الايجابيه واثرها في حياة المسلم للشيخ بركات سيد احمد محمد
الحمد لله الذي جعل الإيجابية والدلالة علي الخير والنصيحة للمسلمين من أفضل القربات وأرفع الدرجات ومن أهم المهمات
وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أمر عباده أن ينبذوا السلبية والمتصف بها في كل وقت من الأوقات والذي أمر بالإيجابية علي الأنبياء ذي المعجزات الباهرات
وأشهد أن محمد رسول الله الذي ما لاقي نبيا من الأنبياء ما نال من الأذى والشدائد والملمات خير من دعي إلي الله وخير من قام لله حتى تورمت قدماه فكان لا ينام قلبه وإن نامت عيناه وبعد ,,,
العناصر :-
1-حكم الإيجابية 0 2-الإيجابية في القرآن الكريم 0
3-الإيجابية في السنة المطهرة 0 4-الإيجابية في حياة الصحابة والصحابيات 0
5-نموذج إيجابي في عصرنا الحاضر0 6-المراجع 0
إننا لا نبالغ إذا قلنا إذن الإيجابية هي الحياة أو هي الدين كله فالدين لم يقم في أرضه علي السلبية والخمول والتقاعس والكسل وإنما قام علي الإيجابية وإن شئت فقل الذاتية منذ أن خاطب الله نبيه فقال [يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ {6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ {7}سورة المدثر من 1 : 7 0 ولقد خاطب الله نبيه بمعني الإيجابية لكي يضمن لأمته صلاحيتها وبقائها إلي الأبد فقال سبحانه [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال : 24] 0
وقوله تعالي [اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ [الشورى : 47]0
أولا : - حكم الإيجابية :-
لا شك في أن حكم الإيجابية الوجوب فهي التحرك لهذا الدين
ثانيا : الإيجابية في القرآن الكريم :-
1-إيجابية البشر :-
أ)أصحاب القرية : - هذه القرية التي كان لا يعلم بها النبي صلي الله عليه وسلم فأخبر بها عن طريق الوحي قال تعالي [واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ {163} وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {164} فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {165} فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ {166} سورة الأعراف الآيات من 163: 166 .
أي واسأل أهل مكة من اليهود عن أصحاب هذه القرية التي كانت بجوار البحر وتسمي (أيله) وهو مكان بين مدين والطور وقت أن اعتدوا علي حدود الله واصطادوا في يوم السبت الذي حدده الله لهم بالعبادة وأخذوا علي أنفسهم عدم العمل فيه وكانوا يعظمونه فكانت تأتيهم أسماكهم يوم السبت تكون خافية وغير ظاهرة علي وجه الماء قريبة لا تحتاج الصيد إلي جهد ومشقة وفي الأيام التي غير السبت تكون خافية وغير ظاهرة فانقسمت هذه القرية إلي طوائف ثلاثة طائفة فعلت المنكر وهو تحايلهم في الاصطياد يوم السبت وطائفة نهتهم عن فعل هذا المنكر وطائفة عابت علي الذين أنكروا المنكر فكان الجزاء أن الله أنجي الذين نهوا عن المنكر وأخذوا الذين فعلوا المنكر والذين عابوا علي الذين أنكروا المنكر بالعذاب والنكال وبعض المفسرين من قال أن الله لم يذكر جزاء هذه الطائفة الذين لم ينكروا المنكر في القرآن استحقاراً لشأنهم وبعض المفسرين قال بأن الله أخذهم مع الذين أخذوا في العذاب 0
ب)مؤمن أل ياسين :- أو أصحاب ياسين . [وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20} اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ {21} وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ {23} إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {24} إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ {25} قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ {26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {27}سورة يسن الآيات من 20: 27 0
وهو رجل قيل أنه يسمي بحبيب النجار ضرب أروع الأمثلة بالإيجابية حيث أنه أتي من أبعد مكان في المدينة كي يقف ويؤيد ويرفع من شأن هذه الرسل التي كانوا في بادئ الأمر رسولين إلي هذه القرية ثم عزز الله إليهما بثالث فكذب أصحاب هذه القرية أيضاً هذه الرسل الثلاثة وألقوا عليهم اللوم والتشاؤم فقتلوا هذا الرجل الذي وقف مع الرسل وأيدهم حينما أراد أن يقيم وحدانية الله في الأرض وعدم اتخاذ غيره إله 0
ج)مؤمن أل فرعون : - وهذا الرجل القبطي أيضاً والذي كان ابن عم فرعون لأن فرعون استمع لكلامه وكف عن قتل موسي وقيل أنه لم يؤمن بموسي إلا هذا الرجل والذي قال له يا موسي أن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك وامرأة فرعون فهذا الرجل أيضاً الذي ذكر اسمه في القرآن لإخلاصه وقف موقف إيجابي مع موسي عليه السلام قال تعالي [وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ {28}سورة غافر الآية 28 .
2-إيجابية الطير :- وهذا الهدهد الذي كان من جنود سليمان عليه السلام الذي ضرب لنا أيضاً مثلا رائعا في إيجابية الطير الذي كان في سيرة أن رأي قوماً يعبدون غير الله تعالي ويسجدون لغيره فأنكر ذلك عليهم وذهب إلي سيدنا سليمان وأخبره بهذا الفعل الذي أبته نفسه أن تقبله ويدور الحوار في قدر كبير من الآيات في سورة النمل علي ذلك الموقف بسببه وتبدأ القصة من قوله تعالي [وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ {20} لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {21} فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ {22} إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ {23} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ {24} أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ {25} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {26} {س} قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {27} اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ {28} قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ {29} إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {30} أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {31} قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ {32} قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ {33} قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ {34} وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ {35} فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ {36} ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ {37} قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ {39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ {40} قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ {41} فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ {42} وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ {43} قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {44} سورة النمل الآيات من 20 : 44 0
3-إيجابية الحشرات :- في قوله تعالي [حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ {19} سورة النمل الآيات 18 :19 . حينما تجمع جيش سليمان عليه السلام الجيش الكثيف من الجن والأنس والطير وكان نازلا من فوق جبل علي واد النمل قالت نملة لما لها من حق الإمارة اخلوا مساكنكم لا يكسرنكم أو يحطمنكم جيش سليمان بأرجلهم وهم لا يشعرون بكم لصغر حجمكم وسيركم وسط الرمال فتبسم سليمان عليه السلام من قول هذه النملة حيث وصفت هذه النملة جنده بأنهم لا يحطمونه عن عمد فلما فهم سليمان قول هذه النملة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي بأن فهم قولها
ثالثا : الإيجابية من السنة المطهرة :-
1-قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " (مثل القائم على حدود الله و المدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقال الذين في أعلاها:لا ندعكم تصعدون فتؤذونا فقالوا:لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا و لم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعًا و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا) رواه البخاري0
2-عن أم المؤمنين زينب بنت جحش " دخل عليها الرسول صلي الله عليه وسلم فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها ,فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم , إذا كثر الخبث " رواه البخاري 0
3-عن أبي سعيد الخدري ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان ) مسلم 0
4-أشار النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه إلي أن من أسباب هلاك الأمم وأقوي معاول الهدم فيها تعطيل واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو صميم الإيجابية فقال صلي الله عليه وسلم ( إن من كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل فيهم العامل الخطيئة فنهاه الناهي تعذيرا , فإذا كان من الغد جالسه , وآكله , وشاربه , كأنه لم يره على خطيئته بالأمس , فلما رأى الله تعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض , على لسان داود وعيسى بن مريم , ذلك بما عصوا , وكانوا يعتدون , والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف , ولتنهون عن المنكر , ولتأخذن على أيدي المسيء , ولتأطرنه على الحق أطرا , أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض , ويلعنكم كما لعنهم )أبو داود
رابعا : الإيجابية في حياة الصحابة والصحابيات:-
1-السيدة خديجة رضي الله عنها :
فإن أول موقف إيجابي من النساء في حياة النبي حينما ذهبت إلي ابن عمها ورقة بن نوفل لتسأله عن هذا الحدث الذي ألم برسول الله صلي الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحي ورجع إليها وهو يرتعد ويقول " دثروني " فهدأت من روعه وهي تقول له والله لن يخذيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتكرم الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين علي نوائب الدهر فلما قصت ذلك المشهد علي ورقة بشرها بنبوته صلي الله عليه وسلم كما جاء في البخاري 0
2-موقف الصديق أبو بكر رضي الله عنه :
كان أول من سارع لطلبه الصحبة لرسول الله صلي الله عليه وسلم وكان أول من صدق النبي صلي الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج أمام التشكيك والفتنة التي أحدثنها قريش في الإسراء والمعراج ويقف موقفا صلب إن كان قال فقد صدق 0
وفي هذا الموقف العصيب الذي أذهل العقلاء حتى وإن كان أحد العقلاء الفاروق عمر عند وفاة النبي صلي الله عليه وسلم يقف بسيفه ويقول : من يزعم أن محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم قد مات أضرب عنقه بسيفي هذا . موقفاً حير الحكماء وقد وقع هذا الحدث علي قلوب الصحابة أجمعين كالصاعقة فيقول الصديق في ثبات من كان يعبد نحمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وقبل هذا الموقف موقفه في غزوة أحد عندما شاع مقتل النبي صلي الله عليه وسلم كان جوابه رضي الله عنه قوموا فموتوا علي ما مات عليه رسول الله 0
إسراره رضي الله عنه , علي إنفاذ بعث اسامة بعد وفاته صلي الله عليه وسلم ومقولته أيضا لو علمت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث اسامة . لما كان يسبطه المرتدين والذين يريدون إمارته رضي الله عنه ولا يرغبون في إمارة اسامة بن زيد 0
3-الفاروق عمر بن الخطاب :
لا يقل عن أبي بكر إيجابية ومسارعة في فعل الخيرات في إسلامه وفي هجرته وجهره بالدعوى وفي تحديه لقريش وفي عبقريته السياسية 0
4-سلمان الفارسي :
يبادر بأن يشير علي النبي صلي الله عليه وسلم بحفر الخندق الذي كان سبباً في نصر المسلمين وإعزاز الإسلام 0
5-الحباب بن المنذر :
في مكان الجيش في غزوة بدر فقام النبي صلي الله عليه وسلم بالجيش عند أدني ماء من بدر فقام الحباب وقال يا رسول الله أهذا المنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر أم هو الرأي والحرب والمكيدة , قال صلي الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال إن ليس بمنزل فانهض بنا حتى نأتي أقرب ماء من القوم ونغور ما وراءنا فنشرب ولا يشربون فيكون ذلك سبباً في هزيمتهم فكان نعم الرأي 0
قال المفسرون في هذه الآية (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71) 0
قال القرطبي جعلها الله فرقاً بين المؤمنين والمنافقين وهي بإيجابيتهم 0
قال الإمام الغزالي أفهمت الآية أن الذي لا يأمر بالإيجابية وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد خرج من المؤمنين
الدعاء............
والله اعلم