إياك والرشوة للشيخ احمد أبو عيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا
إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله
وبعد
العناصر
أولا : تعريف الرشوة وأركانها
ثانيًا:وجوب طلب الرزق بالحلال
ثالثًا:الأسباب التي تساعد على انتشار الرشوة
رابعًا: حرمة التعامل بالرشوة
خامسًا : كيفية مكافحة جرائم الرشوة
الموضوع
أولا : تعريف
الرشوة وأركانها
في اللّغة: قال ابن الأثير: الرّشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة، وأصله من
الرّشاء الذي يتوصل به إلى الماء
وفي الاصطلاح: قال الجرجاني: " ما يُعْطَى لإِبْطَالِ حَقٍّ أو لإِحْقَاقِ
بَاطِلٍ".
وفي الشّق القانوني – تعرف الرشوة على أنها استيلاء موظف عام على مبالغ من أجل
القيام بمهام وظيفته
أركان الرشوة
1- الرّاشي: هو الذي يبذل المال أو
المنفعة لمن يحقق له مصلحة، أو يعينه على باطل.
2- والمرتشي: هو الشخص المستفيد من غيره
مالا أو منفعة لإيصال حقّ يجب عليه أداؤه إلى الراشي ، أو أن يقوم له بمصلحة غير مشروعة.
3- والرّائش (أو الواسطة): الذي يسعى بينهما
ليحقق مصلحة الطرفين.
4- الرشوة: وهي المال أو المنفعة التي
تبذل بقصد حمل المرتشي على قضاء المصلحة المذكورة
أنواع الرشوة
الرشوة ثلاثة أنواع :
النوع الأول : ما يتوصل به إلى أخذ
شيء بغير حق كالتي يدفعها الجاهل الآثم ن لحاكم أو مسئول من أجل الحصول علي إعفاء من
شيء وجب عليه أداؤه ، أو للحصول علي شيء قبل أوانه ، أو من أجل ترويج سلعة فاسدة ،
أو من أجل أن يحظى بصيد ثمين في مزاد علني أو مناقصة عالمية ، وما أشبه ذلك من الأمور
التي يترتب عليها أكل أموال الناس بالباطل . وهذا النوع هو من أشد الأنواع جرما وأعظمها
إثما وأكبرها خطرا على المجتمع .. " .
النوع الثاني : ما يتوصل به إلى تفويت
حق على صاحبه انتقاما منه بدافع من الغيرة والحسد وما إلى ذلك . وهو قريب من النوع
الأول بل هو داخل فيه . وهل هناك شيء أكبر جرما من ظلم الأخ لأخيه بمثل هذه الوسيلة
المخزية المردية ؟! ليس في العالمين أخبث سريرة ، وأسوأ سيرة من ذلكم المحتال على الحاكم
، لحماهم على تضييع الأمانة ، وتفويت الحقوق على مستحقيها .
النوع الثالث : ما يتوصل به إلى منصب
أو عمل وهو حرام بإجماع الأمة ....وتشتد الحرمة إذا كان الراشي ليس جديرا بهذا المنصب
، ولا أهلا لذاك العمل "
ثانيًا:وجوب طلب الرزق بالحلال
1-أمر الله تعالى بطلب الرزق
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا
فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } [الملك آية15]
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ((أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها
وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات واعلموا أن سعيكم لا
يجدي عليكم شيئا إلا أن ييسره الله لكم))
2- من طلب الرزق الحلال فهو في سبيل الله
عن كَعْبِ بن عُجْرَةَ رضي الله عنه أنه قال: مَرَّ على النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم، رَجُلٌ فَرَأَى أَصْحَابُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه
وعلى آله وسلم من جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! لو كان
هذا في سَبِيلِ اللَّهِ؟! فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن كان
خَرَجَ يَسْعَى على وَلَدِهِ صِغَارًا، فَهُوَ في سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كان
خَرَجَ يَسْعَى على أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ، فَهُوَ في سَبِيلِ
اللَّهِ، وَإِنْ كان يَسْعَى على نَفْسِهِ يُعِفُّهَا، فَهُوَ في سَبِيلِ اللَّهِ،
وَإِنْ كان خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً، فَهُوَ في سَبِيلِ الشَّيْطَانِ([1])
3- أمر الله تعالى بالكسب الطيب الحلال
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله
صلى الله عليه وسلم:
«أيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّباً،
وَإِنَّ اللهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا
الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا
تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.
وَقَالَ:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
رَزَقْنَاكُمْ}.
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ
يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ،
وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ، فَأنَّى
يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟" ([2])
وقد سئل صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ ؟ قَالَ :
عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ "([3])
4- اتق الشبهات
عَنِ النُّعْمَانِ
بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ « إِنَّ الْحَلاَلَ
بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ
كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ
وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِى الْحَرَامِ كَالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ
الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ وَإِنَّ
حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ
الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ
»([4]) .
5- لا يستوي الخبيث والطيب
قال تعالى :
" قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب
"
6- لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح
عن جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق
خطبة الوداع فقال يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد
ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا
لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم ألا هل بلغت قالوا بلى يا رسول الله قال فليبلغ الشاهد الغائب ثم ذكر الحديث في تحريم
الدماء والأموال والأعراض "([5])
7- وجوب الاستجابة لله والرسول
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ
لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا
فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ)الأنفال
8- أمر النبي بالشفاعة في الحق
عَنْ أَبِى مُوسَى
قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ
عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ « اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ
نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ »([6]) .
9- كل إنسان مسئول عن ماله
عن أبي برزة الأسلمي
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا
تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم
أفناه وعن علمه فيم فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه"([7])
9- حال الأنبياء والسلف مع الرشوة
أ- سيدنا سليمان
علية السلام
يرفض الرشوة في إباء واستعلاء ، فعندما قالت
"ملكة سبأ ": "وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون
". ماذا فعل "سليمان علية السلام "؟. قال الله تعالى : "فلما جاء
سليمان قال آتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون
". صمود مبارك أمام الإغراء .
ب-عبد الله بن رواحة
بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى اليهود ليقدر ما يجب عليهم في نخيلهم من خراج
فعرضوا عليه شئءا من المال يبذلونه له فقال لهم : فأما ما عرضتم من الرشوة فإنها سحت
وإنا لا نأكلها أخرجه مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يبعث عبد الله بن رواحة إلى خيبر فيخرص بينه وبين يهود خيبر قال
: فجمعوا له حليا من حلي نسائهم فقالوا له : هذا لك وخفف عنا وتجاوز في القسم فقال
عبد الله بن رواحة : يا معشر اليهود والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي وما ذاك بحاملي
على أن أحيف عليكم فأما ما عرضتم ... . الخ وزاد فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض
وهذا إسناده مرسل صحيح وفي رواية أتم منه ولفظه أفاء الله عز وجل خيبر على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانوا وجعلها بينه وبينهم
فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم ثم قال لهم : يا معشر اليهود أنتم أبغض الخلق
إلي قتلتم أنبياء الله عز وجل وكذبتم على الله وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف
عليكم قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر فإن شئتم فلكم وإن أبيتم فلي فقالوا : بهذا قامت
السماوات والأرض قد أخذنا فاخرجوا عنا ([8])
ج- عمر بن
الخطاب
وقد ذكر ابن كثير
في تاريخه أن جيش المسلمين لما ظفروا بالنصر على إقليم (تركستان)، وغنموا شيئا عظيما
أرسلوا مع البشرى بالفتح هدايا لعمر رضي الله عنه، فأبى أن يقبلها وأمر ببيعها وجعلها
في بيت مال المسلمين.
د-عمر بن عبد العزيز
وروى عن عمر بن
عبد العزيز أنه اشتهى يوما التفاح فلم يجد ما يشتري به من ماله، وبينما هو سائر مع
بعض أصحابه أهديت إليه أطباق من التفاح؛ فتناول واحدة فشمها ثم رده إلى مهديه، فقيل
له في ذلك، قال: (لا حاجة لي فيه)، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل
الهدية، وأبو بكر وعمر! فقال: (إنها لأولئك هدية وهي للعمال رشوة).
ثالثًا:الأسباب التي
تساعد على انتشار الرشوة:
يبدو أنّ الرشوة تتمشّى مع العوامل غير العادية لأنها مرض غير عادي ولذلك فإنها
تفشو في المجتمعات الفاسدة:
وأهمّ تلك الأسباب:
1- ضعف الوازع الديني، ونقص الإيمان،
عند الرّاشي والمرتشي، والماشي بينهما، وهذا من أهمّ الدّوافع لأخذ الرشوة.
2- وقوع الظّلم والجور في المجتمعات؛ فيعمد العامّة لدفعها خوفا على أنفسهم، أو لكونها متفشية في أوساط المجتمع.
3- غلاء الأسعار في المجتمعات، وتدَنِّي الرَّواتب،
مما جعل الحاجيات عند شريحة من النّاس أمرا مهما بل ربما عدُّوها من الضّروريات، فركبوا
ظهر الحرام ليشبعوا رغباتهم ويُدركوا حاجياتهم، ولو كانوا مؤمنين حقا ما فعلوا ذلك.
4- عدم مراقبة العمّال وأصحاب الولايات
على الرّعية من قِبَلِ المسؤولين؛ فيتجرَّأُون في أخذ الرّشوة على أعمالهم.
5- وجود خلل في نظام السلطة؛ فلا يصل صاحب
الحقّ إلى حقّه إلاّ بها.
6- انعدام الشّفافية والمساءلة في الدّول التي
يفشو فيها الفساد المالي والاجتماعي.
7- الجشع والاستغلال والأنانية وعدم
وجود الشّعور الاجتماعي للفرد.
8- الشّعور بعدم قيام الدولة بإنفاق الأموال بعدالة ورشد.
9- عدم الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر
قال تعالى {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا
كَانُوا يَفْعَلُونَ}.
رابعًا: حرمة التعامل بالرشوة وأضرارها
1- حرمة أكل أموال الناس بالباطل
قال تعالى: ﴿ وَلا
تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ
لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
﴾[12] فجاءت الآية الكريمة بعد انتهاء آيات الصيام، وكأنّ الحقّ جلّ في علاه يقول يا
معشر الصّائمين عن الحلال في شهر رمضان، صوموا عن الحرام طيلة الأيام، وإيّاكم وأكلَ
مال الغير بالباطل سواء كان بالقمار أو الميسر أو الرّبا أو دفع الرّشوة للحكام،
"اعتماداً على المغالطة في القرائن والأسانيد، واللّحن بالقول والحجّة، حيث يقضي
الحاكم بما يظهر له، وتكون الحقيقة غير ما بدا
وقال تعالى: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ
إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾(النساء 29)
قال ابن كثير: نهى
الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضا بالباطل، أي: بأنواع
المكاسب التي هي غير شرعية، كأنواع الربا والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل...
ولا تتعاطوا الأسباب المحرّمة في اكتساب الأموال، لكن المتاجر المشروعة التي تكون عن
تراض من البائع والمشتري فافعلوها وتسببوا بها في تحصيل الأموال"([10])
2- عقاب الله له بالنار
وعن خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ
ـ يتصرفون ـ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
"([11])
3- لعنة الله على الراشي والمرتشي
4-
من صفات اليهود
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ
أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ
وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ
بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)المائدة
5- زمان لا يبالي المرء ما أخد
من الحلال أم الحرام
عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ليأتين على الناس زمان لا
يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام )([14])
5- تحريم الطيبات
قال تعالى "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ
أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ
الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161)"النساء
6- ضياع الخير والبركة
قال تعالى"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ
بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)الأعراف
7-
ضياع الأمانة
عن أبي هريرة قال
: بينما النبي صلى الله عليه و سلم في جلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال متى الساعة
؟ . فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال
. وقال بعضهم بل لم يسمع . حتى إذ قضى حديثه قال ( أين - أراه - السائل عن الساعة
) . قال ها أنا يا رسول الله قال ( فإذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة ) . قال كيف إضاعتها
؟ قال ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )([15])
وقد قال أحد الشعراء: إذا أتتِ الهَدِيّةُ
دارَ قَوْمٍ ** تطايرتِ الأمانةُ مِنْ كُوَاهَا
8- الرائش يعين المرتشي على الظلم
قال تعالى:
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم
لا تنصرون ".
وقال مكحول الدمشقي
ـ رحمه الله تعالى ـ: "ينادى مناد يوم القيامة : أين الظلمة وأعوانهم ؟ فما يبقى
أحد مد لهم حبرا أو حبر لهم دواة أو برى لهم قلما فما فوق ذلك إلا حضر معهم فيجمعون
في تابوت من نار فيلقون في جهنم " .
9-
الرشوة تؤدى إلى اختلال ميزان العدالة في المجتمع
وإحداث خلل فيه
، قد يؤدى إلى ضياعه وانهياره . قال الشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:"
إن الله تعالى ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت
مسلمة!".
10- مسميات مختلفة للرّشوة والمقصد
واحد
جاءت ألفاظ مرادفة
للرشوة سواء في القرءان أو السنة أو كلام الناس: منها السّحت، والبرطيل، وَفِي الْمَثَل:
الْبَرَاطِيل تَنْصُرُ الأَبَاطِيل. وفي بعض الأوساط الشعبية يقولون: الإكرامية، والحلاوة،
والهدية، والقهوة، وحقّ القات، والْمُصَانَعَةُ: وقد قيل: مَنْ صَانَعَ بِالْمَال لَمْ
يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَبِ الْحَاجَةِ.
11- حرمة أخذ هدية من خلال
الوظيفة
فالهدايا التي يأخذها
الحكّام والولاَة، والقضاة، ورؤساء البلديات، والموظّفون في الإدارات، والجمارك، والمطارات
وكلّ مسؤول في كلّ مكان ينتفع به النّاس إنما هي جمر من نار جهنّم فليُقِلَّ أو لِيَسْتَكْثِر
من جمر النار
فقد جاء في حديث
عبد الله ابن اللُّتبيّة وحديثه معروف عند المحدثين بهذا الوصف، وابن اللتبية هو أحد
الموظفين في جمع الزكاة وكان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يبعثهم في تلك المهمّات
الرّسمية، فانظر أخي المسلم ماذا قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أهدي له وهو
موظف يتقاضى راتبا من الدولة
فعَنْ أَبِى حُمَيْدٍ
السَّاعِدِىِّ قَالَ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً مِنَ
الأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الأُتْبِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ
حَاسَبَهُ قَالَ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « فَهَلاَّ جَلَسْتَ فِى بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ
هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا ». ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ
ثُمَّ قَالَ « أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ
مِمَّا وَلاَّنِى اللَّهُ فَيَأْتِى فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ
لِى. أَفَلاَ جَلَسَ فِى بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ
كَانَ صَادِقًا وَاللَّهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ
إِلاَّ لَقِىَ اللَّهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلأَعْرِفَنَّ أَحَدًا
مِنْكُمْ لَقِىَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ
أَوْ شَاةً تَيْعِرُ ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِىَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ثُمَّ
قَالَ « اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ». بَصُرَ عَيْنِى وَسَمِعَ أُذُنِى."([16])
ومعنى[( استعمل
) وظف . ( الصدقة ) الزكاة . ( هذا لكم ) ما جمعته زكاة تأخذونه لتعطوه الفقراء المستحقين
. ( منه ) من المال الذي يهدى له بسبب عمله ووظيفته . ( جاء به ) حشر مصاحبا له .
( رغاء ) صوت ذوات الخف . ( خوار ) صوت البقر . ( تيعر ) من اليعار وهو صوت الشاة
. ( عفرة إبطيه ) بياض ما تحت الإبط وسمي عفرة لأنه بياض غير ناصع كأنه معفر بالتراب
. ( ثلاثا ) أي كررها ثلاث مرات ]
وعَنْ عَدِىِّ بْنِ
عَمِيرَةَ الْكِنْدِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ
« مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ
كَانَ غُلُولاً يَأْتِى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ
أَسْوَدُ مِنَ الأَنْصَارِ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
اقْبَلْ عَنِّى عَمَلَكَ قَالَ « وَمَا لَكَ ». قَالَ سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ « وَأَنَا أَقُولُهُ الآنَ مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَجِئْ
بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ فَمَا أُوتِىَ مِنْهُ أَخَذَ وَمَا نُهِىَ عَنْهُ انْتَهَى
12- القضاة ثلاثة
عن بريدة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار فأما
الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ورجل
قضى للناس على جهل فهو في النار"([18])
وقال آخر وقد شاع الرّشا في القضاة :
قضاء امرئ لا يرتشي
حكومة ** إذا مال بالقاضي الرِّشا والمطامع
ولله دَرُّ القائل:
تَزَوَّدْ حِكْمَةً
مِنِّي ** وخَلِّ القِيلَ والقَالاَ
فسادُ الدّين والدّنيا
** قَبُولُ الحاكِمِ المَالاَ
13- حرمة أخذ الحرام حتى لو
حكم القاضي له به
عن أمّ سلمة رضي
الله عنها أنّ رسول الله – -صلى الله عليه وسلم- - قال: « إنّما أنا بشر، وإنّما يأتيني
الخصم فلعلّ بعضَكم أن يكون ألحنَ بحجّته من بعض فأقضيَ له، فمن قضيتُ له بحقّ مسلم
فإنّما هي قطعة من نار فليحملها أو ليذرها »([19]) .
14-
متى تجوز الرشوة:
أجاز بعض العلماء
دفع الرشوة من أجل رفع ظلم أو رد حق ، شريطة أن يتيقن من أنه لا يستطيع التوصل إلى
دف هذا الظلم أو ر هذا الحق إلا إذا دفع رشوة لمن بيده القدرة علي ذلك . والإثم هنا
يقع على الآخذ دون المعطي . وذلك لأن المشقة تجلب التيسير .. والله تعالى يقول :
" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ". ورفع الحرج
له أصل في أصل في الشريعة ، شريطة أن تقدر الضرورة بقدرها . وقال تعالى : " فمن
اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم " . فهذه الآية عامة تشمل
بعمومها كل مضطر معرض للخطر المحقق ،والضرر المحدق . ولا يجوز أن تتسع دائرة الإباحة
في هذا الأمر لتشمل كل اضطرار فهناك ضر خفيف لا يقاوم إثم الرشوة وما يترتب عليها من
غضب وعقاب ! وبالجملة : فالإنسان أبصر بنفسه ، وهو المسئول وحده عن تصرفه بين يدي الله
يوم القيامة ، هل كان معذورا أم لا ؟ والسعيد من أعد للسؤال جوابا . فإذا تعرض لدفع
رشوة وهو كاره ، ومضطر فلا جناح عليه عند جمهور العلماء ، ولكن عليه أن يتبع السيئة
بالحسنة . أما المرتشي فإن عليه من الوزر ما تقشعر منه القلوب والأبدان . إن ذنب الرشوة
لا يقل عن الربا لما فيها من استغلال القوى للضعيف ، والحاكم للمحكوم ، ولما يترتب
عليها من ضياع للحقوق وإفساد للذمم وإغطاط الأخلاق .
وقال الحافظ الذهبي
: ـرحمه الله تعالى ـ: "قال العلماء .... وإنما تلحق اللعنة الراشي إذا قصد بها
أذية مسلم ، أو ينال بها ما لا يستحق . أما إذا أعطى ليتوصل إلى حق له ويدفع عن نفسه
ظلما فإنه غير داخل في اللعنة . وأما الحاكم فالرشوة عليه حرام أبطل بها حقا أو دفع
بها ظلما . وقد روى من حديث آخر : " إن اللعنة على الرائش " أيضا وهو الساعي
بينهما ، وهما تابع للراشي في قصده ، إن كان خيرا لم تلحقه اللعنة وإلا لحقته
" وبالجملة : فالرشوة من أجل دفع الضرر ورد الحق الضائع جائزة شرعا وعرفا بشرطين
.
الأول : تيقنه من
استحالة نيل حقوقه إلا بها (وتكون بقدر الضرورة فقط ) .
والثاني : ألا يستحل
ذلك ، بل يستنكره في نفسه على الأقل ، ويستغفر الله تعالى .
خامسًا : كيفية مكافحة جرائم الرشوة
يمكن أن تتحقّق
بعدّة وسائل من بينها:
1- تعظيم حرمات الله
تعالى في نفوس النّاس أن تنتهك.
2- ترسيخ عقيدة التوحيد
وأن الله وحده هو الرزاق في قلوب الناس
قال تعالى"
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين
"
وقال سبحانه: وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو
الرزاق ذو القوة المتين، وقال سبحانه: وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض
إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون {الذاريات: 56- 23}.
وعن عمر بن الخطاب
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم
كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا"([20]) .
وعن حذيفة رضي الله
عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا
فقال هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل
رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه
بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته "([21]) .
2- تمسّك المواطنين
بحقوقهم المشروعة، وعزوفهم عن تقديم الرّشاوى للموظفين.
3-
رفع المستوى المادّي
للموظفين للحيلولة بينهم وبين العوز والاحتياج وبالأخصّ الموظفين ذوي الدَّخل المحدود.
4- تشجيع الموظفين
على الاستقامة والنزاهة بتقرير مكافآت مالية لهم على النّحو المتبع في المؤسسات الحرّة.
5- إنشاء إدارة خاصّة
تسمى" إدارة مكافحة الرّشوة" على غرار إدارة مكافحة المخدّرات وغيرها، وأن
يختار لها أناس ذوو أمانة وكفاءة أقوياء.
6- العمل الجادّ على
رفع المستوى الأخلاقي للشعوب لأنّ القوانين التي لا تساندها أخلاق الشعوب المستقيمة
مآلها الفشل والاندحار.
7- إيمان المشرّع
بأن القوانين التي يصدرها يجب أن تستمد قوتها من الشّرع الحكيم.
8- أن يكون لوسائل
الإعلام المختلفة دور فعال في تشجيع الهيئات المكافحة للفساد، وأن تتابع قضايا الرشوة
في المحاكم وتشهر بها ترهيبا للناس من هذه الظاهرة، وأن تكشف للرأي العام عن الإدارات
والأماكن التي توجد فيها هذا المرض لتتحرك
الجهات المسؤولة
ولإحراج المتكاسلين عن أداء واجبهم أو الخائفين المتخاذلين.
9- على ولاة الأمور
أن يسلّطوا العقوبات القاسية؛ ضدّ كلّ من يثبت عنه بالدّلائل القاطعة استغلال منصبه
في المؤسسات الرّسمية وأجهزة الدّولة لحسابه الخاصّ، وأوّل هذه العقوبات الفصل النّهائي
من عمله، ومصادرة الأموال التي اكتسبها من الرّشوة والنّماء النّاتج عنها ليكون عبرة
لغيره لاسيما وأننا إذا نظرنا للناحية القانونية، فإن قانون العقوبات يجرّم كل ما يسمي
هدايا، فهو يعاقب الموظف العمومي الذي يقبل، بل حتى الذي يطلب وعدًا أو عطية لأداء
عمل من أعمال وظيفته، حتى ولو كان العمل داخلاً في اختصاصه، وسوف يمارسه بطريقة مشروعة،
فمجرد الحصول على مقابل أو عطيّة - كما يقول القانون - يعتبر رشوة.
10- يتعين على الأئمة
والوعاظ أن يكثروا من تذكير الناس بفناء الدنيا وما فيها من أموال وبيوم الحساب، وسرد
الوعيد الوارد في أكل المال الحرام والظلم عموما، والوارد في الرشوة خصوصا من فوق المنابر
وعلى صفحات الجرائد والمواقع الإليكترونية وكلّ ما هو متاح لهم من وسائل الإعلام.
11- أن تجعل في البرامج
التعليمية في مختلف المستويات دروسا تشرح فيها مفاسد الرّشوة على الفرد والمجتمع وعاقبة
أهلها في الدنيا والآخرة، وأخرى لبيان خطر أكل المال الحرام، ودروسا في العقيدة يعرف
فيها النّشء بأنّ رزقه مقدر له قبل أن يولد وأنّ السرقة والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل
لن يزيد في ماله ورزقه شيئا.
وصلي اللهم وسلم وبارك
علي سيدنا محمد
إعداد الشيخ :احمد
أبو عيد
لتحميل الخطبة pdf# برجاء
الدخول إلى الرابط التالي
ولتحميل الخطبة word# برجاء الدخول
إلى الرابط التالي
ولتحميل الخطبة وخطب أخرى متنوعة
برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولقراءة الخطبة مرتبة ومنسقة برجاء الدخول إلى
الرابط التالي
ولمشاهدة الخطبة وخطب أخرى على
اليوتيوب برجاء الدخول إلى الرابط التالي