أُمَّةٌ كَالغَيْثِ أوَّلُهُ خَيْرٌ وآخِرُهُ خَيْرٌ للشيخ محمد جودة عيد




أولاً :- أمة محمد خير الأمم :
ثانياً :- فضائل أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
2- أول وأكثرالأمم دخولاً الجنة ، ومنهم من يدخلها بغير حساب :1- رسول الله ودعائه لأمته
4- هذه الأمة أقل عملاً وأكثر أجراً : 3- وسطية أمة الإسلام وشهادتها على الأمم السابقة6- تخفيف طول القيام عليها يوم القيامة 5- يأتون يوم القيامة غراً محجلين
7- أمة الإسلام أمة الشفاعة : 8- أمة الإسلام كالغيث :
9- ستر الله على هذه الأمة أعمالها :
ثالثاً :- بم نحقق هذه الخيرية في زماننا :
الأول : تحقيق الإيمان بالله وتقواه . الثاني : الاعتصام بالله .
الثالث : تحقيق الأخوة الإيمانية . الرابع : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الخامس : الثقة المطلقة في نصر الله لهذا الدين .
الموضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع
الحمد لله الملك المعبود.. ذي العطاء والمن والجود.. واهب الحياة وخالق الوجود الذي اتصف بالصمدية وتفرد بالوحدانية والملائكة وأولو العلم على ذلك شهود...
الحمد له لا نُحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه حيث كان ولم يكن هناك وجود نحمده تبارك وتعالى ونستعينه فهو الرحيم الودود
من الركَّع السجودوأشهد أن لا إله إلا الله الحي الحميد ذو العرش المجيد، الفعال لما يريد المحصي المبدئ المعيد.. خلق الخلق فمنهم شقي ومنهم سعيد قدم للعاصين بالوعيد، وبشر الطائعين بالجنة وبالمزيد
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله ذو الخلق الحميد والرأي الرشيد، والقول السديد...
بلَّغ الرسالة على التحديد، وأدى الأمانة دون نقص أو مزيد
اللهم إنا نسألك كما أمرتنا أن تُصلي وتسلم وتبارك عليه وعلى آله كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وآله في العالمين إنك حميد مجيد .
أما بعــــــــــــــــــد :
أولاً :- أمة محمد خير الأمم :
فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس ، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : (جعلت أمتي خير الأمم) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( نكمل يوم القيامة سبعين أمة ، نحن آخرها وخيرها) ، وقال: (أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله تبارك وتعالى ) ، فقد خلق الله سبعين أمة ، وجعل أمة محمد صلى الله عليه وسلم تمام السبعين ، وجعلها أفضل أمم الأرض على الإطلاق ، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً في الحديث الصحيح : (أمتي هذه أمة مرحومة) ، وقال: (عذابها في الدنيا الزلازل والفتن والقتل) ، وقال: (إن أمتي أمة مرحومة عذابها بأيديها) ، فجعل الله سبحانه وتعالى من المكفرات لذنوب هذه الأمة ما يقع فيها من القتل والفتن والزلازل .
فإذا قال إنسان : لماذا يضرب الله بعض بلاد المسلمين بالزلازل ، وهم فقراء وجياع ومرضى ؟
فالجواب : أنها رحمة من الله ، يكفِّر الله بها سيئاتهم في الدنيا ؛ فيلاقونه عز وجل وقد رحمهم ، وكفر عنهم ، فكل ما يصيب الأمة من نكبات ، من زلازل وفتن ، فهي رحمة من الله عز وجل ، حتى يوافوا ربهم وقد غفر لهم ذنوبهم ، أو غفر لهم من ذنوبهم ما يحمدونه تعالى على ما أصابهم .
وكذلك فإنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن (الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها ، فجعله فرطاً وسلفاً بين يديها ) أي: يتقدمهم بالموت ، يموت قبلهم ، (وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي ، فأهلكها ، وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه ، وعصوا أمره ) ، وقد قبض نبينا صلى الله عليه وسلم وهو راض عن أصحابه ، وقام أصحابه بنشر الدعوة في الأرض ، فانطلقوا من مكة والمدينة ، وماتوا بأذربيجان والقسطنطينية، وأرمينة والمغرب ، وغير ذلك من بلدان العالم .
و يُخْبِر الله تَعَالَى عَنْ هَذِهِ الْأُمَّة الاسلامية الْمُحَمَّدِيَّة بِأَنَّها خَيْر الْأُمَم فَقَالَ تَعَالَى ” كُنْتُمْ خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ” وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ خَيْر الْأُمَم وَأَنْفَع النَّاس لِلنَّاسِ وَلِهَذَا قَالَ ” تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر وَتُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ ’’
ثانياً :- فضائل أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
: 1- رسول الله ودعائه لأمته
وَإِنَّمَا حَازَتْ هَذِهِ الْأُمَّة قَصَب السَّبْق إِلَى الْخَيْرَات ، بِنَبِيِّهَا مُحَمَّد صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أَشْرَف خَلْق اللَّه ، وَأَكْرَم الرُّسُل عَلَى اللَّه، وَبَعَثَهُ اللَّه بِشَرْعٍ كَامِل عَظِيم لَمْ يُعْطِهِ نَبِيّ قَبْله وَلَا رَسُول مِنْ الرُّسُل
ومن شواهد خيرية هذه الأمة ما رواه الإمام أحمد في مسنده عَنْ يَزِيد بْن مَيْسَرَة قَالَ : سَمِعْت أَبَا الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول: سَمِعْت أَبَا الْقَاسِم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا سَمِعْته يُكَنِّيه قَبْلهَا وَلَا بَعْدهَا يَقُول : ’’ إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول يَا عِيسَى إِنِّي بَاعِث بَعْدك أُمَّة إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ حَمِدُوا وَشَكَرُوا وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ اِحْتَسَبُوا وَصَبَرُوا وَلَا حِلْم وَلَا عِلْم ، قَالَ : ’’ يَا رَبّ كَيْفَ هَذَا لَهُمْ وَلَا حَلْم وَلَا عِلْم ؟ قَالَ : أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي ,, .
وروى الإمام أحمد في مسنده : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
{ أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ } ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هُوَ ؟ قَالَ :{ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُوراً ، وَجُعِلَتْ أُمَّتِى خَيْرَ الأُمَم } .
وقال عليه الصلاة والسلام مبيناً ميزة اجتماع هذه الأمة : ( سألت ربي...: ألا يجمع أمتي على ضلالة ) ، كما جاء في اللفظ الآخر، ولذلك أوصانا صلى الله عليه وسلم بالجماعة ، ونهانا عن الشذوذ، وقال عليه الصلاة والسلام: (سألت ربي ثلاثاً؛ فأعطاني ثنتين، ومنعني واحدة ، سألته ألا يهلك أمتي بالسَّنَة) يعني : بالقحط (فأعطانيها ، وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها) ، وفي رواية: (وسألته ألا يسلط عليهم عدواً من غيرهم) أي : يقتلهم جميعاً ؛ فيستبيحهم ، ويستأصلهم عن بكرة أبيهم ، (فأعطانيها) أي : إن الله وعد نبيه عليه الصلاة والسلام ألا يجعل فناء الأمة بالكامل على يد أعدائها ، فمهما قتل أعداؤها منها، فإنها باقية ، وإسلامها باق ، ودينها باق ، (وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم، فمنعني ) ، فلذلك صار القتل في الأمة يقتل بعضهم بعضاً ، هذا من الأمور التي أذن الله بها ، وشاءها لحكم يعلمها سبحانه وتعالى ؛ ولذلك جاء في الحديث الصحيح : (وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة) أي : قحط وجدب عام ومجاعة ، (وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم ؛ فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال: يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء ؛ فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة ، وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم ؛ فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ، ويسبي بعضهم بعضاً ) .
وكذلك فإنه عليه الصلاة والسلام قال : ( لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين: سيفاً منها، وسيفاً من عدوها ) أي : إنه لن يكون هناك استئصال لهذه الأمة ، مهما اجتمعت عليها أمم الشرق والغرب ، لا تقدر على إفنائها ، فهي باقية ، ودينها باق .
2- أول وأكثرالأمم دخولاً الجنة ، ومنهم من يدخلها بغير حساب :
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة) ، فنبينا أول من يدخل الجنة، وأمته تتبعه على ذلك
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نحن آخر الأمم ، وأول من يحاسب ، يقال: أين الأمة الأمية ونبيها ؟ فنحن الآخرون الأولون ) .
وأنها أول الأمم مروراً على الصراط ، وبعد الصراط تكون في مكان مرتفع تشرف على الخلائق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز على الصراط ) .
وفي حديث كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم القيامة كنت أنا وأمتي على كثب - مكان مرتفع- فيكسوني حلة خضراء ، ثم يأذن لي تبارك وتعالى أن أقول ما أشاء أن أقول ، وذلك المقام المحمود ) .
وَرَوَى مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ
” نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْم الْقِيَامَة وَنَحْنُ أَوَّل مَنْ يَدْخُل الْجَنَّة ”
ومنهم من يدخلون الجنة بغير حساب :
روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أعطيت سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، مع كل واحد سبعين ألفاً ) . وهذا رواه الإمام أحمد وأبو يعلى في مسنده وصححه الإمام البوصيري والشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، حديث رقم ( 1484) .
فهؤلاء سبعون ألفاً ، مع كل واحد سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فيكون عددهم: أربعة آلاف مليون وتسعمائة مليون شخص، يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
وحَدِيث آخَر ” قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ” إِنَّ رَبِّي أَعْطَانِي سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة بِغَيْرِ حِسَاب ، فَقَالَ عُمَر : يَا رَسُول اللَّه فَهَلَّا اِسْتَزَدْته ؟ فَقَالَ : اِسْتَزَدْته فَأَعْطَانِي مَعَ كُلّ أَلْف سَبْعِينَ أَلْفًا ، قَالَ عُمَر: فَهَلَّا اِسْتَزَدْته ؟ قَالَ : قَدْ اِسْتَزَدْته فَأَعْطَانِي مَعَ كُلّ رَجُل سَبْعِينَ أَلْفًا ، قَالَ عُمَر : فَهَلَّا اِسْتَزَدْته قَالَ قَدْ اِسْتَزَدْته فَأَعْطَانِي هَكَذَا ، وَفَرَّجَ عَبْد الرَّحْمَن اِبْن أَبِي بَكْر بَيْن يَدَيْهِ : وَقَالَ عَبْد اللَّه وَبَسَطَ بَاعَيْهِ وَحَثَا عَبْد اللَّه وَقَالَ هَاشِم : وَهَذَا مِنْ اللَّه لَا يُدْرَى مَا عَدَده .
وعَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : أَكْثَرْنَا الْحَدِيث عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات لَيْلَة ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ :
’’ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاء اللَّيْلَة بِأُمَمِهَا ، فَجَعَلَ النَّبِيّ يَمُرّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَة ، وَالنَّبِيّ وَمَعَهُ الْعِصَابَة ، وَالنَّبِيّ وَمَعَهُ النَّفَر ، وَالنَّبِيّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَد ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَمَعَهُ كَبْكَبَة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فَأَعْجَبُونِي فَقُلْت مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قِيلَ : هَذَا أَخُوك مُوسَى ، وَمَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيل فَقُلْت : فَأَيْنَ أُمَّتِي ؟ فَقِيلَ اُنْظُرْ عَنْ يَمِينك فَنَظَرْت فَإِذَا الضِّرَاب قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَال فَقِيلَ لِي أَرَضِيت : فَقُلْت : رَضِيت يَا رَبّ – قَالَ : فَقِيلَ لِي إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة بِغَيْرِ حِسَاب ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي إِنْ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْل الضِّرَاب ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْل الْأُفُق ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْت ثَمَّ أُنَاسًا يَتَهَاوَشُونَ، فَقَامَ عُكَّاشَة بْن مِحْصَن فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه اُدْعُ اللَّه أَنْ يَجْعَلنِي مِنْهُمْ أَيْ مِنْ السَّبْعِينَ فَدَعَا لَهُ فَقَامَ رَجُل آخَر فَقَالَ : اُدْعُ اللَّه يَا رَسُول اللَّه أَنْ يَجْعَلنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ ” سَبَقَك بِهَا عُكَّاشَة ’
قَالَ : ثُمَّ تَحَدَّثْنَا فَقُلْنَا مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ السَّبْعِينَ الْأَلْف ، قَوْم وُلِدُوا فِي الْإِسْلَام وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاَللَّهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ ” هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبّهمْ يَتَوَكَّلُونَ’’ ,
وقَالَ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ : أن عُتْبَةَ بْن عَبْدالله ، السُّلَمِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
’’ إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِل الْجَنَّة مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَاب ، ثُمَّ يَشْفَع كُلّ أَلْف لِسَبْعِينَ أَلْفًا ثُمَّ يَحْثِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِكَفَّيْهِ ثَلَاث حَثَيَات ، فَكَبَّرَ عُمَر وَقَالَ : إِنَّ السَّبْعِينَ الْأَوَّل يُشَفِّعهُمْ اللَّه فِي آبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَعَشِيرَتهمْ وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلنِي اللَّه فِي إِحْدَى الْحَثَيَات الْأَوَاخِر ’’ .
وقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا اِبْن جُرَيْج أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْر، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِراً , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول :
، قَالَ : فَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ : ” أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا ثُلُث النَّاس”’’ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُون مَنْ يَتْبَعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْم الْقِيَامَة رُبْع أَهْل الْجَنَّة ’’ ، قَالَ : فَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ ” أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْر ,, .
وقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : عَنْ اِبْن بُرَيْدَة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ’’ أَهْل الْجَنَّة عِشْرُونَ وَمِائَة صَفّ : هَذِهِ الْأُمَّة مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا ,, .
3- وسطية أمة الإسلام وشهادتها على الأمم السابقة :-
وهذه الأمة أمة وسط ، قال الله تبارك وتعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } ، البقرة:143 .
والوسط: هو الأفضل ، قال الله تبارك وتعالى :{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} ، [القلم:28] ، أي: قال خيرهم أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ .
الأمة الوسط وسط في كل معاني الوسط ، سواء معنى الحسنى والفضل ، أو معنى الاعتدال والقصد ، فهي أمة وسط في التصور والاعتقاد ، بين رهبانية النصارى والغلو الروحي ، وبين ارتكاس اليهود المادي ,
أمة وسط في التفكير والشعور، لا تتبع كل ناعق، ولا تقلد تقليد القردة المضحك .
أمة وسط في التنظيم والتنسيق، لا تدع الحياة كلها للمشاعر والضمائر، ولا تدعها كلها أيضاً للتشريع والتأديب .
أمة وسط لا تهمل شخصية الفرد، ولا تجعله جشعاً أثراً، لا هم له إلا ذاته حتى ولو ضاع المجتمع .
أمة وسط في المكان والزمان، في الزمان بين عهد طفولة البشرية من قبلها ، وبين عهد النضوج العقلي ، تحرص على هذا النضوج ، وتوجهه مثلما أراد الله عز وجل .
وهذه الأمة تشهد للأنبياء يوم القيامة بتبليغ الرسالات ، وليست هذه الخصيصة إلا لهذه الأمة :
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يجيء نوح وأمته فيقول الله هل بلغت ؟ يقول : نعم أي رب ، فيقول لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : لا ، ما جاءنا من نبي ، أو ما جاءنا من نذير، فيقول الله تبارك وتعالى لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، وهو قول الله عز وجل : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) ، البقرة:143
قال النبي : والوسط العدل ، فيدعون فيشهدون له بالبلاغ ، ثم أشهد عليكم .
هذا ليس خاصاً بنوح فقط ، بل بكل الأمم ، كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ، كانوا شهداء على قوم نوح، وقوم هود ، وقوم شعيب ، وغيرهم أن رسلهم قد بلغتهم ، وأنهم كذبوا رسلهم .
وكذلك من معاني هذه الآية: ما جاء في الصحيح أيضاً عند البخاري ومسلم ، عن أنس قال : " مر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجنازة ، فأثنوا عليها خيراً، فقال : (وجبت) ، ثم مُر بأخرى ، فأثنوا عليها شراً ، فقال: (وجبت)، فقيل : يا رسول الله، قلت لهذا وجبت، ولهذا وجبت ! قال : (شهادة القوم ، المؤمنون شهداء الله في الأرض ) " ؛ ولذلك جاء في لفظ : (يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار) ، فالمؤمنون شهداء الله في الأرض إذا أثنوا على الميت خيراً كان في خير، وإن أثنوا عليه شراً - أي: ذكروه بشر- كان في شر، وهكذا .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (الملائكة شهداء الله في السماء ، وأنتم شهداء الله في الأرض ، إن لله ملائكة تنطق على ألسنة ابن آدم بما في المرء من الخير أو الشر ) .
4- هذه الأمة أقل عملاً وأكثر أجراً :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء، فقال: من يعمل لي من الغدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم؛ فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاء؟! فقال الله عز وجل: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء ) .
5- يأتون يوم القيامة غراً محجلين :
أما في الآخرة: فهذه الأمة أفرادها محجلون يوم القيامة من الوضوء، وغر من السجود، النور في جباههم وركبهم وأقدامهم من آثار الوضوء والسجود ، وليست هذه السمة والعلامة إلا لهذه الأمة المباركة .
فكما قال عليه الصلاة والسلام ، مبيناً أن هذه الأمة يأتون معلَّمين بعلامة يوم القيامة تميزهم عن بقية الأمم ، قال: (إن حوضي أبعد من أيلة من عدن، لهو أشد بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه) ، يريد الحوض خالصاً لأمته ، فيبعد من ليس من أمته عن الحوض ، كما يبعد الرجل إبل غيره عن حوضه الذي تعب عليه ، "قالوا: يا رسول الله، أتعرفنا يومئذ؟!" هل تعرف أجيال أمتك التي جاءت من بعدك ومت قبلهم؟ هل تعرفهم لكي تسمح لهذا، ولا تسمح لهذا؟ "قال: (نعم، لكم سيما ليست لأحد من الأمم، تردون علي غراً محجلين من أثر الوضوء) رواه الإمام مسلم رحمه الله، وهذا يدل على فضيلة الوضوء، وعلى أهمية إسباغه، وعدم التفريط فيه .
وكما جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أعرف أمتي من بين الأمم ، أنظر عن يميني فأعرف أمتي ، وأنظر عن شمالي فأعرف أمتي ، فقال رجل: يا رسول الله ! وكيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك ؟ قال: غر محجلون من أثر الوضوء، ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم ، وأعرفهم أنهم يأتون كتبهم بأيمانهم ، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود ، وأعرفهم بنورهم الذي بين أيديهم ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) والحديث صحيح .
قال تعالى:{ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ، التحريم:8 .
6- تخفيف طول القيام عليها يوم القيامة :
من خصائص هذه الأمة: أن يوم القيامة الطويل الذي قال فيه المولى تبارك وتعالى:{ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } المعارج:4 ، يجعله الله عز وجل قصيراً على هذه الأمة ، فلا تحس به ولا تشعر، فيجعله على هذه الأمة كقدر ما بين صلاة الظهر إلى العصر، والحديث صحيح . جاء في حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر) والحديث صححه الشيخ الألباني .
: 7- أمة الإسلام أمة الشفاعة
ومن فضائل هذه الأمة أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأهل الكبائر منها فيدخلون الجنة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خبأ دعوته شفاعة لهذه الأمة .
وأن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأناس سيعطون منازل في الجنة، لا تبلغهم إياها أعمالهم، وإنما يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، فيزدادون درجات في الجنة لا تبلغها أعمالهم . يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم ) .
وبنو تميم أكبر قبيلة عربية من حيث العدد، فقد يصل عددها إلى عشرين أو ثلاثين ألفاً أو أكثر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين: ربيعة ومضر، قالوا: لست أنت يا رسول الله؟! قال: لست أنا ، قالوا : إن هذا الرجل هو عثمان بن عفان أو أويس القرني ، فهذا الرجل بشفاعته يدخل ثلاثون ألفاً الجنة .
والشهيد يشفع في سبعين رجلاً من أهل بيته، فما بالك بالذي يشفع مثلاً في ثلاثين ألفاً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
: 8- أمة الإسلام كالغيث
هذه الأمة لا ينقطع الخير منها أبداً، فلها دوام الخيرية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره)، وهذا هنا ليس أسلوب تفضيل وإنما يدل على استمرار الخيرية .
وهذا الحديث لا ينافي حديث الصحيح (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) ، فالناس كالخامة من الزرع ، وحاجة خامة الزرع للمطر في البداية أكثر، فهو دائماً يحتاج إلى المطر في بدايته أكثر من حاجته عند قرب الحصاد، نعم المطر كله رحمة وغيث، إلا أن حاجة الزرع إلى المطر في أوله ليس كمثل حاجته إليه عند قرب الحصاد، وهذا يدل على استمرار الخيرية ، لكن القرون الثلاثة الأولى هم خير الناس .
: 9- ستر الله على هذه الأمة أعمالها
إن الله ستر على هذه الأمة أعمالها، سواء كانت الأعمال مقبولة أم مردودة عليها، بل المقبول يبارك الله عز وجل فيه، ويجعل له الثناء الحسن بين الناس .
و من رحمة الله عز وجل أن هناك ناساً ، أعفن من العفونة بكثير، يمشون وسط الناس ولا يدري الناس لحالهم ، يسترهم الله عز وجل، كما يقول محمد بن واسع: لو كان للذنوب رائحة ما استطاع أحد أن يجالسني من نتن رائحتي ، هذا محمد بن واسع زين القراء .
وهذا من رحمة الله عز وجل أن سترها عليك في الدنيا، وقد يسترها عليك في الآخرة، يقول: (سترتها عليك في الدنيا، وأنا اليوم أسترها عليك في الآخرة ) .
أما الأمم التي كانت قبلنا فقال شيخ الإسلام ، عز الدين بن عبد السلام : إن الله ستر على من يتقبل عمله من أمته ، وكان من قبلهم يقربون القرابين ، فكان الرجل إذا أراد أن يعلم هل تقبل الله منه هذا العمل أم لا، يقرب قرباناً بين يدي عمله ، فتأكل النار ما تقبل منه ، وتدع ما لم يتقبل فلا تأكله ولا تقربه ، فيصبح الرجل مفضوحاً بين الناس .
ثالثاً : - بم نحقق هذه الخيرية في زماننا :
لما كانت هذه الأمة بهذه الميزات كان لا بد أن تكون في طليعة الأمم ، وهكذا كانت الجزء الأعظم من عمرها ، أكثر عمر هذه الأمة ، منذ بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم كانوا هم أقوى الأمم، ولكن اعترتهم فترات ضعف تسلط فيها التتار، وتسلط غيره .
وفترات الضعف لا تنفي أن هذه الأمة هي أفضل أمة، وهي خير أمة، وهي الأمة الغالبة في الأرض، وفترات الضعف لا يقاس عليها، ويقال إنها أمة ذليلة من منشئها إلى نهايتها ، كلا ......
فتأملوا - يا عبد الله - في النصر والعز الذي كانت فيه الأمة في زمن قوتها وغلبتها في الأرض، وأما فترات الضعف فإنها بالنسبة إلى وقت القوة ليست بالشيء الكثير، ولكن المسلم إذا عاش في وقت الضعف خيل إليه، أو أخطأ، أو نسي وقت القوة التي كانت فيها الأمة .
أيها المسلمون، ما دمنا بهذه الخيرية فلماذا صرنا في هذه المنزلة؟ يحدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب الحال الذي نحن فيه الآن، سبب الذل الذي نحن فيه الآن، يقول صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)، فقال قائل: "ومن قلة نحن يومئذ؟" قال: (بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن)، فقال قائل: "يا رسول الله، وما الوهن؟" قال: (حب الدنيا ، وكراهية الموت) رواه أبو داود، وهو حديث صحيح .
إذن حب الدنيا والانجذاب إلى الدنيا، والاستمتاع بالدنيا، والاستكثار من الدنيا، والتعلق بالدنيا، وحب الدنيا، والانشغال بالدنيا:(حب الدنيا وكراهية الموت ) .
فوالله ما انتشر الباطل وأهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله ، فوالله ما انتشر الباطل وأهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله ، فها نحن نرى دعاة الباطل ودعاة الكفر، الآن يتحولون بكفرهم برجولة وبهمة عالية وبصدق وتفان ، في الوقت الذي نرى فيه هذه السلبية القاتلة في كثير من أفراد الأمة – ولا حول ولا قوة إلا بالله – فخيرية الأمة مستمدة من البلاغ من الأمر بالمعروف بمعروف ومن النهي عن المنكر بغير منكر ، ومن تحقيق الإيمان بالله – جل وعلا – بل وأمر الله سبحانه وتعالى فقال : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ آل عمران104
ولن تعود هذه الأمة إلى أفضليتها وخيريتها ، إلا إذا حققت شروط الخيرية التي ذكرها الله تعالى ، عندما عرض لخيرية الأمة الإسلامية ، وشروط هذه الخيرية ، وصفات الأمة التي هي خير أمة أُخرجت للناس.. فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {102} وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103} وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {106} وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {107} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ {108}‏ وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ {109} كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ {110})، آل عمران . ).
فهذه الآيات بينت الصفات التي تحقق خيرية هذه الأمة وهي :
الأول : تحقيق الإيمان بالله وتقواه :
والإيمان ليس كلمة ، ولكنّه قول ، وتصديق وعمل ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، ولن ينصر الله الأمة قط إلاّ إذا حققت هذا الإيمان بالله جل وعلا
يتأكد لنا بحول الله مع كل محنة ومع كل أزمة أنّ الأمة لن تمكن بالمظاهرات ، ولن تنصر بالهتافات الساخنة ، ولا حتى بالخطب الرنانة ، بل ولا بحرق الأعلام والماكتات للزعماء والحكام ، إنّما التغيير الحقيقي أن نرجع إلى الله جل وعلا وأن نحقق الإيمان بالله تبارك وتعالى، وهذا دور كل مسلم ومسلمة وإلاّ فورب الكعبة آثم قلبه..آثم قلبه من يكتم اليوم هذه الشهادة لدين الله جل وعلا .
الإيمان الخطوة الأولى على طريق النصر والتمكين .
الإيمان هو الذي حول رعاة الإبل والغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم .
الإيمان هو الذي أقام به النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام دولة من فتات متانثر وسط صحراء تموج بالكفر موجاً .
قال جل وعلا: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم: من الآية 47]، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة المنافقون: من الآية 8]. وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور: الآية 55 .].
الثاني : الاعتصام بالله :
نستطيع أن نحقق الخيرية ، إن صدقنا في الاعتصام بالله ، وتحقيق الإيمان، قال تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [سورة الحج: من الآية 78 .
والاعتصام نوعان : اعتصام بالله واعتصام بحبل الله
قال ابن القيم: "ومدار السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة على من تمسك بهاتين العصمتين "
من الذي اعتصم بالله يوماً فضيعه ؟ من الذي اعتصم بالله يوما فخيبه؟ ولن تستطيع أن تحقق الاعصام بالله جل وعلا إلاّ إذا عرفت الله بأسماء جلاله ، وصفات كماله ، وتعبدت لله بمقتضيات هذه الأسماء وتحقيق الإيمان .
الثالث : تحقيق الأخوة الإيمانية :
وهل ذلت الأمة وهانت وصارت قصعة مستباحة لكل أمم الأرض، تأتي كل أمة من هنا وهنالك لتنهب من الأرض قطعة، ومن المقدسات مكانا، ومن الشرف شرفا وعرضا إلاّ يوم أن مزقت معنى الأخوة ، وصار المسلم ينظر إلى أخيه في أرجاء الأرض يعذب وينتهك شرفه وعرضه ويسفك دمه ، ويهز كتفيه ويمضي ، وكأنّ الأمر لا يعنيه مادام آمنا في سربه عنده قوت يومه . والله ما فعل هذا إلاّ يوم أن مزقت معنى الأخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات: من الآية 10]، معنى ومبدأ طهور لن تجد له نظير في المناهج الوضعية على وجه الأرض .!!!
فالمؤمنون وإن اختلفت ألوانهم وأجناسهم وأوطانهم ، كأغصان متشابكة في دوحة واحدة ، كروح واحد حل في أجسام متفرقة
لذا إن وجدت إيمان بلا أخوة، فاعلم أنّه إيمان ناقص وإن وجدت أخوة في الظاهر بلا إيمان ، فاعلم بأنّها ليست أخوة الدين وإنّما هي التقاء مصالح وتبادل منافع .
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، ’’مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ’’
وأنا إذ أنادي اليوم بوحدة الصف في الأمة، فأنا لا أريدها أبدا وحدة تجمع شتاتا متناقضا على غير حق وسنة وهدى، فوحدة على غير الكتاب والسنة ، تفرق ولا تجمع، وتجرّح ولا تضمد، بل نريدها وحدة على القرآن والسنة، وإلاّ فما قيمة العرب قبل الإسلام، وما قيمة العرب الآن حينما انحرفوا عن الإسلام ، كانوا في أرض الجزيرة لا وزن لهم ولا كرامة، فجاء الإسلام فجعل منهم سادة للأمم وقادة للأمم .
وتبعثروا الآن مرة أخرى يوم أن انحرفوا من جديد عن منهج الإسلام، ولا كرامة للعرب إلاّ إذا عادوا من جديد للإسلام، ورددوا مع السابقين الأولين قولتهم الخالدة {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ، سورة البقرة: من الآية 285 .
الرابع : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
أيها الإخوة الكرام : الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح !!!!! . كثيراً ما يتغنى المسلمون، ويقولون: إنهم خير أمة، استناداً إلى قوله تعالى :﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ ، سورة آل عمران:110 .
لكن هذه الخيرية لها علة في الآية الكريمة : ﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ ،
والخيرية تدور مع العلة وجوداً وعدماً، يقول عليه الصلاة والسلام : (( كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف، قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً المنكر معروفاً ؟ )) . ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فإذا أصبح في أمة سيدنا محمد المعروف منكراً والمنكر معروفاً فليست خير أمة أخرجت للناس، إنا أمة كأية أمة في الأرض، والذين قالوا : ﴿ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ ، سورة المائدة:18 ، ردّ الله عليهم فقال : ﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ ، سورة المائدة:18 .]
أيها الإخوة الكرام : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين، بل هو الفريضة السادسة، بل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ربع النجاة، لقوله تعالى : ﴿ وَالْعَصْرِ *إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ ، سورة العصر ]
أن تؤمن، وأن تعمل ، وأن تدعو، وأن تصبر، هذه أركان النجاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ربع النجاة
: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ ومن الملفت للنظر في قوله تعالى
أن الله تعالى : قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله ، وذلك لأن الإيمان لا يستقيم ، ولا يبقى إن لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، فبالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر نحافظ على وجودنا، ويمكن أن تتسع به دوائر الحق ، بينما إن لم نأمر الأمر بالمعروف ولم ننهَ عن المنكر فنحن غثاء كغثاء السيل، الغثاء قش على سطح السيل خفيف الوزن متفرق لا اتجاه له، يسير من حيث يريد أو لا يريد، وحينما يفقد الإنسان اتجاهه يفقد وجوده، حينما يفقد اتجاهه أو يفقد حق تقرير مصيره، أو يفقد إرادته يفقد وجوده، فلذلك قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله .
شيء آخر أيها الإخوة الكرام : وهي أن الله قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الصلاة والزكاة في قوله تعالى :
﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ ، سورة التوبة: 71
لأنهم إن لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر ، لن يستطيعوا أن يقيموا الصلاة ، بل يمنعوا من إقامة الصلاة ، بل تصبح الصلاة تهمة توجه إليهم .
و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل دعوة الأنبياء :
قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ ، سورة النحل: 36 .]
، (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) نهي عن المنكر . (ُعْبُدُوا اللَّهَ)أمر بالمعروف
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من سمات المؤمنين ، قال تعالى : ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ ﴾ ، سورة التوبة:112 .
بينما المنافقون، فقد قال تعالى عنهم : ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، سورة التوبة: 67 .
بل إن النصر الذي يطمح إليه المسلمون في كل بقاع الأرض، وقد فقدوه اليوم ، ثمنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ ، وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، سورة الحج: 41 .
الخامس : الثقة المطلقة في نصرة الله لهذا الدين :
وأخيرا يجب علينا أن نثق ثقة مطلقة في نصرة الله لهذا الدين إذا ما حققنا أسباب النصر والخيرية ,
لا أقول ذلك رجما بالغيب، ولا من باب الأحلام الوردية الجاهلة، ولا من باب السياسة الغبية الجاهلة القاصرة، إنّما أقول ذلك من باب الفهم الكامل لآيات الله القرآنية، ولسنن الله الكونية ولسنة سيد البشرية صلى الله عليه وسلم .
فأمة الإسلام نامت ومرضت وطال مرضها وطال نومها، لكنها ما ماتت، ولن تموت بإذن الله لا لشيء، إلاّ لأنّ الله قد شرّفها وحمّلها الرسالة الأخيرة لتبلغها لأهل الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
فمهما انتفخ الباطل وانتفش كأنّه غالب فإنّه زاهق .
ومهما انزوى الحق وضعف كأنّه مغلوب فإنّه ظاهر. قال تعالى: {وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} [سورة الإسراء: من الآية 81]. وقال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [سورة الأنبياء: من الآية: 18 .
وقال ربّنا جل وعلا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ(171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ(172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ(173)} سورة الصافات: من الآية 171 إلى الآية 173 .
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: ’’ ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر’’ .
أيّها الحبيب : نريد أن نخطو من اليوم خطوات عملية تقرب الأمة للنصر خطوة، وتبعد الأمة عن الأزمة والذلة والمهانة خطوات والله معنا نعم المولى ونعم النصير .
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات