وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا لشيخ عبد الناصر بليح




الحمد لله رب العالمين .. “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ “(الجمعة /2).   

 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا. وجعل منه مصدر هداية وإشعاع وأمل يوصل المسلم إلى أسمى الغايات وأرفع الدرجات، فقال جل وعلا: ” الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ “(الرحمن/1 – 4).  وقال جل من قائل: ” إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا “(الإسراء: 9-10). نحمده على ما أنعم ووفق وأعان ورزق وهدي..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده له شريك له في سلطانه السميع العليم . وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المعلم الأول محمد عبد الله ورسوله إمام العلم والتقى والسراج المنير خير من علم الأمة، وعمل بما علم، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه مصابيح الدجى وأقمار المعارف ونجوم الهدى، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فيا جماعة الإسلام :

يقول الله تعالي: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم”(العلق/ 1 – 5).   

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله سبحانه أنزل أول كلمة في القرآن الكريم هي كلمة اقرأ ليعلمنا أن القراءة هي أساس العلم والمعرفة.. فلقد بلغت عناية الله عز وجل بنا لرفع الجهل عنّا أن كان أول ما نزل من الوحي لنبينا أعظم كلمة هبط بها جبريل هي قوله تعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق ” أول كلمة  اقرأ لعظمة العلم ولعظمة أمرهِ في حياة الإنسان وفي حياة الشخص ، والحكمة من نزول كلمة اقرأ هي للتعلم ، لأنّ الله لا يعبد بجهالة أو من دون علم قال تعالى :”قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ “(الزمر/9).

   كلمة اقرأ تلاها و قالها لأصحابه وانطلقت بعد ذلك لتصبح شعاراً للمسلمين ليكونوا حملة المشعل، مشعل العلم الهادي وأمر الله عز وجل في أول آية نزلت من القرآن دليل واضح على أهمية العلم في تكوين عقل الإنسان وفي رفعه إلى المكانة السامية وأما النصوص التي وردت في السنة التي تحث على طلب العلم فهي كثيرة جداً وهذه الأدلة الآتية هي كالبرهان الساطع والإثبات القاطع على ذلك منها ما روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم  أنه قال : “فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع”. (الطبراني والبزار بإسناد صحيح).

وما رواه الإمام مسلم في صحيحه: “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة و ذكرهم الله فيمن عنده”.

وما ورد في الترمذي بسند صحيح: أنه ذكر لرسول الله رجلان أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: “فضّل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم”. ثم قال : “إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلمي الناس الخير”. وروى ابن ماجة بإسناد حسن عن النبي أنه قال: “من علّم علما فله أجر من عمل به، لا ينقص من أجر العامل شيء”.

أخوة الإيمان والإسلام :

وحث الإسلام على طلب العلم حيث أنه جعل  أهل العلم من أفضل الناس ورغب فيه وجعل العالم أفضل ممن هو دونه في العلم  :” نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ “، ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ “(المجادلة / 11 ). “، وجعل سبحانه العلم ضد الجهل فكل من ليس بعالم فهو جاهل وكل إنسان منا عالم بما علم جاهل بما جهل، ومنذ القدم عاب أهل الرأي والحكمة، الجهل، وحسب الجهل خسة وضعة. وبين سبحانه أن أعداء الدين وأعداء الرسل وأعداء المصلحين لا يرضى أحد منهم أن ينسب إليه ولو كان فيه أهل الجهل هم من الذين لم يرد الله بهم خيرا فابتعدوا عن العلم والعلماء وكان الجهل صفة لازمة لهم واجتمع فيهم الغي والضلال فكانوا من أظلم الخلق اعتداءا على الله حيث حاربوا دينه وابتعدوا عن شريعته قال تعالى: “فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ“(الأنعام:144).

وبين سبحانه أنه لا يؤتي العلم من كان متجبراً متكبراً عاصياً مبغضاً لأوليائه محبا لأعدائه فقال سبحانه: سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين.

كما قال الشافعي :

شكوت إلي وكيع سوء حفظي ***فأرشدني إلي ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلــــــم نور   *** ونـــــــور الله لايؤتاه عاصي

فالعلم هو النور الذي يبدد ظلام الجهل وهو القوة والعزة والمنعة، بالعلم تزداد العقول هدى ورشدا، وترتقي النفوس فتمتلئ بالثقة والثبات.

وبين سبحانه أن سبب تمسك الناس بالباطل، وشراؤهم للهو وإنفاق أموالهم في مساخط الله هو عدم العلم فقال سبحانه: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ، فبعد الناس عن العلم واستحواذ الجهل عليهم سبب للضلال والبعد عن الله والسير في الطرق المنحرفة سواء في الاعتقاد أو السلوك أو التصور أو في الفهم الصحيح لهذا الدين.

أخوة الإيمان والإسلام

طلب  العلم فريضة :

ولهذا كان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وقد أمر الله سبحانه بالعلم قبل العمل فقال عز شأنه:” فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ” ( محمد/19).  قال ابن المنير: أراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل.

فالإنسان بلا علم ليس له قيمة في هذه الحياة فهو غير معدود من الناس إذا عاش، وغير مفقود إذا مات، فبالعلم الراسخ والإيمان المنير تضيء الحياة وكما قيل:

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم *** وعاش ناس وهم في الناس أموات .

ويعتبر الإسلام أن العلم فرض كفاية  وحسبنا أن نشير في هذا الصدد إلى ما يقوله”الإمام الغزالى” منذ تسعة قرون في كتاب:”إحياء علوم الدين” تحت عنوان” بيان العلم الذي هو فرض كفاية”:أما فرض الكفاية(من العلوم المحمودة) فهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا كالطب إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان، وكالحساب فإنه ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث وغيرها. وهذه هي العلوم التي لو خلا البلد ممن يقوم بها لحرج فلا يتعجب من قولنا إن الطب والحساب من فروض الكفايات، فإن أصول الصناعات أيضاً من فروض الكفايات كالفلاحة والحياكة وغيرها.

العلم يبني بيوتاً لاعماد لها :

ويبلغ من فضل العلم أنه يرفع قدر أناس ليس لهم حسب ولا نسب فوق كثير من الأكابر كما ثبت في الصحيح من حديث الزهري عن أبي الطفيل: أن نافع بن عبد الحارث أمير مكة خرج واستقبل عمر بن الخطاب بعسفان، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى، فقال عمر: ومن ابن أبزى فقال رجل من موالينا، فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض، فقال عمر: أما إن نبيكم قد قال: “إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين”. وكما قال الأول:

والجهل يزري بالفتى في قومه ***وعروقه في الناس أي عروق.

وكما قيل : العلم يرفع بيوتا لا عماد لها***والجهل يهدم بيت العز والشرف.

بل قد يصل الأمر بالناس لخدمة العالم والسعي في إنهاء أموره وقضاء حاجاته كما قال الشافعي رحمه الله: العلم من فضله لمن خدمه***أن يجعل الناس كلهم خدمه.

ومما ورد في الحث على طلب العلم وتحصيله ورفع الجهل وتقليله: تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة، والخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، يرفع به أقواما فيجعلهم في الخير، قادة قائمة تقتص آثارهم ويقتدي بفعالهم وينتهي إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلّتهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، التفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام وهو إمام العمل والعمل تابعه، ويلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء.

فينبغي لطالب العلم أن ينوي عند طلبه للعلم رفع الجهل عن نفسه وعن غيره حتى يؤجر على ذلك ويؤتى ثمرة العلم وبعد أن عرفنا فضل العلم علينا أن نعلم أنه ينبغي لطالبه ألا يمل في طلبه، فهذا أحمد وقد رؤي يكتب العلم فقيل له: إلى متى وأنت تحمل المحبرة؟ فقال رحمه الله: “مع المحبرة إلى المقبرة”. يعني أنه يكتب ويطلب في العلم حتى الموت. وقد قيل لابن المبارك: إلى متى وأنت تحصل العلم وتكتبه؟ قال:”لعل الكلمة التي تنفعني لم أصل إليها بعد”

أخوة الإيمان والإسلام :

مناظرة بين فضل العقل والعلم :

فالعقل السوي الذي قد نضج مع العلم والإيمان،هوا لعقل الذي لا يتعارض مع النقل،أما الذي قد امتزج بالهوى والمعاصي، فيأبى أن يُذعِن للفطرة السوية؛ لكثرة الران الذي قد كساه؛ قال الله تعالى:”كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” [المطففين: 14].

ولننظر إلى هذه المناظرة بين العقل والعلم:”:

عِلْمُ العَلِيمِ وَعَقْلُ العَاقِلِ اخْتَلَفَا **مَنْ ذَا الَّذِي مِنْهُمَا قَدْ أَحْرَزَ الشَّرَفَا
فَالعِلْمُ قَالَ أَنَا أَحْرَزْتُ غَايَتَهُ *** وَالعَقْلُ قَالَ أَنَا الرَّحْمَنُ بِي عُرِفَا
بِأَيِّنـــــَا اللَّهُ فِي قُرْآنِهِ اتَّصَفَا **فَأَفْصَــحَ العِلْمُ إِفْصَاحًا وَقَالَ لَه*
فَبَانَ لِلعَقْلِ أَنَّ العِلْمَ سَيِّدُهُ *** فَقَبَّلَ العَقْلُ رَأْسَ العِلْمِ وَانْصَرَفَا.

وخلاصة قول أهل العلم: “لا يتعارض النقل الصريح مع العقل الصحيح”، فالشريعة قد حفظها الله من تأويل المتأوِّلين، وإبطال المبطلين، أما العقل، فمتغيِّر يتأثر بالهوى وزُخرُف القول والمعاصي، أو يُعْلَى شأنه بالعلم والتفكر.

اهتمام الإسلام بالتعليم والتعلم لأهميته :

العلم من الأمور التي لا تقوم الدولة إلاّ بها ، ولا يوجد تاريخ أو حضارة من دونها ، والعلم معروف منذ البشريّة ومنذ بداية خلقها ، ولكن تتطوّر مع تطوّر الإنسان والتطوّر لا يحصل الا بتراكم العلم وزيادة الخبرات بين الناس ، والعلم هو الطريق الوحيد لمعرفة الحقيقة والوصول إليها ، والعلم لا يأتي إلاّ بعد جهد وتعب حتّى يمكن الوصول إلى المعرفة الأكيدة ، والعلم يختلف باختلاف المجال الذي يتعلّمهُ الشخص للوصول إلى الغاية التي يريد الوصول اليها وتحقيقها لهدف معيّن أو غاية أو زيادة خبرات وزيادة الثقافة .

كما يبنغي الاهتمام بالمناهج الدراسية في مراحل التعليم المختلفة التي تصنع رجال المستقبل فكان صلوات الله عليه وسلم يقول “:أَدِّبُوا أولادَكم على ثلاثِ خِصَالٍ : حُبُّ نبيِّكم ، وحُبُّ أهلِ بيتِه ، وقراءةُ القرآنِ ، فإنَّ حَمَلةَ القرآنِ في ظِلِّ اللهِ يومَ القيامةِ ، يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه ، مع أنبيائِه وأصفيائِه “(الطبراني).  ومن هنا كان اهتمام النبي صلي الله عليه وسلم بالبراعم و بالشباب وتربيتهم علي منهج القرآن الكريم, وظهر ذلك عندما كان الرسول الكريم يعلم عبد الله بن عباس ابن عمه أدب الطعام والشراب  :” ” يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ “(متفق عليه).

ويعطيه دروساً في العقيدة “:يَا غُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ, وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ, وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُف “(الترمذي في سننه).

أهمية العلم للفرد:

الإنسان المتعلّم يتغيّر تفكيره من نظرة إلى أخرى لتجعل منهُ يفكّر في الأمر من ناحية أخرى وبطريقة غريبة تجعل منهُ ينظر إلى الأمور من الناحية الإيجابيّة البراقة من الشيء .

تجعلهُ إنسان اجتماعي وإنسان ناطق فكلّما زاد العلم في عقل الإنسان وازدادت معرفتهُ كلّما كان لسانهُ طليقاً في الأمر الذي لديه المعرفة فيها والخبرة في مجال معيّن حتّى يصل إلى المعرفة المطلقة والكاملة ، وتزيد من معرفتهِ في أمور الحياة ويصبح إنسان ناطق بين النّاس .

أهمية العلم للمجتمع:

تقوية الحضارة وبناء جيل صاعد جميع الدول المتقدّمة والتي تعتبر من أقوى الدول في العالم وأوّلها هي الدول التي تعتمد بشكل رئيسي وبشكل كامل على العلم والتكنولوجيا التي وصلت اليها لتجعلها بين أوائل الأمم .تغيّر الثقافة والمعيشة فعندما يزداد العلم والمتعلّمين يتغيّر أوضاع البلاد من بلاد فقيرة إلى بلاد غنيّة بالموارد البشريّة والماديّة.



** فضيلة العلم الوسطي المعتدل:

الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بتحريمها وخاصة في وقت الحرج ولاسيما أن الرسول صلي الله عليه وسلم وضع لنا قاعدة للتيسير في الحج وهي :” افعل ولا حرج “. لا حرج .. لا حرج تيسيراً لا تعسيراً: اليسر والسهولة ورفع المشقة سمة من سمات دين الإسلام، وتظهر صور ذلك بينة في الحج، افعل ولا حرج هي البعد الإنساني للحج والسمة الخاصة بالدين السمح . ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما وقف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه. قال: “فما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قدّم ولا أخّر إلا قال: افعل ولا حرج”.

وكذلك الرخصة لذوي الأعذار كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، والإذن للضعفة من النساء والصبيان بالإفاضة من مزدلفة ليلاً ورمي جمرة العقبة قبل وقتها، وغير ذلك من شواهد التيسير والبعد عن التعسير على الحجاج، بل إن التخيير عند الأمر فيه من التيسير والتسهيل الشيء الكبير، فأنت مخير في حجك بين التمتع والقران والإفراد، ومخير بين الحلق والتقصير، ثم أنت مخير في التعجل أو التأخر نهاية الحج، ولا شك أن هذا درس عظيم لكل داعية ومربٍ ومعلم وكل مسلم في اتباع التيسير والتخفيف لا التعسير والعنت والمشقة على الآخرين عملاً بقوله صلي الله عليه وسلم :”يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا”(مسلم).

*وقف رسول الله صلي الله عليه وسلم فى حجة الوداع بمنى، فجاءه رجل فقال: لم أشعر حلقت قبل أن أذبح.. فقال: اذبح ولا حرج.. وجاءه آخر فقال: لم أشعر نحرت قبل أن أرمى (أي الجمرات).. فقال: ارمِ ولا حرج.. فما سُئل الرسول عن شيء قدم ولا أخر يومها إلا قال:”افعل ولا حرج ” هي رمز لليسر والتيسير فى الإسلام.. إنه رمز للرفق بالناس وعدم التشديد عليهم فى عباداتهم وفتاواهم وأحوالهم. فهذا رسول الله أعظم الناس إيماناً لا يريد أن يشدّد على الناس فى تقديم بعض المناسك أو تأخيرها. ويهتف بهتاف التيسير على رعيته “افعل ولا حرج”.. ولو اتخذ كل داعية وقائد ومفتٍ ومربٍّ من هذا القول الجامع شعاراً له ودثاراً لصلاح أمر المسلمين.

اختاروا الأيسر لأنفسكم وأسركم وأبنائكم وجماعاتكم ودولكم وشعبكم وأمتكم.. “ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه”(مسلم). تدبروا هذا الحديث العظيم الصحيح وتأملوا كلمة “إلا اختار أيسرهما” كان يمكن أن يختار أشدهما أو أحوطهما أو أشقهما.. ولكنه اختار أيسرهما، شريطة ألا يكون فيه إثم أو مخالفة للشريعة.ويقول صلي الله عليه وسلم :”إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق”(البيهقي ).  ويقول :”إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ “( البخاري ومسلم ).

مصيبة فقد العلماء

وقد عد الإسلام  فقد العالم من مصيبة الدين وهي أعظم من مصيبة الدنيا وعن الحسن قال: كانوا يقولون: “موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار”. ( الدارمي ).  وعن أبي الدرداء في حديث في إسناده مجهول: أنه صلى الله عليه وسلم قال: “وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، ونجم طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم”( الطبراني في الكبير. مجمع الزوائد 1/203).   قال عمر رضي الله عنه: موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه.

قال ابن القيم: ووجه قول عمر أن هذا العالم يهدم على إبليس كل ما يبنيه بعلمه وإرشاده، وأما العابد، فنفعه مقصور على نفسه. (مفتاح دار السعادة 1/121).

ويقول الحسن البصري: “موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسده شيء ما اختلف الليل والنهار”.

قال ابن القيم: لما كان صلاح الوجود بالعلماء، ولولاهم كان الناس كالبهائم، بل أسوأ حالاً كان موت العالم مصيبة لا يجبرها إلا خلف غيره له. (مفتاح دار السعادة ).

قبض العلم بقبض العلماء:

 عن عبد الله بن عمرو:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً إنما يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساءً جهالاً، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا”( البخاري ومسلم ).

قال ابن مسعود: عليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه هلاك العلماء، والذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم. (مفتاح دار السعادة 1/121).

يقول ابن مسعود: أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ يكون في القبيلة عالمان، فيموت أحدهما فيذهب نصف العلم، ويموت الآخر فيذهب علمهم كله.

عن أبي الدرداء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر”( أبو داود والترمذي ، وابن ماجه ).

وروى البزار عن أبي أمامة أن النبي صلي الله عليه وسلم  قال:”فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، وإن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” ونحوه في (الترمذي).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلي الله عليه وسلم : “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”(مسلم والترمذي والنسائي ).

وقال صلي الله عليه وسلم : “من دعا إلى هدى كان له في الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً”(مسلم ).

وعن عبادة رضي الله عنه: قال: قال صلى الله عليه وسلم: “ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه”( أحمد ).

-وقال أبا هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم”( الترمذي ).

الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين أما بعد: فيا جماعة الإسلام.

وجوب تعلم التاجر وتفقه في الدين :

  وفرق بين التاجر العالم وفضله علي التاجر الجاهل .

التفقه في الدين من الأمور بالغة الأهمية ولاسيما في  المعاملات قبل العبادات ..

والدين المعاملة لأنه ليس هناك معني أبداً أن أصلي وأن أجتهد وأكثر من صلاتي  وأصوم وأتصدق وأحج وأعتمر وأنا أتعامل مع الناس معاملة سيئة لا تليق بمسلم ..فكل هذه العبادات لن تنفعني بدون حسن المعاملة مع الناس .

:” قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا, غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا, قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ, قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا, وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ, وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا, قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ”(أحمد والبخاري).

 هل هناك كلام أبلغ من هذا الكلام؟ “يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا, غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا, قَالَ: هِيَ فِي النَّار)”  تقل من صلاتها الفرض فقط المفروضات، وصدقتها الزكاة، وصيامها رمضان, غير أنها تحسن لجيرانها, قال:”هي في الجنة”.

 والأدلة  والأحاديث التي تدل علي وجوب التفقه في الدين والتعلم  كثيرة حيث ذيل المولي عز وجل أطول آية في القرآن الكريم في سورة البقرة والتي تتحدث عن المداينة وكتابة الدين والإشهاد  إلا إذا كانت تجارة حاضرة ..الخ . بقوله  :” وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”( البقرة/282).

نعم أخوة الإيمان والإسلام :

الدين المعاملة وينبغي أن يتعلم التاجر حسن المعاملة ويعلم أمور دينه هكذا كان يفعل عمر بن الخطاب وينزل السوق كل يوم ويضرب التاجر الجاهل  بدرة في يده ويقول:” لا يبع في سوقنا إلا من تفقه في  دينه وإلا أكل  الربا شاء أم أبي”

نعم فكم من التجار الجهلة يأكلون الربا بسبب جهلهم في معاملاتهم واحتكارهم وغشهم وحلفهم وتدليسهم وطمعهم وجشعهم .. من أجل الدرهم والدينار ويظنون أن في ذلك السعادة وأنهم حينما يربحون خمسة جنيهات من غش وتدليس  واحتكار للسلع من سكر لزيت وخلافه سينفعهم المال الحرام.كلا والله لقد أعلنها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم :”تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطى رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش..”(البخاري). وإذا شيك أي أصابته شوكة فلا انتقش أي فلا يقدر على إخراجها بالمنقاش مهما كان عنده من أموال حرام ..

أخوة الإيمان والإسلام :

وسبب ما نحن فيه اليوم من غلاء فاحش  ممارسة بعض التجار للاحتكار و الاحتكار هو شراء الشيء وحبسه ليقل بين الناس فيعلوا سعره ويصيبهم بسبب ذلك الضرر أو حبس العملة التي يجلب بها السلعة فيزيد ثمنها ويقل الجلب والتداول .. عن معمر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من احتكر فهو خاطئ”( مسلم). فالاحتكار حرام، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحتكر خاطئاً، أي آثم. وكذلك يقول :” من احتكر طعاما أربعين يوما يريد به الغلاء فقد برئ من الله وبرئ الله منه ” .( رواه رزين).  أي من احتكر أرزاً أو قمحاً أو دقيقاً أو سكراً أو أي طعام يقصد غلاءه مدة أربعين ليلة ” فقد برئ من الله وبرئ الله منه وفي رواية أخرى فقد برأت منه ذمة الله ..وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ الاحْتِكَارِ مَا هُوَ ؟ قَالَ : ” إِذَا سَمِعَ بِرُخْصٍ سَاءَهُ ، وَإِذَا سَمِعَ بِغَلاءٍ فَرِحَ بِهِ ، بِئْسَ الْعَبْدُ الْمُحْتَكِرُ ، إِنْ أَرْخَصَ اللَّهُ الأَسْعَارَ حَزِنَ ، وَإِنْ أَغْلاهَا اللَّهُ فَرِحَ ” .(ابن حبان والطبراني).ذم الرسول صلي الله عليه وسلم  :” العبد المحتكر الذي يشتري الطعام رخيصاً  ويحبسه ليبيعه في الغلاء وقال بئس العبد المحتكر إن سمع برخص ساءه هناك من إذا سمع بأن الحالة قد رخصت أسود وجهه و إن سمع بغلاء فرح لأنه يريد أن يمتص دماء الناس. ويقول صلي الله عليه وسلم :”من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقاً على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة”(أخمد وغيره).

أخوة الإيمان والإسلام :

وجب علينا جميعاً  أن  نعلم أنه ما انتشرت الجرائم وكثرت الفواحش، وتجرأ الناس على دين الله إلا بسبب قلة العلم وتفشي الجهل , وما ظهر الجهل في أمة شأنها خطير وأمرها عظيم إلا تهدم بنيانها، وتزعزعت أركانها وحل بها الخراب والتدمير والجهل من الشيطان حيث أنه أول ما يلبّس على الناس أن يصدهم عن العلم ويأمرهم بالجهل لأن العلم نور، فإذا أطفأ مصابيحهم خبّطهم في الظلم كيف يشاء، فالعلم نور وإبليس يحسن للإنسان إطفاء النور ليتمكن منه في الظلمة فثمرة الجهل أساس كل ثمرة قبيحة من الكفر والفساد والشرك والظلم والبغي والعدوان والجزع والهلع والكنود والعجلة والطيش والحدة والفحش والبذاء والشح والبخل ومن ثمرته الغش للخلق والكبر عليهم والفخر والخيلاء والعجب والرياء والسمعة والنفاق والكذب، والغلظة على الناس وحب الانتقام، ومقابلة الحسنة بالسيئة وترك القبول من الناصحين وحب غير الله ورجائه والتوكل عليه وإيثار رضاه على رضا الله، وتقديم أمره على أمر الله، والدعوة إلى سبيل الشيطان، وإلى سلوك طرق البغي واتباع الهوى وإيثار الشهوات على الطاعات فلا هو قوي في أمره ولا هو بصير في دينه. هذه بعض ثمار الجهل فحريٌ بنا أن نحرص على أن لا نكون من الجاهلين فليس في الوجود شيء أشرف من العلم كيف لا؟ وهو الذي تتم به سعادة البشرية جمعاء وما نراه اليوم من تقدم في جميع مجالات الصناعة والتطور الحضاري إنما هو بسبب العلم، فنحن ليس غرضنا من التعليم أن يتخرج من مدارسنا وجامعاتنا معلّم الصبيان والمؤذن والإمام وفقط، ، ولكن نريد أن يكون منا الصانع والطبيب والتاجر والجندي، والقاضي والخطيب، والشاعر المجيد، والناثر الأديب، والصالح لدينه ودنياه، والعضو العامل في جسم أمته التي تعتز بكتابها القرآن وتفتخر بدينها الإسلام، وذلك لا يكون إلا بمعرفة ما جاء به الكتاب والسنة من القوانين والأحكام، ومختلف العلوم التي بها تستقيم المدينة ويسود النظام، فالدين الصحيح يأمر أهله بالعلم ويحثهم عليه ويجعله شرط العبادة وقِوام الملك والعمران، ويرغّب في العناية به والإنفاق عليه ومعاونة أهله في كل زمان وقديما كان المسلمون يبنون المعاهد والمدارس ويقفون عليها العقار والكتب وما تحتاج إليه وذلك من أعظم الإحسان، ونحن نعيش اليوم في هذه البلاد نهضة علمية قوية فأنشئت المدارس والمعاهد والجامعات كل ذلك لرفع مستوى التعليم لدى جميع أفراد الشعب من رجال ونساء وصغار وكبار كل ذلك لمحو الأمية وليصبح الجميع يقرؤون ويكتبون بلا عناء ولا مشقة فحريٌ بمن كان أمياً أن يسرع للالتحاق بأقرب مدرسة إليه ليتعلم وخاصة أن أبواب المدارس مشرعة والدولة ما فتئت تحث على التعليم فجعلته بالمجان حتى لا يحجم أحد ولا يتردد أي أحد ولا يتردد أي شخص من رفع مستواه التعليمي فلله الحمد أولاً وأخراً.

:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ“(يونس/58,57).

قال أبو سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهما : فضل الله القرآن ،ورحمته أن جعلكم من أهله ومن أهل الإسلام .

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات