5- فضل الإنفاق في سبيل الله
الدرس الخامس من دروس رمضان
فضل الإنفاق في سبيل الله
الحمد
لله رب العالمين واشهد أن لا إلاه إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إمام النبيين
وبعد
العناصــــر
أولاً: فضل الإنفاق
ثانياً: آداب الإنفاق
ثالثاً: نماذج على الإنفاق
الموضــــوع
أولا:
فضل الإنفاق
1-من صفات المتقين:
قال
تعالى "الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ(3). البقرة، وقال تعالى "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3). الأنفال
2-مضاعفة الأجر والثواب:
قال تعالى":" مَثَلُ الَّذِين
ينفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ
حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
"البقرة 261
3-الدعاء للمنفق بالخلف الصالح:
عن
أبي هريرة t قال: قال رسول الله r
"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط
منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً" ([1])
4-له مثل اجر الصائم:
عنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ (t) عن النبي (r)
قَالَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرُهُ، من غير أن يُنقَصَ مِنْ
أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ» ([2])
5-رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة:
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (t) قَالَ: "كَانَ النبي r
أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ
جِبْرِيلُ فيدارسه القرآن، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ
رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ (r)
حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ
"([3]).
17-ما نقص مال من صدقة:
قال
تعالى " ما عندكم ينفد وما عند الله باق" النحل.
وعن عائشة أنهم ذبحوا شاة فقال النبي r: " ما
بقي منها؟ " قالت: ما بقي منها إلا كتفها قال: " بقي كلها
غير كتفها " ([4])
24-زكاة الفطر:
عن ابن عباس t قال فرض رسول الله r صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها
قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة" ([5])
25-الصدقة لا تقتصر على المال فقط:
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله r: "
يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة
وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان
يركعهما من الضحى " ([7])
ثانيا: آداب الإنفاق
1-الإخلاص:
قال تعالى:" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ
عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ
اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا
يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً " الإنسان
وعن
أبي هريرة t أنه قال: سمعت رسول الله r
يقول: (إن أول الناس يقضي عليه يوم القيامة ثلاثة. قال: " رجل وسع الله عليه
وأعطاه من أصناف المال كله، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال:
ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال
جواد، فقد قيل، فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار) ([8])
2-عدم المن والأذى:
قال
تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ما له رياء
الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه تراب فأصابه
وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين).
سورة البقرة آية 264
3-الإنفاق من المال الطيب:
قال
تعالى "يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من
الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقوا ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه وأعلموا أن
الله غني حميد). (سورة البقرة آية 267)، وقال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) (سورة
آل عمران آية 92
وعن
أبي هريرة قال: قال رسول الله r: " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن
الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات
واعملوا صالحا) وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر
الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه
4-عدم الإسراف والتبذير:
قَال اللَّهِ
تعالى:" وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
"الإسراء: 26
5-إعطاءها لمن يستحقها:
قال تعالى
" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ
عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ (60) التوبة
ثالثا:
نماذج على الإنفاق في سبيل الله
ب- عن أبي هريرة: أن رجلاً أتى النبي r، فبعث إلى
نساءه فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله r: "من
يضم -أو يضيف -هذا؟". فقال رجل من الأنصار: أنا،
فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله r، فقالت: ما عندنا إلا قوت للصبيان، فقال: هيئي طعامك، وأصلحي
سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصلحت سراجها، ونومت
صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، وجعلا يريانه أنهما يأكلان، وباتا
طاوين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله r، فقال r: " لقد ضحك الله -أو: عجب -من فعالكما؟". وأنزل الله "
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
"الحشر: 9"([10])
7-ذكر الإمام الشوكاني
قصة
عجيبة ونكتة غريبة في بلد شامي الحرجة تسمى الحمرة وذلك أنه كان فيها رجل من
الزرعة وكان ذا دين وصدقة فاتفق أنه بني مسجدا يصلى فيه وجعل يأتي ذلك المسجد كل
ليلة بالسراج وبعشائه فإن وجد في المسجد من يتصدق عليه أعطاه ذلك العشاء وإلا أكله
وصلى صلاته واستمر على ذلك الحال... ثم أنها اتفقت شدة ونضب ماء الآبار وكانت له
بير فلما قل ماؤها أخذ يحتفرها هو وأولاده فخربت تلك البير والرجل في أسفلها خرابا
عظيما حتى انه سقط ما حولها من الأرض إليها فأيس منه أولاده ولم يحفروا له وقالوا
قد صار هذا قبره .... وكان ذلك الرجل عند خراب البئر في كهف فيها فوقعت إلى بابه
خشبة منعت الحجارة من أن تصيبه فأقام في ظلمة عظيمة ثم إنه بعد ذلك جاءه السراج
الذي كان يحمله إلى المسجد وذلك الطعام الذي كان يحمله كل ليلة وكان به يفرق ما
بين الليل والنهار واستمر له ذلك مدة ست سنين والرجل مقيم في ذلك المكان على تلك
الحال ثم انه بدا لأولاده أن يحفروا البئر لإعادة عمارتها فحفروها حتى انتهوا إلى
أسفلها فوجدوا أباهم حيا فسألوه عن حاله فقال لهم ذلك السراج والطعام الذي كنت
أحمل إلى المسجد يأتيني على ما كنت أحمله تلك المدة فعجبوا من ذلك فصارت قضية
موعظة يتعظ بها الناس في أسواق تلك البلاد ) ([11])
وصلِّ
اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
إعداد: الشيخ احمد أبو عيد
01098095854
لتحميل
الخطبة #pdf برجاء
الدخول إلى الرابط التالي
ولتحميل
الخطبة #word برجاء الدخول إلى الرابط التالي
أو
لـــ word 2003