فضل الحج للشيخ احمد ابو عيد



الحمد لله الخافض الرافع، حجب الجن عن غيبه بعد أن كان لهم في السماء مواضع، أنزل القرآن نورًا يتلى فإذا الناس محجوب وسامع، إذا قرئ على العليل ذهبت عن جسمه المواجع، وإذا استمع له الحزين هان في عينيه كل ضائع، نحمده تبارك وتعالى على كل حال وواقع، ونعوذ بنور وجهه الكريم من العوائق والموانع، ونسأله أن يحفظ علينا العقول والأبصار والمسامع، ونرجوه أن يكون عنا ضد الحاقدين والحاسدين هو المدافع.


وأشهد أن لا إله إلا الله الضار النافع، جعل في السماء بروجًا والنجوم لها مواقع، ومن الرياح لواقح ومنها المدمر ذو الفظائع، ومن الجبال غرابيب سودٌ وحمرٌ وبيضٌ نواصع، وفي البحار أمواج مهلكات وفيها طعام ولؤلؤ وقواقع، وفي الأرض صخر وحجر ومدر وفيها الجوهر اللامع، ومن النبات حلو ومرٌّ ومن السموم نواقع، ومن الدواب وحوش كاسرات، وفي البهائم ركائب ومنافع، ومن الطيور حاملات رسائل، ومن الطيور فواسق ونوازع، ومن الناس أهل للمعروف، ومنهم من في الشر ضالع، ومن الأيام إسعاد ومبشرات، ومنها بالفتن والشرور طوالع، أمور حارت البرية فيها، ونور الحق للظلمات قاشع، فالخير مراد في الأمور لذاته، والشر في بعض الأمور براقع.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله الذي أقض للمشركين المضاجع، ولد يتيمًا فقيرًا فزهدت فيه المراضع، وشب عفيفًا كريمًا وأترابه في اللهو لهم مراتع، رعى الأغنام صغيرًا، وعمل في التجارة أجيرًا، وظهر من بركته البدائع.
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه ما دام للنجوم مغارب ومطالع، اجعل صلاتنا عليه وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع.

العناصــر
أولا: فضل الحج
ثانياً: أهميته
ثالثاً: آثاره
رابعاً: صور من رحمة الرسول r في الحج
خامساً: بشرى لمن عجز عن الحج
الموضوع
أولا: فضل الحج
1-ركن من أركان الإسلام
عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله r فقال : " يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا " فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا فقال : " لو قلت : نعم لوجبت ولما استطعتم " ثم قال : ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما
استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " ([1])
وعن ابن عمر t قال: قال رسول الله r : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " ([2])
2 -هو من أفضل الأعمال والقربات عند الله
عن أبي هريرة t قال: سُئل رسول الله r : أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قيل: "ثم ماذا؟" قال: "حج مبرور"([3])
3-والحج يعدل الجهاد في سبيل الله وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: "لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور" ، وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: "لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور". فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه r " ([4]).
4-والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة
 عن أبي هريرة t عن النبي r قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" ([5])
5-والحج المبرور سبب لغفران الذنوب
 عن أبي هريرة t قال: سمعت رسول اللَّه r يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه"([6]).
وعَن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا جعل اللهُ الإسلامَ في قلبي أتيْتُ النَّبيَّ r فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ابسُطْ يمينَك لأبايعَك؛ فبسط يدَه فقبضْتُ يدي. فقال: مالك يا عَمرو؟ ! . قال: أردتُ أن أشترطَ . قال : تشترطُ ماذا ؟ قال: أن يُغفَرَ لي . قال : أما علمتَ يا عَمرو ! أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كان قبلَه ، وأنَّ الهجرةَ تهدِمُ ما كان قبلَها ، وأنَّ الحجّ يهدِمُ ما كان قبلَه ؟ ! ([7])
6-والإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله r : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة "([8])
7-والحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله
عن ابن عمر t عن النبي r قال "الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم"([9])
8-فريضة الحج دائمة مستمرة حتى بعد ظهور الفتن العظام
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله r "ليحجن هذا البيت وليعتمرن  بعد خروج يأجوج ومأجوج  "([10])
فإذا قبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان ولم يبق على الأرض إلا شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء توقف الحج، قال رسول الله r : "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت"([11])
9-التعجيل بالحج
وجب على كل مسلم مستطيع أن يتعجل الحج، فقد يأتي يومٌ يَعْجَزُ فيه عن الحج
فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة". "([12])
10-الحج زاد يتقى به العبد سخط ربه وناره ويطمع في جنته التي أعدها للمتقين
أمر الله تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين والكف عن أموالهم سؤالاً واستشراقا وفي الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين وزيادة قربة لرب العالمين وهذا الزاد الذي المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع .
وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه فهو زاد التقوى الذي هو زاد دار القرار والموصل لأكمل لذة وأجل نعيم دائماً وأبداً .
وبهذا يلتقي الحج مع سائر العبادات في أنه زاد يتقى به العبد سخط ربه وناره ويطمع في جنته التي أعدها للمتقين ، فهذه أيام الحج وأشهره واستعداد الناس للخروج إليه فسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .
11-نفي الفقر والذنوب
 ربما يخاف العبد ألا يرزقه الله بمال يعلم به ولده أو يزوج به ابنته أو يقيم به بعض شأنه إن هو أنفق هذا المال في الحج مع أن الأصل هو العكس
فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله r: " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة "([13])
ولا شك أن هذا الفهم متابعة للشيطان في وسوسته ومجانبة للحكمة في التصرف في المال وظن سيئ بالله سبحانه فتدبر قوله سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا
 لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " البقرة.
فأي باب أطيب من الإنفاق في أداء فريضة الله في الحج فهل يتعظ أولو الألباب ولا يدعوا الشيطان يخوفهم الفقر ألا يجدوا ما ينفقون في تعلم أو زواج إذا أنفق في الحج ،فالعجب لمن يؤمن بالله رازقاً ثم يخاف إن أنفق ماله في فرائض الله أن يبخل عليه الله بالمال ينفقه فيما أحل الله .
12-انجذاب القلوب إليه
جعل القلوب تنجذب وتتوق إلى بيت الله الحرام، وتهوي إليه بالملايين من كل أنحاء العالم بسبب دعوة أبينا إبراهيم u عندما قال:( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ابراهيم
وقد تعلق قلب رسول الله- r- به، كما تعلق به قبل ذلك قلب أبيه إبراهيم u فجعله قبلة للمسلمين يتعبد إلى الله بالتوجه إليها إلى يوم الدين إكرامًا لنبيه قال تعالي:( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ  وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)سورة البقرة.
13-أن الله تكفل بحفظ بلده الحرام
فما قصدها ظالم بسوء إلا قصمه الله كما فعل بأبرهة الحبشي،  وكتب الأمان لمن دخلها
 قال تعالى: “إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا )، مؤكدًا أنه لا يجوز في الحرم قتل طير أو حتى قطع شجرة، فضلًا عن استهداف الأبرياء والآمنين فيه.
14-امتثال العبد لأوامر سيده وإن لم يفهم المقصود منها
أفعال الحج من الإحرام والطواف والسعي ورمى الجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة من الأفعال ما ينبئ عن امتثال العبد لأوامر سيده وإن لم يفهم المقصود من هذه الأوامر إنما يتعين عليه الامتثال ويلزمه الانقياد من غير سؤال عن المقصود ولا طلب الفائدة والمعنى من هذه الأفعال لذا كان من تلبيته r ( لبيك حقاً حقاً تعبداً ورقاً لبيك إله الحق) ، ويقول تعالى : " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" البقرة.
يقول السعدي في تفسيره : يجب أن تعظموا الإحرام بالحج وخصوصاً الواقع في أشهره وتصونوه من كل ما يفسده أو ينقصه من الرفث وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية خصوصاً عند النساء وبحضرتهن ، والفسوق وهو : جميع المعاصي ومنها محظورات الإحرام والجدال وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة لكونها تثير الشر وتوقع العداوة . والمقصود من الحج الذل والانكسار لله والتقرب إليه بما أمكن من القربات والتنزه عن مقارفة السيئات فإنه بذلك يكون مبروراً . والمبرور ليس له جزاء إلا الجنة . وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان فإنه يتغلظ المنع عنها في الحج .

15-انه في شهر من الأشهر الحرم
والأشهر الحرم أربعة، هي : ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب.
وقد ذكرها الله تعالى إجمالاً في قوله: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (التوبة : 36)
 وعن أبي بكرة t قال : خطبنا النبي r يوم النحر قال : " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " ([14])
 وإنما قال – r -: ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان؛ لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجبًا، وكانت مضر تحرم رجبًا نفسه، ولهذا قال النبي – r -: “الذي بين جمادى وشعبان” تأكيدًا وبيانًا
15-وجوب الحج عند الاستطاعة
إن من لم يحج بيت الله الحرام مع القدرة عليه فقد حرم خيراً كثيراً
 فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أنَّ الرَّسولَ r قال: " قال اللهُ: إنَّ عبدًا صحَّحْتُ له جسمَه ووسَّعْتُ عليه في المعيشةِ يمضي عليه خمسةُ أعوامٍ لا يفِدُ إليَّ لَمحرومٌ " ([15])
وقال تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا" "آل عمران: 97".
يقول صاحب محاسن التأويل : فعلى كل مستطيع الحج يجد إليه السبيل بأي وجه كانت الاستطاعة .
قال : وروينا عن عكرمة أنه قال : الاستطاعة : الصحة . وقال الضحاك : إذا كان شاباً صحيحاً ليس له مال فليؤجر نفسه بأكله وعقبه حتى يقضى نُسكه . فقال له قائل : أكلف الله الناس أن يمشوا إلى البيت ؟ فقال : لو كان لبعضهم ميراث بمكة أكان يتركه ؟ قال : لا بل ينطلق إليه ولو حبواً ، قال : فكذلك يجب عليه حج البيت
وقال مالك : الاستطاعة على إطاقة الناس ، الرجل يجد الزاد والراحلة ولا يقدر على المشي . وآخر يقدر على المشي على رجليه، وقالت طائفة : الاستطاعة الزاد والراحلة
ويقول القاسمي أيضاً هذه الآية الكريمة حازت فنون الاعتبارات المعربة عن كمال الاعتناء بأمر الحج والتشديد على تاركه ما لا مزيد عليه، فمنها: الإتيان بـ ( اللام وعلى ) في قوله : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ " يعنى أنه حق واجب لله في رقاب الناس لا ينفكون عن أدائه والخروج عن عهدته ، ومنها: أنه ذكر " النَّاسِ" ثم أبدل عنه " مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " وفيه ضربان من التأكيد: أحدهما: أن الإبدال تثنية المراد وتكرير له. والثاني: إن الإيضاح بعد الإبهام والتفصيل بعد الإجمال إيراد له في صورتين مختلفتين
ومنها: قوله: " وَمَنْ كَفَرَ" مكان من لم يحج تغليظاً على تارك الحج
ومنها: ذكر الاستغناء عنه وذلك مما يدل على المقت والسخط والخذلان
ومنها: قوله: " عَنِ الْعَالَمِينَ " ولم يقل عنه . وما فيها من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان لأنه إذا استغنى عن العالمين تناوله الاستغناء لا محالة ولأنه يدل على الاستغناء الكامل فكان أدل على عظم السخط الذي وقع.

ثانيا: أهميته
1-تعظيم البيت فإنه من شعائر الله وتعظيم لله
 قال تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً "آل عمران"
 وقال تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "الحج: 32".
2-تحقيق الألفة والوحدة
يجتمع المسلمون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم في صعيد واحد، يدعون  ربًا واحدًا، ويتوجهون لبيت واحد، فتتوحد الأهداف والغايات، وتصبح الأمة على قلب رجل واحد؛ قال رسول الله r : "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر"([16])
وعن على  t عن النبي r قال : " المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم ألا لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده "([17])
فالحج يعرض لمظاهر قوة المسلمين وشوكتهم واجتماع جندهم وإظهار شريعتهم
قال تعالى" وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا" .
3-موافقة ما توارثه الناس عن إمام الحنفاء إبراهيم وولده إسماعيل، ودعا إليه محمد r
وتذكُّر هذه المواقف والمقامات قال تعالى" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم "البقرة: 127- 129".
وقد كان النبي r يقول للناس في حجة الوداع: "قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم"([18])
ويقول: "خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا"([19])
4-إعلان التوحيد الذي بعث الله به رسله وإظهاره في الأقوال والأفعال
ففي التلبية يقول الحاج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ؛ وقد كان أهل الجاهلية يلبون بالشرك فيقولون: إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.
وفي سائر المواقف والمشاعر يتجرد العبد في توحيده وطاعته لله عز وجل ومبايعته للنبي r، فيسير ويقف حيث أمره الله، ويحلق شعره، وينحر أو يذبح هديه حيث أمره الله وشرع له ، ويتابع في ذلك كله رسول الله r .

ثالثا: آثاره
1‌-المنافع المادية والمعنوية
قال تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ... ﴾ الحج: 28
ولفظة المنافع تشمل وجود المصلحة كلها المادية والمعنوية، من تجارة وعلم، ولقاء بالأحبة وتبادل خبرات في السياسة والاقتصاد والإعلام.
وجاء في سياق آيات الحج ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ... ﴾ "البقرة: 198"، ولا يتنافى كل ذلك مع نية الحج وأداء النسك الذي هو الأصل والدافع للقدوم - ولكن يسر الدين وسماحته لم تمنع الناس من قضاء مصالحهم وتحقيق مكاسبهم من خلال موسم الحج.
 2‌-تدريب للمسلم على النظام
إن الالتزام بأداء المناسك في موسم الحج في أوقات محددة من اليوم والليلة، تدريب للمسلم على النظام، لكيلا يكون أسير حياة يومية روتينية لا يتحمل تغييرها، ففي ذلك خروج على الإلف والعادة لإخضاع نفسه للنظام وأحكام الشريعة.
 3‌ -التذكير بالفراق الأكبر
تعرض الحاج إلى مفارقة الأهل والأولاد والأوطان يذكره بالفراق الأكبر الذي لا عودة بعده إليهم، فيأخذ العبرة ويستعد لذلك اليوم.
 4‌-تذكيره بأنه يتجرد من كل متاع الدنيا
إن خروجه متجرداً من زينته وثيابه، ولباسه الإحرام تذكير له بما يحمله معه من متاع الدنيا عند مفارقته لها للقاء ربه.
 5-وقوفه بعرفة يذكره بالموقف الأكبر يوم الحشر
قال تعالى"﴿ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً ﴾الكهف
 6-تحويل العادات السيئة إلى عادات حسنة
إن تغير حاله أثناء سفر الحاج وابتهاله لربه، وتقديمه القرابين لربه، وتمسكه بآداب الحج وأحكامه واجتنابه لمحظورات الإحرام والنسك (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) كل ذلك يؤثر على نفسه وسلوكه، وربما
تحولت إلى عادات حسنة وأخلاق حميدة تلازمه طيلة حياته بعد أن تذوقها ووجد حلاوتها خلال موسم الحج.

رابعا: صور من رحمة الله ورسوله r في الحج
1-أن الله فرض الحج فى العمر مرة واحدة:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ r فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا ". فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ. حَتَّى قَالهَا ثَلاثًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لوَجَبَتْ. وَلمَا اسْتَطَعْتُمْ "، ثُمَّ قَالَ: " ذَرُونِى مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلكَ مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بَشَىْءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَدَعُوهُ ([20])
2-أن الله تعالى لم يفرض الحج إلا على المستطيع:
قال تعالى: (( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97).)) آل عمران.
3-جواز الإنابة عن الغير فى الحج:
بشرط أن يكون حج عن نفسه أولا فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ r سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ، قَالَ: "مَنْ شُبْرُمَةُ؟ " قَالَ: أَخٌ لِي - أَوْ قَرِيبٌ لِي - قَالَ: "حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: "حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ"([21])
4-رفع الحرج في ترتيب أعمال يوم النحر:
فالهدى النبوي العملي في يوم النحر على الترتيب التالي:
1-أن يرمى الجمرات.
2-أن ينحر الهدى.
3-أن يحلق أو يقصر.
4-الطواف بالبيت.
5-السعي بين الصفا والمروة.
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص t أن رسول الله r  وَقَفَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَطَفِقَ نَاسٌ يَسْأَلُونَهُ فَيَقُولُ الْقَائِلُ: مِنْهُمْ يَا رسول الله r, إِنِّي لَمْ أَكُنْ أَشْعُرُ أَنَّ الرَّمْيَ قَبْلَ النَّحْرِ فَنَحَرْتُ قَبْلَ الرَّمْيِ فَقَالَ رسول الله r : "فَارْمِ وَلا حَرَجَ" قَالَ: وَطَفِقَ آخَرُ يَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَشْعُرْ أَنَّ النَّحْرَ قَبْلَ الْحَلْقِ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ فَيَقُولُ: "انْحَرْ وَلا حَرَجَ" قَالَ: فَمَا سَمِعْتُهُ يُسْأَلُ يَوْمَئِذٍ عَنْ أَمْرٍ مِمَّا يَنْسَى الْمَرْءُ وَيَجْهَلُ مِنْ تَقْدِيمِ بَعْضِ الأُمُورِ قَبْلَ بَعْضٍ وَأَشْبَاهِهَا إِلا قَالَ رسول الله r  "افْعَلُوا ذَلِكَ وَلا حَرَجَ"([22])
5-النوم في المزدلفة:
من دلائل رحمة النبي r أيضًا بالحجاج أنه نام في المزدلفة من بعد وصوله وصلاته للمغرب والعشاء جمعًا, وذلك إلى صلاة الفجر ولم يَرِدْ عنه أنه صلى هذه الليلة قيامًا ولا صلى وترًا
فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -r- مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الْوُضُوءَ فَقُلْتُ لَهُ الصَّلاَةَ. قَالَ « الصَّلاَةُ أَمَامَكَ ». فَرَكِبَ فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِى مَنْزِلِهِ ثُمَّ أُقِيمَتِ الْعِشَاءُ فَصَلاَّهَا وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا"([23])
 وهذا من رحمته r بالمسلمين، فهو يعلم مدى المشقة التي كانت في يوم عرفة والدفع من عرفة إلى المزدلفة، فأراد أن تكون سُنَّته التي يقلده فيها مَن في المزدلفة هي النوم الهادئ المريح غير المقطوع باستيقاظ أو صلاة!!
6-ترك المزدلفة قبل الفجر لرمي الجمرات رحمة بالضعفاء:
أيضًا من دلائل رحمة النبي r في الحج أنه أَذِنَ للضعفاء أن يتركوا المزدلفة ليلاً قبل الفجر لكي يدركوا
 الجمرات قبل الازدحام
 تقول عائشة رضي الله عنها: "نَزَلْنَا الْمُزْدَلِفَةَ فَاسْتَأْذَنَتْ النَّبِيَّ r سَوْدَةُ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَكَانَتْ امْرَأَةً بَطِيئَةً فَأَذِنَ لَهَا، فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا نَحْنُ ثُمَّ دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ فَلأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رسول الله r  كَمَا اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ"([24])
حطمة : ازدحام الناس وتحطيم بعضهم بعضا
7-رمي الجمرات بحصى صغير:
فعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِىَّ -r- رَمَى الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ([25])
والخذف : الحصى الصغير في حجم حبة الفول ،وهذا الحجم الصغير حتى لا يؤذي إنسانًا بطريق الخطأ.
إن تتبع رحمة النبي r في حجته يصعب، لأن ذلك يتطلب منا أن يتناول الحجة بكاملها، فقد كانت كلها رحمة، وهذا ليس مستغربًا مع كون الحج مشقة، لأن الله تعالى ما كلَّف أمرًا إلا ووضع في الإنسان من الطاقة والقدرة ما يمكِّنه من فعله، فإذا كان المُطَبِّق والمُعَلِّم مثل رسول الله r في رحمته ورأفته صار الأمر ميسورًا وسهلاً إن شاء الله، وصلَّ اللهُمَّ على الذي قُلْتَ في حقه: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" "الأنبياء: 107".

خامساً: بشرى لمن عجز عن الحج
توجد عدة أمور لو فعلها المسلم لكان له أجراً كبيرا كأجر الحاج والمعتمر نذكر بعضا منها
1-الجلوس لذكر الله من الفجر حتى طلوع الشمس
قال رسول الله r : "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة ، تامة"([26])
2-الخروج لصلاة مكتوبة أو لصلاة الضحى
عن أبي أمامة t أن رسول الله r قال " من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين "([27])
3-حضور مجالس العلم
عن أبي أمامة عن النبي r قال " من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته "([28])
4-العمرة في رمضان
عن ابن عباس قال : قال رسول الله r : " إن عمرة في رمضان تعدل حجة "([29])
أيها الأحباب
من فاته التجرد من الملابس بالإحرام. فليزهد في الدنيا وليترك الحرام، ومن فاته أن يلبي بلسانه... فليلزم وليلبِّ بجنانه، ومن فاته أن يطوف ببيت الرحمن. فليطف بقلبه في رياض القرآن، ومن فاته السعي والمبيت بمني. فليسعَ في الخير وليبت طائعًا ها هنا، ومن فاته الوقوف بعرفة. فليقم لله بحقه الذي عرفه، ومن فاته الذبح بمني... فليذبح هواه ها هنا وقد نال المني  ، ومن فاته رمي الجمار. فليعصِ شيطانَه وليُزل عن كاهله الأوزار، ومن فاته أن يحلق شعره بالأمواس. فليُزل ما في قلبه من أدناس ، ومن فاته الذكر والدعاء بالمشعر الحرام. فعليه بهما بالسحر والناس نيام.
إليك إلهي قد أتيتُ ملبياً
**
فبارك إلهي حجتي ودعائيا
قصدتك مضطراً وجئتك باكياً

**
وحاشاك ربي أن ترد بكائيا 
  
كفاني فخراً أنني لك عابد

**
فيا فرحتي إن صرتُ عبداً مواليا
 
أتيتُ بلا زاد وجودك مطمعي

**
وما خاب من يهفو لجودك ساعيا

إليك إلهي قد حضرتُ مُؤمّلاً

**
خلاصَ فؤادي من ذنوبي ملبياً


اللهم هيئ لنا حج بيتك الكريم وتقبل منا ومن سائر المسلمين وارفع عنا الآثام والذنوب وتقبل منا واقبلنا يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد: الشيخ احمد أبو عيد
01098095854
  




([1]) متفق عليه
([2]) متفق عليه
([3]) متفق عليه
([4]) صحيح البخاري
([5]) متفق عليه
([6]) صحيح البخاري
([7]) صحيح مسلم
([8]) صحيح الترغيب والترهيب
([9]) صحيح ابن ماجة
([10]) صحيح ابن ماجة
([11]) صحيح ابن ماجة
([12]) صحيح الجامع
([13]) السلسلة الصحيحة
([14]) متفق عليه
([15]) السلسلة الصحيحة
([16]) صحيح مسلم
([17]) صحيح الجامع
([18]) مشكاة المصابيح
([19]) صحيح مسلم
([20]) صحيح مسلم
([21]) صحيح سنن أبي داود
([22]) صحيح البخاري
([23]) صحيح مسلم
([24]) صحيح البخاري
([25]) صحيح مسلم
([26]) صحيح الجامع
([27]) صحيح الترغيب والترهيب
([28]) صحيح الترغيب والترهيب
([29]) صحيح الجامع 
***********************************
لتحميل الخطبة #pdf برجاء الدخول إلى الرابط التالي
أو
أو


ولتحميل الخطبة #word برجاء الدخول إلى الرابط التالي
أو

                                    
لـــ word 2003
أو

أو

ولتحميل الخطبة وخطب أخرى متنوعة برجاء الدخول إلى الرابط التالي

ولقراءة الخطبة مرتبة ومنسقة وجميع الخطب السابقة واللاحقة بإذن الله برجاء الدخول إلى الرابط التالي

ولمشاهدة الخطبة وخطب أخرى على اليوتيوب برجاء الدخول إلى الرابط التالي
التعليقات
0 التعليقات