ضحي من أجل ربك للشيخ أحمد أبو اسلام






1))
التضحيه في سبيل الله قبل الأضحية 
2))
تضحية أم موسى في سبيل الله 
3))
العلاء بن الحضرمي يجاهد في سبيل الله 
4))
الأمام أبو حنيفة يضحي في سبيل الله
5)) إنما يتقبل الله من المتقين 
6))
السيدة هاجر عليها السلام نموذج رائع في التضحية 
7))
سيدنا ابراهيم ونموذج رائع فى التضحية 
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عز ربنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمة وحلماً ، عنت الوجوه لعظمته ، وخضعت الخلائق لقدرته ، الله أكبر ما ذكره الذاكرون ، والله أكبر ما هلل المهللون ، وكبر المكبرون ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات ، وعدد ما لبى الملبون وزيد في الحسنات ، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً ومزدلفة وعرفات ، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات ، الله أكبر عدد من سعى بين الصفا والمروة من المرات ، والله أكبر عدد ما حلقوا الرؤوس تعظيماً لرب البريات .
الحمد لله الذي سهل لعباده طرق العبادة ويسر ، وتابع لهم مواسم الخيرات لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتعمر ، الحمد لله عدد حجاج بيته المطهر ، وله الحمد أعظم من ذلك وأكثر ، الحمد لله على نعمه التي لا تحصر ، والشكر له على آلائه التي لا تقدر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ، وتأذن بالزيادة لمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، طاهر المظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . . أما بعد :
التضحيه في سبيل الله قبل الأضحية 
===================
تضحية أم موسى في سبيل الله 
================
فهاهي أم موسى هي ليست كأي أم وولدها ليس كأي ولد أم ألقت ولدها في البحر مع علمها بهيجان البحر وما فيه من المخاطر لكن المسكينه لم يكن عندها إختيار اخر من أجل أن تحافظ عليه من بطش فرعون فالموت يحيط به من كل مكان ,وفرعون سلط جنوده لذبح الأطفال وكان من بين هؤلاء الأطفال سيدنا موسى عليه السلام فالأم كانت خائفة على ولدها الرضيع فانظر إلى قول الله عز وجل حين ما قال متحدثا عن أم موسى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)} [القصص: 7]نبأ الله أم موسى وألقى في صدرها وفي فكرها أنكي إذا أردتى أن تحمي ولدكي 
أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليم} [القصص: 7] فمَنْ مِنَ النساء تقبل إنْ خافت على ولدها أنْ تُلقيه في اليم؟ مَنْ ترضى أَنْ تُنجيه من موت مظنون إلى موت محقق؟ وقد جعل الحق سبحانه عاطفة الأمومة تتلاشى أمام وارد الرحمن الذي أتاها، والذي لا يؤثر فيه وارد الشيطان.فلا تفعلى مثل ما يفعل النساء بأن تضميه إلى صدركي عند خوفهن على أولادهن ولكن افعلي شيئا اخر بدلا من أن تضميه إليكي القيه في اليم ثم أوحى الله تعالى إلى قلبها ونفث في روعها وقال لها لا تخافي بل ولا تحزني إنا رادو إليكي ونزيد على ذالك إكراما وجاعلوه من المرسلين فوضعته في صندوق وقيل إنها ربطت الصندوق بحبل وجعلت الحبل على الأرض والصندوق في الماء فإذا أحست بأن جنود فرعون سيأخذون الصندق تلقيه في اليم وإذا غاب عنها الجنود شدت الصندوق بالحبل إلى ناحيتها وهكذا وقيل أيضا انقطع الحبل وانطلق الصندوق في الماء حتى وصل إلى شاطئ فرعون وكل هذا من الإسرائيليات بعضها يثبت وبعضها لا يثبت ولكن هذه القصص تدل على حفظ الله عز وجل لسيدنا موسى عليه السلام فماذا حدث بعدما وصل سيدنا موسى إلى شاطئ فرعون فكأنما هرب من موت إلى موت فأخذت جنود فرعون وفي ذالك يقول الله عز وجل {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [القصص: 8، 9]الآن سيدنا موسى في قصر عدوه فرعون ماذا سيفعل فرعون معه قالت امراة فرعون له نأخذ هذا الطفل ليكون قرة عين لى ولك ويسلينا في البيت ولم يكن فرعون يرزق بأولاد فقالت له امرأته عسى أن ينفعنا هذا الطفل أو نتخذه ولدا وجعل موسى يتربى في قصر فرعون على بغض من فرعون له وعدم محبة له ولكنه رضخ لطلب زوجته , وأم موسى لما ابتعد عنها ولدها عظم مصابها وجعلت المسكينه تفكر فيه ليلا ونهارا صدرها قد امتلأـ بالحليب حتى كاد أن يتفجر وكادت تظهر حقيقة أمر سيدنا موسى من كثرة شوقها إليه { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)} [القصص: 10] أم موسى قالت لأخته قصيه يعني تتبعي أخبار موسى من بعيد قال الله عز وجل متحدثا عن ذالك {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12)} [القصص: 11، 12] وأخته تتبع أمره علمت أن امراة فرعون تبحث عن مرضعة لهذا الطفل فإنه كثير فقد كان سيدنا موسى يبكي بكاء عظيما فأرسلوا في المدينة إلى مرضعات لترضع سيدنا موسى لكنه كان يأبى الرضاعة منهن وجعل الجوع يشتد عليه وأخته نظرت إلى هذا المنظر ففكرت أن تخبرهم عن مرضعة هذه المرضعة هي امها أم سيدنا موسى فأخبرت عن أمها لتكون مرضعة لسيدنا موسى فقبلوا فجاءت أم موسى وألقمته ثديها فقبل ورضع منها ورد إليها ولدها وفي هذا يقول الله عز وجل {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) } [القصص: 13]أم موسى صارت تأتي لسيدنا موسى في قصر فرعون مرتين أو ثلاث ثم قالت لإمراة فرعون أنا لا أستطيع أن آتى في كل يوم لأرضع هذالطفل وسآخذه إلى بيتي وإذا أردتي أن ترينه في أي وقت فأرسلى لرؤيته أو تأتي أنتي من أجل أن ترينه 
فقد قذف الله في قلب امرأة فرعون حب هذالطفل سيدنا موسى عليه السلام وبعد ذالك صار موسى عليه السلام في بيته تأخذ أمه وترضعه وتأخذ أجرا من أعظم دروس هذه القصة أن أم سيدنا موسى لما صبرت وأطاعت أمر ربها رد الله إليها ولدها 
العلاء بن الحضرمي يجاهد في سبيل الله 
وهاهو العلاء بن الحضرمي كما ورد في البداية والنهاية وكتب التاريخ وهو الذي أرسله سيدنا أبو بكر على رأس الجيش إلى ابن ساوى ملك البحرين الذي ارتد ,والعلاء عبر مفاوز الصحراء بصعوبة شديدة فجاء ليستقر بالإبل والجيش والخيل في مكان فإذا بالإبل عند دخول الليل تنفر نفرة شديدة جميعها فتشتت في الصحراء وفي الجبال وعليها الأمتعة والأسلحة وبقيت الجنود بثيابهم مع العلاء بن الحضرمي العلاء لم يجد بدا إلى أن يئوب إلى القادر الذي يقول للشىء كن فيكون وأمر الجيش بالصلاة وتقدم للصلاة وأخذ يدعوا الله عز وجل وكان يبكي وهو في دعائه وكان معه البراء بن عازب الذي لا ترد له دعوة والكل ألح في الدعاء على الله عز وجل فما إن صلى بالمسلمين صلاة الصبح وما إن أشرق وتنفس الصباح إلا ورأى أمرا عجيبا فلم يكن هناك ماء ولا إبل ولا خيول ولا سلاح فإذ بالسماء تتلبد بالغيوم ,وتمطر مطرا ووجدوا بجوارهم شلال ماء فاغتسل الجيش وتوضأ وإذا بالإبل تتجمع والخيول ترجع ما فقدوا سيفا واحدا فوجدوا البحر أمامهم سأل العلاء كم بيننا وبين ابن ساوى إذا عبرنا البحر قالوا يوما وليلة قال كثير قالو فماذا نصنع قال تعالوا على بركة الله الستم المسلمون قالو نعم قال ألستم من المؤمنين قالوا نعم قال إن الله لن يخذل هذه الطائفة فعبر بفرسه فوق الماء فإذا بالإبل تعبر خلفه والجنود يعبرون خلفه فوصلوا إلى الساحل الآخر ولم يؤذن الظهر فوصلوا ولم تبتل حوافر الإبل هؤلاء الذين كانوا يضحون بأوقاتهم وأموالهم في سبيل الله لذالك كان الله معهم ناصرهم في جميع أحوالهم 
الأمام أبو حنيفة يضحي في سبيل الله 
===================
وهاهو الإمام أبو حنيفة حين أراد الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ، فَأَرَادَهُ أَنْ يُوَلِّيَهُ،القضاء فَأَبَى فَحَلَفَ عَلَيْهِ لَيَفْعَلَنَّ وَحَلَفَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنْ لا يَفْعَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ: أَلا تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُ؟ ! قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى كَفَّارَةِ أَيْمَانِهِ أَقْدَرُ مِنِّي، فَأَبَى أَنْ يَلِيَ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ،فَسُجِنَ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى حُمَيْدٍ الطُّوسِيُّ شُرْطِيَّهُ، فَأَرَادَ أَنْ يُؤْذِيَهُ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْفَعُ إِلَيَّ الرَّجُلَ، وَيَقُولُ لِي: اقْتُلْهُ، أَوِ اقْطَعْهُ، أَوِ اضْرِبْهُ، وَلا عِلْمَ لِي بِقِصَّتِهِ؟ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هَلْ يَأْمُرُكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ قَدْ وَجَبَ، أَوْ بِأَمْرٍ لَمْ يَجِبْ؟ قَالَ: بَلْ بِمَا قَدْ وَجَبَ، قَالَ: فَإِذَا أَمَرَكَ بِقَتْلٍ وَاجِبٍ، أَوْ ضَرْبٍ مُتَعَيِّنٍ فَبَادِرْ إِلَيْهِ، فَإِنَّكَ مَأْجُورٌ فِي ذَلِكَ.
فَمَاتَ فِيهِ وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ ".كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُضْرَبُ عَلَى أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ فَيَأْبَى، وَلَقَدْ كان ُ يَبْكِي، وَقَالَ: أَبْكِي غَمًّا عَلَى وَالِدَتِي! وَعَنْ مُغِيثِ بْنِ بُدَيْلٍ، قَالَ: دَعَا أَبُو جَعْفَرٍ أَبَا حَنِيفَةَ إِلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ، فَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَمَّا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقَالَ: لا أَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ، قَالَ لَهُ: كَذَبْتَ، قَالَ: قَدْ حَكَمَ عَلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنِّي لا أَصْلُحُ، لأَنَّهُ نَسَبَنِي إِلَى الْكَذِبِ، فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلا أَصْلُحُ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَحَبَسَهُ
لَمْ يَقْبَلْ أَبُو حَنِيفَةَ الْعَهْدَ بِالْقَضَاءِ، فَضُرِبَ مِائَةَ سَوْطٍ وَحُبِسَ، وَمَاتَ فِي السِّجْنِ، كَذَا قَالَ، وَقِيلَ: حُمِلَتْ إِلَيْهِ عَشْرَةُ آلافٍ، فَوُضِعَتْ لَهُ فِي الدَّارِ، فَاغْتَمَّ وَلَمْ يَنْطِقْ وَمَكَثَتْ تِلْكَ الْبَدْرَةُ فِي مَكَانِهَا، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ، حَمَلَهَا وَلَدُهُ حَمَّادٌ إِلَى الَّذِي جَاءَ بِهَا وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ، فَقَالَ: هَذِهِ وَدِيعَتُكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ، وَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَاكَ! لَقَدْ شَحَّ عَلَى دِينِهِ إِذْ شَحَّتْ بِهِ أَنْفُسُ أَقْوَامٍ.
رحمك الله ياإمام ضحيت بنفسك في سبيل الله وَيُرْوَى أَنَّ ابْنَ هُبَيْرَةَ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ حَلَفَ أَنَّهُ لا يَتَوَلَّى الْقَضَاءَ، فَقَالَ: يُعَارِضُ يَمِينِي بِيَمِينِهِ؟ ! فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عِشْرِينَ سَوْطًا عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: اذْكُرْ مَقَامَكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ أَذَّلُ مِنْ مَقَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ، فَلا تَهْدِرْ دَمِي فَإِنِّي، أَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَأَوْمَأَ إِلَى الجَّلادِ أَمْسِكْ، فَأَصْبَحَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي السِّجْنِ وَقَدِ انْتَفَخَ رَأْسُهُ وَوَجْهُهُ مِنَ الضَّرْبِ، قِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ "
((
مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه (1 / 27):
إنما يتقبل الله من المتقين 
=============
التضحية إذا كانت لله الله يقبلها ويكافئ عليها فالله عزوجل لا يتقبل إلا من المتقين وانظر إلى حال ابني آدم حين تقربا إلى الله بقربانهما ,فقد قال الله عز(( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)((سورة المائدة ))
أمر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقص على حاسديه ما جرى بسبب الحسد ليتركوه ويؤمنوا بقوله {واتل عَلَيْهِمْ} على أهل الكتاب {نبأ ابني آدم} ومن صلبه هابيل وقابيل أو هما رجلان من بنى إسرائيل {بالحق} نبأ ملتبس بالصدق والصحة موافقاً لما في كتب الأولين أو تلاوة ملتبسة بالصدق والصحة أو واتل عليهم وأنت محق صادق أي قصتهما وحديثهما في ذلك الوقت {إِذْ قَرَّبَا} {قُرْبَاناً} ما يتقرب به إلى الله من نسيكة أو صدقة يقال قرب صدقة وتقرب بها لأن تقرب مطاوع قرب والمعنى إذ قرب كل واحد منهما قربانه دليله {فَتُقُبّلَ مِن أَحَدِهِمَا} قربانه وهو هابيل {وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخر} قربانه وهو قابيل رُوي أنه أوحى الله تعالى إلى آدم أن يزوج كل واحد منهما توأمة الآخر وكانت توأمة قابيل أجمل واسمها إقليما فحسده عليها أخاه وسخط فقال لهما آدم قربا قرباناً فمن أيكما قبل يتزوجها فقبل قربان هابيل بأن نزلت نار فأكلته فازداد قابيل حسداً وسخطاً وتوعده بالقتل وهو قوله {قَالَ لأقْتُلَنَّكَ} أي قال لهابيل {قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ المتقين} وتقديره قال لم تقتلني قال لأن الله قبل قربانك ولم يقبل قرباني فقال إنما يتقبل الله من المتقين .
((
تفسير النسفى 
الخطبة الثانية 
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الحمد لله المحمود على كل حال ، ونعوذ بالله من حال أهل النار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أهل الثناء والمجد ، لا رب لنا سواه ، ولا خالق غيره ، ولا رازق إلا هو ، مستحق للشكر والحمد ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ، صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتفى أثرهم . . أما بعد :
السيدة هاجرونموذج رائع في التضحية 
==================
وها هي السيدة هاجر يتركها سيدنا إبراهيم في الصحراء وهي وولدها الرضيع وكلاهما يمتثل لأمر الله فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،قال قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ المِنْطَقَ ((ما يشد به الوسط.)) مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ، ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ، فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لاَ يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ البَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: رَبِّ {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37]- حَتَّى بَلَغَ - {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37] " وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ المَاءِ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى، أَوْ قَالَ يَتَلَبَّطُ، فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإِنْسَانِ المَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا [ص:143]، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا» فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقَالَتْ صَهٍ - تُرِيدُ نَفْسَهَا -، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ، أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ، حَتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ -، لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا " قَالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا المَلَكُ: لاَ تَخَافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ، يَبْنِي هَذَا الغُلاَمُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَهْلَهُ.((صحيح البخاري ))
السيدة هاجر عليها السلام قالتها كلمه لن يضيعنا الله فمن ترك شيئا لله عوضه الله 
سيدنا إبراهيم ونموذج رائع في التضحية 
======================
وهاهو سيدنا ابراهيم الخليل وهو في فلسطين ذهب إلى ابنه سيدنا اسماعيل الذي تركه في مكة رضيعا بدأ يكبر سيدنا إسماعيل ويسعى مع أبيه سيدنا ابراهيم الخليل ويمشي ويلعب ويتحرك ويعين أباه وكان سيدنا ابراهيم يحب ولده اسماعيل ,فقد جاءه على كبر ولكن حب الله أعظم لذالك قال لولده اسماعيل إن الله عز وجل أمرني أن أذبحك لرؤيا رآها سيدنا ابراهيم تخيل أن الله عز وجل امر نبيه سيدنا ابراهيم أن يذبح ولده الذي انتظره سنين طويلة وفي هذا العمر الذي بدأيلعب فيه ويسعى يقول له إن الله أمرني أن أذبحك يابني فماذا قال الولد البار الممتثل لأمر الله فقد قال الله متحدثا عن ذالك { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) } [الصافات: 102]الله أكبر أي اختبار هذا أي بلاء هذا لم يكن الأمر كلاما بل حقيقة وفعلا ابن يقول اذبحنى كما أمرك الله عز وجل ((فلما أسلما)) أي سلما أمرهما لله عز وجل(( وتله للجبين )) وضع صخرة على الأرض وشحذ السكين أي حد السكين وإسماعيل يقول ياأبت ضع وجهي على الأرض حتي لا تنظر إلى وجهي فترحمني وأخذ سيدنا إبراهيم يأخذ السكين ويريد أن يجره على رقبة ولده إسماعيل إلا أن السكين لم يقطع وإذا بإبنه يقول له ياأبت شد على ويشد سيدنا إبراهيم السكين ليذبح لكن السكين لم يقطع ونجح سينا ابراهيم في الإختبار , وسمع سيدنا ابراهيم صوتا ينادي من قبل السماء فأخذ يقول من الذي يناديني إنه الله فقد قال الله عز وجل {ونَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات: 104 - 107],فنزل كبش من السماء وكان فداء لسيدنا اسماعيل هو أناس ضحوا من أجل الله فكافأهم الله عز وجل 
وأنت إذا أردت أن تضحي فعليك بأن تسأل نفسك ماذا قدمت لدينك هل ضحيت بشيطانك هل ذبحت طبعك السىء 
النبي صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة وبلغ الرسالة وتحمل المشاق من أجل نشر هذا الدين العظيم , فلا بد أن تسير على خطى النبي صلى الله عليه وسلم وتتعلم من معاني الأضحية ثم تضحى
اللهم وفقنا إلى طاعتك 
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا 
الدعاء 

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات