قد جاءكم من الله نور للشيخ ماهر خضير



وقفات الخطبة
الوقفة الأولى:- بين يدى الموضوع
الوقفة الثانية : - أصله ونشأته وأحواله قبل النبوة
الوقفة الثالثة :- بدء الوحي والدعوة إلى الله
الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش استوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبياناً لطريق النجاة والهدى، أحمده -جل شأنه- وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى.
أما بعد أيها المسلمون
اننا اليوم على موعد للحديث عن أشرف الخلق بلا منازع وأجلّ الناس وأفضل البشر وأزكى العالمين، واسمحوا لى أن اعترف امام حضراتكم اننى لن ألزم الحياد لأنني لا أتكلم عن سلطان من السلاطين قهر الناس بسيفه وسوطه، وأخاف الناس بسلطانه وهيمانه وصولجانه، لكنني أتكلم عن معصوم شرح الله صدره ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره.
ولن ألزم الحياد لأنني لا أتكلم عن شاعر هدّار، أو خطيب ثرثار، أو متكلم موّار، أو فيلسوف هائم، أو روائي متخيل أتكلم عن رسول الله ولسان حالى وانا المحب المقصر
أنا واللهِ أحببتُك ولهيبُ الحبِّ في قلبي كما الإعصارْ .. فهل تَقبل؟ حبيبي يا رسولَ اللهِ هل تقبلْ؟ نعم جئتُ هنا متأخراً جدًّا ولكن ليس لي حيلةْ ولو كانَ قدومُ المرءِ حينَ يشاء لكنتُ رجوتُ تعجيلَهْ وعندي دائماً شيءٌ من الحيرةْ فمَن سأكون أمامَ الصَّحْبِ والخِيرةْ .. فما كنتُ أنا "أنسَ" الذي خدمَكْ ولا "عُمرَ" الذي سندَكْ وما كنت "أبا بكرٍ" وقد صدَقَكْ وما كنت "عليًّاً" عندما نام في الفراش يبغى بها حفظكْ ولا "عثمانَ" حينَ نراهُ قد نصرَكْ وما كنتُ .. أنا "حمزةْ" ولا عَمْراً، ولا "خالدْ" وإسلامي أنا قد نِلتُهُ شرفاً من الوالِد ولم أسمعْ "بلالاً" لحظةَ التكبيرْ ولا جسمي انشوى حياً بصحراء مكة وما حطَّمتُ أصنامً ولا قاتلْتُ في يومٍ .. جنودَ الكفرِ والتكفيرْ وما قُطِعَتْ يدي في الحربْ ولم يدخلْ هنا رمحٌ إلى صدري يَشُقُّ القلبْ ولم أُقدِمْ على شيءٍ .. ولم أهربْ ولا يوماً حَملْتُ لواءْ ولا واجهتُ في شَممٍ هنا الأعداءْ ولا يوماً رفعتُ الرايَ خفَّاقةْ .. ولكنى طفلٌ يُداري فيكَ اخفاقَهْ وتقصيره ونفسي والله يارسول الله لحبك تَوَّاقَةً أبدا .
عباد الله لقد كان العَالم قُبيل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في اضطراب شامل، وفوضى تغلغلت في كل مرافق الحياة، ولم يبق أحد على دين الأنبياء الحق إلا بقايا قليلة من أهل الكتاب، فقد بدّلوا وحرفوا دين الله عز وجل
أما العرب فكانوا غافلين عن دين الأنبياء، يعبدون الأصنام والأوثان، ويعتقدون الخرافات والأوهام، وكانوا متفرقين، ليس لديهم دولة عربية تحميهم، وتجمع شتاتهم، فكل قبيلة كانت تعتبر نفسها دولة مستقلة، وأمة منفصلة، لا حرمة لغيرها من القبائل عندها، فهي تستحل دماء غيرها، وتستبيح أموالهم، ويستعبد القوي منهم الضعيف، كانوا قساة القلوب، فالرجل يقتل ولده، ويدفن ابنته وهي حية؛ خشية الفقر أو العار، وكانوا يأكون أموال اليتامى ظلماً بحجة أنهم لا يستطيعون حمل السلاح والدفاع عن القبيلة، وقد وصف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أحوالهم للنجاشي ملك الحبشة فقال: «أيها الملك! كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ماكنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان، وأمرنا بالصدق والأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء والفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصن، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئاً، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة...» ( ).
وبالجملة فقد كان أهل الأرض جميعاً يعيشون في الظلم والظلمات، والجهل والخرافات؛ فبعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى الناس كافة؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله، ويهديهم إلى صراط مستقيم.
وقد ختم الله به الأنبياء، وجعل شريعته أيسر الشرائع، وجعل أمته أفضل الأمم، وقد بشّر ببعثته موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، وذكر الله صفته في التوراة والإنجيل، قال الله سبحانه وتعالى: { الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} الأعراف
قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، به حصلت لنا مصالح الدنيا والآخرة، ماترك من خير إلا وحث أمته عليه، ولاترك من شر إلا وحذرهم منه.
جاء بشريعة من عند الله سهلة سمحة، ليس فيها حرج ولا مشقة.
جاء بشريعة تسع الناس كلهم على اختلاف أجناسهم وأوطانهم وألسنتهم وطبقاتهم وأحوالهم.
جاء بشريعة العمل بها في أي زمان ومكان يجلب المصالح ويكملها، ويدفع المفاسد ويقللها، قال الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164].
وقد بيّن الله عز وجل أنه ما أرسل رسوله إلا لشيء واحد عظيم كبير شامل بيّنه في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
أرسله الله رحمة للعالمين كلهم، ولم يكن رحمة للعرب وحدهم، ولا لزمنه فقط، وإنما كان رحمة للناس كافة في كل زمان ومكان، كان ولم يزل رحمة للعالمين.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمِّي لنا نفسه أسماء فقال: «أنا محمد، وأحمد، ونبي التوبة، ونبي الرحمة»( ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إنما أنا رحمة مُهداة»( ).
فمن هو تلك الرحمة المهداة؟
هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.
قبيلته قريش أفضل قبائل العرب قاطبة، ومساكنها في مكة أم القرى، وأسرته الهاشمية أشرف قريش وأفضلها.
ولادته صلى الله عليه وسلم : ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.
قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.
وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].
وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.
وقد نشأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتيماً، إذ مات أبوه وهو حمل في بطن أمه، ثم ماتت أمه وهو ابن ست سنين.
أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
لما شب كان يتاجر، وعُرِف في معاملاته بغاية الأمانة والصدق والعفاف حتى لُقِّب بالأمين.
وقد كان جامعاً للصفات الحميدة، والأخلاق النبيلة، وأحاطه الله بالحفظ والرعاية، وبغّض إليه ما كان في قومه من سوء وخرافة.
ولما اكتملت سن النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، أتاه الملَك جبريل الأمين، بالقرآن المبين، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى دين الله سراً لمدة ثلاث سنوات، فاستجاب له بعض أقاربه وأصدقائه ومن شاء الله هدايته، ثم أمره الله أن يجهر بالدعوة، فجهر بها؛ فعاداه المشركون أشد العِداء، وقاموا بشتى الوسائل للقضاء على هذه الدعوة، من السخرية والاستهزاء بالرسول والمسلمين، والحيلولة بين الناس وبين سماع القرآن الكريم، وإثارة الشبهات حول الرسول الأمين، والقرآن المبين، والجدال بالباطل لتكذيب التوحيد والرسالة والبعث بعد الموت، وتعذيب المسلمين بأشد أنواع العذاب، ووصل الأمر إلى قتل بعض الرجال والنساء من المسلمين.
ولقي صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.
قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: { لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }.
وفي الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟
بالرغم من هذا الإيذاء الا ان النبى صلى الله عليه وسلم كان صابرا رحيم بقومه
فلقد اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم : { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه]. صلى الله عليك وسلم سيدى يارسول الله
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
............... الخطبة الثانية ............. الحمد لله .............. أما بعد
عباد الله / عباد الله ما احوجنا ان نتعرف على هذا الرسول الكريم في رحمته وعفوه ولينه وعدله
ما أحوجنا الى التخلق بخلقه وما احوج البشرية اليه والحق ما شهدت به الأعداء فمن اشهر كتاب الغرب الكاتبة
سيغريد هونكه ، تقول:” إننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد “.

المستشرق المعروف غوستاف لوبون في ( كتاب ” حضارة العرب ” ص 115 ) يقول :إذا ماقيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم من عرفهم التاريخ ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمداً صلى الله عليه وسلم مع أن التعصّب أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الإعتراف بفضله)
جواهرلال نهرو (1889-1964 أول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها ) يقول : فاقت أخلاق نبي الإسلام كل الحدود ونحن نعتبره قدوة لكل مصلح يود أن يسير بالعالم إلى سلام حقيقي.
كيف لا وهو الرحمة المهداة ياعباد الله فقد جاء بشريعة تدعوا الى الحفاظ على نفس الإنسان، والرحمة بها، وجلب ما يهديها ويصلحها ويُسعدها، ودفع ما يضلها ويفسدها ويشقيها، وقد علَّم النبيُ صلى الله عليه وسلم أمته أنه يجب على المسلم أن يُحافظ على نفسه ويرحمها، ويسعى في أسباب صلاحها في دينها ودنياها؛ ليسعد في هذه الدنيا، ويحيا فيها حياة مطمئنة كريمة، ولينجو في الآخرة من عذاب النار، ويدخل الجنة مع الأبرار.
والأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الرحمة بالنفس كثيرة جدًا، وسأذكر فيما يلي بعضًا منها:
1) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبدالله! ألم أُخبر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟» قلت: بلى يا رسول الله! قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإنّ لجسدك عليك حقًا، وإنّ لعينيك عليك حقًا، وإنّ لزوجك عليك حقًا، وإنّ لزورك [أي: زائرك] عليك حقًا»( ).
2) عن أنس رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبِرُوا كأنهم تقالّوها فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأُصلي الليل أبدًا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر أبدًا ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأُفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سُنتي فليس مني»( ).
3) عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة [أي: تاركة لثياب الزينة]، فقال لها: ما شأنك؟! قالت: أخوك أبوالدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبوالدرداء فصنع له طعامًا فقال له: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبوالدرداء يقوم فقال: نم، فنام ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصلَّيا، فقال له سلمان: إنّ لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى أبوالدرداء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «صدق سلمان»( ).
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ


الخاتمة ............................ الدعاء
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات