الإسلام يعلمنا التسامح للشيخ ماهر خضير
بسم الله
الرحمن الرحيم
وقفات
الخطبة .........
الوقفة
الأولى/ السماحة والتسامح مظهران من مظاهر السلام
الوقفة
الثانية / التسامح مبدأ عظيم من مبادئ الاسلام
الوقفة
الثالثة / صور للسماحة والتسامح في الاسلام
....................أما
بعد .............................................
• عباد
الله: كان هناك يهودي يدعى زيد بن سعنة أراد أن يختبر حلم النبى صلى الله عليه وسلم
:
قال زيد
لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت
إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما
قال فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله فذكر قصة إسلافه للنبي صلى الله عليه
وسلم مالا في ثمرة قال فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو في جنازة
مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ وقلت يا محمد ألا تقضيني حقي فوالله ما علمتكم بني
عبدالمطلب لمطل قال فنظر إلى عمر وعيناه يدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم قال يا
عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل ما أرى فوالذي بعثه بالحق
لولا ما أحاذر لومه لصربت بسيفي رأسك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في
سكون وتؤدة وتبسم ثم قال أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء
وتأمره بحسن التباعة اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعا من تمر فأسلم زيد بن
سعية رضي الله عنه وشهد بقية المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي عام تبوك
رحمه الله
عباد
الله التسامح خلق ومظهر إسلامي أصيل ومعناه كما ذكره الجُرجاني - رحمه الله - (بذلُ
ما لا يجب تفضُّلاً), أو ما ذكره ابن الأثير - رحمه الله - (الجُود عن كرمٍ وسخاء)
إعلموا
أنَّ خلق السماحة والتسامح هو أصل أصيل في هذا الدِّين, وركن ركين, جاء به ابتداءً,
ودعا إليه, وحثَّ عليه, بل ومارَسَه وطبَّقه واقعاً عمليًّا.حيث ربط النبيُّ صلى الله
عليه وسلم بين السماحة وبين أصل الدِّين الإسلامي
من ذلك
ما جاء عن ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم: أي الأَدْيَانِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قال: (الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)
عباد
الله السماحة هي طيب في النفس عن كرم وسخاء، وهي انشراح في الصدر عن تقى ونقاء، وهي
لين في الجانب عن سهولة ويسر، وهي بشاشة في الوجه عن طلاقة وبشر، هي ذلة على المؤمنين
دون ضعف ومهانة، وهي صدق في التعامل دون غبن وخيانة، هي تيسير في الدعوة إلى الله دون
مجاملة ومداهنة، وهي انقياد لدين الله دون تشدد ورهبنة.
ولئن
تشَدَّق الغرب بقولهم وبهتانهم عن انتشار حضارتنا بحدِّ السيف! فإنَّنا نردُّ عليهم
بقولنا: إنَّ السماحة والتسامح كانتا هما السبب الحقيقي لنشر هذا الدِّين, والذي تم
دخول الناس تحت لوائه بفضلهما, وبنظرة فاحصةٍ مُتأنِّية إلى خريطة العالَم التي شملها
الفتح الإسلامي, فمع اتِّساعها وامتدادها شرقاً وغرباً إلاَّ أنَّ الملاحظ عليها والثابت
تاريخياً قلَّة أعداد القتلى في هذه المعارك, فحربٌ واحدة من الحروب الدِّينية الطائفية
التي شهدتها أوروبا في العصور الوسطى تفوق في عدد قتلاها عددَ القتلى في الفتوح الإسلامية
مُجِتَمِعة, وهذا مرجعه إلى ما جاء به الدِّين الإسلامي من السماحة والتسامح.
ومن ثَمَّ,
فإنَّ السماحة والتسامح يُعدُّ في الرسالة المحمدية منحةً إلهيةً رفَعَ اللهُ بها شأنَ
هذه الرسالة الخالدة, وسِمَةً بارزة من سماتها, بل هو سلوكٌ حضاري إسلامي, يحفظ للأمة
المحمدية توازنها, واعتدالها وخيرِيَّتها, وقد جسَّده النبي صلى الله عليه وسلم في
أقواله وأفعاله, مع أصحابه, والمشركين, واليهود والنصارى, وعموم أعدائه, فكان تعامله
صلى الله عليه وسلم مع البشرية جمعاء مثلاً يُضرب في العفو والصفح والإحسان والعدل
والسماحة والتسامح؛ لذا اكتسبت رسالته صفة القبول والمحبة لدى الناس الذين لمسوا منه
هذه الأخلاق الرفيعة
وانظر
رعاك الله فلقد دعا الإسلام إلى التعاون بين الناس جميعا ، فوجه الدعوة إلى المسلمين
الخاصة وإلى سائر الناس عامة قال تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ }
وانظر
رعاك الله لقد أرشد الإسلام إلى أن الاختلاف بين أهل الأديان لا يمنع من حسن التعامل
معهم وتبادل المنافع المادية بينهم قال تعالى {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ
وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ
مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ
وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ
فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
• وأيضا
ً تأمل عبد الله هذا نبينا يتعامل مع أهل الكتاب : فعَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَىَ مِنْ يَهُودِيّ طَعاماً إِلىَ أَجلٍ، وَرَهَنَهُ
درْعاً لَهُ مِنْ حَدِيدٍ.
• لما
قدم الرسول المدينة غرس فيها بذور التسامح بين المسلمين وغيرهم
فأقام معاهدة مع اليهود تنص على السماحة والعفو والتعاون على الخير والمصلحة المشتركة
وحافظ الرسول على هذا الميثاق – ميثاق التعايش السلمي – لكن اليهود
سران ما نقضوه .
• ولما
جاء وفد نصارى نجران أنزلهم الرسول في المسجد ولما حان وقت صلاتهم تركهم يصلون في المسجد فكانوا يصلون في جانب
منه ، ولما حاوروا الرسول حاورهم بسعة صدر ورحابة فكر وجادلهم بالتي هي أحسن
ومع أنه أقام الحجة عليهم إلا ،ه لم يكرههم على الدخول في الإسلام بل ترك لهم الحرية
في الاختيار ، وقد أسلم بعضهم بعدما رجعوا إلى نجران .
عباد
الله لو اردنا ان نتجول في بستان سيرة وشمائل المصطفى لنلتقط صور سماحته لضاق بنا الوقت
ولما استطعنا فدعونا نعرض صورا من تلك الصور والمشاهد الجليلة وأيضا صورا للصحابة الكرام
ليتضح المعنى
أبواب
السماحة ومسالكها في ديننا حثاً لنا على ثمثلها، ومنها:
• أولاً
: في البيع والشراء والقضاء:
قال صلى
الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى يحب سمح البيع، سمح الشراء سمح القضاء)) رواه الترمذي
وهو في صحيح الجامع.
• ثانياً
: السماحة في الدَّيْنِ والاقتضاء:
قال صلى
الله عليه وسلم : (( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)) رواه البخاري.
وكم نحن بحاجة إلى السماحة في طلب الدَّيْنِ وإنظار المعسرين، والتجاوز عن المعوزين،
حتى تدركنا رحمة الله برحمة خلقه.
• ثالثاً
: السماحة في قضاء حوائج الناس:
لابدَّ
أن نلين لإخواننا، ونسعى لقضاء حوائجهم في تواضع وسماحة، عن أنس فيما رواه البخاري تعليقاً قال : ((إن كانت الأَمَة من إماء المدينة لتأخذ
بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت فيمضي معها حتى يقضي حاجتها )).
• رابعاً
:: السماحة في تحمل الأذى:
إن الفظاظة
ليست من ديننا قال تعالى : } ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك{ ، وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (( المؤمنون هينون لينون …)) السلسلة الصحيحة ، فحري بنا
أن نتحمل جهل الجاهل، وفورة الغاضب، وحري بنا أن يغلب علينا خلق العفوِ والصفحِ والسماحة
واللينِ .
وقد روى
أبو نعيم الحافظ عن علي بن الحسين قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: "أيكم
أهل الفضل؟"، فيقوم ناس من الناس، فيقال: "انطلقوا إلى الجنة"، فتتلقاهم
الملائكة: "إلى أين؟"، فيقولون: "إلى الجنة"، قالوا: "قبل
الحساب؟"، قالوا: "نعم"، قالوا: "من أنتم؟"، قالوا:
"نحن أهل الفضل"، قالوا: "وما كان فضلكم؟"، قالوا: "إذا جهل
علينا حلمنا، و إذا ظلمنا صبرنا، و إذا سيء إلينا عفونا"، فيقال لهم: "ادخلوا
الجنة فنعم أجر العاملين". و من حديث أنس أنه صلى الله عليه و سلم قال: «إذا وقف
العباد يوم القيامة، نادى منادٍ ليقم من كان أجره على الله فليدخل الجنة، فى يقوم إلا
من عفا».
عباد
الله، ما أحوجنا إلى الخلق الجليل في زمن بلغ فيه البغض غايته، ورفع فيه الحسد رايته،
ما أحوجنا إلى السهولة واليسر، والسماحة والتجاوز، حتى نعيش في هذه الدنيا بهناء، ونكون
يوم القيامة سعداء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان سهلاً ليناً هيناً
حرمه الله على النار)) صحيح الجامع ، وقال : ((ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً،
على كل لين قريب سهل)).
• ومن
مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه وسلم حينما هم أعرابي بقتله حين رآه نائما
تحت ظل شجرة وقد علق سيفه عليه فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه غزا مع النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد فلما قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت سمرة فعلق بها سيفه، ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال: إن هذا اخترط علي
سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال: من يمنعك مني؟ قلت: اللَّه ثلاثا ، ولم
يعاقبه وجلس. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
• ومن
النماذج الدالة على سماحة الصحابة رضي الله عنهم:
• ما
رواه الإمام الترمذي في السنن عن مُجاهدٍ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرو ذُبحتْ لهُ شاةٌ
في أهلهِ فلمَّا جاءَ قال أهديتُمْ لجارنَا اليهوديِّ؟ أهديتُمْ لجارنا اليهوديِّ؟
سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يقول: (ما زالَ جبريلُ يُوصِيني
بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) .
• وحين
مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ من أهل الذمة يقف على الأبواب يسأل
الناس قال : ما أنصفناك أن كنا أخذنا المال في شبيبتك وضيعناك في شيبك ثم أجرى عليه
من بيت مال المسلمين ما يصلحه
• وحين
اشتكت إليه امرأة قبطية من عمرو بن العاص الذي ضم بيتها إلى المسجد أرسل إليه عمرو
وسأله عن ذلك فقال إن المسجد ضاق بالمسلمين ولم أجد بدا من ضم البيوت المحيطة بالمسجد
وعرضت على هذه المرأة ثمنا باهظا فأبت أن تأخذه فادخرته لها في بيت المال وانتزعت ملكيتها
مراعاة للمصلحة العامة لكن الفاروق عمر أمره بأن يهدم هذا الجزء الذي للمسجد ويعيد
بناءه كما كان لصاحبته .
وهذا
خالد بن الوليد رضي الله عنه يصالح أهل الحيرة ويكتب في كتاب الصالح " وجعلت لهم
أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون
عليه طرت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين " .
• ومن
الصفحات المضيئة في تاريخنا الإسلامي ما ورد أن الصحابة لما دخلوا حمص وفرضوا على أهلها الجزية فجاءهم أمر من أبي عبيدة بن الجراح
بمغادرة حمص للانضمام إلى جيش المسلمين حيث مواجهة الروم في اليرموك أعادوا إلى أهل
حمص ما أخذوه ؛ وقالوا إنا أخذناه في مقابل الدفاع عنكم أم وقد خرجنا فقد أصبحنا غير
قادرين على حمايتكم فلزم رد ما أخذناه منكم فعجب لذلك أهل حمص أشد العجب وتمنوا لهم
النصر على عدوهم .
عباد
الله ادعوا الله يستجب لكم واستغفروه يغفر لكم
الخطبة
الثانية أما بعد
عباد
الله تلك كانت صوراً من سماحة الإسلام في واقعها العملى والتي جعلت أعداءه يقفون تحية
اجلال وتقدير لهذا الدين فهذا غوستاف لوبون في " مجلة التمدن الإسلامي"
:يقول : " إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وبين روح التسامح
نحو أتباع الأديان الأخرى وإنهم مع حملهم السيف فقد تركوا الناس أحرارا في تمسكهم بدينهم
الشاعر
غوته يقول عن ملامح هذا التسامح في كتابه (أخلاق المسلمين): "للحق أقول : إن تسامح
المسلم ليس من ضعف ، ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه بدينه ، وتمسكه بعقيدته
شاعر
فرنسا (لامارتين) : "الإسلام هو الدين الوحيد الذي استطاع أن يفي بمطالب البدن
والروح معاً ، دون أن يُعرِّض المسلم لأن يعيش في تأنيب الضمير … وهو الدين الوحيد
الذي تخلو عباداته من الصور ، وهو أعلى ما وهبه الخالق لبني البشر "
ورحم
الله من قال هو الاسلام
لو التفتتْ
إليهِ قلوبُ قَومِي *** لما أزرَى بأقصانا اللئَامُ
ولا عانَى
من البَاغِي عِرَاق *** ولا عانتْ من الباغي شآمُ
ولا لعبتْ
بِنَا رومُ وفُرْسٌ *** ولا أزرَى بعروتنا انفصَامُ
ولا انقطعتْ
حِبَالُ القُدسِ عنَّا *** ولا ضاعتْ ولا انفلَتَ الزِّمَامُ
هو الإسلامُ
فيضٌ من يَقينِ *** تطيبُ بهِ النفُوسُ ولا تُضَامُ
له في
الهند تاريخ عظيم *** وفي السند البطولات الجسامُ
وفي أفريقيا
السوداء هَديٌ *** وإيمان به يُمحى الأثامُ
له في
تركيا أسوارُ مجدٍ *** تَهاوى دُونَ عزّتِها الطَّغامُ
هو الإسلامُ،
يمنحنَا كُنوزَاً *** من التقوى إذا كثر الحُطام
جميل
أن نمد له جسورًا *** وأن يأوي لدوحته الحَمامُ
فهذا
ديننا فجرٌ مبينٌ *** وهذي عندنا الهِمَمُ العِظَامُ
وهذا
عندنا “حرم عظيم” *** و”كعبتنا” و”زمزم” و”المقامُ
هو الأفقُ
الفسيحُ فلا انطواءٌ *** يحاصِرُ مشرِقَيْهِ ولا انهزامُ
هو الإسلامُ
منهجهُ سلامٌ *** على الدنيا، ومنْطِقُهُ سلامُ
عباد
الله ختاما نقول بحول الله
لقد جاءت
السنة القولية والعملية لِتؤكِّد على هذا الخُلُق وتلك الفضيلة, والتي تتَّضح عظمتُها
في كونها من الأخلاق العامة التي يندرج تحتها عدَّة أخلاق, منها: العدل والرأفة والرحمة
والإحسان والجود والكرم والسخاء وضبطُ النفسِ والتحكُّمُ فيها, إذْ لا يستطيع أحدٌ
أنْ يُمارس السماحة والتسامح إلاَّ إذا امتلك هذه الأخلاقَ مجتمعة, ومن هنا تظهر عظمة
هذا الخُلُق.
وانتبه
السماحة لا تعني الخور والضعف، ولا المهانة والاستكانة كما يظن بعض الناس، كلا، بل
هي خلق عال ينبئ عن صفاء في القلوب، ووثوق بالنفس، وصدق في التعامل فيجب علينا أن نعرض
ديننا في صورة أخلاق رائعة حقيقة لاوهمية، لانغش، لانخلف، بل نحسن ونعين المحتاج، نكسو
العاري، نطعم الجائع، ندعو، نبين
الدعاء
......................... وأقم الصلاة