حاجة البشرية الى الدين للشيخ ماهر خضير







وقفات الخطبة
الوقفة الأولى :- تساؤلات ووقفات بين يدى الخطبة
الوقفة الثانية : - الدين فطرة وسعادة للبشرية
الوقفة الثالثة :- ماذا لو فَقد الإنسان الدين؟!
الحمد لله، أعظَمَ للمتقين العاملين أجورَهم، وشرح بالهدى والخيراتِ صدورَهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وفّق عبادَه للطاعات وأعان، وأشهد أنّ نبيَّنا محمّدًا عبدُ الله ورسوله خير من علَّمَ أحكامَ الدِّين وأبان، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه أهلِ الهدى والإيمان وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسليمًا مزيدا
.... أما بعد
عباد الله يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الأنفال (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون (24))
قال السدي: هو الإيمان والإسلام وفيه الحياة لأن الإيمان حياة القلب والكفر موته، يدل عليه قوله تعالى: يخرج الحي من الميت [الروم: 19] قيل المؤمن من الكافر.
عباد الله من منا لم يفكر في هذا الكون الفسيح المحيط بنا من كل جانب؟ وتسائل
كيف نشأ؟ وكيف يسير؟ وما هدفه؟ وهل وجد بذاته، أم له خالق؟ أوجد بالصدفة، أم بقدرة قادر؟ ومن هذا القادر ؟ وما صفاته ؟ وما صلته بهذا العالم؟
وهذا الإنسان: أهو مركب من جسد وروح ؟ وإن كان كذلك ، فما الروح ؟ أخالدة هي ، أم فانية ؟ وإن كانت خالدة ، فكيف يبعث الإنسان مرة أخرى؟ وكيف يحاسب ؟ وما مصيره ؟ ومتى سيكون ذلك ؟
وهذه الدنيا: هل لها نهاية ستقف عندها ؟ أو أنها مستمرة إلى غير نهاية؟ وهذه الحياة : ألها أسلوب شريف ، وأسلوب وضيع ؟ وما مقياس الخير والشر ، والحسن والقبح ، والحق والباطل ؟
وهل هناك عالم آخر ؟ وما صفته؟ وكيف هو؟ هل يرى ؟ او انه محال الرؤية؟
إن هذه الأسئلة ـ وغيرها ـ تفرض نفسها على كل إنسان منا ويشعر بحاجته الشديدة ، ورغبته الملحة في أن يجد لها إجابة شافية يطمئن لها قلبه ويرضى بها ، ليضع نهاية للقلق النفسي ، والتوتر العصبي ، والحيرة الفكرية التي يحياها
ومن هنا كانت حاجة البشرية الى منهج كامل للإجابة عن تلك التساؤلات وكيفية التعامل معها وهو ما يسمى بالدين
فالدين هو الذي يقدم الإجابة الشافية على هذه الأمثلة، وعلى كثير غيرها من مثلها ، فتطمئن النفس ، ويسكن القلب
{ هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } الفتح /4 . { الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب (28)} [ الرعد ]
يقول وليم جميس عالم نفس أمريكي في كتاب (عالج نفسك بنفسك) "إِن أعظم علاج للقلق النفسي هو الإِيمان بالله".
وأما ديل كارنيجي مؤلف أمريكي في كتابه التدين شفاء للأمراض فيقول "إن أطباء النفس يدركون أن الإيمان القوي والاستمساك بالدين، كفيلان بأن يقهرا القلق والتوتر العصبي، وأن يشفيا من هذه الأمراض".
إن الدين يبين لنا كيف نشأ هذا العالم ، وكيف أوجده الخالق ـ جل في علاه ـ ويفسر لنا غوامض الكون { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا لك رب العالمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين (10) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم (12) } [ فصلت ].
{ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها (27) رفع سمكها فسواها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29) والأرض بعد ذلك دحاها (30) أخرج منها ماءها ومرعاها (31) والجبال أرساها (32) متاعا لكم ولأنعامكم (33) } [النازعات ] .
هكذا يبين لنا الدين كيف نشأ العالم، ويوضح صلة الخالق به.
ولا يستطيع الإنسان بحال أن يعيش بلا دين، فكما أن الإنسان مدني بطبعه لا يستطيع أن يعيش منفردًا معزولًا عن المجتمع، فهو أيضًا متدين بفطرته لا يستطيع أن يعيش عيشًا سويًّا بلا دين، فالتدين فطرة طبيعية للإنسان، وليس أدل على ذلك من لجوء الإنسان إلى الله عز وجل حال الشدة والاضطرار، قال الله تعالى{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65]
وما جاء الدين الا هداية للناس وسعادة لهم ورحمة
قال تعالى (الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ)
وقال تعالى (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
وقال تعالى (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
الدين ضرورة من ضرورات الحياة لا تقل عن الهواء والماء والغذاء، إن لم تجد عليه فلن ينعم الإنسان ولن يسعد إلا في ظل الدين، هو إن وجد طريقه للغذاء المادي فهذا غذاء الجسد، لكن أهم من ذلك غذاء الروح؛ ومن ثم فالإنسان بحاجة إلى الدين في حياته حتى ينعم، حتى يسعد حتى يستقر، وإلا فالإنسان في خوف وحزن إلَّا أن يكون مؤمنًا تقيًا كما ذكرنا بالآية: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (يونس:62: 64).
والإنسان في هلع وفزع وجزع ومنع من خير إلا أن يكون صاحب دين، وصاحب إيمان حق كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ* وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ* وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ* وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} (المعارج: 19 - 35).
هذا وإن ما يشهده العالم اليوم في ظل الحضارة والتقدم، والرقي والرفاهية على حساب راحته النفسية والروحية؛ مما أصاب العالم كله بسعار لا نهاية له، ولا راحة معه لخير دليل على أن الدين فطرة النفس البشرية لا تسعد إلا في ظله، ويوم تستظل بغيره تفقد الأمن والأمان والاستقرار.
ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بغير دين ولذلك حينما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام تمسك به أصحابه وبذلوا الغالى والنفيس لانهم وجدوا ضالتهم التي تبحث عنها نفوسهم
أسلم سعد بن أبي وقاص و هو ابن سبع عشرة سنة، و كان إسلامه مبكراً، وما سمعت أمه بخبر اسلامه حتى ثارت ثائرتها، وكان رضي الله عنه فتى بارا بها محبا لها ، و عندما أخفقت كل محاولات رده عن الاسلام ،أعلنت أمه صومها عن الطعام و الشراب حتى يعودسعد الى دين آبائه و قومه ، و اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها،فلما رآها سعد قال لها: يا أماه اني على شديد حبي لك لأشد حبا لله ولرسوله، ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفسا بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء
وكما قال الشاعر: ومن رضي الحياة بغير دين ... فقد رضي الفناء لها قرينا
ولا حياة لمن لم يحي ِ دينَا ... .................
إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض، واستعمره فيها وجعله سيدًا، وسخر له ما في السماوات، وما في الأرض جميعًا منه من أجل أن يكون عبدًا له وحده أينما ولى فثم الله، فيسبح بحمده، ويقدسه، ويعبده، ويمجده، كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56) تلك هي الغاية الكبرى، والحكمة الأولى من خلق الإنسان، وهو الذي يحتاج إلى هذه العبادة مع أنها لا تزيد في ملك الله ولا تنقصه، ولا تضره سبحانه أو تنفعه، ولكنها علامة الصدق، ورمز الوفاء {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (الملك: 2).
والإنسان من غير هذا التوجه الكريم إلى خالق الكون ومدبره ضعيف في هذا الكون وحيد في هذا الوجود؛ لأنه يكون مبتوت الصلة بالكون وما فيه،
عباد الله الدين ضرورة في حياة الإنسان من أجل معرفة غاية الوجود الإنساني، فبالدين يعرف الإنسان لوجوده غاية، ويعرف لمسيرته وجهة ويعرف لحياته رسالة، وبهذا يحس أن لحياته قيمة ومعنى، ولعيشه طعمًا ومذاقًا، وأنه ليس ذرة تافهة تائهة في الفضاء كحال هذا التائها الذى قال ..... جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت. ......
وكان ذَو النُّونِ، يَقُولُ: «الْأُنْسُ بِاللَّهِ نُورٌ سَاطِعٌ، وَالْأُنْسُ بِالنَّاسِ غَمٌّ وَاقِعٌ»
عباد الله ما جاء الدين الا بالهدى والرشاد والسعادة للبشرية ففي سبيل هذا الدين:
ظل نوح يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين ولبث يوسف في السجن بضع سنين، وألقي في النار أبو الأنبياء والمرسلين، ونُشر بالمنشار زكريا، وقُتل ابنه يحيى الأمين
وها هو مسك ختامهم صاحب الرسالة الخالدة الخاتمة جاء بدين الإسلام ليكمل بناء السعادة ويضع آخر لبنة فيه ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بِنَاءً فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ وَأَجْمَلَهُ ، إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُونَ بِهِ ، فَيَقُولُونَ : مَا رَأَيْنَا بِنَاءً أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِلا مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ ، أَلا وَكُنْتُ أَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةَ " .
فجاء بدين علم به أصحابه وامته العزة والكرامة والانس بالله والاطمئنان له والرضا بقضاءه
عندما أسر هرقل حاكم الروم، الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة رضي الله عنه، وأراد أن يجبره على الكفر ،عذبه بشتى الوسائل، فبكت عيناه..فقال له هرقل: أبكيت يا عبدالله؟ فقال له: والله ما بكيت خوفا فانا اعلم أني سائر إلى الله ، ولكن بكيت لأن لي نفسا واحدة وكنت أود أن يكون لي مئة نفس تعذب في سبيل الله.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
............... الخطبة الثانية ............. الحمد لله .............. أما بعد
عباد الله دين الإسلام دين السعادة والانس بالله تعالى وكفى تربى عليه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. بذلوا الغالى والنفيس عاش الجميع في أمن وآمان ورحمة وصلة وبر فلا للظلم ولا للجور ولا للطغيان
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أصحابه: من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر : أنا يا رسول الله. قال فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا يا رسول الله. قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر : أنا يا رسول الله. قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر : أنا يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة .
لله درك أيها الصدّيق السابق للخيرات أبداً
وانظروا رحمكم الله الى عظمة هذا الدين الذى تربى عليه هؤلاء
وقع غلاءٌ كبير في دمشق زمن العز بن عبد السلام حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل، فأعطته زوجته مَصاغاً لها، وقالت: اشترِ لنا بستاناً بثمن هذا المصاغ ، فأخذ العز بن عبد السلام المصاغ، وباعه، و تصدق بثمنه، فقالت له زوجته:هل اشتريت لنا البستان؟ قال: نعم...بستاناً في الجنة ..... يالله ..... يالله .... تأمل تلك العظمة لهذا الدين وما أحوج البشرية الى مثل هذا
وقيل لزين العابدين:إنك أبرّ الناس بأمك، فلماذا لا تأكل معها في طبقٍ واحد؟
فقال:إني و الله أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها إليه فأكون قد عققتها
كان المشهد مأساويًا.. الشاب الإنجليزي (كات ستيفنز)... ذو الثمانية والعشرين عاما يسبح في البحر في صيف عام 1975، دوامة شديدة تظهر فجأة فيشعر بضعف شديد يجعله غير قادر على الاحتفاظ بتوازنه في الماء.. لا يجد أحدًا قريبًا منه يمكن أن يساعده.. ينادي بأعلى صوته لعل أحدًا ينقذه لكن من غير جدوى.. وحين أوشك على الغرق صرخ بأعلى صوته: يا رب.. وأخذ على نفسه العهد: "لئن أنقذتني فلسوف أعمل من أجلك شيئًا"!
كان هذا الشاب هو "كات ستيفنز" الذي كان يلقب بملك موسيقى الروك آند رول في بريطانيا، وحين استجاب الله له ونجاه من ضره، كان أول ما حرص عليه أن يبر بوعده فلم يمكث كثيرًا حتى أعلن إسلامه وصار يوسف إسلام أشهر دعاة الإسلام في الغرب الآن! .... أصيب بالسل قبل إسلامه ..فكان ضمن الهدايا التى أعطيت له ..نسخة من المصحف..يقول يوسف : أمسكت بالمصحف فوجدته يبدأ باسم الله، فنظرت للغلاف فلم أجد اسم مؤلف، حاولت أن أبحث فيه عن ثغرة أو خطأ فلم أجد، إنما وجدته منسجمًا مع الوحدانية الخالصة؛ فعرفت الإسلام".
عباد الله من عظمة هذا الدين تلك الشريعة ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة فيها التربية على سخاء النفس وبذلها، وفي الصوم تلمس أحوال الفقراء والشعور بحاجتهم، وفي الحج نهيٌ عن الرفث والفسوق والجدال والصخب، وتدريب النفس على الصبر والإيثار، والمعاملات بين الناس تقوم على الوضوح والمصلحة المتبادلة، وتذم الأحكام الشرعية الأنانية والمكر والغش والخداع والاحتكار وكل ما فيه جهالة وغرر.
عباد الله الإسلام دين شامل في توجيه نظر الإنسان إلى الدنيا والآخرة فهما داران متكاملتان، للإنسان في كلٍّ منهما نصيب، فالدنيا مزرعة للآخرة، يزرع فيها ما يرغب جنيه في الآخرة. يقول الله جل وعلا: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآْخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَْرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]
عباد الله أيها الأخوة الكرام، المؤمن وقد اتصل بالله يعيش في معية الله، إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ الشعور بمعية الله شعور لا يقدر بثمن، قال العلماء: المعية العامة: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)

الخاتمة ............................ الدعاء

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات