أَكَّالُــونَ لِلسُّــحْـتِ للشيخ أبو سيف الأزهري




أَكَّالُــونَ لِلسُّــحْـتِ للشيخ أبو سيف الأزهري

الحمد لله رب العالمين
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه،
ومذل من خالف أمره وعصاه،
وفق من شاء من عباده لما يحب ويرضاه،
وفضل الصالح على الطالح واجتباه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه،
حذر المؤمن من سوء المعاملات ونهاه
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ومصطفاه، طوبى لمن اقتدى به ووالاه،
وويل لمن أعرض عن شرعه وعاداه،
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان هواهم تبعا لهواه،
وعلى التابعين لهم بإحسان إلى أن نلقاه.
وبعــــد...
يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )
#عبادالله:
اعلموا جيدا انه كلما تقادم عهد النبوة، واقترب الناس من القيامة؛ قلَّ الدين في الناس، وفسدت الأخلاق، ومرجت العهود، وضُيعت الأمانات، ولا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه،
ومما يدمي القلوب ويشعر بالخوف من عذاب علام الغيوب انتشار آفة من أشد الآفات خطراً على مجتمعات المسلمين، آفة خطيرة،تهلك الأخضر واليابس في المجتمع،
إنها عدو تفسد الأخلاق، وتلوث الأذواق، وتنجس الأرزاق،
إنها عدو للإنسانية، عدو للأنقياء الأتقياء الأصفياء،
إنها دليل على الشره والطمع، والسفه والجشع،
◄كم من حقوق لعباد الله ضاعت بها!
وكم من حكم لله عطل بها!
وكم من باطل أصبح بها حقا!
وكم من حق أصبح بها باطلا!
وكم من رفيع وضعته!
وكم وضيع رفعته!
وكم من نفس مظلومة حولتها إلى ظالمة!
وكم من ظالمة أصبحت بها مظلومة!
وكم من كسول تبوأ بها المناصب المرموقة التي لا تليق به،
◄لقد بيعت بها الأصوات والكراسي والمناصب،
واشتريت بها الذمم والهمم والضمائر،
لقد ضاعت بها الأمانة،
وانتشرت بها الخيانة،
وانتهكت بها الحرمات،
وضاعت بها الفرائض،
واعتدي بها على حدود الله،
يا ما أُسِّدت الأمور بسببها لغير أهلها!
يا ما جنت من فضائح عبر الإنترنت على بلادنا!
🔴═◄أتدرون ما هي هذه الآفة الخطيرة؟ وهل تعلمون ما هو هذا العدو اللدود؟
إنها شجرة أصلها في الخبث ثابت، وفرعها في الإجرام قائم،
إنها آفة الرشوة والارتشاء!
إنها الوجوه المشبوهة المشوهة!
إنها الوساطة والمحسوبية!
إنها الزبونية والزبانية!
◄وهي دفع المبالغ النقدية، أو تقديم خدمات، أو تسهيلات أو أشياء عينية، أو الدعوة إلى ولائم، إلى غير ذلك من أشكالها الأخرى في مقابل قضاء مصلحة يجب على المسؤول عنها قضاؤها بدونه. بقصد إبطال حق أو إحقاق باطل أو ظلمًا لأحد.
🔴═◄عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم ..
واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..!
خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات !
وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!
‼ بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.
لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. !
🔴═◄ الرشوة مرض اجتماعي خطير،
اتفقت أمم الأرض كلها، وأنظمتها جميعها، وكل الشرائع بأنواعها وأشكالها، سماوية وأرضية على أن الرشوة جريمة خطيرة، وصاحبها مجرم أخطر، يستوجب العقوبة دنيا وأخرى،
ولا توجد في الدنيا دولة تجيز في قوانينها الرشوة مهما كانت عقيدتها،
ورغم ذلك فقد مرضت بها أيدينا فطغت على معاملاتنا،
ونجست بأثرها السيئ طهارة قلوبنا،
وكدرت صفاء أموالنا،
ولوثت في العالم سمعة بلادنا، لقد اختلط بها الحلال بالحرام فجعلتنا نعرض أنفسنا يوم القيامة لحساب عسير: من أين اكتسبنا هذا المال؟ وفيما أنفقنا هذا المال؟
◄ولقد استهان كثير من الناس بهذا الباب الخطير، وهو سبب فساد الذمم، وشراء الضمائر، والمماطلة في الحقوق، والتقاعس عن أداء الواجبات إلا برشوة أو هدية أو خدمة يبذلها صاحب الحق
═◄فيا من يستغل سلطتة الوظيفيّة ويتحايُل على القانون، لسَلبِ الأموال العامة؛ مِن أراضٍ وعقاراتٍ، وأموالٍ ومُقدَّرات، عَن طريق الرِّشوةِ أو غيرها،
◄يا من يأخذ الرشوة أو يدفعها فيسميها بغير اسمها- إحسانا أوهدية أو إكرامية أوتحية أووهبة أو حلاوة إو شايا؛ فالأسماء لا تغير من الحقائق شيئًا، والعبرة للحقائق والمعاني لا للألفاظ والمباني،
تدبر
هذا الحديث الشريف، الذى رواه البخاري ومسلم أن رجلا اسمه ابن اللتبية،كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم بجمع الصدقات، فلما جاء بها بدأ يقول:
هذا للصدقة، وهذه هدية أهديت إلي،
فاستدعى الأمر خطبة طارئة من النبي صلى الله عليه وسلم حتى يربي ويصحح الخطأ، فقام على المنبر فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
«ما بال عامل أبعثه، فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا؟
والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر» ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء فيقول: «اللهم هل بلغت»مرتين).
فانظر يا اخى
هذا رجل أدى مال المسلمين كاملاً وأخذ ما أهدي إليه فغضب من فعله ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن أخذ من مال المسلمين ؟
قولوا لكل من أخذ هدية بسبب منصبه ووجاهته انظر إلى حالك بعد يوم واحد من التقاعد كيف يكون حالك ترى الذي أهداك بالأمس لا يكاد يلقي عليك السلام ، فهل كانت هديته لمحبة أم لأمر أخر ؟ فليعتبر من هم اليوم في مناصب ووجاهات بمن سبق قبل أن يعتبر بهم من بعدهم ،
قولوا لمن يقبل الهدايا أو الرشاوى في عمله وهو يظن أن لم يره أحد ؟ قولوا له إن لم يراك البشر فإن رب البشر يراك . وإن لم تتب من عملك المشين ذلك فستفضح على رؤوس الخلائق من لدن آدم عليه السلام إلى آخر ما خلق الديان فمن أخذ ظرفاً فيه مبلغ من المال أتى به يحمله على عنقه ، ومن أخذ سيارة يأتي بها على عنقه، ومن أخذ أرضاً يأتي بها على عنقه وهكذا... فمستقل ومستكثر ،
◄قال النووي رحمه الله:
في الحديث بيان أن هدايا العمال حرام وغلول؛ لأنه كان في ولايته وأمانته... والعامل يطلق على أصحاب الوظائف والمسؤولين وغيرهم ممن بيدهم قضاء مصالح الناس.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً ــ أي منحناه راتباً ــ فما أخذه بعد ذلك فهو غلول أي خيانة)(رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).
◄وقال الخطابي: "وفي قوله: "هلا جلس في بيت أمه أو أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا؟!"، دليل على أن كل أمر يتذرع به إلى محظور فهو محظور، وكل دخل في العقود ينظر هل يكون حكمه عند الانفراد كحكمه عند الاقتران أم لا؟
#نـــعـــم
هذه الهدايا التي تبذل لهؤلاء الموظفين لأجل وظائفهم قد منعت الشريعة منها سواء كانت مالا أم متاعا أم ولائم أم خدمات أم غيرها، ولا حق لهم فيها؛
إذ لولا وظائفهم ما بذلت لهم،
ولو
قعدوا
في بيوتهم
لما وصلت إليهم،
فحُرِّم بذلها على الباذلين، كما حُرِّم أخذها على العاملين، ولا يحل لموظف صغيرا كان أم كبيرا أن يماطل في حقوق الناس، أو يؤخر معاملاتهم؛ لأجل أن يبذلوا له شيئا، أو يتقربوا إليه بصنيعة.
#عبادالله:
إن للرشوة آثار خطيرة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار :
◄ إضعاف وازع الإيمان عند المسلم:
فالذي يتعامل بالرشوة تضعف في قلبه رقابة الله واطلاعه عليه، وأنه محاسبه ومجازيه عن كل صغيرة وكبيرة، وقد يستهين البعض بتلك المعصية غافلاً عن قوله تعالى {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
◄ تدمير المبادئ والأخلاقيات الكريمة للمجتمع المسلم:
فانتشار ظاهرة الرشوة في المجتمع المسلم يعني تدمير أخلاقه،وفقدان الثقة بين طبقاته،وانتشار التسيب واللامبالاة وفقدان الشعور بالولاء والانتماء، وسيطرة حب النفس، وانتشار أمراض القلوب من الحسد، والضغينة، والبغضاء، والغل إلى غير ذلك.
◄ توسيد الأمر لغير أهله:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحدِّث إذ جاء أعرابي فقال متى الساعة؟ قال إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) (رواه البخاري).
فالإنسان حينما يدفع رشوة للحصول على وظيفة معينة ليس أهلاً لها، ولا تتوافر فيه مقوماتها وشروطها، يترتب على ذلك القصور في العمل والإنتاج، وإهدار الموارد، وظلم مستحقي هذه الوظائف.
◄ إهدار الأموال وتعريض الأنفس للخطر:
فالذين يحصلون بالرشاوى على المشاريع الخاصة بخدمات المسلمين، عرضة لتقصيرهم فيما يقومون به، فهنا يقع المحظور، وتحدث الأخطار التي تضر بالأموال، والأنفس.
◄ومن آثارها وبؤسها على صاحبها أنها تمنع استجابة الدعاء،
روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)". ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام، "فأنى يستجاب له". وقال ابن عباس: "لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام".
#ايهاالاخوة:
═◄سبل مكافحة ظاهرة الرشوة ما يلي:
◄معرفة المسلم أنه موقوف بين يدي ربه، وأنه سائله عن ماله، كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: وذكر منها: .. وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)(رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع) فيحرص على عدم أخذ شيء لا يحل له.
◄ ينبغي أن يعلم المسلم الذي يأخذ الرشوة أنه ملعون من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم: قال صلى الله عليه وسلم (لعن الله الراشي والمرتشي)(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع)، وفي رواية للترمذي (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي)(وصححه الألباني في جامع الترمذي)، ومعلوم أن اللعن هو الطرد من رحمة الله، فهل يليق بالمسلم أن يسعى ليكون مطروداً من رحمة الله تعالى.
◄ينبغي أن يعلم الذي يأخذ الرشوة أن ذلك طريق للعذاب: كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به)(رواه الطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع)، وعلى قدر تذكر ذلك ومعرفته بقدر ما يبتعد عنها.
◄تربية الأفراد تربية إسلامية قويمة:تغرس في نفوسهم حب الفضائل، وتجنب الرذائل وتعود الإنسان على مراقبة الله عز وجل في السر والعلن كما قال صلى الله عليه وسلم : (اُعبُدِ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)(رواه البخاري ومسلم).
وعلى المسلم تجنب دفع الرشوة حتى ولو كانت بقصد الوصول إلى حق لأن ذلك يفتح الباب لهذه العادة السيئة فتنتشر وتصير عرفاً.
◄ويجب كذلك تكثيف التوعية لأفراد المجتمع بخطر الرشوة على استتباب الأمن والنظام وعلى التنمية الاقتصادية، وأنه طريق إلى الكسب غير المشروع، وإهدار للمال العام.
ومن سبل مكافحتها بيان مضارها وآثارها، وإشاعتها عند الناس، والإعلان عن كل من يتعاطاها والتشهير به لينبذه المجتمع ويدركوا جريرة فعله.
◄وأخيراً: المتابعة الجدية من الاجهزة الرقابية فى الدولة وفتح ملفات الذمم المالية للموظفين وتفعيل من اين لك هذا ؟ ومن تثبت ادانته فللحاكم سلطة توقيع عقوبات تعزيرية على المرتشى، وهو الذي يحددها وفق تقديره لحجم الجريمة وظروف ارتكابها ومن هذه العقوبات: الحبس، والعزل من الوظيفة، والغرامة، ومصادرة أموال الرشوة.
بهذا يتم الاصلاح الاقتصادى بمحاربة الفساد المالى والادارى
═◄#ايهاالاخوة:
لقد بعث محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- عبدَ الله بن رواحة إلى يهودِ خيبر ليخرِص لهم، فيُعطي النبيّ ما له ويعطيهم ما لهم، فكأنهم قالوا له: زدتَ علينا يا ابن رواحة، قال: ما أخذتُ لنفسي فخذوه أنتم، وما دفعتُه لكم فادفعوه إليّ، إني لم آتِ إلا لأنصفكم، فلمَّا رأوا ذلك منه أهدَوا له هدايا لأجل أن يتواضَع في الخرص، وهو واحدٌ ليس معه إنسان آخر، فقال: ما جئتُكم لأنتقص أموالَكم، ولكن جئتُ لأعدل بيني وبينكم، فقالوا: بهذا قامت السمواتُ والأرض.
أولئك القومُ الذين صدقوا اللهََ في إيمانهم،
وصدقوا اللهَ في مسؤولياتهم،
فحمَوا دينَهم، فصاروا أسعدَ الناس وأفضلَهم.
والمؤمن الصادق الإيمان يحجزه إيمانُه عن سرقةٍ وعن ربًا وعن رشوة وعن استغلالِ منصبٍ فيما يعود على ثروته المالية،
يمنعه إيمانُه ويحجزه عن الحرام، ويقيه شرَّ نفسه وطغيانَ شهواته
◄كان معيقب رضي الله عنه خازن بيت المال في عهد عمر رضي الله عنه، ففي أحد الأيام وهو يكنس بيت المال فوجد درهماً، فأعطاه أحد أبناء عمر رضي الله عنه.
يقول معيقب ثم ذهبت إلى البيت، فهي لحظات فإذا برسول من عمر يطلبني، فلما ذهبت بيته فوجدت عمر و الدرهم بيده،
فقال لي: ويحك يا معيقب، أوجدت عليَ في نفسك سببا؟!، مالي و مالك؟.
فقلت: و ما هو يا أمير المؤمنين؟
فقال: أردت أن تخاصمني أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم يوم القيامة؟
═◄كيف يتوب المرتشى؟
قال العلماء:اذا كان المال مجهول القدر ومعلوم الصاحب
كأموال الرشاوى - فإنه يبنى هذه المسأله على عكس سجود السهو فى الصلاة
فمن شك فى صلاته بنى على الاقل - اما فى هذه المسأله فيبنى على الزياده ليحتاط انه قد اخرج الحق لصاحبه
#أيهاالمسلمون:
لقد أجمع الصحابة والتابعون وعلماء الأمة على تحريم الرشوة بجميع صورها، كما أن الأعذار لمن يحتج بفتوى بعض أهل العلم من المحققين ويجعلها متكأً لأكله الرشوة، وأن هذه الفتوى صحيحة، وقد بنيت على أسس علمية، لكنها مختصة في حالة واحدة أوضحها في كلمات قليلة حتى لا تُنسى:
"يجوز دفع الرشوة من الدافع وذلك في حالة الضرورة الشرعية التي يقدرها أهل العلم عند الرجوع إليهم، ولا تجوز مطلقًا للأخذ". هكذا قال أهل العلم.
◄وممن قال بجوازها عند الضرورة ابن الأثير -رحمه الله- حيث يقول في كتابه النهاية (2/226): "فأمّا ما يُعطى توصلاً إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه...
◄وروى عن جماعة من أئمة التابعين قالوا:
لا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم".
◄وقال الخطابي -رحمه الله- في المعالم (5/207):
"إذا أَعطى ليتوصل به إلى حقه أو يدفع عن نفسه ظلمًا فإنه غير داخل في هذا الوعيد".
◄وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى (31/187):
"ويجوز للمهدي أن يبذل في ذلك ما يتوصل به إلى أخذ حقه أو دفع الظلم عنه،
◄هذا هو المنقول عن السلف والأئمة الكبار.
وهذا من دقائق فقه السلف وعظيم علمهم، فهذا الباب فيه حاجة من جهة، وصعوبة الاجتناب من جهة أخرى، فاستدعى النظر تجويز ذلك مراعاة لمصالح العباد ودفع الضرر عنهم، والصبر في مثل هذه المسائل فيه خير كثير وفضل عظيم".
#أيهاالإخوة
تقدمت بلاد الغرب علينا بأنظمة صارمة تجاه الغش والرشوة وجميع أنواع الفساد الإداري والمالي، لا محاباة فيها لأحد، ويؤاخذ بها الكبير والصغير على حدٍ سواء.
ولا سبيل لنجاة الفرد من عذاب الله تعالى إلا بمراقبته في السر والعلن،
والخوف منه، قبل الخوف من الجهات الرقابية،
ولا سبيل لنهضة الأمة وتقدمها، وانتشالها من الجهل والتخلف والانحطاط إلا بإقامة العدل، ورفع الظلم، واستعمال الأمين، وإقصاء الخائن، ومكافأة المحسن، ومعاقبة المسيء، ومحاسبة المقصر، وعدم محاباة أحد في ذلك، كبيرا كان أم صغيرا،
وإلا كان المزيد من التخلف والانحطاط والذل والتبعية،
حافظوا على سنة نبيكم في معاملاتكم،
أفيقوا أيها الناس،
وأعلموا أن البلاد لن تبنى بالرشوة،
ولن تصلح بالفساد، وأن الأمم لا تتقدم إلا بالعدل والأمانة، إلا بالثقة والمصداقية،
ألا فتمسكوا بتقوى الله عز وجل!
ألا فحصنوا بها أنفسكم ضد المتعاملين بالرشوة، لا تكونوا آخذين، ولا دافعين، ولا وسطاء،
فإلى متى نعرض أنفسنا للعنة الله ورسوله؟
إلى متى نبيع ضمائرنا بالرشوة الحرام؟
إلى متى نغمس أنفسنا في مستنقعات رذائلها؟
إلى متى نستثمر ضمائرنا في الحرام؟
إلى متى نسمي الأشياء بغير مسمياتها؟
الرشوة ملعون صاحبها على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، روى الترمذي وأحمد وابن حبان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله الراشي والمرتشي"، وفي رواية عند أحمد: "والرائش"، وهو الذي يمشي بينهما.
🔴═◄ الكاتب الامريكي "مارك توين" أرسل رسالة بهذا النص
اهرب لقد اكتشفوا أمرنا
لعشر شخصيات كبيرة كان على ثقة أنهم فاسدون
وفي الصباح التالي كانوا كلهم خارج أمريكا
اما الان فيقولون لبعضهم البعض اقتلهم لقد كشفوا خيانتنا ونهبنا وسرقتنا..

أسأل الله ان يصلحنى واياكم ظاهرا وباطنا
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.........!
======================
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى رواه البخاري في كتابه الصحيح فى موعظةً نافعة وكلمةً مؤثرة للصحابي الجليل جندب بن عبد الله رضي الله عنه ؛ قال :
« إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ» .
وما أعظمها من موعظة وما أجلَّها من وصية .
ألا فاتقوا الله ربكم -أيها المسلمون-
وراقبوه في وظائفكم ومكاتبكم؛ فإنه مطلع على سركم وعلانيتكم، ومحاسبكم على أعمالكم (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)
أيها المسلم:
إن الإسلامَ أوجبَ على المسلم الصدقَ والأمانة في العمل، وحرَّم عليه المماطلةَ في ذلك، وجعل ذلك من كبائر الذنوب.
أيها المسلم:
اؤتُمِنت على عملٍ فأدِّه وقتًا وأداءً، واتق الله في ذلك،
واحذر -أخي المسلم-
أن تستغلّ وظيفتَك
وتستغِلّ مكانَك
بأن تجعلَ ذلك سببًا لجذب المال لك والثراء من خلال أداء العمل،
فتحابي وتجامل لأجل أن تنال مطامعَ مادية في عملك،
فذلك المكسب مكسبٌ خبيث، وأخذٌ للمال بغير حق، والله يقول:
(ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْولَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَـاطِلِ)
احذر ان تكون من هؤلاء الذين قال الله فيهم
{يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ }

اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء


♦صور المال الحرام
وكيف نتوب منه؟♦
=========
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله عالم السر والخفيات،
أحمده سبحانه قسّم عباده بعدله بين سعيد استبرأ لدينه واتقى الشبهات،
وشقي تعدى حدود الله وارتكب المحرمات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد:............!
يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾
#عبادالله:
اعلموا جيدا انه فى هذه الايام قد ازداد اكل الحرام وتناوله بصورة تنذر بالخطر
والسبب فى تفشيه وانتشاره.....
هو غياب الضمير وضعف الايمان وغياب حدود الاسلام
فلا عجب ان نرى عصابات الاجرام على مستوى الامة تصول وتجول دون خوف او وجل
لا عجب حينما نسمع كل يوم عن اعراض تنتهك وحرمات تستباح ودماء تسفك واموال تسرق وتنهب وكل يوم يظهر حوت بشرى قد جمع مالا وعدده
#ايهاالمسلمون:
نحن فى زمان قد اخبر به النبى صلى الله عليه وسلم كما عند البخارى عن ابى هريرة انه قال: يأتي على الناس زمان لا يُبالي المرءُ ما أخذَ أمِنَ الحلال أم من الحرام
وهذا ما يريده اعداء الامه
يريدون لابواب الحرام ان تنتشر بين الناس وتزداد بين المسلمين اتدرون لماذا؟
اسمعوا الجواب من على لسان احد عباقرة اعداء الاسلام - ففى ترجمة له يقول ذلك الشيطان الماكر
ان ما يهمنى هو ان يظل المسلمون ياكلون حراما
فسأله احد تلامذته الذين يربيهم ليتسلموا راية العداء لهذه الامة: ولماذا تريد للمسلمين ان يأكلوا حراما؟
فقال: لان المسلم حينما نطعمه حراما فلا بد وان ينحرف ويعوج عن منهج الله ومنهج محمد (صلى الله عليه وسلم)
وصدق والله وهو كذوب
اعداؤنا ايها المسلمون يعرفون تماما ماذا يقربنا من الله ومن منهج الله وماذا يبعدنا عنه..
قال سهل رحمه الله: وتدبروها ..... من اكل الحرام عصت جوارحه شاء ام ابى ومن كانت طعمته حلالا اطاعته جوارحه ووفقت للخيرات
#ايهاالاخوة:
لو رأينا خطيبا صعد المنبر وحث الناس على اكل الحلال وحذرهم من اكل الحرام لرايت كثيرا من الناس يقول - الحمد لله - نحن لا نأكل حراما وقد يكون منغمسا فى الحرام الى انصاف اذنيه
ولذلك:
كان هذا اللقاء لكى يعرف المسلم كيف يعيش؟ وكيف يأكل؟ وهل تطرق الحرام الى مطعمه ومشربه وملبسه ام لا؟
هدفى ومقصدى
ان نمتثل جميعا حديث النبى صلى الله عليه وسلم وهو عند البخارى إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الْإِنْسَانِ بَطْنُهُ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ ،
هدفى ومقصدى
الا يقف الانسان موقف الخزى والحسرة يوم ان يختم الله على الافواه وتتكلم الجوارح فتنطق اليد وتقول سرقت- وتنطق الرجل وتقول الى الحرام مشيت - وتنطق العين وتقول الى الحرام نظرت وكذا بقية الجوارح
فيرفع الخاتم من على فمه فيقول لجوارحه: ويلكن عنكن كنت اناضل
فتقول الجوارح انطقنا الله الذى انطق كل شىء ونص الحديث فى صحيح مسلم
هدفى ومقصدى
ان نطلب الحلال لانه واجب
كما روى الطبرانى بسند حسن عن انس قال صلى الله عليه وسلم: طلب الحلال واجب على كل مسلم
عن حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هلُمُّوا إليَّ»، فأقبَلوا إليه فجلَسُوا. فقال: «هذا رسولُ ربِّ العالمين جبريلُ نفثَ في روعِي أنه لن تموتَ نفسٌ حتى تستكمِلَ رِزقَها وإن أبطَأَ عليها، فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب، ولا يحمِلنَّكم استِبطاءُ الرِّزق أن تأخذُوه بمعصية الله؛ فإن الله لا يُنالُ ما عندَه إلا بطاعتِه» أخرجه البزار في "مسنده" بإسنادٍ صحيحٍ
(وأجمِلوا في الطلبِ ) أي: في طلبِ الرِّزق والسعي لتحصيل الدنيا والمكاسِب .
◀◀ويبقى السؤال
ما هى ابواب الحرام وكيف نتوب من المال الحرام؟
على رأس هذه الصور التى تهدم المجتمعات
🔴.استباحة المال العام
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي حُميد الساعدي قال: استعمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من بني أسد يُقال له: ابن اللُّتْبيَّة - قال عمرو وابن أبي عمر: على الصدقة - فلمَّا قَدِم، قال: هذا لكم، وهذا لي أُهْدِي لي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فحَمِد الله وأثْنَى عليه، ثم قال: ((ما بال العامل نَبعثه فيأتي، فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلاَّ جلَس في بيت أبيه وأُمِّه، فيَنظر أيُهْدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلاَّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة تَيْعَر))، ثم رفَع يديه؛ حتى رأَيْنا عُفْرتَى إبطَيه: ((ألا هل بلَّغْت؟!)) ثلاثًا؛
فانظر يا اخى
هذا رجل أدى مال المسلمين كاملاً وأخذ ما أهدي إليه فغضب من فعله ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن أخذ من مال المسلمين ؟
قولوا لكل من أخذ هدية بسبب منصبه ووجاهته انظر إلى حالك بعد يوم واحد من التقاعد كيف يكون حالك ترى الذي أهداك بالأمس لا يكاد يلقي عليك السلام ، فهل كانت هديته لمحبة أم لأمر أخر ؟ فليعتبر من هم اليوم في مناصب ووجاهات بمن سبق قبل أن يعتبر بهم من بعدهم ،
قولوا لمن يقبل الهدايا أو الرشاوى في عمله وهو يظن أن لم يره أحد ؟ قولوا له إن لم يراك البشر فإن رب البشر يراك . وإن لم تتب من عملك المشين ذلك فستفضح على رؤوس الخلائق من لدن آدم عليه السلام إلى آخر ما خلق الديان فمن أخذ ظرفاً فيه مبلغ من المال أتى به يحمله على عنقه ، ومن أخذ سيارة يأتي بها على عنقه، ومن أخذ أرضاً يأتي بها على عنقه وهكذا... فمستقل ومستكثر ،
قولوا لمن يستخدم الأموال العامة في قضاء مصالحه الخاصة اتق الله فإنه لا يجوز لك ؛ هناك طائفة من الموظفين إذا أراد أن يتكلم في الهاتف لغرضه الخاص ويكون الاتصال على هاتف جوال فإنه يضه هاتفه الجوال جانباً ويستخدم هاتف المصلحة التي هو فيها حتى يحمل التكلفة على المصلحة ولا يتحملها هو ، ومنهم من يستخدم السيارة التي أعطيت له من قبل العمل لقضاء مصالح العمل في قضاء مصالحه الخاصة ، أو يستخدم موظفاً يأخذ راتبه من قبل جهة العمل لقضاء حاجاته الخاصة فيستخدم سائق المصلحة على سبيل المثال في توصيل الأولاد إلى المدارس والعودة بهم ، أو في شراء احتياجات البيت من السوق، أو في تسديد الفواتير وهكذا...
وإني أوصيكم ونفسي ولست بخيركم أن نتقي الله في المال العام الذي بين أيدينا؛ وإني أعلم أيها الأحبة في الله أن بعضنا قد يأخذ من المال العام لا على سبيل قصد السرقة والغلول ولكن على سبيل التساهل وعدم الالتفات إلى القضية على اعتبار أنها من المحقرات ؛وكم من المحقرات اجتمعت على صاحبها حتى اهلكته
🔴.ومن الصور المحرمة أكل اموال الناس بالباطل
أكل المال بالباطل ، ذنب عظيم ، وجريمة خطيرة ، تهدد الفرد والمجتمع ، بل والأمة ، ولا أدل على ذلك من تحذير الله U ، يقول سبحانه من قائل : } وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ { معنى الآية باختصار ، أي لا يأكل بعضكم مال بعض بسبب باطل ، فأكل المال بالباطل ، من الأمور المحرمة ، التي لا تجوز شرعا ،
عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال:
هذا في الرّجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بيّنة فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكّام، وهو يعرف أنّ الحقّ عليه، وقد علم أنّه آثم، آكل حرام.” (الدر المنثور)؛ ”
وقال قتادة :
اعلم يا بن آدم أنّ قضاء القاضي لا يحلّ لك حراما، ولا يحقّ لك باطلا، وإنّما يقضي القاضي بنحو ما يرى وتشهد به الشّهود، والقاضي بشر يخطىء ويصيب، واعلموا أنّ من قضي له بباطل أنّ خصومته لم تنقض حتّى يجمع الله بينهما يوم القيامة فيقضي على المبطل للمحقّ بأجود ممّا قضى به للمبطل على المحقّ في الدّنيا”.
(تفسير ابن كثير) -
بل ـ أيها الأخوة ـ حرمة أكل مال المسلم بالباطل ، كحرمة سفك دمه وهتك عرضة ، ففي الحديث الصحيح يقول النبي r : (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ )
وفي حديث آخر رواه البخاري ـ رحمه الله ـ يقول النَّبِيَّ r : (( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَة )) .
قال ابن حجر : يتصرفون في مال المسلمين بالباطل .
🔴.ومن الصور المحرمة اكل الحق فى الميراث واكل اموال اليتامى
فكم من امرأة حرمت من ميراثها.
وكم من يتامى أكلت حقوقهم
وكم من ضعفاء لم يجدوا لهم ناصرا.
الميراث هو وصية الله تعالى لعباده والذي يتأمل في فرائض الإسلام ليرى أمرا عجيبا فالله تعالى فرض علينا الصلاة ولم يبن في القران عدد الركعات وتركها لنبيه - صلى الله عليه وسلم ليبينها لنا عن طريق السنة التي هي المصدر الثاني للتشريع وكذا الزكاة، أما الميراث فبينه - سبحانه وتعالى - الأنصبة فبين لنا نصيب كل فرد وبين لنا أحوله.
ترى لماذا؟ وصية من الله
ووصية الله يجب ان تنفذ
🔴.ومثلهم " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "
ولما أمرهم بذلك, زجرهم عن أكل أموال اليتامى, وتوعد فقال: على ذلك أشد العذاب " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا " أي: بغير حق.
وهذا القيد, يخرج به ما تقدم, من جواز الأكل للفقير بالمعروف, ومن جواز خلط طعامهم بطعام اليتامى.
فمن أكلها ظلما, فإنما " يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا " أي: فإن الذي أكلوه, نار تتأجج من أجوافهم وهم الذين أدخلوه في بطونهم.
" وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " أي: نارا محرقة متوقدة.
وهذا أعظم وعيد ورد في الذنوب, يدل على شناعة أكل أموال اليتامى وقبحها, وأنها موجِبَة لدخول النار.
فدل ذلك, أنها من أكبر الكبائر.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال( يبعثُ الله عز وجل قوماً من قُبورهم تَخرج النار
من بطونهم تُأجج أفواههم ناراً فقيل من هم يا رسول الله قال ألم تر أن الله تعالى يقول إن الذين
يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً )
ومن هنا نحذر من أكل أموال الناس بالباطل من ميراث أو غيره ،
#ايهاالاخوة:
كيف نتوب من المال الحرام؟
من مجموع الاحاديث الصحيحة والاخبار واستقراء واقع الناس فى اكلهم للاموال المحرمه كانت هذه القواعد الاربعه للتخلص من مغبة المال الحرام:.
🔴.اولا:
اذا كان المال معلوم القدر ومعلوم الصاحب
وجب رد المال بأكمله الى صاحبه والا كان السداد فى بئر الامانات فى جهنم
🔴.ثانيا:
اذا كان المال معلوم القدر ومجهول الصاحب
كأموال الربا - قال العلماء: يرد هذا المال الى بيت مال المسلمين او الى هيئة عامة تخدم الاسلام والمسلمين وعموم الناس على ذمة صاحب المال
🔴.ثالثا:
اذا كان المال مجهول القدر ومعلوم الصاحب
كأموال الرشاوى - قال العلماء يبنى هذه المسأله على عكس سجود السهو فى الصلاة
فمن شك فى صلاته بنى على الاقل - اما فى هذه المسأله فيبنى على الزياده ليحتاط انه قد اخرج الحق لصاحبه
🔴.رابعا:
اذا كان المال مجهول القدر ومجهول الصاحب
كمن اكتسب مالا من حرام وتاجر به ونمت تجارته وطال الامد
قال العلماء بالاجتهاد يجوز له ان يفرض لنفسه راتبا شهريا فى المال الذى نماه وكثره كأنه موظف لدى اصحاب هذا المال - ثم يخرج الباقى الى ما يخدم عموم الناس من الهيئات والمؤسسات
#ايهاالاخوة:
يقول صلى الله عليه وسلم فى اعجب ما قرأت عنه فيما رواه احمد بسند جيد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ ، فَيَذْهَبَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَيَحْتَطِبَ ، ثُمَّ يَأْتِيَ بِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَيَبِيعَهُ ، فَيَأْكُلَ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ ، وَلَأَنْ يَأْخُذَ تُرَابًا ، فَيَجْعَلَهُ فِي فِيهِ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ فِي فِيهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ " .
فانظروا الى الاسلام بعلو منهجه ونزاهة عقيدته يريد ان يغلق علينا كل ابواب الحرام لانها تحمل غضب الله عزوجل
ذكر ابن القيم فى الداء والدواء قال : وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه :
أصاب بني إسرائيل بلاء ، فخرجوا مخرجا ، فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم : إنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة ، وترفعون إلي أكفا قد سفكتم بها الدماء ، وملأتم بها بيوتكم من الحرام ، الآن حين اشتد غضبي عليكم ؟ ولن تزدادوا مني إلا بعدا .
ذكر الذهبى فى نبلائه:
ان عبدالله ابن المبارك كان بالشام يكتب الحديث فانكسر قلمه فاستعار قلما فنسى فجعله فى مقلمته فى جيبه فلما رجع الى بلده (مرو) وهى مدينة بتركيا راى القلم المستعار فتجهز للرجوع الى الشام لرد القلم لصاحبه
دمشق في سوريا ومرو في جهة شرق إيران أو شمال إيران، استعار قلماً من رجل دمشقي يكتب به، فكتب به ووضعه في جيبه ونسي أن يرده وركب بغلته وسافر ما يقارب خمسة عشر أو عشرين يوماً، فلما دخل مرو نظر فإذا القلم في جيبه، قلم لا يساوي درهماً، لكنه ركب البغلة ورجع ووصل إلى الدمشقي وقال: هذا قلمك،
فانظروا هذا الورع العظيم.
وبعض الناس جهاراً نهاراً يتلاعب بالأموال، ويحاول أن يحتال بكل وسيلة ليخدع عباد الله، من أجل أن يحصل على شيء من المال،
فانظر إلى هذا، أين هذا الورع؟
قلم واحد لا يساوي درهماً،
فما بالكم بمن يستخدم كهرباء المسجد والمدرسة والمستشفى لشحن هاتفه؟
ما بالكم بمن يركب القطار فيتهرب من دفع التذكرة؟
ما بالكم بموظف لا يؤدى ما عليه ثم يأخذ اجره وراتبه كاملا؟
ما بالكم بمن يكفف ثوبه بالخيط الحرير وهو يعلم ان الحرير محرم على الرجال؟
بل
ما بالكم بإما لمسجد لا يؤدى فيه ما كلف به من دروس وقوافل وغيرها..؟؟
الناس الآن لا يسألون عن هذا، ولا يسأل أحدهم عن هذه الأمور البسيطة، حتى لو حدثتهم أنت عن هذا لضحكوا عليك؛ لأن بعض الناس أصبح يأكل من الحرام كالجبال.
أنا أوقف هؤلاء أمام قلم ابن المبارك.
🔴◀يا تارك الحرام أبشر!!
ورد في الحديث المرسل
(لا يقدر رجل على حرام،
ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله،
إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة
ما هو خير له من ذلك). (ابن جرير عن قتادة مرسلاً)،
أخرجه ابن جرير (15/85) . انظر جامع الأحاديث (17/ 220) ح (17999)

أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .........!
=======================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث رواه الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ "
فلا داعى للحرام
لان الحرام يورث نارا تلظى
يا آكل الحرام كم ستتمتع بهذا المال؟
سنة او خمس او عشرة ام بقية عمرك؟
وبعدها نارا تلظى
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك ﴾


اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات