أثر المعية في تحقيق السلام النفسي للشيخ فوزي محمد ابوزيد



الحمد لله ربِّ العالمين، أنعم علينا بِهُداه، وملأ قلبنا بِحُبِّ حبيبه ومصطفاه، وجعلنا في الدنيا نسير على هدايته، وجعل لنا في كلِّ حركاتنا قسطاً من أهل عنايته، ووفقنا وأعاننا على ذكره وشكره وحُسن عبادته.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، لا يُوفِّق لطريق سعادته إلا من أحبَّه وارتضاه، ولا يجعل العبد يتجه إليه إلا أراد أن يَسْمَعَهُ في سرِّه ونجواه، لا ينطق لسانٌ بذكره إلا بإذنه، ولا يتحرك جسمٌ في طاعته وخدمته إلا بتوفيقه وعنايته، ولا يرتدع العبد عن معصيته إلاَّ إذا عَصَمَهُ عزَّ وجلَّ بحفظه وصيانته.
سبحانه .. سبحانه،
فعَّالٌ لما يريد، يُبدئ الخلق ويعيد، ويوفق من يحبُّه للسعادة في الدنيا والسرور في الوعيد، ويجعله في الدنيا ماشياً على طريق الصالحين، وفي الآخرة يجمعه تحت لواء شفاعة سيد الأولين والآخرين.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، أقام الله عزَّ وجلَّ به الشريعة السمحاء، هَدَى به بعد ضلالة، وجمع به فرقة، وأعزَّ به بعد ذلة، وأغنى به فاقة.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هُداه، ووفِّقنا للعمل بشرعه وسنَّته يا الله، واجعلنا من أهل السعادة العظمى واجمعنا تحت لواء شفاعته أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
إخوانى وأحبابى جماعة المؤمنين:

كثُرت الفتن في هذا الزمان!! وأصبحت - كما يقول النَّبِيُّ العدنان صلَّى الله عليه وسلَّم:
" هل ترون ما أري؟ إني لأري مواقع الفتن خلال بيوتكم، كمواقع القطر " (متفق عليه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما)
فى كل يوم نرى فتناً لا عدَّ لها ولا حدّ. فتنٌ في المجتمع، وفتنٌ في الأسر، وفتنٌ في البيوت، وفتن في الأرزاق، وفتنٌ في الأخلاق، وفتنٌ يعجز المرء عن عدِّها أو سردها!!
كيف النجاة؟ كيف ننجوا من هذه الفتن؟
ما السبيل الذي به يحفظنا الله عزَّ وجلَّ من الوقوع في هذه الفتن،
والتى حذَّرنا منها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال:
(ألا إنها ستكون فتنٌ كقطع الليل المظلم) (الترمذي عن الإمام عليٍّ كرَّم الله وجهه ورضي الله عنه)
السبيل الذي بيَّنه النبيّ صلى الله عليه وسلم وبيَّنه العلىُّ في كتابه الجلىّ، هو الذي يقول لنا فيه الله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) (119التوبة). الصحبة الصالحة،
أن ينتقي الإنسان من يصاحبه ،
أن ينتقي الإنسان من يجالسه،
أن ينتقي الإنسان من يسايره ويماشيه، أن ينتقي الإنسان من يلازمه،
لأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال لنا في ذلك:
"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" ( الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها.)
خليله يعنى صاحبه، ينظر من يصاحبه، لأن الأخلاق تعدي أكثر من عدوى الأمراض،
الإنسان إذا جالس مريضاً أنتقلت العدوى إليه، وعدوى الأخلاق أشدُّ.
إذا كان مغتاباً فلابد مهما طال الوقت ومهما كان جهاده في ضبط نفسه أن ينفك لسانه ويخوض في الغيبة. وإذا كان يوم القيامة يُبين النبي صلَّى الله عليه وسلَّم موقف هؤلاء القوم فيقول - لقومٍ حكمت المحكمة الإلهية عليهم أن يُعاقبوا بدخول سقر، وسقر قسمٌ من أقسام من الأقسام الإلهية في الجحيم الذي أعده الله لمعاقبة العصاة والمذنبين - فيسألونهم:
"مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ" (42: 45المدثر)
الذين يخوضون في أعراض الناس، ووقتهم في القيل والقال، وألسنتهم تذكر هذا بسوء وهذا بشرٍّ وهذا بضُر، وهؤلاء ما موقفهم؟ يدخلون سقر والعياذ بالله.

إذن ما الذي يعصمني من الدخول مع هؤلاء؟ أن أجالس أقواماً يقول الله عزَّ وجلَّ في أدبهم، وحُسْنَ سمتهم، وأدَبِ جلوسهم في كتاب الله عزَّ وجلَّ:
"فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (68الأنعام). بعد أن نبهه الله، وبعدما تذكر فضل الله أن لا يجالس القوم الظالمين، فإن جلس معهم إما أن ينهاهم، وإما أن يكفَّهم عن هذا الحديث، وإما أن يقوم من مجلسهم، حتى لا يُعدى منهم. قد يقول قائلٌ ربما أجالسهم وأسمع ولا أتحدث معهم، يقول في هذا النَّبِيُّ الصَّفِىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
"السامع والمغتاب في الإثم شريكان" ( رواه الطبراني من حديث ابن عمررضي الله عنهما)
مادام وجد سامعاً تشجَّع على الحديث، فأنا الذي أشجعه على الحديث، وأشجعه على الغيبة وأشجعه على النميمة وأشجعه على القيل والقال، ولو نهيته ما وجد أحداً يسمعه وانتهي هذا الداء.
إذن من نجالس؟!!
"جالسوا من تذكركم بالله عزَّ وجلَّ رؤيته" ( الإمام أحمد رحمه الله تعالى في الزهد: قال: بلغنا أن هذا الكلام في وصية عيسى بن مريم عليه السلام
جالس الرجل الذي إذا رأيته قلت: (الله)، لأنك تجده إما يذكر الله، وإما أنه يقرأ كتاب الله، وإما أنه يسبِّح ويقدِّس بحمد الله، وإما أنه يصلي على رسول الله، وإما أنه يستغفر الله، وإما أنه يزداد علماً في كتاب الله وفي سنة رسول الله، وإما أنه يعتبر بأحوال الصحابة والتابعين والصالحين، وإما أن تجده يهتدي في سمته وهديه ما قال فيه ربُّ العالمين:
"سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ" (29الفتح)

فيُحثِّك على هذه الأعمال العظيمة، ويأخذ بيدك إلى هذا المنهج القويم، ويشجعك على الاستمساك بهذا الصراط القويم المستقيم، فإذا سرت معه وصاحبته حفظك الله عزَّ وجلَّ من الغّيِّ والقبيح، وجعلك دائماً وأبداً على المنهج القويم، والهدى المستقيم، ولذلك يقول الله لنا أجمعين:
"وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ"(15لقمان).

انظر إلى المُنِيبِينَ إلى الله، انظر إلى السالكين بصدقٍ في طريق الله، انظر إلى المستمسكين حقًّا بشرع الله، وتعلَّق بهم، وتمسك بهديهم، وامشِ في ركِاَبِهِمْ لعلَّك تلحق بهم!!
فإذا لَحِقْتَ بهم فيا بشراك!!
وإذا فعلت مثل فعلهم فيا هَنَاك!!
لماذا؟!!
تعالوا نظر إلى درجات الآخرة،
ما أعلى الدرجات في الآخرة؟ وبِمَ ينالها المرء؟
أعلى الدرجات التي يقول فيها الله:
"لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (62يونس).
قومٌ لا يخافون على أنفسهم، ولا يحزنون ولا يحملون هَمَّ أحبابهم وأصحابهم، لأن الله وعدهم بذلك، كيف يصل ونصل جميعاً إلى هذه المنزلة؟
ما الروشتة التى توصل إلى ذلك؟
يقول النبي الصفىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
(إن من أمتى رجالٌ ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء يوم القيامة لمكانتهم وقربهم من الله عزَّ وجلَّ - يغبطهم النبيون والشهداء لهذا القرب الذي هم فيه
فقال أعرابي: يا رسول الله، رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء يوم القيامة!!
صفهم لنا. فقال صلَّى الله عليه وسلَّم:
هم أناسٌ من أمتي، من قبائل شتى، ومن بلدان شتَّى، توادُّوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم ( صداقةٌ لله، ومحبَّةٌ لله، وأُخُوَّةٌ لله)، لا بسبب نسبٍ ولا شراكةٍ في مال، ولا في أمرٍ من أمور الدنيا، ولكنه كلَّه لله عزَّ وجلَّ –
توادُّوا بِرُوحِ الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتداولونها فيما بينهم).
ثم يقول: (فواللهِ إنَّ وجوههم لنُور، وإنَّهم لَعَلَى منابر من نُور قُدَّامَ عرش الرحمن يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس وهم الآمنون:
ثم تلى قول الله تعالى:
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (62: 64يونس) (رواه احمد والطبراني عن أبي مالك الشعري رضي الله عنه)
قال صلَّى الله عليه وسلَّم:
"مَنْ أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استوجب الإيمان بالله جلَّ في عُلاه" ( رواه ابو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه)
أو كما قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (رواه الحاكم والطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه)

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي ألهمنا الرضا، وقذف فى قلوبنا النور والتُّقى، وجعلنا من عباده المسلمين.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، جلَّ فلا تراه العيون، ولا تصل إليه الخطرات ولا الظنون، وأمره كما قال في كتابه:
"إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"(82يس).

وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، النَّبِيُّ الأمين المأمون، الذي دعا بالله إلى الله، ، فجعله الله عزَّ وجلَّ فارقاً بين الحقِّ والباطل، وجمع عليه مَنْ يحبُّهم في الله عزَّ وجلَّ، وجعلهم به مقتفين، وله متبعين، وعليه وعلى نهجه حريصين، نسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون منهم أجمعين.

اللهم صلِّ وسلِّمْ على سيدنا محمد صلاةً تفوق العدّ، وتزداد عن الحدّ، وتكون لنا يوم القيامة عند الواحد الأحد، ننال بها مقام معيَّة الحبيب الفرد، ونحظى بشفاعته، وندخل الجنة تحت لواء حضرته، ونكون جميعاً من أهل جواره في جنته أجمعين، آمين يا ربَّ العالمين.

أخي المؤمن:
الخلاص من فتن هذا الزمان بالصاحب الأمين، الذي يقول فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(لا تصحب إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله عزَّ وجلَّ).
لا تصاحب إلا أهل الخشية في الله، الذين إذا مشوا أو جلسوا أو قعدوا أو ذهبوا يعلمون علم اليقين أن الله مُطَّلِعٌ عليهم ويراهم، الذين جعلوا في صدورهم قول ربهم: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) (4الحديد).
فإذا عملوا عملوا لله، وإذا نطقوا نطقوا لله، وإذا قدَّموا أى معروفٍ أو أى خيرٍ قدَّموه لوجه الله، لا يقدمون شيئاً للخلق إلا إذا نظروا أن هذا الشيء يقع أولاً في يد الحقّ، وهو وحده الذي يجازيهم ويكافئهم. والخلق أجمعون لو اجتمعوا لا يستطيعون أن ينفعوا رجلاً واحداً، ولا يستطيعون أن يعطوه أجر تسبيحة واحدة يُسَبِّحُها لله عزَّ وجلَّ. مَنْ الذي يملك في الوجود كلِّه قَدْرَ تسبيحةٍ واحدةٍ لله عزَّ وجلَّ؟
خرج سيدنا سليمان بن داود عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة وأتم السلام، وكان الله عزَّ وجلَّ من مقامه عنده سخَّر له الريح تجرى بأمره حيث يشاء، فيجلس على عرشه والبساط يمتد حتى يتسع لكل مَنْ يريد أن يكون معه، والبساط كان في حقيقته كسجادة كالموجودة هذه تحتنا، ولكنه كان يمتد بأمر الله عزَّ وجلَّ.
فجلس عن يمينه الوزراء والوجهاء، وجنده من الإنس وكان عددهم خمسمائة ألف، وجنده من الجن وكان عددهم خمسمائة ألف، غير الطير والوحوش وكل الأصناف التى سخرها له الله عزَّ وجلَّ، وأمر الريح أن تحمل البساط وكان البساط قريباً من الأرض ليراه الخلق بأعين الرأس، فنظر فلاح وكان قريباً من بيت المقدس يحرث في أرضه، فرأى البساط فوجد عجباً، فقال: ما أعظم ما أُوتِيَ سليمان بن داود - فَحَمَلَتْ الريحُ الصوتَ إلى أذنه فسمعها، فأمر الريح أن تهبط بالبساط، وطلب هذا الرجل، وقال له:
ماذا قلت آنفاً؟ فارتجَّ وذُهِلَ ولم يستطع الجواب، فلا زال به حتى قال ليسمعه من حوله: (ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود)، فقال عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة وأتم السلام:
(والذي نفسي بيده، لتسبيحة واحدة في صحيفة مؤمن خيرٌ وأعظم عند الله مما أوتي سليمان بن داود).
تسبيحة واحدة لا نلقي لها بالاً ولا نهتم بها، قد نقولها ونحن غافلين، وقد تخرج من ألستنا ونحن غير خاشعين، لكن التسبيحة الواحدة أكثر من الدنيا كلها من أولها إلى آخرها.
لا ندري قيمتها إلا يوم الدين، يوم نرى هذه الحقائق، ونرى عُلوَّها وسُموَّها عند ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ.
فيا أخي المؤمن صَاحِبْ الأخ الذي يُحشر معك، ويتقى الله، فقد بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم صفة الأخ العزيز في هذا الزمان فقال:
"إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له خليلاً صالحاً، إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه" (رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها) ، وقال صلى الله عليه وسلم :
"من سعادة المرء أن يكون إخوانه صالحين" (لأبي عبد الرحمن السلمي في آداب الصحبة من حديث علي رضي الله عنه)

لأن الأخ الصالح إذ ذكرت الله يقوِّيك ويساعدك ويعاونك على الإستمرار في هذا العمل العظيم، وإذا غفلت ذَكَّرَكَ وفكَّرك، فتلك هي الأخوَّة الرشيدة، التي نحن في أمَّس الحاجة إليها الآن في هذا الزمان.
وإنَّ ما نراه الآن في هذا المجتمع ، ما استفحل وما زاد - إلا من قلة النصيحة،
عندما يحاول فتى أن يعاكس فتاة، كل من حوله ينهره ويظهر الغضب فيضطر إلى أن يذهب بعيداً.
واليوم نراه ليس يعاكسها فقط بل يمد يده عليها ويحاول أن يخطفها والناس ينظرون وكأنهم مبهوتون!! وكأنهم مجمَّدون لا يتحركون ولا يتكلمون. ما هذا البلاء الذي حَلَّ بنا!! تركنا وصية نبيِّنا التي قال فيها لنا:
"الدِّينُ النَّصِيحَة" (البخاري ومسلم عن تميم بن أوس رضي الله عنه)، نحتاج إلى النصيحة.
يظلم الرَّجُلُ زوجته، وصديقه يعلم ذلك ولا ينهاه ولا ينصحه!! يقطع رحمه ولا يوجِّهه ولا يرشده!! يحاول أن يَحْرِمَ وارثيه من إرثه، ويوزع الإرث على هواه، وقد يشهد صاحبه على العقود، ويعلم أن كلَّ ذلك ظلمٌ لا يرضاه الله، ولا يتحرك لسانه ولا ينصحه، ولا يقول له إن هذا لا يرضي الله. مع قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
(الدين النصيحة)!!
وقد ورد في الأثر
(الساكت على الحق شيطان أخرس) فلو رجعنا إلى النصيحة، وإلى الطريقة الصحيحة، وإلى صحبة الصادقين، وقاموا بما أمرهم به الله ووصاهم به سيد الأولين والآخرين، فكل رجلٌ عَامَلَ أخاه ونبههه إذا خالف شرع الله، وقوَّاه إذا كان متَّبِعاً لرسول الله، إذا فعلنا ذلك فإن الله ينظر لنا نظرة عطفٍ وحنان، ويبدِّل حالنا إلى أحسن حال .... ثم الدعاء



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات