تحية الإسلام للشيخ أحمد أبو عيد






الحمد لله الذي نور بجميل هدايته قلوب أهل السعادة، وطهر بكريم ولايته أفئدة الصادقين فأسكن فيها وداده، ودعاها إلى ما سبق لها من عنايته فأقبلت منقادة، الحميد المجيد الموصوف بالحياة والعلم والقدرة والإرادة، نحمده على ما أولى من فضل وأفاده، ونشكره معترفين بان الشكر منه نعمة مستفاده.
واشهد إن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير شهادة أعدها من أكبر نعمه وعطائه، وأعدها وسيلة إلي يوم لقاءه
تعطف بفضل منك يا مالك الورى

**
فأنت ملاذي سيدي ومعيني



لئن أبعدتني عن حماك خطيئتي  

**
فأنت رجائي شافعي ويقيني




  
ولست أرى لي حجة أبتغي بها  

**
رضاك إن العفو منك يقيني
 














وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه
الذي أقام به منابر الإيمان ورفع عماده، وأزال به سنان البهتان ودفع عناده  
وشفع فيّ خير الخلائق محمد

**
نبيا لم يزل أبدا حبيبا



هو الهادي المشفع في البرايا

**
وكان له رحيما مستجيبا




  
عليه من المهيمن كل وقت 

**
صلاة تملأ الأكوان طيبا
 












وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين

العناصر

أولاً: تعريف إفشاء السلام
ثانياً: أهمية إفشاء السلام وثمراته
ثالثاً: آداب إفشاء السلام
رابعاً: عادات خاطئة في إفشاء السلام

الموضوع

أولاً: تعريف إفشاء السلام

1-الإفشاء لغة:
مصدر قولهم: أفشى بمعنى أذاع ونشر، قال في الصّحاح: فشا الخبر يفشو فشوّا، أي ذاع، وأفشاه غيره، وتفشّى الشّيء أي اتّسع، وقال ابن منظور: يقال «فشا الشّيء يفشو فشوّا إذا ظهر، وهو عامّ في كلّ شيء ومنه إفشاء السّرّ (في معنى إظهاره) .
السلام لغة: السّلام: السّلامة، والسّلام: الاستسلام والسّلام الاسم من التّسليم، والسّلام: البراءة من العيوب، وقيل العافية، ومنه قوله تعالى: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (الفرقان/ 63) معناه تسلّما وبراءة لا خير بيننا وبينكم ولا شرّ. وقال نحوه ابن عرفة. وقيل: قالوا سلاما، أي سدادا من القول وقصدا لا لغو فيه. وقيل: أي سلّموا سلاما.
والسّلام: التّحيّة. وقال أبو الهيثم: السّلام والتّحيّة معناهما واحد، ومعناهما السّلامة من جميع الآفات.
2-إفشاء السلام اصطلاحا:
قال ابن حجر-رحمه الله-: إفشاء السّلام المراد نشره سرّا أو جهرا أو هو: نشر السّلام بين النّاس ليحيوا سنّته r، أخرج البخاريّ في الأدب المفرد «إذا سلّمت فأسمع فإنّها تحيّة من عند الله» قال النّوويّ:أقلّه أن يرفع صوته بحيث يسمعه المسلّم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسّنّة ، فكلمة السلام تعني سلامة الدين، وتعني سلامة الصحة، وتعني سلامة العرض.........
فإذا قلت لإنسان: السلام عليكم فأنت تدعو له بكل أنواع السلامة بدءاً من سلامة الدين والعقيدة إلى سلامة الصحة إلى سلامة العرض والسمعة.......

3-السلام بمعنى الثناء الجميل:
قال تعالى:" يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا (14) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا "مريم
وقال تعالى:" وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)" ،وقال تعالى:" سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (79)" ، وقال تعالى:"  سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (109)" ، وقال تعالى:" سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ" ،وقال تعالى:" سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ" ، وقال تعالى:" سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182) ،وقال تعالى "وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى" طه.

4-السلام بمعنى السلامة من كل شر:
قال تعالى:" فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91) "
وقال تعالى:" وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (35)"

5-السلام بمعنى الخير:
قال تعالى "تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" القدر.

6-السلام بمعنى التحية المعروفة:
قال تعالى" وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)"الأنعام

ثانياً: أهمية إفشاء السلام وثمراته
1-السلام من أسماء الله تعالى:
قال تعالي: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ "(الحشر/23).
قال الغزاليّ: السّلام هو الّذي تسلم ذاته عن العيب، وصفاته عن النّقص، وأفعاله عن الشّرّ، حتى إذا كان كذلك، لم يكن في الوجود سلامة إلّا وكانت معزيّة إليه صادرة منه.
وقال ابن حجر-رحمه الله-: السّلام من أسماء الله تعالى، فقد جاء في حديث التّشهّد: «فإنّ الله هو السّلام»
ومعنى السّلام: السّالم من النّقائص، وقيل: المسلم لعباده، وقيل: المسلّم على أوليائه.
وقال ابن منظور: والسّلام الله-عزّ وجلّ-، اسم من أسمائه لسلامته من النّقص والفناء، وقيل معناه: أنّه سلم ممّا يلحق الغير من آفات الغير والفناء، وأنّه الباقي الدّائم الّذي تفنى الخلق ولا يفنى، وهو على كلّ شيء قدير
وعن عبدالله بن مسعود قال : كنا إذا صلينا مع النبي r قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان وفلان فلما انصرف النبي r أقبل علينا بوجهه قال : " لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوه "([1])
يقول العلماء: هذا الاسم معناه أنه جل جلاله ذو السلامة، ذو السلام أي ذو السلامة كأن تقول الرضاع من الرضاعة، هذا الاسم أساسه اللغوي السلامة ومعنى السلامة أي أن ذاته جل جلاله سلمت من كل عيب وسلمت صفاته من كل نقص وسلمت أفعاله عن الشر.

2-تحية أهل الجنة:
قال تعالى" وأدخل الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ "إبراهيم
وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ "يونس
وقال تعالى: "أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً "الفرقان.
وقال تعالى "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً" الأحزاب.

3-تحية الملائكة لأهل الجنة:
قال تعالى "سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ "الرعد
قال تعالى" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها وقال تعالى: "سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73)"الزمر

4-تحية الملائكة لسيدنا إبراهيم u:
قال تعالى "وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ "هود
قوله " إذ دخلوا عليه " يعني حين دخلوا على إبراهيم " فقالوا " له " سلاما " على وجه التحية له أي اسلم سلاما " فقال " لهم جوابا عن ذلك " سلام " ، فلما ارتاب u بهم قال " قوم منكرون " أي انتم قوم منكرون، والإنكار بنفي صحة الأمن ونقيضه الإقرار، ومثله الاعتراف.
وإنما قال: منكرون، لأنه لم يكن يعرف مثلهم في أضيافه، وسماهم الله أضيافا، لانهم جاؤه في صفة الاضياف وعلى وجه مجيئهم.

5-مغفرة الذنوب:
عن حذيفة بن اليمان t عن النبي r قال إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر" ([2])
وعن البراء t قال قال رسول الله r ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا "([3])
وعن هانئ بن يزيد قال قال رسول الله r "إن موجبات المغفرة بذل السلام و حسن الكلام"([4])

6-الأجر العظيم: عن سهل بن حنيف t قال قال رسول الله r من قال السلام عليكم كتبت له عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة"([5])
وعن أبي هريرة t أن رجلا مر على رسول الله r وهو في مجلس فقال سلام عليكم فقال عشر حسنات ثم مر آخر فقال سلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون حسنة ثم مر آخر فقال سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون حسنة فقام رجل من المجلس ولم يسلم فقال النبي r ما أوشك ما نسي صاحبكم إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس وإن قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة " ([6])
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- : لما كان الإنسان لا سبيل له إلى انتفاعه بالحياة إلا بثلاثة أشياء: أحدها: سلامته من الشر ومن كل ما يُضاد حياته وعيشه ، والثاني: حصول الخير له ، والثالث: دوامه وثباته له ، فإن بهذه الثلاثة يكمل انتفاعه بالحياة ، لهذا شرعت التحية متضمنة للثلاثة .

7-أولى الناس من بدأ بالسلام:
عن أبي أمامة t قال قال رسول الله r إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام" ([7])
عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأنصاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ »([8])

 8-السلام تحية الإسلام:
عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r: « خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ فَذَهَبَ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ - قَالَ - فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ - قَالَ - فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الآنَ »([9])
عن أبي ذر قال: أتيت النبي r حين فرغ من صلاته، فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، فقال: "وعليك، ورحمة الله، ممن أنت؟". قلت: من غفار"([10])
وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ - فِى رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ - السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ - وَفِى رِوَايَةِ زُهَيْرٍ - السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلاَحِقُونَ أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ"([11]).

9-دخول الجنة:
 عن عبد الله بن سلام t قال أول ما قدم رسول الله r المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه واستبنته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب قال فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"([12])

10-كلام أهل الجنة:
قال تعالى:" لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) ".
قال " لا يسمعون فيها لغوا " أي لا يسمع المثابون في الجنة لغوا يعنى مالا فائدة فيه من الكلام، لان كل ما يتكلمون به فيه فائدة (ولا تأثيما) ولا يجري فيها ما يؤثم فيه قائله من قبيح القول (إلا قيلا سلاما سلاما) يعني لكن يسمعون قول بعضهم لبعض على وجه التحية " سلاما سلاما " إنهم يتداعون بالسلام على حسن الآداب وكريم الاخلاق الذي يوجب التواد، لان طباعهم قد هذبت على أتم الكمال ([13])

11-الجنة هي دار السلام:
قال تعالى" وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام
12-السلام من خيرية الإسلام:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -r- أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ قَالَ «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» ([14]).

13-سبيل للحب بين الناس:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r: «لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» ([15]).
ويقول الإمام الرازي: " الحكمة في طلب السلام عند التلاقي لأنها أول أسباب الألفة؛ مع تضمن تحية السلام للتواضع وتجنب الكبر مع التأنيس للوحشة واستمالة القلب وسكون النفس للآتي بها فنفتح أبواب المودة وتتألف القلوب([16])

14-سبب للسلامة من الحقد وسلامة الصدر:
 فعَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r ، قَالَ : " أَفْشُوا السَّلامَ تَسْلَمُوا والأشرَةُ شرّ"([17]) قال أبو معاوية: والأشرة: العبث.

15-ختم بعد كل صلاة:
عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ « اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ». قَالَ الْوَلِيدُ فَقُلْتُ لِلأَوْزَاعِىِّ كَيْفَ الاِسْتِغْفَارُ قَالَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ([18])

16-يحسد اليهود المسلمون عليها:
عن عائشة، عن رسول الله r قال: " ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين"([19])

17-حمل السلام للغير أمانة:
عن أبي سلمة أن عائشة قالت: قال رسول الله r : " يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام " . قالت : وعليه السلام ورحمة الله . قالت : وهو يرى ما لا أرى" ([20])
قال النووي: في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام ويجب على الرسول تبليغه؛ لأنه أمانة.

18-إلقاء التحية سنة:
 فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ t قال: أَمَرَنَا النَّبِيُّ r بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ…"([21])

19-رد التحية واجب:
قال تعالى:" وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا "النساء.
هذا خطاب من الله تعالى لجميع المكلفين، يأمرهم إذا دعي لهم انسان بطول الحياة، والبقاء والسلامة، ان يحيوهم بأحسن من ذلك أو يردوا عليهم مثله.
قال النحويون: أحسن ههنا صفة لا ينصرف، لأنه على وزن افعل وهو صفة لا تنصرف والمعنى حيوا بتحية أحسن منها.
والتحية: مفعلة من حييت. ومعناها ههنا السلام قال السدي: وابن جريج وعطا، وإبراهيم: إنه إذا سلم عليك
واحد من المسلمين، فسلم عليه بأحسن مما سلم عليك. أورد عليه مثل ما قال. وذلك إذا قال السلام عليك، فقل أنت وعليك السلام ورحمة الله أو تقول كما قال لك.

ثالثاً: آداب إفشاء السلام
1-بدئ الغير بالسلام:
عن الأغر أغر مزينة t قال كان رسول الله r أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار فمطلني به فكلمت فيه رسول الله r فقال اغد يا أبا بكر فخذ له تمره فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح فوجدته حيث وعدني فانطلقنا فكلما رأى أبا بكر رجل من بعيد سلم عليه فقال أبو بكر t أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل لا يسبقك إلى السلام أحد فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا"([22])
عن أبي  هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r: « يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِى وَالْمَاشِى عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ ». "([23])

2-عند لقاء أخاك المسلم:
عن أبي هريرة؛ أنه قال: " من لقي أخاه فليسلم عليه؛ فإن حالت بينها شجرة أو حائط، ثم لقيه فليسلم عليه"([24])
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ »([25])

3-التسليم على بني آدم إذا لقيتهم:
عن أبي هريرة أن رسول الله r قال : إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق من ذلك أن تعبد الله لا تشرك به شيئا وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتسلم على بني آدم إذا لقيتهم فإن ردوا عليك ردت عليك وعليهم الملائكة وإن لم يردوا عليك ردت عليك الملائكة ولعنتهم إن سكت عنهم وتسليمك على أهل بيتك إذا دخلت عليهم فمن انتقص منهن شيئا فهو سهم في الإسلام تركه ومن تركهن فقد نبذ الإسلام وراء ظهره"([26])

4-إذا حال بينك وبن أخيك حائل ثم لقيته ثانيا:
عن أنس بن مالك: "أن أصحاب النبي r كانوا يكونون فتستقبلهم الشجرة، فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفة عن شمالها، فإذا التقوا سلم بعضهم على بعض" ([27])
5-تسليم الراكب على الماشي:
عن أبي هُرَيْرَةَ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r-« يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِى وَالْمَاشِى عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ »([28])

6-عند دخول البيت:
فقال الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ النور 27
وقال تعالى: "فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً "النور
وعن أنس بن مالك t قال قال لي رسول الله r يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل
بيتك"([29])

7-عند الدخول والخروج من المجلس:
عن أبي هريرة t عن النبي r قال : " إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة " ([30])

8-من خرج يسلم ويُسلم عليه:
عن الطفيل بن أبي بن كعب: أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمرّ عبد الله بن عمر على سقّاط ، ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحدٍ غلا يسلم عليه قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً. فاستتبعني إلى السوق. فقلت: ما تصنع بالسوق؟ وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا ها هنا نتحدث. فقال لي عبد الله: "يا أبا بطن! - وكان الطفيل ذا بطن- إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقينا"([31]) ، ومعنى: "سقّاط "هو الذي يبيع سقط المتاع، وهو رديئه وحقيره، و" صاحب البيعة" : بالكسر من (البيع) : الحالة ، كالركبة، والقعدة

9-الجهر بإلقاء السلام وكذلك الرد:
فقد كان هدي النبي r في السلام أن يرفع صوته بالسلام، وكذلك في الرد، فلا يحصل بالإسرار الأجر؛ إلا ما استثني. فقد ذكر ابن القيم:" أن من هديه r أنه كان يُسمع المسلم رده عليه"([32])
وقال ابن حجر:" واستدل بالأمر بإفشاء السلام على أنه لا يكفي السلام سراً بل يشترط الجهر، وأقله أن يسمع في الابتداء والجواب ولا تكفي الإشارة باليد ونحوه"([33])

10-التسليم بصوت يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم :
فعن المقداد t في حديثه الطويل أنهم كانوا يرفعون للنبي r نصيبه من اللبن، قال : فَيَجِيءُ مِنْ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ ... "([34])

11-استحباب تكرار السلام ثلاثاً:
خاصة إذا كان الجمع كثيراً، أو شُك في سماع المُسَّلم عليه. فعَنْ أَنَسٍ t : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r :" كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا؛ وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا([35])
قال ابن حجر: لو سلم وظن أنه لم يسمع فتسن الإعادة فيعيد مرة ثانية وثالثة ولا يزيد على الثالثة

12-البشاشة وطلاقة الوجه عند السلام:
فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ r لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ " ([36])

13-استحباب السلام على الصبيان:
عن أنس-t- "أَنَّ رسول الله r مَرَّ على غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عليهم"([37])
فيستحب السلام على الصبيان لما في ذلك من إتباع السنة، سنة النبي r والتواضع، حتى لا يظن الإنسان بنفسه، ويشمخ بأنفه ويعلو برأسه، وتعويد الصبيان على محاسن الأخلاق بتقليدك ،وأن تجلب المودة للصبي، فالصبي يحب الذي يُسلم عليه ويفرح بذلك، وربما لا ينساها أبدا، لأن الصبي لا ينسى ما مرَّ به.

رابعاً: عادات خاطئة في إفشاء السلام

أ-تسليم الخاصة
عن طارق بن شهاب عن النبي r قال: " بين يدي الساعة : تسليم الخاصة، وفشوّ التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وفشوّ القلم، وظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق"([38]) ، ومعنى "فشو القلم" أي : الكتابة
وتسليم الخاصة بمعنى أن يسلم الشخص على من يعرفه فحسب ويترك الباقين ،فالسلام ليس مقتصراً على أشخاص دون آخرين ، بل لجميع المسلمين ، من تعرف ومن لا تعرف ، فمن حق أخيك المسلم عليك أن تسلم عليه إذا لقيته ، وأن ترد عليه السلام إذا بدأك بالسلام .

ب-أبخل الناس من بخل بالسلام:
عن أبي هريرة قال: " أبخل الناس الذي يبخل بالسلام، وإن أعجز الناس من عجز الدعاء"([39])

ج -السؤال قبل السلام:
عَنْ ابْنِ عُمَر َ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ r:" السّلَامُ قَبْلَ السّؤَالِ، فَمَنْ بَدَأَكُمْ بِالسّؤَالِ قَبْلَ السّلَامِ فَلَا تُجِيبُوهُ "([40])
وهذا هو الذي عليه سلف الأمة وخلفها أنهم كانوا يقدمون السلام قبل كلامهم، وسؤال حاجتهم. قال النووي:" السنة أن المسلم يبدأ بالسلام قبل كل كلام، والأحاديث الصحيحة وعمل سلف الأمة وخلفها على وفق ذلك مشهورة، فهذا هو المعتمد في هذا الفصل".

د -تخصيص أحد من الجالسين بالسلام:
فإن هذا من شأنه يوغر صدور الجالسين، ويزرع البغض والحقد. " قال أبو سعد المتولي: يكره إذا لقي جماعة أن يخص بعضهم بالسلام دون البعض؛ لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة، وفي التخصيص إيحاش لغير من خص بالسلام"([41])

ذ-الامتناع عن إجابة السلام:
عن هشام بن عامر t قال قال رسول الله r "لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما وأولهما فيئا يكون سبقه بالفيء كفارة له وإن سلم فلم يقبل ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان فإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعا أبدا"([42])
إن السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم فإن الرجل إذا سلم على القوم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لأنه ذكرهم فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب "([43])
وقال الألباني: ومن إفشاء السلام السلام على المصلي والتالي للقرآن والطاعم وغيرهم وبسط ذلك له مجال آخر. 
ر -التسليم ورده بالإشارة:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده y أن رسول الله r قال ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وإن تسليم النصارى بالأكف " ([44])
فبعض الناس يهز لك رأسه وكأنه سلم عليك، وليس هذا بسلام أبداً، وبعضهم يرفع يده لك ويتوهم أنه سلام ، وليس بسلام ، وبعضهم ربما كان في سيارته ويضرب لك بالبوري ويرفع يده بدون تحريك شفته بالسلام ، فليس ذاك بسلام ، بل لابد أن يتحرك اللسان بالسلام حتى تؤجر عليه ، ولو كنت بعيداً لا يسمعك من سلمت عليه فالله معك يسمع ويرى ويسجل لك سلامك في ميزان حسناتك فتنبه يا رعاك الله ، ولا تتشبه باليهود والنصارى ، فأنت مسلم عزيز بدينك ، كريم بإيمانك .

ز-التسليم ورده بغير تحية الإسلام:
مثل: صباح الخير ومساء الخير وعواف وغيرها الكثير والكثير لأن الله تعالى يقول" وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا "النساء.
فلابد من رد التحية مهما كانت بتحية الإسلام وبالتالي تكون أحسن منها، أو أن يقال لك السلام عليكم فقط دون زيادة فتجيب أنت بقولك وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فبالتالي تكون أحسن منها، ومن الناس من تسلم عليه، ويرد بقوله : هلا هلا ، أو مرحباً ، أو حياك الله ونحو ذلك من الردود ، ولا شك أن ذلك خطأ وصاحبه آثم ، فرد السلام يكون بأفضل منه أو بمثله على أقل تقدير ، كما ورد في الآية السابقة .

س -أحوال استثنائية لا يشرع فيها السلام
قال الشيخ محمد ابن عبد القوي المرداوي في منظومة الآداب
ويكره تسليم على متـــــــــشاغل

**
بذكر وقرآن وقول محمد



خطيب وذي درس ومن يبحثون في

**
العلوم وذي الوعظ لنفع الموحد




  
مكرر فقه والمـــــــــــــؤذن بعده

**
المصلي وذي طهر لفعل تعبد
 
ودع آكلا مع ذي الـــــتغوط ثم من

**
يقاتل للأعداء في حرب جحد





قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في شرحه إتحاف الطلاب:
هذه المواضع التي يكره السلام فيها.
1-يكره التسليم على متحدث، لأنه منشغل بالكلام مع غيره.

2-"متشاغل بذكر" من تسبيح وتهليل وتلاوة قرآن.

3-متشاغل بالحديث من قول محمد r

4-السلام على الخطيب، غير خطبة الجمعة، فخطبة الجمعة يحرم الكلام فيها، والسلام على الخطيب، والسلام على المأمومين لا يجوز ذلك.

5-وذي الدرس" يُلقي درساً في القرآن أو في الحديث، أو في الفقه أو في النحو، لا تسلم عليه، بعض الناس إذا جاء للحلقة والدرس قائم يُسلم ويرفع صوته، وهذا مكروه لأن هذا يشغل المدرس، ويشغل الجلوس والمستمعين، وينصرفون إليه.

6-"ومن يبحثون في العلوم" ومن يبحث عن مسألة من مسائل العلم لا تسلم عليه وتقطع بحثه، هذا غير مشروع.

7-"وذي وعظ" ومن يعظ الناس، فلا تسلم إذا أتيت، اجلس واستمع للموعظة، ولا تسلم لأنك تشغل الواعظ وتشغل المستمعين.

8-مكرر الفقه وهو الذي يذاكر الفقه.

9-المؤذن إذا كان يؤذن لا تسلم عليه وهو يؤذن، لأنك تقطع عليه الأذان.
10-"المصلي" إذا جئت وواحد يصلي فلا تسلم عليه حتى يفرغ من صلاته، ويروي أن النبي r سلَم عليه أحد الصحابة وهو يصلي فرد عليه بالإشارة، فلو سلم عليك وأنت تصلي ترد عليه بالإشارة.

11-"وذي طهر" الذي يتوضأ، فلا تسلم عليه حتى يفرغ من وضوءه، أما الذي يغتسل لغير العبادة للتبرد أو التنظيف، فلا مانع من أنك تسلم عليه.

12-كذلك لا يشرع السلام على المشتغل بالأكل.

13-"مع ذي التغوط" وهذا أشد، وهو الذي يتبول أو يتغوط لا تسلم عليه وهو على حاجته، لأنه يُكره للمتغوط أو المتبول أنه يتكلم في هذه الحالة، فلا تسلم عليه.

14-"ثم من يقاتل للأعداء في حرب جحد" النوع الأخير المجاهد في حال القتال، لا تسلم على المقاتل، لأنه مشغول عنك بالقتال، لأعداء الله.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد



([1]) متفق عليه
([2]) صحيح الترغيب والترهيب
([3]) صحيح الترغيب والترهيب
([4]) صحيح الجامع
([5]) صحيح الترغيب والترهيب
([6]) صحيح الترغيب والترهيب
([7]) صحيح الترغيب والترهيب
([8]) صحيح مسلم
([9]) متفق عليه
([10]) صحيح الأدب المفرد
([11]) صحيح مسلم
([12]) صحيح الترغيب والترهيب
([13])مشكاة الأنوار
([14]) متفق عليه
([15]) صحيح مسلم
([16])فيض القدير للمناوي بتصرف
([17]) صحيح الأدب المفرد
([18]) صحيح مسلم
([19])صحيح الأدب المفرد
([20]) متفق عليه
([21]) متفق عليه
([22]) صحيح الترغيب والترهيب
([23]) صحيح مسلم 
([24]) السلسلة الصحيحة
([25]) صحيح مسلم
([26]) السلسلة الصحيحة
([27]) السلسلة الصحيحة
([28]) متفق عليه
([29]) صحيح الترغيب والترهيب
([30]) مشكاة المصابيح
([31]) صحيح الأدب المفرد للبخاري
([32])زاد المعاد
([33]) فتح الباري
([34]) صحيح مسلم
([35]) صحيح البخاري
([36]) صحيح مسلم
([37]) صحيح مسلم
([38]) السلسلة الصحيحة
([39]) صحيح الأدب المفرد للبخاري
([40]) السلسلة الصحيحة
([41]) فتح الباري
([42]) صحيح الترغيب والترهيب
([43]) السلسلة الصحيحة
([44]) صحيح الترغيب والترهيب

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات