الترغيب في محاسبة النفس للشيخ بركات سيد احمد محمد






الحمد لله، الحمد لله الذي يقبلُ التوبةَ عن عبادِه ويعفُو عن السيِّئات، وسِع كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا ضاعفَ بفضلِه الحسنات، ورفعَ لأصحابِها الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض والسماوات، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه أيَّده الله بنصرِه وبالمُعجِزات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه السابِقين إلى الخيرات.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى بالتقرُّب إليه بما يُرضِيه، والابتِعاد عما يُغضِبُه ويُؤذِيه؛ فقد أفلحَ وفازَ من اتَّقى، وخابَ وخسِرَ من اتَّبعَ الهوَى.
عباد الله:
اعلموا أن فلاحَ الإنسان وسعادتَه في التحكُّم في نفسِه، ومُحاسبتها ومُراقبتها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في الأقوال والأفعال. فمن حاسَبَ نفسَه وتحكَّم في أقواله وأفعاله، وخطَرَاته بما يحبُّ الله ويرضَى فقد فازَ فوزًا عظيمًا.
قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات: 40، 41]، وقال تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن: 46]،
وقال – عز وجل -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر: 18]، وقال – عز وجل -: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف: 201]، وقال تعالى: وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [القيامة: 2].
قال المُفسِّرون: “أقسمَ الله بالنفس التي تلومُ على التقصيرِ في الواجِبات، وتلومُ على اقتِرافِ بعضِ المُحرَّمات، فتلومُ كثيرًا حتى يستقيمَ أمرُها”.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت»؛ رواه البخاري ومسلم.
وهذا لا يكونُ إلا بمُحاسَبَة النفس.
وعن شدَّاد بن أوسٍ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «الكيِّسُ من دانَ نفسَه وعمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ من أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على الله»؛ حديثٌ حسن.
وقال عُمرُ بن الخطَّاب – رضي الله عنه -: “حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا، وتأهَّبُوا للعرضِ الأكبر”.
وقال ميمونُ بن مِهران: “المُتَّقي أشدُّ مُحاسبةً لنفسِه من الشريكِ الشَّحيحِ لشريكِه”.
وقال ابن مسعودٍ – رضي الله عنه -: “إن المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أن يقعَ عليه، وإن الفاجِرَ يرَى ذنوبَه كذُبابٍ طارَ على أنفِه فقال به هكذا – أي: أطارَه بكفِّه -“؛ رواه البخاري.
والمؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسن الأحوال؛ فيُحاسِبُ نفسَه على الأفعال، فيُجاهِدُها في العبادات والطاعات ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاص، نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداع والرياء، والعُجب بالعمل، مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة.
ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي – صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزام بدوام العمل، واستِمراره بلا رِدَّةٍ ولا انقِطاع، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69]،
وقال تعالى: وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [العنكبوت: 6]، وقال – عز وجل -: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر: 2، 3]، وقال – عز وجل -: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 31].
وعن سُفيان الثوريِّ قال: “ما عالَجتُ شيئًا أشدَّ عليَّ من نيَّتي؛ لأنها تتقلَّبُ عليَّ”.
وقال الفضلُ بن زياد: سألتُ الإمام أحمد عن النيَّة في العمل، قلتُ: كيف النيَّة؟ قال:”يُعالِجُ نفسَه إذا أرادَ عملاً، لا يُريد به الناس”.
وعن شدَّاد بن أوسٍ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من صلَّى يُرائِي فقد أشرَكَ، ومن صامَ يُرائِي فقد أشرَكَ، ومن تصدَّقَ يُرائِي فقد أشرَكَ»؛ رواه أحمد في “المسند”، والحاكم، والطبراني في “الكبير”.
ويُحاسِبُ نفسَه في نُطقِه وكلامِه، فلا يُطلِق لِسانَه بالكلام بالباطِل والمُحرَّم من الألفاظِ، وليتذكَّر أنه قد وُكِّل به ملَكَان يكتُبان كلَّ ما نطَقَ به لِسانُه، وكلَّ ما عمِلَ من عملٍ، فيُثابُ على ذلك أو يُعاقَب، قال الله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار: 10- 12]، وقال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18].
عن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – قال: “يكتُبُ كل ما تكلَّم به من خيرٍ وشرٍّ، حتى إنه ليكتُبُ قولَه: أكلتُ، شرِبتُ، ذهبتُ، جئتُ، رأيتُ”.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمة من رِضوان لا يُلقِي لها بالاً يرفعُه الله بها درجات، وإن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة من سخَط الله لا يُلقِي لها بالاً يهوِي بها في جهنم»؛ رواه البخاري.
وقال ابن مسعودٍ: “والله الذي لا إله إلا هو؛ ما على الأرض أحقُّ بطُولِ سجنٍ من اللِّسان”.
وكان أبو بكرٍ – رضي الله عنه – يأخُذُ بلِسانِه ويقول: “هذا الذي أورَدَني الموارِد”.
كما يجبُ على المُسلم أيضًا أن يُحاسِبَ نفسَه ويُجاهِدَها في الخطَرَات والوارِدات على القلب، والوساوِس؛ فإن مبدأَ الخير والشرِّ من خطَرَات القلوب ووارِداتها، فإن تحكَّم المُسلمُ في الوارِدات على قلبِه، ففرِحَ بوارِدات الخير واطمأنَّ لها ونفَّذَها أفلحَ وفازَ، وإن طرَدَ وساوِسَ الشيطان ووارِداته واستعاذَ بالله من وساوِسه نجا وسلِم من المُنكرات والمعاصِي.
وإن غفِلَ عن وساوِسه وتقبَّلَها أوردَه المُحرَّمات، قال الله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت: 36].
وأمرَ الله بالاستِعاذة في سُورة الناس وسور الفلق من هذا العدوِّ المُبين. قال ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -: “إن الشيطانَ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدم، فإذا سهَا وغفِلَ وسوَس، فإذا ذكرَ اللهَ خنَس”.
وعن أنسٍ – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطانَ واضِعٌ خَطمَه على قلبِ ابنِ آدم، فإن ذكرَ اللهَ خنَس – أي: تأخَّر وذهب -، وإن نسِيَ التَقَمَ قلبَه، فذلك الوسواس الخنَّاس»؛ رواه أبو يعلَى الموصِلي.
فالحِفظُ من الذنوبِ برصدِ وساوِس الشيطان أولاً، والاحتِراس من نزَغَاته ووساوِسِه، قال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام: 151].
وعدمُ القُرب منها بمُحاسَبَة النفسِ عند أول أسبابِها؛ فمن حاسَبَ نفسَه وجاهَدَها كثُرَت حسناتُه، وقلَّت سيئاتُه، وخرجَ من الدنيا حميدًا، وبُعِثَ سعيدًا، وكان مع النبي – عليه الصلاة والسلام – الذي أُرسِلَ شهيدًا. ومن اتَّبعَ هواه، وأعرضَ عن القرآن، وارتكَبَ ما تشتَهِيه نفسُه، واستلَذَّ الشهوات، وقارَفَ الكبائِرَ، وأعطَى الشيطانَ قِيادَه أوردَه كل إثمٍ عظيم، وخلُدَ معه في العذابِ الأليم.
قال الله تعالى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28].

عباد الله:
إن القلبَ الحيَّ هو الذي تسُرُّه حسنتُه، وتسوؤُه سيِّئتُه، والقلب الميِّت هو الذي لا يتألَّمُ بالمعصِية، ولا يُحِسُّ بها، ولا يفرَحُ بحسنةٍ ولا طاعة، ولا يشعُرُ بالعُقوبات على الذنوب، فتغُرُّه الصحةُ وإقبالُ الدنيا عليه. وقد يظُنُّ النِّعمَ كرامةً له، قال الله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: 55، 56].
وفي حديثِ حُذيفَة – رضي الله عنه -: «تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كما يُعرضُ الحصيرُ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَت فيه نُكتةٌ بيضاء، وأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَت فيه نُكتَةٌ سوداء، حتى تصيرَ القلوبُ على قلبَين: قلبٍ أبيض كالصَّفا، لا تضُرُّه فتنةٌ ما دامَت السماوات والأرض، وقلبٌ أسودُّ مِربَادُّ كالكُوزِ مُجخِّيًا – أي: منكوسًا – لا يعرِفُ معروفًا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا إلا ما أُشرِبَ من هواه».
وفي حديث أبي سعيد الخُدري – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «القلوبُ أربعة: قلبٌ أجرَدُ فيه نورٌ يُزهِر فذلك قلبُ المُؤمن، وقلبٌ أغلَف فذلك قلبُ الكافر، وذلبٌ منكوس فذلك قلبُ المنافق، وقلبٌ فيه مادَّةُ إيمان ومادَّة نفاق، فمادَّة الإيمان كالبَقلَة يُمِدُّها الماء، ومادَّةُ النفاق كالقُرحة يمدُّها القَيحُ والصديد، وهو لما غلَبَ منهما».
وأمراضُ القلوبِ كلُّها تُمرِضُ القلب أو تُميتُه بالكلية إذا لم يُحاسِبِ المرءُ نفسَه.
ومن الحَزمِ والخيرِ للمرءِ أن يُحاسِبَ نفسَه في اليوم والليلة والجُمعة ولشهر والسنة، ليعلَم من حيث أُتِي، ويتوبَ ويستدرِكَ ما فرَطَ منه، عسَى أن يحمَدَ سعيَه ويُوفَّق لحُسن الخاتِمة.
والمُؤمنُ حيُّ القلب، نافِذُ البصيرة، إن أُعطِيَ شكَر، وإن أذنَبَ استغفَر، وإن ابتُلِيَ صبَر. ففي قلبِ المُؤمن واعِظٌ يُوقِظُه من الغفلة، ويُحذِّرُه من المهلَكَة.
وفي الحديث: “خطَّ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – خطًّا مُستقيمًا، بجانبَيه خطوطٌ، وعلى رأسِه داعٍ وفوقَه واعِظ، فالخطُ المُستقيم: صراطُ الله، والداعِي على رأسِه: كتابُ الله، والذي يعِظُ فوقَه: واعِظُ الله في قلبِ كلِّ مُؤمن، والخُطوطُ عن يَمينِه وشِمالِه: طُرقُ الضلال والمُحرَّمات”.
من فوائد محاسبة النفس يا عباد الله إنها تعرِّف الإنسان بنعمة الله عليه فيشكرها ويستخدمها في طاعة الله ويحذر من التعرض لأسباب زوالها: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد [إبراهيم:7].

والله تعالى يقص علينا قصة صاحب الجنة حينما افتخر على صاحبه بالمال والولد وما ذكرّه به صاحبه مما قصه الله تعالى في كتابه فقال: ولولا إذا دخلت جنتك قُلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترني أنا أقل منك ولدًا فعسى ربي أن يؤتيني خيرًا من جنتك ويرسل عليها حسبانًا من السماء فتصبح صعيدًا زلقًا أو يصبح ماؤها غورًا فلن تستطيع له طلبًا [الكهف:40-41].

وتُعرِّف المؤمن بنعمة الله عليه في الابتلاء فيصبر لذلك ويحتسبه عند الله تبارك وتعالى كما روي عن عمر رضي الله عنه وأرضاه فقال : (ما أصابتني مصيبة إلا وعلمتُ أن لله علىّ فيها ثلاث نعم:

الأولــى: أن الله تعالى خففها وهو قادر على أن يصيبني بأعظم منها.

والثانية: أن الله تعالى جعلها في دنياي ولم يجعلها في ديني.

والثالثة: أن الله تعالى يدخر لي الأجر عليها يوم القيامة).
اغتنم كل وقتٍ في اكتساب الحسنات ، والمبادرة إلى الصالحات ؛ فعن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعِظُ رجلاً ويقول له: «اغتنِم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هِرَمك، وصحتك قبل سَقَمك، وغناك قبل فَقرك، وفراغَك قبل شُغُلك، وحياتك قبل موتك، فما بعد الدنيا من مُستعتَب ، ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار»؛ أخرجه الحاكم ، وصححه الألباني في الترغيب .
فحقٌّ على المُكلَّف وهو يستقبل عامًا جديد ، أن يقِف وقفة صدقٍ يُحاسِب فيها نفسه ويُسائِل ذاته ، ليجعل من تقلُّب الأزمان أنصح المُعتِّبين ، وأفصح الواعِظين ليتنبَّه من غفلته ، ويعود عن غيِّه ، ويلين من قسوته ، ففي قوارِع الدهر عِبَر ، وفي حوادِث الأيام مُزدَجَر ، يُحاسِب الإنسان نفسَه ليعلَم أن هذه الدنيا دارُ ممر ، وأن الآخرة هي الباقية .
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].
فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين المهديين، الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانُوا يعدِلُون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين يا رب العالمين.
اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتنابَه، ولا تجعَله مُلتبِسًا علينا فنضِلَّ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه، وظاهِرَه وباطِنَه، وأوَّلَه وآخرَه، والدرجاتِ العُلى من الجنة يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحبَّ المساكِين، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات