هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ للشيخ أبو سيف الأزهري






الحمد لله رب العالمين 
الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) 
واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، يعلمُ ما كانَ وما يكونُ ، وما تُسِّرونَ وما تعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، 
صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ
وبعد:............
يقول الله تعالى : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون )
اعلموا جيدا ان أعداء الإسلام والإيمان أرادوا 
أن يزيلوا من قلوب المؤمنين مهابة الدين وتعظيمه، 
وأن يتحرروا من سلطته وتنفيذه، 
وأن يكون همهم لقمة عيش أو شهوة فرج.
أرادوا 
أن تبقى هذه الجموع الحاشدة في موقف المتفرج والناظر الذي يألف المشاهد اليومية التي يمر بها المسلمون وأن يشارك هذا الكم الهائل ـ من حيث لا يشعر ـ في إذكاء النار وزيادة البلاء 
ومع كثرة هذه المشاهد وتتابعها تسرب إلى نفوس الكثير من المسلمين ـ حتى أهل الخير ـ التقليل من شأن الدين، الذي ينتسب إليه هذا المسلم، والذي يذكر يوماً ما أنه من أهله ويحبُ أهله وأنصاره، وأصبح اليوم كغيره تُنصب دار العرض وتُصف الكراسي، ويأتي هو من ضمن المدعوين ليشارك ـ شعر أو لم يشعر ـ في إطفاء شعلة هذا الدين.
🔴 أقول ذلك لأنه لا يخفى عليكم ما عمت به البلوى يوم نطق الرويبضة وأعلن وفاة منارة العلم والعلماء
الأزهـــر
ألف عام من الوسطية والإعتدال
مصر بدون الأزهر جسد بلا روح 
مصر بدون الأزهر لا وزن لها في العالم الإسلامي والعربي
مصر بدون الأزهر تخسر أهم ورقة من أوراق قوتها الناعمة 
مصر بدون الأزهر ستصبح فريسة للإلحاد
مصر بدون الأزهر ستصبح عراقا آخر
مصر بدون الأزهر ستبتلعها الشيعة
الأزهر هو الذي عرب العرب واستعرب العجم
الأزهر مرجعية الأمة الإسلامية وحصن العروبة ومنارة مصر المحروسة 
الأزهر لم يغب ولكنه غيب 
الأزهر قد يمرض لكنه لم يمت ولن يموت ، الأزهر كان وما زال وسيظل ، الأزهر باق ما بقيت دنيا الرحمن 
الأزهر يطلب له كما يطلب منه ، وهو لم يكن يوما جانيا وإنما كان مجنيا عليه .
لولا الأزهر ما تحدث أحد اللغة العربيه منذ عقود مضت .
الأزهر هو الحصن الحصين لكل من يلوز ويلجأ اليه من كل الطوائف .
إنَّ تعظيم الدين والشريعة والسنة يجب أن يكون من أولى أولويات المسلم مع الذين من حوله، يجب أن تُعاد هيبة الدين وتُغرس في نفوس الناس
وإن من أنبل ما يشتغل به المشتغلون، وخير ما يعمل له العاملون نشر علم نافع تحتاج إليه الأمة، يهديها من الضلالة، وينقذها من الغواية؛ كيف لا يكون كذلك وقد حض الله تعالى عليه بقوله الكريم: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} 
ولئن كانت حاجة الأمة إلى الفتوى كبيرة فيما مضى، 
فإن الحاجة إليها في هذه الأيام أشد وأبقى؛ 
فقد تمخض الزمان عن وقائع لا عهد للسابقين بها، 
وعرضت للأمة نوازل لم يخطر ببال العلماء الماضين وقوعها، فكانت الحاجة إلى الإفتاء فيها شديدة؛ لبيان حكم الله تعالى في هذه النوازل العديدة؛ إذ لا يعقل أن تقف شريعة الله العليم الحكيم عاجزة عن تقديم الحلول الناجعة لمشكلاتهم المتسعة لكل ما يحدث لهم أو يُشكل عليهم، وهي الشريعة الصالحة لكل زمان، الجديرة بالتطبيق في كل مكان. ولما كانت الفتوى بيانٌ لأحكام الله، والمفتي في ذلك موقِّعٌ عن الله، فإن القول على الله تعالى بغير علم من أعظم المحرمات؛ لما فيه من جرأة وافتراء على الله، وإغواء وإضلال للناس، وهو من كبائر الإثم.
#ايهاالاخوة
إن أخطرُ المعاصِي وأشدُّ الذنوب 
القولُ على الله جلّ وعلا بغيرِ علمٍ وبيان والخوضُ في الشريعةِ بغير حُجَّة ولا بُرهان، فربُّنا جلّ وعلا يقول
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون 
*كان العرب في جاهليتهم يذهبون إلى رجل يقال له: عامر بن الضرب العدواني يحتكمون إليه في جاهليتهم إذا اختلفوا، فجاءه مرةً وفد من إحدى القبائل، فقالوا: يا عامر! وجد بيننا شخصاً له آلتان: آلة الرجل وآلة الأنثى، ونريد أن نورثه، فهل نحكم له على أنه أنثى أو نحكم على أنه ذكر؟ فمكث هذا الرجل المشرك أربعين يوماً لا يدري ما يصنع بهم، وكانت له جاريه ترعى له الغنم يقال لها: سخيلة، فقالت له في اليوم الأربعين: يا عامر! قد أكل الضيوف غنمك ولم يبقَ لك إلا اليسير، أخبرني. فقال: مالكِ ولهذا، انصرفي لرعي الغنم، فأصرت عليه، فلما أصرت عليه الجارية أخبرها بالسؤال وقال لها: ما نزل بي مثلها نازلة، فقالت له تلك الجارية التي ترعى الغنم: يا عامر! أين أنت؟ أتبع الحكم المبال. أي: إن كان يبول من آلة الذكر فاحكم عليه بأنه ذكر، وإن كان يبول من آلة الأنثى فاحكم عليه بأنه أنثى.
فقال: فرجتها عني يا سخيلة. وأخبر الناس.
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله معقباً على هذه القصة: هذا رجل مشرك لا يرجو جنة ولا يخاف من نار ولا يعبد الله، ويتوقف في مسألة أربعين يوماً حتى يفتي فيها، فكيف بمن يرجوا الجنة ويخاف النار؟! فينبغي عليه أن يتحرى إذا صُدِّر للإفتاء، 
والمقصود أن في هذا موعظة لكل من صدره الله، فلا يغتر بكثرة حضور الناس له، ولا يجب عليك أن تُجيب إن كنت لا تعلم، ولقد قالت الملائكة عند ربها: (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا)
إن التّصدُّر للفتوَى أمرٌ عظيمٌ وشأنٌ كَبير، لا يجوزُ الإقدامُ عليه إلاَّ لمن كان ذا عِلمٍ ضَليعٍ وعقلٍ سَديد، جثَا بالرُّكَب أمامَ العلَماءِ الربانيِّين، وسَهرَ الليالي لتحصيل أدلةّ الوحيَين والتبصُّرِ بقواعد ومقاصد الدين.
وعلى هذا المنهجِ تربّى السلَف الصالحون، 
وتواصى عليه العلماءُ الربانيون،
قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: (أيُّ سماء تُظِلُّني وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني إن أنا قُلتُ في كتاب الله ما لا أعلم؟!)، 
ويقول عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله: "أدركتُ عشرين ومائةً من أصحابِ رسول الله ، فما كان مِنهم مُحدِّثٌ إلاَّ ودَّ أنَّ أخاه كفاه الحديث، ولا مُفتٍ إلاَّ ودَّ أن أخاه كفاه الفُتيا".
وها هو رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول
إنَّ الله لا يقبِض العلم انتزاعًا ينتَزعه من النّاس، ولكن يقبِض العلم بقبضِ العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتَّخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا
🔴 هؤلاء الجهال او الخنفشاريين
كما ذكر المقري في نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب،
كان هناك أحد أدعياء العلم
لم يسأل فى مسألة إلآ أجاب
ولم يستفتي فى علم إلا أفتي
فأراد بعض طلاب العلم أن يكشفوا كذبه للناس
فاخترعوا لفظ الخنفشار اختاروا حروفا من اسمائهم
ثم سألوه عنه بعدما أطروه بالمديح ورفعوه إلى السماء
أخبرنا يا سيدنا ما هو الخنفشار
فأجاب الدعي
بلا تردد او تفكر
إنه نبت طيب ينبت فى اليمن فتأكل منه الإبل فيعقد فيها اللبن
ولقد قال شاعرهم اليماني
لقد عقدت محبتكم فؤادي كما عقد الحليبَ الخنفشارُ
ثم أخذ يعدد أقوال السلف
وقال الحسن وقال مالك وقال فلان
حتى إذا قال
وقال رسول الله
قالوا اصمت كذبت على كل هؤلاء فلا تكذب على النبي
إنما الخنفشار كلمة اخترعناها لنبين كذبك وتدليسك أمام الناس
فضربت مثلا لكل دعي يفتى بغير علم او يتكلم فى ما لايعرف
وفى عصرنا هذا كثر الخنفشارييون حتى لقد ضاقت بهم الفضائيات وصفحات الجرائد
في كل شىء فى السياسة فى الدين حتى فى كرة القدم
سئل الإمام مالك من رجل رحل اليه من بلاد العراق
فقال له لا ادري
فقال له الرجل
ماذا اقول لزوجي
قال قل لها
يقول الامام مالك لاادري
ما احوجنا الى هذه الكلمة
لا ادري
للأسف انتشر بيننا وباء اسمه ( أنا الصح )
ظاهرة (أنا الصح ) المطلق الذي لا يحتمل الخطأ ، ظاهرة الأثرة وإعجاب المرء بذاته وعمله وتياره وحزبه
ظاهرة تجد فيها الواحد لا يرى إلا نفسه بعين الكمال ، وأحيانا تتزخرف الألفاظ بعبارات الورع البارد ( طبعا مقصر ومذنب و...الخ )
ترى الواحد إذا قلت له : هذا خطأ . يهاجمك ويقول يعني ( أنت الصح )
في ظل عدم وجود المرجعية التي تلتف حولها الناس جميعا فمن ( الصح ) ؟
في ظل التطاول على العلماء والدعاة وأهل الخير ، وما أكثر المواقف العدائية المبنية على مبدأ " سمعت الناس يقولون قولا فقلته !! "
إنّنا أصبنا بداء كبير اسمه ( الكبر ) فنعوذ بالله من المتكبرين الذين لا يحسنون إلا رؤية أنفسهم والحط من أقدار غيرهم
أين التواضع وأين اذلة على المؤمنين ؟؟
أين الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الآخرين ؟؟
أين موازين القسط في وزن الأمور ؟ فإذا أخطأ العالم أو الداعية كانت ( الطبوليات) وينسى فضل أهل الفضل ؟؟
ثم بعد ذلك ( أنت على الحق المبين ) !!
هيهات ما هذه أوصاف ولا أخلاق المؤمنين يا صاحب الحق المبين
لا تنشغل بغير عيبك لتنجو ، ولا تتطاول على غيرك لتسلم من الغيبة والنميمة وفساد ذات البين
إن قلبي ليتفطر على ( سلفيات ) و(حزبيات ) وعلى إخوة وأخوات كنت أظنهم نالوا قسطا من التربية فإذا برواسب الجاهلية تنخر في لحمهم وعصبهم ، والآن ضاعوا وسط أمواج عاصفة حتى كانوا أول الخائنين
#ايهاالاخوة
ذكر ابن خلكان:
أن المنصور لما أراد قتل أبي مسلم الخراساني تحير في أمره هل يستشير أحدا في ذلك أو يستبد هو به لئلا يشيع وينشر، 
ثم استشار واحدا من نصحاء أصحابه فقال
يا أمير المؤمنين
قال الله تعالى: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } 
فقال له
لقد أودعتها أذنا واعيةً.
ثم عزم على ذلك.
البداية والنهاية ج10 .
يروى أن اﻹمام أبا حنيفة رحمه الله ..
مر في طريق فرأى رجلاً سرق تفاحة
ثم تصدق بها !.
فسأله أبو حنيفة :
لم سرقتها ؟! ظننتك جائعاً !!
فقال الرجل :لا يا هذا..
(وهو لا يعرف أنه اﻹمام أبو حنيفة)
أنا أتاجر مع ربي ...
قال أبو حنيفة :كيف ذلك ؟!
قال الرجل :
سرقتها فكتبت عليّ سيئة واحدة ..
وتصدقت بها فكتب لي عشر حسنات ..
. فبقي لي تسع حسنات !...
فإذن ؛؛ أنا كسبت تسع حسنات فأنا أتاجر مع ربي ..
فقال له الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
أنت سرقت فكتبت عليك سيئة ،
لكنك تصدقت بها ..فلم يقبلها الله منك ..
لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ..فبقيت عليك سيئة واحدة ..
فكم في زماننا من أمثال هذا الرجل ..
يفتي لنفسه او لغيره دون بينة .. ويجادل بالباطل وهو يظن أنه على الحق .. 
ويبني الحكم على نصٍ قرأه ربما ببعض الجهل دون أن يرجع ﻷهل العلم .. 
 من الضرورى أن تعلم أن هناك فرق كبير بين صاحب المعرفه وبين العالم .. 
العلماء إمامهم سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام 
وأصحاب المعارف إمامهم السيد جوجل ..
فهؤلاء الذين لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا !
ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، 
ولا رُفع للإسلام راية ، 
وما زالوا يَسعون في إرهاب المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، 
ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
نقول لهم...
توقفوا عن هذه الهرتله الفارغه فانتم لستم أسوأ من الحجاج ومن الخوارج ومن القرامطه .. أنظروا أين ذهبوا وبقى الإسلام قرآنا وسنه ..
 قال الفضيل بن عياض فى صفة الصفوة
وهو يوصي طلبة العلم :
« لا تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك النخالة تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم »
#ايهاالاخوة:
العالم ملئ بالصالحين ولكننا نحتاج إلى المصلحين .. 
فالصالح صلاحه لنفسه فقط 
أما المصلح فصلاحه لنفسه وللناس أجمعين كما قال شعيب لقومه " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"..
الصالح ربما يرى المنكر ولا ينكره 
أما المصلح فدائما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر..وقد قال الله فيهم :" الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولايخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا"...
وحينما تلتقى القامات مع المقامات يكون العلم الحقيقي
وفى لقاء الائمة 
ابو حنيفة ومالك تجد عجبا
تقابل الإمامان مالك (وكان يسكن المدينة) وأبو حنيفة (وكان يسكن العراق) في الحج إحدى السنوات، وكان الإمامان صاحبا مدرستين مختلفتين، فمالك لم يكن ممن يخوضون في المسائل التي يستحيل أن تقع لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أما أبو حنيفة فكان يشجع تلاميذه على السؤال عن المسائل التي لم تقع حتى أُطلق على أتباعه " الأرأيتيين ". فلما التقيا، حدثت بين الإمامين مناظرة رائعة وراقية دارت حول 3 قضايا.
القضية الأولى:
تحدثا في البداية حول السؤال عمّا لم يقع، أي ماذا تقول عن شيء لم يحدث أصلاً، فكانت وجهة نظر الإمام مالك هي عدم السؤال عمّا لم يقع وعدم اختراع أحداث وهمية، بل التحدث عن الحقائق التي حدثت بالفعل لكي لا يُشغل الناس ويدخلون في الجدل، وكان سنده في ذلك قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ...) البقرة189. وكان الإمام مالك يقول أن عمر بن الخطاب لعن من يسأل عما لم يقع، وكان يقول أيضاً: "لا تشغلونا بأشياء لم تحدث، اشغلونا بما نحن فيه، لينشغل الناس بالحق، ولا نضيع وقتنا". لذلك أسس الإمام مالك قاعدة في مذهبه تقوم على أن كل مسألة لا ينبني عليها عمل فالكلام فيها من الجدل الذي نهينا عنه شرعا.
يُروى أن رجلاً جاء إلى الإمام مالك وسأله: أرأيت أنني كنت أسير في الطريق، فوجدت دجاجة ميتة ودست عليها، فخرجت منها بيضة، فأخذت البيضة، فسقطت فخرج منها كتكوت، هل يجوز أن أذبحه وآكله؟ فقال له الإمام مالك: أعراقي أنت؟ فقال الرجل: نعم، فقال الإمام مالك: هذا فعل أبي حنيفة، وقال: سلوا عمّا يقع، لا تسألوا عمّا لا ينفع. ويُروى أيضاً أن رجلاً جاء إلى الإمام مالك وقال له: أرأيت إذا قال رجل لرجل: يا حمار، ماذا يفعل به؟ قال: يجلد تأديباً، فقال له: أرأيت إذا قال له يا حصان؟ فقال: تجلد تأديباً لأنك عراقي.
أما فقه أبي حنيفة فكان الفقه التقديري، أي اختراع المسائل، ففي فقه أبي حنيفة هناك ستون ألف مسألة لم تحدث. لذلك قال الإمام مالك للإمام أبي حنيفة: أنت تدخل الناس في جدل، فرد أبو حنيفة وقال له: يا مالك، الأمر عندنا في العراق ليس كعندكم في المدينة، يا مالك، العراق عاصمة الخلافة وكل يوم يحدث جديد، والقضايا متجددة، والانفتاح على العالم غير عندكم، ولابد أن نستعد له بالفقه كي يعلم الناس إذا حدث حادث جديد ماذا يفعلون. فقال مالك أعطني مثالاً، فقال: جلست أنا وتلاميذي نتحدث: لو امرأة متزوجة وزوجها سافر وغاب، فظنت أنه مات، وتزوجت شخصاً آخر، ثم رجع زوجها الأول، ماذا تفعل؟ فقال مالك: لم تسألون في أشياء لم تقع؟ فقال أبو حنيفة: يا مالك عندنا في العراق يخرج المجاهدون للغزو كل يوم، ويحدث ذلك، ويغيبون عن أسرهم، فنريد أن نستعد لنعلم ما الذي يحدث، فسكت مالك، فقال له أبو حنيفة: ألست تروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء رجل إليه وسأله: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يأخذ مالي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تعطِه، فقال له: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال له: أنت شهيد، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار، قال: كيف يا مالك تقول هذا والنبي يسأل أربع مرات، أرأيت؟! فقال له مالك: ولكنها لفائدة، فقال له أبو حنيفة: وعندنا في العراق لفائدة.
القضية الثانية:
القضية الثانية التي تحدثا عنها كانت الإجماع، فعندما يوجد قضية يُراد معرفة أهي حلال أم حرام وليست في القرآن ولا في السنة فإنه يتم الأخذ برأي إجماع المسلمين، وهنا حدث اختلاف بين الإمامين، فمالكٌ يرى الأخذ بالإجماع الذي يقوله أهل المدينة لأن النبي صلى الله عليه وسلم شرع للصحابة وعاش في المدينة وكل التشريع تم في المدينة ومات النبي وترك الصحابة في المدينة وترك تسع زوجات يحكين كل شيء فعله النبي في المدينة، وكان في المدينة عشرة آلاف صحابي عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك ما يقوله أهل المدينة هو الإجماع، وكان الإمام مالك يقول: أفمن مات عنده واحد أو اثنان من الصحابة كمن مات عنده عشرة آلاف؟
يُروى أن رجلا أتى الإمام مالك وسأله: ماذا أصنع في الأمور المختلف عليها؟ فقال له الإمام مالك: ابحث عن رأي أهل المدينة، فإذا وجدت رأي المدينة فلا تشك أنه الحق، وجاءه رجل آخر وسأله: أين أجد العلم؟ فقال: تجده في المدينة، إن القرآن لم ينزل في الفرات.
أما أبو حنيفة " والذي كان يكبر مالكاً بثلاث عشرة سنة" فقال له: يا مالك، إن الفتوحات في زمن عمر بن الخطاب وزعت الصحابة على كل البلاد، وأنت تقول في المدينة عشرة آلاف، فكم عدد الصحابة يا مالك؟ وكان عدد الصحابة في آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم حوالي مائة وعشرين ألفاً، فأين الباقي يا مالك؟ فقال له مالك: في البلاد، فقال له: يا مالك، أتنكر أن عمر بن الخطاب أرسل الصحابة خصيصاً ليعلموا أهل البلاد؟ أتنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعلم أمتي بالحلال والحرام هو معاذ بن جبل فأرسله إلى اليمن؟ أتنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: من أراد أن يقرأ القرآن فليقرأه على قراءة ابن مسعود، فأرسله عمر بن الخطاب إلى العراق؟ أتنكر هؤلاء؟! وبدأ أبو حنيفة يعدد أسماء العلماء الذين أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ العلم منهم، كابن مسعود وعلي بن أبي طالب في العراق، ومعاذ بن جبل في اليمن، والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في مصر، وأبي عبيدة بن الجراح وأبي الدرداء وبلال في الشام، أتنكر هؤلاء؟ أليس عندهم علم؟ أليس من العظمة أن يرسل عمر الصحابة في البلاد، ويترك في المدينة كثيراً من الصحابة؟ وبدأ أبو حنيفة يذكر الأحاديث: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأعلمهم بالفرائض زيد بن ثابت، وأعلمهم بالقرآن ابن مسعود، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، فكان توزيعهم في البلاد لتتكامل علوم الأمة.
القضية الثالثة:'
أما القضية الثالثة فكانت مدرسة الرأي ومدرسة الحديث، فأبو حنيفة يتوسع، فالحديث الواحد يخرج منه مائة فائدة، أما مالك فيرى أن هذه مبالغة وهذا تحميل للحديث فوق معناه، وتأويل عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، فرد أبو حنيفة وقال: يا مالك، انظر إلينا مرة أخرى في العراق، نحن في العراق دخلت علينا فلسفة اليونان وفلسفة الروم وفلسفة الفرس، وأنا أريد أن أثبت الناس على منهج النبي صلى الله عليه وسلم، فأبحث في الحديث عن كل ما أجد به الردود على هؤلاء، وأنت في المدينة عندك الصحابة والتابعون فلست بحاجة للتوسع، أما في العراق فيجب أن أصد كل تلك الهجمات، ولذلك يجب أن أتوسع.
الإمام مالك بعد لقائه بأبي حنيفة:
بعد اللقاء 
سئل الإمام مالك: كيف وجدت أبا حنيفة؟ فأخرج مالك منديلاً ومسح عرقه وقال له: عرقت والله من أبي حنيفة، والله إنه لفقيه، 
والله ما رأيت أحداً يناظر كهذا الرجل، والله لو قال لكم أن هذا العمود من الحديد ذهب لأقنعكم برأيه
وسئل أبو حنيفة فقال: ناظرت المئات من الرجال، ما رأيت أحداً أسرع في قبول الحق من مالك، والله لقد أحببته.
ماذا لو التقيت انا وانت...؟
أيها الصوفى 
المدخلى
الرسلانى
البرهامى
الاخوانى
المتمسلفى...
هل نقبل الحق من بعضنا كما قبله هؤلاء...؟؟؟؟
أم سيحرص كل منا على أن يدخل صاحبه النار...؟
نعم
لقد آتى الله الشياطين المال و الفتنة
و آتانا الكلمة
و المال و الفتنة لا تحييان بشرا
و لكن الكلمة تفعل..!!
#أخى فى الله 
المتشددون نبتوا فينا لأنهم لم يفرقوا بين الأتى:
- الظنى والقطعى
- الدين والتدين
- العلم والمعلومات
- الحديث الصحيح والحديث المقبول
- الإسلام والرأى الإسلامى
- النص ومفهوم النص
🔴 حديث استفت قلبك
هل صار القلب دار إفتاء خاصة
طب نسمع الحديث كله الأول
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للسائل وابصة بن معبد
جئت تسألني عن البر والإثم
لاحظ مرة أخرى وارجع البصر كرتين
جئت تسألني عن البر والإثم
قال نعم يا رسول الله
فجمع رسول الله أصابعه ومسح بهن صدره 
لاحظ مرة ثانية
مسح رسول الله بيده الشريفة على صدره 
ثم قال له
استفت قلبك واستفت نفسك البر الذي اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر
نشرح بقى وركز
. أولا / الحديث عن البر والإثم لا عن الحلال والحرام وأصول الفقه
والبر كما في الحديث الصحيح حسن الخلق والإثم ما حاك في الصدر
إذا الحديث خاص بمسائل الأخلاق أو كما تسمى حديثا الإتكيت لا يشمل مسائل الفقه المعقدة ولا مسائل الحلال والحرام وأصول الفقه الذي لا يعرفها إلا المتخصص 
فمثلا لو سأل سائل عن نواقض الوضوء لا أقول له استفت قلبك لأن هذه مسألة لا علاقة لها بالبر والإثم بل أقول له اسأل العلماء
أما مسائل حسن الخلق والإتكيت فكل قلب يعرفها بدليل أن من يسب الناس في الطرقات يعرف بقلبه وبينه وبين نفسه أن هذا إثم لكنه خالف قلبه
وجرب لو سألك سائل عن مسألة أخلاقية هل صح أو خطأ قل له انت شايف إه ستجده أجاب 
هذا موضوع الحديث
. ثانيا / لا تنسى أن الرسول مسح بيده الشريفة على صدره قبل أن يقول له استفت قلبك 
يعني مش أي حد
🔴 فى طبقات ابن سعدعن نافع 
أن رجلا سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه ولم يجبه، حتى ظن الناس أنه لم يسمع مسألته.
فقال له: يرحمك الله أما سمعت مسألتي؟
قال: بلى، ولكنكم كأنكم ترون أن الله ليس بسائلنا عما تسألوننا عنه!
اتركنا يرحمك الله حتى نتفهم في مسألتك، فإن كان لها جواباً عندنا وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به
🔴 ذَكَرَ الخطيبُ البَغداديُ ، أنَّهُ سمعَ مُناديًا يُنادي في المدينةِ المُنوّرةِ ، أن لا يُفتي في مَسجدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سوى مالكٍ ؛ ذلك أَنَّهُ اشتهرَ ، وتواترَ عند النَّاسِ ، بفضلِهِ وعلمِهِ وتقواهُ وورَعِهِ
🔴 كان من دعاء الإمام أحمد، رحمه الله تعالى: "اللهم من كان من هذه الأمة على غير الحق، وهو يظن أنه على الحق، فردّه إلى الحق، ليكون من أهل الحق".
فيا وَيْحَ هؤلاء!! الَّذين يَخرِقونَ السفينةَ لِيُغرِقوا أهلَها ... وَيحَهم ثم وَيحَهم ثم وَيحَهم ... إنَّهم يَخرِقون السفينةَ لِيُغرِقوا أهلَها !
اسألُ الله أنْ يأخذَ على أيديهم, كما طَبعَ على قلوبِهم, وأنْ يُجَنِّبَ المسلمينَ شَرَّهُم, وأنْ يجمعَ المسلمينَ على كلمةٍ سواء
قال إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله:
كنت أناقش أحد الشباب المتشددين فسألته: هل تفجير ملهى ليلي في إحدى الدول المسلمة حلال أم حرام ؟
فقال لي : طبعا حلال وقتلهم جائز .
فقلت له : لو أنك قتلتهم وهم يعصون الله ما هو مصيرهم ؟
قال : النار طبعاً ..
فقلت له : الشيطان أين يريد أن يأخذهم ؟
فقال: إلى النّار طبعاً
فقلت له : إذن تشتركون أنتم والشيطان في نفس الهدف وهو
إدخال النّاس إلى النار !
وذكرت له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا مرّت جنازة يهودي أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟؟ قال : نفس أفلتت منّي إلى النار
فقلت : لاحظ الفرق بينكم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يسعى لهداية الناس وإنقاذهم من النار
أنتم في واد .. والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في واد !!!
#ورسالتى اليكم يا من ملكتم مفاتيح الجنة والنار بأيديكم
أقول لكم
أبو بكر مُؤدّب المرتدين لم يدرس العلوم السياسية
وعمر هازم الإمبراطوريات لا يحمل شهادة في القانون الدولي
عثمان الثري لم يدرس الاقتصاد
وعلي الحكيم لا يحمل شهادة في الفلسفة
خالد لم يتخرج من الكلية العسكرية
والأمين أبو عبيدة لم يقرأ كتاباً واحداً في الإدارة
هؤلاء صنعهم الإسلام العظيم

اللهم يا ملك يا حق، اهدنا إلى الحق، وألِّف بين قلوبنا أجمعين..

اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له............!
======================= 
🔻 الخطبة الثانية  🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى أخرجه أبو داود وقال الألباني حسن من قصة الرجل الذي كانت برأسه شجّة (أي كان برأسه جرح) فأجنب في ليلة باردة (وجب عليه الاغتسال في ليلة باردة) فاستفتى من معه (وكانوا ليسوا أهلاً للسؤال) فقالوا له: اغتسل ، فاغتسل فمات فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قتلوه قتلهم الله، ألاّ سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤال" . 
أي شفاء الجهل السؤال .
وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقةً ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده" .
كم هي الأسئلة التي يتمنى المرء مقابلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجيب عنها؛ لعدم وجود إجابات شافية كافية عند غير المعصومين!!
ما كان أسعد الصحابة وهم يتلقون الإجابات التي لا تقبل النقاش ولا تحتمل الشك!
إنه لابتلاء وامتحان نرجو من الله أن يأجرنا ويسامحنا ويثيبنا به!
#لذلك ينهاك الله
{ولا تقف ما ليس لك به علم
لا تقل قولاً بغير علم لأن من معاصي اللسان التي هي من الكبائر أن يفتي الشخص بفتوى بغير علم ، 
وقد صحّ وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن بعض الأشياء فقال: "لا أدري" ثم سأل جبريل فقال: "لا أدري أسأل ربّ العزة" فسأل الله تعالى فعلّمه جواب ذلك السؤال ، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ماذا علّمه ربه ، وهذا السؤال كان عن خير البقاع وشر البقاع ، وفي لفظ عن خير البلاد وشرها. فقال جبريل عليه السلام: "خير البلاد المساجد" وفي لفظ: "خير البقاع المساجد وشرّ البقاع الأسواق" .
لكن للأسف
ابتلانا الله بأقوام ظنوا أن الله لم يهد سواهم .....
 اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات