الشباب..رصيد الأمة للشيخ أبو سيف الأزهري



الحمد لله رب العالمين
الْحَمْدُ للهِ الذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَبِفَضْـلِهِ يَرقَى الشَّبَابُ بِالمُجتَمَعَاتِ،
وَأشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَ الإِنْسَانَ أَطْوَارًا، فَجَعَلَ مَرْحَلَةَ الشَّبَابِ أَفْضَلَهَا قُوّةً وَعَطَاءً وَازْدِهَارًا،
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، رَبَّى الشَّبَابَ عَلَى حُبِّ الفَضَائِلِ، وَحَذَّرَهُمْ مِنْ مَسَالِكِ الرَّذَائِلِ، فَكَانُوا أَسْمَى النَّاسِ أَخْلاَقًا وَأَعْمَالاً، وَأَزكَاهُمْ أَقْوَالاً وَأَفْعَالاً، -
صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ،
يقول الله تعالى : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )
#عبادالله:
اعلموا جيدا أن أحب الأحاديث إلى النفس، هو ذلك الحديث الذي يتجه إلى وقود الأمة، وعدتها في الحاضر والمستقبل..وهم الشباب
#نعم
الشباب هم رجال المستقبل، وهم رصيد الأمة، فإذا فسد الرجال وضاع الرصيد فعلى الأمة السلام.
ففي يوم القيامة يحاسب الإنسان عن عمره فيما أفناه، ثم يحاسب عن شبابه فيما أبلاه، وفي هذا دليل على أهمية مرحلة الشباب وخطورتها، فالإنسان يسأل ابتداء عن عمره جملة واحدة، ثم يسأل ويحاسب عن أيام شبابه، ((وعن شبابه فيم أبلاه؟)).
فمرحلة الشباب مرحلة خطيرة، مرحلة مهمة، وهي المرحلة التي يتشكل فيها منهج الإنسان،
🔴═◄ايها الآباء المنشغلون عن أبنائهم، بمنصبه أو بمتجره أو بمزرعته أو بوظيفته أو بغير ذلك من أمور الدنيا.
احذروا
فمن رعـى غنما في أرض مسبعة * ونـام عنها تولى رعيها الأسد
نعم يرعاهم الشارع الفيسبوك الانترنت يرعاهم كل مشبوه فيفترس شبابهم وينكسر سند الامه
وينشأ نـاشئ الفتيان فينا على ما كـان عوده أبوه
أدركوا خطر انحراف شبابنا، واهتموا بأبنائكم، فسوف تسألون عنهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
🔴═◄ايها الاباء
اعملوا على تربية أبنائكم تربية صحيحة، أدبوهم على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب القرآن والدين، اجعلوا شباب السلف هم قدواتهم، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يقول أحدهم: كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلمهم السورة من القرآن.
🔴═◄ايها الآباء
احذروا إهمال تربيتهم، وإياكم والمبالغة في تزكيتهم، فبعض الناس مبالغته في تزكيته لأولاده صارت سببا لانحرافهم وفسادهم. لقد وجد ـ أيها الإخوة ـ من يدعي صلاح أولاده وهو لا يعرف شيئا عنهم؛ لأنه لا يشاهدهم إلا عند النوم أو عند الطعام، وعندما يلام على انحراف أولاده لا يكاد يصدق ذلك، بل تجده يدافع عنهم، بل يلوم ويوبخ من يقدم له النصيحة.
🔴═◄ألسنا نرى قَصَّات شعرٍ غربية لا تمت لمن به ذرةٌ من عقلٍ أو حياءٍ بصلة، وذاك هو القزع الذى نهانا عنه الشرع لماذا هذا التقليد؟
لماذا تقولون بلسان حالكم لاعدائكم أقذفوا إلينا نفاياتكم وستجدونها إكليلاً فوق هامتنا.
🔴═◄ألسنا نرى وترون ممن يضعون الوشم على أجسامهم ما بين شبابٍ وشابات جاهلين أو متناسين عقوبة من يفعل ذلك هي: اللعنة والطرد والإبعاد من رحمة الله، لماذا هذا التقليد؟ أين الوقت لتعرضون ما تفعلونه على الشرع،
🔴═◄ألسنا نرى هؤلاء الشباب مسخت رجولتهم، وأصبحوا يرتدون الملابس الضيقة والملونة والفضفاضة، بضاعة مزجاة تظهر تشبههم بالنساء وأيُ نساء بالنساء الكافرات بأوضح صورها وأخطرها وأبشعها،
🔴═◄ألسنا نرى بين الشباب أخلاقا مستوردة بقيمٍ هابطة، حتى قال أحدُ زعماء اليهود: لقد نشرنا روح التحرر الكاذب بين الشعوب الغيورة، وأقنعناهم بالتخلي عن دينهم، بل استطعنا بتثبيط الشعور عندهم حتى أثبتوا الخجل من الإعلام عن تعاليم الدين وأوامره ونواهيه ومزاياه، والأدهى أننا استطعنا إقناع الكثيرين بأعلاناً جهاراً نهارا بإلحادهم وكفرهم بالله.
أين أنتم يا شباب من قول الله جل وعلا
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ فلنداوي الأخلاق بالقرآن تصلح وتستقم،
🔴═◄ألسنا نرى القهاوى قد امتلأت بالشباب والمساجد خويت على عروشها...؟
🔴═◄يا شباب:
لن يدرك البطال منازل الأبطال، وعند تقلب الأحوال يعرف الرجال.
🔴═◄يا شباب
أين أنتم من سلفكم بل من شبابهم ممن امتلأت نفوسهم همما وإيمانا وأمانات وكفاءات، تشابهت السبل فاتخذوا سبيل الله سبيلا، وتفرقوا الناس فجعلوا محمداً وحزبه مثيلا،
🔴═◄يا شباب :
أسألكم بالله لوسألناكم عن أصحاب الصحب في القرن الجليل هل ستجيبون؟ وأسألكم بالله لوسألناكم عن شيءٍ من تاريخ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - هل ستجيبون؟
ولوسألناكم عن أركان الصلاة وواجباتها، وكذلك الحج والصيام هل ستجيبون؟ ولوسألناكم كم سورة تحفظونها من القرآن بل لو سألناكم عن تفسير سور الكوثر بالله عليكم هل ستجيبون؟
للأسف
الكثير من شباب اليوم لا تجد لديه جوابا، فإن سألت أحدهم عن شيء من ذلك نظر إليك نظر المغشي عليه،
وبالمقابل
لو سألت الكثير منهم عن تاريخ وأسماء اللاعبين والممثلين والممثلات أو عن أحد المغنين أو المغنيات لأجابوا والله وبكل افتخار، وبلا تردد، بل لأجابوا وبالتفصيل
🔴═◄يا شباب:
إلى متى وأنتم في فراغٍ وسهر، وانحرافٍ وفساد، وعشقٍ وغرام، وتخبطٍ ودوران، عجبٌ وغرور، عقوقٌ للوالدين، تركٌ لصلاة، تبذيرٌ للأموال، مجالس سوء،وكذب،وغيبة، وبذاءة اللسان، تشبه بالنساء، أفلام وقنوات، فُحشٌ وروايات، غناءٌ ومجلات، معاكسات، مقابلات، جنسٌ وشهوةٌ وإثارةٌ للغرائز،
إلى متى إلى متى يا شباب،
ألا يكفي هذا التخبط من وحلٍ إلى وحل، ومن مستنقعٍ إلى آخر، فتوبوا إلى الله وارجعوا إليه،
🔴═◄ياشباب
هل أنتم راضون عن أنفسكم، عن واقعكم، عن علاقتكم بربكم، عن أصدقائكم، عن تعاملكم، هل تجدون طعم الراحة والسعادة، أخبرونا هل وجدتموها في الملهيات، في الضحك والمعاكسات؟ فى الفيسبوك والشات
دُلّونَا بصروُنا هل وجدتم الطمأنينة والأنس في التسكع في الشوارع، في المال، في الغناء، في رفقاء السوء؟ هل تشعرون بالراحة والسرور، هل تشعرون بانشراح الصدر وأمن النفس؟ لو قلتم فصدقتم لقلت: لا، ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰ ﴾
انظر في نفسك وأسألها ماذا يملأ قلبك؟
أعمالك أقوالك لمن تصرفها،
هل أنت راضٍ بما ستقدمه للقاء الله،
وهل أعمالك ترضي الله، بأي وجه ستلقى الله؟
أسئلة كثيرة تحتاج منك وقفة جادة للمحاسبة والاسترجاع.
فيا معشر الشباب هلموا إلى الله فإن القلوب والأجساد لا تقوى على عذاب الله، ولا تتحمل وليس بها طاقة والله على الوقوف بين يدي الله، فهلموا يا شباب واعلموا أن من نشأ على طاعة الله هو ممن يُظِلهم الله يوم لا ظل إلا ظله،

#ايهاالاخوة:
🔴═◄كم تتمنى الامة شبابا شامخ الرأس، شديدَ البأس، عزيزَ النفس، مُفتخرًا بدينه، مُحبًّا لعقيدته، يحيا بالتوحيد، ويتغذَّى بالذكر والتفريد، قلبُه معلق بالله، لا يعبد إلا إياه، ولا يرجو سواه، إن تكلم فعن الله، وإن سكت فلله، وإن سعى فبالله، وإن أحب ففي الله، وإن أبغض فلله، حياته كلُّها عبادة، ونصيبُه من الدنيا التألُّق والريادة، يغتنم كلَّ ساعة؛ ليجعلها طاعة، فإن همَّ بحسنة أخلص النية لله، وإن مُهِن في مشاغل الدنيا أتقن وأبدع، فَبَزَّ الأقران، وبلغ الغاية في الإتقان مُستحضرًا حديثَ سيد ولد عدنان؛ ((إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ)).
هكذا هُمُ الرجال، ألا هل من رجال؟!
في مثل هذا يَفْنَى الشباب، وإلا فالخُسران والخراب!

🔴═◄كم تتمنى الامة شبابا باسِمَ الثَّغر، طليقَ الْمُحَيَّا، وَضيء الطلعة، دَمِثَ الخلق، ليِّن الجانب، صافي المشارب، حلو المنطق بلسانه الذَّلِق، إذا طلع على القوم فكأنَّما هو البدر قد طلعت أنوارُه، وإذا تكلم فهو الخطيب الْمُفوَّه قد شاعت أخباره، وإذا خالَط الناس، فهو المذكور على الألسُن بالخير، وإذا نافس فهو الحائز على قَصَبِ السبق دون غيره، شيمته المروءة، وصفته الكرم، وعادته الجود، يَقري الضيفَ أحسن القِرى، وأسوته في ذلك حاتم ونبيُّنا سيدُ الورى، يَرحم الفقير، ويُؤانس الحسير، ويَجبُر الكسير، يُشفق على اليتيم، ويُكسب المعدوم، ويكسو العاري، ويتصدق على المسكين، ويخفض الجناح للمستضعفين، ويحنو على كل عائل حزين، كل ذلك ابتغاء مرضاة الله، وطمعًا في فضله وعطاياه.

هكذا هُمُ الرجال، ألا هل من رجال؟!
في مثل هذا يَفْنَى الشباب، وإلا فالخُسران والخراب!

🔴═◄كم تتمنى الامة شبابا عالِيَ الهِمَّة، ثابتَ الخطوات، قليلَ الهفوات، واضحَ القسمات، يسيرُ على خط مستقيم، ويَمشي على النهج القويم، كأنَّه شهابُ حَقٍّ مبين، قُذف على حصون الجهل الدَّفين، أو كأنه سهم صائب في حصون اليأس والخمول والعجز، لا يَهاب صعودَ الجبال، ولا يتوانى في العطاء والبَذْل، يَجِدُّ ليسقي بقطرات عرقه أرضَ إنجازات المسلمين القاحلة، ويكد ليُضيء باحتراق جوهر شبابه دَرْبَ إخوته الموحدين، فيَرَى في كل مستصعب يُسْرًا، وفي كل تَحَدٍّ فرصة، وخلف كل جدار طريقًا، وفي كل حفرة عبرة، وتحت كل صخرة سرًّا، وفوق كل قمة كنزًا، وعند كل سلم صعودًا، وبعد كل ظلام فجرًا.

هكذا هُمُ الرجال، ألا هل من رجال؟!
في مثل هذا يَفْنَى الشباب، وإلا فالخُسران والخراب!

🔴═◄كم تتمنى الامة شبابا رزين الحصاة، بعيدَ الأناة، مقبلاً على العلم، متزينًا بالحلم، حياته تشمير وعمل، وعدوُّه الجهل والكسل، لا يرضى بالدون، ويأبى أن يكون المستضعف المحزون، له في كل علم نافع سَهْم، ومن كل منبع زُلال فَهْم، فيقطف من كل بستان أزهارًا فاتنة، ويجني من كل حائط فواكِهَ يانعة، وثمارًا طيبة، فيزاحم شباب الدنيا بركبته، وينافسهم بمعرفته، ويُجاريهم بسعة ثقافته، كما لا يسأم من الطلب، ولا يتوانى في التحصيل، بل يتحمَّس لكل مفيد من العلوم، ويُقبل على جلِّ أنواع الفهوم، فينصب شباكًا لكل منها، ثم يصطاد حسب الاستطاعة، مع مراعاة الجودة في البضاعة.

هكذا هُمُ الرجال، ألا هل من رجال؟!
في مثل هذا يَفْنَى الشباب، وإلا فالخُسران والخراب!

🔴═◄كم تتمنى الامة شبابا مِعطاءا لأهله، مهتمًّا ببيته، بارًّا بوالديه، واضعًا لهما في عينيه، حانيًا على زوجته، مُحبًّا لها، شفيقًا بأبنائه، رفيقًا في تربيتهم، مواظبًا على تهذيبهم، مُجتهدًا في تأديبهم بآداب الإسلام السامية، وتعاليمه الراقية، واصلاً لرحمه، قريبًا من أقاربه، صادقًا في مَودته، حُلوًا في عشرته، سَمحًا في معاملته، عادلاً في قسمته، وقورًا في جلسته، نظيفًا في ملبسه، مُحسنًا لجيرانه، ناصحًا لإخوانه، مُعطيًا كلَّ ذي حق حقَّه، إذا أمره والداه استجاب، وإذا سألته زوجته أجاب، وإذا استكسته أغدق عليها أحسن الثياب، بحسب الطاقة والاستيعاب، لا يسأم من مراقبة أبنائه، ولا يتوانى في تَحصينهم بحصون العقيدة والإيمان والعلم، فيداوم على تلقينهم سبل الفلاح، وطرق النجاح، ويهديهم إلى سمت الرشاد، ويعلمهم حُبَّ معالي الأمور، والترفُّع عن السفاسف والدنايا، كما يبذل لأقاربه وأرحامه النصح، ويبادرهم دومًا بالصفح.

هكذا هُمُ الرجال، ألا هل من رجال؟!
في مثل هذا يَفْنَى الشباب، وإلا فالخُسران والخراب!

🔴═◄كم تتمنى الامة شبابا رقيقَ الفؤاد، مُرهف الأحاسيس، حيَّ القلب، يُشاطر إخوانه المسلمين أحزانَهم، ويُقاسمهم آلامهم، حتى كأن قلبه مكة وبلادها، ورئتيه مصر والعراق، وصدره الخليج، وشامته الشام، ويمينه اليمن، وطينته فلسطين، وأحشاءه الحبشة، وغُرَّته المغرب الكبير بجميع بُلدانه وشعوبه، كأَنَّ زقزقة بَطنه صرخاتُ أسى لجوع إخوانه في الصومال، وتشنُّجَ أطرافه هزَّاتُ لوعة لما يلقاه إخوانه المسلمون في العالم من ظلم وضيم، وتقتيل وتشريد واحتقار وإذلال ومهانة.

لا يُرضيه تفرُّق المسلمين شماميطَ وأحزابًا، ويُشْكِعُهُ اختلافهم طرائقَ وأضرابًا، يتشعب همُّه إذا سادت العداوة بين شعوبهم، ويتقطع قلبُه إذا شاعت القطيعةُ بينهم، يتمنى لهم السَّخَاء والرخاء، واليسار والسرَّاء، ويدعو الله أن يَقِيَهم اللَّأْواء؛ ويبعد عنهم البلاء، ويُسلِّمهم من درك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، ويتمنى لهم الاجتماع على القرآن والسنة، والحق والتوحيد، فيعلو شأنهم ويعظم شأوهم، كَيَدٍ مُفرَّدة قد انقبضت أصابِعُها، واتجهت نحو الأعلى سبَّابتها، فراحت تعلو وتسمو حتى ناطحت قِمَم السحاب، فجاورت القمر؛ لتنير العالم عدلاً وفضلاً ورحمة وأمنًا، فيدعو دائمًا لهم بالهداية والاجتماع، وهو موقن بالإجابة، مع بذل أسباب النَّصر، والتسلح بسلاح الصبر.

هكذا هُمُ الرجال، ألا هل من رجال؟!
في مثل هذا يَفْنَى الشباب، وإلا فالخُسران والخراب!

#ايهاالاخوة:
إن فتية اليوم في أمس الحاجة لسماع أخبار فتية الأمس، ونحن نستمد من الماضي قوة؛ لأن الماضي متصل بالحاضر، وإن كان فتية الأمس قد استطاعوا فإن فتية اليوم أيضاً عندهم القدرة والاستطاعة على أن يفعلوا كما فعل فتيان الأمس، كيف لا والمصدر واحد، والمنبع واحد، قال الله: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ .

والشباب أقبل للحق، وأهدى للسبيل، ولقد كان أكثر المستجيبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم هم الشباب،
فكتاب الوحي هم الشباب،
وحفظة السنة هم الشباب،
وسفراء الرسول صلى الله عليه وسلم هم الشباب،
وشعراؤه صلى الله عليه وسلم هم الشباب،
وقادة الجيوش يمنة ويسرة هم الشباب،
فعلى أكتافهم تقوم الحضارات، وتنهض الأمم,

🔴═◄هذه أخبارهم، فما أخبارنا؟ وأفعالهم، فما أفعالنا؟ وتضحياتهم، فما تضحياتنا؟ ومواقف فتيانهم، فأين فتياننا؟
ما الذي حدث؟ وكيف تبدل الحال؟ قال الله: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا
خلف من بعدهم خلف استبدلوا التسبيح والتهليل والتكبير بالقيل والقال، وكثرة السؤال، واستبدلوا السواك بالسيجارة، والقرآن بالمجلة، ومجالس العلم بمجالس الأفلام والمسلسلات، وتلاوة القرآن بسماع الأغاني والألحان، ورايات الجهاد برايات الضياع والعناد، بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا
أو ما لنا سعد ولا مقداد؟
هذه بساتين الجنان تزينت
للخاطبين فأين من يرتاد
يا ليل أمتنا الطويل متى نرى
فجراً تغرد فوقه الأمجاد
دعنا نسافر في دروب آبائنا
ولنا من الهمم العظيمة زاد
فيا شباب الإسلام! يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، يا من دك أجدادكم دولة الأصنام، أنتم الأمل بعد الله لقيادة البشرية، وإنقاذ الإنسانية، من سيقود الناس إلا أنتم، ومن سيهديهم إلى سبل الرشاد إلا أنتم؟

🔴═◄إن الشباب هم القوة، وهم حملة الرسالات،
وإن مسئولية الشباب اليوم أكبر مما مضى،
فالمطلوب من أبناء الإسلام شباباً وشيوخاً أن يفهموا دينهم فهماً صحيحاً، بتعلم العلم الشرعي والعمل بذلك العلم، ثم الدعوة إلى الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، قال الله: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له............!
=======================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى رواه الامام أحمد والطبراني بسند حسن
إن الله يعجب من الشاب ليست له صبوة
أي: ليس له ميل إلى الهوى باعتياده للخير، وقوة عزيمته في البعد عن الشر، وهذا عزيز نادر فلذلك قرن بالتعجب؛
من هنا كانت الوصية كما عند الحاكم وصححه
اغتنم شبابك قبل هرمك
لاجل ذلك كانت المكافأة من الله عظيمة كما فى الصحيحين فى حديث السبعة المستظلون بظل العرش وذكر منهم
شاب نشأ فى عبادة الله
جعلنى الله واياكم من هؤلاء....


اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات