المدمن كعابد صنم للشيخ أبو سيف الأزهري
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي شرع لحفظ العقول ما لم تشرعه ملة سابقة،
ولا نظم لاحقة،
فحرم الخمور والمخدرات والمسكرات،
وحصن العقول من الانسياق وراء الأوهام والخرافات،
وزكَّاها بالآيات والبينات، والحجج الباهرات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له،حرم علينا الخبائث، وأحل لنا الطيبات، ومنعنا من الرذائل، والمضار والقاذورات.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،سيد الناس على الإطلاق، والهادي إلى سبيل الجنات، والمحذر من طرق الغي، والبغي والعدوان، وجميع الضلالات،
صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، أولي الفضل والكرامات، صلاة وسلاماً دائمين متعاقبين على مر الأوقات.
وبعد:............
يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
#عبادالله:
اعلموا جيدا انَّ الأمم جميعها،
مسلمها وكافرها،
وصالحها وفاسدها،
قد اتفقت كلمتهم، وتوحدت تشريعاتهم على تحريم المخدرات والمسكرات،
وتجريم المروجين لها، والمتاجرين بها،
وشن الحرب على مصادرها، والسعي لعلاج آثارها المدمِّرة،
هذا مع ما لدَى كثيرٍ مِن تلك الأمم مِن الفواحش والفجور، وأنواع الخمور، والملاهي المحرمة، وغيرها؛ وما ذاك إلا لاتفاق جميع العقلاء والعلماء والخبراء، واتفاق الشرع والعقل والمنطق على قبحها، وسوء آثارها، وعموم مخاطرها.
فكيف بنا -نحن المسلمين-؟
#نـــعـــم
المخدرات والمسكرات نار تأكل الأخضر واليابس،
تنشر العهر والفساد،
وتفتح أبواب الشر،
وتغلق أبواب الخير والصلاح.
والادمان نوعان
ادمان مادى
وادمان سلوكى
أما الادمان السلوكى : وهو المتمثل فى ادمان الشخص لعادة ما او سلوك معين كإدمان الانترنت والعادة السرية والمعاصى ونحو ذلك
والادمان المادى : هو إقدام الشخص على تعاطى إحدى المواد التى تذهب العقل وتسكره ومن اشهرها الكحول والمخدرات ..وكذا السجائر والشيشة ونحوها
لذا يكون هذا اللقاء مع المخدرات وهمومها ومخاطرها حيث نناقش فيها ضرر المخدرات وأسباب السقوط في حمأتها، وكيفية علاج ذلك.
🔴 ◀ فأما عن أضرارها
فقد قسمها الباحثون إلى أضرار:
دينية و خلقية و صحية و اجتماعية و واقتصادية.
🔴 فأما الدينية
فالمسكرات بأنواعها معصية منصوص عليها،
تورث سخط الله وعقابه الدنيوي والأخروي،
وهي تُبعد عن الله وعن الصالحين من عباده،
وتقرب من شياطين الإنس والجن،
وحسبك أنها تُبعِد عن ذكر الله وعن الصلاة .
وتسلط الشياطين على متعاطيها،
وتبُعْد ملائكة الرحمة عنه حتى تورده جهنم..
قال الله -تعالى-: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)
◀ومنها حلولُ اللعنة لمتعاطيها إلا أن يتوب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله الخمرَ وشاربها وساقيها، وعاصرها ومعتصرها، وحاملها والمحمولة إليه، وبائعها ومبتاعها".. وفي الحديث: "من شرب حسوة من خمر لم يقبل الله منه ثلاثة أيام صرفاً ولا عدلاً، ومن شرب كأساً لم يقبل الله صلاته أربعين صباحاً، والمدمن الخمر حقٌّ على الله أن يسقيه من نهر الخبال، قيل: يا رسول الله، وما نهر الخبال ؟ قال: صديدُ أهل النار" رواه الطبراني.
وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: مدمنُ الخمر، وعابد وثن، ومدمن الخمر والديوث".. والمخدرات أعظم من الخمر؛ فالنهي عن الخمر نهيٌ عن المخدرات والوعيد على الخمر وعيد على المخدرات..
🔴 أما الخُلقية
فإنها تعلم سوء الخلق، وتجعل المرء مزاجياً ضيق الصدر، شديد الانفعال، وتنزع عنه الحياء، وتعلمه أنواعاً من الأخلاق السيئة كالكذب، وإخلاف الوعود، ونقض العهود، وسقوط النفس بالسؤال والسرقة.
#نعم
عن مساوىء الاخلاق حدث ولا حرج، فبسببها تبدُّلت طبائع الإنسان ومسخُته إلى شيطان من الشياطين، سفيه فى التصرف
وما من حي إلا وفيه شللٌ من هؤلاء المدمنين في عمر الزهور،
كان يمكن أن يتجهوا إلى البناء والتنمية،
والعمل على إسعاد أسرهم،
ورفع رؤوس آبائهم وأقاربهم،
والعمل على رفعة ومجد ورضا مجتمعهم،
فإذا بهذه الآفة تحوِّلهم إلى مخلوقات ضارة؛ بل عدوانية شهوانية، تهدم ولا تبني، وتضر ولا تنفع، وتجلب الخزي والعار لكل من له بها قرابة أو صِلة بدل أن تكون مصدر اعتزازه وافتخاره .
🔴 أما الاجتماعية
فمنها تمزيق الأسر، فينفق كل ما في جيبه وينكفئ على نفسه، ويخسر وظيفته وتجارته ويمد يده إلى كل ما هو جميل في البيت، ويتعامل بكل عدوانية مع زوجته وأطفاله وأهله، وانتشار العديد من الأمراض المترتبة على ذلك، والبطالة والتسول، ثم الانجرار إلى السرقة وبيع الذمم؛ فلا يبالي بعد ذلك بلوم ولا عيب، فضلاً عن الدين، والبلاطجة والشبيحة خير مثال على ذلك...الخ.
#نعم
اسألوا الأسر المحطمة بسببهم،
اسألوا الآباء الحائرين العاجزين عن دفع الضرِّ واللوم عن أنفسهم وأسرهم بسبب أولئك الواقعين في جحيم المخدرات،
سلوا الأمهات المحطَّمات من الحزن والهمِّ بسببهم، واللائي قد وصل الحال ببعضهن إلى أن يضربها ابنها، ويعتدي على مالها وحُليِّها.
سلوا الزوجات البائسات، وربما الضائعات، بسبب ضياع أزواجهن وما جره عليهم وباء المخدرات،
سلوا الأولاد الذين يشتهون لقمة العيش الكريمة، والبدلة النظيفة من الملابس، بل يتلوون من الأوجاع دون أن توفر لهم حبة أو جرعة الدواء ولو في أبسط أشكاله؛ لأن المخدرات قد استهلكت كل ما يملك،
سلوا الحرائر العفيفات اللاتي يأتين في هَدَآتِ الظهيرة أو جنح الظلام إلى أبواب المحسنين أو الساعين في الخير، يسألنهم معونة لسدِّ الرمق، أو إنقاذ الطفل المريض، أو شراء علبة أو كيس اللبن، كل ذلك لأن أزواجهن ابتلوا بهذه الآفة الملعونة، فعَمَّ شؤمها الأسرة بكاملها
🔴 والصحية
أكثر من أن تحصر،فالمخدرات والمسكرات تدهورُ الصحة العامة، وتقود الى الوقوعُ في أمراض مستعصية تُسلِم صاحبها إلى الموت.
ومنها الايدزلمدمنى الزنا والفاحشة،
وبعض أنواع السرطان، كسرطان المرئ والرئه وغيره لمدمنى الحشيش والسجائر والدخان،
والتهابات المعدة والقرحة لمدمنى الخمور والكاس،
ولها علاقة بأمراض الكبد والقلب؛
وأهم شيء إفساد العقل، وما قيمة المرء إذا فسد عقله ومزاجه؟ يتعاطى المسكرات والمخدرات، فيرتكب من الآثام والخطايا، ما تضج منه الأرجاء، وما يندم عليه حين يصحو، ولات ساعة مندم،
◀ولقد روى القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره، أن أحد السكارى جعل يبول، ويأخذ بوله بيديه ليغسل به وجهه وهو يقول: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.
◀قال الضحاك بن مزاحم ـ رحمه الله ـ لرجل: ما تصنع بالخمر؟ قال: يهضم طعامي. قال: أما إنه يهضم من دينك وعقلك أكثر.
◀وقال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: لو كان العقل يشترى، لتغالى الناس في ثمنه، فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده
ومنها الهلوسة، واضطرابات التفكير، وفقدان الذاكرة.
🔴 أما الأضرار الاقتصادية
فإنَّ المتعاطي للمخدِّرات تُهدَم في نفسه كل القوى، فلا يصلح لوظيفة، ولا ينفع لعمل ولا تجارة، فيبقى هادماً للاقتصاد، مفسداً له
فضلا عن كونه عالةً على المجتمع؛ لا يقدم لمجتمعه خيراً، ولا يفلح فيما يُسْندُ إليه.منبوذا ومكروهاً حتى من أقرب الناس إليه.
🔴 ◀وأما عن اسباب السقوط فى حمأتها
فقد كان ولا يزال الهدف الأكبر الذي يتطلع إليه أعداؤنا، وتشرئب إليه أعناقهم، وترنو إليه أبصارهم، هو تغييب عقول الشباب، وانتزاع طاقاتهم وإمكاناتهم التي حباهم الله بها،
وإلقاؤها -بدم بارد- في بحر الإدمان الآسن؛
حيث لا إبداع،
ولا إعمال للعقول فيما ينفع الأمة، ويسمو بها؛
فليس أخطر ما في إدمان المخدرات الأثر الطبي الخطير المترتب عليها،
وإنما أخطر ما فيها تغييبها للعقل،
وتخميرها لإحدى فروض الكفايات الواجبة على الأمة؛
من النهوض العلمي، والتركيز على تنمية مقدراتها،
فضلاً عما ينتج عنها من انتشار الفواحش وفشو الأمراض بين أفراد المجتمع.
◀فالمخدرات
يزرعها
ويصنعها
ويصدرها
شياطين الإنس؛ ليحققوا مقصدين يسعون لهما:
المقصد الأول:
إفساد المجتمعات حتى لا يفكر متعاطي المخدرات إلا بما تهتم به البهائم، وإذا فشى في المجتمع المخدرات فلم تحارب فقد تُوُدِّع منها.
المقصد الثاني:
كسب المال الحرام -وبئس الكسب-؛ فالمال المكتسب من المخدرات والمسكرات لا خيرَ ولا بركةَ فيه، بل هو يفسد القلب ويدمر البيوت ويشتت الأسر ويدمرها ويورث الخزي والعار وانقطاع النسل.
#لذلك
إن النهضة بأمتنا المرتقبة،
تحتاج إلى شباب واعٍ، يسير في طريقها لا بنصف عقل ولا أدنى،
وإنما بعقلٍ كاملٍ يقظٍ منتبه، يستفيد من ماضي أمته المجيد،
ويبدع في واقعها المعاصر،
ويستشرف مستقبلها في صبح مشرق.
🔴 ◀وأما عن كيفية العلاج بالنظر الى المصير
نعم
المصير في النهاية وفي الخاتمة أيها المدمن للمسكرات أنك تتجرع من ماء صديد: وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ
نهاية المخدرات والإدمان، عذاب في الدنيا، ثم حسرة، ثم موت، ثم جهنم:
مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ
قيح وصديد.
تتشقق الجلود، فتخرج قيحاً يتسابق أهل النار إليه ليأكلوه وليشربوا منه:
يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ
بل جاء في الحديث الصحيح: أن شارب الخمر يسقى من ردغة الخبال، وهي عصارة أهل النار، وتخيل مم تخرج؟
تخرج بعضها من قيح الجلود، ويخرج بعضها الآخر من الفروج، ويخرج بعضها من الأفواه والفم.
عصارة أهل النار، يتسابق إليها شارب الخمر والمسكر والمخدر ليشربوها،
تذكر إن كنت من المتعاطين هذا المصير: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ
عندما يأكلون منه البطون تغلي، أرأيت القدر كيف يغلي بالماء؟
هكذا البطن يغلي ويفور من ذلك الطعام، وكما في الحديث:
(لو أن قطرة من الزقوم سقطت على الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم) فكيف بمن تكون طعامه؟!
تذكر وأنت تقدم على هذه المعصية وذلك الإثم، تذكر هذا المصير:
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ
الملائكة تدفعه دفعاً، لكن إلى أين؟
إلى قعر جهنم: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ
ثم ماذا يا رب؟
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ
فإذا صب على الرأس يدخل الحميم إلى المعدة والأمعاء، فيقطعها،
هل تعدل تلك الجلسات، وهذه الهلوسة، وتلك السهرات، وهذه الحبوب، ذلك العذاب؟
#أتسائل_قليلا....
ماذا لو لم يحرم الله المسكرات والخبائث..؟
ماذا لو كانت الأمة تشرب الخمورالى الان؟
ماذالو كانت الكئوس باقٍ حلالها فكيف يكون حال الأمة أم كيف مآلها؟!
لو تصورنا بقاء حل الخمور كيف يكون حال الناس في الفسق والفجور؟
إنها النعمة التي رحم الله بها هذه الأمة
فكشف بها سبباً من أعظم أسباب البلاء والغمة،
رحم الله هذه الأمة الطاهرة، هذه الأمة العابدة القانتة الصالحة،
فأنقذها يوم حرم الخمور فأريقت في سكك المدينة خوفاً من البعث والنشور،
إنها النجاة من ذلك البلاء العظيم والخطر العميم،
إنها النجاة من الجحيم وأي جحيم؛
جحيم المسكرات،
جحيم المخدارت الذي من أجله انتهكت الأعراض، وسفكت الدماء، وانتشرت الأسقام والأمراض، فيا لله كم من أم عذبت بهذا البلاء! ويا لله كم من آباء لقوا العناء! ويا لله كم فرق بين الأحبة والأصدقاء!
#لكن
يؤسفنى ان اعلم عن بلادنا انها تستهلك سنويا من المخدرات ما يعادل ثمانية مليارات من الجنيهات ......
فيا مَن سألتُم عن الإدمان قصَّتُه ** تُدمي القلوبَ وفيها الخوف والرَّهَبُ
لا تسألوني! فحَدُّ السيفِ منصلتٌ ** والخمر تُحدث ما لا يحدث العنب
فالمدمن ما عاد كالأمس إشراقاً ** وكيف يشرق مَن في قلبه لهب؟
قد باع نفسه لحبة وشربة مسكر ** فروحه مخنوقةٌ والعقلُ مضطرب
#ايهاالاخوة:
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم في حادث الإسراء، أنه قال:
إن أمة لا تحافظ على عقول بنيها لأمة ضائعة،
ماذا فعل السكر بأهل الجاهلية؟
هل أعاد لهم مجدا تليدا أو وطنا سليبا؟
هل أخرجوا الناس من ظلمات الجهل والتيه ؟
" وأتيت بإناءين، في أحدهما لبن، وفي الآخر خمر، فقيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن، فشربت، فقيل لي: هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر، غوت أمتك"
وفي بعض روايات ابن جرير ـ رحمه الله ـ أن جبريل قال:
" أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا القليل" ـ اى
إلى نور الهدى والاستقامة؟
أيفلح قوم استفحل السكر والخمر في ديارهم جهارا نهارا؟
لا، وكلا وألف لا.
◀إن قول جبريل ـ عليه السلام ـ
يؤكد أن الأمة المسلمة الحقة، لا يمكن أن تتبع شارب خمر، حتى ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشاه عن ذلك ـ بأبي هو وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه.
إذاً لا يجتمع في الأمة لبن وخمر،
بمعنى
أنه لا تجتمع فطرة وخمر، فإما فطرة صالحة بلا خمر، وإما خمر وتيه بلا فطرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" رواه البخاري ومسلم.
#ايهاالاخوة:
أضرار المخدرات ومفاسدها كثيرة؛ منها ما عرفه الناس، ومنها ما لم يُعرف بعد فشرب الخمور والمخدرات كبيرة من كبائر الذنوب..
فهي أم الخبائث..
ومفتاح كل شر..
تغتال العقل..
تستنزف المال..
تصدع الرأس..
كريهة المذاق..
رجس من عمل الشيطان؛
توقع العداوة والبغضاء بين الناس..
وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة،
تدعو إلى الزنا، وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم، تذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة..
وتلحق شاربها بالمجانين..
تهتك الأستار..
تظهر الأسرار..
تدل على العورات..
تهوِّن ارتكاب القبائح والمآثم..
تخرج من القلب تعظيم المحارم..
المخدرات:
كم هيجت من حرب؟..
وأفقرت من غني؟..
وذلت من عزيز؟..
ووضعت من شريف؟..
وسلبت من نعمة؟..
وجلبت من نقمة؟..
وكم فرقت الخمور والمخدرات بين رجل وزوجته؟.. فذهبت بقلبه وراحت بلبّه. وكم أورثت من حسرة أو جرّت من عبرة؟..
وكم أغلقت الخمور والمخدرات في وجه شاربها باباً من الخير، وفتحت له باباً من الشر؟
كم أوقعت في بلية وعجّلت من منية؟
كم جرّت على شاربها من محنة، وأدخلته في فتنة؟
فهي جماع الإثم
ومفتاح الشر،
وسلاّبة النعم،
وجلاَّبة النقم.
فما وقع أحد في شباكها إلا دمرته، ولا تعاطاها أحد إلا أفسدته بأنواع الفساد، ولا انتشرت في مجتمع إلا أحاط به الشر كله، ووقع في أنواع من البلاء، وحدثت فيه كبار الذنوب، ووقعت فيه مفاسد يعجِز عن علاجها العقلاء والمصلحون..
فاجتنبوها
لعلكم تفلحون
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لى ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له...........!
=======================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه
أن عثمان بن عفان خطب الناس فقال:
اجتنبوا الخمر، فإنها أم الخبائث،
إن رجلاً ممن كان قبلكم، كان يتعبد ويعتزل النساء، فعلقته امرأة غاوية،
فأرسلت إليه أني أريد أن أشهدك بشهادة،
فانطلق مع جاريتها، فجعل كلما دخل باباً أغلقته دونه،
حتى أفضى إلى امرأة وضيئة، وعندها باطية فيها خمر، فقالت:
إني والله ما دعوتك لشهادة، ولكن دعوتك
لتقع علي،
أو لتشرب من هذا الخمر كأساً،
أو لتقتل هذا الغلام،
وإلا صحت بك وفضحتك،
فلما أن رأى أن ليس بد من بعض ما قالت، قال:
اسقيني من هذا الخمر كأساً - ففي ظنه أن الخمر أهونها مصيبة، وأقلها ضرراً - فسقته، فقال: زيديني كأساً، فشرب فسكر، فقتل الغلام، ووقع على المرأة،
فاجتنبوا الخمر، فوالله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر في قلب رجل إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه " [ المصنف 9 / 236 ]،
فانظروا عاقبة شرب الخمر، أوقعت في قتل النفس المعصومة، وتسببت في الوقوع في الفاحشة والرذيلة، فيالها من عاقبة وخيمة، ونهاية مؤلمة لمن ألف الخمر وشربها، والمخدرات وتعاطيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ملكاً من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلاً فخيره بين أن يشرب الخمر، أو يقتل نفساً، أو يزني، أو يأكل لحم خنزير، أو يقتلوه إن أبى، فاختار الخمر، وإنه لما شرب الخمر، لم يمتنع من شيء أرادوه منه "
[ أخرجه الطبراني بإسناد صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة برقم 2695 ].
═◄فكم من شارب للخمر ومتعاط للمخدرات قد وقع فيما هو أعظم وأخطر من مجرد الشرب أو التعاطي، من قتل للأنفس البريئة بلا قصد، أو قتل متعمد، أو حادث مروري بسبب التعاطي، أو حتى قتل لنفسه، فالمخدرات تؤدي إلى الهلاك والدمار، والخزي والعار، وتوصل إلى دار البوار، شارب الخمر لا محالة سيفقد عقله، ومن فقد عقله بيده، وباختياره فهو مؤاخذ بأفعاله وأقواله.
═◄وكم من الناس اليوم من إذا شرب الخمر، قام يتخبط في بيته كالمجنون والمعتوه، يضرب هذا، ويكسر ذاك، ويترنح تارة، ويهدد أخرى، ولو صوروه وهو على تلك الحال، ثم رأى نفسه بعد أن يفيق، فإني أجزم أنه لو رأى نفسه البهيمية على تلك الحال المزرية، حتماً ولا بد أنه سيتوب إلى الله، ويندم أشد الندم وأنى له ذلك.
يقول عليه الصلاة والسلام كما في مسند الإمام أحمد :
(( من مات مدمن خمر لقي الله كعابد وثن ))
⬅ اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام
نسألك............... مع الدعاء