الميثاق الغليظ وضرورة الحفاظ عليه للشيخ فوزي محمد ابوزيد
الحمد
لله ربِّ العالمين، إختارنا وجعلنا خير أُمةٍ أُخرجت للناس أجمعين، نهتدي بهداه، ونعمل
بما أنزله في كتاب الله، ونقتدي بحبيبنا الأعظم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
سبحانه
.. سبحانه، من أطاعه واتبَّع هداه كفاه كل همٍّ في الدنيا وفرَّج عنه كل ملمَّةٍ في
أُخراه، ومن خالف هديه واتبع هواه كانت حياته في الدنيا كلها شِدَّات وملمَّات، فكان
في الدنيا كأنه في جحيمٍ مقيم، وفي الآخرة له عند الله عزَّ وجلَّ - إن لم يتب ويرجع
- عذابٌ من الله عزَّ وجلَّ أليم.
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعلم بنا من أنفسنا، وأرحم بنا من آبائنا وأُمهاتنا،
ومن شدة رحمته تبارك وتعالى بنا لم يترك شيئاً يهمنا في حياتنا إلا وذكر لنا في قرآنه
ما ينبغي فعله، لكي نكون في الدنيا من الأتقياء الأنقياء السُعداء، وفي الآخرة من أهل
الجنة العالية الفيحاء.
وأشهد
أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، جعله الله عزَّ وجلَّ
البيان العملي لقرآنه الكريم الإلهي، فإذا أمرنا الله بأمرٍ في قرآنه وتحيَّرنا في
تنفيذه، نرجع إلى نبيِّنا ونرى أحواله وأفعاله لنقتدي به في تنفيذ أوامر الله، فنفوز
أجمعين بقول الله:
(لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (21الأحزاب).
اللهم
صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا محمد، الذي أَعْلَيْتَ في الدنيا ذِكْرَه، ورفعت فيها
شأنه، وأكملت على يديه تمام دينك، وجعلته في الآخرة في مقامٍ محمود، صاحب الشفاعة العُظمى
يوم لا ينفع والدٍ ولا مولود، ولا جدٌ ولا جدود، إلا الحبيب صاحب المقام المحمود، سيدنا
محمد صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها
ألأحبة جماعة المؤمنين:
نقرأ
أو نستمع في كل يوم عن كوراث لا عدَّ لها ولا حدَّ لها تصيب المسلمين، وننظر إلى سِيَرِ
الأولين فلا نجد هذه الكوارث البتَّة،
ولا
نجد هذه المصائب أبداً.
لماذا؟
لأنهم
عملوا بما أنزل الله، وأطاعوا رسول الله، والله عزَّ وجلَّ. يقول لنا أجمعين في شأن
رسوله الكريم:
(وَإِنْ
تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) (54النور).
في
إطاعة الرسول الهداية للحياة الدنيوية الكريمة، والحياة الأُخروية العظيمة عند الله
عزَّ وجلَّ. وحذَّر الله عزَّ وجلَّ الأمة جميعها من مخالفة رسول الله في أي أمرٍ،
أو عدم اتباعه في أي هديٍ، فقال عزَّ شأنه في إنذارِ شديد إلى الأمة جمعاء:
(فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ) (63النور). وهذا ما نجده في كل حادثة من الحوادث، نأخذ مثالاً واحداً
حتى لا نطيل عليكم:
خرجت
علينا إدارة الإحصاءات ومركز دعم القرار منذ عدة أيام، بأن حالات الطلاق زادت في مصر
عن الحدِّ، حتى أصبح في كل عام لا يقلُّ عن مائتين وستة وأربعين ألف مُطلقة، بمعدل
مطلقة كل ست دقائق. وأصبح عدد المطلقات في مصر لا يقلُّ عن 2,5 مليون، وزادت الإحصائية
فبحثت عن حالات الطلاق، فوجدوا أن 42% منها يتم الطلاق في السنة الأولى من الزواج!!
لماذا؟
لأن
هؤلاء الشباب لم يتعلموا قبل الزواج المنهاج الإلهي في تكوين الأسرة المسلمة وكيفية
التعامل بين الزوجين. كل واحدٍ منهما له رأي ويُصرُّ على رأيه، لكن الذي كان يجمع السابقين
واللاحقين أن الكل كان يُصِّر على رأي الله، وعلى منهج حبيب الله ومصطفاه.
منهج
الله عزَّ وجلَّ رسمه لنا الله في كلمة واحدةٍ جامعة،قالها حضرة الله :
(وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ) (19النساء).
هلاَّ
تعلم شبابنا أن الحياة بين الزوجين ينبغي أن تُؤسَّس على المعاشرة بالمعروف،
والكلمة
الطيبة، والبسمة الصادقة، والمداعبة بين الزوجين - التي أسَّسها الدين، وبينها سيِّد
الأولين والآخرين، الحفاظ على أسرار البيوت - فلا ينبغي عليه أن يذيع سرًّا أفشتْ به
زوجه، ولا ينبغي للزوجة أن تُفشي لكلامٍ أو شيئٍ حدث بينها وبين زوجها، فقد قال صلى
الله عليه وسلَّم:
(إن
من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر
سرها) ( رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
تجد
الزوج في خارج البيت يتعامل مع الناس كأنه ملكٌ من الملائكة، فإذا دخل المنزل كأنه
وحشٌ مفترس، يتعامل مع الناس بالبسمة الدائمة، فإذا دخل المنزل تحولت البسمة إلى تكشيرة.
أما سمعت قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
(خيركم
خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله) (رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها)
يظن
الرجل أن كل الذي عليه أن يوفِّر للمنزل وأهله ما يحتاجون إليه من طعام أو شرابٍ أو
كساءٍ وفقط، ونسي أنهم يحتاجون أكثر إلى الود وإلى الحنان وإلى المحبة وإلى الرحمة
وإلى الشفقة وإلى العطف وإلى اللين وإلى الأخلاق الكريمة، فإن الكلمة الطيبة تفعل ما
لاتفعله الأموال في تغيير النفوس وحبِّها لبعضها.
،
هذه الأمور كلها وضع حدًّا لها ديننا الكريم: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
(19النساء).
قيل:
يا رسول الله دِينَارٌ أَنْفَقْته فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَدِينَارٌ أَنْفَقْته فِي
رَقَبَةٍ , وَدِينَارٌ تَصَدَّقْت بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ , وَدِينَارٌ أَنْفَقْته عَلَى
أَهْلِك , ، ما خيرهم وما أعظمهم أجراً عند الله؟ قال الصادق المصدوق صلى الله عليه
وسلَّم: (أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك) (رَوَاه مُسْلِمٌ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه )، لأن هذا تكليفٌ كلفَّك به ربُّك عزَّ وجلَّ
وفصّل
الله عزَّ وجلَّ هذه الآية وتلك القاعدة القرآنية في منهاجٍ جامع يجب أن يتدبره الشباب
ويعووه، يقول فيه عزَّ وجلَّ:
(وَمِنْ
آَيَاتِهِ) - من آيات الله وعلامة قدرة الله وبديع إبداع صُنع الله:
(أَنْ
خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) - لماذا؟ (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)
كيف
تكون الحياة بين الطرفين؟
(وَجَعَلَ
بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (21الروم).
تٌبني
الحياة بين الزوجين على المودة والرحمة.
كيف
نطبق هذا المنهاج؟
ننظر
إلى الحبيب الأعظم، والمعلم الأكرم، الذي كان أول من خُوطب بكلام الله، وأول من طبَّق
في حياته كلام مولاه، لكي نحتذي حذوه ونهتدي بهُداه.
تزوَّج
السيدة خديجة بنت خُويلد رضي الله عنها وكان سنُّه خمسة وعشرين عاماً، وكان سنَّها
أربعين عاماً، ولكنها كانت نعم السكن. نزل عليه الوحي وذهب إلى بيته يرتجف ويقول:
(دثروني، زملوني – يعني: غطوني - فقالت: ما بك؟ فشكا لها، فقالت: إذا أتى هذا الوحي
إليك فأخبرني، فجاء الأمين جبريل فأخبرها، فقالت: اجلس على رجلي اليُمنى، فجلس، فقالت:
هل تراه؟ فقال: نعم، فقالت: اجلس على رجلي اليُسرى، فجلس، فقالت: هل تراه؟ قال: نعم،
فكشفت شعرها وقالت: هل تراه؟ قال: لا، قالت: إنه وحيٌ من السماء وليس شيطاناً من الشياطين،
طالما لم تره عندما كشفتُ شعري) (سيرة ابن هشام؛ والطبراني؛ وحسنه الهيثمي في مجمع
الزوائد)
إذن
هذا أدب الملائكة الكرام ولو كان شيطاناً ما فعل ذلك.
كان
يُلاقي ما يُلاقي من الشدة في دعوة الله إلى قومه، منهم من يسخر به، ومنهم من يستهزئ
به، ومنهم من يحاول أن يُعرِّض به بأنواعٍ لا نستطيع حصرها ولا ذكرها الآن، وهو صابرٌ
لأنه مُكلفٌ بأن ينفذ دعوة الله جلَّ في عُلاه، لا يرجو من وراء ذلك لا مالاً ولا جاهاً
ولا منصباً ولا دُنيا ـ لا يرجو إلا رضاء مولاه جلَّ في عُلاه. فيعود إلى البيت وعليه
نبرة الحُزن، ويظهر عليه الألم من شدة ما وُوجه به، وهنا تظهر الزوجة التقية ـ لتسكنوا
إليها، تُسكِّن نفسه، فتقول له: (يا بن العم لا تحزن "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ،
وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى
نَوَائِبِ الْحَقِّ)" ( البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها)
أنظر
ماذا تفعل هذه الكلمات في رجلٍ دخل عليها بهذه الملمات؟!!
هذه
مهمة الزوجة الصالحة، تُقابل زوجها عند رجوعه إلى المنزل تُخفف عنه عناء العمل، وتُنزل
من على ظهره
كاهل
المشاكل التي واجهته، وتُعيد رسمة البسمة على وجهه، وتجعله يتذكر أن الله عزَّ وجلَّ
معه، فيرجع إلى الحال الْمُرضي، هكذا كان نساء النبي صلى الله عليه وسلَّم.
وكان
النبي صلى الله عليه وسلَّم يبادل روجاته المشاعر الطيبة، ويعايشهن بعطفٍ وحنان،
كان
يجعل الوقت بين العصر والمغرب لنسائه، فيطوف عليهنَّ جميعاً، يذهب إلى كل واحدةٍ في
بيتها ويجلس معها ويتسامر معها، ويتحادث معها ويتعرف على أحوالها وعلى أخبارها، وهذا
أهم شئٍ تريده المرأة من الرجل تريد أن يبادلها المشاعر، وأن يُشاركها في وجد القلب
وكان
صلى الله عليه وسلَّم يمزح معهن كثيراً، حتى كان صلى الله عليه وسلَّم في بعض الغزوات
يأمر الصحابة أن يسبقوه، ويقول لصاحبة النوبة: هيا نتسابق. فقال لعائشة ذات مرة: هيا
نتسابق، فسبقته، وجاء بعد حينٍ من الدهر وكانت قد إمتلأ جسمها باللحم، فقال لها: هيا
نتسابق في الجري فسبقها، فقال لها: (يا عائشة، هذه بتلك) (مسند الحميدي عن عَائِشَةَ
رضي الله عنها)
حياةٌ
طيبةٌ كريمة، وحياةٌ قيِّمةٌ عظيمة، حتى قالوا: ((لم يضرب رسول الله صلى الله عليه
وسلَّم إمرأةً واحدةً من زوجاته قطّ)). ولم يتفوَّه لواحدةٍ منهن بكلمة تسيئ لها قطّ،
بل كان لا يخرج منه لهن إلا الكلم الطيب، ولا يعاملهن إلا بالمعاملة الطيبة التقية
النقية، والمودة والرحمة قال فيها صلى الله عليه وسلَّم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم
لأهلي) (الترمذي وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها)
قال
صلى الله عليه وسلم : ( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ
بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ) (رواه مسلم
عن جابر رضي الله عنه)
أو
كما قال: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).
الخطبة
الثانية:
الحمد
لله رب العالمين، الذي أكرمنا بهُداه، ووفقنا لاتباع هذا الدين المتين، وجعلنا من عباده
المسلمين.
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجوا الله عزَّ وجلَّ أن يُطلق بها ألستنا
عند خروجنا من هذه الحياة، وأن يثبِّتنا عليها يوم نلقاه، وأن يجعلنا من أهلها أجمعين.
وأشهد
أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولهُ، طَيِّبُ الذكر، صَفِيُّ القلب، المُجمَّل بما ذكره
مولاه وقال عنه في كتاب الله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4القلم).
اللهم
صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطيبين، وصحابته المباركين، وكل من اهتدى بهديه
إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا رب العالمين.
أيها
الأحبة جماعة المؤمنين:
لا
يوجد أحسن من الاختيار الذي أثنى عليه الله فقال
"وَأَنكِحُوا
الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا
فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (32 النور)
أهم
شيء أن يكون صالح والرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"إذَا
خَطَبَ إلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ، فَزَوِّجُوهُ. إلاَّ تَفْعَلُوا
تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وفَسَادٌ عرِيضٌ (الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه)
سأل
رجل سيدنا الحسن قائلاً: جاء لإبنتى فلان وفلان، لمن أزوجها؟،
قال
زوجها لرجل صالح إذا أحبها أكرمها، وإذا كرهها لم يهنها، أو لم يظلمها.
فلا
يوجد أفضل من الرجل الصالح، علامته الحياء، لأن "الحياء من الإيمان"، رجل
مهذب يعرف الله ..لأنه طالما يقوم بحق الله يقوم بحقوق الزوجة إن شاء الله.
فيجب
على المسلم والمسلمة - قبل وبعد الحياة الزوجية - معرفة الحقوق الشرعية لكلاالطرفين،
فتعرف حق الزوج وهو يعرف حق الزوج
إذا
الرجل عرف حق الزوجة في الشريعة الإسلامية، وهي عرفت حق الزوج في الشريعة الإسلامية،
وقاما بذلك لن تحدث مشكلة بينهما أبداً،
ولذلك
أرى أن معظم المشكلات سببها الأول الجهل أو العصبية الجاهلية، ولو رجعنا الى المنهج
السديد والمنهج الرشيد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلَّم والصحابة والتابعون
والعلماء العاملون،.و إذا عرفنا الحقوق ومشينا عليها فلن تقوم مشكلةٌ قط بين الزوجين
أيَّاً كانت.
ولذلك
ينبغي في فترة الخطوبة أن يكون التركيز بين الرجل أو الشاب والفتاة في دراسة هذه الحقوق،
مع الحب الذي يتواصلوه نعرف أيضاً في وقت هذه المحبة ما لها وما عليها، وهو أيضاً يعرف
ما له وما عليه، فندخل الحياة الزوجية ونحن نعرف الحقوق الشرعية فتكون الحياة كما قال
رب البرية سبحنه
وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
"(21 الروم