مراقبة الله للشيخ ابراهيم مراسي بركات
أما بعد:
أيها الناس:
صح عند الترمذي وأحمد من حديث ابن عباس ما قال:
كنت خلف رسول الله فقال: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده
تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على
أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)). زاد أحمد في مسنده:
((وإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً)).
إخوة الإسلام وأحباب الحبيب المصطفى
هذه وصية رسول الله لأتباعه وأنصاره أن يتقوا
الله تعالى وأن يحفظوه في السر والعلن، وهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين قال سبحانه:
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ
أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ [النساء:130].
قال بعض الصالحين: إذا أردت أن توصي صاحبك أو
أخاك أو ابنك فقل له: احفظ الله يحفظك. ولذلك قال نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام
وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام قال: تعلمنا مما تعلم الناس ومما لم يتعلم الناس،
فما وجدنا كحفظ الله في الغيب والشهادة.
فهل آن لنا عباد الله أن نتواصى بتقوى الله
سبحانه وتعالى، وهل لنا أن نتذاكر مراقبة الله تعالى لنا، والله إننا بحاجة إلى هذه
الوصية أكثر من حاجتنا إلى الأكل والشراب، فهل تواصينا بشيء وهل أوصينا أبناءنا وبناتنا
بتقوى الله.
والله إن أبناءنا لا يحتاجون إلى الوصية في
جمع الدرهم والدينار، فوالله ما قصروا في ذلك ولا يحتاجون أن نوصيهم بالاعتناء بالملبس
والمشرب والمطعم والمأكل والمسكن، فوالله ما قصروا في ذلك، إنهم يحتاجون إلى الوصية
بتقوى الله حتى ترتفع أصولهم إلى الله.
ومن أعظم أسباب تحقيق هذه الكلمة العظيمة كلمة
التقوى استشعار رقابة الله الواحد الأحد.
في يوم من الأيام على عهد رسول الله يدخل رجل
على زوجته غاضباً، وكانت امرأته مغضبة وكان زوجها حديث عهد بجاهلية، فأغضبته فقال لها
زوجها: أنت علي كظهر أمي، فنزلت عليها هذه الكلمة كالصاعقة، وما كان منها إلا أن ذهبت
إلى من أرسله الله رحمة للعالمين، إلى رسول الله ، وكان في بيت عائشة الذي كان غرفة
واحدة إذا دخل ضيف أو سائل إلى بيته جلس في طرف الغرفة وعائشة في الطرف الآخر، وبينهما
ساتر أو حجاب قالت المرأة واسمها خولة بنت ثعلبة: يا رسول الله، ظاهرني زوجي - واسمه
أوس بن الصامت - فقال لها الرسول : ((ما أراك إلا قد حرمت منه)) قالت: يا رسول الله
أكل مالي، وأفنى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبر سني، وانقطع ولدي ظاهرني، فيقول
لها الرسول : ((ما عندي في شأنك شيء، ما أراك إلا قد حرمت عليه))، فتقول: يا رسول الله،
لي منه صبية صغار إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا، تجادل وتحاور الرسول
، وعائشة في الشق الثاني من الغرفة تسمع بعض كلامهم ويخفي عليها بعضه الآخر، ويأتي
الفرج من السماء مع جبريل عليه السلام من عند السميع البصير يقول سبحانه: قَدْ سَمِعَ
ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ
يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُما إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة:1]، وتنزل كفارة الظهار
وينزل الفرج من السماء، إنها رقابة الله الواحد الديان، عائشة بجانبهم ويخفى عليها
بعض كلامهم، والله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات يسمع ويرى ويعلم السر وأخفى وبين
السماء الدنيا والأرض مسيرة خمسمائة عام، ومن فوق ذلك الرحمن جل في علاه وتقدست أسماه
يسمع تلك المرأة المجادلة للرسول ويسمع مجادلتها للرسول مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ
ثَلَـٰثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ
أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ
يُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ
[المجادلة:7].
تقول السيدة عائشة : (تبارك الذي وسع سمعه السموات
والأرض وكل شيء، لقد سمعها من فوق سبع سموات، وما سمعتها وما بيني وبينها إلا الحجاب).
إخوة الإسلام:
استشعر صحابة محمد رقابة الله، فأثرت هذه الرقابة
في حياتهم وفي سلوكهم حتى كانوا خير أمة أخرجت للناس، إنهم لم يكونوا ملائكة ولم يخرجوا
عن بشريتهم في يوم من الأيام، ولكنهم كانوا في أروع صورة بشرية عرفتها الدنيا، لأنهم
تخرجوا من مدرسة الحبيب محمد ، وتربوا على مائدة القرآن وسنة سيد الأنام محمد .
هذا أعرابي من الصحراء، رجل من البيداء يأتي
إلى الفاروق عمر بن الخطاب يقوده شابان حتى أوقفاه أمام عمر بن الخطاب قال عمر: ما
هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، إن هذا الرجل قتل أبانا، قال عمر: أقتلت أباهم؟ قال:
نعم قتلته، قال: كيف قتلته؟ قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه
حجراً وقع على رأسه فمات، قال عمر: القصاص، النفس بالنفس، قال الرجل: يا أمير المؤمنين،
أسألكك بالذي قامت به السموات والأرض أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية
فأخبرهم بأنك سوف تقتلني ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا، قال عمر:
من يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إلي، فسكت الناس جميعاً، فالتفت عمر إلى الشابين
وقال لهما: أتعفوان عنه؟ قالا: لا، من قتل أبانا لا بد أن يقتل، فقام أبو ذر الغفاري
وقال: يا أمير المؤمنين أنا أكفله، قال عمر: هو قتل يا أبا ذر، قال: ولو كان قتلاً،
قال: أتعرفه؟ قال: ما أعرفه، قال: وكيف تكفله؟! قال: رأيت فيه سمات المؤمنين، فعلمت
أنه لم يكذب، وسيأتي إن شاء الله، قال عمر: يا أبا ذر، أتظن أن الرجل إذا تأخر بعد
ثلاث، أني تاركك، قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث
ليال، يهيئ فيها نفسه ويودع أطفاله وأهله وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه،
وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء
الشابان واجتمع الناس، وأتى أبو ذر، وجلس أمام عمر قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري
يا أمير المؤمنين، فسكت الصحابة واجمين، وعليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله، لأن
هذا الرجل إن تأخر إلى الغروب فسوف يقتل أبو ذر .
وقبيل الغروب بلحظات يأتي الرجل فيكبر عمر ويكبر
المسلمون، فيأتي الرجل ويقف أمام عمر فيقول عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك
ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك، قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليّ منك ولكن عليّ
من الذي يعلم السر وأخفى!!.
ها أنا ذا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي في
الصحراء كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية وجئت لأقتل.
الله أكبر إنها الرقابة لله، ترك أهله وأولاده
من أجل الله لأنه يعلم بأن الله يراه ولأنه يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن
الله يراه.
نظر عمر ودموعه تسيل على لحيته وقال للشابين:
ماذا تريان؟ فقالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين. الله أكبر من ترك شيئاً
لله عوضه الله خيراً منه، ومن حفظ الله حفظه الله في الدنيا والآخرة هذه سنة الله سبحانه
وتعالى.
فيا من تعدى حدود الله، وانتهك حرمات الله،
واقتحم أسواراً حرمها الله أين الله؟!! أما تستحي من الله؟ أين ستخرج عن نظر الله؟
وأين ستذهب عن ملك الله؟ ومن أين ستأكل من غير نعم الله؟!!.
إن كنت تظن أنه لا يراك فقد كفرت بالله، وإن
كنت تعلم أن الله يراك فكيف تجترئ على خالقك وربك ومولاك وتجعله أهون الناظرين إليك،
لا تنظر يا عبد الله إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، انظر إلى عظمة الله
وإلى جلال الله.
لا تنظر إلى اللذة العاجلة التي تحصل عليها
من هذه الشهوة المحرمة، ولكن انظر إلى الحسرة والندامة والهم والغم والحزن الذي تحصل
عليه بعد انقضاء هذه الشهوة، في الدنيا والآخرة.
تفنى اللذاذة ممن نال صـفوتها من الحرام ويبقى
الإثم والعار
تبقى عواقب سـوء من مغبتها لا خير في لذة من
بعدها النار
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن
الرحيم: مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ
بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ [فصلت:46].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني
وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم
ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
فأنتقل بكم معاشر المسلمين مع عصر آخر من العصور
المتأخرة لنرى كيف كانت المراقبة لله وكيف كانت نتائجها، ذكر ابن رجب عليه رحمة الله
في ترجمته للقاضي أبي بكر الأنصاري أنه كان يسكن مكة المكرمة، فأصابه في يوم من الأيام
جوع شديد ولم يجد شيئاً يدفع به عنه ذلك الجوع، فخرج يبحث عن طعام فلم يجد، وفي طريقه
وجد كيساً من حرير مشدود برباط من حرير، فأخذ هذا الكيس، وذهب به إلى بيته، وفتح الكيس
فوجد به عقداً من اللؤلؤ لم ير مثله في حياته، فربط الكيس وأرجعه كما كان، ثم خرج يبحث
عن طعام وإذا به يسمع شيخاً ينادي ويقول: من وجد لي كيساً صفته كذا فله خمسمائة دينار
من الذهب فأخذه إلى بيته، وهو جائع فقير لا يملك من الدنيا شيئاَ لا قليلاً ولا كثيراً،
فقال له: صف لي أوصاف الكيس والعقد الذي بداخله، فوصفه له كما هو عليه، فدفع له ذلك
العقد فأعطاه الجائزة خمسمائة دينار، فردها على صاحب العقد ولم يقبلها، فألح عليه وأصر
عليه أن يأخذها فقال له: والذي لا إله إلا هو ما آخذ عليه جزاءً من أحد سوى الله، وذهب
الشيخ ومعه عقد اللؤلؤ وانتهى موسم الحج وقفل إلى بلده، وخرج هذا الرجل الصالح أبو
بكر البزاز وركب البحر في رحلة بحرية، فجاءت ريح عاصفة أغرقت المركب وهلك الناس وماتوا
غرقاً، وسلمه الله وحفظه الله لأنه حفظ الله في السر فحفظه الله في العلن.
من يتق يحمـد في عواقبــه ويكفه شر من عزوا
ومن هانوا
من استجار بغير الله في فزع فإن ناصـره عجز
وخـذلان
فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن
خانتك أركـان
تعلق هذا الرجل على قطعة من المركب فأخذت أمواج
البحر تقذفه يميناً وشمالاً إلى أن ألقته إلى جزيرة فيها قوم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون،
فأغاثوه وأكرموه، وفرحوا به فرحاً شديداً فعلمهم القرآن وعلمهم القراءة والكتابة وحصل
له ولهم من ذلك خير كثير، فرغبوا فيه وأحبوه حباً عظيماً، وأرادوا أن يبقى معهم، فقالوا
له: عندنا صبية يتيمة معها شيء من الدنيا نريد أن نزوجك بها وتبقى معنا في هذه الجزيرة
فامتنع ورفض، فألحوا عليه وأصروا عليه، فوافق وجهزوها له وزفوها إليه فلما دخل عليها
إذا به يرى العقد الذي رآه في مكة معلقاً في عنقها، دهش الرجل وأخذ يتابع ويواصل النظر
في ذلك العقد حتى قال له محارمها: يا شيخ كسرت قلب هذه اليتيمة، لم تنظر إليها وإنما
تنظر إلى العقد، فقال الشيخ: إن لهذا العقد قصة فقص عليهم تلك القصة: فصاحوا جميعاً
بالتهليل والتكبير والتسبيح، قال لهم الشيخ: ما بكم؟ قالوا: إن الشيخ الذي أخذ منك
العقد في مكة هو أبو هذه الصبية وكان يقول بعد عودته من الحج ويردد دائماً: والله ما
وجدت على وجه الأرض مسلماً كهذا الذي رد علي العقد بمكة، اللهم اجمع بيني وبينه حتى
أزوجه ابنتي. وتوفي الرجل وحقق الله دعوته وزوجه بابنته، بقي معها مدة من الزمن، كانت
عنده خير امرأة رزق منها بولدين ثم توفيت ثم توفي ولداه واحداً تلو الآخر، وورث العقد
وباعه بمائة ألف دينار.
إنها تقوى الله ومراقبة الله وَمَن يَتَّقِ
ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4]. فلنتق الله
عباد الله، ولنراقب المولى جل في علاه، لنحفظ الله عز وجل بالرجوع إليه والتوبة من
الذنوب والمخالفات، نحفظ الله عز وجل بالمحافظة على الصلوات الخمس فنأتي بهذه الصلوات
في أوقاتها بخشوعها وخضوعها وأركانها وواجباتها وسننها.
نحفظ الله بحفظ جوارحنا وأموالنا وأولادنا وقلوبنا
من النفاق والرياء والحقد والحسد.
يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل
ما شئت فإنك ملاقيه، وكن كما شئت، فكما تدين تدان.
قصة بائعة اللبن
حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده
أسلم قال :كنت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعس المدينة اذ أعيا فاتكأ على جانب
جدار في جوف الليل،فإذا امرأة تقول لابنتها :يا ابنتاه ،قومي الى ذلك اللبن ،فامذقيه
بالماء.فقالت
يا أَمتاه ،وما علمت ما كان من عزمة امير المؤمنين؟
فقالت :وما كان من عزمته يا بنية ؟ قالت :لقد امر منادياً ،فنادى ألا يشاب اللبن بالماء.
فقالت لها :يا ابنتاه، قومي إلى اللبن فامذقيه
بالماء ،فإنك في موضع لا يراك عمر ولا منادي عمر ،فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه والله
ما كنت لأطيعه في الملأ واعصيه في الخلاء.
وعمر يسمع كل ذلك ، فقال :يا أسلم ،علم الباب،
واعرف الموضع، ثم مضى في عسسه ، فلما أصبح قال:يا أسلم، امض إلى الموضع، فانظر من القائلة
، ومن المقول لها ؟ وهل لهم من بعل؟
فأتيت الموضع ، فنظرت ، فإذا الجارية أيم لابعل
لها ، وإذا تيك المرأ’ ليس لها بعل، فاتيت عمر وأخبرته ، فدعا عمر ولده فجمعهم، فقال
: هل فيكم من يحتاج الى امرأة او زوجة ، فلو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه احد
منكم إلى هذه الجارية؟فقال عبد الله : لي زوجة ، وقال عبد الرحمن : لي زوجة ، وقال
عاصم: يا أبتاه ، لازوجة لي ، زوجني.
فبعث إلى الجارية ، فزوجها من عاصم ، فولدت
لعاصم بنتا، وولدت الابنة عمر بن العزيز _ رحمة الله عليه وعليهم.
.
قصة الحارس المبارك:
كان (المبارك) رجلا صالحا تقيا.... وكان يعمل
حارسا لبستان أحد الأغنياء وظل فى عمله فترة......
حتى جاء يوم.... جاء فيه صاحب البستان ومعه
بعض أصحابه،،، وطلب صاحب البستان من المبارك ؟أن يحضر لضيوفه بعض الثمر....
فأحضر المبارك بعض الثمر وقدمها للرجل وضيوفه.......
وكانت المفاجأة انها كلها كانت حامضة
فقال صاحب البستان منزعجا: ما هذا يا رجل؟؟؟؟؟
أردت احراجى أمام ضيفى فجلبت ثمرا حامضا
فقال المبارك:وكيف لى ان أعرف أن الثمر حامضا
فقال صاحب البستان : ألا تعرف الفرق بين الثمر
الحامض والثمر الطيب
فقال المبارك: نعم لا اعرف يا سيدى
فاستغرب صاحب البستان وقال: تعمل كل هذه المدة
فى البستان ولا تعرف الفرق الم تأكل يوما من ثمره؟؟؟؟
فقال المبارك: لم آكل من ثمر البستان منذ عملت
فيه، فلقد استعملتنى للحراسة ولم تأذن لى بالأكل من ثمره......
فعجب صاحب البستان من رد المبارك ومضى.....
ولكن اجابات الحارس الأمين أثرت فى صاحب البستان،،
فعمد الى جيران البستان يسألهم عن المبارك فأثنوا عليه خيرا وتكلموا فى ورعه وتقواه،،،،
وبعد عدة أيام جاء صاحب البستان الىالبستان وقال للمبارك: اني مستنصحك فى أمر ....
فقال المبارك: وما هو؟؟؟؟
فقال : صاحب البستان: لى ابنة شابة حبيبة الى
قلبى قد تكاثر خطابها،،، فبرأيك من أزوجها؟؟؟؟
فقال المبارك: يا سيدى
ان العجم يزوجون للجمال
وان العرب يزوجون للنسب
وان المسلمين يزوجون للدين
فاختر لها ما شئت
فصمت الرجل برهة ثم قال: وأنا سأزوجها للدين.......
وأخطبك أنت لها.....
فتزوجا وبارك الله لهما وأنجبا ولدا نجيبا سمياه
عبد الله...... فكان (عبد الله بن المبارك) من مؤسسى علم الحديث....