الزارع المجد للشيخ أحمد أبو عيد
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولى الصالحين،
سل الواحة الخضراء والماء جاريا وهذه الصحاري والجبال الرواسيا
سل الزهر مزداناً سل الروض والندى سل الليل والإصباح والطير شاديا
وسل هذه الأنسام والأرض والسما سل كل شيء تسمع التوحيد لله ساريا
ولو جن هذا الليل وامتد سرمدا فمن غير ربي يرجع الصبح ثانيا
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله إمام النبيين، صلى الله عليه وعلى صحابته الطيبين الطاهرين
وبعد
العناصر
أولًا: أهمية الزراعة ثانيًا: فضل الزراعة وثوابها
ثالثًا: صفاتُ الزارعِ المُجدِّ
الموضوع
أولًا: أهمية الزراعة
إنبات الزرع هو محض فضل الله علينا: قال الله سبحانه وتعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } [الواقعة: 63، 64].
وقوله سبحانه وتعالى:{مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [ق: 9 - 11].
فنحن نعتمد على الله ونبذر البذور ونسقي الأرض، والله سبحانه هو الذي يمن علينا بإنبات الحب وإخراجه من الأرض إلى أن يتم حصاده، فلنحمد الله على نعمه فهو ذو الفضل العظيم.
لفت الأنظار إلى نعمة الله بإعداد الأرض للزراعة بواسطة نزول المطر: قال تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢)﴾. سورة عبس
إحدى الركائز الاقتصادية لأي شعب يطمح في الازدهار الاقتصادي، وزيادة الدخل الوطني، والاكتفاء
الغذائي الذاتي. ومن ذلك الأيات قوله تعالى في سورة “يس”: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)﴾ سورة يس
قال ابن كثير: “ومن المظاهر الدالة على وجود الصانع وقدرته التامة وإحيائه الموتى، الأرض الميتة” أي كانت هامدة ميتة لا شيء فيها من النبات، فإذا أنزل الله تعالى عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ولهذا قال تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾، أي جعلنا رزقا لهم ولأنعامهم، وقال: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)﴾، أي جعلنا فيها أنهارا سارحة في أمكنة يحتاجون إليها، ولما أمتن الله على خلقه بإيجاد الزروع لهم عطف بذكر الثمار وتنوعها وأصنافها، وما ذلك كله إلا من رحمة الله تعالى بهم لا بسعيهم ولا بكدهم ولا بحولهم وقوتهم فتكون (ما) في قوله: (وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) للنفي، ولهذا قال تعالى: (أَفَلَا يَشْكُرُونَ)، أي فهلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النعم التي لاتعد ولا تحصى.
لفت القرآن أنظارهم إلى نعمة الأرض وتسخيرها لهم بإعدادها للزراعة بقوله تعالى في سورة الملك: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾
قال ابن كثير: “يذكر الله نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض وتذليلها لهم، بأن جعلها قارة ساكنة لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال، أنبع فيها من العيون، وسلك فيها من السبل، وهيا فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار، ولهذا يجب المشي والسفر في أقطارها، والتردد في ارجائها في انواع المكاسب والتجارات، بحثا وسعيا في طلب الرزق، إلا أن هذا البحث والسعي لا ينفع إلا أن ييسره الله لكم، ولهذا قال تعالى: (وكلوا من رزقه وإليه النشور) فالسعي واتخاد السبب لا ينافي التوكل كما قال رسول الله ﷺ : “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا” ([1]) ، فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق مع توكلها على الله عز وجل وهو المسخر المسير المسبب، وإلى الله النهاية المرجع يوم القيامة”.
بسط الله الأرض ومهدها للزراعة: قال تعالى في سورة “الذاريات”: ﴿وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴾، الآية: 48، أي أي بسطناها ومهدناها بين أيديكم ليسهل عليكم العمل فيها والانتفاع بثمراتها وخيراتها. وفي آية أخرى من سورة “يس”: ﴿وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)﴾، أي أن الله تعالى إنما أجرى العيون والينابيع في الأرض لتسقي بها الأراضي الزراعية، ثم تجني من ثمراتها وتنتفع بغلاتها وقد ذكر الله ذلك في صدد الامتنان على البشر وتذكيرهم بالنعمة، وشكر نعمة الأرض إنما يكون بالانتفاع بها لا بإهمالها على مرأى من المنعم، أي أن شكر نعمة الأرض التي فرشها الخالق تحت أرجلنا، وأجرى في جنابتها العيون والآبار القريبة من متناول أيدينا إنما يكون بالحرث والسقي والزرع والغرس، مع استعمال جميع الوسائل العصرية حتى تعطي إنتاجها أطيب، ومحصولا أغرز وأكثر، وكذلك زكاة ما تنبته منها، قال تعالى في سورة “البقرة”: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾، الآية: 267. “ولا يخفى أن زيادة الإنتاج الفلاحي وجودته إنما تكون باختيار التربة الصالحة لأي نوع من الإنتاج، وذلك يتوقف على تحليل التربة بالوسائل العلمية واستعمال الأدوية لحفظ الثمار والنباتات من الآفات التي تمنع إنتاجها، كل ذلك مطلوب لتكميل عملية الزرع والغرس حتى يسلم الإنتاج ويتضاعف المحصول، فينتفع الناس بذلك على أكمل وجه وأحسنه، ويجازي الله بفضله الزارعين والغارسين بقدر كثرة إنتاجهم وجودته.
ضرب الله بها المثل في القرآن: يُعَلِّق أبو حيان الأندلسيُّ على قوله سبحانه وتعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} [البقرة: 261]. فيقول: "وفي هذه الآية دلالة على أنَّ اتخاذ الزرع من أعلى الحِرَفِ التي يتَّخذها الناس؛ ولذلك ضرب الله به المثل".
من فوائد الزرع
فوائد الزرع والغرس: من الجدير بالذكر ما تمَّ كشفه في العصر الحديث من فوائد الزرع والغرس، بخلاف ما كان معروفًا في الماضي، وهي الفوائد التي نحتاجها في عصرنا خاصَّةً وأنَّ التشجير وزيادة المساحات الخضراء هو من أفعل الوسائل لمقاومة التلوث البيئيِّ الذي جاء منذ الثورة الصناعية إلى وقتنا هذا، ومن هذه الفوائد ([2]):
تخليص البيئة من كمياتٍ كبيرةٍ من ثاني أكسيد الكربون الضارِّ بالصحة.
إنتاج كميةٍ كبيرةٍ من الأكسجين اللازم لحياة الإنسان والحيوان.
تُضفي على الجوِّ نسمة من الرطوبة؛ نظرًا لأنَّ النباتات تقوم بعملية النتح، الذي يخرج في صورة جزئياتٍ صغيرةٍ من المياه التي تتوزَّع في الجو وتُحيط المناطق المزروعة.
تقوم الأشجار في المناطق الصناعية وكذا في المدن التي تحيط بها الجبال أو الصحاري بتقليل كمية الأتربة والمواد الملوثة الموجودة بالهواء؛ حيث تعمل كمصفاة، لذلك لجأت كثيرٌ من المدن في العالم إلى عمل ما يُسَمَّى بالحزام الأخضر حول المدن.
تعمل الأشجار كمصداتٍ للرياح، وتُعتبر مسئولة عن تثبيت الرمال؛ وبالتالي فهي تمنع ظاهرة التصحُّر التي تُهَدِّد كثيرًا من الدول.
الزراعة سمة حضارية وإنسانية: التخضير سمة حضارية وإنسانية معا، فإن الأمم في القديم وفي الوقت الحاضر تتسابق في التفنن في تخضير مدنها وأراضيها الحدائق والبساتين والمسطحات والمواقع الخضراء وما شابه ذلك.
إن التخضير يرتبط بقوة في حياة الإنسان منذ أن وجد على هذه الكرة الأرضية وحتى الآن.
دليل واضح على قدرة الله تعالى: فالزرعُ يسبحُ اللهَ ويذكرُهُ قالَ جلًّ وعلا﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ وكيف لا؟ ، والزرعُ يُصلِّي ويسجدُ للهِ قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾الرحمن 6
وهو دليلٌ على قدرةِ اللهِ على البعثِ وإحياءِ الموتَى وردًّا على منكري البعثِ قال جلَّ وعلا (( فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) الروم(50)
وقالَ جلَّ وعلا(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))فصلت(39)
وللهِ درُّ القائلِ: وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ *** تدلُّ على أنَّهُ الواحدُ
وسُئِلَ الشافعيُّ رحمه اللهُ ما الدليلُ على وجودِ اللهِ قال: ورقةُ التوتِ طعمُهَا واحدٌ، لكنْ إذا أكلَهَا دودُ القزِّ أخرجَهَا حريرًا، وإذا أكلَهَا النحلُ أخرجَهَا عسلًا، وإذا أكلَهَا الظبيُ أخرجَهَا مسكًا ذا رائحةٍ طيبةٍ.
فمَن الذي وحدَ الأصلَ وعددَ المخارجَ؟! !!!
وللهِ درُّ القائلِ:
اُنظـــرْ لتــلـكَ الشجـــرةِ *** ذاتِ الغصـــونِ النضـرة
كيـف نمــتْ مِـن حـبــــةٍ *** وكيف صــارتْ شجـرة
فابحثْ وقُلْ مَـن ذا الـذي *** يخـرجُ منهــا الثمـــرة
ذاك هـــو اللــــهُ الـــــذي *** أنـعمُــهُ منـهـمـــــرة
ذو حكـمــــــةٍ بــالـغـــــةٍ *** وقـــــدرةٍ مـقـتـــــدرة
ثانيًا: فضل الزراعة وثوابها
الأجر العظيم: عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ» ([3])
في هذا الحديث الشريف وقفة تربوية نبوية مع أفراد أمته المسلمة، التي نالت شرفاً عظيماً عندما تلقت تربيتها ـ في كل مجالات الحياة ـ من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والحديث الشريف رغم بساطته في معناه، ووضوحه في مغزاه، فإنه شكّل بعداً استراتيجياً عميقاً، غاية في الأهمية، لارتباطه بصناعة مستقبل هذه الأمة المسلمة، وتحديد مكانتها بين الأمم، وبيان ذلك يظهر في تلك الدعوة الحميمة التي أطلقها هذا الحديث لأفراد الأمة للاهتمام بالزرع الذي يشكّل صمام الأمان الحقيقي لتوفير الغذاء، توفيراً ذاتياً، يغني المسلمين عن استيراد المحاصيل الزراعية من دول أخرى، قد تستغل حاجتهم لكي تتحكم بمواردهم وقراراتهم ومصيرهم، وقد تستغل حاجتهم فتصدر لهم محاصيل زراعية فاسدة، أو محشوة بالأمراض والأخطار مما يشكل خطراً على صحة الناس وحياتهم، وهذه الاحتمالات ليست ضرباً من الخيال، فقد أثبتت التقارير المخبرية التي أجريت على كثير من المواد الغذائية المستوردة من بلاد أخرى، أنها تحتوي على مواد ضارة وخطيرة على الصحة.
أنها خير الكسب: عَنِ المِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، قَالَ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» ([4])
قال النوويُّ: "فالصواب ما نصَّ عليه رسول الله ﷺ وهو عمل اليد، فإن كان زرَّاعًا فهو أطيب المكاسب وأفضلها؛ لأنَّه عمل يده، ولأنَّ فيه توكُّلاً، كما ذكره الماورديُّ، وقال: فيه نفعًا عامًّا للمسلمين والدواب، ولأنَّه لا بُدَّ في العادة أن يُؤْكَل منه بغير عوض فيحصل له أجره".
من صفات أهل الجنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ "، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: وَاللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا، أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ .
ومعنى (فيما شئت) من المشتهيات والنعيم. (فبادر الطرف نباته) أي أسرع نباته وسبق طرفه والطرف امتداد لحظ الإنسان حيث أدرك وقيل حركة العين. (استواؤه) قيامه على سوقه قويا شديدا. (استحصاده) أسرع يبسه وصار وقت قلعه. (لا تجده) أي لا يكون ذلك الرجل الذي اشتهى الزرع.
الزرع من نعيم الجنة: قال تعالى: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مّنضُودٍ * وَظِلّ مّمْدُودٍ * وَمَآءٍ مّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ) (الواقعة 27- 33)، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنَّ النَّبِيِّ ( ﷺ ) قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (وَظِلٍّ مَمْدُود)" ([5])
اغتنام الأجر حتى آخر نفس: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا»([6])
قال المناويُّ: هذه "مبالغة في الحثِّ على غرس الأشجار وحفر الأنهار؛ لتبقى هذه الدار عامرةً إلى آخر أمدها المحدود المعدود المعلوم عند خالقها، فكما غرس لك غيرك فانتفعت به فاغرس لمن يجيء بعدك لينتفع، وإنْ لم يبقَ من الدنيا إلا صبابة.
فليس هناك حثٌّ وتحريضٌ على الغرس والتشجير أقوى من هذا الحديث؛ لأنَّه يدلُّ على الطبيعة المنتِجَة والخيِّرة للإنسان المسلم، فهو بفطرته عامل مِعطاء للحياة، كالنبع الفيَّاض لا ينضب ولا ينقطع، حتى إنه ليظلُّ يُعطي ويعمل حتى تلفظ الحياة آخر أنفاسها، فلو أنَّ الساعة تُوشك أن تقوم لظلَّ يغرس ويزرع، وهو لن يأكل من ثمر غرسِهِ، ولا أحدٌ غيره سيأكل منه؛ لأنَّ الساعة تدقُّ طبولها، أو يُنْفخ في صُورِها، فالعمل هنا يُؤدَّى لذات العمل؛ لأنَّه ضربٌ من العبادة، والقيام بحقِّ الخلافة لله في الأرض إلى آخر رمق.
تملك الأرض الموات بعد إحيائها: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ» ([7]) ، ولها أحكامها الخاصة في الفقه الإسلامي.
شهادة الزرع لرسول الله ﷺ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ ] كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : «أَيْنَ تُرِيدُ؟ »، قَالَ: إِلَى أَهْلِي، قَالَ: «هَلْ لَكَ إِلَى خَيْرٍ؟ »، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «تَشَهَّدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، قَالَ: هَلْ مِنْ شَاهِدٍ عَلَى مَا تَقُولُ؟ قَالَ ﷺ : «هَذِهِ السَّمُرَةُ»، فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهِيَ بِشَاطِئِ الْوَادِي، فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ خَدًّا حَتَّى كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلَاثًا، فَشَهِدَتْ أَنَّهُ كَمَا قَالَ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا، وَرَجَعَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْمِهِ، وَقَالَ: إِنْ يَتَّبِعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ، وَإِلَّا رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَكُنْتُ مَعَكَ [ ([8])
وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: «كَانَ المَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ المِنْبَرُ وَكَانَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ العِشَارِ، حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ» ([9])
عظيم الخير والبركة لمن راعى الله فيها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: " بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ - لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ - فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ " ([10])
(اسق حديقة فلان) الحديقة القطعة من النخيل وتطلق على الأرض ذات الشجر (فتنحى ذلك السحاب) معنى تنحى قصد يقال تنحيت الشيء وانتحيته ونحوته إذا قصدته ومنه سمي علم النحو لأنه قصد كلام العرب (حرة) الحرة أرض بها حجارة سود كثيرة (شرجة) وجمعها شراج وهي مسايل الماء في الحرار (بمسحاته) قال في القاموس سحا الطين يسحيه ويسحوه ويسحاه سحوا قشره وجرفه والمسحاة ما سحي به]
حرص الصحابة على الزراعة: فهذا عثمان بن عفَّان -رضي الله عنه- يقول وقد سُئل: أتغرس بعد الكبر؟ فقال: لأنْ توافيني السَّاعة وأنا من المصلحين خير من أن توافيني وأنا من المفسدين.
وقيل لأبي الدرداء وهو يغرس جوزة: أتغرس وأنت شيخ، ولا تُطعم إلا بعد عشرين سنة؟، فقال: لا
عليَّ بعد أن يكون الأجر لي.
عبدالرحمن بن عوف رغم غناه كان يمسك المسحاة بيده، ويحول بها الماء.
طلحة بن عبيد الله كان أول من زرع القمح في مزرعته بالمدينة، وكان يزرع على عشرين ناضحًا، وينتج ما يكفي أهله بالمدينة سنتهم، حتى استغنوا عمَّا يستورد من بلاد الشام.
ثالثًا: صفاتُ الزارعِ المُجدِّ
النشاط والتبكير في العمل: عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، قَالَ: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ) ([11])
دعاء من النبي ﷺ لأمته بالبركة العظيمة الكثيرة لمن بدأ عمله في أول النهار ففيه الخير الكثير.
يأخذ بأساليب العلم الحديثة: لا يعرف الزارع المجد العشوائية ولكن يخطط جيدا ويسأل ويستشير الخبراء ليحصل على محصول عال الجودة والمنافسة القوية، قال تعالى : ] فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) [ سورة النحل.
الموازنةُ بينَ العملِ والعبادةِ: فالعملُ عبادةٌ ولكنْ في غيرِ وقتِ العبادةِ، لأنّ اللهَ وقَّتَ الصلاةَ بوقتٍ فقالَ تعالى: { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (النساء: 103 )، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }( الجمعة : 9 – 11 ).
يقولُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِهِ :” لَمَّا حَجَرَ اللهُ عليهم في التصرفِ بعدَ النداءِ بيعًا وشراءً وأمرَهُم بالاجتماعِ، أذنَ لهم بعدَ الفراغِ في الانتشارِ في الأرضِ والابتغاءِ من فضلِ اللهِ، كما كان عرَاكُ بنُ مالكٍ رضي اللهُ عنه إذا صلَّى الجمعةَ انصرفَ فوقفَ على بابِ المسجدِ، فقال: اللهمَّ إنّي أجبتُ دعوتَكَ، وصليتُ فريضتَكَ، وانتشرتُ كما أمرتَنِي، فارزقنِي من فضلِكَ، وأنتَ خيرُ الرازقين”.
عدمُ التعسفِ في استعمالِ الحقِّ: والتعسفُ بأنْ يمنعَ مرورَ مياهِ ريٍّ أو صرفٍ أو طريقٍ، ولا سيَّمَا
إذا كان لا يضرُّهُ في شيءٍ، والخليجُ مجرَى الماءِ للسقِي والشربِ.
وقد روي أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ خَلِيفَةَ سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَنْ يَسُوقَ خَلِيجًا لَهُ فَيَمُرَّ بِهِ فِي أَرْضِ مُحَمَّدِ
بن مسلمة فَامْتنعَ فَكَلَّمَهُ عُمَرُ فِي ذَلِكَ فَأَبَى فَقَالَ وَاللَّهُ لَيَمُرَّنَّ بِهِ وَلَوْ عَلَى بَطْنِكَ فَحَمَلَ عُمَرُ الْأَمْرَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَعَدَّاهُ إِلَى كُلِّ مَا يَحْتَاجُ الْجَارُّ إِلَى الِانْتِفَاعِ بِهِ مِنْ دَارِ جَارِهِ وَأَرْضِهِ ([12])
عدمُ التعدِّي على حدودِ الغيرِ: وهي الحدودُ الفاصلةُ بينَ الزارعِ وجيرانِهِ، فقد روى مسلمٌ عن علىٍّ رضى اللهُ عنه أنَّ النبيَّ ﷺ قال ” لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ ”. وفى رواية ” لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ “. ومعنى تغييرُ تخومِ الأرضِ أو منارِ الأرضِ: العلاماتُ ( الرُّجَمُ ) التي توضحُ حدودَ الأراضِي وممتلكاتِ الناسِ، فيأتِي أحدُهُم فينقلُ العلامةَ حتى يستفيدَ مِن أرضِ جارِهِ، فجاءَ لعنُهُ على لسانِ النبيِّ ﷺ لأنَّهُ اقتطعَ مِن مالِ أخيهِ بغيرِ حقٍ، فمَن يغيرُ هذه العلاماتِ يُلعنُ، فما بَالُنَا بِمَن يسرقُهَا؟! لذلك قالَ ﷺ :” مَن أَخَذَ شِبرًا مِن الأرضِ ظُلمًا طُوِّقه مِن سبعِ أَرَضين” ([13])
يخرج زكاة زرعه يوم حصاده: فقد أوجب الله تعالى زكاة الزروع والثمار
قال تعالى: ] وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ[ سورة الأنعام.
ولبيان كيفية إخراجها زكاة الزروع :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ» ([14]) ، وتقدير النصاب بالكيل المصري هو خمسون كيلة، أي أربعة أرادب وكيلتين.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «فِيمَا سَقَتِ الْأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالسَّوَانِي فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ» ([15])
فالأراضي التي سُقيت عن طريق الأنهار والعيون بدون آلات يخرج العشر من المحصول.
أما الأراضي التي سُقيت بالآلات يخرج نصف العشر من المحصول.
عدمُ احتكارِ الزرعِ: وهو ما يقومُ بهِ تجارُ الحبوبِ الغذائيةِ، وذلك بشرائِهَا واحتكارِهَا حتى الغلاء، ولا شكَّ أنَّ في ذلك إضرارًا بأفرادِ المجتمعِ، لذلك قالَ ﷺ : «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ» ([16])
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جمع وترتيب: الشيخ أحمد أبو عيد
0109 809 58 54
نسألكم الدعاء
[1])) سنن الترمذي
[2])) د. أحمد عبد الوهاب عبد الجواد: المنهج الإسلامي لعلاج تلوث البيئة، ص172، 173
[3])) صحيح مسلم
[4])) صحيح البخاري
[5])) سنن الترمذي (صحيح)
[6])) الأدب المفرد للبخاري
[7])) سنن الترمذي
[8])) صحيح ابن حبان (صحيح)
[9])) صحيح البخاري
[10])) صحيح مسلم
[11])) سنن أبي داود (صحيح)
[12])) فتح الباري
[13])) متفق عليه
[14])) متفق عليه
[15])) صحيح مسلم
[16])) صحيح مسلم