صفات المؤمنين في القرآن للشيخ أحمد أبو عيد
الحمد لله رب العالمين، يسمع دعاء الخلائق ويجيب، يؤنس الوحيد، ويَهدي الشريد، ويُذهب الوحشة عن الغريب، يغفر لمن استغفره، ويرحَم مَن استرحمه، ويصلح المعيب، يستر العصاة، ويمهل البغاة، ومن تاب منهم قبل وأثيب، يكلف بالقليل، ويجزي بالجزيل، ويعفو عن الذي بالعجز أصيب، من أطاعه تولاه، ومن غفل عنه لا ينساه، وله من الرزق نصيب، يرزق بلا أسباب، ويدخل الجنة بغير حساب، فلا فضح ولا تنقيب، نحمده تبارك وتعالى ونسأله التنظيم لأحوالنا والترتيب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من الفساد والإفساد والتخريب، ونرجوه الأمن والأمان والرضا والرضوان في يوم يسقط الجنين فيه والصغير فيه يشيب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المهيمن والرقيب، من تبع شرعه والاه، ومن تقرب إليه فاز بالتقريب، من أوى إليه آواه، ومن استحيا منه فليس عليه تثريب،
من توكل عليه كفاه، ومن التجأ إليه فالفرج قريب، من اعتصم به فهو مولاه، ومن ارتجاه مخلصًا لا يخيب، من ذكره خاشعًا اجتباه، ومن تاب إليه فهو منيب، من شكر عطاءه نماه، ومن تواضع له نجا من التعذيب.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المقرب والحبيب، خلقه نعمة، ومبعثه رحمة، وشمس سنته لا تغيب، نظره لحظ، وكلامه وعظ، واللفظ منه لا يريب، نوره يخطَف الأبصار، ومسجده علم ومزار، وأنفاسه مسك وطيب، من سلم عليه رد u، ومن صلى عليه فهو من الجنة قريب، من رآه في المنام فقد رآه، ومن بايعه فقد بايع الله، ومن دعا عند قبره أجيب، من نال شفاعته اجتاز، ومن شرب من حوضه فاز، فلا عتاب ولا تأنيب، هو تاج أولي العزائم، وقدوة لكل صائم وقائم، وبإتباعه تحلو الحياة وتطيب.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه عدد ما وسعه علم الحساب من تربيع وتكعيب، وكلما أثنى عليه شاعر أو أديب، وطالما عرف حقه عالم أو نجيب، وعلى الصحب والآل وكل من انتسب إليه من بعيد أو قريب.
العناصـــر
أولا: تعريف الإيمان ثانياً: هل الإيمان يزيد وينقص وما سبب ذلك؟
ثالثا: الأسس التي يقوم عليها الإيمان رابعاً: صفات المؤمـنين
خامساً: جــزاء المؤمـنين
الموضـــــــــــــوع
أولا: تعريف الإيمان؟
الإيمان لغةً: هو التصديق والاطمئنان
اصطلاحا: فهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فهذه الأمور الستة هي التي عليها مدار النفس وتفكيرها، في حاضرها ومستقبل أمرها، في شئون الحياة الدنيا، وما يصلح الأموال فيها، وفي المستقبل المنتظر حدوثه في هذه الحياة الدنيا، أو ما يحصل بعد الموت وعند البعث والنشور.
وقيل بأنه هو "الإقرار بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح". فهو يتضمن الأمور الثلاثة: إقرار بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح.
ثانياً: هل الإيمان يزيد وينقص وما سبب ذلك؟
الإيمان يزيد وينقص، وذلك لأن الإقرار بالقلب يتفاضل فليس الإقرار بالخبر كالإقرار بالمعاينة، وليس الإقرار بخبر الرجل كالإقرار بخبر الرجلين وهكذا، ولهذا قال إبراهيم، عليه الصلاة والسلام: "رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي". فالإيمان يزيد من حيث إقرار القلب وطمأنينته وسكونه، والإنسان يجد ذلك من نفسه فعندما يحضر مجلسَ ذكرٍ فيه موعظة، وذكرٍ للجنة والنار يزداد الإيمان حتى كأنه يشاهد ذلك رأي العين، وعندما توجد الغفلة ويقوم من هذا المجلس يخف هذا اليقين في قلبه.
كذلك يزداد الإيمان من حيث القول فإن من ذَكَرَ الله عشر مرات ليس كمن ذَكَرَ الله مئة مرة، فالثاني أزيد بكثير.
وكذلك أيضاً من أتى بالعبادة على وجه كامل يكون إيمانه أزيد ممن أتى بها على وجه ناقص.
وكذلك العمل فإن الإنسان إذا عمل عملاً بجوارحه أكثر من الآخر صار الأكثر أزيد إيماناً من الناقص وقد جاء ذلك في القرآن والسنة -أعني إثبات الزيادة والنقصان-قال تعالى: "وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً"، وقال تعالى: "وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول: أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون. وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهو كافرون"، وفي الحديث الصحيح عن النبي ﷺ، قال: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" ([1]) فالإيمان إذاً يزيد وينقص.
ولكن ما سبب زيادة الإيمان؟
للزيادة أسباب وهي:
معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته: فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته ازداد إيماناً بلا شك، ولهذا تجد أهل العلم الذين يعلمون من أسماء الله وصفاته ما لا يعلمه غيرهم تجدهم أقوى إيماناً من الآخرين من هذا الوجه
تدبر القرآن على وجه العموم.
3ـ معرفة النبي ﷺ وما هو عليه من الأخلاق العالية والأوصاف الكاملة.
النظر في آيات الله الكونية والشرعية فإن الإنسان كلما نظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ازداد إيماناً قال تعالى: "وفي الأرض آيات للموقنين. وفي أنفسكم أفلا تبصرون". والآيات الدالة على هذا كثيرة أعني الآيات الدالة على أن الإنسان بتدبره وتأمله في هذا الكون يزداد إيمانه.
الإكثار من ذكر الله في كل وقت.
التعلق بمناخات زيادة الإيمان وفي مقدمتها المساجد، ومجالسة الصالحين.
كثرة الطاعات: فإن الإنسان كلما كثرت طاعاته ازداد بذلك إيماناً سواء كانت هذه الطاعات قوليه، أم فعليه: فالذكر يزيد الإيمان كمية وكيفية، والصلاة والصوم، والحج تزيد الإيمان أيضاً كمية وكيفية.
أما أسباب النقصان فهي على العكس من ذلك:
الجهل بأسماء الله وصفاته يوجب نقص الإيمان لأن الإنسان إذا نقصت معرفته بأسماء الله وصفاته نقص إيمانه.
الإعراض عن التفكر في آيات الله الكونية والشرعية فإن هذا يسبب نقص الإيمان، أو على الأقل ركوده وعدم نموه
فعل المعصية: فإن للمعصية آثاراً عظيمة على القلب وعلى الإيمان، فعن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْني وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ" ([2])
ترك الطاعة: فإن ترك الطاعة سبب لنقص الإيمان، لكن إن كانت الطاعة واجبة وتَرَكَها بلا عذرٍ فهو نقص يلام عليه ويعاقب، وإن كانت الطاعة غير واجبةٍ أو واجبةً لكن تركها بعذر فإنه نقص لا يلام عليه.
ثالثاً: الأسس التي يقوم عليها الإيمان
طهارة القلب من كل ما يعبد من دون الله: قال تعالى: " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (البقرة، آية: 256)
وقال تعالى: " وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ " (الزمر 17). وفي ذلك إشارة إلى أن التطهير مقدم على التزكية وأن تخليص القلب من أدرانه ونجاسته المتمثلة بالمعتقدات الباطلة وما يترتب عليها من محبة الطواغيت أو التعلق بهم واجب لحلول الإيمان بالقلب.
الإيمان بالغيب: قال تعالى: " الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ " (البقرة، آية: 1ـ 3)
والغيب هو كل ما غاب عنك وفي قوله: " الذين يؤمنون بالغيب " أي: آمنوا بالله وملائكته ورسله، واليوم الآخر، وجنته، وناره ولقائه، وأمنوا بالحياة بعد الموت، وقد جمع الرسول ﷺ أصول الأمور الغيبية بتعريفه للإيمان في حديث جبريل u ـ حيث قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"([3]).
امتثال الأوامر واجتناب النواهي: قال تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" ففي هذه الآية بيان للحكمة التي خلق الله من أجلها الناس وهي أن يكلفهم بعبادته، بالامتثال لأوامره والانتهاء عن نواهيه، وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " (البقرة، آية: 208) والسلم: هو الإسلام والمراد بكافة: أي جميع شرائع الإسلام، ففي الآية يدعو الله المؤمنين إلى الأخذ بجميع شرائع الإسلام، وإقامة جميع أحكامه، وحدوده، دون تضييع بعضه والعمل ببعضه.
الإخلاص لله في العبادة: قال تعالى: " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا " (الإنسان، آية: 9).
وقال تعالى: " هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " (غافر، آية: 65).
وقال تعالى: " أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ " (الزمر، آية: 3). فالإخلاص شرط في صحة العبادة وأساس مهم من أسس الإيمان بدونه لا يدخل العبد في ولاية الله، ولا يقبل منه عمل ولا يتحصل على ثمرات الإيمان وكراماته التي وعد بها عباده المؤمنين.
صدق المتابعة للنبي : ﷺ قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " (الأحزاب، آية: 21) ، هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله ﷺ في أقواله وأفعاله وأحواله.
وقال تعالى: " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا " (الكهف، آية: 110). وهذان ركنا العمل المتقبل لابد أن يكون صواباً خالصاً فالصواب: أن يكون على السنة وإليه الإشارة بقوله: " فليعمل عملاً صالحاً " والخالص: أن يخلص من الشرك الجلي، والخفي، وإليه الإشارة بقوله: " ولا يشرك بعبادة ربه أحداً "
العلم: قال تعالى: " وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " (الأنعام، آية: 55). فالعلم أساس هام في الإيمان بالله وركن بارز في دعوة النبي ﷺ.
وقال تعالى: " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (يوسف، آية: 108)، فدلت آية سورة يوسف على أن طريق النبي ﷺ يقوم على ثلاثة أمور:
أـ الدعوة إلى التوحيد.
ب ـ العلم والبصيرة. في ذلك كله وقد بين سبحانه أن التعليم من أخص وظائف النبي ﷺ وأنه أخرج به المسلمين من الضلال المبين، فقال سبحانه: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " (الجمعة، آية: 2)
ج-العمل الصالح من مستلزمات الإيمان
قال تعالى: " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " (العصر، آية: 1ـ 3).
فالعمل الصالح يقوم على الإيمان، والإيمان يقوم على التوحيد، والإيمان الذي يريده الله هو الإيمان الحي الفاعل، هو الإيمان المؤثر النامي، هو الإيمان القائد الموجه، الإيمان الذي ينفع صاحبه هو الإيمان الذي يغرس في قلبه فينمو ويزدهر وينير ويضيء ويزين هذا القلب بزينته ويملؤه في كل جوانبه ويدفعه نحو العمل الصالح بأنواعه.
رابعاً: صفات المؤمنين
عرض القرآن الكريم كثيراً من صفات أهل الإيمان، وتحدثت آياته الكريمة عن أهمها وأشهرها ودعت المؤمنين إلى أن يتصفوا بها حتى يعيشوا حياة إيمانية مباركة سعيدة وحتى ينالوا جنة الله وثوابه ونعيمه ولقد كان حديث القرآن الكريم عن صفات المؤمنين شاملاً ومتنوعاً، وقد توزعت سور القرآن في الحديث عن صفات المؤمنين في الفترة المكية والمدنية وهذا يعطي أهمية لتذكير المسلمين بها حتى لا تنسى ولا تُهمل ولكي يتربى على هذه الصفات والأخلاق عموم المسلمين، ولا يمكننا حصر صفات المؤمنين في القرآن الكريم حيث وردت في كثير من المواضع كما في أول سورة البقرة والمؤمنون والفرقان.. إلخ.
قال تعالى: " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (المؤمنون)
فمن صفات هؤلاء المؤمنين في هذه الآيات وغيرها
الخشوع في الصلاة: فعن عثمان قال: قال رسول الله ﷺ: " ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوؤها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله " ([4])
الإعراض عن اللغو: قال تعالى " وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ "
واللغو هو كل كلام ساقط حقه أن يلغى، كالكذب والشتم والهزل يعني أن لهم من الجد ما شغلهم عن الهزل، ولما وصفهم بالخشوع في الصلاة أتبعه الوصف بالإعراض عن اللغو، ليجمع لهم الفعل والترك الشاقين على الأنفس، اللذين هما قاعدتا بناء التكليف. فالإعراض عن اللغو أي: عن الباطل، وهو يشتمل عن الشرك، كما قاله بعضهم والمعاصي، كما قاله آخرون ـ وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، كما قال تعالى: " وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا " (الفرقان، آية: 72)
تطهيرهم لأنفسهم بأداء الزكاة: قال تعالى: " وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ " (المؤمنون، آية: 4)،
قال ﷺ: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملآ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ([5])
قوله: والصدقة برهان " معناه: الصدقة حجة على إيمان فاعلها، فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقده فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه، فالمؤمنون في حياتهم الدنيا يصونون بالزكاة المجتمع من الخلل الذي ينشئه الفقر في جانب والترف في جانب، فهي تأمين اجتماعي للأفراد جميعاً وهي ضمان اجتماعي للعاجزين، وهي وقاية للجماعة كلها من التفكك والانحلال.
-حفظ الفروج: قال تعالى: " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ والذين هم لفروجهم حافظون " (المؤمنون، آية: 7)، فالمؤمنون قوم يحبون العفة، ويحافظون على طهارتهم بمعناها الشامل وهذه طهارة الروح، ووقاية النفس والأسرة والمجتمع بحفظ الفروج من دنس المباشرة في غير حلال، وحفظ القلوب من التطلع في غير حلال، وحفظ المجتمع من انطلاق الشهوات فيه بغير حساب، ومن فساد البيوت فيها والأنساب.
رعاية الأمانة والعهد: قال تعالى: " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ " (المؤمنون، آية: 8)، أي: إذا اؤتمنوا لم يخونوا، يل يؤدونها إلى أهلها، وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك، لا كصفات المنافقين الذين قال فيهم رسول الله ﷺ: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" ([6])
قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا " (النساء، آية: 58)
المحافظة على الصلوات: قال تعالى: " وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ " (المؤمنون، آية: 9): الذين على أوقات صلاتهم يحافظون، فلا يضيعونها، ولا يشتغلون عنها حتى تفوتهم، ولكنهم يراعونها حتى يؤدونها فيها.
وعن عبد الله بن مسعود t قال سألت رسول الله ﷺ أي العمل أحب إلى الله قال "الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله " ([7])
الخوف والخشية من الله وعدم الإشراك به والتوكل عليه: قال تعالى" إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴿٥٧﴾ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٨﴾ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ
لَا يُشْرِكُونَ ﴿٥٩﴾ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿٦٠﴾ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ "المؤمنون
وقال تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) سورة الأنفال
الأخوة في الدين: قال تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ "الحجرات
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالى "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " التوبة
الغـــيــرة: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله ألا يأتي المؤمن ما حرم الله "([8])
مهما كانت الظروف لا يتبدل ولا يتغير: عن صهيب قال: قال رسول الله ﷺ" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " ([9]) ، وقال تعالى﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تبديلا) سورة الأحزاب الآية 23
محبته للمؤمنين يؤلمه ما يؤلمهم، ويفرحه ما يفرحهم: فعن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " ثم شبك بين أصابعه "([10])
يتميز بحسن الخلق: فعن أبي الدرداء t أن النبي ﷺ قال "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذيء " ([11])
قراءة القرآن: فعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله ﷺ : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر " ([12])
لا يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر: عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله ﷺ" المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر " ([13])
لا يقع في نفس الخطأ مرتين: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " ([14])
عدة صفات للمؤمنين المتقين ذكرها الله: قال تعالى " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)" ال عمران 136"
إقامة الشهادة والقيام بها: فقال -تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُون" المعارج.
ومعنى إقامة الشهادة: القيام فيها بالحق، والمحافظة عليها، وأداؤها بدون زيادة ولا نقصان، وعدم كتمانها وتغييرها، وأداؤها بالحق عند الحاكم على من كانت عليه من قريب أو بعيد، عدو أو صديق، وقد أمر الله -تعالى- في سورة الطلاق بإقامة الشهادة لله، فقال -تعالى-: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ أي: أدوها ابتغاء وجه الله، فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقا، خالية من التحريف والتبديل والكتمان.
كل صفة أمر الله بها وتحلى بها رسوله ﷺ فينبغي على المؤمن التحلي والالتزام بها
خامســــاً: جـزاء المؤمـنيـن
المغفرة والرزق الكريم والدرجات العالية: قال تعالى "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *" (الأنفال 74)
وقال تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *" (سورة الأنفال 4).
رحمة الله لهم: قال تعالى "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ". ( التوبة 71).
وقال تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (الحجرات )
وقال تعالى (وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ) الأعراف 156
يرثون الفردوس هم فيها خالدون: قال تعالى : "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) ( سورة المؤمنون) .
قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا" الكهف.
استغفار النبي ﷺ لهم: قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(سورة النور 62)
شهادة الله لهم بالصدق: قال تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "
هداية الله لهم: قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) يونس 9
الأمن والأمان: قال تعالى﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾طه
وقال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "(69)
وقال تعالى "وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلا، قَالَ: " وَعِزَّتِي لا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ([15])
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جمع وترتيب: الشيخ أحمد أبو عيد
%%%%%%%%