العمل قيمة راقية للشيخ أبو سيف الازهري
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي ذي العزة والجلال،
أمر المسلمين بإتقان الأعمال،
وحذرهم من التكاسل والإهمال،
لينالوا أعظم الثواب في الحال والمآل،
وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير المتعال،
شرع للعمال حقوقا تحميهم من الظلم وسوء الأفعال،
وواجبات تحقق لهم الأماني والآمال،
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الكريم المفضال،
أول من حرر العمال من وطأة العبودية والاستغلال، إلى فضاء الحرية والاستقلال،
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الجزاء على الأفعال والأقوال.
وبعد:............
يقول الله تعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
#عبادالله:
اعلموا جيدا ان ان للعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة،
به ينال الأجر والثواب،
وهو عبادة عظيمة لله وامتثال لأمره،
عن طريقه تقوم الحياة،
وتعمر الديار،
وتزدهر الأوطان،
ويحدث الاستقرار،
أمر به سبحانه وتعالى فقال: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}
وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}
◀واعتَبَر الإسلام العمل نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله،
فقد رأى بعض الصحابة شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فردَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تقولوا هذا؛ فإنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان»
صحيح الجامع للألباني،
🔴 نقول ذلك
لأنه للأسف الشديد اصبح الشعب يتاجر فى بعضه
فمن مريض الى جائع الى فاسد الى عاطل
كل هؤلاء اعطوا الفرصة لصاحب الصيدلية والمطعم والكباريه والقهوة ان يقيموا على انقاضهم مشاريع ناجحة
🔴 نقول ذلك
لاننا اصبحنا شعبا يريد ان ينجح دون مذاكرة
يريد ان يكسب مالا وهو جالس على النت فى البيت
يريد ان يتزوج العفيفة وهو متحرش
بل يريد ان يموت ساجدا وهو لا يصلى
فأين العمل...؟
🔴 نقول ذلك
لانه قد مرت على البشرية فترات عصيبه كانت تعتقد ان العمل للاخرة يقتضى الانقطاع عن الدنيا واعتزال العالم مما ادى الى التأخرفى كل الميادين
فالدنيا مخلوقة لنا بسماءها وارضها قال سبحانه (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا )وقال سبحانه ( ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً)) فلماذا نرفض هدية الله؟ لماذا لا نصلح الدنيا بالدين؟
ألم يقل صلى الله عليه وسلم فى الصحيحين (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه)
يقول الاسلام ذلك ليحفظ للمسلم ماء وجهه بل ليعلمه عزة النفس واكرامها - ويحول بينه وبين الخمول والكسل والا يكون عالة على غيره
◀روى أصحاب السنن من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه-:
" أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أما في بيتك شيء ؟
قال: بلى: حِلْسُ نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه الماء،
قال: ائتني بهما، ف
أخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: من يشتري هذين ؟
قال رجل: أنا آخذهم بدرهم، قال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثاً، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعاماً وانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فائتني به... فشد فيه رسول الله عوداً بيده ثم قال: اذهب فاحتطب وبعْ.. ولا أرينًّك خمسة عشرة يوماً. فذهب الرجل يحتطب ويبيعن فجاءه وقد أصاب دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما.."
◀فقد حوَّل الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل من سائل إلى منتج.
وأوجد له فرصة عمل تكفيه ذل السؤال.
◀وقد وجه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة نحو العمل والسعي على الرزق وجعله بابا منن أبواب الطاعات وسببا من أسباب المغفرة،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من بات كالاً من عمل يده أمسى مغفورا له" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " هناك ذنوب لا تكفرها صلاة ولا زكاة ولا حج، قيل وما يكفرها يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: السعي على الرزق"
#أيهاالاخوة:
🔴 إن الاسلام قد انفرد بفكرة لا يشاركه غيره فيها ،
وهي “أن البناء على المقاصد الأصلية يصيِّر تصرفات المكلف كلها عبادات ، سواء كانت من قبيل العبادات أو العادات ؛ لأن المكلف إذا فهم مراد الشارع من قيام أحوال الدنيا ، وأخذ في العمل على مقتضى ما فهم ، فهو إنما يعمل من حيث طلب منه العمل ، ويترك إذا طلب منه الترك. فهو أبدا في إعانة الخلق على ما هم عليه من إقامة المصالح باليد واللسان والقلب”؛
◀ لذا فإن أي عمل نافع لا تنهى عنه الشريعة فهو عبادة ، وواجب كفائي “يطلب من مجموع المكلفين ؛ وذلك كتعلم الصنائع المختلفة … وأنه إذا فعله أحد المكلفين سقط الطلب عن الباقين ، وارتفع الإثم عنهم جميعا ، وإذا أهمله الجميع أثموا جميعا”، ولا يسقط فرض الكفاية إلا عند قيام الكفاية.
#نـــعـــم
◀ إن هدف العمل في الإسلام ليس كسب المال فقط، ففضلاً عن معانيه التعبدية،
فإن من غاياته تحقيق الأمن الاجتماعي بين الناس،
وهذا يؤدي إلى التوازن النفسي على مستوى الفرد والجماعة،
وكم من مجتمعات بلغت الغاية في الكسب المادي، ولكن أفرادها ظلت حياتهم مملوءة بالقلق والخوف والوحدة والشعور الحاد بالغربة القاتلة، وكأنها تعيش في غابة مملوءة بالوحوش الكاسرة،
◀لذا نجد علاقات طردية بين العمل الصالح -والذي من وراءه بسط الرزق- والتوازن الاجتماعي، وهذا المفهوم يتضح من خلال الحديث الصحيح: «من سره أن يبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه» البخاري، ومسلم، ،
◀ويلاحظ أن الإسلام أكد أهمية العمل ووضح المسؤولية الذاتية التي هي مناط التكليف ؛ حيث يقول تعالى:
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها
وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
◀ فالإسلام أيها المسلمون،
دين عملٍ،
دين قوة ونشاط،
دين فضائل وأخلاق،
ولقد خاب وخَسِر من رمى الإسلام بالخمول والكسل، وأنه يؤخِّر عن العمل، وأن صاحبه يَركَن إلى العجز والخور، والجبن والبخل، التي هي أشرُّ الصفات،
ولقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ منهن صباحًا ومساءكما في حديث أنس أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول كثيرا:
“اللهم إني أعوذ بك من الهم ،
والحَزَن ،
والعجز ،
والكسل ،
والبخل ،
والجبن ،
وضَلَعِ الدين،
وغلبة الرجال”،
◀وتمت ترجمة التوجيهات النبوية في المواقف العملية للصحابة الكرام ، فقد “كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم…”،
◀وعندما كان بعض الصحابة يعرض على أخيه أن يشاطره نصف ماله ، كان يدعو له بالبركة ، ثم يقول: “دلوني على السوق” ، فلا يرضى إلا أن يكون العمل الجاد المشرف هو المقابل للإيثار العظيم الذي بادره به أخوه ،
◀ ولقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على مبدأ عظيم: “اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول”
حتى أنه كان يشجع صبيان المسلمين على العمل ،
◀وقد ترجم في الإصابة لعبد الله بن جعفر ، فنقل عن البغوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعبد الله بن جعفر ، وهو يبيع بيع الصبيان ، فقال: “اللهم بارك له في بيعه ، أو صفقته”،
◀ومن أهمية العمل في الإسلام أنه أحد معايير التقييم ؛ لدرجة أن عمر بن الخطاب كان “إذا رأى غلاما فأعجبه سأل: هل له حرفة؟ فإن قيل:لا ، قال: سقط من عيني”،
◀وبلغ من حرص الأصحاب رضي الله عنهم أن “(صنع القفاف ونحوها من الخوص وهو ورق النخيل) كانت حرفه سلمان الفارسي ، حتى وهو أمير في المدائن ؛ فيعيش بها ، وكان يقول: أحب أن أعيش من عمل يدي …”
◀وسار على ذلك فقهاء الإسلام الكبار يحثون الأمة على العمل ، “وفي عمدة الطالب: طلب التكسب واجب ، فريضة ، ثم التكسب أنواع: كسب مفروض ، وهو الكسب بقدر الكفاية لنفسه ولعياله وقضائه دينه ، وكسب مستحب ، وهو كسب الزيادة على أدنى الكفاية ؛ ليواسي به فقيرا أو يجازي به قريبا ، ثم قال: إنه أفضل حتى من التخلي لنفل العبادة …”
◀ بل إن العمل في خدمة الكلاب خير من البطالة والبقاء عالة على الناس ، ويقول الإمام السبكي أن على (الكلابزي) ، وهو الذي يخدم الكلاب “…أن يعلم أن في كل كبد رطبة أجر ، وإذا كان له على خدمتها جُعلٌ فهذه نعمة ثانية ، عليه أن يوفيها حق شكرها…”
◀من كل ما سبق فإنه يبدو بوضوح كم أعلى الإسلام من شأن العمل ؛ و اعتبر كل نافع منه فرضا من الفروض ، بل جعله (إذا اقترن بالنية الصالحة) يخرج من حيز العادات ليكون عبادة لله رب العالمين.
#ايهاالاخوة:
لقد عظم الإسلام من شأن العمل مهما كان هذا العمل،
في المصنع
أو في المتجر
أو في المستشفى
أو في الوزارة
أو في السوق،
أو في بناء العمارات وتشييد المباني،
أو في الزراعة وحراثة الأرض،
أو حتى كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض،
أو حتى كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك،
بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فأنها تؤجر عليه.
فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه،
قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
🔴ويجب أن نلاحظ أن الإسلام لم يحدد نوعية أو طبيعة العمل
بمعني أن المقصود هو العمل في لفظه المطلق
ويستوي في هذا العمل الذهني أو المهني والحرفي والعمل للدنيا وللآخرة ايضا
لان مما شاع في مجتمعاتنا ويعتبر آفة ما زلنا نعاني منها إلى اليوم هو تدني النظرة إلى قيمة العمل اليدوي أو المهني.
🔴عن أنسٍ بن مالكٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" سبعٌ يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته " . حسنه الألباني في صحيح الجامع
فيا إخوة الإيمان :
= أين نحن من هذا الفضل العظيم ؟
= أين نحن من هذه الأعمال الصالحة التي حثنا عليها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
= ما هي آثارنا بعد الموت ؟ وماذا سيقول الناس عنا إذا متنا ؟
= كم من الأعمال الطيبة المُباركة ستُنسب إلينا بعد الموت ؟
= ما المشاريع الخيرية التي ستكون في صحائف أعمالنا يوم القيامة ؟
= كم من مسلمٍ علّمناه أو ساعدناه على الهداية والصلاح ؟
= كم من مرةً أمرنا بالمعروف أو نهينا عن المنكر ؟
= كم من آيةٍ حفّظنا ، أو حديثٍ بلَّغنا ، أو صدقةٍ قدّمنا ؟
= كم من بئرٍ حفرنا ، أو ماءٍ أسقينا ؟
= كم من فقير أو مسكين أطعمنا ؟
= كم من يتيمٍ واسينا وتفقدنا ؟
= كم من شجرةٍ مُثمرةٍ غرسنا ؟
= كم من مُعاقٍ ساعدنا ؟ وكم من عاجزٍ خدمنا ؟
= كم من مريضٍ عُدنا ؟ وكم من مُحتاجٍ للعلاج عالجنا ؟
= كم من مسجدٍ بنينا ، أو فرشنا ، أو جهزنا ؟
= كم من كلمة طيبةٍ للآخرين قلنا ؟
= كم من كتابٍ وزّعنا ، أو شريطٍ أهدينا ؟
= كم مرةٍ تدخّلنا بين أخوين مُتخاصمين وأصلحنا؟
= ما هي الصدقة أو الصدقات التي أجريناها ونبتغي ثوابها عند الله ؟
فلنتدارك الأمر قبل فوات الأوان ،
ولنعمل لآخرتنا مثل ما نعمل لدُنيانا .
#حقا
قيمة الإنسان ما يتقنه من عمل،
سيدنا عمر يقول:
إني أرى الرجل ليس له عمل فيسقط من عيني
حجمك عند الله بحجم عملك الصالح.
◀الآن نحن نسعد كثيراً إذا ضحى إنسان بحياته من أجل أن يهز كيان العدو،
ونطرب لهذا الخبر، ونرتاح له،
◀ولكن لا بدّ من أن أضيف إليكم أن أمتنا بحاجة إلى من يموت في سبيلها،
◀وهي في أمس الحاجة أيضاً إلى من يعيش في سبيلها،
ماذا يمنع احدهم أن يختار عملا يخدم به أمته؟ يقوي به أمته؟ يحصن به أمته؟
لذلك ينبغي أن نعيش في سبيل هذه الأمة ولا نكتفي أن نكون صالحين،
◀ورد في الأثر أن الله عز وجل أرسل الملائكة لإهلاك قرية، فقالوا : إن فيها رجلاً صالحاً؟ قال : به فابدؤوا، ولمَ يا رب؟ قال : لأنه لم يكن يتمعر وجهه إذا رأى منكراً.
عندما تقول: أنا ليس لي علاقة، فخار يكسر بعضه، ينطبق عليك هذا الحديث، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إسلامي، لذلك:
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)
ما قال صالحون، قال: مصلحون، المصلح لا يدمر أما الصالح فيهلك لأنه قصر، صالح في نفسه و لم يفكر أن يصلح غيره.
◀ يفرض الإسلام فرضاً محتماً علي كل فرد السعي للحصول علي عمل يسد حاجته ويوفي بضرورياته الأساسية وواجب الدولة والمجتمع معاً إتاحة فرص العمل المنتج والكسب النافع بدل عليه ، قوله – تعالي : فإذا قُضيت الصلاة فأنتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله
◀إن الإسلام نهى أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، فالذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال صلى الله عليه وسلم: «اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله» (متفق عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه» (البخاري).
◀ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة"، ويقول أيضاً: رضي الله عنه: "أني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني". فعلى المسلم أن يعمل ويجتهد حتى تتحقق قيمته في الحياة.
#ايهاالاخوة:
سيدنا عمر زار بلدة فرأى أكثر الفعاليات الاقتصادية بيد غير المسلمين، فعنفهم أشد التعنيف، فقالوا: لقد سخرهم الله لنا، فقال لهم قبل ألف وأربعمئة عام:
كيف بكم إذا أصبحتم عبيداً عندهم؟
🔴 الخليفة العملاق أدرك قبل ألف وأربعمائة عام أن المنتج قوي والمستهلك ضعيف،
يجب أن نعمل، كل منا يجب أن يفكر بعمل يخدم به أمته،
لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلامفى الصحيحين
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ
لذلك أيها الأخوةفى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ
اتدرون لماذا؟
لأن المؤمن القوي خيارات العمل الصالح أمامه واسعة جداً.
#أخى_فى_الله:
اعلم انك لو اشتغلت بإخلاص، في أي مكان،واتقنت عملك ولو لم يسمع بك احد او يراك، فستجد الرزق يبحث عنك حتى لو كنت داخل كهف أو في أطراف الأرض.
فربنا جل جلاله بيحب المخلصين. ومن صرح الله بحبه فلا خوف عليه.
قَالَ -تَعَالى-: (وَأَحسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحسِنِينَ)
#ايهاالاخوة
لقد جعل الله الأرض مستقر حياة الإنسان ومعاشه في هذه الدنيا، وأوجد فيها الكثير من النعم، وسخر جميع المخلوقات لخدمته، ونوع له أبواب الرزق وطرقه، وأمره بالسعي والعمل الصالح النافع الذي جعله سببا لمعاشه وعزته وقوته، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}
◀ والمطلوب أن ينزل المسلم في ميادين الحياة مكافحا،
وإلى أبواب الرزق ساعيا،
ولكن قلبه معلق بالله، وفكره لا يغيب عن مراقبة الله وخشيته، والالتزام بحدوده والتقيد بأوامره، قال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}
ولقد أحسن الحافظ ابن حجر - حين قال: " ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ".
لكن للاسف
بعض الناس يعمل ولا يحسن، وبعض الناس يبدأ ولا يكمل،
وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ
ومتى يبلغ البنان يوما تمامه اذا كنت تبنى وغيرك يهدم
اسأل الله تعالى ان يصلحنى واياكم ظاهرا وباطنا
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ....!
=======================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى أخرجه البخارى فى صحيحه عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
“ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده
#عبادالله:
إن نظام هذه الحياة، يتطلب السعي والعمل،
فجميع المخلوقات من حولنا تسعى بجد، وتعمل بنشاط،
فكان من الواجب أن ينهض الإنسان للعمل مستشعراً بشعار الجد والنشاط، طارحاً القعود والكسل وراءه ظهرياً، حتى يقوم بما فرضته عليه طبيعة الإنسانية، وهي سنة الله في خلقه، وبما أوحت إليه القوانين الشرعية،
◄والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كلا على غيره، وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي، وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له، وهناك تتبادل المنافع، وتدور رحى الأعمال، ويتم النظام على الوجه الأكمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده» (رواه البخاري)، ويقول أيضًا: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلةٌ فإن استَطاع ألاَّ يقوم حتى يغرسها فليفعلْ» رواه البخاري في: الأدب المفرد،
◄قال ابن عباس رضي الله عنهما:
"كان آدم -عليه السلام- حراثاً،
ونوح نجاراً،
وإدريس خياطاً،
وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة،
وصالح تاجراً،
وداود حداداً..
وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم رعاة للأغنام،
وعمل صلى الله عليه وسلم أيضاً في التجارة فخرج إلى الشام في تجارة عمه وزوجه خديجة رضي الله عنها".
◄قال لقمان الحكيم لابنه يوما: "يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه،
وضعف في عقله،
وذهاب مروءته
وأعظم من هذه الخصال استخفاف الناس به".