دور الشباب في البناء والتعمير للشيخ اسلام السمان
الحمد لله الذي خلق الإنسان وألهمه،
وأكرمه ونعَّمَه، وأرسل إليه الرسل للبلاغ والهداية والتحذير من الضلال والغواية
وأمده بالعقل القويم ووعده جنَّاتِ النَّعِيمِ.
يا أخا الإسلام:
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ
له الملكُ الحقُّ المبين، الخيرُ المطلقُ في قدره وتدبيره، والعبد سائرٌ بلا
اختيارٍ في حُكْمِهِ وتَقْديرِه.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله
النبيُّ الخاتم، جامعُ لواء الشرائع في شِرْعَتِه، وهَادِي القلوبِ إلى ربِّهَا
بِعَاطرِ سُنَّتِه، فصلاةً وسلاماً عليه وعلى آله وصحْبِهِ ومن اهتدى بطريقته
واتبع ملته، وعلى خلفائه الراشدين وزوجاته الطاهراتِ أُمُّهَات المؤمنين ومن سلك
دَرْبَهُ واتبع هداهُ إلى يوم الدين.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) ﴾
( سورة آل عمران الآية: 102 )
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى
الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة
في النار.
وبعد أيها الأحبة الكرام...دور الشباب في البناء والتعمير هذا هو
موضوع حديثي مع حضراتكم
أيها الأحبة الكرام من خلال كتاب الله عز
وجل يتبين لنا أن الخلق عموما لهم دور في البناء والتعمير ومن بينهم خاصة الشباب
قال الله قال الله تعالى في سورة (الإسراء: 70) : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ
خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}
فالإنسان مميز ومكرم من الله عزوجل في قوله
ولقد كرمنا
قال الإمام النسفي في تفسيره مدارك
التنزيل وحقائق التأويل الجزء الثاني ص 269 {ولقد كرمنا بني آدم} بالعقل والنطق والخط والصورة
الحسنة والقامة المعتدلة وتدبير أمر المعاش والمعاد والاستيلاء وتسخير الأشياء
وتناول الطعام بالأيدي {وحملناهم فِى البر} على
الدواب {والبحر} على
السفن {وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطيبات}
باللذيذات أو بما كسبت أيديهم {وفضلناهم
على كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} أي على
الكل كقوله وأكثرهم كاذبون
فالناظر لهذه الآية وما احتوته من معاني
يجد أن الله فضل وكرم بني آدم فأنتم ياشباب مكرمون من قبل الله عزوجل وما كرمكم
الله إلا من أجل الإبداع والنهضة فلكم عقل ميزكم الله به استثمروا طاقتكم وا نفعوا
من حولكم فالأمة ياشباب في حاجة لكم
نخص مرحلة الشباب بالذكر لأنها تعتبر أقوى مراحل القوة في البدن كما بين النبي عليه الصلاة والسلام في هذا
الحديث 2416
- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا
حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ أَبُو مِحْصَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا
عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا
تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى
يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ
أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا
عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ»: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ
مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الحُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ يُضَعَّفُ
فِي الحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ» وَفِي البَاب
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ
[حكم الالبانى]: حسن،
الصحيحة (946) ، التعليق الرغيب (1 / 76) ، الروض النضير (648)
فمرحلة الشباب مرحلة استثمار في العمل
الطيب والعبادة إلى غير ذلك.
أخي الشاب: أتدري ما تعنيه كلمة الشباب؟ !قال العلماء: أصلها الحركة والنشاط
ولتعلم أخي أن حبائل إبليس
اللعين منصوبة حولك، إذا نجوت من واحدة منها وضع في طريقك الأخرى، وهكذا أخي حتى
تقع في أسره وسلطانه.وسأخبرك أخي بحبائله
الكبار التي تفرع عنها شروره وسمومه
قوة الشباب اذ لم تستخدم في الخير استخدمت
في الشر
كثير منا يعلم أنه مضيع للوقت والعمر
وربما يذهب الشباب وهو لايدري ولايسثمره لافي عمل دنيوي ولا في عمل من أعمال
الآخرة الله عز وجل حينما أتينا الدنيا بينا لنا وظائفنا فتارة يقول وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون وتارة يقول وَ الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن
رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) سورة الملك
فالأعمار مسؤلية سنسأل عنها بين الله رب
العالمين
قطار الزمن لايتوقف ولا ينتظر أحدا فان
شئت فاركب معنا ولاتكن مع الغافلين وإن شئت كن منهم وحينها تغرق سفينتهم بمن فيها
ولا نجاة حينها إلا حينما يؤدي كل فرد منا دوره المنوط به كغرق سفينة قوم نوح عليه
السلام وكان من بينهم ابنه فلذة كبده وهذا هو الذي عبر عنه رسولنا الكريم عليه
الصلاة والسلام عن عمره فيما أفناه
أين قضيت هذا العمر جل اهتمامك في المباريات
أم جل اهتمامك طاعة رب الأرض والسموات .
وكل امرئ يدري مواقع رشده ... ولكنه
أعمى أسير هواه
يشير عليه الناصحون بجهدهم ... فيأبى
قبول النصح وهو يراه
والعجب كل العجب أن يعرف الشيطان دوره المنوط به
ويؤديه ونحن نضيع دورنا وأعمارنا قال لرب العزة جل جلاله قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) سورة ص
أجيبوني ياشباب عدو الله عرف دوره
فهل أتباع الرحمن عرفو دورهم
إن رسولنا الكريم الكريم اتخذ من الشباب وسيلة لنفع
الأم والقيم والأخلاق وعدم نشر الفحش والرذيلة فما من شيء حرمه الله إلا وفي
الإسلام خير منه حرم الزنا وأحل الزواج أحل البيع وحرم الربا حتى في أدق الأشياء
التي تحول بينها وبين الزواج أوصاه بالصوم فإنه له وجاء أي وقاية.
((...عَنْ عَبْد ُاللَّهِ بن مسعود قال: كُنَّا
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا
فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ
الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ
لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ
فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ))
(صحيح البخاري )
(الباءة هي النكاح أو الجماع )
كان سلفنا يعظمون قيمة الوقت حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى , قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ , عَنْ
سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ ,
قَالَ: " كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَامَرُ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ , يَقْعُدُ حَزِينًا سَلِيبًا يَنْظُرُ إِلَى مَالِهِ فِي يَدِ غَيْرِهِ , وَكَانَتْ تُوَرِّثُ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فَنَهَى اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ عَنْ تِلْكَ , وَتَقَدَّمَ فِيهِ , وَأَخْبَرَ: {§إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ
عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] "كتاب ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ص 88
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي،
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا §أَنْتَ أَيَّامٌ
وَكُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ» كتاب الزهد أحمد بن حنبل ص 225
وهذا يبين لنا أن وقت الإنسان غنيمة في التعمير
والبناء
وضرب لنا القرآن الكريم أروع الأمثلة في استخدام
الشباب أوقاتهم في التعمير والبناء فهذا نبي الله موسى – عليه
السلام –
يساعد الضعفاء ويقدم الخير للناس :
( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ
مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ
دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي
حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا
أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير ٌ ) القصص ( 23 , 24 ) .
الصديق يوسف أمين خزائن مصر :
( وَقَالَ الْمَلِكُ
ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ
الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) يوسف ( 54 , 55 )
كل كان يبحث دوره المنوط به ويؤديه في أحسن صورة خدمة لدينه وكذلك أنت أيها المعلم إخراج
جيل فاضل يعرف دينه وكذلك أنت أيها الطبيب دورك كبير أن تهتم بالمرضى تداويهم والشفاء من الله وأنت
أيها الداعية دورك تعليم الناس أمور دينهم و أنت أيها المحفظ لكتاب الله دورك أنت
تخرج الزهور من أبنائنا من يحسن تلاوة كتاب الله لنفع هذه الأمة إلى غير ذلك .
اصنعوا ذكراكم قبل أن تغادروا هذه الحياة كم من أناس
رحلوا عنا إلا أن ذكراهم الطيبة مازالت في قلوبنا .
وأفضل الناس ما بين الورى رجلُ**** تُقضى على يدهِ للناس حاجاتُ
الناس بالناس مادام الحياءُ بهمُ ****** والسعد لاشك تارات وهباتُ
وأفضل الناس ما بين الورى رجلُ****** تُقضى على يدهِ للناس حاجاتُ
لا تمنعن يد المعروف عن أحد ****** ما دمت مقتدراً فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذا جعلت****** إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم******وعاش قوم وهم في الناس أموات
أيها الأحبة الكرام مدح الله سيدنا اسماعيل عليه
السلام بعدة ثناءات وذلك لما قدمه لأمته وجعل ذكره مخلدا في كتابه بقوله وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا
نَّبِيًّا (54) سورة مريم
وتتمثل قيمة هذا البناء والتعمير من الصحابة رضوان
الله عليهم في بناء المسجد النبوي الشريف تتجلى قيمةُ العمل في الإسلام حيث يقوم
رأس الدولة ذاته بالعمل في البناء وبذل الجهد بيده ولم يتَّخِذْ له حِجَاباً ولا
عُلِّيَّةً من دون البناة وحُمَّال الحجارة بل كان يحمل معهم فلما رأى الأصحاب ما
لا مثيل له في قيادات البشرية قالوا:
لئنْ قَعَدْنَا والنَّبي يعْمَلُ ♦♦♦ لذَاكَ منَّا العَمَلُ المضَلَّلُ
ويتمثل عمل الشباب في تغيير غيرهم إلى الأفضل والأحسن بتصويب
الخطأ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى
شابًّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه
فزجروه، وقالوا: مه مه! فقال: ((ادنه))، فدنا
منه قريبًا، قال: فجلس، قال: ((أتحبه لأمك؟))، قال: لا
والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم))، قال: ((أفتحبه
لابنتك؟))، قال: لا والله
يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه
لبناتهم))، قال: ((أفتحبه
لأختك))، قال: لا
والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم))، قال: ((أفتحبه
لعمتك؟))، قال: لا
والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم))، قال: ((أفتحبه
لخالتك))، قال: لا
والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم))، قال: فوضع يده
عليه، وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فَرْجَه))، فلم
يكن بعد - ذلك الفتى - يلتفت إلى شيء؛
رواه أحمد بإسناد صحيح.
يتبين لنا من خلال هذا الحديث أن الرجل الصالح يبين
الخطأ للعاصي فينفع نفسه أولا ثم ينفع أمته
قَرَأَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ ظَاهِرٌ عَلَى
الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ بِبَغْدَادَ بِبَابِ الْمَرَاتِبِ
الْعَزِيزَةِ حَرَسَهَا اللَّهُ غَدَاةَ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عَشَرَ
جُمَادَى الْأُولَى مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ وَالشَّيْخُ يَسْمَعُ وَأَقَرَّ بِهِ قَالَ لَهُ:
أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ،
وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ قَالَا:
حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَلَا
هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] قَالَ: «§اسْتَقَامُوا وَاللَّهِ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ، وَلَمْ يَرُوغُوا رَوَغَانَ
الثَّعَالِبِ»الزهد والرقائق لابن
المبارك والزهد لنعيم بن حماد الجزء 1 ص 110
أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ
حَيَوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ قَالَا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ
الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ -[112]-: «إِنَّ §اللَّهَ لَيُصْلِحَ بِصَلَاحِ الْعَبْدِ وَلَدَهُ، وَوَلَدَ وَلَدِهِ،
وَيَحْفَظُهُ فِي دُوَيْرَتِهِ، وَالدُّوَيْرَاتِ الَّتِي حَوْلَهُ مَا دَامَ
فِيهِمْ»الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد
لنعيم بن حماد الجزء 1 ص 111
أسأل الله أن ينفع بكم ومن حولكم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه،
والشُّكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له
تعظيمًا لشانه، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى الله
عليه وعلى آله وصحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ: فيا عباد الله
دور الشباب للبناء والتعمير نهايته أن يتقن كل انسان
صنعته ومهنته ويكون سببا في نفع الأمة
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، البشير
النذير، والسراج المنير، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين المهديين: أبي
بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن بقيَّة الصحابة، وعن التابعين، وتابعي التابعين،
ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم
الراحمين.اذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نِعَمِه
يزدْكم، ولَذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعون.