النظافة عبادة وسلوك إسلامي للشيخ ماهر خضير
وقفات الخطبة
الوقفة الأولى :- بين يدى الخطبة
الوقفة الثانية : - النظافة في الشرع
الحنيف وهدى الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم
الوقفة الثالثة :- لمحة عن النظافة في
حضارتنا الإسلامية
الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة،
أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه
وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين....
أما بعد عباد الله الإسلام دين النظافة
والمجتمع المسلم مجتمع نظيف، وهذه النظافة ليست ذوقًا شخصيا في المجتمع المسلم، بل
هي سلوك إسلامي، وعبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، وقُربةٌ من القُرَبِ؛ فهي عند المسلم
شطر الإيمان؛ فعن أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ…” رواه مسلم. فالوضوء شرط
لصحة الصلاة، فلا تصح صلاة بلا وضوء. كما أن الوضوء يضفي على المسلم بهاء في الدنيا
والآخرة؛ ففي الحديث الصحيح أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ
غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ” رواه البخاري.. * روي مسلم عن أبي موسي الأشعري قال سمعت رسول
الله يقول : " الطهور شطر الإيمان " . المؤمن يعيش طاهرا كريما ، ويموت طاهرا
كريما ، فالجنة طاهرة طيبة ، شرابها طهور ، والأزواج فيها مطهرة ، ولا يدخلها إلا الطيبون
، الذين طابت قلوبهم بالإيمان بالله وتوحيده وحبه وخشيته
وقد جاءت الطهارة في نصوص الكتاب والسنة بمعناها
الواسع الشامل ليتطهر المسلم ظاهرا وباطنا ، فمما جاء في أوائل السور المكية قوله سبحانه
:" يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر " ، والطهارة هنا
كما قال العلماء هي طهارة القلب والنفس والبدن
وجاءت النظافة فى القرآن فى آيات عدة منها
قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)الاحزاب.
وقوله تعالى: (وهو الذي أرسل الرياح
بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا)الفرقان
وقوله سبحانه: (عاليهم ثياب سندس خضر
وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً)الانسان
وقوله تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة
منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان)الانفال
وقوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى
من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)التوبة
(ومن مظاهر اهتمام الإسلام بها؛ جعلها
سمة من سمات الرجال، وهذه السِّمة جعلتهم ينالون شرف محبة الله تعالى لهم، قال تعالى:
{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}
[التوبه:108]، كما جعلها سبحانه وتعالى شرطاً لإقامة عمود الدين -الصلاة-، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرضى أَوْ عَلَى
سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ
تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ
مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ
وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:6])
وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم كان صلى
الله عليه وسلم أنظف خلق الله تعالى بدناً، وثوباً، وبيتاً، ومجلساً، فلقد كان بدنه
الشريف نظيفاً وضيئاً ـ وضاءة النظافة ـ وكان كما وُصِف أنور المُتجرِّد، أي أن الأعضاء
المجرَّدة من الثياب مُنيرة، وهذه الإنارة أسبابها كثرة النظافة، متألِّقة .
عن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال :مَا مَسِسْتُ
حَرِيرًا وَلا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وعن أبي قِرْصافة قال : ذهبت أنا وأمي
وخالتي فأسلمن وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصافحن، فلما بايعنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي أمي وخالتي : يا
بني ! ما رأينا مثل هذا الرجل، ولا أحسن منه وجها، ولا أنقى ثوبا ولا ألين كلاما! ورأينا
كأن النور يخرج من فيه ـ أي من فمه ـ ” .
[من كنز العمال : عن قرصافة]
فهو صلى الله عليه وسلَّم أنظف خلق الله
بدناً، وأنقاهم ثوباً،
وفى لمحة جميلة من ومعلم جليل من معالم ديننا الحنيف
نجد أن أول باب يبدأ به الفقه في هو العبادات وأول ما تبدأ به هو باب الطهارة ، فالوضوء
مفتاح الصلاة ، والصلاة هي باب الدخول علي مناجاة الله والوقوف بين يديه ، ولله الحمد
أن الوضوء كما يغسل الجوارح والأعضاء فإنه يغسل معه الذنوب والخطايا التي تلبست بها
هذه الجوارح ، حتى يدخل المؤمن علي ربه طاهرا نظيفا ظاهرا وباطنا :
روي مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال
: " إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها
بعينيه مع الماء أو آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه
مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة كان مشتها رجلاه مع الماء
أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب " .
وكان صلى الله عليه وسلم يكره الثوب
الوسخ القذر وينهى عنه؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: “أتانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم زائرًا في منزلنا فرأى رجلاً شعثًا فقال: ((أما كان يجد هذا ما
يسكِّن به شعره))؟ ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال: ((أما كان هذا يجد ما يغسل
به ثوبه))؛ صحيح ابن حبان
عباد الله اننا امام دين اهتم بالنظافة والطهارة
وجعلها اساس وشرط للعبادة فلا صلاة بدون طهور ولا تلاوة بلا طهور
وأيضا من عوامل انشراح النفس المكان
الطيب الطاهر النظيف ومن اسباب الاكتئاب وخبث النفس قذارة المكان كما أنها شرط لصحة
الصلاة وشرط لاقامة بيت الله قال تعالى (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) روى
الترمذى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب
النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم “
وقد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنظافة المسجد ودفن النجاسات وما يلحق به أذى وبما أن الارض جعلت مسجدا وطهورا فقد
أصبحت طهارتها لازمة قال صلى الله عليه وسلم (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
) رواه البخارى ومسلم(
ومن نظافة المكان خلع الأحذية وتنظيفه من الحشرات
وتعطيره دائما وتنظيف اماكن قضاء الحاجة والاعتناء بنظافتها
قال صلى الله عليه وسلم : ” لا يبولنَّ
أحدكم في مستحمه فإن عامة الوسواس منه ” رواه الترمذى وابو داوود .
ورحم الله من قال ((من نظَّف ثوبه قلَّ
همُّه، ومَن طاب ريحه زاد عقله))
عبدالله وانت تركب وسائل المواصلات او الاماكن المزدحمة
واماكن التجمعات العامة قد تشم روائح العرق تنبعث من هنا وهناك فهل تعلم ان الاسلام
راعى هذا الموقف ايضا ولم يتركه حيث جعل الإسلام الاغتسال والاستحمام وسيلة ناجعة للطهارة
والنظافة فدعا الناس إليها، وحثَّهم عليها، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: إنما
كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة، وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم،
فيتأذى بها الناس، فذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أوَلا يَغتسلون؟))؛
صحيح مسلم، رقم: (1379)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الغسل يوم الجمعة واجب
على كل محتلم))؛ صحيح مسلم، رقم: (846)، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتى أحدكم
الجمعة فليغتسل))؛ سنن أبي داود،
واسمعوا منى هذا الكلام فلربما يكون البعض منكم يسمعه
لأول مرة هل تعلم ان الاسلام اهتم ايضا بالنظافة الشخصية لك ؟
نعم عبدالله فوالله ما ترك الاسلام شيئاً
الا وبينه ووضحه
قال اليهود لسلمان ان نبيكم علمكم كل
شيئ حتى الخراءة ؟ قال نعم علمن اذا دخل احدنا الخلاء ان يستطيب بثلاثة احجار والا
يمس ذكره بيمينه وان يعظم القبلة فلا يستقبلها ولا يستدبرها .
ولذا عبدالله اقول لك اسمع هذا الحديث
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((عشْرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك،
واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتْف الإبط، وحلْق العانة، وانتقاص الماء))،
– يعني الاستنجاء بالماء – قال زكريا: قال مصعب: “ونسيتُ العاشرة إلا أن تكون المضمضة”؛
(سنن أبي داود، رقم: 53)
فالسواك مثلا ما زال العلماء ينقّبون
عمّا في السواك من أسرار، منذ أن خبروه قديماً، فها هو ابن القيّـم مثلاً يقول: (وفي
السواك عدة منافع: يطيّب الفم، ويشدّ اللثة، ويقطع البلغم، ويصفّي الصوت، ويعين على
هضم الطعام، ويطرد النوم، ويرضي الربّ، ويعجب الملائكة)
واما المضمضة فتظهر لدى الكثيرين ممن
جانبوا الصواب وأهملوا نظافة أفواههم، أمراض التهابيّة يسبّبها غزو الأحياء المجهريّة
وتكاثرها المخيف داخل تجويف الفم، ومن ذلك: الإنتانات الفطريّة المتكررة، ونخر الأسنان،
وخرّاجات اللثة، والتهابات اللسان، وكثيراً ما يصبح المريض مصدر عدوى لمن جاوره، فينقل
إليهم المرض بسهولة، أثناء اقترابه منهم
وأما الأظافر فيزداد تكاثر الجراثيم
وغيرها من الأحياء الدقيقة، على ما يطول من الأظافر، وهو تناسب طرديّ، فكلّما زاد طولُ
الظفر، ازدهر نموّ تلك الكائنات، وزاد تراكمها ضمن نسيجه وخلاياه.
وتحمل الأظافرُ الطويلة الجراثيمَ والفطور،
باتجاه الفم أثناء عمليّة الأكل، وهذا يعني دخولها إلى تجويف الفم، ووصولها منه إلى
الجهاز الهضميّ، ممّا يحمل بين طيّاته خطر ظهور العديد من الأمراض الالتهابية.
وأما نتف الأباط ففي إزالة شَعر الإبط
أيضاً وقاية من نموّ القمل وغيره من الحشرات المتطفّلة، ومَـنْعٌ لتكاثرها فيه، إذ
تفضّل تلك الأحياء الاستقرارَ في بيئة غنيّة بالشعر الكثيف.
وقد أثبتتْ الدراسات الحديثة، أنّ كلّ
سنتيمتر مربّع من الجلد الطبيعيّ المكشوف، تنمو فيه أكثر من مليون جرثومة، وترتفع هذه
النسبة وتتضاعف مرات عديدة في جلد الإبط، حيث تتكاثر الأحياء المجهرية في ثنايا الجلد
هناك وتحت جذور الشعر، ولذلك فإنّ الحرص على نظافة الإبط، وإزالة ما ينمو فيه من شَعر،
يعدّ الخطوة الرئيسة لمكافحة نموّ الجراثيم والكائنات المجهرية الأخرى وتأمّلوا كيف
أمرنا الله تعالى بالاعتناء بالجلد: الوضوء خمس مرات في اليوم والاغتسال كل جمعة وأكل
الزيت والادّهان به وجعل إزالة الشعر الزائد وقص الأظافر من سنن الفطرة وحرّم الوشم...
والسبب
اسألوا من أصيب يوماً بمرض جلدي كم هي
أمراض قاسية ومذلّة.. تسبّب الألم والحكّة وحتى العقد النفسية والمشاكل الاجتماعية؛
مثل حبّ الشباب والإكزيما والفطريات والجرب وتساقط الشعر والبرص والجذام والبهاق والسرطان..
عافانا الله واياكم من كل شر وسوء وكيد
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
............... الخطبة الثانية
............. الحمد لله .............. أما بعد
عباد الله : أن المسلم عنوانه الطهارة
والنظافة يحكى ان رجلا عربيا مسلما كان يدرس في أمريكا فكان يتوضأ من مكان يغسل الأساتذة
منه وجوههم ..!! فقال له أحد الأساتذة الأمريكان : أتغسل قدميك من مكان نغسل فيه وجوهنا
؟ قال له المسلم : كم مرة تغسل وجهك في اليوم ، قال : مرة واحدة ، قال المسلم : وأنا
أغسل قدمي في اليوم خمس مرات ..!! فأيهما أنظف قدمي أم وجهك ..!!
ياعباد الله ما نراه في شوارعنا وعلى
نواصى الطرقات شيئ يدعو للأسى والحزن أكوام من القمامة والمخلفات كيف ذلك وقد كان المسلمون
هم عنوان النظام والحضارة
وإنك لتعجب من بعض الناس يخرج من بيته
بقمامته فيسير عشرات الأمتار إلى أن يصل قرب الصندوق المخصص وما بينه وبينه إلا مسافة
قصيرة فيرمي بكيسه بعيداً عن البرميل أو بجانبه، ويأتي آخر فيعمل مثله في صورة تعكس
ثقافة التخلف
ويعد من صور الأذية للجيران الذي قد
تغيب عن أذهان بعض الناس أو يتساهلون فيها وهي مرتبطة بمسألة النظافة رمي القمامة في
الشوارع في غير أماكنها الخاصة
وقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً:
"والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن"، قيل: من يا رسول الله؟ قال:
"الذي لا يأمن جاره بوائقه" يعني شروره [متفق عليه].
وفي رواية لمسلم: "لا يدخل الجنة
من لا يأمن جاره بوائقه".
وروي عن أنس أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: "من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله".
ومن المعلوم أن نظافة الطريق دليل على
رقى أهل البلد وتعرف سمات المجتمع الخلقية من نظافة الطريق فهى ابهج للنفس وانقى للنسيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بعض وستون شعبة،
فأفضلها قول لا إله إلا الله وإدناها إماطة الإذى عن الطريق، والحياء شبعة من الإيمان
“ رواه مسلم وقال : ” بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك على الطريق فأخَّره، فشكر
الله له فغفر له ” رواه البخارى ومسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام : ” عُرضت عليّ أعمال
أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها
النخامة تكون في المسجد لا تدفن رواه البخارى ومسلم.
عباد الله لقد كانت البلاد التي عاش
فيها وحكمها المسلمون كانت تشع ضياء وبهجة، وتشرق منها شمس الحضارة على أوروبا، فقد
جاء في وصف مدينة قرطبة التي شيَّدها المسلمون أبَّان حكمهم للأندلس “كانت شوارعها
مضاءة ومعبدة، وكان فيها كثير من الحمامات العامة، وكانت المياه تجلب إليها من الجبال
خلال أنابيب الرصاص. أمَّا منازلها فكانت جميلة ومساجدها كثيرة ورائعة، ولا يوجد في
أوروبا كلها مدينة تقارن بها…
ومن القصص الطريفة التي تروى في هذا
السياق أن الاستحمام أصبح عادة لدى المسلمين حتى أنه بعد استيلاء الأسبان على الأندلس
أصبحوا يعرفون بيوت المسلمين من خلال احتوائها على الحمامات، لذلك اعتبروا الاستحمام
عادة إسلامية فأصدروا الأوامر بهدم كل الحمامات العامة، حتى لا يكون الاستحمام تقليدًا
للمسلمين، وظلت البيوت في أوربا تبنى بدون حمامات حتى القرن العشرين.
والجدير بالذكر أن صابون«الشامبو»أُدخل
إلى بريطانيا لأول مرة عن طريق شخص هندي مسلم اسمه محمد باث ، والذي عين فيما بعد في
بلاط الملكين جورج وويليام الرابع لشئون النظافة.
لذلك بريطانيا تدين للعالم الإسلامي
بمعرفة الحمامات النظيفة، وأن تسمية «bath
room »ترجع إلى المسلم «محمد باث» الذي دخل بريطانيا بين القرنين السابع
عشر والثامن عشر ونقل إليها إبداع المسلمين في بناء الحمامات، حيث تعرفوا على«الشامبو»
من خلال هذه الحمامات
ختاما عباد الله يجب أن نُعلِّم أبنائنا
معنى النظافة، وأنها ليست كلمة تقال وإنما هي سلوك يظهر، ونُعلِّمهم أيضاً أنها من
الدين، ونُبيّن لهم مخاطر التهاون في النظافة وأن يكون المربيين قدوة لهم في ذلك، وينبغي
أن نُعلِّمهم آداب النظافة وصورها
الخاتمة ............................ الدعاء