الشهداء أحياء عند ربهم للشيخ احمد ابو اسلام

للتحميل PDF اضغط هنا
للتحميل WORD اضغط هنا


عناصر الخطبة :
1)تعريف الشهيد
2)الشهيد له كرامة عندربه
3)النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء

4))للشهادة فضل عظيم
5) لهذا الفضل العظيم الصحابة رضي الله عنهم تسعى للشهادة
6)الشهيد في الجنة
7) الشهيد في أمان من نفخ الصور
8)شهداء حرب أكتوبر المجيدة وجيشنا العظيم في قلوبنا

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً صلى الله عليه وسلم، حامل لواء العز في بني لؤي، وصَاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، صاحب الغرة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيد بجبريل، المعلم الجليل، صلى الله وسلم عليه كلما تضوَّع مسك وفاح، وما غرد حمام وصاح، وكلما سجى بلبلٌ وناح، وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
إن السلام وإن أهداه مرسله وزاده رونقاً منه وتحسيناً
لم يبلغ العشر من قول يبلغه أذن الأحبة أفواه المحبينا
أحبتي في:
تعريف الشهيد
الشهيد: هو الذي بذل مهجته لله، الشهيد هو الذي باع روحه إلى الله، الشهيد هو الذي سكب دمه في سبيل الله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} [التوبة:111] ,فيالله ما أعظمه من بيع وماأعظمه من ربح لله درهم ما أشجعهم غادروا أوطانهم , وهجروا نساءهم وفارقوا أولاهم وخلانهم يطلبون ما عند الله تركوا لذيذ الفراش ورغد العيش وخاطروا بأنفسهم من أجل دينهم وأوطانهم فحق لهم أن يكونوا مع الأنبياء والصديقين يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في الشهداء: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} [النساء:69]
الشهيد له كرامة عند ربه
أحبتي في الله
الشهادة من أعظم الرتب وأعلاها وأنفس المقامات وأحسنها وأبهاها ذالك لما لأهلها عندالله تعالى من الأجر العظيم والثواب الجزيل والدرجة العالية فالشهيد حي عند ربه يقول الله عز وجل {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} [آل عمران: 169 - 171],فالله تعالى يخبرنا أن الشهداء ليسوا أمواتا وينهانا أن نحسبهم كذالك ويؤكد لنا أنهم أحياء عنده وأنهم يرزقون ثم هم فرحون بما آتاهم الله من الفضل والمكانة ويستبشرون بمن لمن لم يلحق بهم من بعد ,ومما يدل على أن الشهيد حي عند  ربه ما  رواه الترمذي   أن جابرا بن عبدالله قال )) لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: «يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا»؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: «أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ»؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: " مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ " قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169]. [حكم الألباني] : حسن
الشهيد حي عند ربه احبتي في الله مما يدل على مكانة الشهيد عند رب العالمين .
ياشهيد أنت حي     ما مضى دهرا وكانا
ذكرك الفواح يبقى         ما حيينا في دمانا
أنت بدر ساطع        ما غاب يوما عن سمانا
قدبذلت النفس تشري     بالذي بعت الجنانا  
النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء
نعم أحبتي في الله الشهيد هو من ضحى بحياته في سبيل الله والذي يتبوأ مكانة كبيرة في الدنيا والآخرة حيث يتبوأ أعلى مراتب الجنة فمن يحبه الله يكرمه بالشهادة فالشهيد لا ينقطع أجر أعماله الصالحة حتى يوم القيامة حتي يضاعفها الله أضعافا مضاعفة فقد ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ»
هذا هو سيدنا محمد يتمنى أن يموت شهيدا بل ويقتل في سبيل الله بل ويتمنى أن يقتل في سبيل الله عدة مرات لعلمه بفضل الشهيد , ومنزلة الشهيد عند رب العالمين لذالك نال النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة ,وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم ينال الشهادة ,فقد ورد في صحيح البخاري أن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي ((عرق مرتبط بالقلب إذا انقطع مات الإنسان))مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ»
بعد غزوة خيبر وضعت له اليهودية زينب بنت الحارث زوج سلام بن مشكم السم في ذراع الشاة فلما أكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقمة أخبرته ذراع الشاة بأنها مسمومة فمات الصحابي الذي كان يأكل معه على الفور أما رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يمت على الفور بل ظل السم يسري في جسده الشريف ببطء حتى وصل إلى عرق القلب وهذه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أن السم لم يسري في جسده صلى الله عليه  وسلم على الفور مدة ثلاث سنوات ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد الم السم من حين إلى حين آخر حتى شعر النبي صلى الله عليه وسلم به عند اقتراب أجله بأنه وصل إلى عرق القلب ثم قطع عرق القلب لينال النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة فلولا أن الله أراد لنبيه صلى الله عليه وسلم الشهادة لأخبرته ذراع الشاة قبل أن يمضغ اللقمة لكن الله أراد أن يجعل له الخير بأن يموت شهيدا فنالها سيد الخلق
للشهادة فضل عظيم
أحبتي في الله
إن للشهادة في سبيل لله فضائل عظيمة هذه الفضائل أخبرنا عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وقد روى الترمذي في الحديث الصحيح عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ "
الخطبة الثانية
الحمد الله كتب العزة والكرامة لمن أطاعه. وقضى بالذل والهوان على من عصاه، نحمده سبحانه ونشكره، لا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العالم بما في الكون من حوادثٍ وخطوب، وبما ألم بالمسلمين من شدائدٍ وكروب، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وكل من سار على نهجه وسلم تسليماً كثيراً.

الصحابة كانت تسعى للشهادة
لهذا الفضل العظيم كانت الصحابة تضحي بأرواحها في سبيل الله طمعا في الشهادة في سبيل الله وعليها اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فقد ورد في سنن النسائى في الحديث الصحيح عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ، فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيًا، فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟، قَالُوا: قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «قَسَمْتُهُ لَكَ»، قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ»، فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهُوَ هُوَ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ»، ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ»
وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: (كَانَتْ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ " , فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ , وَنُعْمَ عَيْنِي , فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي " , قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , أُشَاوِرُ أُمَّهَا ,
فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: " رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ ابْنَتَكِ " , فَقَالَتْ: نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنِي) (زَوِّجْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ , قَالَتْ: فَلِمَنْ؟ , قَالَ: لِجُلَيْبِيبٍ , فَقَالَتْ: حَلْقَى أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ؟ , أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ؟ , لَا, لَعَمْرُ اللهِ لَا أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا) (فَلَمَّا أَرَادَ) (أَبُوهَا) (أَنْ يَقُومَ لِيَأتِيَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا , قَالَتْ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ , فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا , فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَهُ؟)  (ادْفَعُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّهُ لَا يُضَيِّعْنِي) (فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: شَأنَكَ بِهَا , " فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا , فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ ") (قَالُوا: نَعَمْ , فُلَانًا , وَفُلَانًا , وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " , قَالُوا: نَعَمْ , فُلَانًا وَفُلَانًا , وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " , قَالُوا: لَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا , فَاطْلُبُوهُ " , فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى , فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ , ثُمَّ قَتَلُوهُ) (فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ , هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ , قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ) (" فَأَتَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَقَفَ عَلَيْهِ) (فَقَالَ: أَقَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ؟) (هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , قَالَ: فَوَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سَاعِدَيْهِ)  (فَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ وَضَعَهُ فِي لَحْدِهِ " , وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو بَرْزَةَ أَنَّهُ غَسَّلَهُ)انظروا إلى عظم الشهادة في سبيل الله وحب النبي صلى الله عليه وسلم للشهداء حتى أنه لما مات جليبيب قال جليبيب مني وأنا منه بل وحمله رسول الله على ساعديه بنفسه صلى الله عليه وسلم ووضعه في قبره ما أكرم الشهيد وما أكرم جليبيب بتكريم النبي صلى الله عليه وسلم له .,
الشهيد في الجنة
والشهيد من أهل الجنه وهذا من تكريم الله للشهيد وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ أَسْوَدٌ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ أَسْوَدُ مُنْتِنُ الرِّيحِ، قَبِيحُ الْوَجْهِ، لَا مَالَ لِي، فَإِنْ أَنَا قَاتَلْتُ هَؤُلَاءِ حَتَّى أُقْتَلَ، فَأَيْنَ أَنَا؟ , قَالَ: " فِي الْجَنَّةِ "، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , " فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: قَدْ بَيَّضَ اللهُ وَجْهَكَ , وَطَيَّبَ رِيحَكَ وَأَكْثَرَ مَالَكَ، وَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ نَازَعَتْهُ جُبَّةً . لَهُ مِنْ صُوفٍ، تَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جُبَّتِهِ " ((الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (7 / 421)(ياله من فضل عظيم وأجر جزيل من رب العالمين للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل دينهم ووطنهم وأهلهم وعرضهم فحق لهم الجنة والحور العين وتبييض الوجه ولبس الصوف هنييئا للشهداء أينما كانوا وحيث ما كانوا
الشهيد في أمان من نفخ الصور
أحبتي في الله
الشهيد في أمان من نفخ الصور فقدورد في المستدرك للحاكم في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} مَنِ الَّذِينَ لَمْ يَشَأِ اللَّهُ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: هُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ,فالمسلم الذي يحافظ على دمه وماله وعرضه ويموت من أجلهم فهو شهيد فقد ورد في الحديث الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»
الشهادة لا تنقص من الأعمار
والناس لماذا لا يسألون الشهادة لأنهم يظنون أنها تنقص أعمارهم وتقرب من آجالهم والآجال عند الله معروفة ومحدودة لاتزيد ولاتنقص بل إن سؤال الشهادة عبادة وأنتم تعلمون بأن العبادة تزيد في العمر وتبارك فيه ,فالعظماء من المجاهدين ضربوا جحافل الجيوش وخرجا بعد ذالك أحياء ,وهذا هو سيف الله المسلول سيدنا خالد بن الوليد لما حضرته الوفاة بكى وقال لقد لقيت كذا وكذا زحفا وما فى جسدى شبر الا وفيه ضربة بسيف أورمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا أموت على فراشى حتف أنفى كما يموت العنز فلا نامت أعين الجبناء*((,تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (2 / 247):
وقد أكرم الله هذه الأمة بأن الشهادة لم تكن في أرض المعركة فقط بل إن هناك شهداء كثيرة غيرهم ,فقد ورد في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"
بصدق نيتك تأتيك الشهادة وإن مت على فراشك
حبيبي في الله
ربما تأتيك الشهادة وإن مت على فراشك ,فقد ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ»، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الطَّاهِرِ فِي حَدِيثِهِ: «بِصِدْقٍ»,
شهداء حرب أكتوبر المجيدة في قلوبنا
ولا ننسى ونحن نتحدث عن الشهيد  شهداء حرب أكتوبر من الجيش المصري العظيم الذين راحت أرواحهم فداء لأرض سيناء الحبيبة أبطالنا الذين زرعوا النصر في سيناء ودماؤهم روتها فداء للوطن ولم يكن العبور إلى أرض العدو ممكنا دون تضحيات ولم يكن غريبا عن جيشنا العظيم أن يتسابق جميعه إلى الإستشهاد من ضباط وجنود ومهندسين ورجال الصاعقة وسادة المعارك من المشاة ونسور الجو من الطيارين , وكانت تلك هي حرب 6 أكتوبر التي راح ضحتها العديد من الشهداء العديد من الشهداء الذين سقطوا في أثناء دفاعهم عن تراب مصر الغالي هؤلاء خاضوا معارك قتالية
مع العدو حتى سقطوا شهداء رغبة منهم في التضحية من أجل الوطن علت أصواتهم بالتكبير فنصرهم الله عز وجل فهم خير أجناد الأرض
يقول الشاعر :
 سائلوا برليف ماذا قد دهاه
يوم ذاق منا الويل منا في القناة
سائلوا الدنيا وقد أذهلها
صيحة دوت بتكبير الإله
رددت قيعان سيناء الصدى 
وهي في القيد تعاني من لظاه
حين صاحت جندنا الله أكبر
زلزل الباطل وارتاعت قواه
دك صرح الظلم من ساعته
وانتهت اسطورة القوم البغاة
وإذا الجيش الذي لا يقهر
عاد مقهورا وقد خابت مناه
اذكري كل شهيد قد روى
أرض سيناء بفيض من دماه
جيش رفع رءوسنا
حققوا النصر كما شاء الإله
فاهنئي يامصر بنصر خالد
وأمان دائم طوال الحياه
الدعاء
أقم الصلاة

كتبه العبد الفقير غلى عفو مولا /أحمد محمد أحمد أبوإسلام 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات