الشهداء والشباب بين (المنزلة والواجب ) للشيخ ماهر خضير
بسم الله الرحمن الرحيم
عناصر الخطبة
العنصر
الأول / تعريف الشهيد فضل الشهيد ومكانته
ومنزلته
العنصر الثاني / دور الشباب تجاه الشهداء وأوطانهم
العنصر الثالث
/ من وصايا وقصص شهدائنا في سيناء
.....................................................................أما
بعد ...........................................................
أيها المسلمون / الشهيد فى اللغة / لفظ يطلق على الحاضر والشاهد
وأما فى الاصطلاح والشرع فقد أورد الفقهاء تعريفات مختلفة للشهيد بحسب رأيهم في بعض المسائل
المتعلقة به كالغسل والصلاة عليه، وقد عرفه الشافعية فقالوا: "الشهيد هو من
مات من المسلمين في جهاد الكفار بسبب من أسباب قتالهم قبل انقضاء الحرب، كأن قتله
كافر، أو أصابه سلاح مسلم خطأ، أو عاد عليه سلاحه، أو تردى في بئر أو رفسته دابته
فمات، أو قتله مسلم باغٍ استعان به أهل الحرب"[1].
وسمي الشهيد شهيداً لأن ملائكة الرحمة تشهده، أو لأن الله تعالى وملائكته شهود له
بالجنة، أو لأنه ممن يُسْتَشهد يوم القيامة على الأمم الخالية، أو لسقوطه على
الشاهدة، أي: الأرض، أو لأنه حي عند ربه حاضر، أو لأنه يَشْهد ما أعد الله له تعالى من النعيم، وقيل غير ذلك[2]، والشهيد الذي يستحق الفضائل السابقة
ونحوها هو شهيد المعركة مع العدو.
وأما عن فضل الشهيد ومكانته ومنزلته .
ورد في فضل الشهيد
ومكانته أحاديث كثيرة نذكر طرفاً منها:
أولاًً: الشهداء مع
النبيين والصديقين:- جاء في صحيح البخاري:
" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَكَانَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ
فَسَمِعْتُهُ يَقُول: (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ( فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ"[3]
والحديث يجعل الشهداء
مع النبيين والصديقين وما هذا إلا لمنزلتهم الرفيعة.
ثانياً:إكرام الشهيد وغفران ذنبه."عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « الْقَتْلَى ثَلاَثَةٌ : مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ
فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِذَا لَقِىَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ». قَالَ النَّبِىُّ
- صلى الله عليه وسلم- فِيهِ :« فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِى خَيْمَةِ اللَّهِ
تَحْتَ عَرْشِـهِ لاَ يَفْضُلُـهُ النَّبِيُّونَ إِلاَ بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ ، وَمُؤْمِنٌ
خَلَطَ عَمَـلاً صَالِحـاً وَآخَـرَ سَيِّئاً جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِى سَبِيلِ
اللَّهِ إِذَا لَقِىَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ ». قَالَ النَّبِىُّ -صلى
الله عليه وسلم- فِيهِ :« مُمَصْمِصَةٌ مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ ، إِنَّ السَّيْفَ
مَحَّـاءٌ لِلْخَطَايَـا ، وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
شَاءَ ، وَمُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَإِذَا لَقِـىَ الْعَـدُوَّ قَاتَلَ
حَتَّى يُقْتَلَ فَذَاكَ فِـى النّـَارِ ، إِنَّ السَّيْفَ لاَ يَمْحُـو النِّفَاقَ
». قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يُقَالُ لِلثَّوْبِ إِذَا غُسِلَ مُصْمِصَ."[4] والحديث يشير إلى منزلة الأتقياء
المجاهدين وفيه أيضا إكرام الشهيد وغفران ذنبه، كما يدل على أن المعاصي لا تحول
بين المرء وبين الشهادة.
ثالثاً: الشهيد يتمنـى أن يعود إلى الدنيا ثم يقتل مرات ومرات
لما يرى من نعيم الله.عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِـكٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ:" مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُـوتُ لَهَـا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهَا
أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا وَلَا أَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا
الشَّهـِيدُ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّـى أَنْ يَرْجِـعَ فَيُقْتـَلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا
يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ"[5]
رابعاً: توكل الله للمجاهد إن توفاه أن يدخله الجنة:قال البخاري: حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ
بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ
الْقَائِمِ وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ
أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ"[6].
عباد الله / هذا غيض من فيض عن فضائل الشهداء
والمقام يضيق عن ذكر فضائلهم كلها رزقنا الله وإياكم الشهادة فى سبيله
ولكن هل سألنا أنفسنا يوماً ماذا قدمنا لهؤلاء الشهداء ؟ وماذا قدمت أنا وأنت لهم؟
الذين قدموا أغلى ما يملكون حتى يحافظوا لنا ولأبنائنا على وطناً آمناً وأخص بالذكر الشباب فالشباب هم الهمم والعزائم
التي تتطلع إلى المجد ، وتأبى الذلّ والهوان ، وهم القوى والطاقات ونواة للإبداع
والاختراع في المجتمع ، فيهم قوّة على العمل ، وجلد على المثابرة،فالشباب هم العمل
الدؤوب، والجهد الكبير، والهمة العالية، وعليهم المعول في كثير من شعب العمل، بل
هناك جزء من العمل لا يمكن أن يقوم به إلا الشباب، وهذا أمر معلوم معروف عبر
التاريخ، من أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ كان كثير من الصحابة
الأُوَل - رضي الله عنهم جميعًا - من الشباب؛ فالشباب هم الذين وقفوا مع رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - في حمل أمانة الدعوة، من الساعات الأولى التي دخلوا فيها
في الإسلام، وهم الذين آوَوا ونصروا، وجاهدوا وبذلوا، وساسوا وقادوا، وتعلَّموا
وعلموا، وكلَّف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضهم بمهام عظام، فكانوا نعم
العلماء والقادة والدعاة، وصنَّاع الحياة
ولقد كان رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم - يستثمر طاقات الشباب، ويوظِّفها أحسن توظيف، وهذه مهمة
القادة على طول الزمن، ولا خير في قائد لا يحسن توظيف الطاقات التي تحت يده.
ومن هنا، نجد أن
رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - درَّب كثيرًا من الشباب على القيادة،
ثم اعتمد عليهم في القيادة في أدق الظروف، وأعقد الأحوال؛ فمنح خالد بن الوليد -
رضي الله عنه - وسام التشجيع، الذي كان دافعًا إلى مجد الأمة، بوصفه صلى الله عليه
وسلم خالدا أنه سيف الله المسلول
وأمَّر الرسول صلى
الله عليه وسلم على الجيش أسامة بن زيد - رضي الله عنه -، وكان في ريعان الشباب،
وفي الجيش كبارُ الصحابة، وقد اعترض البعض علي صغر سنه بعد انتقال النبي صلي الله
عليه وسلم إلي الرفيق الأعلى،ونصح بعضهم أبا بكر خليفته أن يعزله فقال :أيعينه
رسول الله ويعزله أبو بكر ، ومشي الخليفة الكبير في السن علي قدميه وأسامة راكبا
فرسه, فقال أسامة بأدب جم ، إما أن تركب ، وإما ان أنزل, فقال أبو بكر ،والله لن أركب
ولن تنزل ، ومالي لا أغبر قدمي في سبيل الله ساعة وكان عمر حتي بعد أن ولي الخلافة
،إذا رأي أسامة قال له:
السلام عليك أيها
الأمير, فيقول أسامة: غفر الله لك يا أمير المؤمنين, تقول لي هذا؟ فيقول عمر: لا
أزال أدعوك ما عشت الأمير, مات رسول الله وأنت علي أمير.
عباد الله الشباب
عماد الأمم, وعلي أكتافهم تنهض الشعوب, وعلي عاتقهم تقع المسئولية الكبرى للنهوض
بالمجتمع, وكان جل الذين حول النبي هم من الشباب
فهذا معاذ بن جبل
الذي قال فيه صلي الله عليه وسلم أعلم امتي بالحلال والحرام وكان قبل العشرين,
ومنهم زيد ابن ثابت,
وكان من كتاب الوحي وهو ابن سبع عشرة سنة, وأمره النبي أن يتعلم العبرية فتعلمها
في خمسة عشر يوما
ومنهم الصحابي
الجليل أبو سعيد الخدري, الذي جاء عارضا نفسه علي يد أبيه للجهاد مع النبي صلي
الله عليه وسلم وهو ابن سبع عشرة سنة,
ومنهم عبد الله بن
عمرو وجابر بن عبد الله, وعشرات آخرون كانوا قادة
وكان رسول الله صلي
الله عليه وسلم يشاور الشباب، ويسمع منهم ، ففي يوم أحد لما جمعت قريش جموعها, وجيشت جيوشها,
وخرجت في ثلاثة آلاف مقاتل متوجهين إلي المدينة ليثأروا لشرفهم الذي مرغ يوم بدر,
جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه, وعرض عليهم الموقف, فرأي الشيوخ البقاء,
بالمدينة علي أن تدور رحي المعركة في شوارعها ودروبها, وبذلك يستطيع الصبيان
والنساء أن يساهموا في المعركة, وكان رأي الشباب أن يخرجوا لمناجزة القوم, وقالوا
لرسول الله: اخرج بنا إلي أعدائنا لا يرونا أنا جبنا عنهم وضعفنا, والله لا نطمع
العرب في أن تدخل علينا منازلنا,
ونزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم علي رأي الشباب, وانسحب عبدالله بن أبي من جيش النبي متعللا بنزول
الرسول علي رأي الشباب, ورجع وهو يتمتم قائلا: أيعصيني ويطيع الولدان؟!.
ومن هنا ندرك ان دورهم كبير فى
المجتمع وأما فيما يخص الشهداء على وجه الخصوص تجاه الشهداء فعليهم أن يكملوا
مسيرتهم، ويسعوا إلى تحقيق الأهداف التي علت أرواحهم إلى الله من أجلها، فالتقاعس
عن هذه الفريضة هو نوع من الإرتكاس والنكوص والفرار
ففي معركة مؤتة الفاصلة والإستراتيجية استشهد عددٌ من قادة المسلمين،
ومنهم جعفر بن أبي طالب، فبادر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لإخبارهم،
ومشاطرتهم مصابهم، انطلق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليعلم أمته سنة مأثورة
عليهم أن يسلكوها وهم يتحركون صوب العلياء من المجد، والذروة من العزة في طريق الجهاد
ومقاومة المستبدين في الأرض.
قال صلى الله عليه وآله وسلم لزوج جعفر، أسماء بنت عميس: “لا
تقولي هجرا، ولا تضربي خدا”، ثم أعلن بأهمية أن يخلَفَ جعفر في أهله، وبسط كف
الضراعة نحو الله قائلا: “اللهم واخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك
في ذريته”، وطلب من المسلمين أن يصنعوا طعاما لآل جعفر، إذ أنهم مشغولون
بصاحبهم.
هذا وغيره من الحوادث والنصوص الإسلامية في التكافل والرعاية
الاجتماعية تشير بوضوح إلى أن مسؤولية المسلمين تجاه شهدائهم أمر مهم في الإسلام،
وباب عظيم في دار التكليف، وهناك أيضا وجوب إعالة ذوي الشهداء، وتيسير أسباب العيش
لهم، ومشاركتهم مصابهم الجلل، وبلغة اليوم يجب على الدولة وعلى المجتمع أن يخلفوا
الشهيد في أهله وأيتامه بأحسن الخلافة، وأن يطعموهم، ويسقوهم، ويربوهم التربية
الحسنة، ويخففوا عنهم لوعة فراق عائلهم ووالدهم
وانت أيه الشاب ادعمهم وادعم أسرهم بما تستطيع ومن خلال شتى الوسائل
ومن موقعك ولو بكلمة
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اللهم آمين عباد الله أقول
ما تسمعون واستغفر الله لى ولكم انه عفور رحيم
....................................................
الخطبة الثانية ..........................................
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام الخلق وسيد المرسلين
سيدنا محمد النبي صلوات الله وسلامه عليه وبعد :-
شباب أمتي احذروا فلقد أراد أعدائنا أن ينزعوا حب الأوطان من القلوب
والوجدان لكي يسهل عليهم ما أرادوا من التدمير والطغيان ولكن انتبهوا واستمعوا عباد الله وعلموا
أبنائكم ونسائكم أن الوطن هو الأرض التي
ينشأ عليها الإنسان ويتوارثها، وهو المصدر الذي يؤمّن له مُستلزمات الحياة من
طعامٍ وشرابٍ ولباسٍ ومأوى، وفيه يأمن على نفسه وأهله ودينه وعرضه وماله ولو بذل
نفسه فى سبيل الحفاظ عليها صار شهيداً وان أراد عدواً أن يعتدى علي وطنه قاتله
دفاعا عن وطنه قال تعالى حكاية عن جماعة من المؤمنين (قالوا وما لنا ألا نقاتل
في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا) وجعل الله عز وجل حماية الأوطان
والدفاع عنها جهاداً في سبيله، فقال في كتابه العزيز(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ
نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ
ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ
يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ
فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) آل عمرن
وقد دل على ذلك أيضا ما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ؟ قَالَ : فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ . قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : قَاتِلْهُ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَأَنْتَ شَهِيدٌ . قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ ؟ قَالَ هُوَ فِي النَّارِ .قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " فَفِيهِ جَوَاز قَتْل الْقَاصِد لِأَخْذِ الْمَال بِغَيْرِ حَقّ سَوَاء كَانَ الْمَال قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا لِعُمُومِ الْحَدِيث وهل سلب ثروات الشعوب إلا ذلك ؟ وكيف بما قتل وسفك الدماء وانتهك الأعراض
وقد دل على ذلك أيضا ما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ؟ قَالَ : فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ . قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : قَاتِلْهُ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَأَنْتَ شَهِيدٌ . قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ ؟ قَالَ هُوَ فِي النَّارِ .قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " فَفِيهِ جَوَاز قَتْل الْقَاصِد لِأَخْذِ الْمَال بِغَيْرِ حَقّ سَوَاء كَانَ الْمَال قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا لِعُمُومِ الْحَدِيث وهل سلب ثروات الشعوب إلا ذلك ؟ وكيف بما قتل وسفك الدماء وانتهك الأعراض
وختاماً عباد الله تلك بعض من وصايا شهدائنا فى سيناء اسمعوها وعوها
جيدا لتعلموا أنهم أحياءاً كانوا ولا زالوا فلقد أسقط الشهيد حقه في الحياة عن وعي
ومعرفة بأهمية هذه اللحظة الفارقة في حياته، ليس لأنه يكره الحياة، أو لأنه يعيش
أزمة نفسية، ولكن لأنه إنسان حر كريم سوي تحلق روحه في سماء الفضيلة، وتعي موجبات
التضحية وفضيلة العطاء بالنفس، والمال، أسقط عن نفسه ذلك الحق في الحياة لكي يخلق
لمجتمعه حياة أفضل، وعيشا أرغد وتلك وصايا بعضهم :-
اجعلوا قبري نورًا
آخر الوصايا كانت من الشهيد ملازم أول مهندس محمد لاشين، ابن مدينة كفر الزيات بالغربية، شهيد العملية "سيناء 2018"، التي قام بكتابتها قبل استشهاده بساعات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، وأدمت قلوب أهالي الغربية، وكل من تلقى الخبر وعلم به.
وجاءت وصية الشهيد بقوله «حين أتوفى لا تتركوني ولا تبكوا عليّ، لا أحب الوحدة والظلام، تحدثوا معي بالدعاء، واجعلوا قبري نورًا، فربما رحيلي قريبًا.. وصية وليست رسالة»
محدش يعيط
الأمر ذاته تكرر مع الشهيد مجند شعبان عبد العظيم الذي استشهد خلال مداهمات عسكرية ضد معاقل تنظيم "بيت المقدس" في اشتباكات دارت لأكثر من ساعتين جنوب مدينة الشيخ زويد في مايو 2015.
كلمات الشهيد وضعها في قالب وداعي أثناء مصافحته أسرته في آخر زيارة قبل ذهابه إلى سيناء، وكانت آخر كلماته لهم كما كشفت الأسرة بعد وفاته «سبوها على الله، محدش يعيط عليَّ وسيبوها على الله»
تسديد الديون
أما وصية محمد هارون، الذي استشهد في فبراير 2015، أثناء تأدية عمله بتفكيك العبوات الناسفة مع قوات الأمن في منطقة الجورة بالشيخ زويد، فكان لإخلاء ذمته أمام الله قبل لقائه، فاهتم بكتابة وصيته قبل وفاته، وعرضها برنامج "البيت بيتك" بعد وفاته. وتلا الإعلامي عمرو عبد الحميد، وصية الشهيد على الهواء مباشرة، قائلا: (أوصيكم عند موتي أن تعجلوا بدفني ولا تدفنوني إلا بعد تسديد ديوني وياريت تخرجوا مبلغ كبير عني علشان لو فيه ديون ناسيها)
آخر الوصايا كانت من الشهيد ملازم أول مهندس محمد لاشين، ابن مدينة كفر الزيات بالغربية، شهيد العملية "سيناء 2018"، التي قام بكتابتها قبل استشهاده بساعات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، وأدمت قلوب أهالي الغربية، وكل من تلقى الخبر وعلم به.
وجاءت وصية الشهيد بقوله «حين أتوفى لا تتركوني ولا تبكوا عليّ، لا أحب الوحدة والظلام، تحدثوا معي بالدعاء، واجعلوا قبري نورًا، فربما رحيلي قريبًا.. وصية وليست رسالة»
محدش يعيط
الأمر ذاته تكرر مع الشهيد مجند شعبان عبد العظيم الذي استشهد خلال مداهمات عسكرية ضد معاقل تنظيم "بيت المقدس" في اشتباكات دارت لأكثر من ساعتين جنوب مدينة الشيخ زويد في مايو 2015.
كلمات الشهيد وضعها في قالب وداعي أثناء مصافحته أسرته في آخر زيارة قبل ذهابه إلى سيناء، وكانت آخر كلماته لهم كما كشفت الأسرة بعد وفاته «سبوها على الله، محدش يعيط عليَّ وسيبوها على الله»
تسديد الديون
أما وصية محمد هارون، الذي استشهد في فبراير 2015، أثناء تأدية عمله بتفكيك العبوات الناسفة مع قوات الأمن في منطقة الجورة بالشيخ زويد، فكان لإخلاء ذمته أمام الله قبل لقائه، فاهتم بكتابة وصيته قبل وفاته، وعرضها برنامج "البيت بيتك" بعد وفاته. وتلا الإعلامي عمرو عبد الحميد، وصية الشهيد على الهواء مباشرة، قائلا: (أوصيكم عند موتي أن تعجلوا بدفني ولا تدفنوني إلا بعد تسديد ديوني وياريت تخرجوا مبلغ كبير عني علشان لو فيه ديون ناسيها)
والدة شهيد المنيا: جاءتنى رؤيا فى المنام تبشرنى باستشهاد ابنى
هنا ولد فراج محمد محمود المجند شهيد القوات المسلحة داخل قرية
أبوغرير التابعة لمركز أبوقرقاص فى منزل بسيط تم بناؤه بالطوب اللبن لأسرة بالكاد
تجد قوت يومها
نزل خبر استشهاد فراج كالصاعقة على والدته والتى علمت به متأخرا بعد
ساعات طويلة من معرفة الأب وذلك نتيجة تماسك الأب وخوفه عليها من الصدمة، ولكن كان
لابد أن تعرف الأم وعند تلك اللحظة تلعثم لسانها بالكلام وسقطت على الأرض مغشيا
عليها وعندما أفاقت من الغيبوبة وجدت نفسها لا تقوى على الحركة.
تقول أم الشهيد: "لم أستطع تحمل خبر استشهاد نجلى فلم
أشعر بنفسى بعد سماع الخبر إلا وأنا فى الفراش والناس من حولى، شعرت أن قدمى لا
تحملنى لأخرج ولكنى تماسكت حتى ألقى نظرة الوداع الأخيرة على نجلى وهو يخرج من
المسجد إلى سيارة الإسعاف فى آخر رحلة له بدون عودة".
وأضافت: "لست أعلم كان هناك شىء يراودنى فى الأحلام كل
يوم حتى ليله سماعنا خبر استشهاده وهو رؤية الدماء على السرير، وبعد تلك الكلمات
غابت الأم من جديد عن الوعى وهى تتمتم: "أنت فين يا فراج تعالى شيل امك وخدنى
للدكتور". وقال الوالد محمد محمود، 53 سنة، بالمعاش: "فراج أصغر أبنائى
وهم، خالد 26 سنة الأكبر، ويليه ياسين 24 سنة، وشقيقة واحدة، وكان خفيف الظل يحب
أن يمزح مع الجميع، وفى نفس الوقت له شخصية قوية كلها إصرار وتحدٍّ وحسم، وكنت
أشعر بأنه سيكون شهيدًا وهو أيضًا كان دائمًا يشعر ويتمنى الشهادة".
وأضاف الوالد: "كان عامود المنزل، وعمله الأساسي قبل
التجنيد نجار مسلح، وباقي أبنائى يعملون بالأجر فى الحقول باليومية، وليس لديهم
مصدر دخل ثابت، وكان هو أكثر من يشعر بى ولا يتركنى فى محنه حتى أتكلم ".
ويروى الأب باكيًا تفاصيل آخر لقاء بينه ونجله الشهيد قائلًا:
"صام معى آخر 12 يوما فى شهر رمضان، ثم سافر إلى وحدته فى ثانى أيام عيد
الفطر
انه الإيمان ودوافعه عباد الله وما أروع
أن يبادل هذا المجتمع ذلك الشهيد الوفاء بالوفاء، وأن يتحرك بجد لكي يسعد أهله
بتلك الحياة التي سعى إليها بدمه رحم الله شهدائنا وحفظ بلادنا
الدعاء ......................... وأقم الصلاة
[1] مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ
المنهاجالفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، دار الفكر، ط2، 1405هـ، ج2ص555.