من دلائل محبة النبي ﷺ كثرة الصلاة عليه للشيخ أحمد أبو عيد









أو








 




الحمد لله الذي يعطى ويمنع، ويخفض ويرفع، ويضر وينفع، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع، يكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار، يعلم الأسرار، ويقبل الأعذار، وكل شيء عنده بمقدار.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

فكم لله من لطف خفي

**

يدق خفاه عن فهم الذكي

أمل تساق به صباحا

**

فتأتيك المسرة بالعشيِّ

وكم يسر أتى من بعد عسر

**

ففرج كرة القلب الشجي

إذا ضاقت بك الأحوال يوما

**

فلذ بالله الواحد العليِّ

إليك إله الخلق ارفع رغبتي

**

وأنا يا ذا المن والجود مجرما

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي

**

جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظم ذنبي فلما قارنته بعفوك

**

ربي كان عفوك أعظم

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيب

يا مصطفي ولأنت ساكن مهجتي     

**

روحي فداك وكل ما ملكت يدي



إني وقفت لنصر دينك همتي          

**

وسعادتي إلا بغيرك اقتدي    




  

لك معجزات باهرات جمة             

**

واجلها القران خير مؤيدي   
 

ما حرفت أو غيرت كلماته             

**

شلت يد الجاني وشاه المعتدي

قد لامني فيك الكفور ولو درى        

**

نعم الغرام بك لكان مؤيدي         

يا رب صلِّ علي الحبيب محمد      
      

**

واجعله شافعنا بفضلك في غدي

وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

العناصر:

أولًا: فضل الصلاة والسلام على رسول الله r

ثانيًا: مواطن الصلاة والسلام على رسول الله r

ثالثًا: التحذير من ترك الصلاة عليه r

 

الموضوع

أولًا: فضل الصلاة والسلام على رسول الله r

أمر الله بها: قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ﴿الأحزاب 65﴾ ، ومعنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه بين الملائكة وفي الملأ الأعلى، وكذلك: ﴿الصلاة من الله رحمته ورضوانه، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره﴾.

قال ابن كثير رحمه الله: ﴿المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً﴾ ﴿[1].

قال ابن عبد السلام: ﴿ليست صلاتنا على النبي r شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه r، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام﴾.

صلى عليه الله في ملكوته


**

ما قام عبد في الصلاة وكبرا

صلى عليه الله في ملكوته

**

ما عاقب الليل النهار وأدبرا

صلى عليه الله في ملكوته

**

ما دارت الأفلاك أو نجم سرا

وعليه من لدن الإله تحية

**

روح وريحان بطيب أثمرا

وقال آخر

الله زاد محمدا تكريمــــــــــــا

**

وحباه فضلا من لدنه عظيما



واختصه في المرسلين كريما

**

ذا رأفة بالمؤمنين رحيمــــا




  

صلوا عليه وسلموا تسليما

**

صلوا عليه وسلموا تسليما
 

مغفرة الذنوب وذهاب كافة الهموم: عن أُبَيِّ بن كعبٍ: كَانَ رسول الله r إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ قَامَ، فَقَالَ: ﴾يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللهَ، جَاءتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ﴾ قُلْتُ: يَا رسول الله، إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: ﴾مَا شِئْتَ﴾ قُلْتُ: الرُّبُع، قَال: ﴾مَا شِئْتَ، فَإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ﴾ قُلْتُ: فَالنِّصْف؟ قَالَ: ﴾مَا شِئْتَ، فَإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ﴾ قُلْتُ: فالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: ﴾مَا شِئْتَ، فَإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ﴾ قُلْتُ: أجعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: ﴾إذاً تُكْفى هَمَّكَ، وَيُغْفَر لَكَ ذَنْبكَ﴾ ﴿[2]

قال الملا علي القاري ﴿[3]:  ﴿أجعل لك صلاتي كلها﴾ أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي

 كنت أدعو فيه لنفسي. ﴿تكفي همك﴾ قال الأبهري: أي إذا صرفت جميع زمان دعائك في الصلاة عليّ كفيت ما يهمك.

وقال التور بشتى: معنى الحديث كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي.

فقال: ﴿إذن تكفي همك﴾ أي ما أهمك من أمر دينك ودنياك؛ وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله وتعظيم الرسول، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه ﴾، فمهما كان بك من هم فأكثر من الصلاة على رسول الله بقلب حاضر وتأكد ان الله على كل شيء قدير.

