فضل الإنفاق في سبيل الله للشيخ احمد ابو عيد
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله ولي
الصالحين واشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام النبيين
وبعد
العناصــــر
أولاً:فضل الإنفاق
ثانياً:آداب الإنفاق
ثالثاً:نماذج علي الإنفاق
الموضــــوع
أولا:فضل
الإنفاق
1-من
صفات المتقين
قال
تعالى "الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ(3)). البقرة
وقال تعالى "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)).الأنفال
وقال تعالى "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)).الأنفال
وقال
تعالى "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)).آل عمران
2-مضاعفة الأجر والثواب
قال
تعالى":{ مَثَلُ الَّذِين ينفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ
حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
[البقرة:261
وقال
تعالى"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ
وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمً"
وقال
تعالى : " آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ
مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ
كَبِيرٌ " سورة الحديد / 7 .
وقال تعالي : { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ
وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ )
وعَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ”
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ”
رواه البخاري ومسلم
وعن
أبي هريـرة رضي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تصدق بعدل تمرة من
كسب طيب ــ ولا يقبل الله إلا الطيب ــ فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها
لصاحبها،
كما يربي أحدكم فلوه أي مهره حتى تكون مثل الجبل» متفق عليه.
3-الدعاء للمنفق بالخلف الصالح
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من يوم
يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول
الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً" متفق عليه
4-له مثل اجر الصائم
وعَنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ (رضي الله عنه) عن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
قَالَ: « مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرُهُ ، من غير أن يُنقَصَ مِنْ
أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ » رواه الترمذي وابن ماجه ...صحيح الترغيب والترهيب
5-رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة
وعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) قَالَ : “كَانَ النبي صلى الله عليه
وسلم أَجْوَدَ
النَّاسِ
، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ فيدارسه
القرآن ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ
فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) حِينَ
يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ “متفق عليه .
6-زيادة الرزق والعمر
وعن
أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " من أحَبَّ أن
يُبسَطَ له في رزقِه ، ويُنسأ له في أثرِه ؛ فلْيَصِلْ رَحِمَه ) متفق عليه.
7-تغفر الخطايا والذنوب
حديث
معَاذ قَالَ: كنت مَعَ النَّبِي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) فِي سفر فَأَصْبَحت يَوْمًا قَرِيبا مِنْهُ إِلَى أَن
قَالَ: ” أَلا أدلك عَلَى أَبْوَاب الْخَيْر ؟ الصَّوْم جنَّة وَالصَّدَقَة
تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار ، وَصَلَاة الرجل فِي جَوف
اللَّيْل ثمَّ قَرَأَ تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع ” رواه الترمذي... صحيح
الترغيب والترهيب
8-تيسير الله عليه في الآخرة
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه
كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر
يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ....."
مسلم
9-سبب لخول الجنة
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من
أصبح
منكم اليوم صائما ؟ " قال أبو بكر : أنا قال : " فن تبع منكم اليوم جنازة
؟ " قال أبو بكر : أنا . قال : " فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ " قال
أبو بكر : أنا . قال : " فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ " . قال أبو بكر : أنا
. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة
" . رواه مسلم
10-بها يلقى الله تعالى
وعن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يتبع الميت ثلاثة : فيرجع اثنان
ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله " . متفق
عليه
11-المنفق في ظل صدقته يوم القيامة
وعَن
عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ (رضي الله عنه) قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله
عليه وسلم) يَقُولُ: ” كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ
النَّاسِ ” أَوْ قَالَ: ” حَتَّى يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ ” مسند أحمد... صحيح
الجامع
12-اليد المنفقة خير من السائلة
وعن
عبد الله بن عمر – رضي
الله عنهما – قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال , وهو على المنبر
, وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة : " اليد العليا خير من اليد السفلى ,
واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة". البخاري
13-الصدقة على كل مسلم
وعن
أبي موسى الأشعري – رضي
الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم
: " على كل مسلم صدقة " , قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : " يعتمل
بيديه فينفع نفسه ويتصدق
" , قال
: قيل : أرأيت إن لم يستطيع ؟ قال: : " يعين ذا الحاجة الملهوف " . قال : قيل له : أرأيــــت إن لم يستطع ؟ ,
قال" يأمر بالمعروف أو الخــير", قال: أرأيت إن لم يفعل ؟ , قال:
"يمسك عن الشر فإنها صدقة ".البخاري
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل سلامي
من الناس عليه صدقة : كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل على
دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى
الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة " رواه البخاري
ومسلم .
14-طهارة المال والنفس
قوله
ـ تعالى ـ: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها......"
15- أولي الناس بالصدقة
وَقَالَ تعالى:{ …
وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } [النساء:36].
قال
تعالى: " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ
وَالْعَامِلِينَ عليها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ
وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) سورة التوبة.
وعَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو (رضي الله عنهما) عن النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)
قَالَ : ” لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا
قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا ” أخرجه البخاري
16-لا
حسد إلا في اثنين
وعَنِ
ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :«لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي
اثْنَتَينِ ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرآن فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاء اللَّيلِ
وَآنَاء النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقهُ آناء
اللَّيلِ وَآناء النَّهَار». ابن حبان .. تعليق الألباني صحيح
17-ما نقص مال من صدقة
قال تعالى " ما عندكم ينفد وما عند الله باق"
وعن عائشة أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : " ما بقي منها ؟ " قالت
: ما بقي منها إلا كتفها قال : " بقي كلها
غير كتفها " الترمذي.. السلسلة الصحيحة
وعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : " ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه فأما الذي أقسم عليهن فإنه ما
نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله بها عزا ولا فتح عبد
باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر وأما الذي أحدثكم فاحفظوه " فقال :
" إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل رحمه
ويعمل لله فيه بحقه فهذا بأفضل المنازل . وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق
النية ويقول : لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فأجرهما سواء . وعبد رزقه الله مالا ولم
يرزقه علما فهو يتخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل
فيه بحق فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول : لو أن لي
مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته ووزرهما سواء " . رواه الترمذي ..صحيح
الترغيب والترهيب
18-الصدقة برهان
عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن
- أو تملأ - ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن
حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " . رواه مسلم
19-في ظل عرش الرحمن يوم القيامة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في
عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل
تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه "متفق عليه
20-وقاية من النار يوم القيامة
وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه فينظر أيمن
منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه
فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة " . متفق عليه
22-تطفئ غضب الله تعالى
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة
السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر "صحيح الترغيب والترهيب
23-أجر الخير عند الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا
ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت
رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما
علمت أنك لو عدته
لوجدتني عنده يا
ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف
أطعمك وأنت رب
العالمين قال أما
علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته
وجدت ذلك عندي "
رواه مسلم
24-سبق درهم مائة ألف
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبق درهم مائة ألف درهم فقال رجل وكيف ذاك يا رسول
الله قال رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة
ألف درهم تصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به "صحيح الترغيب والترهيب
25- زكاة الفطر
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر طهرة
للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها
بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة" صحيح الترغيب والترهيب
26-الصدقة لا تقتصر على المال فقط
عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" كل معروف صدقة"البخاري
وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة
صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان
يركعهما من الضحى " . رواه مسلم
27-مثل المنفق والبخيل
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ مَثَلُ
رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ قَدْ اضْطَرَّتْ أَيْدِيَهُمَا إِلَى
تَرَاقِيهِمَا؛ فَكُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَتِهِ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ
حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ؛ وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ انْقَبَضَتْ
كُلُّ حَلْقَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إِلَى
تَرَاقِيهِ؛ فَسَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فَيَجْتَهِدُ
أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا تَتَّسِعُ.” (البخاري ومسلم)
قال الخطابي : وهذا مثل ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم-
للبخيل والمتصدق، فشبههما برجلين أراد كل واحد منهما لبس درع يستتر به من سلاح عدوه،
فصبها على رأسه ليلبسها، والدرع أول ما يقع على الرأس إلى الثديين إلى أن يدخل الإنسان
يديه في كميهما فجعل المنفق كمن لبس درعاً سابغة، فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه،
وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه، فكلما أراد لبسها اجتمعت إلى عنقه ، فلزقت
ترقوته، والمراد أن الجواد إذا هم بالصدقة انفسح وانشرح لها صدره، وطابت نفسه، وتوسعت
في الإنفاق، والبخيل إذا حدثها بها، شحت بها ، فضاق صدره، وانقبضت يداه. “.(زاد المعاد
لابن القيم)
28- وجوب الإنفاق
قبل فوات الأوان
قال:لله
تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ
فِيهِ
وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ
الظَّالِمُونَ ﴾ البقرة254
وقال
تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (المنافقون
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا قال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى
الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم
قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا " رواه البخاري ومسلم
ثانيا: آداب الإنفاق
1-الإخلاص
قال
تعالي *وما أمروا إلا قال:وا الله مخلصين له الدين حنفاء *
وقال تعالى:{ وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا
نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ
ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً }
فعن
أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن
أول الناس يقضي عليه يوم القيامة ثلاثة .. قال:: " رجل وسع الله عليه وأعطاه
من أصناف المال كله، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها ؟ قال : ما
تركت من سبيل تحب أقال:ق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال
جواد ، فقد قيل ، فسحب على وجهه ، ثم ألقي في النار) رواه مسلم
2-
عدم المن والأذى
يقول
الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ما
له رياء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه
تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم
الكافرين ). (سورة البقرة آية 264
)
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبعة
يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله . إمام عدل , وشاب نشأ في عبادة الله ,
ورجل قلبه معلق في المساجد و ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل
دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال أني أخاف الله , ورجل تصدق بصدقة , فأخفاها حتى لا
تعلم شماله ما تنفق يمينه , ورجـل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "
3-الإنفاق من المال الطيب
قال
تعالى"يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من
الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقوا ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه وأعلموا أن
الله غني حميد ) . ( سورة البقرة آية 267).
وقال
تعالى: (
لن
تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) (سورة آل عمران آية 92
وعن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لا يقبل إلا
طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات
واعملوا صالحا ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا
كلوا من طيبات ما رزقناكم )
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى
السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب
لذلك ؟ " . رواه مسلم
4-عدم الإسراف والتبذير
وقَال اللَّهِ تعالى:{ وَآتِ ذَا
الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ }الإسراء: 26
5-إعطاءها لمن يستحقها
قال تعالى " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ
وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ (60)التوبة
ثالثا
: نماذج علي الإنفاق في سبيل الله
1- النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد سائلاً سَألهُ أبداً
فعن
أنس بن مالك رضي الله عنه - قال : « ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
على الإسلام شيئا إلا أعطاه ، ولقد جاءه رجل فأعطاه
غَنما بين جبَلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلِمُوا ، فإن محمدا يعطي عطاءَ من
لا يخشى الفقر ، وإن كان الرجلُ لَيُسْلِمُ ما يُرِيد إلا الدنيا ، فما يلبثُ إلا يسيرا
حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها ». أخرجه مسلم.
وَعَنْ
سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ” أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا ، أَتَدْرُونَ مَا
الْبُرْدَةُ ؟ , قَالُوا : الشَّمْلَةُ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَتْ : نَسَجْتُهَا بِيَدِي
فَجِئْتُ لِأَكْسُوَكَهَا ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ فَحَسَّنَهَا فُلَانٌ
, فَقَالَ : اكْسُنِيهَا مَا أَحْسَنَهَا ؟ , قَالَ : الْقَوْمُ مَا أَحْسَنْتَ لَبِسَهَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ، ثُمَّ سَأَلْتَهُ
وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ ، قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهُ
إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي ؟ ” , قَالَ سَهْلٌ : فَكَانَتْ كَفَنَهُ ."
صحيح البخاري
2-أبو بكر رضي الله عنه
عن
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَصَدَّقَ فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالًا ، فَقُلْتُ
: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا ، قَالَ : فَجِئْتُ بِنِصْفِ
مَالِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا
أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ " , قُلْتُ : مِثْلَهُ ، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ
مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟
" , قَالَ : أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، قُلْتُ : وَاللَّهِ لَا
أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا . تحقيق الألباني : حسن ، المشكاة ( 6021 )
3-عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فعن
ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر أصاب أرضا بخيبر ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
ستأمره فيها ، فقال يا رسول الله ، إني أصبت أرضا بخيبر ، لم أصب مالاً قط أنفس
عندي منه ، فما تأمر به قال: « إن شئت حبست أصلها ، وتصدقت بها » ؛
قال فتصدق بها عمر أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث ، وتصدق بها في الفقراء وفى
القربى ، وفى الرقاب ، وفى سبيل الله ، وابن السبيل ، والضيف ، لا جناح على من
وليها أن يأكل منها بالمعروف ، ويطعم غير متمول » . رواه البخاري ومسلم
4- عثمان رضي الله عنه
فعن ابن عباس قال: قحط الناس في زمان أبي بكر، فقال
أبو بكر: لا تمسون حتى يفرج الله عنكم. فلما كان من الغد جاء البشير إليه قال: قدمت
لعثمان ألف راحلة براً وطعاماً، قال: فغدا التجار على عثمان فقرعوا عليه الباب فخرج
إليهم وعليه ملاءة قد خالف بين طرفيهما على عاتقه فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: قد بلغنا
أنه قد قدم لك ألف راحلة براً وطعاماً، بعنا حتى نوسع به على فقراء المدينة، فقال لهم
عثمان: ادخلوا. فدخلوا فإذا ألف وقر قد صب في دار عثمان، فقال لهم: كم تربحوني على
شرائي من الشام؟ قالوا العشرة اثني عشر، قال: قد زادوني، قالوا: العشرة أربعة عشر،
قال: قد زادوني. قالوا: العشرة خمسة عشر، قال: قد زادوني، قالوا: من زادك ونحن تجار
المدينة؟ قال: زادني بكل درهم عشرة، عندكم زيادة؟ قالوا: لا!! قال: فأشهدكم معشر التجار
أنها صدقة على فقراء المدينة قال عبد الله بن عباس: فبت ليلتي فإذا أنا برسول الله
صلى الله عليه وسلم في منامي وهو على برذون أشهب يستعجل؛ وعليه حلة من نور؛ وبيده قضيب
من نور؛ وعليه نعلان شراكهما من نور، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد طال
شوقي إليك، فقال صلى الله عليه وسلم: إني مبادر لأن عثمان تصدق بألف راحلة، وإن الله
تعالى قد قبلها منه وزوجه بها عروسا في الجنة، وأنا ذاهب إلى عرس عثمان.”( الرياض النضرة
في مناقب العشرة للمحب الطبري)
5-أبو طلحة الأنصاري
وعن أنس رضي الله عنه قال " كان أبو طلحة أكثر الأنصار
بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى
تنفقوا مما تحبون آل عمران 29 قام أبو طلحة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن
تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة أرجو برها
وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح " رواه البخاري
ومسلم
6-أبو عبيدة بن الجرّاح
وعن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- أنّه أخذ أربعمائة دينار
فجعلها في صرّة، فقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ثمّ تلهّ «تلبّث»
ساعة في البيت حتّى تنظر ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين:
اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصله الله ورحمه، ثمّ قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه
السّبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتّى أنفدها، فرجع الغلام وأخبره، فوجده
قد أعدّ مثلها إلى معاذ بن جبل، فقال: اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل ثمّ تلهّ في البيت
حتّى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذا في بعض حاجتك،
فقال: رحمه الله ووصله. تعالي يا جارية: اذهبي إلى بيت فلان بكذا واذهبي إلى بيت فلان
بكذا. فاطّلعت امرأة معاذ، فقالت: نحن والله مساكين فأعطنا ولم يبق في الخرقة إلّا
ديناران، فنحا بهما إليها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره. وسرّ بذلك، وقال: إنّهم إخوة
بعضهم من بعض» « الطبراني في الكبير وابن
المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية »
7-أبو طلحة بن زيد بن سهل الأنصاري
عن أبي هريرة: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث
إلى نساءه فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضم
- أو يضيف - هذا ؟". فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي
ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت : ما عندنا إلا قوت للصبيان، فقال: هيئي طعامك،
وأصلحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصلحت سراجها، ونومت صبيانها،
ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، وجعلا يريانه أنهما يأكلان، وباتا طاوين، فلما
أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: " لقد ضحك
الله - أو: عجب - من فعالكما؟". وأنزل الله ? ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون? [الحشر: 9].صحيح البخاري
8-ذكر الإمام الشوكانى ، قصة عجيبة ونكتة غريبة في بلد شامي
الحرجة تسمى الحمرة وذلك أنه كان فيها رجل من الزرعة وكان ذا دين وصدقة فاتفق أنه بني
مسجدا يصلى فيه وجعل يأتي ذلك المسجد كل ليلة بالسراج وبعشائه فإن وجد في المسجد من
يتصدق عليه أعطاه ذلك العشاء وإلا أكله وصلى صلاته واستمر على ذلك الحال... ثم أنها
اتفقت شدة ونضب ماء الآبار وكانت له بير فلما قل ماؤها أخذ يحتفرها هو وأولاده فخربت
تلك البير والرجل في أسفلها خرابا عظيما حتى انه سقط ما حولها من الأرض إليها فأيس
منه أولاده ولم يحفروا له وقالوا قد صار هذا قبره .... وكان ذلك الرجل عند خراب البئر
في كهف فيها فوقعت إلى بابه خشبة منعت الحجارة من أن تصيبه فأقام في ظلمة عظيمة ثم
إنه بعد ذلك جاءه السراج الذي كان يحمله إلى المسجد وذلك الطعام الذي كان يحمله كل
ليلة وكان به يفرق ما بين الليل والنهار واستمر له ذلك مدة ست سنين والرجل مقيم في
ذلك المكان على تلك الحال ثم انه بدا لأولاده أن يحفروا البئر لإعادة عمارتها فحفروها
حتى انتهوا إلى أسفلها فوجدوا أباهم حيا فسألوه عن حاله فقال لهم ذلك السراج والطعام
الذي كنت أحمل إلى المسجد يأتيني على ما كنت أحمله تلك المدة فعجبوا من ذلك فصارت قضية
موعظة يتعظ بها الناس في أسواق تلك البلاد )"من كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد
القرن السابع الشوكانى"
وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد
إعداد الشيخ :احمد أبو عيد
لتحميل
الخطبة pdf برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولتحميل
الخطبة #word برجاء
الدخول إلى الرابط التالي
ولتحميل
الخطبة وخطب أخرى متنوعة برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولقراءة
الخطبة مرتبة ومنسقة برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولمشاهدة
الخطبة وخطب أخرى على اليوتيوب برجاء الدخول إلى الرابط التالي