فضل العشر الأوائل من ذي الحجة للشيخ احمد أبو عيد
الحمد لله، أحمد الله ربي بتبتُّل، فللحمد في الأرض والسماء ذيوع، فما من صائح ولا مهل أو مهلل إلا وله حرف لتسبيحه موضوع، وكذا الملائكة حول عرش مكلل بالنور تسبيحها في السماء مسموع، حتى الجوامد والسواكن وكل مهمل ذراتها في دورانها طاعة وخشوع،
فيا غافلًا عن نشيد الكون، ليتك مبلِّل جبينك يومًا بفيض من دموع، فالذكر إذنٌ بالرضا من محمل لقلوب الذاكرين بحب مشتاق ولوع، لو ذقت طعم الحب ما كنت بمؤجل ذكر الحبيب، ولو حوطتك من السباع جموع.
فيا غافلًا عن نشيد الكون، ليتك مبلِّل جبينك يومًا بفيض من دموع، فالذكر إذنٌ بالرضا من محمل لقلوب الذاكرين بحب مشتاق ولوع، لو ذقت طعم الحب ما كنت بمؤجل ذكر الحبيب، ولو حوطتك من السباع جموع.
وأشهد أن لا إله إلا الله، غير معطل لصفاته العليا بكل تأدب وخضوع، فمن الدلائل والبينات لكل متأمل صراخ الوليد باكيًا إذا أحس الجوع، وسعي الذئب متلهفًا غير متمهل على طعام لصغاره هو عنه ممنوع، وارتزاق الطير عفوًا غير متأثل بما هو له فوق الثرى موضوع، وركض النهم جشعًا ركض متوصل إلى الحتوف كمعصوب العين مدفوع، وسعي الفهم مهلًا سعيَ متوكل على الإله، قانعًا بنصيبه غير هلوع، يسأل سؤال متأدب بتجمل، لا متعجِّل ولا مستغن بعقله مخدوع، فالرزق وإن بدا أنه بتوسل مقدَّر مقسوم يلائم كل مصنوع، فأرجو الإله داعيًا برجاء مؤمل، بخشوع قلب على الإيمان مطبوع، وإياك والسعي على الدنيا بتبذل، فنصيبك منها واصل إليك غير مقطوع.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، مرتلٌ مصدق لتوراة الكليم وإنجيل المطهر المرفوع، نبراس الخلائق بالشريعة والحقيقة متزمل، صابر على الأذى بغير ضعف أو خنوع، مجادل الغافلين بالتي هي أحسن، متوصِّل إلى البلاغ الأمثل بغير وهن أو خضوع، مقاتل بالسيف والرمح والعزم، متوكل مؤمِّن لمن استجاره بغير غدر أو رجوع، محرم لما حرم الإله في الشرع، ومحلل لما أحل مثال للمؤمنين بربهم متبوع، قائم بالليل ساجد وراكع متبتل، نسمات أنفاسه شبع لأرواحنا من جوع، مغفور الذنب مشروح الصدر متذلل راغب إلى الرب، ذِكره في السماء مرفوع، لين الكف باسم الثغر وجهه متهلل، جواد بالخير كالريح غير منوع، يا سائلًا عن شوقنا إليه متعجِّبًا، تمهَّل؛ فالحب مشتعل كالجمر بين الحنايا والضلوع، ويا منكرًا لتبرك الصالحين بآثاره، تعقل، أما علمت أن تبرك أصحابه ببصاقه مشروع، ويا راكبًا فرس الجحود مكابرًا، ترجَّل عن عنادك؛ فالمحبوب قمر والأنبياء شموع.
العناصر
أولا: فضل عشر ذي الحجة
ثانياً: بعض العبادات المشروعة فيها
الموضوع
أولاً: فضل عشر ذي الحجة
1-الأيام المعلومات
قال تعالى: " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ " ( سورة الحج : الآيتان 27 -28 ) .
قال ابن عباس: الأيام المعلومات هي أيام العشر من ذي الحجة والأيام المعدودات هي أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
ولا شك ولا ريب أن الليالي إذا أطلقت دخلت فيها الأيام تبعا وإذا أطلقت الأيام دخلت فيها كذلك الليالي تبعا.
2-أقسم الله بها:
قال تعالى"" وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ". وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله : " وقوله : " وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، هي ليالي عشر ذي الحجة ، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه " ([1])
وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله : " والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف ([2]).
ولا شك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها .
3-أنها من الأشهر الحرم
ولحرمة هذه الأيام ومكانتها وعظمهما عند الله تعالى؛ قال جل وعلا (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) التوبة .
4-أنها أفضل الأيام
عن جابر t أنه قال : قال رسول الله r : " ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ". قال : فقال رجلٌ : يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : " هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله " ([3])
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَا مِنْ أيَّامٍ ،
العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام )) يعني أيام العشر . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ ؟ قَالَ : (( وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ )) " ([4])
5-أتم الله فيها النعمة وأكمل فيها الدين
قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) سورة المائدة
وعن طارق بن شهاب قال جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي آية قال ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فقال عمر إني لأعلم المكان الذي نزلت فيه واليوم الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله r في عرفات في يوم جمعة ([5])
6-فيها فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام .
7-فيها (يوم التروية ) وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه أعمال الحج .
8-فيها ( يوم عرفة ) وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام ، وله فضائل عظيمة ، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها ، ويوم العتق من النار ، ويوم المُباهاة
فعن عَائِشَةُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ ». " ([6])
وعن أنس بن مالك قال : وقف النبي r بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال يا بلال أنصت لي الناس فقام بلال فقال أنصتوا لرسول الله r فأنصت الناس فقال معشر الناس أتاني جبرائيل u آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب t فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة قال هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة فقال عمر بن الخطاب t كثر خير الله وطاب" ([7])
9-فيها ( ليلة جَمع )
وهي ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة .
10- فيها يوم النحر
وهو يوم العاشر من ذي الحجة ، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبد الله بن قرط عن النبي
r قال إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر قال عيسى قال ثور وهو اليوم الثاني وقال وقرب لرسول الله r بدنات خمس أو ست فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ فلما وجبت جنوبها قال فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها فقلت ما قال: قال من شاء اقتطع" ([8])
11-جعلها الله ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه
بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج ، وكالأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين .
12-أنها أفضل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟ فأجاب : " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة "
13-مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات
كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله : " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ، ولا يتأتى ذلك في غيره "
ثانياً: بعض العبادات والطاعات المشروعة في الأيام العشر:
مما لا شك فيه أن عبادة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات القولية أو الفعلية من الأمور الواجبة والمطلوبة من الإنسان المسلم في كل وقتٍ وحين ؛ إلا أنها تتأكد في بعض الأوقات والمناسبات التي منها هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة ، حيث أشارت بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى بعض تلك العبادات على سبيل الاستحباب ، ومن ذلك ما يلي :
1-كثرة العمل الصالح
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَا مِنْ أيَّامٍ ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام )) يعني أيام العشر . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ ؟ قَالَ : (( وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ )) ([9])
2-التوبة وكثرة الاستغفار
إذ إن مما يُشرع في هذه الأيام المباركة أن يُسارع الإنسان إلى التوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله تعالى ، وأن يُقلع عن الذنوب والمعاصي والآثام ، ويتوب إلى الله تعالى منها طمعاً فيما عند الله سبحانه وتحقيقاً لقوله تعالى : " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ( سورة النور 31 ) .
ولأن التوبة الصادقة تعمل على تكفير السيئات ودخول الجنة بإذن الله تعالى لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له
وعن الأَغَرِّ المزني - رضي الله عنه - : أنَّ رسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إنَّهُ لَيُغَانُ ((2)) عَلَى قَلْبِي ، وإنِّي لأَسْتَغفِرُ اللهَ في اليَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ )) ([10])
قال النووي : (( من الغين : وهو ما يتغشى القلب . وقال القاضي عياض : المراد الفترات الغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه ))
3-الإكثار من ذكر الله
سبحانه وتعالى ودعائه وتلاوة القرآن الكريم لقوله تبارك وتعالى : " وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ " ( سورة الحج : الآية 28).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض السلف كانوا يخرجون إلى الأسواق في هذه الأيام العشر ، فيُكبرون ويُكبر الناس بتكبيرهم ، ومما يُستحب أن ترتفع الأصوات به التكبير وذكر الله تعالى سواءً عقب الصلوات ، أو في الأسواق والدور والطرقات ونحوها .
كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها ، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها
3-المحافظة على الصلاة فرائض ونوافل:
لكونها من أفضل القُربات إلى الله تعالى إذ إن النوافل تجبر ما نقص من الفرائض ، وهي من أسباب محبة الله لعبده وإجابة دعائه ، ومن أسباب رفع الدرجات ومحو السيئات وزيادة الحسنات وقد حث النبي r على الإكثار منها قولاً وعملاً
فعن ثوبان t قال: سمعت رسول الله r يقول: « عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ للهِ سَجْدَةً إلاَّ رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرجَةً ، وَحَطَّ عَنكَ بِهَا خَطِيئةً » ([11]) وهذا في كل وقت.
4-الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية
لما فيها من التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين ، قال تعالى: "مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ"
ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع المسلم من خلال تفقد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم . ثم لأن في الصدقة أجرٌ عظيم وإن كانت معنويةً وغير مادية
فعن أبي موسى الأشعري قال : قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَال: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ " ([12])
5-الصيام
لكونه من أفضل العبادات الصالحة التي على المسلم أن يحرص عليها لعظيم أجرها وجزيل ثوابها ، ولما روي عن صيام النبي r في هذه الأيام المُباركة ؛ فقد روي عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي r قالت : " كان رسول الله r يصوم تسعَ ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيامٍ من كُلِ شهر ، أول اثنين من الشهر والخميس "([13])
6-صيام يوم عرفة:
عن أَبي قتادة - رضي الله عنه -، قَالَ : سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صَومِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، قَالَ : (( يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ )) ([14])
لكن من كان في عرفة حاجاً فإنّه لا يستحب له الصوم، لأنّ النبي r وقف بعرفة مفطراً.
7-قيام الليل
لكونه من العبادات التي حث النبي r على المُحافظة عليها من غير إيجاب ، ولأنها من العبادات التي تُستثمر في المناسبات على وجه الخصوص كليالي شهر رمضان المُبارك ، وليالي الأيام العشر ونحوها. ثم لأن قيام الليل من صفات عباد الرحمن الذين قال فيهم الحق سبحانه : " وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً " ( سورة الفرقان :الآية 64) . لأنهم يستثمرون ليلهم في التفرغ لعبادة الله تعالى مُصلين
مُتهجدين ذاكرين مُستغفرين يسألون الله تعالى من فضله ، ويستعيذونه من عذابه.
8-الدعاء
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي r قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ([15])
9-زيارة المسجد النبوي
وهي من الأعمال الصالحة المُستحبة للمسلم لعظيم أجر الصلاة في المسجد النبوي فعنأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " ([16])
( صلاة ) فرضا كانت أم نفلا . ( مسجدي هذا ) مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة . ( خير ) من حيث الثواب لا أنها تجزئ عن هذا العدد ]
ولما يترتب على زيارة المسلم للمسجد النبوي من فرصة زيارة قبر النبي r وصاحبيه tوالسلام عليهم وما في ذلك من الأجر والثواب
10-عدم أخذ شيء من الشعر والبشر والظفر إذا أراد أن يضحي
وذلك من أول العشر إلى حين ذبح الأضحية عن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : قَالَ رسولُ اللهِ - r - : (( مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ ، فَإذَا أَهَلَّ هِلاَلُ ذِي الحِجَّةِ ، فَلاَ يَأخُذَنَّ من شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أظْفَارِهِ شَيْئاً حَتَّى يُضَحِّيَ )) ([17]).
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -r- قَالَ « إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا »([18]).
ومن أخذ شيئًا من شعره وظفره فعليه بالتوبة والاستغفار ولا فدية عليه وأضحيته صحيحة مقبولة
بإذن الله، وهذا لا يعم الزوجة ولا الأولاد، ولكنه خاص بمن يريد أن يضحي وهو رب الأسرة أو من اشترى أضحية بماله ولو كان امرأة، ولا يشمل النهي لمن كان وكيلاً عن غيره في ذبح الأضحية أو من يطبق وصية غيره؛ فإن النهي لا يشمله. ويشمل النهي كذلك من وكل غيره فإنه ما دام أنه يريد أن يضحي فإن النهي متوجه إليه، ومن أراد الأضحية وأراد الحج أيضًا فعليه بأن يمسك عن أخذ الشعر والظفر، وعند أداء نسك العمرة فيشرع له أن يأخذ من شعره ليتحلل فقط ويبقى ممسكًا حتى يذبح أضحيته على الراجح من أقوال أهل العلم، وصدق الله إذ يقول: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ" "الحج: 30"، وقال سبحانه: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" "الحج: 32".
11-ذبح الأضاحي
لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق ، عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل ، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق ، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء ، والاقتداء بهدي النبوة المُبارك .
12-البعد عن المعاصي
فكما أن الطاعات أسباب الود القرب من الله تعالى؛ فالمعاصي سبب البعد والطرد ، وفي الحديث عن أبي هريرة t أن النبي r قال : ” إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ.”([19]).
13-إصلاح ذات البين
فعلى كل مسلم متخاصم أو متشاحن مع أخيه المسلم؛ أن يبادر بإصلاح ذات البين حتى ترفع الأعمال؛ لذلك أخبرنا النبي r في أحاديث كثيرة أن الشحناء والبغضاء والخصام سبب لمنع المغفرة والرحمات والبركات ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا”([20])
وبين r أن الخصام والشحناء يحلق الحسنات بل الدين كله فقال" دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ
حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَالكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "([21])
فبادر أنت بالخير إذا أعرض عنك أخوك وكن أنت الأخير ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:” لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ” ([22])
للكعبة البيت الحرام قلوبنا
|
**
|
تصفو وتظهر شوقها المكتوما
|
طاف العباد بها وصلوا خشعا
|
**
|
وترنموا بتلاوة ترنيما
|
تجردوا في كل شيء عندما
|
**
|
جاءوا وقد نالوا الثواب كريما
|
لبوا نداء الحق بالقلب الذي
****
|
**
|
سمع الأذان في السماء رخيما
|
ألا يا باغي الخيرات أقْبِل
|
**
|
إلى ذي الحجَّة الشهر الحــــرام
|
به العشر الأوائل حين هلت
|
**
|
أحــب الـلـــه خـــيـــرا للأنام
|
بها النفحات من فيض ونور
|
**
|
إلـــــــه العـــرش ذكـــرا للأنام
|
بها النحر الذي قد قال فيه
|
**
|
ما حيلتي في هذه أو ذاكا
|
بها الميلاد يبدأ من جديد
|
**
|
إذا ما القلب طُهــــــــر من سقام
|
وبالحسنات فرج كل ذنب
|
**
|
إذا شئت الوصول إلى المــرام
|
ألا يا باغيَ الخيرات أقبل
|
**
|
فــــــــإن الشهر شهرٌ للكــرام حاشاك
|
إذا استهواك شيطانٌ فادبر
***** |
**
|
ولا تركنْ إلى الفعل الحـــرام
|
يا راحلين إلى البيت العتيق لقد
|
**
|
سِرْتُم جُسُوما وسِرْنَا نحن أرواحا
|
إنَّا أقَــمْنَا عـلى عـُذْرٍ وعَنْ قَدَرٍ
|
**
|
ومن أقـام علـى عـُذْرٍ كَمَـنْ راحــا قواكا
|
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد: الشيخ احمد أبو عيد
01098095854
****************
لتحميل الخطبة #pdf برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولتحميل الخطبة #word برجاء الدخول إلى الرابط التالي
لـــ word 2003
لتحميل الخطبة في 6 ورقات فقط للطباعة