَ عبودية عليهم فيما يحبون.
والفتنُ:
هي الأمور والشدائد التي يُجريها الله تعالى على عباده، على وجه الحكمة ابتلاءً وامتحانًا.
#نعم:
فتنٌ في الدّين والعقيدَة،
فى المال والتجارة
في السّياسة والإدارَة،
في الاقتصاد والاجتمَاع،
في العقولِ والنفوس،
في الأولاد والأعرَاض.
فتنٌ يعيشها المسلمون تتضمّن في طيّاتِها تحسينَ القبيح وتقبيحَ الحسَن، تحمِل الهجمةَ على الدّين وأهلِه، تزخرِف الباطلَ وتروِّج له، وتحاوِل مَحوَ الحقّ وإبعادَ الناسِ عنه، ديدنُها الهدْم والتحريش والتخريبُ والتشويش.
فتنٌ قوليّة وأخرى فعليّة، تُنشَر بأسبابٍ متطوِّرة ووسائلَ سريعةٍ في وقتها وتأثيرها.
فتنٌ تعاظمَ اليومَ خطَرها وتطايَر شرُّها وتزايَد ضررُها.
🔴 ثبَت في الصحيح عن النبيّ أنه قال: يتقارَب الزّمَان، ويقِلّ العمَل، ويُلقَى الشّحّ، وتظهَر الفتن.
حقا
إن فى هذه التحولات في حياة الناس العامة والخاصة عبرةٌ وعظة يتذكر فيها من تذكر، ويتعظم فيها من فتح الله عين قلبه فلم يرى في الهموم، والمصائب بلاءً محضًا بل استخرج من المضرة مسرة، وتلمح في المحنة منحة، واستخرج من البلاء رحمة ذاك فضل الله يُؤتيه من يشاء فتجد أولئك يتلمسون المسرات في المضرات، ويتلمسون الرحمة في النقمة، ويرون معالم المنحة في المحنة ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ .
🔴نقول ذلك لأنه للأسف
نسمع عن خطباء وأئمة قد وصلوا الى درجة إيمانية غير مسبوقة
وكأنهم قد أتوا من السماء
يصعد مولانا المنبر ليكون أقسى على الناس من واقعهم
فيؤكد لهم ان ما هم فيه بسبب ذنوبهم فقط......!
ونسى أن يقول لهم أن الغرب ايضا (الكفار) عندهم من الفتن والابتلاءات أكثر منا ...ولكنهم يتغلبون عليه بمزيد من العمل ؟
نسى ان يقول لهم ان ذنوبهم لا تساوى صفرا على الشمال بجوارروايات ما قبل الفى عام التى يحكيها لهم
#ايهاالاخوة:
لقد كثرت الفتن في زماننا هذا، وتنوعت وتعددت، فأصبح المسلم لا يخرج من مصيبة أو فتنة إلا وجاءت أخرى أشدُّ وأقوى،
روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان من صحابته في سفر، فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الصلاة جامعة؛ فاجتمع الأصحاب حول الرسول -صلى الله عليه وسلم- فخطبهم خطبةً عظيمة.
وكان مما قال فيها: "إنَّ أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرَها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها، وتجئ فتنةٌ فيرقق بعضها بعضا، وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي؛ ثم تنكشف وتجئ الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه! فمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ".
وما أبلغ ما قال الرافعي: “ما أشبه النكبة بالبيضة، تحسب سجناً لما فيها وهي تحوطه، وتربيه وتعينه على تمامه، وليس عليه إلا الصبر إلى مدة، والرضى إلى غاية، ثم تنقف البيضة، فيخرج خلق آخر
وما المؤمن في دنياه إلا كالفرخ في بيضته: عمله أن يتكون فيها، وتمامه أن ينبثق شخصه الكامل فيخرج إلى عالمه الكامل”
#ايهاالاخوة:
عند حلول الفتن على المسلم أن يلجأ إلى الله بالتوبة والإنابة وطلب المغفرة، قال تعالى: (وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ،
◄ومن ذلك أنه يجب على المسلم أن يكثر من الدعاء فبه تزول الفتن،
رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ
قال تعالى:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)
تضرع الى ربك وادع كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعوا....
ففى صحيح مسلم
عن عائشة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِى بَيْتِى هَذَا « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ». -
دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على من تولى أمور المسلمين الخاصة والعامة ؛ حتى الإنسان يتولى أمر بيته
وحتى مدير المدرسة يتولى أمر المدرسة ،
وحتى المدرس يتولى أمر الفصل ،
وحتى الإمام يتولى أمر المسجد.
فاشقق عليه
إما بآفات في بدنه، أو في قلبه، أو في صدره، أو في أهله، أو في غير ذلك؛ لأن الحديث مطلق (( فاشقق عليه)) بأي شيء يكون ،
وربما لا تظهر للناس المشقة،
وقد يكون في قلبه نار تلظى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم أنه إذا شق على الأمة بما لم ينزل به الله سلطاناً؛ فإنه مستحق لهذه الدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولهذا قال: (من ولي من أمر أمتي شيئاً) ، (وشيئاً) نكرة في سياق الشرط ، وقد ذكر علماء الأصول أن النكرة في سياق الشرط تفيد العموم ؛ أي شيء يكون "

#ايهاالاخوة:
إنَّ الفتنَ يصيبُ ضررُها الجميعَ،
ويكون معَها الشرّ والفسادُ للبلادِ والعباد، إذَا لم تعالَج بميزان الشّرع،
ولم يحكُمِ الناس أنفسَهم بتعاليمه ويوقفوها عند حدودِه،
ولم يراعوا الأمورَ حقَّ رعايتِها وينظروا للنَّوازل والمدلهمّات بما يعالِج أضرارَها ويرفَع آثارَها،
لذا
جاءَت تحذيراتُ الشّرع من الفتنِ ومن غوائلِها وشرورِها، يقول جلّ وعلا: وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً
قال ابن كثير في تفسيره: "هذهِ الآية وإن كان المخاطَب بها هم صحابة رسولِ الله لكنَّها عامّة لكلِّ مسلم؛
🔴ومع كثرة الفتن والمصائب والابتلاءات مطلوب من المسلم أن يعمر الأرض بالخير، وأن يقيم شرع الله في نفسه، وفي واقع حياته تحت أيّ ظروف،
لابد وأن تنطلق الدعوة الجديدة الى الله تعالى من المصانع والمزارع والمعامل والجامعات وليس من المساجد فحسب-
هذا هو الحل الامثل الآن للمسلمين حتى يتعودوا على العمل بديلا للكسل وان اليد التى يحبها الله ورسوله هى التى اخشنت من العمل الشاق المتواصل ويحبها اكثر من الجبهه التى أدماها السجود.
وحتى يعلموا أن المصانع ومعامل الكيمياء ومراكز البحوث العلميه والمزارع هى أيضا بيوت الله وليست بيوت الشياطين
🔴الغرب مُعرض عن ذكر الله ولا يعرفه أصلاً ومع ذلك يعيش في رفاهية كاملة
الضنك ليس في الغلاء ، الضنك في النفس التي تكره الحياة وقد تميل للانتحار رغم كل ما قد يكون في الأيادي من رفاهية
🔴الصحابة مع رسول الله جاعوا لما حوصروا في شِعب أبي طالب وكذلك في عام الرمادة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب ولم تكن مع ذلك معيشتهم ضنكا .ً
ولو بقينا نذكر الله دون الأخذ بأسبابه في الأرض لمتنا جوعاً
#إخوة الإسلام
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء؟ فقال:
“الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة”
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح
المؤمنون هم أصبر الناس على البلاء، وأثبتهم في الشدائد، وأرضاهم نفساً في الملمات
الأمل والأمن، والرضا والحب، والسكينة النفسية،
ثمار شهية لغراس العقيدة في نفس المؤمن، وذخائر لا تنفد لإمداده في معركة الحياة،
وأنها لمعركة طويلة الأمد، كثيرة التكاليف، محفوفة بالأخطار والمشقات؛ ذلك أن طبيعة الحياة الدنيا، وطبيعة البشر فيها، تجعلان من المستحيل أن يخلو المرء فيها من كوارث تصيبه، وشدائد تحل بساحته، فكم يخفق له عمل أو يخيب له أمل. أو يموت له حبيب. أو يمرض له بدن، أو يفقد منه مال، أو .. أو .. إلى آخره
أحد السلف قال:
ما أصبت في دنياي بمصيبة إلا رأيت لله فيها ثلاث نعم:
أنها لم تكن في ديني، وأنها لم تكن أكبر منها، وأنني أرجو ثواب الله عليها
قديما قالوا: “بعض الشر أهون من بعض”
“وبلاء أخف من بلاء”
“ومن نظر لبلوى غيره هانت عليه بلواه”
والمؤمن ينظر بعين بصيرته فيحمد الله على أمرين:
أولهما: دفع ما كان يمكن أن يحدث من بلاء أكبر،
وثانيهما: بقاء ما كان يمكن أن يزول من نعمة غامرة وفضل جزيل.
فهو ينظر إلى النعمة الموجودة قبل أن ينظر إلى النعمة المفقودة، وينظر إلى البلاء المتوقع بجانب نظره إلى البلاء الواقع
وهذا بلا شك يحدث كثيراً من الارتياح والرضا، فالبلاء المتوقع كثير وقد دفع عنه، والنعم الموجودة كثيرة وقد بقيت له
الفوز أن تكون عبدًا لله في المسرات، وأن تكون عبدًا لله في المكروهات فتُراعي حق الله تعالى شكرًا فيما تحب، وصبرًا على ما تكره عند ذلك ستسبق سبقًا عظيمًا ولو كنت على ما كنت من حالٍ في سراءٍ أو في ضراء يقول ربك: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾
#ايهاالاخوة:
ينبغي أن نحذر من الفتن مهما كانت،
وأن نتعامل معها وفق ضوابط الشرع، وقواعد الدين،
وأن نستعيذ بالله منها،
فعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو فيقول: "اللهمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات" صحيح الجامع.
وبما اننا اصبحنا فى زمن لم يبق فيه الا بلاء وفتنة
زمن يمتلك الحاكم فيه حكمة لقمان - ورجل الاعمال مال قارون -
فليس امامنا الا ان نمتلك صبر ايوب
لنقف فى وجه هذه الفتن المتتابعة بالصبر
فالصبر جواد لا يكبو وجند لا يهزم
روى البخاري في صحيحه عن الزبير بن عديّ قال: أتَينا أنسَ بن مالك فشكونا إليه ما نلقَى من الحجّاج فقال: اصبروا، ((فإنّه لا يأتي عليكم زمانٌ إلا والذي بعده شرٌّ منه حتّى تلقوا ربَّكم)) سمعتُه من نبيّكم ،
قال شيخ الإسلام:
"ولا تقَع فتنةٌ إلا مِن تَرك ما أمَر الله، فإنّه سبحَانه أمر بالحَقّ، وأمر بالصّبر، فالفتنَة إمّا من ترك الحقّ، وإمّا مِن ترك الصبر"
#نعم
اصبروا واحذروا من الوقوع في اليَأس، وهو قطعُ الأمَل والرجَاء في تحقيقِ المطلوب وذهابِ المرهوب، فليحذَر المسلمون من أن يقطَعوا أمَلَهم في ارتفاع ما يصيبهم من فتنٍ أو مصائبَ مزلزلة، فالله جلّ وعلا يقول: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ ٱلأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَلِيُمَحّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَمْحَقَ ٱلْكَـٰفِرِينَ
فالمؤمن مطلوب منه أن يصبر ويبذل الأسباب المستطاعة، وأن يثبت على الحق
يقول المقداد بن الأسود -رضي الله عنه-:
وأيم الله،
لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
"إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنّب الفتن، ولمن ابتُلي فصبر"
رواه أبو داود فى السنن وصححه الالبانى
#نعم
اصبروا وابشروا
فعَنْ أبي هُرَيْرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:
« مَا يَزَال الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمؤمِنَةِ في نَفْسِهِ وَولَدِهِ ومَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّه تعالى وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»
رواه التِّرْمِذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحِيح.
وجاء في الترمذي عن أبي هريرة أن النبي قال: ((لاَ يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْمُسْلِمِ حَتَّى يَدَعَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)).
#نعم
اصبر يا اخى
لانه لو خيروك بين :
ارتفاع الأسعار ..
اوارتفاع درجة الحرارة ..
اوارتفاع ضغط الدم ..
اوارتفاع نسبة السكر في الدم ..
ماذا تختار ؟
ربنا يكون فى عون اللى عنده الاربعة
لو خيروك بين صحتك ومال غيرك فمن ستختار..؟
إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ *** ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
فلا تغبطنّ المترَفين فإنه *** على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب
قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا "
#أخى
دع الأيام تفعل ما تشاء *** وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي *** فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جَلْدًا *** وشيمتك السماحة والوفاء
ورزقك ليس ينقصه التأني *** وليس يزيد في الرزق العناءُ
ولا حزن يدوم ولا سرور *** ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع *** فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا *** فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن *** إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين *** فما يغني عن الموت الدواء
وقل حسبى الله فى كل أمر*** فهو القدير يفعل ما يشاء
#واخيراايهاالاخوة:
لو رجعت بذاكرتك عشر سنوات للخلف وقرأت ما حدث لك فكيف سيكون حالك..؟ أكنت ترضى وتقبل ما حدث لك ..؟
الغيب نعمة من اعظم النعم
فالمستقبل غيب عنا ، وما يصيبنا في هذه الحياة الدنيا ، لا ندري نتائجه ، أو الحكمة منه ، ولكن علينا أن نستسلم لأمر الله ، ونؤمن أن الله يريد بعباده الخير ،وإن كان في ظاهره غير ذلك ، فالله سبحانه وتعالى يقول لعباده :
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
ويقول تعالى : (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )
يبين الله سبحانه وتعالى لنا ،أنه قد يجعل العواقب أحيانًا بخلاف المشاهد والمنظور، وتختلف عنه اختلافًا تامًا، ولذلك فالعبد لا يقترح على ربه ،بل يفوض الأمر إليه، ويتوكل عليه، ويرضى عن ربه
#أخى
كم من مرة حدث معك موقف معين، حاولت فيه أن تحقق هدفا ما، ولم يحصل؟ وعندها حزنت لذلك، وبعد فترة، أراك الله أن ذلك هو الخير بعينه، فعطاؤه عطاء ، ومنعه عطاء .
فمن رحمة الله بنا أن جعل الغيب بيده، وقال لنا أنه قريب منا ندعوه فيستجب لنا، فهو رب عظيم سبحانه. فلو كنا نعلم الغيب لاضطربت حياتنا، والحمد لله أن ملك الملوك الذي يعلم الغيب ، هو من بيده أمورنا كلها، فالحمد لله!!!
ففي صحيح مسلم ، يقول صلى الله عليه وسلم (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ».
ففي كل ما قدر الله فهو خير ، وعبارة : “لعله خير”، لهي من أروع وأفضل الكلمات، التي تجعلك تشعر بالراحة في قلبك وبالطمأنينة، وتعينك على التوكل على الله، وعلى زيادة ثقتك فيه، وعلى الرضا بما يقدر ويكتب لك، ومن منا لا يريد أو لا يبحث عن راحة قلبه؟؟ كلنا!! فكل ما نفعل في الحياة هو من أجل راحة قلوبنا، وثقتنا أن الجبار والقوي والملك يعلم الخير لنا فيقدره لنا
فلا تنظر تحت قدميك ،
ولا تبتئس بما حدث لك، فلعله في المستقبل خير،
قال تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ، وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}
كما لا تفرح بما هو آت فقد يكون فيه مهلكتك،
وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال :
« عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ »
رواه مسلم
#وختاما
الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.‍‍‍
طُرد الرسول من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره...
سجن أحمد بن حنبل وجلد فصار إمام السنة...
وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما...
ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه...
وأقعد ابن الأثير فصنف "جامع الأصول" و"النهاية" من أشهر وأنفع كتب الحديث...
ونفي ابن الجوزي من بغداد فجود القراءات السبع...
وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية...
ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها...
وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر...
وإذا أهدي لك ثعبان فخذ جلده الثمين واترك بقيته...
وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واق ومناعة حصينة ضد سم الحيات.
تكيف في ظرفك القاسي؛ لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا ﴿وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم﴾
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلا ومتشائما، فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن، فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك، وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى.
انظر إلى الوجه الآخر للمأساة؛ لأن الشر المحض ليس موجودا؛ بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر.
فاللهم رُدَّنا إلى دينك رداً جميلاً، وقنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .........!
=======================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى قول الله تعالى:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾
هذه الآية فيها قسم من الله- عز وجل - أن يختبر العباد بهذه الأمور.
فقوله: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾ أي: لنختبرنكم.
﴿بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ﴾ لا الخوف كله بل شيء منه؛ لأن الخوف كله مهلك ومدمر. لكن بشيء منه.
((الخوف)) هو فقدُ الأمن، وهو أعظم من الجوع، ولهذا قدّمه الله عليه، لكن الخائف- والعياذ بالله- لا يستقر لا في بيته ولا في سوقه، والخائف أعظم من الجائع؛ ولهذا بدأ الله به فقال: ﴿بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ﴾ وأخوف ما نخاف منه ذنوبنا؛ لأن الذنوب سبب لكل الويلات، وسبب للمخاطر، والمخاوف، والعقوبات الدينية، والعقوبات الدنيوية.
﴿وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ﴾ يعني: نقص الاقتصاد ، بحيث تُصاب الأمة بقلة المادة والفقر، ويتأخر اقتصادها، وتُرهق حكومتها بالديون التي تأتي نتيجة لأسباب يقدرها الله -عز وجل- ابتلاء وامتحاناً.
وقوله:﴿وَالأَنْفُسِ﴾ أي : الموت ؛
﴿وَالثَّمَرَاتِ﴾ أي أن لا يكون هناك جوع، ولكن تنقص الثمرات، تنزع بركتها في الزروع والنخيل وفي الأشجار الأخرى،

اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات