منزلة الشهيد في الإسلام د/ خالد بدير
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: فضل الشهادة في
سبيل الله والحث على طلبها
العنصر الثاني: أثر الروح المعنوية للجنود في نصر
أكتوبر المجيد
العنصر الثالث: كرامات الشهداء وثمرات الشهادة في
سبيل الله
المقدمة:
أما بعد:
العنصر الأول: فضل الشهادة في سبيل الله والحث على
طلبها
عباد
الله:
نحن نعيش اليوم ذكرى عزيزة علينا ألا وهي ذكر نصر أكتوبر المجيد؛ وقد أكرم الله -
عز وجل – جنودنا البواسل بالحسنيين : النصر ؛ والشهادة في سبيل الله لمن لقي الله –
عز وجل – في هذا اليوم الأغر ؛ ومن المعلوم أن لذة الشهادة في سبيل الله لا يحصرها
قلم، ولا يصفها لسان، ولا يحيط بها بيان، وهي الصفقة الرابحة بين العبد وربه؛ قال
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ
بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ }[التوبة:111]؛ تأملوا هذه الآية العظيمة التي فيها
شراء، وفيها صفقةٌ عظيمة، ولـابن القيم كلامٌ أجمل مما نقول :" المشتري هو
الله، والمتفضل هو الله، والمنعم هو الله؛ خلق هذه النفس من العدم وأطعمها وسقاها
وكفاها وآواها، ودفع عنها النقم، وأسبل عليها وابل النعم، ثم هو جل وعلا يشتريها
من صاحبها ويبذل له عوضاً وثمناً ألا وهو الجنة؛ فيها مالا عينٌ رأت، ولا أذن
سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
فإذا
كان الثمن هو الجنة، فإنه لا يجتهد في هذه الصفقة أو أن يكون ممن يبتاعها إلا
واحدٌ ممن عرف الثمن والقيمة والعوض والمعوض.
أيها
الإخوة المؤمنون: هذا فضلٌ من الله، والله دعانا أن نستبشر بقوله:{فَاسْتَبْشِرُوا
بِبَيْعِكُمُ} [التوبة:111] أي: اضمنوا أنها صفقةٌ رابحةٌ لا تَندُّم بعدها، فلو
أن أحداً اشترى بضاعةً أو عقاراً أو داراً، ثم عاد وخلا بنفسه وأخذ يقلب الحال، هل
غُبن في هذه الصفقة؟ وهل اشتراها بأكثر من قيمتها؟ أما هذه فهي صفقةٌ مربحةٌ
رابحة: {فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111].
ولهذا
كان الصحابة رضي الله عنهم يتمنون الشهادة في سبيله لما لها من هذه المكانة
العظيمة، فهذا حنظلة تزوج حديثاً وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي
للجهاد فيخرج وهو مجنبٌ ليسقط شهيداً في سبيل الله، ليراه النبي بيد الملائكة
تغسله ليسمى بغسيل الملائكة.
وهذا
مثال آخر لطلب الشهادة، ففي غزوة بدر ، قالَ صلى الله عليه وسلم لأصحابِهِ :
" قوموا إلى جنَّةٍ عرضُها السَّمَواتُ والأرضُ، فقالَ عميرُ بنُ الحمامِ
الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، جنَّةٌ عرضُها السَّمواتُ والأرضُ؟ قال: نعَم ، قال:
بخٍ بخٍ ، فقالَ رسولُ اللهِ وما يحملُكَ علَى قولِ بخٍ بخٍ؟ قال: لا واللهِ يا
رسولَ اللهِ، إلَّا رجاءَ أن أَكونَ من أَهلِها ؟ قال: فإنَّكَ من أَهلِها . . .
فأخرجَ تمراتٍ من قرنِهِ، فجعلَ يأْكلُ منْهنَّ. ثمَّ قال: لئِن أنا حييتُ حتَّى
آكلَ تمراتي هذِهِ إنَّها حياةٌ طويلةٌ ، فرمى ما كانَ معَهُ منَ التَّمرِ ثم
قاتَلَهم حتَّى قُتلَ َ " ( مسلم )
وهذا
أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ
أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَاللَّهِ لَئِنْ
أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ
أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَقْبَلَ سَعْدُ
بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: أَيْنَ؟! أَيْنَ؟! فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي
لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ قَالَ: فَحَمَلَ فَقَاتَلَ , فقُتِلَ فَقَالَ
سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطَقْتُ ما أطاق فقالت أخته: والله ما
عرفت أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ
جِرَاحَةً ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا
تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] (صحيح ابن حبان ).
وإذا
كان الله أنعم عليك بالصحة فهذا مثال لصحابي أعرج رخص له في عدم الخروج ومع ذلك خرج
لطلب الشهادة، ألا وهو عمرو بن الجموح رضي الله عنه كان شيخاً من الأنصار أعرج،
فلما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة بدر قال لبنيه : أخرجوني ( أي
للقتال ) فذُكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - عرجه ، فأذن له في البقاء وعدم
الخروج للقتال ، قلما كان يوم أحد خرج الناس للجهاد ، فقال لبنيه أخرجوني !!
فقالوا له : قد رخص لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عدم الخروج للقتال ،
فقال لهم هيهات هيهات !! منعتموني الجنة يوم بدر والآن تمنعونيها يوم أحد !! فأبى
إلا الخروج للقتال ، فأخرجه أبناؤه معهم ، فجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:(نَعَمْ) قَالَ:
فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أرجعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ،
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو! لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَهْلًا يَا عُمَرُ!
فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَّره، مِنْهُمْ عَمْرُو
بْنُ الْجَمُوحِ يَخُوضُ فِي الجنة بعرجته" (صحيح ابن حبان )
أيها
الأحبة في الله! ليكن لكم القدوة في نبيكم صلى الله عليه وسلم، ونظرا
لأن فضل الشهادة عظيم فقد تمنى الشهادة مقسما فقال: " وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ
أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ." (
متفق عليه ) قال ابن بطال في شرحه على البخاري:" فيه فضل الشهادة على سائر
أعمال البر لأنه - صلى الله عليه وسلم
- تمناها دون غيرها، وذلك لرفيع درجتها،
وكرامة أهلها لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وذلك والله أعلم لسماحة أنفسهم
ببذل مهجتهم فى مرضاة الله وإعزاز دينه، ومحاربة من حاده وعاداه، فجازاهم بأن
عوضهم من فقد حياة الدنيا الفانية الحياة الدائمة فى الدار الباقية، فكانت
المجازاة من حسن الطاعة."أ.ه
ولذلك
تمنى عبدالله - والد جابر رضي الله عنهما والذي استشهد في غزوة أحد - الرجوع إلى
الدنيا ليقتل في سبيل الله مرة أخرى؛ لما يراه من النعيم!
فعن
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : " لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله
عَليْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا جَابِرُ ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ قَالَ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتُشْهِدَ أَبِي ، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا ، قَالَ :
أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ قَالَ : بَلَى يَا
رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدِي ، تَمَنَّ عَلَيَّ
أُعْطِكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ تُحْيِينِي ، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً ، فَقَالَ
الرَّبُّ سُبْحَانَهُ : إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ
يَرْجِعُونَ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي ، قَالَ : فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.(الترمذي وابن ماجة والحاكم
وصححه).
فينبغي
أن تسأل الله الشهادة وتضحي بنفسك وأهلك من أجل الله ، وتتمني الشهادة بصدق وبنية
خالصة؛ فعن سهل بن حنيف-رضي الله عنه- قال: - صلى الله
عليه وسلم - " مَن سأَل الشَّهادَةَ بصِدقٍ ، بلَّغه اللهُ مَنازِلَ
الشُّهَداءِ ، وإنْ مات على فِراشِه " ( مسلم )، لذلك كان عمرُ رضيَ اللهُ
عنهُ يقول في دعائه :" اللهمَّ ارزقْنِي شهادَةً في سبيلِكَ ، واجعلْ موتِي
في بلَدِ رسولِكَ - صلى الله عليه وسلم -." ( البخاري )، واستجاب الله دعاءه
ورزقه الله الشهادة ودفن بجوار المصطفي -صلى الله عليه وسلم -.
فنسأل
الله أن يكتب لنا الشهادة في سبيله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
العنصر الثاني: أثر الروح المعنوية للجنود في نصر
أكتوبر المجيد
عباد
الله:
لقد كان للروح المعنوية أثرٌ بالغٌ في نصر أكتوبر المجيد؛ إذ اجتمعت عوامل عدة
عملت على رفع الروح المعنوية لدى الجنود المصريين؛ ومن أهم هذه العوامل الصيام
وشهر رمضان؛ فإذا كان الإسلام أوجب على الصائم التحلي بالأخلاق والآداب في صيامه؛
وإن أحد سابه أو شاتمه يقول له: إني صائم ؛ بما تحويه الكلمة من معاني الإيمان
والتقوى والخشوع لله تعالى؛ فما بالك بالآخر لا يسبك بل يقاتلك ؟!!
ومن
يجلس منكم مع آبائه وأجداده وهم يصورون له أرض المعركة والروح المعنوية عند الجنود
المصريين يجد هذه الروح وهذا النصر والتأييد والمدد من الله تعالى مع قلة العدد
والعدة والعتاد !!
أيها
المسلمون:
إن الروح المعنوية بالإضافة للتسليح والتدريب الجيد أهم عناصر النصر، وأوائل
القادة العسكريين مثل فريدريك الكبير وجد أن الهزيمة تحدث للجنود من مشاعر الإحباط
وضعف المعنويات أكثر من أن تأتي من الخسائر المادية، ولنابليون مقولة شهيرة قال
فيها: "إن الروح المعنوية تتفوق على القوة الجسدية بثلاثة أضعاف"، وكان
نابليون يكافىء جيوشه لرفع روحهم المعنوية بالجوائز والأوسمة أو الترقيات.
ولنا
الأسوة الحسنة في نبينا - صلّى الله عليه وسلم – فقد حرص في قيادته لجنده أن يرفع
الروح المعنوية لديهم وبقاءها كذلك، فقال لهم في غروة بدر: " سيروا على بركة
الله، وأبشروا، فإن الله تعالى وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى
مصارع القوم" (سنن النسائي) ، وفي مؤتة (8 هـ) خطب عبد الله بن رواحة وأثار
فيها الروح المعنوية ، وقال النبي صلّى الله عليه وسلم عندما رجعوا: «بل كرار إن
شاء الله» «تاريخ الطبري»؛ وحرص النبي صلّى الله عليه وسلم كذلك على إخفاء بعض
الأمور والأخبار التي تضعف الروح المعنوية، ففي أحد (3 هـ) أمر عليّا أن يستطلع
سير قريش وأن يخفي ذلك ؛ وفي الخندق (5 هـ) بلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
نقض بني قريظة للعهد فبعث نفرا من المسلمين ليتبينوا الأمر وقال لهم: «انطلقوا فإن
كان ما قيل حقّا فألحنوا لي لحنا أعرفه» «سيرة ابن هشام» ، وكذلك حرص على عدم نشر
الشائعات بين المسلمين، يتضح هذا من قوله تعالى: وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ
الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى
أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
[النساء: 83] .
وكانت
«الخدعة» إحدى وسائل النبي صلّى الله عليه وسلم في حربه مع أعدائه فقال: «الحرب
خدعة» «متفق عليه» .
ولقد
أخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أن كل شيء يقاتل معنا حتى الحجر والشجر؛ فعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ
فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ
الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا
عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ؛ إِلَّا
الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ . " (متفق عليه )
وقد
افتخر أحد المسلمين الفلسطينيين بهذا الحديث على يهودي؛ فرد عليه اليهودي قائلاً:
لن يتحقق لكم ذلك حتى يكون عدد المسلمين في صلاة الجمعة هو عدد المسلمين في صلاة
الفجر !!!
فالعبادة
والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والإيمان العميق أهم أسس
ووسائل النصر والأمن والاستقرار والخلافة والتمكين في الأرض؛ وقد سجل القرآن هذه
الحقيقة في قوله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ }(النور:55)
فالعقيدة
والإيمان هي أسلحة النصر الحقيقية؛ لما تبعثه من طاقة روحية قوية وروح معنوية
عالية داخل النفس البشرية؛ تؤدي بها إلى التضحية بكل شيء في سبيل نيل النصر أو نيل
الشهادة في سبيل نصرة الحق!!
إن
الجندي المصري هو خير أجناد الأرض، يستطيع بنجاح مذهل – مع قوته الإيمانية وروحه
المعنوية - العمل تحت أي ضغوط ومواجهة أي تحديات، ليعطي للعالم درسا في الولاء وقوة
التحمل في سبيل نصرة الوطن والحق المبين!!
العنصر الثالث: كرامات الشهداء وثمرات الشهادة في
سبيل الله
عباد
الله:
أسوق لكم ولكل شهيد على أرض الوطن عدة فضائل وكرامات خص الله بها الشهداء الأبرار،
والتي يتمني كل واحد منا الشهادة على أثرها؛ كما تمنى ذلك الرسول صلى الله عليه
وسلم وصحابته الكرام!!
إن
ثمرات الشهادة وكرامات الشهداء كثيرة في الدنيا والآخرة، وقد جمعتها لكم في عشرين
خصلة وخصيصة مدعمة بالأدلة من القرآن والسنة – تاركا لكم التعليق عليها اختصارا
للوقت - وتتمثل فيما يلي:-
أولاً: الحياة بعد الاستشهاد مباشرة :
قال
تعالى: { وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ
أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ( البقرة: 154)، وقال تعالى: { وَلاَ
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) .
وهذه هي صفة الحياة الأولى فهم أحياء أولاً بهذا
الاعتبار الواقعي في دنيا الناس ، ثم هم أحياء عند ربهم باعتبار آخر لا ندري عن
كنهه ، وحسبنا إخبار الله تعالى به ( أحياء ولكن لا تشعرون ) لأن كنه هذه الحياة
فوق إدراكنا البشرى القاصر المحدود لكنهم أحياء ، ومن ثم لا يغسلون كما يغسل
الموتى ، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها فالغسل تطهير للجسد الميت؛ وهم
أطهار بما فيهم من حياة ، وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء .
ثانيا : الفرح بما آتاهم الله من فضله ، والاستبشار
بما من الله عليهم من نعمة وفضل
قال
تعالى:{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ
مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ
خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }( آل عمران: 169،170)
ثالثا : مغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات والنجاة من
النار :
قال تعالى : { فَالَّذِينَ هَاجَرُوا
وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا
لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ
الثَّوَابِ } ( آل عمران : 195 ) .
وروى ابن ماجه بسند حسن عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ
مَعْدِي كَرِبَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ :"
لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ : يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ
مِنْ دَمِهِ ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ
الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ
الإِيمَانِ ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ
إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ.".
رابعا : دخول الجنة وحصول الأجر والنعمة والفضل
العظيم :
قال
تعالى : { فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي
سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } ( آل عمران : 195 )، وقال
تعالى : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } [التوبة:111].
وذكر الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) من حديث عبادة
بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن للشهيد عند الله عز وجل ست خصال ، أن
يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلة الإيمان ، ويزوج من
الحور العين ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج
الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور
العين ، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه " (أحمد والطبراني ورجاله ثقات).
خامساً : تمنى الرجوع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى بل
عشر مرات :
روى
البخاري في صحيحه واللفظ له ، ومسلم في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ
يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا
الشَّهِيدَ؛ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ؛ فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ
يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى ".
وأخرج البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ
أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا
الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ
لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ ."
سادسا : من يكلم في سبيل الله يأتي يوم القيامة
اللون لون الدم والرج ريح المسك :
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ؛ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ. " (البخاري من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه)
سابعا : الشهيد في الفردوس الأعلى :
أخرج
البخاري أن أم حارثه أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:" يَا نَبِيَّ اللَّهِ
أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ
سَهْمٌ غَرْبٌ؛ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ
اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ. قَالَ: يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا
جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى."
ثامنا : الملائكة تظل الشهيد بأجنحتها .
فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:"
جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ
بِهِ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ فَنَهَانِي
قَوْمِي؛ فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو؛
فَقَالَ: لِمَ تَبْكِي أَوْ لَا تَبْكِي؛ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ
بِأَجْنِحَتِهَا." (متفق عليه).
تاسعا : حياة أجساد الشهداء :
روى
مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ( أنه بلغه أن عمرو بن الجموح ، وعبد الله بن
عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما ، وكان قبرهما مما يلي
السيل وكانا في قبر واحد ، وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما
فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس ، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن
وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت ، وكان بين أحد وبين يوم حفر
عنهما ست وأربعون سنة ) . وروى الذهبي أن ( أبا طلحة رضي الله عنه غزا في البحر
فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير ).
عاشرا : الشهداء لا يفتنون في القبور :
تقدم
حديث المقدام بن معدي كرب وفيه " ويجار من عذاب القبر ."، وأخرج الحاكم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه
الآية : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}، من الذين
لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله " ، ( وقال صحيح الإسناد ولم
يخرجاه) .
حادي عشر : الشهيد لا يشعر بألم القتل وسكرات الموت
:
روى
الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " ما يجد الشهيد من مس القتل
إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة" (وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب) ، وكان علي
يحض على القتال ويقول : ( إن لم تقتلوا تموتوا ، والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف
أهون من موت على فراش .)
ثاني عشر : أرواح الشهداء في جوف طير خضر :
روى
مسلم في صحيحه من حديث مسروق قال : سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه
الآية : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } . قال : أما أنا قد سألنا عن ذلك
فقال : ( أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث
شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل .. .
الحديث. قال ابن النحاس : ( جعل الله
أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير ، الملون بألطف الألوان وهو الخضرة ،
يأوي إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل عرش اللطيف الرحيم
لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم ، فكيف يظن أنها محصورة ، كلا والله إن
هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليشمر المشمرون وعليه فليجتهد المجاهدون. )
ثالث عشر : دم الشهيد أحب شيء إلى الله :
أخرج
الترمذي في جامعه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين ، قطرة من دموع في خشية
الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران ، فأثر في سبيل الله ، وأثر في
فريضة من فرائض الله " (ثم قال : هذا حديث حسن غريب .)
رابع عشر : الشهيد له دار ما أحسن منها :
روى
البخاري من حديث سمرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي
الشجرة وأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل ، لم أر قط أحسن منها ، قال : أما هذه الدار
فدار الشهداء"
خامس عشر : الشهداء أول من يدخل الجنة :
روى
الترمذي عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "عرض علي أول ثلاثة
يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد
مملوك أحسن عبادة ربه، ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال. ."الحديث وقال: حديث
حسن.
سادس عشر : الشهيد يشفع في أهل بيته:
روى
البيهقي من حديث أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته " وتقدم حديث المقدام بن
معدي كرب، وفيه أن " الشهيد يشفع في سبعين من أهله"
سابع عشر : الشهداء لا يصعقون في نفخة الصور : (
الفزع )
روى
الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية:{ وَنُفِخَ فِي
الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ} ( الزمر: 68 ). من الذين لم يشأ
الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله
" وتقدم حديث عبادة وحديث معدي كرب وفيه " ويأمن من الفزع الأكبر
".
ثامن عشر : لا يجف دم الشهيد حتى يرى الحور العين:
روى
عبد الرزاق بإسناد صحيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : إذا التقى الصفان أهبط
الله الحور العين إلى السماء الدنيا فإذا رأين الرجل يرضين قدمه قلن : اللهم ثبته
، وإن فر احتجبن منه ، فإن هو قتل نزلتا إليه فمسحتا التراب عن وجهه وقالت : (
اللهم عفر من عفره ، وترب من تربه ) .
تاسع عشر: أفضل الشهداء من أهريق دمه وعقر جواده
روى ابن حبان عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل ؟ قال:
" أن يعقر جوادك، ويهراق دمك."
عشرون: الشهداء يضحك الله تعالى إليهم
روى
البخاري ومسلم واللفظ له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" يَضْحَكُ اللَّهُ
إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ؛
يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُ؛ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى
الْقَاتِلِ فَيُسْتَشْهَدُ "
هذه
هى كرامات الشهداء وفضائلهم ، ونسأل الله أن يرزقنا عيش السعداء، وميتة الشهداء،
ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء..
الدعاء........ وأقم الصلاة،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي