التسامح في الإسلام للشيخ أحمد محمد أبو اسلام
عناصر
الخطبة
1) نهى
الإسلام عن كل عنف
2) النبي
صلى الله عليه وسلم لم يكن يرد الإساءة
3) نماذج
من المتسامحين
4) لا
بد من نشر المحبة في المجتمع
الخطبة
الأولى
=========
الحمد
لله جعل الدنيا دار ممر والآخرة دار المقر. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له على رغم أنف من جحد به وكفر. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المبعوث
إلى جميع البشر. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته الذين
جاهدوا في سبيل الله فما وهن عزمهم عن الجهاد وما فتر.
أما بعد:
نهى الإسلام
عن كال عنف
===============
نهى الإسلام
عن كل عنف أو ظلم سواء صغيراً أو كبيراً فقد ورد في المعجم الأوسط عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ضَرَبَ سَوْطًا
ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»بل ونهى الإسلام عن حتى أقل العنف نهى
العنف بالإشارة أوالقول بل أمر بالرفق واللين حتى مع المسىء الذى أساء إليك فقد قال
الله عز وجل : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَمَنْ
يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا
رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى: 44] يَقُولُ
تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَمَنْ صَبَرَ عَلَى إِسَاءَةٍ إِلَيْهِ، وَغَفَرَ لِلْمُسِيءِ
إِلَيْهِ جُرْمَهُ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَنْتَصِرْ مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى الِانْتِصَارِ
مِنْهُ قَادِرٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَجَزِيلِ ثَوَابِهِ {إِنَّ ذَلِكَ لَمَنْ
عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43] يَقُولُ: إِنَّ صَبْرَهُ ذَلِكَ وَغُفْرَانَهُ ذَنْبَ
الْمُسِيءِ إِلَيْهِ، لَمَنْ عَزْمِ الْأُمُورِ الَّتِي نَدَبَ إِلَيْهَا عِبَادَهُ،
وَعَزَمَ عَلَيْهِمُ الْعَمَلَ بِهِ [تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن
]
النبي
صلى الله عليه وسلم لم يكن يرد الإساءة
========================
عدم رد
الإساءة شيء أوصى به رسول الله صلى الله عليه فقد نهى رسول الله عن العنف اللفظي مع
الآخرين وكان يغرس ذالك في صحابته فقد غرسه في صاحبه وصديق هذه الأمة سيدنا أبو بكر
,فقد ورد في مسند أحمد عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ،
فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ
عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ، قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ
مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ،
فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ "
ثُمَّ
قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ
بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا أَعَزَّ اللهُ بِهَا
نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ، يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ
اللهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً،
إِلَّا زَادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّةً " , وكان سيدنا النبى يعلم
الناس عفة اللسان وعدم العنف بالقول أو اليد وكان سيدنا رسول الله قدوتهم في ذالك وفي
أموره كلها فهو خير قدوة صلى الله عليه وسلم فقد ورد في صحيح البخاري عَنِ الأَعْمَشِ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ:
إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَغَضِبَ حَتَّى رَأَيْتُ الغَضَبَ
فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهَ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ
هَذَا فَصَبَرَ ",وهناك مواقف أخرى تدل سماحة النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد
في صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ
الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ
إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ
بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ
اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ «أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ»
أحبتي
في الله النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب أروع الأمثلة في كظم الغيظ فقد فسر الشيخ
الشعراوي قوله تعالى {والكاظمين الغيظ} وقال إن المعركة - معركة أُحد - ستعطينا هذه
الصورة [كظم الغيظ ] فحمزة وهو سيد الشهداء وعم سيدنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ يُقتل. وليته يُقتل فقط ولكنه مُثِّل به، وأُخِذ بضع منه وهو الكبد فلاكته
«هند» ، وهذا أمر أكثر من القتل. وهذه معناها دنيء.,وحينما جاء لرسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خبر مقتل حمزة وقالوا له: إن «هنداً» أخذت كبده ومضغتها ثم لفظتها،
إذ جعلها الله عَصِيَّة عليها، قال: «ما كان الله ليعذب بعضاً من حمزة في النار» كأنها
ستذهب إلى النار، ولو أكلتها لتمثلت في جسمها خلايا، وعندما تدخل النار فكأن بعضاً
من حمزة دخل النار، فلا بد أن ربها يجعل نفسها تجيش وتتهيأ للقيء وتلفظ تلك البضعة
التي لاكتها من كبد سيد الشهداء.
وقد شبه
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هذه الحادثة بأنها أفظع ما لقي. إنها مقتل
حمزة فقال: «لئن أظفرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم»
.
وهنا
جاء كظم الغيظ ليأخذ ذروة الحدث وقمته عند رسول الله في واحد من أحب البشر إليه وفي
أكبر حادث أغضبه، وينزل قول الحق: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ
بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} [النحل: 126]
كي نعرف
أن ربنا - جل جلاله - لا ينفعل لأحد؛ لأن الانفعال من الأغيار، وهذا رسوله فأنزل -
سبحانه - عليه: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}
فالنبي
صاحب الأخلاق العظيمة لم يربه أحد من البشر وإنما الذي رباه هورب البشر فلم يكن من
طبعه الغلظة ولكن من طبعه الرفق في أموره كلها , فقد ورد في صحيح البخاري عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ:
فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ
مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ
قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ "
النبي
صلى الله عليه وسلم لم يكن شتاماً ولا لعاناً وكان يعلم امته التسامح فقد ورد في سنن
الترمذي في الحديث الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا
الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ» وينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الريح فقد ورد في
سنن الترمذي في الحديث الصحيح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا لَعَنَ الرِّيحَ
عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَا تَلْعَنِ الرِّيحَ
فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ
اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ»
الخطبة
الثانية
========
الحمد
لله الكريم الودود. المعروف بالكرم والجود. المحيط علمه بالحد والمحدود. أحمده سبحانه
وهو الرب المعبود. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من
هول اليوم الموعود. وتدخله جنات تجري أنهارها بغير أخدود. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والمقام المحمود. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
ما أضاءت البروق وسبحت الرعود. وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد
نماذج
من المتسامحين
=============
سيدنا
عمر وعدم الإساءة مع الآخرين
====================
وهاهو
سيدنا عمر بن الخطاب لا يعاقب المسىء ولا يتطاول على من أساء إليه حتى لو بالكلام لأنه
كان وقافاً عند حدود الله فقد ورد في صحيح البخاري عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، فَنَزَلَ عَلَى
ابْنِ أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ
يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ،
كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي،
هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَتَسْتَأْذِنَ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ
لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ لِعُيَيْنَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ،
قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ، وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا
بِالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ، حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ، فَقَالَ الحُرُّ: يَا
أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف:
199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، «فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ
تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ»
سيدنا
زين العابدين على بن الحسين
===================
وهاهو
سيدنا زين العابدين على بن الحسين حفيد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثلة
في كظم الغيظ وعدم الإساءة للآخرين فقد ورد في شعب الإيمان عن عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: جَعَلَتْ جَارِيَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
تَسْكَبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَتَهَيَّأَ لِلصَّلَاةِ فَسَقَطَ الْإِبْرِيقُ مِنْ يَدِ
الْجَارِيَةِ عَلَى وَجْهِهِ فَشَجَّهُ، فَرَفَعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَأْسَهُ
إِلَيْهَا، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ} [آل عمران: 134]، فَقَالَ لَهَا: " قَدْ كَظَمْتُ غَيْظِي "،
قَالَتْ: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]، فَقَالَ لَهَا: " قَدْ
عَفَا اللهُ عَنْكِ "، قَالَتْ: {وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:
134]، قَالَ: " اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ "
سيدنا
عمر بن عبد العزيز
=============
وهاهو
سيدنا عمر بن عبد العزيز رغم أنه حاكم المسلمين إلا أنه يملك نفسه من الغضب مع أحد
رعيته فقد ورد في كتاب [مشيخة الآبنوسي ]أنه قد قام قام رجل إلى عمر بن عبد العزيز
وقد ولي الخلافة فكلمه بكلام أحفظه وأغضبه حتى هم به عمر ثم إنه أمسك نفسه وقال للرجل
أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً قم عافاك
الله لا حاجة لنا في مقاولتك.
عدي بن
حاتم
=======
وهاهو
عدي بن حاتم قد شتمه رجل وهو ساكت، فلمّا فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شيء فقل
قبل أن يأتي شباب الحيّ، فإنّهم إن سمعوك تقول هذا لسيّدهم لم يرضوا)
وهب بن
منبه
========
وهاهو
وهب بن منبه قد جاءه غلامه وكسر رجل شاة كان يملكها أبو ذر فقال له: من كسر رجل هذه؟قال:
أنا فعلته عمدا لأغيظك فتضربني فتأثم. فقال:لأغيظنّ من حرّضك على غيظي، فأعتقه) *
وهاهوأيضاً
وهب بن منبه - رحمه الله تعالى يقول له رجل -: «إنّ فلانا شتمك، فقال: ما وجد الشّيطان
بريدا غيرك!» )[ نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم ]
عطاء
بن أبي رباح
===========
فهاهو
عطاء بن أبي رباح قد جاءه رَجُلٌ وكان قد جاء مِنَ الْحَجَّاجِ إِلَى مَسْجِدِ مَكَّةَ
فَنَامَ فَكَشَفَتِ الرِّيحُ الثَّوْبَ عَنْ بَطْنِهِ فَظَهَرَتْ مَنْطِقَتُهُ فَمَرَّ
بِهِ أَصْحَابُهُ فَخَافُوا عَلَيْهِ فَنَزَعُوهَا عَنْهُ فانتبه الرجل فَإِذا مَنْطِقَتِهِ
قَدْ حُلَّتْ فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمالا فَلَمْ يَرَ إِلا عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ
قَائِمًا يُصَلِّي فَسَار إِلَيْهِ فَأخذ بتلابييه وَضَيَّقَ عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ
يَا عَدُوَّ اللَّهِ فَعَلْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي فَلَمَّا رَهِقْتُكَ قُمْتَ تُصَلِّي
فَقَالَ لَهُ مَا بَالُكَ يَا هَذَا قَالَ منطقتي حللتها قَالَ وَكم فِيهَا قَالَ مِائَتي
دِينَارٍ قَالَ لَهُ فَسَمِعَ بِهَذَا غَيْرُكَ قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ مَعِي حَتَّى
أُعْطِيَكَ مَا ذَهَبَ لَكَ قَالَ فَذَهَبَ مَعَهُ فَعَدَّ لَهُ مِائَتَيْ دِينَارٍ
فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَر فَقَالُوا لَهُ ظَلَمْتَ وَاللَّهِ
الرَّجُلَ كَانَ مِنْ قِصَّتِنَا كَيْتَ وَكَيْتَ ثُمَّ حَلَلْنَاهَا عَنْكَ خَوْفًا
عَلْيَها وَهَا هِيَ هَذِهِ فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ يَقِفُوا الرَّجُلَ حَتَّى وَقَفُوا
عَلَيْهِ فَسَأَلُوا عَنْهُ فَقِيلَ لَهُمْ هُوَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فَقِيهُ
أَهْلِ مَكَّةَ وَسَيِّدُهُمْ فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ وَسَأَلُوهُ أَنْ يَجْعَلَهُ
فِي حِلٍّ وَيَقْبَلَ الدَّنَانِيرَ فَقَالَ لَهُمْ هَيْهَاتَ مَا كَانَتْ بِالَّتِي
تَرْجِعُ إِلَيَّ اذْهَبْ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ وَهِيَ لَكَ
عبد الله
بن مسعود
==========
وهاهو
ابن مسعود كما ورد في موسوعة نضرة النعيم أنه جلس في السّوق يبتاع طعاما فابتاع، ثمّ
طلب الدّراهم وكانت في عمامته فوجدها قد حلّت، فقال: لقد جلست وإنّها لمعي، فجعلوا
يدعون على من أخذها ويقولون: اللهمّ اقطع يد السّارق الّذي أخذها، اللهمّ افعل به كذا،
فقال عبد الله: «اللهمّ إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها، وإن كان حمله على
أخذها جرأة على الذّنب فاجعله آخر ذنوبه»
لا بد
من نشر المحبة والتسامح في المجتمع
========================
لا بد
وأن ننشر المحبة والعفو والتسامح وعدم التطاول على بعضنا البعض بأي من الأشكال وأن
نتعاون فيما بيننا لنغرس المحبة بيننا لكي يرضى عنا ربنا فيدخلنا جنته مع الأبرار فقد
ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله
وسلم -: «أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ
عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: «أَيْنَ تُرِيدُ؟»
قَالَ:
«أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ».
قَالَ:
«هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟»
قَالَ:
«لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ - عز وجل -».
قَالَ:
«فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ
فِيهِ».
(رواه
مسلم) وانظروا إلى رجل آخر دفع عن الناس الأذى فغفر الله , فقد ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
- رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «بَيْنَمَا
رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ
الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»
(رواه
البخاري ومسلم).
من عبر
القصة:1 - فَضْلُ إِمَاطَة الْأَذَى عَنْ الطَّرِيق، وَهُوَ كُلّ مُؤْذٍ، وَهَذِهِ
الْإِمَاطَة أَدْنَى شُعَب الْإِيمَان.
وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ:
«لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ
ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ». (رواه مسلم).
يَتَقَلَّب
فِي الْجَنَّة: يَتَنَعَّم فِي الْجَنَّة.[ دروس وعبر من صحيح القصص النبوي (1 /
36):]
أحبتي
في الله هذا هو الإسلام دين يدعوا إلى التسامح والعفو ودفع الأذي ولا يأمر أبداً بالسباب
واللعان والعنف والإرهاب
اللهم
ردنا إلى ديننا رداً جميلاً واحفظ مصر من كيد الكائدين وعبث العابثيين واحفظ مصر وأهلها
وجيشها وشرطتها ورئيسها اللهم امين وسائر بلاد المسلمين
الدعاء