أهمية تقديم المصلحة العامة على الخاصة للشيخ أحمد أبو عيد











الحمد لله الخافض الرافع، جعل من الناس أهل للمعروف، ومنهم من في الشر ضالع، ومن الأيام إسعاد ومبشرات، ومنها بالفتن والشرور طوالع، أمور حارت البرية فيها، ونور الحق للظلمات قاشع، فالخير مراد في الأمور لذاته، والشر في بعض الأمور براقع.
وأشهد أن لا إله إلا الله الضار النافع، نحمده تبارك وتعالى على كل حال وواقع، ونعوذ بنور وجهه الكريم من العوائق والموانع، ونسأله أن يحفظ علينا العقول والأبصار والمسامع، ونرجوه أن يكون عنا ضد الحاقدين والحاسدين هو المدافع.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، ولد يتيمًا فقيرًا فزهدت فيه المراضع، وشب عفيفًا كريمًا وأترابه في اللهو لهم مراتع، رعى الأغنام صغيرًا، وعمل في التجارة أجيرًا، وظهر من بركته البدائع.
العناصر
أولًا: بعض ما يؤدي إلى مصلحة الجماعة       
ثانيًا: بعض ما يؤدي إلى الإضرار بمصلحة الجماعة
ثالثًا: مجالات المصالح العامة                   
رابعًا: نماذج على تقديم المصالح العامة على الخاصة
الموضوع
أولًا: بعض ما يؤدي إلى مصلحة الجماعة
استغفار الله: قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تتولوا مجرمين) هود.
فإن استغفر الناس ربهم رزقهم المطر والخير والبركات، وجاء رجل إلى الحسن البصري فقال له: إن السماء لم تمطر !! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. ثم جاء رجل آخر فقال له: اشكوا الفقر!! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. ثم جاء ثالث فقال له: امرأتي عاقر لا تلد!! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. ثم جاء رابع فقال له أجدبت الأرض فلم تنبت !! فقال له الحسن البصري: استغفر الله. فقال الحاضرون للحسن البصري: عجبنا لك أو كلما جاءك شاك قلت له استغفر الله؟! فقال لهم الحسن البصري ما قلت شيء من عندي وقرأ قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (نوح 10- 12 ).
الاستقامة على أمر الله: قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف: 96)، وقال تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) [الجـن:16].
فالاستقامة على أمر الله تعالى سبب رئيسي في وجود الرزق الوفير.
المحافظة على الماء وعدم الإسراف في استخدامه: ونحن الآن في أشد الحاجة إلى كل قطرة ماء، لذلك علينا الاقتصاد في استخدامه في ما ينفع ويفيد ونحرص على أن لا تضيع قطرة ماء واحدة بلا فائدة، وقد قال تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف 31)، ولقد كان النبي r إذا اغتسل اغتسل بالقليل، وإذا توضأ توضأ باليسير فعن انس t قال ( كَانَ النَّبِيُّ r يَغْسِلُ، أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ، بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ ) ([1]) و(الصاع أربعة أمداد، والمد ملء اليدين المتوسطتين)
فيعني أن النبي r كان يغتسل بما يعادل ملء كفيه أربع أو خمس مرات، ويتوضأ بما يعادل ملء كفيه مرة واحدة.
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ r يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ فَأَرَاهُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ»([2]) وإذا كان هذا في شأن عبادة، فما ظنك بما دون العبادة ؟!!!
وعدم التبول في الماء: عَنْ جَابِرٍ: «عَنْ رَسُولِ اللهِ r أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ» ([3])
وعدم إلقاء القاذورات والقمامة والمخلفات وكل ما يعكر صفوه ويجعل الماء على غير الهيئة الحسنة التي خلقه الله عليها، وهذا الفعل يعتبر إيذاء للناس وقد نهى الله تعالى عنه كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) (الأحزاب 58)
قضاء مصالح الناس: عن أنس قال "كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله r فتنطلق به حيث شاءت"([4]) ، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى t قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ r لَا يَأْنَفُ وَلَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُمَا حَاجَتَهُمَا "([5])
وكان أبو بكر الصديق y يحلب للحي أغنامهم فلما استخلف قالت جارية منهم الآن لا يحلبها فقال أبو بكر بل وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله أو كما قال وإنما كانوا يقومون بالحلاب لأن العرب كانت لا تحلب النساء منهم وكانوا يستقبحون ذلك وكان الرجال إذا غابوا احتاج النساء إلى من يحلب لهن وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لقوم لا تسقوني حلب امرأة وكان عمر يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة فدخل إليها طلحة نهارا فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها ما يصنع هذا الرجل عندك قالت هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى فقال طلحة ثكلتك أمك يا طلحة أعورات عمر تتبع وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن. ([6])
العمل وترك الكسل: فلابد أن نعمل بجد واجتهاد وأن نهجر الكسل، ونهجر الخمول، ونهجر التقاعس عن العمل الذي أمرنا به الله، والذي كان قائدنا فيه سيدنا رسول الله، ونجعل أمامنا على الدوام قول الله:﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ ﴿التوبة﴾
وان نحرص على العمل السديد الذي يقول فيه موصياً النبي الرشيد: فعن المقدام بنِ مَعْدِ يكرِبَ -t -، عن النبي -r -، قَالَ: ﴾مَا أكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً قَطُّ خَيْراً مِنْ أنْ يَأكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِه، وَإنَّ نَبيَّ الله دَاوُدَ -r -كَانَ يَأكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ﴾ ﴿[7]
الترابط والأخوة والوحدة: فالتعاضد والاتحاد يصنع النصر المحقق والقوة المرهوبة، وينهض بالأمم والحضارات، قال تعالى ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾،
وهذا هو ما وصفهم به المقوقس ملك مصر في خطاب له وجهه إلى هرقل الروم فقال ( والله أنهم
على قلتهم وضعفهم أقوى وأشد منا على كثرتنا وقوتنا أن الرجل الواحد يعادل مائة رجل منا ،  ذلك لأنهم قوم الموت احب لهم من الحياة يقاتل الرجل منهم وهو مستبسل ويتمنى ان لا يرجع إلى أهله ولا إلى بلده ولا إلى داره ويرون أن لهم أجراً عظيماً فيمن قتلوا منا ويقولون أن قتلوا أدخلوا الجنة ونحن قوم نكرة الموت ونحب الحياة فكيف نستقيم نحن وهؤلاء وكيف صبرنا معهم ) هذا ما فعله الإيمان وفعلته العقيدة بقوم آمنوا بالله ورسوله وبذلوا كل شيء لله مقابل الجنة ورضوان الله ففازوا في العاجل والآجل ورضى الله عنهم ورضوا عنه ( أولئك حزب الله ألا أن حزب الله هم المفلحون) سورة المجادلة .
التعاون والتآزر في كل ما فيه خدمة للوطن وأبنائه: قال تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾المائدة وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r ﴿مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى﴾ ﴿[8].
الأخلاق الحسنة: الدين والأخلاق عنصران متلازمان متماسكان، لذلك حدّد الرسول r الغاية من رسالته بقوله فعن أبي هريرة؛ أن رسول الله r قال: " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " ([9]). فالأخلاق مرتبطة بالإيمان، وضعفها دليل على ضعف الإيمان، كما في قوله  r (( وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ))([10]) ،  والبوائق هي الشرور مهما كانت، وغالبا ما تكون أخلاقية. كما أن أدنى شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق، وعليه فإن فلاح المؤمن مرتبط بدمج الجانب التعبدي مع الجانب الأخلاقي في الإسلام.
الجهاد في سبيل الله للدفاع عن الدين والوطن: إن الولاء للإسلام، والانتماء للوطن الإسلامي، يدعونا إلى الدفاع، والجهاد في سبيل الله بإخلاص لله، ضد أي عدوان خارجي على بلادنا، وعلى كل مسلم أن يستحضر نية الجهاد، والرباط في سبيل الله، والتطلع إلى الشهادة، والشوق إلى كرامات الشهداء،  قال تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ ﴿النساء: 84﴾،  وقال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ﴾ ﴿الحج: 78﴾، وعن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله r: ﴿ للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقربائه ﴾ ﴿[11]
تيسير الزواج: بين رسول الله r أن الزواج بالدين والخلق وليس بكثرة المال فعن أبي حاتم المزني قال قال رسول الله r إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات ([12]) ، وعن أبي هريرة، t قال: قال رسول الله r: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" ([13])
ومعنى قوله تعالى: " إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ " أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» ([14])
وجعل خير الخطبة أيسرها: عن عائشة قالت قال رسول الله r" إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها"([15]) ، وخير النكاح أيسره: عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله r" خير النكاح أيسره"([16])
فلماذا نبالغ ونعسر في الزواج مما يؤدي إلى أضرار بالمصالح العام والخاصة وتفشي النظر للحرام وكثرة الزنا مما يؤدي إلى فساد الاخلاق والمجتمعات والدول.
الإصلاح بين الأفراد والجماعات: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ t ﴿أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ r بِذَلِكَ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ ﴾ ﴿[17]
التواصي بالحق والصبر: قال تعالى: ﴿ والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾ العصر
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله r المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم يرد مشدهم على مضعفهم ومتسريهم على قاعدهم لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده ولم يذكر ابن إسحق القود والتكافؤ ﴾ ﴿[18].  ومهما دق ذلك العمل فإنه مثاب عليه إذا كان خالصاً صوابا.
ثانيًا: بعض ما يؤدي إلى الإضرار بمصلحة الجماعة
 الافساد في الأرض: قال تعالى (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[الأعراف: 85].
التعامل بالرشوة: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لعن رسول الله r الراشي والمرتشي" ([19]) ، وهذه طامة كبرى تكاد لا تخلو مصلحة حكومية الآن من هؤلاء المرتشين الذين سعوا في الأرض فسادا وأكلوا أموال الناس بالباطل، فكم أفسد هؤلاء وأضروا بالمصالح العامة والخاصة.
الغش والتدليس والاحتكار: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ». قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَىْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّى» ([20]).
وعَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -r- قَالَ «لاَ يَحْتَكِرُ إِلاَّ خَاطِئٌ» ([21]).
يحتكر سلعته ليرفع ثمنها على الناس مما يؤدي إلى الإضرار بمصالحهم وأموالهم.
التنازع والاختلاف: قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾
 [الأنفال: 46]، ، وقال تعالى: [وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ] (آل عمران:105)
وإن التاريخ يشهد أن من أهم أسباب سقوط الدول على اختلاف عقائدها ومللها التفرق والاختلاف،
فقد سقطت الخلافة العباسية بعد أن تفرقت الدول الإسلامية في ذلك الوقت.
وسقطت الدولة الإسلامية في الأندلس بعد أن أصبحت دويلات متفرقة متناحرة. لا همّ لأحدهم سوى الملك والسلطان، وها هو العالم الإسلامي اليوم، منقسم إلى دويلات متفرقة تعيش على هامش التاريخ وتتجرع ألوان الهوان بين الأمم، ورغم أنهم يمتلكون أكبر ثروات العالم، إلا أنهم مصنفون من الدول الفقيرة أو النامية كما يسمونها، والسبب في ذلك كله هو الفرقة والاختلاف.
قول الزور: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ r فَقَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» ثَلَاثًا «الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ - أَوْ قَوْلُ الزُّورِ -» وَكَانَ رَسُولُ اللهِ r مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ) ([22])
[(الزور) أصله تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته حتى يخيل إلى من سمعه أو رآه أنه بخلاف ما هو به فهو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق]
فكم من كلمة زور فُرِّق بها بين الأب وابنه أو بين الزوج وزوجه أو بين أسرة وأخرى، وعلى ذلك الكثير فكم أفسدت في المجتمعات وضرت الكثير والكثير من الناس.
الذنوب: قال تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"الروم:41، وقال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ"الشورى:30، وقال جل وعلا " ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ "الأنعام:146
 الابتعاد عن الله:  يؤدي إلى الاضطراب في السلوك، وهو ما تَعِجُّ به أكثرُ المجتمعات الحديثة، فتجعل الإنسان في حيرة من نفسه، غير راضٍ عما هو عليه حتى لو توفرت له جميعُ احتياجات الحياة وملذاتها، فهو بدون عقيدة الإيمان الصحيحة في قلق دائم، قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى َقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 124 - 127].
فالبعد عن الله يؤدي إلى الضيق في العيش والنكد المستمر والشعور بالتعاسة .........
ثالثًا: مجالات المصالح العامة
مجال العبادة: كإقامة صلاة الجماعة والجمعة وآداء الزكاة لمستحقيها وتيسير آداء الحج والعمرة وغيرها
المجال الدعوي: كنشر الدعوة الإسلامية، وتعليم القرآن الكريم حفظا وأداء وتدبرا، وإعداد الوعاظ،  وطلاب العلم، وكفالة الداعية، والباحثين، وبناء الساجد
المجالات العلمية: كإنشاء المكتبات والمدارس والمعاهد، والجامعات، ومراكز البحوث، والدراسات، ورعاية الموهوبين، وسائر المؤسسات العلمية التي لا يكون هدفها الربح المالي، ثم القيام عليها
 ودعمها.
المجالات المالية، التي تتطلب دفع المال وتقديمه بسخاء من أجل نفع الناس ومساعدتهم وكفالة الأيتام، والفقراء، والمحتاجين، والأرامل، وأصحاب الأمراض.
المجالات الحرفية، من خلال التطوع فيما يتقن من أنواع الحرف المفيدة النافعة التي تعالج مشكلات الفقر وغيرها، كالزراعة والصناعة، والتجارة، الخ.
المجالات الفكرية، من خلال وضع الخطط الرائدة النافعة للمجتمع والأمة الإسلامية، والآراء الصائبة والنصائح القيمة،
المجالات الصحية كإنشاء المستشفيات ومراكز البحوث الصحية
المجالات التربوية كالندوات، ورعاية الأسرة، والتوجيهات الأسرية، ورعاية النشء من الانحرافات.
المجالات الإعلامية كنشر المجلات النافعة، وإنشاء القنوات الفضائية الهادفة، ودعمها بعدة لغات، وطباعة الكتب المفيدة، والترجمة.
المجالات الاقتصادية كإنشاء البنوك الإسلامية، ومعالجة الفقر، ودعم الدول الفقير، ووضع الخطط التطويرية
المجالات الاجتماعية كإنشاء لجان الإصلاح المحلية وإصلاح ذات البين، وإعداد برامج أسرية، وتربية الأولاد.
وكل هذه المجالات نفعها لا يقتصر على المنفعة الشخصية فحسب وإنما يتعدى نفعها إلى المصالح العامة لكثير من الناس.
رابعًا: نماذج على تقديم المصالح العامة على الخاصة
سرقة المرأة المخزومية: عن عَائِشَةَ، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالَ: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ r فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِى عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللهِ r فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا، إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ؛ وَايْمُ اللهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا﴾ ﴿[23]﴾، درس في المساواة أمام قانون الله، فكأني به r يقول: ألا فلتعلم يا أسامة أن المخزومية الحسيبة النسيبة مثلها مثل الأمة الحبشية الغريبة، فالإسلام يا قد سوَّى بين عمر القرشي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي كلهم في الحقوق والواجبات سواء،  ثم قرر r قاعدة عظيمة حينما قال ﴿وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ r سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا﴾ .
والحديث الشريف يتضمن المحافظة على المصالح الخاصة، وتتمثل في عدم التعدي على حقوق الآخرين، وإيذائهم بسرقة أموالهم، كما يتضمن المحافظة على المصالح العامة بتطبيق الحق العام، وهو إقامة حد السرقة على السارق، وفيه ردع لكل من تسوّل له نفسه التعدي على حقوق الآخرين سواء عامة، أو خاصة.
وقد تضمن الحديث الشريف فوائد تربوية عظيمة جداً ترسم منهجاً واضحاً في المحافظة على المصالح العامـة، والمصالح الخاصـة على حـد سـواء، وسوف أشير إلى بعض هذه الفوائد المهمة ذات العلاقة بمـوضوعنا، ومنها:
أ- المحافظة على الحق العام بتطبيق شرع الله تعالى على كل من وجب عليه حد من حدود الله تعالى، وهذا من أهم وأعظم المصالح العامة التي تجب المحافظة عليها.
ب-  قَسَم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الصادق المصدوق بقطع يد ابنته فاطمة الزهراء الشريفة - رضي الله عنها - فيما لو سرقت، وحاشاها - رضي الله عنها -، وهذا تأكيد منه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول من يحافظ على المصالح العامة، وعدم محاباة من له صلة قرابة في تقديم المصالح العامة لصالحه دون غيره.
ج- بيان الآثار السلبية لتفشي تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة، وأنها دليل الضلال، والهلاك للأمم في شؤون الحياة كلها: الاقتصادية، والسياسية، والتربوية، والاجتماعية، والثقافية،... الخ، وهذا توجيه نبوي شريف بأن الأمم السابقة (ضلت) كما هي رواية البخاري، (وهلكت) كما هي رواية مسلم عند عدم المحافظة على المصالح العامة بإقامة العدل، والمساواة بين الجميع.
ح- الاهتمام والعناية بشدة إنكار عدم المحافظة على المصالح العامة، وتسلط المصالح الخاصة، وكَشْف خيانة من يثبت تعديه على المصالح العامة ليكون أبلغ في الإنكار، وعبرة للغير.
خ- السرعة في معالجة ذلك بالوسائل الممكنة، فقد قام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإلقاء خطبة بليغة تحتوي على عبارات قصيرة، ولكن تحتوى معان واسعة ترسم وتوضح منهج الإسلام في قضية رعاية المصالح العامة، وعدم تسلط المصالح الخاصة عليها.
د- وضع القوانين، والعقوبات اللازمة، والرادعة لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على حق المال العام.
ذ-  شدة غضب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإنكاره لأسامة - رضي الله عنه - في هذا الموضوع لأنه من الموضوعات المهمة التي لا تقبل المسامحة، أو التنازلات، لأنه سيترتب عليها فساد، وضلال، وهلاك للمجتمع.
ر-  تحذير الناس وتنبيههم إلى خطـورة الشفاعـة المفسدة (وليست الحسنة)، والتي يسعى لها بعض الناس دون إدراك ووعي في أنها تعدي على المصالح العامة، واهتزاز للموازين في العدل، والمساواة بين الناس، وأن هذه صفة من صفات الجاهلية، وأهل الضلال، ووضع الأمور في غير موضعها.
جمع القرآن وترتيبه:([24]) إن جمع القرآن في مصحف واحد قد مر بثلاث مراحل كما يلي:
المرحلة الأولى: في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -:
كان جمع القرآن في عهده النبوة قد تم بطريقتين:
الطريقة الأولى: جمع القرآن في صدور الصحابة حيث كان الكثير من الصحابة يحفظون القرآن.
الطريقة الثانية: كتابة القرآن في صحف متفرقة حيث كان الصحابة يكتبون القرآن بأمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم على العسب وهي: جريد النخل، وعلى اللخاف وهي: الحجارة الرقيقة، وعلى الرقاع وهي: الأوراق وقطع الأديم وهي: الجلد وعظام الأكتاف، والأضلاع، ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا انقضى عهد النبوة ولم يجمع القرآن في صحف ولا في مصاحف، بل كتب منثورًا بين الرقاع والعظام ونحوها.
• فائدة لماذا لم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟

أجاب أهل العلم عن هذا السؤال بأن هذا الجمع لم يتم لأسباب كثيرة يمكن إجمالها فيما يلي:

• أن الكثير من الصحابة كانوا يحفظون القرآن في صدورهم وكانت الفتنة في تحريف القرآن مأمونة.

• قلة توفر أدوات الكتابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم.
• أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله تعالى من الآيات.
• أن القرآن لم ينزل جملة واحدة، بل نزل منجمًا على مدى ثلاث وعشرين سنة حسب الحوادث.
 المرحلة الثانية: جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -:
إن استشهاد الكثير من الصحابة من حفاظ القرآن لكريم في معركة اليمامة هو الذي جعل عمر - رضي الله عنه - يشير على أبي بكر الصديق بجمع القرآن، فأمر الصديق - رضي الله عنه - زيد بن ثابت بجمع القرآن، فأخذ زيد يتتبع القرآن من العسب واللخاف وصدور الرجال فجمع القرآن كله في مصحف، فكانت هذه الصحف عند أبي بكر الصديق حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى مات ثم عند حفصة بنت عمر.
فائدة هامة: إن جمع أبي بكر الصديق للقرآن كان بسبب خشيته أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته؛ لأنه لم يكن مجموعًا في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتبًا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم.
 قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أعظم الناس أجرًا في المصاحف: أبو بكر، فإنه أول من جمع القرآن بين اللوحين .
المرحلة الثالثة: جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه -:
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤون القرآن بعده على الأحرف السبعة التي أقرأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن الله عز وجل إلى أن وقع الاختلاف بين القراء في زمن عثمان رضي الله عنه.
وذلك بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول الناس في دين الله أفواجًا وعظم الأمر فيه، وكتب الناس بذلك من الأمصار إلى عثمان، وناشدوه الله تعالى في جمع الكلمة، وتدارك الناس قبل تفاقم الأمر، وقدم حذيفة بن اليمان من غزوة أرمينية، فشافهه بذلك فجمع عثمان عند ذلك المهاجرين والأنصار، وشاورهم في جمع القرآن في المصاحف على حرف واحد؛ ليزول الخلاف، وتتفق الكلمة، واستصوبوا رأيه، وحضوه عليه، ورأوا أنه من أحوط الأمور للقرآن، فحينئذ أرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، فأرسلت إليه، فأمر زيد بن ثابت، والرهط القريشيين الثلاثة فنسخوها في المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار، وأمر بحرق ما سوى ذلك من المصاحف، وهكذا حفظ الله كتابه العزيز من التحريف.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد: الشيخ أحمد أبو عيد
0109 809 58 54
نسألكم الدعاء





[1])) صحيح البخاري
[2])) مشكاة المصابيح (حسن)
[3])) صحيح مسلم
([4]) صحيح البخاري
([5]) صحيح الجامع
([6]) جامع العلوم والحكم
([7]) صحيح مسلم
([8]) متفق عليه
([9]) السلسلة الصحيحة
([10]) متفق عليه
([11]) السلسلة الصحيحة
([12]) صحيح سنن الترمذي
([13]) السلسلة الصحيحة
([14]) صحيح مسلم
([15]) صحيح الجامع
([16]) صحيح الجامع
([17]) صحيح البخاري
([18])  صحيح سنن أي داود   
([19]) صحيح الترغيب والترهيب
([20]) صحيح مسلم
([21]) صحيح مسلم
[22])) صحيح مسلم
([23]) متفق عليه
[24])) المصاحف لأبي داوود

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات