دور الشباب في البناء والتعمير ودعم الحوار الحضاري للشيخ فوزي محمد ابوزيد
الحمد لله
الذي خلق الإنسان، وعلمه القرآن، وهداه البيان، وفقهه فيما يحبه ويرضاه من بني
الإنسان في تعمير الأكوان والعمل الصالح الذي به الرفعة في الدنيا، والسعادة في
الجنان.
وأشهد أن لا
إله إلا الله، وحده لا شريك له، لا يُوفِّق لطريق سعادته إلا من أحبَّه وارتضاه،
ولا يجعل العبد يتجه إليه إلا أراد أن يَسْمَعَهُ في سرِّه ونجواه، لا ينطق لسانٌ
بذكره إلا بإذنه، ولا يتحرك جسمٌ في طاعته وخدمته إلا بتوفيقه وعنايته، ولا يرتدع
العبد عن معصيته إلاَّ إذا عَصَمَهُ عزَّ وجلَّ بحفظه وصيانته.
سبحانه ..
سبحانه، فعَّالٌ لما يريد، يُبدئ الخلق ويعيد، ويوفق من يحبُّه للسعادة في الدنيا
والسرور في الوعيد، ويجعله في الدنيا ماشياً على طريق الصالحين، وفي الآخرة يجمعه
تحت لواء شفاعة سيد الأولين والآخرين.
وأشهد أن
سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، أقام الله عزَّ وجلَّ
به الشريعة السمحاء، هَدَى به بعد ضلالة، وجمع به فرقة، وأعزَّ به بعد ذلة، وأغنى
به فاقة.
والصلاة
والسلام على نبي الهدى والبيان، ورسول الحكمة والموعظة الحسنة لكل بني الإنسان،
وهادى الدعاة إلى الطريقة السديدة لهداية بني الإنسان، سيدنا محمد وآله النصحاء
وأصحابه الفقهاء الذين كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء،
وعلينا معهم
أجمعين .. آمين يا رب العالمين.
أما بعد أيها
الأحبة جماعة المؤمنين
الشباب هم عصب
الأمة، ومعقد آمالها، وسر نجاحها، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم حمّل أمانة
الدعوة ورسالة التبليغ لطائفة من الشباب الذين التفوا حوله، من المهاجرين
والأنصار. وقال فيهم صلى الله عليه وسلم :
أوصيكم
بالشبان خيراً فإنهم أرق أفئدة، وأن الله بعثني بشيراً ونذيراً فحالفني الشبان،
وخالفني الشيوخ (1)
فمن المهاجرين
نذكر على سبيل المثال على بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وعبد
الرحمن بن عوف، ومصعب بن عمير، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عباس، وغيرهم من
المهاجرين رضي الله عنهم ..
والأنصار كان
منهم سعد بن معاذ، ومعاذ بن جبل، وأبى بن كعب، وزيد بن حارثة، وغيرهم رضي الله
عنهم وأرضاهم.
ولم يقتصر
هؤلاء اللذين حملهم صلى الله عليه وسلم أمانة الدعوة على الشباب الذكور وفقط، بل
كانت من الشابات المسلمان من تحملن الكثير، بل وكان للكثيرات منهن المشاركات
العظيمة والمشهودة، ودور أسماء ذات النطاقين رضي الله عنها في الهجرة دور خالد
لاينسى، وغيرها الكثيرات من فتيات المهاجرين والأنصار.
وكان النبي
صلى الله عليه وسلم يربيهم أولاً على النقاء والصفاء، ويطهرهم من كل ما يستوجب
الجفاء، حتى كان الوصف الألصق بهم والأقوى في بيان أحوالهم في جميع أوقاتهم ...
أنهم كانوا رحماء " رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ" (29 الفتح)... إن كان بأنفسهم
أو بأولادهم وزوجاتهم أو بإخوانهم، أو حتى بدوابهم وحيواناتهم !! ، لقد فاضت
الرحمة منهم حتى إلى أعدائهم، فكانوا بحق الحاملين لرسالة الله في تكليفه لرسول
الله صلى الله عليه وسلم:
وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [107 الأنبياء]
وهذا ما ننصح
به شباب الأمة فتياناً وفتيات:
- أن
يجتمعـــوا ... ولا يتفرقوا ..ويتحابــوا .. ولا يتباغضوا
....
وأن
يأتلفـــوا .. ولا يختلفــوا ...وأن يتعاونــوا .. ولا يتنابـــذوا
...
وأن تكون
بضاعتهم التي يحملونها للخلق هي المودَّة، والمحبَّة، والرحمة، واللطف، والستر،
والفقه، والتعاضد، والتآلف
علمهم صلى
الله عليه وسلم الأسلوب الأمثل في الدعوة إلى الله لأنهم نواة امتداد هذه الأمة
ورسل حمل مصابيح الهداية إلى البشرية جمعاء ..
أيها المؤمنون
أن أسس منهج
الدعوة الذي علمهم إياه صلى الله عليه وسلم والذي ساروا عليه في الدعوة إلى الله
عز وجل، يتضح من هذا الحوار العظيم الذي دار بين الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيدنا
معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله لتبليغ دعوته إلى أهل اليمن ..... إذ سأله
صلى الله عليه وسلم :
{ كَيْفَ
تَقْضِي ؟ فَقَالَ: أقْضِي بِمَا في كِتَابِ الله،
قالَ: فإن لمْ
يَكُن فِي كِتَابِ الله؟ قالَ: فبِسُنَّةِ رسول الله.
قَالَ: فإنْ
لَمْ يكُنْ في سُنَّةِ رَسُولِ الله ؟ قَالَ: أجْتَهِدُ رَأْيِي، وفى رواية (وَلا
آلُو )، قَالَ: الْحَمْدُ لله الذِي وَفَّقَ رسول رَسُولَ الله } (2)
وفى رواية
زيادة { لِمَا يُحِبُّهُ الله.}
فما أحوجنا في
هذا الزمن إلى هذا المنهج الطيب المبارك في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة
الحسنة،.
جعل الله
عزوجل لواء الإسلام في أي زمان ومكان يحمله شباب الإسلام، فهم أصحاب العزيمة
القوية، وهم أصحاب الأجساد الفتية، وهم أصحاب الهمم العلية ،وهم أصحاب الأفكار
الجلية الواضحة النقية، وهم أصحاب المهام الصعبة ... يستسهلون الصعب في سبيل بلوغ
المنى .. وخاصة إذا كان المنى هو بلوغ رضا الله جل في علاه، فيسعون إليه بكل ما في
وسعهم لإرضاء المولى جل وعلا.
والذي جعل
الإسلام ينتشر في كل البقاع والأصقاع .. هم شباب الإسلام الذين حملوا الدعوة
الإسلامية إلى كل أرجاء البرية، هؤلاء الشباب .
وانظر إلى
دورهم في الهجرة:
وقد كان أبطال
هذه الحادثة شباب وفتيات، فهناك الشاب الذي كان يتصنت على الكافرين ويجلس معهم أو
قريباً منهم حول الكعبة ليتعرف الأخبار وفي الليل يذهب مجازفاً إلى الغار لينبئ
النبي المختار بأسرار الكفار وهذا كان سيدنا عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهم.
كذلك كانت
هناك فتاة من فتيات الإسلام تجهِّز الطعام لرسول الله ومن معه وتمشي بالليل مع
أنها معرضة كما تعلمون لفتك الكفار المحيطين بالغار، وكانت تخترق هذا الحصار وتذهب
بالطعام إلى أبيها والنبي المختار وهي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها.
وكَلَّفا راعى
الغنم سيدنا عبد الله بن فهيرة رضي الله عنه بأن يمشي خلفهما بالأغنام ليمحو آثار
الأقدام في الذهاب والعودة ...
فانظروا إلى
دقة التخطيط وذلك لتعرفوا أن الإسلام قد ربى رجاله وشبابه وفتياته على التخطيط
السليم وليس على العشوائية التي نحن عليها الآن.
فالشاب الآن
لا يعرف إلا أن يمد يديه لأبيه حتى بعد أن ينتهي من دراسته الجامعية يريد أن يتزوج
ويريد من أبيه أن يدفع ..
يريد السكن
فيريد من أبيه أن يدفع، يريد أن يعمل فيطلب من أبيه أن يوظِّفه المرتب لا يكفى
فيطلب من أبيه المساعدة
وهكذا في كل
أمر فإلى متى يظل الشاب معتمداً على أبيه؟
أما شباب
المدينة المنورة على الجانب الآخر فقد جهَّزوا لاستقبال حضرة النبي:
أعدوا نشيد
الاستقبال والترحيب وجوَّدوه. وأعدوا المكان الذي سينزل فيه النبي صلى الله عليه
وسلم . وكذلك أعدوا المكان الذي سيأوي فيه أصحابه وضيوفه.
وكذلك خططوا
ودبروا مع أنفسهم عن كيفية رعاية النبي وضيوف النبي فهذا عليه الفطور بالصباح،
وهذا عليه الغذاء، وهذا عليه العشاء، وهذا عليه الماء، وهذا عليه الخدمة ..
بالتخطيط والروعة والتنظيم
وبذلك تولت
كتائب الأنصار ضيوف النبي المختار فقد كان لكل واحد وظيفة ولذلك فإن حضرة النبي
أُعْجَبَ بهم
وقال:
{ اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ
الأَنْصَارِ وَلأَزْوَاجهِمْ وَلِذَرَارِيهِمْ(3)
ولم يكن دور
الشباب في عهد حضرة النبي وحسب ولكن في كل العصور إلى يوم الدين، فمن يا أحباب
الله ورسوله الذي فتح بلاد الهند والسند وظل ماشيا إلى أن بلغ الصين وأدخل كل هذه
البلاد في الإسلام؟
هو محمد بن
يوسف بن القاسم الثقفي بن عم الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان عمره في ذلك الوقت سبعة
عشر عاماً، ولذلك فإن الصين قد وصلها الإسلام في عهد سيدنا عثمان بن عفان
والمسلمون فيها الآن أكثر من ثلاثمائة مليون مسلم
أما الرجل
الذي فتح الله على يديه بلاد الأندلس فله قصة عجيبة، فقد كان خليفة المسلمين في
ذلك الوقت هو الوليد بن عبد الملك، وقد رأى رؤية مؤداها أن الله سيفتح لك وعليك
بلاد الأندلس على يد رجل صالح "أعرج"، فأراد أن يعرف تأويل هذه الرؤية،
فحكاها، وإذا بالقائد موسى بن نصير رضي الله عنه يذهب للخليفة ويقول:
يا أمير
المؤمنين أنا الرجل الأعرج الذي سيفتح الله على يديَّ بلاد الأندلس.
وكان هؤلاء هم
رجال الإسلام، لا يمنعهم مانع عن الجهاد في سبيل الله عزوجل ، فلا يقول مثلاً أنا
غير سليم! وليس لي في الجهاد .وعلى الرغم من أنه أعرج! إلا أن الله فتح على يديه
بلاد الأندلس، وكان في مقدمة الجيش القائد طارق بن زياد، ثم لحق به موسى بن نصير
وهو الذي أكمل الفتوحات ... إذاً فإن شباب الإسلام هو الذي كان يحمل راية الإسلام
في دولة الإسلام في كل زمان ومكان …
من الذي حمل الدين
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الشباب كلهم
... فقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
يدرِّس العلم
في مسجده ومن حفظ عنه العلم ووعاه ونشره إلى كل عباد الله!!
هم الشباب ..
ياشباب الإسلام .. هم الشباب! وعلى سبيل الذكر لا الحصر :
منهم شاب صغير
السن اسمه أبي بن كعب، وهو الذي تعلم من حضرة النبي القراءات القرآنية .. وهو الذي
أقرأ بها الناس بعد ذلك.
وشاب آخر اسمه
زيد بن ثابت، تخصص في علم المواريث وهي الفرائض وتعلمها من رسول الله وأتقنها،
وكان هو الذي يعلِّمها للمسلمين ..
وشاب آخر هو
سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه .. وقد أخذ علم الحلال والحرام وتبحَّر فيه...
ولا ننسى
الشاب الفتىِّ المعروف سيدنا على ابن أبى طالب رضي الله عنه والذي كان أفقههم
قضاءاً (4)
وصدق فيهم قول
الله
"إِنَّهُمْ
فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" (13..الكهف)
قال صلى الله
عليه وسلم
" لا
تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ
وعن شبابه فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ
اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ (الترمذي وابن حبان عن معاذ بن جبل
أو كما قال
ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة
************
الخطبة
الثانية:
الحمد لله رب
العالمين الذي أكرمنا بهُداه، وكرَّمنا بتقواه وجعلنا أجمعين من أمة حبيبه
ومصطفاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُحق الحق ويُبطل الباطل ولو
كره المجرمون.
وأشهد أن
سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الصاق الوعد الأمين،
اللهم صلى
وسلِّم وبارك على سيدنا محمد الذي أظهرته مشكاةً للأنوار، وشمساً للهدى والبيان
والأسرار ، وشفيعاً للخلائق أجمعين يوم العرض والقرار.
صلى اللهم
وبارك على هذا النبي التقى سيدنا محمد وآله الأطهار وصحابته الأخيار وكل من تابع
هديه إلى يوم القرار واجعلنا منهم ومعهم أجمعين بمنّك وجودك يا عزيز يا غفار.
أيها الأحبة:
حمى دين النبي
ووجَّه العالم كله للدخول فيه الشباب، فهم الذين أعانوه على إبلاغ دعوته، وهم
الذين عاونوه على نشر رسالته وهم الذين دافعوا بفدائيةٍ عن حضرته، فمنهم الإمام
علىّ الذي بات في مكانه ويعلم يقيناً أنه مقتول، لكنه رضي بذلك فداءاً لحضرة
الرسول.
ومنهم شباب
المهاجرين والأنصار الذين التفوا حوله في المدينة المنورة وفرغوا أنفسهم لحضرته،
حفظوا القرآن وسجلوا الأحاديث عن النبي العدنان وبلغوها إلى العالم أجمع وهى مروية
عنهم إلى الآن:
أبو هريرة
وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدرى وغيرهم من الصحابة الأجلاء الذين حملوا الدعوة
وبلغوها للعالمين.
ومنهم من حمل
السيوف وجاهدوا في سبيل الله، كأسامة بن زيد وخالد بن الوليد وغيره، لكنهم كانوا
حريصين على جمال الإسلام، وأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلَّم مؤشراً في التعامل
مع الأعداء لم يتركوه طرفة عين، فقال لهم صلى الله عليه وسلَّم:
(لا
تقتلوا امرأة ولا شيخاً كبيراً ولا طفلاً صغيراً ولا تقطعوا شجرةً ولا تحرقوا
بيوتاً ولا زرعاً، وتجدون قوماً فرَّغوا أنفسهم لطاعة الله في الصوامع فلا
تروِّعوهم، ولا تبدأوا قوماً بالقتال حتى يبدءوكم، فمشوا على سماحة الإسلام ويُسر
الإسلام قبل أن يرفع السيف على من عادى دين الإسلام.
أما في عصرنا
فقد أُبتلينا بشباب لم يفقهوا صحيح الدين، ولم يعرفوا الوسطية التي أمرنا بها رب
العالمين، يرفعون السيوف على المسلمين، ويتركون الأعادي والكافرين، لا يأمنهم
المسلمون ويأمنهم اليهود وقد حدثنا عنهم صلى الله عليه وسلَّم فقال:
(إذا كان آخر
الزمان يخرج من أمتي شبابٌ سفهاء الأحلام ـ يعنى غير أسوياء العقول ـ يقولون بقول
خير البرية ويقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل
الأوثان). (رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)
هذه البلية يا
أحباب ما السبب فيها وما كيفية علاجها؟
أن المسلمون
انشغلوا بالدنيا عن أولاهم وبناتهم، وظنّ كل رجلٍ منهم أن مسؤليته نحو اولده
وبناته هي تجهيز ما يلزمهم من طعام وشراب ولباس وتعليم ودروس وصحة، أما الفكر فلم
يَعِرهُ اهتماما، تركهم يهيمون هنا وهناك.
بينما الحبيب
صلى الله عليه وسلَّم يوقع المسئولية علينا فيقول:
(كُلُّكُمْ
رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ
وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ
رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ).(متفق عليه عن عبد الله بن عمر)
ما الواجب
عليك في أهل بيتك؟ اسمع إلى ربك وهو يقول:
قُوا
أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا (6التحريم).
أن تعلمه ما
به ينجو من النار، أن تعلمه ما به يصير يوم القيامة مع الأخيار والأبرار، وأن
تلاحظه على ذلك ليل نهار، والله عز وجل يقول:
وَأْمُرْ
أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا.والرزق؟
لا نَسْأَلُكَ
رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132طه).
أي أول
مسئولية على كل راعٍ نحو رعيته هي ميراث التقوى، أن يعلمهم تقوى الله ومراقبة
الله، ويربيهم على منهج الوسطية الذي اختاره لنا الله:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطًا (143البقرة).
لا يتركهم مع
المتطرفين ولا إلى سقيم الفهم في دين الله، ولا إلى من يجرهم الى المحرمات
والمسكرات والحشيش ولا البانجو والمكروهات التي كثُرت بين شباب المسلمين في هذا
الزمان، بل أن أحاول أن أهذبهم وأعلمهم كيف يكونوا طالبين لرضاء الله عزَّ وجلَّ.
فقد أوصى صلى
الله عليه وسلم سيدنا عبد الله بن عباس فقال عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ
خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:
(( يَا
غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ
تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ
فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ
يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ
لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا
بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ
الصُّحُفُ(رواه الترمذي ) ..... ثم الدعاء
*******************************************************
(1) فريد
مرتضى، روايات من مدرسة أهل البيت ج1، تفسير حقى للشيخ حقى
(2) مسند
الإمام أحمد وسنن الترمذي والدارمى، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أصْحابِ مُعَاذٍ ، ( لا آلو
) أي لا أدخر جهداً و لا وسعاً.
(3) (الطبراني
في الأوسط، عن جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ). جامع الأحاديث والمراسيل.(4)
مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن
ابنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم { أَرْأَفُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي
أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الإِسْلامِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ،
وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ
أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