فضل الشهادة والتضحية في سبيل الوطن للشيخ فوزي محمد ابوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي بيده وحده مقاليد العباد، وبيده الخير في الأرض والخير في السماء، وبيده الخير كلُّه وهو على كل شيءٍ قدير.
وأشهد أنْ لا إله إلا
الله، وحده لا شريك له، أنزل لنا كتاباً فيه الهُدى والنور، واختار لنا نبيًّا
كريماً مُعلِّماً للخَلْقِ أجمعين، وجعله رحمة في الدنيا لجميع العالم، وجعله في
الآخرة شفيعاً للخلق أجمعين، وجعله بَرًّا وتقيًّا ونقيًّا وأسوة للناس أجمعين.
وأشهد أنَّ سيدنا
محمداً عَبْدُ الله ورسولُه، اصطفاه الله عزَّ وجلَّ وهداه، وعلى عينه عزَّ وجلَّ
ربَّاه، وكلَّفه أن يربي أصحابه على تقوى الله وخشيته جلَّ في عُلاه، فأدَّى
الرسالة وقام بالأمانة كما يحبُّ الله ويرضاه، فخرَّج رجالاً صادقين كما قال الله:
(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (23الأحزاب).
(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (23الأحزاب).
اللهم صلِّ وسلم
وبارك على خير المربين، وسيد المعلمين، وإمام المتعلمين، والذي جاء لنا بما يصلحنا
في الدنيا ويرفع شأننا يوم الدين، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وعلينا معهم
بجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
أيها الأخوة جماعة
المؤمنين:
إن الشهادة في سبيل
الله من المنازل العالية التي خص الله تعالى هذه الأمة ببركة حبيبه صلى الله عليه
وسلم فجعل لها من الأبواب ما يستعصى على الحصر ، وما هذا إلا بحبِّه صلى الله عليه
وسلم لأمته وفتحه لأبواب نيل المنازل العالية على مصراعها .. وليس الموت في الحرب
أو الشهادة بالقتل في ميدان الحرب إلا واحدة منها ولذا قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم
ما تعدون الشهيد فيكم، ؟
قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد،
قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟
قال صلى الله عليه وسلم : من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، قال ابن مقسم: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: والغريق شهيد.(رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
المفهوم الإسلامي للشهادة ذو دائرة واسعة وأعظم الشهادة هي ما كانت في ميدان القتال في سبيل الله لما لها من فضائل كثيرة لا تعد ولا تحد فضلا من الله الواحد الأحد ومن فضل الله على الشهداء أنهم أولاً هم ليسوا أمواتاً بل هم أحياء عند ربهم يرزقون، لقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (169-170آل عمران
هم يستبشرون بمن خلفهم من المؤمنين أن يلحقهم الله بهم في منازل الشهداء، وقيل يؤمنهم ربهم من الخوف على من خلّفوا من أهلهم وأبنائهم فالله يتولاهم لهم فيفرحوا ويستبشروا.
ما تعدون الشهيد فيكم، ؟
قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد،
قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟
قال صلى الله عليه وسلم : من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، قال ابن مقسم: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: والغريق شهيد.(رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
المفهوم الإسلامي للشهادة ذو دائرة واسعة وأعظم الشهادة هي ما كانت في ميدان القتال في سبيل الله لما لها من فضائل كثيرة لا تعد ولا تحد فضلا من الله الواحد الأحد ومن فضل الله على الشهداء أنهم أولاً هم ليسوا أمواتاً بل هم أحياء عند ربهم يرزقون، لقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (169-170آل عمران
هم يستبشرون بمن خلفهم من المؤمنين أن يلحقهم الله بهم في منازل الشهداء، وقيل يؤمنهم ربهم من الخوف على من خلّفوا من أهلهم وأبنائهم فالله يتولاهم لهم فيفرحوا ويستبشروا.
من فضل الله على
الشهداء إنهم لا يجدون ألم الشهادة إلا كما يجد من ألم الشوكة أو القرصة
.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم
{ الشهيدُ لا يَجِدُ أَلَـمَ القتلِ، إلاَّ كَمَا يَجِدُ أُحَدُكُمْ أَلَـمَ القَرْصَةِ } (سنن البيهقي الكبرى عن أبي هريرة رضي الله عنه)
ومن عطاء الله للشهداء أن الله عز وجل يغفر للشهيد عند أول دفعة من دمه كل ذنوبه وقال في ذلك صلى الله عليه وسلم
"الشَّهِيدُ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُزَوَّجُ حَوْرَاوَيْنِ وَيَشْفَعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمُرَابِطُ إِذَا مَاتَ فِي رِبَاطِهِ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ، وَرِيحَ بِرِزْقِهِ، وَيُزَوَّجُ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ وَقِيلَ لَهُ: قِفْ فَاشْفَعْ إِلَى أَنْ يُفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ"(رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه)
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم
{ الشهيدُ لا يَجِدُ أَلَـمَ القتلِ، إلاَّ كَمَا يَجِدُ أُحَدُكُمْ أَلَـمَ القَرْصَةِ } (سنن البيهقي الكبرى عن أبي هريرة رضي الله عنه)
ومن عطاء الله للشهداء أن الله عز وجل يغفر للشهيد عند أول دفعة من دمه كل ذنوبه وقال في ذلك صلى الله عليه وسلم
"الشَّهِيدُ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُزَوَّجُ حَوْرَاوَيْنِ وَيَشْفَعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمُرَابِطُ إِذَا مَاتَ فِي رِبَاطِهِ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ، وَرِيحَ بِرِزْقِهِ، وَيُزَوَّجُ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ وَقِيلَ لَهُ: قِفْ فَاشْفَعْ إِلَى أَنْ يُفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ"(رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه)
والشهيد أول من يمسح
التراب عن وجهه زوجته من الحور العين، أي علامات الاستشهاد كالدم أو تراب المعركة
تزيِّنه عند البعث وتعرِّفُ به وتبعث منه الرائحة الزكيَّة فيكون شامة بين أهل
الموقف بتلك النياشين حتى يخلص إلى قصره وزوجه، ولو كان المراد تراب مدفنه فهو
كناية عن سرعة دخوله بيته ولحوقه بأهله في الجنة فلا يكاد ينشق القبر عنه وأثر
ترابه عليه إلا ويجد نفسه بين يدي أهله يمسحون ذلك التراب عن وجهه.
وللشهداء اكرامات من الله كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة منها يؤمن من الفزع الأكبر.
ولا تفزعه الصيحـــــة ، ويُأَمَّنُ من عذاب القــبر ،ويحلى حلة الإيمــــــــان ،
ويشفع في سبعين من أهل بيته ، وتوضع عليه حلة الكرامــــــــة،
ولذلك روي الإمام احمد عن المقدام بن معدي كرب أن النبي صل الله عليه وسلم قال
"إِنَّ للشَّهِيدِ عِنْدَ الله عزَّ وجلَّ سِتَّ خِصَالٍ: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ في أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ إلايْمَانِ، وَيُزَوَّجَ مِنَ الحُوْرِ العِيْنِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الفَزَعِ أَلاكْبَرِ، وَيُوْضَعَ عَلى رَأْسِهِ تاجُ الوَقَارِ اليَاقُوْتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيْهَا، وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ زَوْجَةً مِنَ الحُوْرِ العِيْنَ، وَيُشَفَّعَ في سَبْعِيْنَ إِنْسَاناً مِنْ أَقَارِبِهِ"
وللشهداء اكرامات من الله كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة منها يؤمن من الفزع الأكبر.
ولا تفزعه الصيحـــــة ، ويُأَمَّنُ من عذاب القــبر ،ويحلى حلة الإيمــــــــان ،
ويشفع في سبعين من أهل بيته ، وتوضع عليه حلة الكرامــــــــة،
ولذلك روي الإمام احمد عن المقدام بن معدي كرب أن النبي صل الله عليه وسلم قال
"إِنَّ للشَّهِيدِ عِنْدَ الله عزَّ وجلَّ سِتَّ خِصَالٍ: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ في أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ إلايْمَانِ، وَيُزَوَّجَ مِنَ الحُوْرِ العِيْنِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الفَزَعِ أَلاكْبَرِ، وَيُوْضَعَ عَلى رَأْسِهِ تاجُ الوَقَارِ اليَاقُوْتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيْهَا، وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ زَوْجَةً مِنَ الحُوْرِ العِيْنَ، وَيُشَفَّعَ في سَبْعِيْنَ إِنْسَاناً مِنْ أَقَارِبِهِ"
والشهداء كثير، فهناك
شهيد المعركة، وشهيد بيننا. شهيد المعركة هو الذي مات في معركة قتال في سبيل الله،
أو مات وهو يدافع عن وطنه أو نفسه، أو مات وهو يدافع عن عرضه: {مَنْ قُتِلَ دُونَ
مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ
قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ
شَهِيدٌ}( سنن الترمذي وأبي داود والنسائي عن سعيد بن زيد رضي الله عنه)
أو كما قال:
(أدعوا الله وانتم موقنون بالإجابة).
أو كما قال:
(أدعوا الله وانتم موقنون بالإجابة).
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الذي ملأ قلوبنا بالنور والهدى واليقين، وجمّلنا بأخلاق سيد الأولين والآخرين.
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تنجى قائلها من مضايق الدنيا ومن فتنها ومن الخزي والبوار يوم الدين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الرحمة المهداة لجميع الأنام،
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا محبته، واجعلنا جميعاً من أحبته، وارزقنا جميعاً فى القيامة شفاعته، وفى الجنة رفقته آمين آمين يا رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين الذي ملأ قلوبنا بالنور والهدى واليقين، وجمّلنا بأخلاق سيد الأولين والآخرين.
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تنجى قائلها من مضايق الدنيا ومن فتنها ومن الخزي والبوار يوم الدين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الرحمة المهداة لجميع الأنام،
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا محبته، واجعلنا جميعاً من أحبته، وارزقنا جميعاً فى القيامة شفاعته، وفى الجنة رفقته آمين آمين يا رب العالمين.
أيها الإخوة جماعة
المؤمنين:
إن فضل الله على أهل
الإيمان لا يعد ولا يحد وبخاصة الذين يحفظون على المؤمنين أمنهم فهؤلاء لهم عند
الله منزلة عظيمة يبينها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول
:
"إذا خَرَجَ الغَازِي في سَبِيلِ الله جُعِلَتْ ذُنُوبُهُ جِسْراً عَلى بَابِ بَيْتِهِ، فإذا خَلَفَهُ خَلَّفَ ذُنُوبَهُ كُلَّها، فَلاَ ْيَبْقَ عَلَيْهِ مِنْها مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوْضَةٍ، وَتَكَفَّلَ الله لَهُ أربع، أن يَخْلُفَهُ فِيْما يُخَلِّفُ مِنْ أَهْلٍ وَمالٍ، وَأَيَّ مِيْتَةٍ مَاتَ بِهَا أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ، وإنْ رِدَّةٍ ، رَدَّهُ سالِماً بِمَا نَالَهُ مِن أَجْرٍ أَوْ غَنِيْمَةٍ، ولا تَغْرُبُ شَمْسٌ إلاَّ غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ "(الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه)
وبين لنا أيضا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم منزلتهم ومراتبهم فقال:
الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ : خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِباً في سَبِيلِ الله لا يُرِيدُ أَنْ يُقَاتِلَ ولا يُقْتَلَ، يُكَثِّرُ سَوَادَ المُسْلِمِينَ، فإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَأُجْيْرَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيُؤْمَنُ مِنَ الفَزَعِ وَيُزَوَّجُ مِنَ الحُوْرِ العِيْنِ، وَحَلَّتْ عَلَيْهِ حُلَّةُ الكَرَامَةِ، وَيُوْضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تاجُ الوَقَارِ والخُلْدِ،
والثَّانِي: خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِباً يُريدُ أَنْ يَقْتُلَ ولا يُقْتَلُ، فإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمنِ بَيْنَ يَدَي الله تَبَارَكَ وَتَعالى، في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيْكٍ مُقْتَدِرٍ،
والثَّالِثُ: خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ مُحْتَسِباً يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ، فَإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ شاهِراً سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلى عاتِقِهِ، والنَّاسُ جَاثُونَ عَلى الرُّكَبِ يَقُولُونَ: أَلاَ أفسحوا لَنَا ( وفى رواية: مرتين)، فإنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا ( وفى رواية: وأموالنا) لله تَبَارَكَ وَتَعالى (فى مجمع الزوائد عن أنس بن مالك)
"إذا خَرَجَ الغَازِي في سَبِيلِ الله جُعِلَتْ ذُنُوبُهُ جِسْراً عَلى بَابِ بَيْتِهِ، فإذا خَلَفَهُ خَلَّفَ ذُنُوبَهُ كُلَّها، فَلاَ ْيَبْقَ عَلَيْهِ مِنْها مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوْضَةٍ، وَتَكَفَّلَ الله لَهُ أربع، أن يَخْلُفَهُ فِيْما يُخَلِّفُ مِنْ أَهْلٍ وَمالٍ، وَأَيَّ مِيْتَةٍ مَاتَ بِهَا أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ، وإنْ رِدَّةٍ ، رَدَّهُ سالِماً بِمَا نَالَهُ مِن أَجْرٍ أَوْ غَنِيْمَةٍ، ولا تَغْرُبُ شَمْسٌ إلاَّ غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ "(الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه)
وبين لنا أيضا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم منزلتهم ومراتبهم فقال:
الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ : خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِباً في سَبِيلِ الله لا يُرِيدُ أَنْ يُقَاتِلَ ولا يُقْتَلَ، يُكَثِّرُ سَوَادَ المُسْلِمِينَ، فإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَأُجْيْرَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيُؤْمَنُ مِنَ الفَزَعِ وَيُزَوَّجُ مِنَ الحُوْرِ العِيْنِ، وَحَلَّتْ عَلَيْهِ حُلَّةُ الكَرَامَةِ، وَيُوْضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تاجُ الوَقَارِ والخُلْدِ،
والثَّانِي: خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِباً يُريدُ أَنْ يَقْتُلَ ولا يُقْتَلُ، فإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمنِ بَيْنَ يَدَي الله تَبَارَكَ وَتَعالى، في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيْكٍ مُقْتَدِرٍ،
والثَّالِثُ: خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ مُحْتَسِباً يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ، فَإنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ شاهِراً سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلى عاتِقِهِ، والنَّاسُ جَاثُونَ عَلى الرُّكَبِ يَقُولُونَ: أَلاَ أفسحوا لَنَا ( وفى رواية: مرتين)، فإنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا ( وفى رواية: وأموالنا) لله تَبَارَكَ وَتَعالى (فى مجمع الزوائد عن أنس بن مالك)
وفي الصنف الثالث قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر
والذي نَفْسِي
بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ ِلابْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمنِ أو لِنَبِيٍّ مِنَ
الانْبِيَاءِ لَزَحَلَ ( لتَنَحَّى) لَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يُرَى مِنْ
وَاجِبِ حَقِّهِمْ حَتَّى يَأْتُوا مَنَابِرَ مِنْ نُوْرٍ تَحْتَ العَرْشِ ( وفى
رواية: عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ )، فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَنْظُرُونَ كَيْفَ
يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، لا يَجِدُونَ غَمَّ المَوْتِ، ولا يُقِيْمُونَ ( وفى
رواية: وَلاَ يَغْتَمُّونَ) في البَرْزَخِ، ولا تُفْزِعُهُمُ الصَّيْحَةُ، ولا
يَهُمُّهُمُ الحِسَابُ ولا المِيْزَانُ ولا الصِّرَاطُ، يَنْظُرُونَ كَيْفَ
يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، ولا يَسالُونَ شَيْئاً إلاَّ أُعْطُوْهُ ولا يَشْفَعُونَ
في شَيْءٍ إلاَّ شُفِّعُوا فِيْهِ، ويُعْطَوْنَ مِنَ الجَنَّةِ ما أَحَبُّوا،
وَيَتَبَوَّؤُونَ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ أَحَبُّوا – (وفى رواية : وَيَنْزِلُ مِنَ
الْجَنَّةِ حَيْثُ أَحَبَّ (رواه البزار والبيهقي والأصبهاني .الترغيب والترهيب)
وسع الله دائرة
الشهداء فما أكثر شهداء هذه الأمة الذين رحمهم الله بما ألهم به رسوله صلى الله
عليه وسلم وهو الذي يقول فيه مولاه {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى}(3،4 النجم )
ويقول الله عز وجل مبينا فضله وعطاءه لهذه الأمة المرحومة
{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ} (19 الحديد)
***** ثم الدعاء ****
ويقول الله عز وجل مبينا فضله وعطاءه لهذه الأمة المرحومة
{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ} (19 الحديد)
***** ثم الدعاء ****