كن رجلًا إن أتوا بعده يقولون: مَـرَّ، وهذا الأثر د/ أحمد محمد أبو عيد
وكن رجلًا إن أتوا بعده يقولون: مَـرَّ، وهذا الأثر
الحمد لله الذي لا يحرم من دعاه ولا يخيب من رجاه، فارج الهم، وكاشف الغم، ومجيب دعوة المضطرين.
وأشهد ان لا إله إلا الله، اللهم لك أسلمنا، وبك آمنا، وعليك توكلنا، وبك خاصمنا وإليك حاكمنا، فاغفر لي ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا، وما أعلنا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت الأول والآخر الظاهر الباطن، عليك توكلنا، وأنت رب العرش العظيم. اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.
واشهد أن سيدنا محمدا رسول الله، يا صاحب الجمعة الغراء يا أملي في الصف عند امتحاني، أخاف من خطاياي وأنت في الحشر عوني في مجادلتي، عسى أن تزيل حديد النار من عنقي، وعند واقعة قد كان بي خطأ فاشفع لي على عند ربك الرحمن ما كان من خطأي.
العناصر
أولًا: وسائل غرس الأثر الطيب في المسلم
ثانيًا: من الآثار الباقية للعبد في حياته وبعد موته
الموضوع
أولًا: وسائل غرس الأثر الطيب في المسلم
المدح والثناء بذكر الصفات الطيبة : يقول ﷺ فى الصديق والفاروق رضى الله عنهما: «وَأَمَّا وَزِيرَاي مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ»رواه الترمذي.
– ويقول فى أبى عبيدة رضى الله عنه: «وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بِنُ الجَرَّاحِ» رواه البخاري.
– ويقول فى الزبير بن العوام رضى الله عنه: «الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيِّي مِنْ أُمَّتِي» رواه أحمد.
– ويقول فى سلمان الفارسي رضى الله عنه :«سلمان منا آل البيت» رواه الحاكم.
– ويثنى على أبى طلحة رضى الله عنه فيقول ﷺ
:«لصوتُ أبي طلحة في الجيش أشدُّ على المشركين من فئة،» رواه أحمد.
وفى رواية: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل» رواه الحاكم.
– ويقول فى عبدالله بن عمر رضى الله عنهما: «إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» قالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذلكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ» رواه البخارى.
وبين ﷺ فضل أصحابه رضى الله عنهم فيقول: «خيرُ الناس قرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه.
– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ :«لا تسبُّوا أصحابي؛ فلوا أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» متفق عليه.
الدعاء له بالخير: فعن أنس رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله ﷺ إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلما رأى ما بهم من النَّصَب، والجوع» قال: «اللَّهُمَ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَة.. فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة»، فقالوا مجيبين له: «نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً» رواه البخاري.
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ضمَّني رسول الله ﷺ وقال: «اللهم علِّمْهُ الكتاب» رواه البخارى.
وفي رواية أحمد قال: «اللهم فقِّهه في الدين، وعلمه التأويل»، ودعا ﷺ لأنس بن مالك فقال: «اللهم أكْثِرْ ماله وولده» رواه مسلم.
وفي رواية البخاري: «اللهم ارزقه مالًا وولدًا، وبارك له» فكان أكثر الأنصار مالًا، وبلغ أولاده وأحفاده المائة، وحلَّتِ البركة في عمره وفي ذريته.
تحميلهم المسئولية: كان رسول الله ﷺ أصحابه رضي الله عنهم في وقت الشدة والبلاء؛ فعندما رأي ﷺ جابر بن عبد الله مهموماً حزيناً، فقال: «يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِراً قال: يا رسولَ اللَّهِ استُشهِدَ أبي وترَك عليهِ دينًا وعيالًا فقال ألا أبشِّرُك بما لقيَ اللَّهُ بهِ أباكَ إنَّ اللَّهَ لم يُكلِّم أحدًا من خلقِه قطُّ إلَّا من وراءِ حجابٍ وإنَّ اللَّهَ أحيا أباكَ فَكلَّمَه كفاحًا وقالَ يا عبدي تمنَّ عليَّ ما شئتَ أعطيكَ قال تردَّني إلى الدُّنيا فأقتلُ فيكَ فقال تبارَك وتعالى لا إنِّي أقسمتُ بيمينٍ أنَّهم إليها لا يُرجَعونَ يعني الدُّنيا» رواه الترمذي.
وعن أبي سعيد الخدري قَالَ: «أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا فَكَثُرَ دَيْنُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ». فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ دَيْنِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مترفقاً بحاله: «خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ» رواه مسلم.
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ» رواه البخارى.
ترسيخ قيمة الاحترام: كان ﷺ يرسخ قيمة الاحترام بينهم: فينهاهم عن السخرية؛ فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنْ الْأَرَاكِ وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ فَجَعَلَتْ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ« مِمَّ تَضْحَكُونَ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ.» رواه أحمد..
– يمزح ﷺ ولا يقول إلا حقاً؛ فكان مزاحه تأليفاً وتفاعلاً مع أصحابه، وإدخالاً للسرور عليهم فلم يمنعه ﷺ مقام النبوة والرسالة أن يكون منبسطاً معهم، ويضاحكهم فعن صهيب أنه قدم على النبي ﷺ وبين يديه تمر وخبز قال :«أدن فكل» فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي ﷺ: «إن بعينك رمداً»، فقال: يا رسول الله: إنما آكل من الناحية الأخرى. فتبسم رسول الله ﷺ» رواه أحمد.
الحرص على عدم التقليل من أحد منهم: بينما الصحابة الكرام رضى الله عنهم جلوس إذ مَرَّ بهم رجل عظيم فَقالَ النبى ﷺ: «ما تَقُولونَ في هذا؟ قالوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ أنْ يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ أنْ يُسْتَمَعَ؛ ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِن فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، فَقالَ: «ما تَقُولونَ في هذا؟ قالوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ لا يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ أنْ لا يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ أنْ لا يُسْتَمَعَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: هذا خَيْرٌ مِن مِلْءِ الأرْضِ من مِثْلَ هذا» رواه البخارى.
فالمعول عليه فى الخيرية قوة الإيمان وتقوى الله عز وجل.
وصدق القائل؛
أَلا إِنَّ أَخْلاقَ الرِّجَالِ وَإِنْ نَمَتْ ** فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا تَفُوقُ عَلَى الْكُلِّ
وَقَارٌ بِلا كِبْرٍ وَصَفْحٌ بِلا أَذَىً ** وَجُودٌ بِلا مَنٍّ وَحِلْمٌ بِلا ذُلِّ
تقدير صغار السن: فعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: «أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاَءِ؟"، فَقَالَ الغُلاَمُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي يَدِهِ» متفق عليه.
وعن انس بن مالك انه قال: كانَ النَّبيُّ ﷺ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له: أبو عُمَيْرٍ قالَ: أحْسِبُهُ- فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به، فَرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بالبِسَاطِ الذي تَحْتَهُ فيُكْنَسُ ويُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلْفَهُ، فيُصَلِّي بنَا» رواه البخاري.
تعليم الأبناء الفضائل ومكارم الأخلاق: لقد أرشد الإسلام إلى قواعد عامة في الفضائل والآداب سبق بها كل ما عرفته أرقى المجتمعات، تتمثَّل في آيات القرآن الكريم، وعمل الرسول ﷺ وعمل أصحابه رضي الله عنهم، ودعا الآباءَ والأمهات إلى أن يأخذوا أطفالهم بها لينشئوهم جيلاً صالحاً، ومثالياً فتسعد بهم الأمة، وتكون كما أرادها الله خيرَ أمة أخرجت للناس؛ قال تعالى على لسان لقمان عليه السلام: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾(لقمان: ١٦-١٩)، وعن عمر بن أبي سلمة أنه كان غلاماً صغيراً في حجر رسول الله ﷺ وكانت يده تطيش في الصحفة إذا أكل، فقال رسول الله ﷺ: «يا غلام سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكل مما يليك» رواه أبو دواد والترمذى.
ولقد حث الشرع على تعليم الأبناء فى سن مبكرة، فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» رواه أحمد وأبوداود.
تشجيعهم على خصال الخير: أخرج ابن سعد عن الواقديّ من رواية أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه، قال: «رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله ﷺ يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول الله ﷺ فيستصغرني فيردّني، وأنا أحبّ الخروج، لعل الله أن يرزقني الشهادة، قال: فعُرِض على رسول الله ﷺ فاستصغره فردّه، فبكى فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره، فقُتِل وهو ابن ست عشرة سنة»
التأكيد على قيمة الوفاء: إن الوفاء يستلزم القيام بجميع الفروض والواجبات، والوفاء بجميع العقود والالتزامات، والأداء لكافة الحقوق والأمانات؛ قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾(البقرة: ٤٠)، وقال تعالى: ﴿وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾(الأنعام: ١٥٢)، ولقد أثنى ربنا تبارك وتعالى على الموفين بالعهد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾(الرعد: ١٩-٢٠)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ: «أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يُسلِفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أُشهِدهم، فقال: كفى بالله شهيداً، قال: فأتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقتَ، فدفعها إليه إلى أجل مسمًّى، فخرج في البحر، فقضى حاجته ثم التمس مركباً يركبها يَقدَم عليه للأجل الذي أجَّله، فلم يجد مركبًا، فأخذ خشبةً فنقرها فأدخَل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجَّج موضِعها ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تَسلَّفت فلاناً ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلتُ: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك، وسألني شهيدًا، فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك، وإني جَهَدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له، فلم أقدِر، وإني أستودِعُكَها، فرمى بها في البحر، حتى ولَجت فيه ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمِس مركباً يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطباً، فلما نشرَها وجد المال والصحيفة، ثم قَدِم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار، فقال: والله ما زلتُ جاهداً في طلب مركبٍ لآتيك بمالك، فما وجدتُ مركباً قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثتَ إليَّ بشيء؟ قال: أخبِرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه! قال: فإن الله قد أدَّى عنك الذي بعثتَ في الخشبة، فانصرفْ بالألف الدينار راشداً» رواه البخارى.
عدم استخدام القوة بغير وجه حق فى ظلم الناس والإعتداء عليهم؛ فعن أبى مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: «كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِن خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عليه، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هو رَسولُ اللهِ ﷺ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هو حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقالَ: أَما لو لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ» رواه مسلم.
– ولقد كتب عمر بن عبدالعزيز إلى بعض عماله: «أمَّا بَعدُ، فإذا دَعَتك قُدرَتُك على النَّاسِ إلى ظُلمِهم، فاذكُر قُدرةَ اللهِ تعالى عليك، ونَفادَ ما تَأتي إليهم، وبَقاءَ ما يأتونَ إليك»
– وقال مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما:«إنِّي لأستَحي أن أظلِمَ مَن لا يجِدُ عليَّ ناصِرًا إلَّا اللهَ»
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً ** فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ ** يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ
ثانيًا: من الآثار الباقية للعبد في حياته وبعد موته
قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ }.
ومعني قوله تعالي: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى... ﴾؛ أي: نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الأعمال،
﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا ﴾ من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، ﴿وَآثَارَهُمْ ﴾ وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرًا، من صلاةٍ أو زكاةٍ أو صدقةٍ أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدًا، أو محلًا من المحال التي ينتفع بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر، ولهذا: « من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة»، وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى اللّه والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك، ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمامِ فيه، وأنه أسفل الخليقة، وأشدهم جرمًا، وأعظمهم إثمًا).
وعن سعيد بن جبير رحمه الله في قوله: ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾؛ يعني: ما أثروا. يقول: ما سنوا من سنة، فعمل بها قوم من بعد موتهم، فإن كان خيرًا فله مثل أجورهم، لا ينقص من أجر من عمله شيئًا، وإن كانت شرًّا فعليه مثل أوزارهم، ولا ينقص من أوزار من عمله شيئًا).وقال تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } (الانفطار: 5) وقوله: {يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } (القيامة: 13)، وقال: {اتَّقُواْ اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (الحشر: 18 )
فآثار المرء التي تبقى وتذكر بعد الإنسان من خير أو شر يجازى عليها: من أثر حسن؛ كعلمٍ ٍعلَّمه، أو كتاب صنَّفه، أو بناءٍٍ بناه من مسجدٍ أو رِباط أو نحو ذلك. أو أثرٍٍ سيء كإعانة ظالم , ، أو صدّ عن سبيل الله ,أو غير ذلك مما يُغضب الله وتبقى آثاره ,وقيل :المراد بها في الآية آثار المشَّاءين إلى المساجد.
ولقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: ((مَنْ سَنَّ في الإِسْلام سُنةً حَسنةً فَلَهُ أَجْرُهَا، وأَجْرُ منْ عَملَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ ينْقُصَ مِنْ أُجُورهِمْ شَيءٌ ، ومَنْ سَنَّ في الإِسْلامِ سُنَّةً سيَّئةً كَانَ عَليه وِزْرها وَوِزرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بعْده مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزارهمْ شَيْءٌ )) رواه مسلم .
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعة ً يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبعٌ يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع
وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره , وولداً صالحاً تركه , ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ))حسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه
الآثار بعد الموت
علمٌ علّمه ونشره: إن الإسلام حث على العلم ورغّب فيه، وجعل طلبه فرضا على التعيين أو الكفاية، وهذا يقتضي أن يكون هناك علماء يعلمون، وطلاب علم يتعلمون.
وقد أخذ الله الميثاق على العلماء أن يعلّموا العلم ولا يكتموه، قال تعالى: {َإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } آل عمران:187.
وتوعّد الذين يكتمون فقال: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة:159-160.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يُرغِّب في نشر العلم وتعليمه، فكان يقول: ((بلِّغُوا عَنِّي ولَوْ آيَةً )) رواه البخاري وقال ((نَضَّرَ اللَّه امْرءاً سمِع مِنا شَيْئاً ، فبَلَّغَهُ كما سَمعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعى مِنْ سَامِع )) . رواهُ الترمذيُّ وقال : حديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ .
((منْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ منْ تَبِعَهُ لا ينْقُصُ ذلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئاً)) رواه مسلم
(( أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلعون مَا فيها ، إِلاَّ ذِكْرَ اللَّه تعالى ، ومَا وَالاَه وَعالماً وَمُتَعلِّماً )) .
رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ .
((إنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ وأَهْلَ السَّمواتِ والأرضِ حتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وحتى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلى مُعلِّمِي النَّاسِ الخَيْرْ)) رواهُ الترمذي وقالَ : حَديثٌ حَسنٌ .
فيا شباب الإسلام، تعلّموا وعلّموا، فإن هذا والله جهاد عظيم، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122
والله – يا طالب العلم – ((لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم)) متفقٌ عليهِ، وهنيئا لك تموت ويظلّ أجر ما قدّمت من التعليم، وما أخرت من العلم، يأتيك إلى يوم القيامة.
ولدٌ صالح تركه: وهذا الإطلاق يفيد انتفاع الوالد بولده الصالح سواء دعا له أم لا. كمن غرس شجرةً فأكل منها الناس، فإنه يحصل له بنفس الأكل ثواب، سواءً دعا له من أكل أم لم يدع. فالوالد ينتفع بصلاح ولده مطلقاً، وكل عملٍ صالح يعمله الولد فلأبويه من الأجر مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء، لأن الولد من سعي أبيه وكسبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه))، والله عز وجل يقول: { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى }النجم:39.
مصحفٌ ورَّثّه: فمن اشترى مصحفاً ووضعه في البيت ليقرأ فيه أولاده أو وضعه في المسجد ووقفه لله تعالى، فإنه يأتيه من ثواب ذلك المصحف بعد موته ويلحق بالمصحف كتب العلم الشرعي، ككتب العقيدة الصحيحة، والتفسير، والحديث، والفقه، ونحوه ذلك من العلوم الشرعية، فإذا اشترى الرجل كتباً منها ووضعها في بيته ليقرأ فيها أولاده، أو وضعها في المسجد ووقفها لله تعالى، فإنه لا يزال يأتيه من ثواب هذه الكتب إلى يوم القيامة.
فاحرصوا – رحمكم الله – على إنشاء مكتبات في بيوتكم وفي مساجدكم، وساهموا فيها بشراء المصاحف والكتب، فإنها مما ينفعكم بعد موتكم.
مسجدٌ بناه: إن الله تعالى اتخذ في الأرض بيوتاً لعبادته:
{يسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِِ رجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} النور:36-37
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغّب في بناء المساجد فيقول: ((من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة)). البخاري : في الصلاة ، باب من بنى مسجدا 648 / 1.
فجودوا – رحمكم الله – على بيوت الله ولا تبخلوا، فما تضعونه في بيوت الله من أموالكم يأتيكم ثوابه بعد موتكم، وتجدون بره وثوابه يوم الدين.
ويلحق بالمساجد المدارس ونحوها مما يعود نفعه على المسلمين.
بيتٌ لابن السبيل بناه: فمن بنى بيتاً ووقفه على ابن السبيل يأوي إليه وينزل فيه في سفره فإنه يأتيه من ثواب ذلك بعد موته.
ومعنى ذلك أن الإسلام يُرغِّب في بناء بيوت المسافرين – التي تُعرف بالفنادق – تطوعاً، لينزل فيها المسافرون مجاناً، لأن الغالب على المسافرين الحاجة وقلة المال، ولذا كثر في القرآن الكريم الوصية بابن السبيل.
نهرٌ أجراه: إنَّ أهمية الماء في الحياة لا تخفى على أحد، فقد جعل الله من الماء كل شيء حي.
والإسلام يُرغِّب في العمل على توفير الماء للمحتاجين , وسقاء العطشى ,فمن أجرى نهراً يشرب منه الناس ويستقوا، فإن له الجنة، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: ((من حفر بئر ذرومة فله الجنة)). وكانت لرجلٍ من بني غفار عين في المدينة ، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((تبيعنيها بعين في الجنة؟ فقال: يا رسول الله! ليس لي ولا لعيالي غيرها. فبلغ ذلك عثمان بن عفان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتجعل لي فيه ما جعلته له؟ فقال: نعم، قلل: قد جعلتها في المسلمين)).
فمن استطاع منكم أن يُجري نهراً، أو يحفر بئراً , ويجعلها للمسلمين فليفعل وله مثل ذلك في الجنة.
صدقة أخرجها من ماله: حالة كونه يخشى الفقر ويأمل الغنى، فإن هذه الصدقة يأتيه من ثوابها بعد موته ما شاء الله .
صدقة جارية ومنها المشاريع الاقتصادية التي ينفع الله بها الأمة.
فالبدار البدار..والمسارعة إلى أن تدَّخر لك أخي الكريم عند الله ما ينفعك غداً
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ اِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89-88
فالأيام تطحن الأعمار طحن القمح في الرحى.. ثم تذرى الأعمال أدراج الرياح؛ ولا يبقى إلا ما رضيه الله سبحانه، وأحبه من الأقوال والأفعال.
إنا لنفرح بالأيام نقطـعها --- وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً --- فإنما الربح والخسران في العمل
أخي الحبيب :
بادر الأيام بالعمل الصالح، وأملأ خزائنها بالفرائض والنوافل قبل أن تبادرك هي بموتٍ أو عجز، وقبل أن تجدها فارغة خاوية تقول :
{يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24
أخي الكريم :
خذ لك زادين من سيرةٍ --- ومن عملٍ صالح يُدّخر
وكن في الطريق عفيف الخُطا --- شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إن أتوا بعده --- يقولون مرّ وهذا الأثر
احذر أن تبقي أثرا سيئا
إن من توفيق الله للعبد أن يوفقه لأن يستثمر لما بعد موته فلا ينقطع عنه الأجر ولا يحرم من الحسنات، فالكيس الذي يعمل لما بعد الموت، عندما ينتقل من دار العمل إلى دار الحساب، حيث يتمنى ركعة أو صدقة فلا يستطيع أن يفعلها.
فيا أخي وأختي قبل أن تنشر مقطعًا أو تسجيلا انظر إليه وتأمل فيه، أين يكون يوم القيامة، هل في ميزان حسناتك أو ميزان سيئاتك، فإن كان خيرًا فانشره وأن كان شرًّا فأحجم، وخصوصا في هذا الزمن الذي يتسابق فيه الناس على نشر مقاطع لهم والتفاخر بعدد المتابعين لهم الذين يحاولون نيل إعجابه واستمرار متابعتهم لهم، فينشرون كل ما وقع بأيديهم لا يسألون أهو حرام أم لا ثم يرجعون إلى بيوتهم يتفاخرون فيما بينهم أن الفيديو الذي نشره فلان، أو صورته المشهورة بنت فلان قد نال إعجاب ملايين الناس، وحاز على رضاهم، وما علم هذا المسكين وهذه المسكينة أن هؤلاء سيأتون يوم القيامة ويعطون من حسناتهم، فإن فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم ووضعت عليهم، فيهلكون، وليعلم الجميع أن الحساب شديد، وأن العذاب أليم، فكيف بمن يأتي وعلى ظهره أوزار غيره يجرها، ويحاسب عليها … نسأل الله السلامة
قطعت شهور العمر لهواً وغفلةً --- ولم تحترم فيمـا أتيت المحرّما
فلا رجب وافيت فـيه بحقه --- ولا صمت شهر الصوم صوماً متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي --- مضى كنت قواماً ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحي الذنوب بـتوبةٍ --- وتبكي عـليها حسرةً وتندما
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
%%%%%%%%