ويذكر الشيخ صالح المغامسي: انه تعرض الشيخ لأزمة صحية في القلب أدت إلى خضوعه لعملية جراحية في القلب ، وبعد انتهاء العملية الجراحية حدثت له قصة غريبة ومؤثرة للغاية تتجلى في عظمة وقدرة الله تعالى الذي بيده كل شيء ، فقد روى الشيخ بأنه بعد مرور 24 ساعة على إفاقته من البنج ، لاحظ الممرض الذي يتابع حالة الشيخ المرضية ، بأن هناك شيئا ما في الدم فأخبر الطبيب المختص بما رآه ثم تجمع حوله 14 طبيب آخر حتى أن الشيخ بدأ يخاف مما يجري وذلك لتغير وجوه وتعابير الأطباء حوله كما أنه رأى الأجهزة المحيطة به تعطي إشارات غير مطمئنة ، وبعد اجتماع الأطباء أتى إليه الاستشاري الدكتور آدم ليري وهو المسئول عن العملية الجراحية ، وأخبرهم بأن هناك دم متجمد تجمع على القلب بعد العملية ، فأخبر الطبيب الشيخ صالح بأنهم سيعيدونه إلى العناية المركزة لإجراء عملية فتح قلب أخرى لأن الدم المتجمع يعرضه للخطر ولذلك يجب أن يتم إخراج الدم المتجمع على القلب ، فصعق الشيخ من سماع هذا الخبر فبدأ يردد الشهادة ويقول ﴿ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ووافق على إجراء العملية وفي تلك اللحظة قالت ممرضة لبنانية الجنسية وهي كانت متعاطفة جدا لحالته لأنها كانت قد رأته وهو فرح بعد خروجه من العملية وأحزنها عودته ثانية بعد يوم واحد لخضوع لعملية أخرى ، فقالت له وقتها يا صالح ، صلي على النبي وربي يفرجها  فرد عليها الشيخ صالح قائلا ﴿ اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ﴾ واستطرد الشيخ مكملا روايته وهو يحلف بالله بأن شيئا ما قد تغير فجأة حيث أن الأجهزة بدأت تتغير وتم استدعاء الدكتور آدم مرة أخرى وعند رؤيته للشاشة استغرب وتفاجأ الجميع بما فيهم الشيخ صالح بأن كل الدم المتجمع قد نزل ! ووقتها بكى الشيخ لشدة تأثره بما حدث.

مضاعفة الأجر والثواب: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r-قَالَ ﴿مَنْ صَلَّى عَلَىَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا﴾ ﴿[4].

رفع الدرجات وتكفير السيئات: عن أنس قال: قال رسول الله r: ﴿ من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات ﴾ ﴿[5]﴾.

شفاعة النبي له: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ -r-يَقُولُ ﴿إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ

 فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَىَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِىَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِى الْجَنَّةِ لاَ تنبغي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِىَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ﴾ ([6]).

وعن جابر بن عبد الله t أن رسول الله r قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة﴾ ﴿[7]

إذا أردت أن تفـوز وتـرتـقي

**

درج العلى أو تنال منه رضاه



أدم الصلاة على محمد الـذي

**

لولاه مـا فـتح المكـبر فـاه




  

وله الوسيلة واللـواء وكوثـر

**

يروى الورى وكذا يكون الجاه
 

هم أولى الناس بالنبي rعن ابن مسعود -t -: أنَّ رسول الله -r -قَالَ: ﴿أَوْلَى النَّاسِ بِي يَومَ القِيَامَةِ أكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً﴾ ﴿[8]﴾.

معرفة رسول الله r لمن يصلي عليه: عن عبد الله هو ابن مسعود عن النبي rقال: ﴿إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام﴾ ﴿[9] ،وعن أيوب قال: ﴿ بلغني والله أعلم أن ملكا موكل بكل من صلى على النبي r حتى يبلغه النبي r﴾ ﴿[10]

هذا النَّبِيُّ محمَّدٌ خَيْرُ الوَرَى

**

ونَبِيُّهُمْ وبِهِ تَشَرَّفَ ءادَمُ



هُوَ في المَدينَةِ ثاوِيًا بِضَريحِهِ

**

حَقًّا وَيَسْمَعُ مَنْ عَلَيْهِ يُسَلّمُ




  

وإِذا تَوَسَّلَ مُسْتَضامٌ لله بِاسْمِهِ

**

زالَ الذي مِنْ أَجْلِهِ يَتَوَهَّمُ
 

صَلَّى عَليْهِ الله جلَّ جلالُهُ

**

ما راحَ حَادٍ باسْمِهِ يَتَرَنَّمُ

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان: عن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه: أن رسول الله r جاء يوما والبشر يرى في وجهه فقالوا يا رسول الله إنا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه قال: ﴿أجل إنه أتاني ملك فقال يا محمد إن ربك يقول أما يرضيك ألا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ولا سلم عليك إلا سلمت عليه عشرا﴾ ﴿[11]

صلاة الملائكة عليه: وعن عامر بن ربيعة عن أبيه t قال سمعت رسول الله r يخطب ويقول ﴿من صلى عليَّ صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر﴾ ﴿[12]

ذكر ابن القيم t 40 فائدة للصلاة عليه r

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه ﴿جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام r ﴾ أربعين فائدة للصلاة على النبي r وهي:

﴿1﴾ امتثال أمر الله.                                           ﴿2﴾ موافقة الملائكة فيها.                           

﴿3﴾ موافقة الله سبحانه وتعالى في الصلاة على النبي r، وإن اختلفت الصلاتان.                        

﴿4﴾ الحصول على عشر صلوات من الله تعالى على المصلي مرة واحدة.

﴿5﴾ يرفع العبد بها عشر درجات.                          ﴿6﴾ يكتب له بها عشر حسنات.

﴿7﴾ يمحى له بها عشر سيئات.                             ﴿8﴾ أنها سبب في إجابة الدعاء.

﴿9﴾ سبب حصول شفاعة المصطفى r                   ﴿10﴾ سبب لغفران الذنوب.

﴿11﴾ سبب لكفاية الله سبحانه وتعالى العبد ما أهمه.  ﴿12﴾ قرب العبد من النبي r يوم القيامة.

﴿13﴾ قيام الصلاة مقام الصدقة لذي العسرة.            ﴿14﴾ سبب لقضاء الحوائج.

﴿15﴾ سبب لصلاة الله وملائكته عليه.                    ﴿16﴾ سبب زكاة المصلي وطهارة له.

﴿17﴾ سبب تبشير العبد بالجنة قبل موته.               ﴿18﴾ سبب النجاة من أهوال يوم القيامة.

﴿19﴾ سبب تذكر العبد ما نسيه.                        

﴿20﴾ سبب رد سلام النبي r على المصلي والمسلم عليه.                         

﴿21﴾ سبب طيب المجلس فلا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.

﴿22﴾ سبب نفي الفقر.                                      ﴿23﴾ سبب نفي البخل عن العبد.

﴿24﴾ سبب نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف.         

﴿25﴾ سبب طريق الجنة، لأنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة، وتخطئ بتاركها عن طريقها.

﴿26﴾ النجاة من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله r

﴿27﴾ سبب تمام الكلام في الخطب وغيرها.      ﴿28﴾ سبب وفور ﴿كثرة﴾ نور العبد على الصراط.                                                   ﴿29﴾ سبب خروج العبد من الجفاء.                  

﴿30﴾ سبب لإبقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض.

﴿31﴾ سبب البركة على المصلي.                      ﴿32﴾ سبب نيل رحمة الله تعالى.

﴿33﴾ سبب دوام محبة الرسول r                    ﴿34﴾ سبب دوام محبة الرسول r للمصلي.

﴿35﴾ سبب هداية العبد وحياة قلبه.                   ﴿36﴾ سبب عرض اسم المصلى على النبي r

﴿37﴾ سبب تثبيت القدم على الصراط.               ﴿38﴾ سبب أداء بعض حق المصطفى r

﴿39﴾ أنها متضمنة لذكر الله وشكره تعالى. 

﴿40﴾ أنها دعاء لأنها سؤال الله عز وجل أن يثني على خليله r، أو سؤال العبد لحوائجه ومهماته

كيفية الصلاة على رسول الله r : عَنِ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ لَقِيَنِى كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ أَلاَ أُهْدِى لَكَ هَدِيَّةً خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -r- فَقُلْنَا قَدْ عَرَفْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ ﴿ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ

مَجِيدٌ ﴾ ﴿[13]﴾  ، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ أَخْبَرَنِى أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِىُّ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ ﴿قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ ﴿[14]، وقال النووي: ﴾إذا صلى أحدكم على النبي -r -فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على  أحدهما، فلا يقل: ﴿r﴾ فقط، ولا ﴿u﴾ فقط﴾ ﴿[15].

ثانيًا: مواطن الصلاة والسلام على رسول الله r

بعد الآذان: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ -r-يَقُولُ ﴿إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَىَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِىَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِى الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِى إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِىَ

 الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ﴾ ﴿[16]﴾.

عند الدعاء: عن فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ - t - ، قَالَ : سَمِعَ رسُولُ الله - r - ، رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ الله تَعَالَى ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبيِّ - r - ، فَقَالَ رسُولُ الله r: ﴿ عَجِلَ هَذَا ﴾ ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ - أَوْ لِغَيْرِهِ - : ﴿ إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ - r - ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ ﴾ ﴿[17].

وقال رسول الله r: ﴿إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله ثم ليصل على النبي r ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح﴾ ﴿[18]﴾. ، وقال النووي: أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم بالصلاة على رسول الله r، وكذلك يختم الدعاء بهما﴾.

في التشهد: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَقُولُ فِى الصَّلاَةِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ r السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -r- ذَاتَ يَوْمٍ ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِى الصَّلاَةِ فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ﴾ ﴿[19].

يوم الجمعة: وعن أوس بن أوس t، قَالَ: قَالَ رسولُ الله r﴿إنَّ مِنْ أفْضَلِ أيَّامِكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، فَأكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ﴾. قَالَ: قالوا: يَا رسول الله، وَكَيفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ ؟! قَالَ: يقولُ بَلِيتَ. قَالَ: ﴿إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ﴾ ﴿[20]﴾.

ولقد قال الشافعي رحمه الله: ﴿أحب كثرة الصلاة على النبي rفي كل حال وأمّا في يوم الجمعة وليلتها أشدُّ استحباباً﴾.

عند دخول المسجد: عن أبي هريرة: أن رسول الله r قال: ﴿إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي r وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي r وليقل: اللهم أجرني من الشيطان الرجيم﴾ ﴿[21]

في الحج والعمرة: كان عمر بن الخطاب يقول: ﴿إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا وصلوا عند المقام

ركعتين ثم أتوا الصفا فقوموا من حيث ترون البيت فكبروا سبع تكبيرات بين كل تكبيرتين حمد لله

 وثناء عليه وصلاة على النبي r ومسألة لنفسك وعلى المروة مثل ذلك﴾ ﴿[22]

في صلاة الجنازة: عن سعيد بن المسيب قال: إن السنة في صلاة الجنازة أن يقرأ بفاتحة الكتاب ويصلي  على النبي r ثم يخلص الدعاء للميت متى يفرغ ولا يقرأ إلا مرة واحدة ثم يسلم في نفسه، وعن الشعبي قال: أول تكبيرة من الصلاة على الجنازة ثناء على الله عز وجل والثانية صلاة على النبي r والثالثة دعاء للميت والرابعة السلام ﴾ ﴿[23] ، وقال الشافعي واحمد في المشهور من مذهبهما إنها واجبة في صلاة الجنازة لا تصح إلا بها ورواه البيهقي عن عبادة بن الصامت وغيره من الصحابة وقال مالك وابو حنيفة تستحب وليست بواجبة وهو وجه لأصحاب الشافعي

عند نشر العلم والوعظ وقراءة الحديث: الصلاة على النبي r عند نشر العلم والوعظ وقراءة الحديث ابتداء وانتهاء متأكد لمن وصف بوصف التبليغ عن رسول الله r، فيفتح كلامه بحمد الله والثناء عليه وتمجيده والاعتراف له بالوحدانية وتعريف حقوقه على العباد، ثم بالصلاة على رسول الله r وتمجيده والثناء عليه، وأن يختم ذلك أيضاً بالصلاة عليه r تسليماً.

قال ابن الصلاح ينبغي أن يحافظ على الصلاة والتسليم عند ذكره r، وألا يسأم من تكرير ذلك عند تكريره، وكتبته، ومن أغفل ذلك حرم حظاً عظيماً، وما نكتبه من ذلك فهو دعاء نثبته لا كلام نرويه، فلا تتقيد بالرواية، ولا تقتصر فيه على ما في الأصل، وهكذا في الأمر في الثناء على الله عند ذكر اسمه عز وجل، وقال النووي في الأذكار: يستحب لقارئ الحديث وغيره ممن في معناه إذا ذكر رسول الله r أن يرفع صوته بالصلاة عليه والتسليم ولا يبالغ في الرفع مبالغة فاحشة.

الصلاة عليه عند كتابة الفتيا: قال النووي رحمه الله في الروضة من زوائده: يستحب عند إرادة الإفتاء أن يستعيذ من الشيطان، ويسمي الله تعالى ويحمده، ويصلي على النبي r، ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه: 25]، ثم قال: إذا كان السائل قد أغفل الدعاء أو الحمد والصلاة على رسول الله r في آخر الفتوى ألحق المفتي ذلك بخطه، فإن العادة جارية به.

عند اجتماع القوم وقبل تفرقهم: عن أبي هريرة t قال: قال أبو القاسم r: ﴿أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على نبيه r إلا كانت عليهم من الله تره إن

 شاء الله عذبهم وإن شاء غفر لهم﴾ ﴿[24]

إذا ما شئت في الدارين تسعد

**

فأكثر في الصلاة على محمد



وان شئت قبـول لها يقيـنا

**

فاختم بالصلاة على محـمد




  

وقل يا رب لا تقطع رجائي

**

وكن لي بالصلاة على محمد
 

في أيِّ مكان وأيِّ وقت: عن أَبي هريرة -t -، قَالَ: قَالَ رسول الله r: ﴿لا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ﴾ ﴿[25]، قوله: ﴿ولا تجعلوا قبري عيدا﴾. العيد: ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان ومكان. قوله: ﴿وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم﴾. يشير بذلك إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام، يحصل مع قربكم من قبري، وبعدكم فلا حاجة لكم إلى اتخاذه عيدا ﴿[26].

ثالثًا: التحذير من ترك الصلاة عليه

خاب وخسر من لم يصلِّ على رسول الله rعن أَبي هريرة t قَالَ: قَالَ رسول الله r: ﴾رَغِمَ أنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ﴾ ﴿[27].  ﴿أي لصق بالرغام وهو التراب، وهو كناية عن الذل والحقارة﴾

هو البخيل: عن عليّ t، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ r: ﴾البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ﴾ ﴿[28]﴾.

خطئ طريق الجنة: وعن حسين بن علي t قال قال رسول الله r ﴿من ذكرت عنده فخطئ الصلاة عليَّ خطئ طريق الجنة﴾ ﴿[29]

التعرض لعذاب الله: عن أبي هريرة t قال: قال أبو القاسم r: ﴿أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على نبيه r إلا كانت عليهم من الله تره إن شاء الله عذبهم وإن شاء غفر لهم﴾ ﴿[30]  ﴿والترة: الباطل وهو الصَّغار والبعد عن الجادة يوم القيامة﴾

فنسأله سبحانه ان يعيننا على طاعته والصلاة والسلام على رسوله r، وأن يجمعنا به الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

%%%%%%%%

 



([1]) تفسير ابن كثير

([2]) صحيح سنن الترمذي

([3])مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح

([4]) صحيح مسلم

([5]) مشكاة المصابيح. صحيح

([6]) صحيح مسلم

([7]) صحيح البخاري

([8]) صحيح سنن الترمذي

([9]) السلسلة الصحيحة

([10]) صحيح فضل الصلاة على رسول الله للألباني

([11]) فضل الصلاة على رسول الله للألباني "صحيح لغيره"

([12]) صحيح الترغيب والترهيب  

([13]) صحيح مسلم

([14]) صحيح مسلم

([15]) الأذكار للنووي

([16]) صحيح مسلم

([17]) صحيح سنن الترمذي  

([18]) السلسلة الصحيحة  

([19]) متفق عليه

([20]) صحيح سنن الترمذي

([21]) صحيح الجامع  

([22])فضل الصلاة على رسول الله للألباني "صحيح "

([23])فضل الصلاة على رسول الله للألباني "صحيح "

([24]) صحيح الجامع

([25]) صحيح الجامع

([26]) الكلم الطيب

([27]) صحيح الترغيب والترهيب

([28]) صحيح سنن الترمذي

([29]) صحيح الترغيب والترهيب

([30]) صحيح الجامع

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات