من الآداب العامة للمجتمع الإسلامي أدب التواضع للشيخ أحمد أبو عيد
الحمد لله جبار الأرض
والسماوات ، عالم الخفيات ، منزل البركات ، قابل التوبات ، مفرج الكربات.
وأشهد أن الا
إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار ، العزيز الجبار ، الرحيم الغفار ، لا
تخفى عليه الأسرار ولا تدركه الأبصار وكل شئ عنده بمقدار .
وأشهد أن سيدنا
محمدا عبد الله ورسوله، سيدي يا رسول
الله
لغة الكلام كما رأيت على فمي** خجلا ولولا الحب
لن أتكلمي
يا خير خلق الله يا ** أشرف السادات يا نبينا
وأجمل منك لم تر قط عين ** وأطيب منك لم تلد
النساء
خلقت مبرأ من كل عيب ** كأنك قد ولدت كما تشاء
العناصر
أولًا: تعريفه ودرجاته
وأنواعه ثانيًا:
الترغيب في التواضع
ثالثًا: نماذج عن
التواضع وفوائده رابعًا: النهي عن الكبر
الموضوع
أولًا: تعريفه ودرجاته وأنواعه:
تعريفه: هو الاستسلام للحقّ وترك الاعتراض في الحكم.
وقيل هو إظهار التّنزّل
عن المرتبة لمن يراد تعظيمه.
وقيل: هو تعظيم من فوقه لفضله.
وفي الرّسالة القشيريّة:
التّواضع هو الاستسلام للحقّ وترك الاعتراض في الحكم ([1])
.
درجات التواضع ([2])
قال ابن القيم: للتّواضع
ثلاث درجات:
الأولى: التّواضع للدّين، وهو أن لا يعارض بمعقول منقولا. ولا يتّهم للدّين دليلا، ولا يرى إلى
الخلاف سبيلا. والتّواضع للدّين: هو الانقياد لما جاء به الرّسول ﷺ والاستسلام
له والإذعان .
الدّرجة الثّانية: أن لا تردّ على عدوّك حقّا: أي لا تصحّ لك درجة التّواضع حتّى تقبل الحقّ ممّن تحبّ وممّن تبغض، فتقبله
من عدوّك، كما تقبله من وليّك.
الدّرجة الثّالثة: أن تتّضع للحقّ، فتنزل عن رأيك وعوائدك في الخدمة، ورؤية حقّك في الصّحبة، وعن رسمك في
المشاهدة.
وحاصل ذلك: أن تعبد
الحقّ سبحانه بما أمرك به على مقتضى أمره لا على ما تراه من رأيك ولا يكون الباعث لك
داعي العادة، وأن لا يكون باعثك على العبوديّة مجرّد رأي وموافقة هوى ومحبّة وعادة؛
بل الباعث مجرّد الأمر. والرّأي والمحبّة والهوى والعوائد منفّذة تابعة لا أنّها مطاعة
باعثة. وأمّا نزوله عن رؤية حقّة في الصّحبة فمعناه: أن لا يرى لنفسه حقّا على الله
لأجل عمله فمتى رأى لنفسه عليه حقّا فسدت الصّحبة.
أنواع
التّواضع ([3]):
أولًا: التواضع مع الله تعالى: تواضع المسلم مع الله تعالى نوعان:
الأول: تواضع العبد لربه عندما يأتي من الطاعات غير معجب بفعله ولا راء له،
عنده حالة يوجب بها أسباب الولاية، إلا أن يكون المولى عز وجل، هو الذي يتفضل عليه
بذلك، وهذا التواضع هو السبب الدافع لنفس العجب عن الطاعات.
الثاني: هو ازدراء المسلم نفسه واستحقاره إياها عند ذكره ما فعل من المعاصي
حتى لا يرى أحدًا من الناس، إلا ويرى نفسه دونه في الطاعات وفوقه في الجنايات.
ثانيًا: التواضع مع الناس: التواضع مع الناس نوعان: تواضع محمود، وتواضع مذموم.
• التواضع المحمود: هو ترك التطاولِ على عباد الله - تعالى - والإزراءِ بهم.
• التواضع المذموم: هو تواضع المرء لذي الدنيا؛ رغبةً في دنياه.
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولا يفارق التواضع المحمود
على الجهات كلها.
الفرق بين التواضع والذل والمهانة: أنّ التّواضع يتولّد من بين العلم بالله سبحانه ومعرفة
أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبّته وإجلاله، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب
عملها وآفاتها، فيتولّد من ذلك كلّه خلق هو التّواضع وهو انكسار القلب لله وخفض جناح
الذّلّ والرّحمة لعباده فلا يرى له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقّا بل يرى الفضل
للناس عليه والحقوق لهم قبله، وهذا خلق إنّما يعطيه الله عزّ وجلّ من يحبّه ويكرّمه
ويقرّبه .
وأمّا المهانة (الذّلّ)
فهي الدّناءة والخسّة وبذل النّفس أو ابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها كتواضع السّفل
في نيل شهواتهم وتواضع طالب كلّ حظّ لمن يرجو نيل حظّه منه فهذا كلّه ضعة لا تواضع
والله سبحانه يحبّ التّواضع ويبغض الضّعة والمهانة .
ثانيًا: الترغيب
في التواضع
أمر الله به: قال تعالى: ﴿
وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما
رَبَّيانِي صَغِيراً (24)﴾ الإسراء ، أي وكُنْ لأمك وأبيك ذليلا
متواضعًا رحمة بهما، واطلب من ربك أن يرحمهما برحمته الواسعة أحياءً وأمواتًا، كما
صبرا على تربيتك طفلا ضعيف الحول والقوة.
وعن عياضِ بن حمارٍ
- y- قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ
- r- : (( إنَّ اللهَ تَعَالَى
أوْحَى إلَيَّ أنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أحَدٍ ، وَلاَ يَفْخَرَ
أَحَدٌ عَلَى أحَدٍ ))([4])
الكبر ذل
والتواضع رفعة **** والمزح والضحك الكثير سقوط
والحرص
فقر والقناعة عزة **** واليأس من صنع الإله قنوط
من صفات النبي r: قال تعالى: ﴿ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ
فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)﴾ آل عمران
أي فبرحمة من الله
لك ولأصحابك -أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم، ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي
القلب، لانْصَرَفَ أصحابك من حولك، فلا تؤاخذهم بما كان منهم في غزوة «أُحد» ، واسأل
الله -أيها النبي- أن يغفر لهم، وشاورهم في الأمور التي تحتاج إلى مشورة، فإذا عزمت
على أمر من الأمور -بعد الاستشارة- فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده، إن الله يحب المتوكلين
عليه ([5]).
من صفات عباد الرحمن: قال تعالى: وَعِبادُ
الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ
قالُوا سَلاماً (63)﴾ الفرقان
أي متواضعين، هينين؛
بدون كبر، ولا مرح، ولا بطر {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ} بسفههم: قابلوه بحلمهم؛
و {قَالُواْ سَلاَماً} أي قالوا قولاً يسلمون به من الإثم الذي وقع فيه الجاهلون ([6])
من صفات المؤمنين: قال تعالى: ﴿يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي
اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ
ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ المائدة.
يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه، ويستبدل به اليهودية أو النصرانية
أو غير ذلك، فلن يضرُّوا الله شيئًا، وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه،
رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، يجاهدون أعداء الله، ولا يخافون في ذات الله
أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد، والله واسع الفضل، عليم بمن يستحقه
من عباده ([7]).
تواضع إذا ما
نلت في الناس رفعة **** فإن رفيع القوم منه يتواضع
إذا
شئت أن تزداد قدرا ورفعة **** فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا
ولا
تمشي في الأرض إلا تواضعا *** فكم تحتها قوم هم منك أرفع
تواضع
إن رغبت إلى السمو *** وعدلاً في الصديق وفي العدو
ليس
التطاول رافعا من جاهل *** و كذا التواضع لا يضرّ بعاقل
من صفات أهل الجنة: عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ
بْنَ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:
" أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ
عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ،
جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ " ([8])
(متضعف) بكسر العين متواضع لين هين وروي بفتح العين
أي يستضعفه الناس ويحتقرونه. (أقسم) حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى. (لأبره) لحقق
له ما أقسم عليه ولأجاب طلبه ودعاءه. (جواظ) شديد الصوت في الشر متكبر مختال في مشيته.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ،
مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» ([9])
(أشعث) الأشعث الملبد
الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل (مدفوع بالأبواب) أي لا قدر له عند الناس فهم يدفعونه
عن أبوابهم ويطردونه عنهم احتقارا له (لو اقسم على الله لأبره) أي لو حلف على وقوع
شيء أوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه وهذا لعظم منزلته
عند الله وإن كان حقيرا عند الناس وقيل معنى القسم هنا الدعاء وإبراره إجابته.
من يتواضع يرفعه الله: عن أَبي هريرة
- رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَا نَقَصَتْ
صَدَقَةٌ مِنْ مَال ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزّاً ، وَمَا تَواضَعَ
أحَدٌ لله إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ - عز وجل - )) ([10])
، (ما نقصت صدقة من مال) ذكروا فيه وجهين أحدهما معناه أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات
فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية وهذا مدرك بالحس والعادة والثاني أنه وإن نقصت صورته
كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه وزيادة إلى أضعاف كثيرة (وما زاد الله عبدا بعفو
إلا عزا) فيه أيضا وجهان أحدهما على ظاهره ومن عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب
وزاد عزه وإكرامه والثاني أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك (وما تواضع أحد لله إلا
رفعه الله) فيه أيضا وجهان أحدهما يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة
ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه والثاني أن المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه
في الدنيا قال العلماء وهذه الأوجه في الألفاظ الثلاثة موجودة في العادة معروفة وقد
يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة.
المنزلة العالية يوم القيامة: عن معاذ بن أنسٍ
- رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَنْ تَرَكَ
اللِّبَاس تَوَاضُعاً للهِ ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، دَعَاهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ
عَلَى رُؤوسِ الخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أيِّ حُلَلِ الإيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا
)) ([11])
فالجزاء من جنس العمل،
فأنت تركت الثياب الفاخرة، فتعال يوم القيامة واختر إذاً أعلى وأغلى وأعظم الثياب ونقي
الذي تريده، والآن تجد الإنسان يريد أن يظهر أنه غني، فيذهب مع مجموعة إلى أفخم دكان
فيدخل فيه وينقي أغلى الأشياء أمام من حوله ليقال عنه كذا، فلعله يحرم من هذا المال
في الدنيا بسبب فخره وخيلائه، أما يوم القيامة فهو يوم النتيجة والفلاح الأعظم نسأل
الله عز وجل أن يجعلنا من المفلحين، فيأتي ربنا بهذا الإنسان ويقول له: تعال واختر
أفضل شيء تريده من أي أنواع ثياب الإيمان التي يلبسها أهل الإيمان، واختر أفخر حلة
تريد أن تلبسها في هذا اليوم ([12]).
وعَنْ سَهْلِ بْنِ
مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ
عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ» ([13])
(من كظم غيظا) أي حبس نفسه عن إجراء مقنضاه. (ينفذه)
أي قادر على أن يأتي بمقتضاه.
بلوغ الحكمة: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ ﷺ قال:
«ما من امرئ إلّا وفي رأسه حكمة والحكمة بيد ملك إن تواضع قيل للملك: ارفع الحكمة،
وإن أراد أن يرفع قيل للملك: ضع الحكمة أو حكمته» ([14])
، والحكمة هي السداد والتوفيق في القول والفعل.
تواضع
تكن كالنجم لاح لناظرٍ *** على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تك
كالدخان يعلو بنفسه *** إلى طبقات الجو وهو وضيعُ
ثالثًا: نماذج عن التواضع وفوائده
تواضع النبي r: أ- عن أنس - y- : ﴿أنَّهُ مَرَّ عَلَى صبيَانٍ
، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وقال : كَانَ النبيُّ - r – يفعله﴾ ([15])
ب- عن أنس - y-قَالَ : ﴿إن كَانَتِ الأَمَةُ
مِنْ إمَاءِ المَدينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النَّبيِّ - r- ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ
شَاءتْ ﴾ ([16])
ج- عن الأَسْوَدِ
بن يَزيدَ ، قَالَ : سُئِلَتْ عائشةُ رضي الله عنها مَا كَانَ النَّبيُّ - r - يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟
قالت : ﴿كَانَ يَكُون في مِهْنَةِ أهْلِهِ - يعني : خِدمَة أهلِه - فإذا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ
، خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ﴾([17])
د- عن أَبي هريرة
- y- ، عن النبيِّ - r- ، قَالَ : (( لَوْ دُعِيتُ
إِلَى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لأَجَبْتُ ، ولو أُهْدِيَ إِلَيَّ ذراعٌ أَوْ كُراعٌ لَقَبِلْتُ
)) ([18])
ذ- قيامه بخدمة أصحابه،
عن أبي قتادة، وفيه -في قصَّة نومهم عن صلاة الفجر-: قَالَ وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ
فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُبُّ وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ
فَلَمْ يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً فِى الْمِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيْهَا. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَحْسِنُوا الْمَلأَ كُلُّكُمْ سَيَرْوَى
». قَالَ فَفَعَلُوا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ
حَتَّى مَا بَقِىَ غَيْرِى وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- - قَالَ
- ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِى « اشْرَبْ ». فَقُلْتُ
لاَ أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِنَّ سَاقِىَ الْقَوْمِ
آخِرُهُمْ شُرْبًا ». قَالَ فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
- قَالَ - فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رِوَاءً﴾ ([19])،
الرواء : رووا من
الماء
ر- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ،
قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ، فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ،
فَقَالَ لَهُ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ
امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ» ([20])
قال ذلك
للأعرابي الخائف تواضعا منه صلى الله عليه وسلم، والقديد هو اللحم المملح المجفف في الشمس.
ز- أنه صلى على من كان كانت أو كان ينظف المسجد تكريما لها أو له
وتواضعا منه صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَ،
فَسَأَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: (أَفَلاَ كُنْتُمْ
آذَنْتُمُونِي بِهِ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ - أَوْ قَالَ قَبْرِهَا - فَأَتَى قَبْرَهَا
فَصَلَّى عَلَيْهَا ) ([21])
تواضع الصِّدِّيق رضي الله عنه: (لما استُخلف أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه أصبح
غاديًا إلى السُّوق، وكان يحلب للحي أغنامهم قبل الخلافة، فلمَّا بُويَع قالت جارية
مِن الحي: الآن لا يحلب لنا. فقال: بلى لأحلبنَّها لكم، وإنِّي لأرجو ألَّا يغيِّرني
ما دخلت فيه)([22])،
وكان يقول: (وددت أنِّي شعرة في جنب عبد مؤمن) ، قال هذا وهو مِن المبشَّرين بالجنَّة،
وهو الصِّدِّيق العظيم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته مِن بعده!!
خرج عمر بن الخطّاب- y- إلى الشّام ومعه أبو عبيدة
بن الجرّاح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له فنزل عنها وخلع خفّيه فوضعهما على عاتقه
وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا؟
تخلع خفّيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟. ما يسرّني أنّ
أهل البلد استشرفوك. فقال عمر: أوّه ، لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمّة
محمّد ﷺ إنّا كنّا أذّل قوم فأعزّنا الله بالإسلام، فمهما
نطلب العزّ بغير ما أعزّنا الله به أذلّنا الله) ([23])
تواضع عثمان رضي الله عنه: قال الحسن: (رأيت
عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة، ويقوم وأثر الحصى بجنبه، فنقول: هذا
أمير المؤمنين، هذا أمير المؤمنين) ([24])
تواضع علي رضي الله عنه: - عن عمرو بن قيس
الملائي عن رجل منهم قال: (رُئِي على علي بن أبي طالب إزارٌ مرقوعٌ، فقيل له: تلبس
المرقوع؟! فقال: يقتدي به المؤمن ويخشع به القلب) ([25])
تواضع عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: نزل عليه ضيف، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة
عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو
دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص
مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.
سئل الحسن البصريّ عن التّواضع: فقال: «التّواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما
إلّا رأيت له عليك فضلا»
قيل لعبد الملك بن مروان: «أيّ الرّجال أفضل؟ قال: من تواضع من قدرة، وزهد
عن رغبة»
قال عبد الله بن المبارك- رحمه الله-: «رأس التّواضع أن
تضع نفسك عند من دونك في نعمة الدّنيا حتّى تعلمه أنّه ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن
ترفع نفسك عمّن هو فوقك في الدّنيا حتّى تعلمه أنّه ليس له بدنياه عليك فضل»
سئل الفضيل بن عياض- رحمه الله عن التّواضع؟ فقال: «يخضع للحقّ،
وينقاد له ويقبله ممّن قاله، ولو سمعه من صبيّ قبله، ولو سمعه من أجهل النّاس قبله»
عن عمرو بن شيبة؛ قال: «كنت بمكّة بين الصّفا والمروة فرأيت رجلا
راكبا بغلة وبين يديه غلمان يعنّفون النّاس. قال: ثمّ عدت بعد حين فدخلت بغداد فكنت
على الجسر فإذا أنا برجل جاف حاسر طويل الشّعر. قال: فجعلت أنظر إليه وأتأمّله، فقال
لي: مالك تنظر إليّ؟. فقلت له: شبّهتك برجل رأيته بمكّة ووصفت له الصّفة، فقال له:
أنا ذلك الرّجل. فقلت ما فعل الله بك؟ فقال: إنّي ترفّعت في موضع يتواضع فيه النّاس
فوضعني الله حيث يترفّع النّاس»
قال إبراهيم بن شيبان: «الشّرف في التّواضع، والعزّ في التّقوى، والحرّيّة
في القناعة»
رابعًا: النهي عن الكبر
ليس للمتكبر نصيب في الآخرة: قالَ الله تَعَالَى : { تِلْكَ الدَّارُ
الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً
وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ القصص : 83 ]
يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ
وَنَعِيمَهَا الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، جَعَلَهَا لِعِبَادِهِ
الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَاضِعِينَ، الَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ {عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ}
أَيْ تَرَفُّعًا عَلَى خَلْقِ اللَّهِ وَتَعَاظُمًا عليهم وتجبراً بهم ولا فساداً فيهم،
قَالَ عِكْرِمَةُ: الْعُلُوُّ: التَّجَبُّرُ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جبير: العلو البغي،
وقال سفيان الثوري: الْعُلُوُّ فِي الْأَرْضِ التَّكَبُّرُ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالْفَسَادُ
أخذ المال بغير حق، وقال ابن جرير {لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ} تَعَظُّمًا
وَتَجَبُّرًا، {وَلاَ فَسَاداً} عملاً بالمعاصي ([26]).
لا يحب
الله المتكبرين: قال تَعَالَى : { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي
الأَرْضِ مَرَحاً إنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ لقمان
: 18 ] ، ومعنى (( تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ )) : أيْ تُمِيلُهُ وتُعرِضُ بِهِ
عَنِ النَّاسِ تَكَبُّراً عَلَيْهِمْ . وَ(( المَرَحُ )) : التَّبَخْتُرُ .
ولا تمش فوق
الأرض إلا تواضعا *** فكم تحتها قــوم هــم منك أرفعٌ
فإن
كنت في عز وحزر ومنعة *** فكم مات من قوم هم منك أمنعٌ
عاقبتهم
سيئة في الدنيا والآخرة: قال تَعَالَى : { إنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ
وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لتَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولِي القُوَّةِ
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ } [
القصص : 76 ] ، إِلَى قَوْله تَعَالَى : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ
}.
وعن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -
: ﴿أنّ رَجُلاً أكَلَ عِنْدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشمالِهِ ، فَقَالَ
: (( كُلْ بيَمِينِكَ )) قَالَ : لاَ أسْتَطِيعُ ! قَالَ : (( لا اسْتَطَعْتَ )) مَا
مَنَعَهُ إِلاَّ الكِبْرُ . قَالَ : فما رفَعها إِلَى فِيهِ ﴾ ([27])
دخول النار والذل فيها: قال تعالى: ( وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ
يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى
إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا
أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى
اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93))
[سورة الأنعام]
أي ومَن أشدُّ ظلمَّا ممَّن اختلق على الله تعالى قولا كذبًا، فادعى أنه
لم يبعث رسولا من البشر، أو ادعى كذبًا أن الله أوحى إليه ولم يُوحِ إليه شيئًا، أو
ادَّعى أنه قادر على أن يُنْزل مثل ما أنزل الله من القرآن؟ ولو أنك أبصرت -أيها الرسول-
هؤلاء المتجاوزين الحدَّ وهم في أهوال الموت لرأيت أمرًا هائلا والملائكة الذين يقبضون
أرواحهم باسطو أيديهم بالعذاب قائلين لهم: أخرجوا أنفسكم، اليوم تهانون غاية الإهانة،
كما كنتم تكذبون على الله، وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله ([28]).
عن أَبي سعيد الخدري
- y - ، عن النبي - r- ، قَالَ : (( احْتَجّتِ الجَنَّةُ
وَالنَّارُ ، فَقَالَت النَّارُ : فيَّ الْجَبَّارُونَ والمُتَكَبِّرُونَ . وقالتِ
الجَنَّةُ : فيَّ ضُعفاءُ الناس ومساكينُهُم ، فقضى اللهُ بَينهُما : إنكِ الجنّةُ
رَحْمَتِي أرْحَمُ بِك مَنْ أشَاءُ ، وَإنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ
أشَاءُ ، وَلِكِلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا )) ([29])
لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم: عن أَبي هريرة
- رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( لاَ يَنْظُرُ
اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إزَارَهُ بَطَراً )) ([30])
البطر فسره النبي
صلى الله عليه وسلم بأنه غمط الحق واحتقار الناس، فيضيع حقوق الناس، ويكون مستكبراً
على الخلق.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
قَالَ: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ
الإِزَارِ فَفِي النَّارِ» ([31])
وليس الإزار هو الذي سيدخل النار، ولكن الذي سيدخل النار صاحب الإزار
الذي تعمد ذلك، يلبس قميصاً أو بنطلوناً مجرجراً على الأرض، ويغضب إذا قيل له: ارفع
البنطلون إلى فوق الكعب، ويمشي متابعاً الموضة، وإذا انعكس الأمر وكانت الموضة أن يمشي
لابساً بنطلوناً قصيراً؛ يمشي به في الشارع! ولا يغضب إلا إذا ألقيت عليه سنة النبي
صلى الله عليه وسلم وأنه يأمرك بكذا أو ينهاك عن كذا! ([32])
عن أَبي هريرة -
رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ: (( ثَلاَثَةٌ لاَ
يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ، وَلاَ يَنْظُرُ إلَيْهِمْ
، وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ : شَيْخٌ زَانٍ ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ
)) ([33])
،(( العَائِلُ )) : الفَقِيرُ .
العذاب يوم القيامة: عن أَبي هريرة
- رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ: (( قَالَ الله
- عز وجل - : العِزُّ إزَاري ، والكبرياءُ رِدائي ، فَمَنْ يُنَازِعُنِي في وَاحِدٍ
منهما فَقَد عَذَّبْتُهُ )) ([34])
التحذير من الكبر: قال تعالى: ﴿ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ
لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا (37)﴾ الإسراء،
ولا تمش في الأرض مختالا متكبرا؛ فإنك لن تَخْرِق
الأرض بمشيك عليها بهذه الصفة، ولن تبلغ الجبال طولا بخيلائك وفخرك وكبرك ([35]).
يضعهم الله: عن عمرو بن شيبة؛ قال: «كنت بمكّة بين الصّفا والمروة فرأيت رجلا راكبا
بغلة وبين يديه غلمان يعنّفون النّاس. قال: ثمّ عدت بعد حين فدخلت بغداد فكنت على الجسر
فإذا أنا برجل جاف حاسر طويل الشّعر. قال: فجعلت أنظر إليه وأتأمّله، فقال لي: مالك
تنظر إليّ؟. فقلت له: شبّهتك برجل رأيته بمكّة ووصفت له الصّفة، فقال له: أنا ذلك الرّجل.
فقلت ما فعل الله بك؟ فقال: إنّي ترفّعت في موضع يتواضع فيه النّاس فوضعني الله حيث
يترفّع النّاس»([36])
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد وترتيب: الشيخ أحمد أبو
عيد
0109 809 58 54
نسألكم الدعاء
[1])) فتح الباري
[2])) مدارج السالكين بتصرف
[3])) روضة العقلاء
[5])) التفسير الميسر
[6])) أوضح التفاسير
[7])) التفسير الميسر
[8])) متفق عليه
[9])) صحيح مسلم
[12])) شرح رياض الصالحين
[13])) صحيح الجامع
[14])) السلسلة الصحيحة
[20])) السلسلة الصحيحة
[21])) متفق عليه
[26])) تفسير ابن كثير
[28])) التفسير الميسر
[31])) متفق عليه
[32])) شرح رياض الصالحين
[35])) التفسير الميسر