خطورة إدمان وسائل الاتصال وكيفية الاستفادة منها للشيخ أحمد أبو عيد











الحمد لله الخافض الرافع... حجب الجن عن غيبه بعد أن كان لهم في السماء مواضع...أنزل القرآن نورا يتلى فإذا الناس محجوب وسامع...إذا قُرئ على العليل ذهبت عن جسمه المواجع...وإذا استمع له الحزين هان في عينيه كل ضائع.
وأشهد أن لا إله إلا الله الضار النافع...جعل في السماء بروجا والنجوم لها مواقع...ومن الرياح لواقح ومنها المدمر ذو الفظائع...ومن الجبال غرابيب سود وحمر وبيض نواصع...وفى البحار أمواج مهلكات وفيها طعام ولؤلؤ وقواقع...وفى الأرض صخر وحجر ومدر وفيها الجوهر اللامع...
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، ولد يتيما فقيرا فزهدت فيه المراضع... وشب عفيفا كريما وأترابه في اللهو لهم مراتع...دانت الدنيا لغيره وأتحفته هو بالفواجع...رعى الأغنام صغيرا، وعمل في التجارة أجيرا، وظهر من بركته البدائع.
اللهم صل وسلم وبارك عليه ما دام للنجوم مغارب ومطالع...اجعل صلاتنا عليه وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع...
العناصر
أولاً: أهمية وسائل الاتصال الحديثة في الحياة
ثانيًا: بعض مخاطر ها
ثالثا: كيفية الاستفادة منها
الموضوع
أولاً: أهمية وسائل الاتصال الحديثة في الحياة
اهتمام غير المسلمين بوسائل الاتصال الحديثة؛ لدفع الناس إلى تحقيق مكاسب مادية بحتة. بينما كان الأوْلَى ببني الإسلام أن يأخذوا بهذه الوسائل الحديثة.
تميزها بانعدام المحدودية: فليس لها حدود زمانية ولا مكانية ولا نوعية أو جنسية؛ ولذا فهي تتخطى كل الحواجز، أضف إلى ذلك سهولة استخدامها وصيرورتها شيئًا عاديًا، ليس من الصعب التواصل بها والتعامل معها.
توجُّه أنظار الناس جميعًا إلى هذه الوسائل واهتمامهم وتعلقهم بها.
اختلاف أنواعها، وأشكالها فمنها الصوتي، ومنها الصوري، ومنها الفيديو، ومنها الرسائل...)، وهو ما يدعم أهميتها.
تصل إلى الملايين في كافة أنحاء العالم، وهو ما يمكِّن الداعية من الوصول إلى الناس بسهولة وبدون تضييقات معيَّنة.
فَتح آفاق التَّواصُل :لم يعُدْ هذا الاتِّصال مقتصِرًا على عنصرين متقاربَين فقط، بل أصبح بإمكان أيِّ شخص أن يَنفتح على العالَم بأكمله، دونَ حَواجِز أو مُثَبِّطاتٍ؛ لأن ما حدث اليوم من ثورة حَقيقيَّة في عالم الاتصال، وما ظهر فيه من تقنيات عالية متجدِّدة، جعل للاتِّصال وظائفَ جديدةً لم تكنْ في مُتناول الفكر الإعلامي من قبلُ.
كَثرةُ مَوارد الحُصولِ عَلى المعلومات، وتَوفُّرُها: وذلك أنَّ المعرفة لم تعد تتوقَّف على مصدر واحد، أو مصدرين كما يحدث قديمًا -الكتاب والشيخ أو المعلِّم مثلاً - ولم تعد حكرًا على جنس أو صنف دون آخر، بل وجدت هناك مصادر جديدة، وموارد متعدِّدة تُمَكِّن طالب العلم مِن الاطِّلاع على الموضوع الواحد انطِلاقًا مِن مصادر متَعدِّدة مختلفة.
ومن أسباب إدمانها
الطبيعة الشخصية للمدمن على الفيس بوك محل الدراسة فمثلا الشخصية الانطوائية الغير قادرة على إنشاء علاقات طبيعية وسوية داخل مجتمعها قد يكون الفيس بوك المنفذ الأفضل لديها لإنشاء علاقات صداقة تعوضها على ما سببته عدم الثقة بالنفس داخلها من إنشاء علاقات إنسانية حقيقية.
الفراغ وخاصة عند الفتيات نظرًا لجلوسهم مده طويلة داخل المنزل الأكثر عرضه للتعلق ولإدمان الفيس بوك عن الأولاد الذين قد يكون نشاطهم خارج المنزل مقللا لحدة تأثرهم بالفيس بوك.
الصدمات النفسية المتتابعة نتيجة علاقات إنسانية واقعية قد تدفع الإنسان إلى الهروب عبر الفيس بوك وغالبا ما يحاول تعويض نقصه وفشله من خلال تقمص شخصيات مضادة ومعاكسه لشخصيته داخل الفيس بوك.
ما يوفره الفيس بوك من خدمات أخرى خارج نطاق التواصل الاجتماعي مثل الألعاب قد يكون أحد مداخل ادمان الفيس بوك.
التفكك الأسرى وعدم متابعة الأبناء قد يدفعهم إلى الهروب من جحيم المشاكل الأسرية إلى عالم
افتراضي أخر مثل الفيس بوك.
ثانيًا: بعض مخاطر ها
إشاعة الفاحشة: تجد الكثير من الناس عنده حب إشاعة الفاحشة وإيذاء المسلمين والمسلمات والفاق التهم بالآخرين دون وجه حق ويتعمد هذا الفعل مع أن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ النور
مع أن الله عز وجل قال الله عز وجل:﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾سورة الحجرات  ومعنى تبينوا: تثبتوا.
فقال:﴿ أَن تُصِيبُوا ﴾أي: لئلا تصيبوا. فالتساهل في نقل خبر سببًا لإصابة الآخرين، ويكون فيه ضرر لهم، سواء شعرت أم لم تشعر.
وهناك من ينشرها من باب الفضول و الجهل بخطرها وضررها مع أن الله تعالى قال {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 15 - 17] ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» ([1])
 البحث عن عورات الناس: عَن ابنِ عمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ» ([2])
وقال تعالى: {وَلا تَجَسَّسُوا} أي: لا تفتشوا عن عورات المسلمين، ولا تتبعوها، واتركوا المسلم على حاله، واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت، ظهر منها ما لا ينبغي.
لا تلتمس مــــن مســـاوي النـــاس مـــا ســـتروا فيكشـــــف اللـــــه ســـــترا مــــن مســــاويكا
واذكـــــر محاســـــن مـــــا فيهــــم إذا ذكــــروا     ولا تعــــــب أحـــــدا منهـــــم بمـــــا فيكـــــا
واســـــتغن باللـــــه عـــــن كــــل فــــإن بــــه    غنــــــى لكــــــل وثــــــق باللــــــه يكفيكـــــا
الظن السئ بإخوانك : قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) الحجرات، يقول الإمام السعدي في تفسيره: نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فـ {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} وذلك، كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضًا، إساءة الظن بالمسلم، وبغضه، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه،
الغيبة: وهى أمر قد انتشر كثيرا في هذه الوسائل، فحري بالمسلم أن يبتعد عن هذه المحرمات فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» ([3]) ، (بهته) يقال بهته قلت فيه البهتان وهو الباطل والغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره وأصل البهت أن يقال له الباطل في وجهه .
وقال تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r ﴿كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ﴾ ﴿[4].
النميمة: لاحظ كم من الأقاويل التي تقرأها وتسمعها أن فلانا فعل كذا وكذا ، وغيره فعل كذا وكذا ، والناس تمع وتصدق بل ويقوموا بنشر هذه الأقوال فيسعوا هم كذلك بالنميمة بغية الإفساد والوقيعة بين الناس وإلفاق التهم بهم مع أن الله تعالى حرم النميمة فقال تعالى: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)) القلم ، {هَمَّازٍ} يَعْنِي الِاغْتِيَابَ، {مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ} يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ وَيُحَرِّشُ بَيْنَهُمْ، وَيَنْقُلُ الْحَدِيثَ لِفَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ وَهِيَ الْحَالِقَةُ.
والنميمة تمنع صاحبها من دخول الجنة: فعَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذيْفَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَنِمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([5])
الفساد الكبير: كم من مقالةِ حقٍ أُريد بها باطلٌ صدّتْ العشرات، بل المئات عن سماع الحقِّ من فلان! ، وكم من مقالة سوء نفّرَت الناسَ من كتب أعلامٍ - تَشْرُفُ بهم الكلمةُ - فحُرِموا خيراً كثيراً، وكم مرة أُغْلِقَ بابٌ للخير بسبب همزٍ ولمزٍ وأمورٍ بُيِّتتْ بليل!
وكم من مشروعٍ دعويٍ ضخم أجهضته كلمةُ انتقاصٍ طائشة أطلقها مراهقٌ في حق القائمين عليه!
وكم من يدٍ بالسوء امتدت فوَأدَت منشطاً إسلامياً في مهده!
وكم فُرضتْ قيودٌ وعراقيلٌ بجرّة قلمٍ ما كانت لله!
كثرة الكذب: كم من الأخبار الكاذبة التي قرأتها علي الفيس أو الواتس وغيرهما، كم مرة صدّقت الخبر وبنيت عليه أمور كثيرة ، ثم تبين لك أن الخبر كاذب ، بل كم من الأحاديث المكذزبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تتسبب في إضلال كثير من الناس، وكم من الصحابة الذين ينسب إليهم أقولا هم منها براء، أما علم هؤلاء الذين ينقلون أخبارا كاذبة أنهم محاسبون عليها كما قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)) الإسراء
السرقة: كسرقة الواي فاي مثلا وهذا أمر منتشر كثيرا بين الناس وخصوصا الشباب منهم وهذا اعتداء على حق الغير ويعتبر سرقة، وقد أخذت حق ليس من حقك، فلا يجوز لك استخدامه إلا بعد أن تستأذن صاحبه، وليس بمبرر أن تقول أني استطيع الدخول إلى الانترنت من خلاله سواء كان بدون رقم سري أو تعرفه أو تستطيع اختراقه بأي وسيلة كانت، فعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ " ([6]) ، (بين) ظاهر بالنسبة إلى ما دل عليه. (كشبهات) موجودة بين الحل والحرمة ولم يظهر أمرها على التعيين. (اتقى) حذرها وابتعد عنها. (استبرأ لدينه وعرضه) طلب البراءة في دينه من النقص وعرضه من الطعن والعرض هو موضع الذم والمدح من الإنسان. (الحمى) موضع حظره الإمام وخصه لنفسه ومنع الرعية منه. (يوشك) يقرب. (يواقعه) يقع فيه (مضغة) قطعة لحم بقدر ما يمضغ في الفم]
وهذا حق لاخيك المسلم لا يجوز لك الاعتداء عليه كما قال تعالى (وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]، أي لا تتجاوزوا حدود ما أحل لكم أو حرم عليكم فتحلوا الحرام أو تحرموا الحلال.
 والنبي صلى الله عليه وسلم قال ( ... كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ) ([7]) ، وهذا من ماله فلا يجوز الاعتداء عليه، وكما أنك لا تحب أن يسرق منك أحد شيئا فلا تفعل أنت!.
اتباع خطوات الشيطان: قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} يَعْنِي طَرَائِقَهُ وَمَسَالِكَهُ وَمَا يَأْمُرُ بِهِ، {وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، هَذَا تَنْفِيرٌ وَتَحْذِيرٌ مِنْ ذلك بأفصح عبارة وأبلغها وأوجزها وأحسنها. قال ابْنِ عَبَّاسٍ {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}: عَمَلَهُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: نَزَغَاتِهِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: كُلُّ مَعْصِيَةٍ فَهِيَ مِنْ خطوات الشيطان، وسأل رَجُلٌ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي حَرَّمْتُ أَنْ آكل طعاماً وسماه، فقال: هذا من نزغات الشَّيْطَانِ، كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَكُلْ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ فِي رَجُلٍ نَذَرَ ذَبْحَ وَلَدِهِ: هَذَا مِنْ نزغات الشيطان وأفتاه أن يذبح كبشاً. وعن أَبِي رَافِعٍ قَالَ: غَضِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَقَالَتْ: هِيَ يَوْمًا يَهُودِيَّةٌ وَيَوْمًا نَصْرَانِيَّةٌ وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ إِنْ لَمْ تُطْلِّقِ امْرَأَتَكَ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّمَا هَذِهِ من نزغات الشيطان.
النظر إلى الحرام: كم من الصور المحرمة التي تعرض أمامك وكم فيها من المخالفة لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن الناس من يغض طرفه مرة ويفتن مرات ومنهم من يفرح لرؤيته ما يكون سبب لضياع آخرته ودخول إلى المواقع المحرمة المتخصصة في اظهار العورات على سبيل صور وفيديوهات والتي يسمونها إباحية وكأنها أمر مباح، مع أن الله تعالى قد نهى المسلمين عن النظر إلى ما حرم عليهم حفاظا عليهم مما قد يؤدي إلى مفاسد كثيرة كالزنا وغيره، قال تعالى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ... ) النور
وكم من الرجال قد استغنى بهذا الحرام عن زوجته من الحلال فأدى هذا إلى ما لا يُحمد عقباه.
ذنوب الخلوات والتي قد تكون سببا في ضياع أعماله الصالحة، فعَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا» ، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» ([8])
وهذا الأمر لا يخفى على الله تعالى بل تشهد عليك أعضائك بما فعلت كما قال تعالى {وَمَا كُنتُمْ
 تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ } فصلت.
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا    تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبـنّ الله يغـفل ساعةً   ولا أن مـا نُخـْـفيه عنه يغيـبُ
يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى:
رأيت الذنوب تميت القلوبَ ** وقد يورثُ الذلَّ إدمانُها 

وتركُ الذنوب حياةُ القلوبِ ** وخيرٌ لنفسك عصيانها 

وهل أفسد الدينَ إلا الملوكُ ** وأحبارُ سوءٍ ورهبانها

أيها الأخ المسلم كيف حالك إن جاءك الموت وأنت على هذه الحالة، وقد حدث هذا لكثير من المدمنين لهذه المواقع الخبيثة، هل تريد أن يبعثك الله على وأنت على هذه الحال، ألا تستحي من الله وأنت على هذه المعاصي، ألا تستحي حينما يقول الله لك ألم تستحي يا عبدي وقد رزقتك بالبصر وحرمت غيرك منه فقمت بعصياني به، فارجع أيها المسلم من هذه الفتن فأنت على خطر عظيم.......

ضياع الوقت: إضاعة الوقت وهدره في الجلوس ساعات طويلة على صفحة الفيسبوك، والذي يؤدّي إلى فقدان الشعور بالواقعية، والعيش في العالم الافتراضي، وعدم قدرة الشخص على الموازنة بين الأنشطة المختلفة، والواجبات المكلّف بها في الجانب العملي، والتزامات الأصدقاء في عالم الفيسبوك، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ " ([9])
فانظر كم يقضي الناس ساعات وساعات على الفيس بوك واليوتيوب والواتس وغيرها وفي النهاية لا تجد فائدة ترجى من هذه الساعات بل قد يكون بالغ في إرتكاب المعاصي والذنوب إلا من رحم الله، مع أن الإنسان مسئول عن هذا الوقت، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ؟) ([10])
ترك الصلاة: فكم من صلوات ضاعت أو تأخر المسلم عن آدائها وكان السبب هو قراءة الأخبار أو مشاهدة المباريات والمسلسلات، ولك أن تتخيل كيف يقل عدد المصلين في المساجد وخاصة عند وجود مباراة لكرم القدم وما شابه، مع أن الله تعالى أمر بآداء الصلوات في وقتها، فلا يشغلك عنها شيء، قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103) ) ، وقال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ) البقرة
ترك الوِرد اليومي من ذكر الله وكتاب الله : شغلت هذه الوسائل الناس عن ذكر ربه وقراءة القراءن حتى اصبحوا لا يمر يوم تقريبا إلا واستخدموها ، ولكنه قد تمر أيام دون ذكر الله ، وشهور بدون قراءة القرءان حتى شملهم قو الله تعالى : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) ) الفرقان، وقال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)) سورة طه، وقال تعالى: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) ) المجادلة
وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) ) الحشر
الخلوة المحرمة: فتجد الشاب يحدث الفتاة مثلا سواء كانت المحادثة كتابية أو صوتية أو مرئية، ويظن أن هذا أمر مباح لأنه لم يقف معها في طريق أو يجلس معها هنا أو هناك ، فيعتقد أنه في عالم المحادثة أمر مباح مع أن هذا حرام، بل قد تكون أسوأ فيستطيع أن يتكلم بكلام لا يمكنه قوله في غير هذه المحادثات، وكم من الشباب قد وقع في الحرام وترك طاعته لله وكان السبب في هذا هي غرف الشات والمحادثات التي جرته إلى الفتنة، والأسوأ من ذلك الوقوع في ما نهى الله تعالى عنه، وكم من جرائم زنا كانت بدايتها محادثات عبر الهاتف المحمول أو الأرضي أو الانترنت أو غيرها، كم من بيوت قد أفسدتها هذه الخلوة المحرمة ، ولا يظن أن من يخدع بنات المسلمين أن هذا الأمر سيمر عليه وعلى عائلته دون أن يعاقب بنفس فعله.
يــــــا هاتكــــــا حــــــرم الرجـــــال وتابعـــــا       طــــــرق الفســـــاد فـــــأنت غـــــير مكـــــرم
مـــــن يـــــزن فـــــي قــــوم بــــألفي درهــــم    فــــــي أهلــــــه يــــــزنى بــــــربع الـــــدرهم
إن الزنــــــــــا ديـــــــــن إذا اســـــــــتقرضته          كـــــان الوفـــــا مــــن أهــــل بيتــــك فــــاعلم
ولا تقل إن الكلام محترم ومباح فكم مما تراه مباح جرّه ذلك إلى وقوع في الحرام ومصائب كثيرة، وكم مكالمة ومحادثة تم تسجيلها لامرأة وأخرى وكانت النهاية وقوع الطلاق وفساد البيوت ودمارها، فعليك أخي الكريم وأختي الكريمة الابتعاد عن هذه الفتنة، فهي خطوة من خطوات الشيطان، وقد نهى الله تعالى عنها فقال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) النور.
والله تعالى قال {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، ولاحظ أن الله قال ولا تقربوا ولم يقل ولا تزنوا، أي نهى عن كل طريق يؤدي إلى الزنا، وهذا من الأمور التي تؤدي إليه.
وحينما تنصح أحدهم يقول لك إن الجميع يفعل ذلك، وكأن هذا تعليل وتبرير لمخالفة أمر الله تعالى مع أن الله تعالى قال (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) ) المائدة ، فأنت مسئول عن نفسك وليس عن غيرك.
فلا تجوز المحادثة بين رجل وامرأة كل منهما أجنبي عن الآخر إلا في حدود الضرورة، لما فيها من فتح أبواب العبث والشر ومدخل من مداخل الشيطان وذريعة للفتنة والفساد، ولقد امتدح الله المؤمنين بإعراضهم عن هذا فقال تعالي (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) المؤمنون
فإن أحببت فتاة فلماذا لا تدخل إليها من الطريق الصحيح وهو الذهاب لأهلها وخطبتها، فإن تم الأمر إذا فأنت تسير في الطريق المباح، وإلا فلا.
فعليك أن تغلق هذا الباب ولا تفتحه مرة أخري فلا يأمن أحد على نفسه الوقوع في الفتنة فما سٌمِّى القلب قلبا إلا من كثرة تقلبه و عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ» ([11])
نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ ** فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ
فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ ** أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ
فاتقوا الله عباد الله...............
دفن المواهب الحقيقيّة لدى الفرد والأنشطة والهوايات؛ فهو يقضي الساعات الطوال أمام الفيسبوك من غير ممارسة لأيّ نشاطٍ على أرض الواقع، فيقلّ إنتاجه، وتقل مرونته الجسدية، ويُصيبه الكسل والهُزال.
التأثير على المستوى العلمي: دراسة أرين كاربنسكي: هدفت هذه الدّراسة لبيان أثر استخدام موقع الفيسبوك على تحصيل الطلبة الدراسي، وقد أُجريت هذه الدراسة على 219 طالباً، وتوصّلت إلى أنّ الدرجات التي حصل عليها الطلاب المدمنون على تصفح الفيسبوك أدنى بكثير من الدرجات التي حصل عليها نظراؤهم ممّن لا يَستخدمون الموقع نفسه، وتوصّلت الدراسة إلى أنّه كلما زاد تصفّح الطالب للموقع تدنّت درجاته وتحصيله في الامتحانات، كما بيّنت الدراسة أيضاً أنّ الأشخاص الذين يَقضون على الموقع وقتاً أطول يُخصّصون وقتاً أقل للدراسة.
نقل الكثير من المخالفات الشرعية دون معرفة هل هي حلال أم حرام، فاصبح يتتبعون الغرب في كل مستحدث وكيفية تطبيقه على أرض الواقع بأي وسيلة ولبث عليهم الأمر أن هده موضة ولابد من اتباعها، وتناسوا أنهم قد يحملوا أوزار كل من يتبعهم على هذا الأمر ، وليس بخفي علينا الملابس الملابس الضيقة والمقطوعة وغيرها ، فخمل من ابتدعها ومن نقلها عن الغرب أوزارا مثل كل من تبعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (...... وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» ([12])
الاستهزاء بالآخرين: كم تم الاستهزاء بالعلماء وغيرهم من المسلمين، وكم من استهزاء بكثير من الرموز من الناس بل وبالأشخاص الآخرين، فيكتب أحدهم الكلمة استهزاءا بأي شخص من الناس ثم يتبعه غيره وغيره، وهذا كله مسجل ومدون عند الله كما قال تعالى (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) ) الحشر
وكم من الفتيات وضعن صور لأنفسهن على صفحاتهن الشخصية فأخذها بعض الشباب وأضاف وعدّل عليها مما جعلها صور أو فيديوهات تشيع الفاحشة وأساء إلى كثير من المسلمين والمسلمات وهذا أمر واقعي معروف وواضح لا يخفى على أحد.
إثارة الشبهات عن الإسلام: لقد أُثيرت الكثير من الشبهات حول الإسلام، والإسلام منها براء، وقد يدخل أحد المسلمين فيرى شبهة قد تفتنه عن دينه وتخرجه عن الإسلام، وهذا لأنه لم يدخل إلى هذه المواقع متسلحا بالعلم الذي يبعد به عن نفسه هذه الشبهات، فما هذه الشبهات إلا محض افتراء، وقد فنّد العلماء هذه الشبهات حتى لم يصبح لها قيمة. 
ضياع الحسنات وزيادة السيئات: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ» ([13])
وقال تعالى: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) ) الإسراء
التأثير السلبي على قدرة الإنسان على إنشاء علاقات إنسانية سوية خاصة إذا كان في مقتبل العمر فنجده يستعيض عن إنشاء تلك العلاقات الطبيعية بإنشاء علاقات متشابكة مع أشخاص افتراضيين في عالم الفيس بوك الافتراضي وبلا شك إن دقة معلومات الشخص المستخدم للفيس بوك عن شبكة علاقاته داخل الفيس بوك محل شك فكثيرا ما ينتحل الأشخاص شخصيات لا تعبر عنهم داخل الفيس بوك شكلا وموضوعا مما قد يصيب الإنسان فيما بعد بصدمة نفسية تفقده الثقة في الآخرين حتى في عالمه الواقعي.
عدم قدرته على متابعة أسرته مما يسبب بشكل كبير انتشار وتفشى ظاهرة التفكك الأسرى. فضلا على أن الشخص إن لم يكن متزوجا فالفيس بوك يدمر قدرته على التواصل مع أهله وأصدقائه فدائما يفضل الجلوس داخل فضاء الفيس بوك على الجلوس مع أهله أو أصدقائه المقربين.
يقلل إلى حد كبير قدرة الفرد على الإنتاج أو التحصيل الدراسي إن كان في مرحلة الدراسة مما يحدث تأثير بالغ في معدلات النمو الاقتصادية داخل المجتمع ويضرب جهود التنمية البشرية في خلق إنسان ناجح في مقتل.
يؤثر على قدرة الإنسان ونشاطه الجسماني بسبب ما يوفره من وسائل جذب على تركيز الإنسان العقلي حيث ينصب كل تفكيره في الفيس بوك حتى ولو كان بعيدا عنه فغالبا تجد مدمن الفيس بوك يسهر عليه لساعات متأخرة ليلا مما يقلل عدد ساعات النوم بالإضافة أن الدراسات أثبتت أن مده طويلة أمام الحاسوب تعنى سمنة مفرطة وهذا المرض انتشر كثيراً وعززه ادمان الفيس بوك حسب ما ذكرته مراكز بحثية أمريكية متخصصة في مواجهة تفشى مرض السمنة في الولايات المتحدة.
ثالثا: كيفية الاستفادة منها
إن الداعية مطالَب بتطوير وسائله الدعوية حسب العصر بما يتناسب مع الشريعة الغراء، كما أنه من الضروري أن نوضح أنَّ الإسلام لم يحدد لنا خريطة طريق دعوية محددة نسير عليها لا يمكن أن نتجاوزها وأن نبتكر فيها أو نجدد في رحابها، بل ترك لنا مساحة كبيرة للابتكار ووضع لنا قاعدة ثابتة في السير على منهج الدين، بدون إفراط ولا تفريط. قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} [النحل من الآية:125]، والحكمة: هي وضع الشيء المناسب في المكان والزمان والشخص المناسب. ومن هنا فقد لزم لكل داعية أن يخرج من صومعته ومن تقوقعه حول الوسائل القديمة ذاتها، والناس ينتظرون الجديد الجذاب.
ولقد تعددت الوسائل الدعوية، في العصر الحالي، فلم يعد المسجد فقط أو الشريط الإسلامي أو الكتاب والكتيبات هي الوسيلة الدعوية للدعاة إلى الله -مع عدم التقليل من شأن هذه الوسائل وأهميتها الدعوية، بل تطورت الوسائل وتعددت في زمن العالم المفتوح، والقرية الصغيرة. والهدف هنا ليس حصرًا لعدد من الوسائل الجديدة بقدر ما هو تنبيه إليها وإلى طريقة استخدامها دعويًا ليكون الداعية متواصلًا مع المجتمع الذي يعيش فيه.
 الفيس بوك والتويتر وما شابه: وهو موقع اجتماعي شهير يدخل عليه أكثر من مليار إنسان على مستوى العالم، وهو ما يؤكد أهميته ورواجه الواقعي، ومن خلاله يمكن التواصل مع أي إنسان في أي مكان وزمان، ومن هنا فقد انتبه إليه دعاة كُثُر في زماننا، وتم عمل صفحات شخصية لهم عليه لمخاطبة جماهيرهم ونشر الدين والدعوة داخل العالم العربي وخارجه، وبالنسبة لتطويعه دعويًا فإنه يمكن القيام بعمل مجموعات تدعو إلى الحث على الفضيلة ونشرها بين الناس، والتواصل مع غير المسلمين لدعوتهم إلى الدين الإسلامي العظيم؛ وذلك بإتقان لغة المخاطب، وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة التي شوهها الغرب عبر إعلامهم
فعليك أيها الأخ المسلم مشاركة المنشورات الإسلامية، ونشر القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والمساعدة في نشر الإسلام، فأنت مطالب بتبليغ دين الله إلى سائر الخلق.
اليوتيوب: وهو موقع يختص بنشر الفيديوهات ، فيمكن نشر الخطب والمقاطع الدعوية حتي يتم تبليغ الدعوة للمسلمين وغيرهم .
الإيميلات: وهى البريد الإلكتروني التي يمكن من خلالها: نشر فكرة إسلامية معينة، أو إرسال رسالة مؤثرة تصحح مفهومًا أو تدعو إلى خُلُقٍ فاضلٍ، والتذكرة بفضل المناسبات الإسلامية في وقتها والدعوة إلى العمل الصالح فيها: ومثال ذلك: دعوة من لديك على بريدك الخاص إلى صيام الإثنين والخميس، أو إلى صدقة جارية أو قراءة القرآن.
والمشاركة في أعمال خير، أو أعمال اجتماعية تخدم المجتمعات الإسلامية: من خلال التعاون الإيجابي على القيام بها ودعوة رجال الأعمال للمشاركة فيها.
المواقع: قد رأيت عددًا من مواقع المشايخ المعاصرين، وقد ازداد عدد الزائرين والمتابعين والمتصفحين لديهم، وهو ما يُظهِر لنا جليًا الأثر الفعال لوسيلة الإنترنت ومواقع الدعوة الجذابة على شبكة الإنترنت.
المدونات: التي يمكن من خلالها توصيل رسالة المدون إلى متصفحي مدونته وتوجيه أفكارهم نحو الصالح، ونشر مواعظ ومقالات وأخبار وتحليلات ومواكبة الأحداث الجارية ونشر فكرته وتعليقاته على الأحداث؛ وهو ما يجعلها أكثر فعالية وواقعية.
تطبيقات وبرامج الحاسب والهاتف (المؤذن، وتحديد القبلة، والإمساكية، والأذكار، كتب دينية): التي يمكن من خلالها الدعوة إلى الحفاظ على الصلاة في وقتها، والتذكير بمواقيتها لصاحب الكمبيوتر، وهو ما يجعله يقطع عمله لأداء الصلاة، وترطيب اللسان بذكر الله بين الحين والآخر. ويكفي أنه قد يصرف الإنسان عن الدخول على مواقع غير محترمة بسبب ما يظهر أمامه من أذكار وأدعية كوسيلة ردع له.
مشاركة المقاطع الصوتية والمرئية من حاسب وهاتف لآخر، فإن هناك تقنية البلوتوث والوايرلس، اللتين يمكن استخدامهما في نقل المقاطع الصوتية والمرئية والرسائل الدعوية للآخرين،
قناة فضائية إسلامية: هل تتخيل كم ستدر من فوائد دعوية على الإسلام والمسلمين.
حملات الدعوة والتغيير ومنها: حملة كلمني فجرًا وهي حملة كبيرة لإيقاظ أكبر عدد من المسلمين لصلاة الفجر في جماعة، وحملة لا للتحرش وهي حملة أخلاقية متميزة، وحملة هقدر تغمض عنيك :وهي دعوة لغض البصر عن الحرام. وحملة نصرة غزة وفلسطين، وحملات نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي زادت من حب الرسول صلى الله عليه وسلم في القلوب، وحملات الحجاب، وحملة ضد البنطلون الساقط (فعل الشواذ في أوروبا)، وحملات المقاومة الإلكترونية، ضد الأخلاق الفاسدة للإعلام، وحملات ضد التزوير والتعذيب.
الإذاعة: ما يزال الراديو إلى الأن منتشر بقوة بين مستمعيه فينبغي نشر الدين وتبيلغ الرسالة من خلاله.
وغيرها الكثير والكثير من الوسائل التي يمكن الاستفادة منها في تبليغ الرسالة والدعوة إلى الله وكسب الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.
فلا تبخل على نفسك بتبليغ دين الله ونشر العلم فالدال على الخير كفاعله، ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة فعن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ......... فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» ([14])

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد: الشيخ احمد أبو عيد
01098095854








[1])) صحيح مسلم
[2])) صحيح سنن الترمذي
[3])) صحيح مسلم
([4]) صحيح مسلم  
[5])) صحيح مسلم
[6])) متفق عليه
[7])) صحيح مسلم
[8])) صحيح سنن ابن ماجة
[9])) صحيح البخاري
[10])) السلسلة الصحيحة
[11])) صحيح مسلم
[12])) صحيح مسلم
[13])) متفق عليه
[14])) صحيح مسلم 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات