وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ للشيخ أبو سيف الازهري


27/9/2018

الحمد لله رب العالمين
لحمد لله الذي أعطى فأجزل العطاء، 
واتخذ من عباده المؤمنين شهداء،
فأكرمهم واصطفاهم خير اصطفاء،
وقال: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ .أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ ﴾
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء
وإمام الحنفاء محمد بن عبدالله وآله وأصحابه النجباء

وبعد:
يقول الله جل وعلا(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)
ايها الاخوة:
اعلموا جيدا ان كل الناس يموتون فتنقطع أعمالهم يقول: ((إلا من ثلاثة، ولد صالح يدعوا له)) – والولد الصالح مصيره الموت – ((والعلم ينتفع به)) – وقد يأتي عليه زمان يندثر – ((والصدقة الجارية)) وقد يأتي طاغوت يعطل جريانها، ثم ماذا بقي بعد ذلك؟ بقي ما للشهيد
الشهيد ينمي له عمله، إلى منقطع أثره إلى قيام الساعة،
فالعمل جارٍ الصلاة تكتب، والزكاة والعمرة، كل ذلك وهو في قبره، في عالم الشهداء،
#نعم:
الله جل جلاله كرم بنى آدم واصطفاهم خير اصطفاء
ومن أعظم صور التكريم الالهى وجزيل العطاء هو اتخاذه من عباده المؤمنين شهداء
قال بن القيم رحمه الله فى مدارج السالكين: واعظم درجات الجود ومراتبه الجود بالنفس فى سبيل الله عز وجل
═◄فيا من بخل بديناره ودرهمه......
هناك من باعوا انفسهم والله قد اشترى
#نعم ..أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم جادوا بانفسهم وارواحهم فى سبيل الله والله قد اشترى منهم سلعتهم
= رفعوا سيوفهم ظاهرين مقبلين قائلين يا رب لا نملك من الدنيا قيل ولا كثير سوى نفوسا قد وهبناها لك وبضاعتنا مزجاة فتقبلها منا وتصدق علينا
ومن الذى باع الحياة رخيصة ** ورأى رضال أعز شىء فاشترى
ام من رمى نار المجوس فأطفئت ** وأبان وجه الصبح ابيض نيرا
ومن الذين دكوا بعزم أكفهم ** باب المدينة يوم غزوة خيبرا..؟
#ايهاالاخوة:
ان الشهادة فى سبيل الله درجة عاليه لا يهبها الله الا لمن يستحقها
فهى اختيار من الله لصفوة البشر ليكونوا فى صحبة الانبياء (من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )
قال الشيخ الالباني رحمه الله ( الشهيد في الاسلام له حالتان : ام ان تكون شهادة حقيقيه واما ان تكون حكميه )
═◄فأما عن الشهادة الحقيقيه :
فهي لكل من قتل من المسلمين في المعركة في سبيل الله مقبلا غير مدبر وهذا حكمه لا يغسل ولا يكفن ويدفن في ثيابه بدمائه الزكيه في المكان الذي قتل فيه
═◄وأما الشهادة الحكميه:
وتندرج تحت ما وصفه الشرع بكذا فهو شهيد كما في الحديث الذى رواه ابو داوود وابن ماجه عن جابر بن عتبك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "الشهداء سبعه سوى القتل في سبيل الله:
المطعون شهيد
اي من مات بمرض الطاعون
والعزيق شهيد
وصاحب ذات الجنب شهيد وهي قرحة تظهر في جنب الانسان باطنا والمبطون شهيد
وهو من مات بداء بطنه مطلقا
والحرق شهيد
اي من مات محروقا بالنار
والذي يموت تحت الهدم شهيد
والمرأة تموت بجمع شهيدة اي ماتت مع شيء مجموع فيها كولدها في بطنها وهي حامل
وليس هؤلاء فحسب بل لقد ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله فقال " وقد اجتمع لنا من الطرق الجيده اكثر من عشرين خصلة نصف صاحبها بالشهيد وذكر منهم :
اللديغ والشريق والذي يفترسه السبع
والصريع عن دابته والمائد في البحر الذي يصيبه القيء
ومن تردي من رؤوس الجبال
ومن مات بالسل
ومن قتل دفاعا عن عرضه او ارضه او ماله او مظلمته او اهله او دينه
فكل هؤلاء وغيرهم قياسا ممن مات ميتة فيها شدة وكثرة الم انما يعطي من جنس اجر الشهيد طالما انه مات موحدا لله ورحمة الله واسعة وفضله عظيم وجوده كريم


═◄ولا بأس - أيها الإخوة الكرام - بأن نقول: فلان شهيد ما لم يعلم بوجود مانع من ذلك؛ قال الإمام البخاري - رحمه الله - : "باب لا يقول: فلان شهيد"، والظاهر أن هذا محمول على القطع بمآله في الآخرة ونَيله فيها درجة الشهداء، ولهذا أردفه بقوله: "قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله أعلم بمَن يُجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله)) اهـ،
قال السندي:
"قوله: "باب لا يقول: فلان شهيد" أي: بالنظر إلى أحوال الآخرة، وأما بالنظر إلى أحكام الدنيا فلا بأس، وإلا يشكل إجراء أحكام الدنيا، والله تعالى أعلم"
أيها الاخوة :
في الحديث الذي رواه البخاري والترمذي "يعطي الشهيد ستة خصال عند اول قطرة من دمه تكفر عنه خطاياه ويري مقعده من الجنه ويزوج من الحور العين ويؤمن من الفزع الاكبر ومن عذاب القبر ويحلى حلة الايمان وعند الترمذي ويشفع في سبعين من اقاربه
═◄لكن للاسف رغم كل هذا الفضل ضعف حس الشهادة في القلوب وابتعد العقل عن التفكير فيها ليس من قلة بنا ولكن كما قال صلي الله عليه وسلم فيما رواه احمد وصححه الالباني عن ثوبان القي الله في القلوب الوهن قيل وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت
🔴═◄لكني اقولها بصدق لاعذر لاحد حينما نعلم ونعمل بهذا الحديث الذي رواه مسلم عن سهل بن حنيف ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات علي فراشه
═◄فتح الحبيب صلى الله عليه وسلم الباب
للرجل والمرأة
للمُسن وللشاب
الكبير والصغير
للمجاهد وللقاعد
فتح باب الشهادة يوم أن قال: ((من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه))،
إذن لا يغب عنا ونحن على فُرشنا ونأتي إلى أبنائنا نهدهدهم ليناموا نقول لهم قولوا: اللهم إن نسألك الشهادة صادقين مخلصين برحمتك يا أرحم الراحمين كل ليلة
إن هذا الدعاء العظيم والناس عنه في غفلة مع الأسف الشديد، الطفل والولد والبنت تفكر عند نومها: ماذا تأكل؟ ماذا تلبس؟ وماذا تشرب؟ وماذا تلعب؟ أما أنها تسأل الله هذه المنزلة العالية، فإن كبار الرجال عنها في غفلة فضلاً عن الصغار من الأطفال، أيقظوا حب الشهادة في قلوب أبنائنا، أيقظوها على أسرة المرضى في المستشفيات، أيقظوها عند النساء وهن يذهبن إلى الأسواق يبحثن عن الماركات، أيقظوها عند البنات في المدارس ولا همّ لهم إلا المكياج، أيقظوها هذه المرتبة السامية العالية التي كانت في حس كل طفل في سالف الامة
فقط اخي في الله اعقد نيتك بصدق علي ان تنال الشهادة ولو حيل بينك وبينها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

فاللهم ردنا الى دينك ردا جميلا
اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له............!
=======================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى رواه الامام البخارى ومسلم فى صحيحيهما
((ما من أحد يدخل الجنة يُحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع للدنيا فيقتل عشرات المرات لما يرى من فضل الشهادة)
لكن للاسف
أصبح الجيل المسلم لا يُفكر في الشهادة، لا يفكر في أعظم صورة من صور التكريم الإلهي للإنسان، ولو ناقشت ابنك أيها المسلم في كل مكان عن الشهادة ومن هو الشهيد؟ وماله عند الله؟ وما هم الشهداء في أمة محمد لما عرف الجواب لأنها قضية قد غابت وتلاشت في حس الجيل المسلم وصارت همومه صغيرة،

 اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات